

رياضة
مدرب ذكي ومجموعة منضبطة.. الوصفة السحرية للتتويج بـ”الكان”
ونحن على أبواب منافسات كأس افريقيا والتي تستضيفها ساحل العاج انطلاقا من 13 من الشهر الجاري، كان لزاما علينا أن نتحدث عن أمر جميل افتقدناه داخل المنتخب منذ كان تونس 2004، وهو الجو الذي يسود داخل معسكر المنتخب من تآخي وتركيز كبير بين اللاعبين والطاقم، قبيل بداية الكان التي يطمح الجميع لإحرازها خصوصا وأن خزانة الأسود افتقدت للقب القاري منذ سنة 1976 أي مايقارب 48 سنة .
وحسب العديد من المحللين واللاعبين القدامى الذين سبق لهم حمل القميص الوطني فإن سبب فشل الأسود في بعض المشاركات السابقة في "الكان" كان هو الجو داخل المجموعة وخصوصا داخل غرفة تغيير الملابس.
فإن عدنا بالذاكرة الى 20 عاما الماضية نتذكر أن المجموعة التي اختارها الناخب الوطني بادو الزاكي وطاقمه لخوض غمار كان تونس 2004 كانت ملتفة وأن كل الامور الانضباطية داخل غرفة الملابس كانت محسوبة بالملي، على الرغم من أن لا أحد أنذاك كان يراهن على أن أسود الأطلس سيتجاوزون الدور الاول خاصة مع وقوعهم في مجموعة قوية تضم كل من نيجيريا وجنوب افريقيا والبنين، ومع ذلك تمكن الاسود من تصدر المجموعة ب 7 نقاط بعد الفوز على نيجيريا ب 1-0 واكتساح البنين ب 4-0 والتعادل مع جنوب افريقيا 1-1 ليبلغ الاسود دور الربع، ويتمكنوا من هزم الجزائر 3-1 في مباراة أقل ما يقال عنها، أنها للتاريخ ليبلغ بعدها اسود الاطلس دور النصف النهائي ويتمكنوا من سحق المنتخب المالي 4-0 ليبلغوا المباراة النهائية لاول مرة، قبل أن ينهزموا أمام المنتخب التونسي ب 2-1 .
وصول المنتخب الوطني إلى نهائي "الكان"، رفع سقف طموحات الشارع الكروي المغربي، في التتويج بـ"الاميرة السمراء" وهذه المرة بـ"كان مصر 2006" لكن ولسوء الحظ فشل الاسود في بلوغ مونديال المانيا 2006 لتتم بعدها إقالة بادو الزاكي والارتباط في اخر لحظة بالناخب الوطني محمد فاخر بعدما تخلى الفرنسي فيليب تروسي على العارضة التقنية لاسود الاطلس أياما قبل كأس افريقيا .
عقدة الدور الأول...
محمد فاخر الذي لم يكن موفقا حتى في اختيار الائحة النهائية التي ستخوض غمار المنافسات الافريقية، والدليل هو خروج الاسود من الباب الخلفي للمنافسة في اسوء مشاركة للمنتخب كانت بدايتها هزيمة امام الكوديفوار 1-0 وتعادل سلبي امام مصر وليبيا دون تسجيل المنتخب لاي هدف خلال هذه المشاركة.
ولان الجامعة المغربية لكرة القدم انذاك كانت تعشق المدرسة الفرنسية، تم من جديد التعاقد مع المدرب الفرنسي هنري ميشيل للإشراف على المنتخب في "كان غانا 2008"، والتي كان الجميع يراهن على تتويج الاسود بها خصوصا بعد النتائج الايجابية التي حققها رفاق مروان الشماخ في المباريات التحضيرية قبل الكان، التعادل امام فرنسا 2-2 والفوز على السينغال 3-0 وعلى زامبيا 1-0. ليدخل بعدها الاسود دائرة المنافسة كواحد من ابرز المرشحين خصوصا بعد اكتساح ناميبيا في المباراة الاولى 5-1 لتكبر بعدها الاطماع في تحقيق اللقب، لكن قبل المباراة الثانية امام غينيا وقع ما لم يكن في الحسبان فوضى داخل معسكر المنتخب وصراع كبير كان نجماه المدافع طلال القرقوري والمدرب هنري ميشيل، والنتيجة هزيمة قاسية امام منتخب غينيا 3-2 تليها هزيمة اخرى امام منتخب غانا 2-0 واقصاء اخر جديد من الدور الاول في مشهد كان قاسيا على الكرة المغربية.ليغيب الاسود بعدها عن نسخة أنغولا 2010 بعد فشل كبير عاشته الكرة في المغرب حينها.
وبعد هذه الفترة، جاءت حقبة المدرب الذي طال انتظار وصوله لكن بدون فائدة تذكر، البلجيكي ايريك غيريس الذي لم نحقق معه شيء سوى صراخه في وجه الاعلام المغربي ومشاكله مع عادل تاعرابت، بالاضافة الى المشاكل داخل المجموعة مابين المحترفين والمحليين، بل تعدى الامر ذلك بعد ان اضحى معسكر الاسود ينقسم الى مجموعات صغيرة بين محترفي هولندا ومحترفي فرنسا وبلجيكا، والنتيجة اقصاء آخر مذل من الدور الاول لـ"كان غينيا الاستوائية والغابون" بعد هزيمة في المباراة الاولى امام تونس 2-1 وهزيمة اخرى امام الغابون 3-2 وفوز صغير امام منتخب النيجر 1-0، لتكون هذه النسخة التي يقصى فيها اسود الاطلس بعد لعب مبارتين ويخرج بعدها غيريس بجملة مستفزة مفادها "أن التتويج بكأس افريقيا يحتاج الى الرجال" .
بعد ذلك ستأتي "كان جنوب افريقيا 2013" بناخب وطني جديد، رشيد الطاوسي الاطار الوطني الذي ظل يبحث عن النواة، تسلم زمام الاشراف على المنتخب اياما قبل العرس الافريقي، وكان في خرجاته الاعلامية الكثيرة يقول نحن ذاهبون للكان من اجل المنافسة على اللقب الشيء الذي لم نراه ونحن نودع البطولة كالعادة من الدور الاول بعد تعادل سلبي مع انغولا وتعادلين ايجابيين أمام الراس الاخضر 1-1 وجنوب افريقيا 2-2. ليستمر الحديث بعدها عن أسباب توالي خروج الأسود من الدور الاول.
بدايات جديدة...
بعد نكسات المنتخب خلال الفترات السالفة الذكر، سيتلقى الشارع المغربي، الخبر الذي احدث نقلة في الكرة المغربية، يتعلق الأمر بتعاقد الجامعة المغربية لكرة القدم مع الثعلب الفرنسي هيرفي رونار، الذي سبق له التتويج مرتين بالتاج الافريقي مع كل من زامبيا وكوت ديفوار؛ وكان الهدف من هذا التعاقد التأهل لكاس العالم روسيا 2018 ولعب أدوار متقدمة في "كان الغابون 2017" وإحراز لقب "كان مصر 2019".
أشهر بعد التعاقد مع الثعلب الفرنسي رونار بتاريخ 11 فبراير 2016، سيتوجه أسود الاطلس إلى الغابون بعد أن وضعتهم القرعة في مجموعة قوية تضم حامل اللقب ساحل العاج ومنتخب الطوغو ومنتخب الكونغو الديمقراطية، لكن قبيل "الكان" تفاجأ الشارع المغربي بسوء العلاقة بين هيرفي رونار وحكيم زياش، الذي أصبح خارج حسابات الثعلب الفرنس الشيء الذي أثر على اداء المنتخب، رغم بلوغه دور الربع النهائي بعد احتلاله الرتبة الثانية في مجموعته، بعد هزيمة امام الكونغو الديمقراطية 0-1 وفوز على الطوغو 3-2 وفوز على الكوت ديفوار 1-0، ليواجه الاسود بعد ذلك منتخب مصر في دور الربع، وهي المباراة التي سيطر فيها الاسود عرضا وطولا، لكن خبرة الفراعنة وسوء تقدير العميد مهدي بنعطية لكرة طائشة تسببت في إنهاء رحلة الأسود في "كان الغابون 2017"، وذلك بعد تسجيل محمود كهربا لهدف قاتل في آخر الدقائق، ليغادر هذه المرة من دور الربع.
كان مصر 2019 خيبة أمل جديدة لكرة القدم الوطنية...
راهن الشارع المغربي على "كان 2019" بمصر، لإحراز اللقب، حيث كان الجميع يرشح الأسود للتتويج بها، خصوصا بعد التأهل إلى مونديال روسيا وحفاظ هيرفي رونار على التركيبة البشرية التي كان يؤمن بها في التتويج باللقب، والتي مكنته من التأهل إلى الدور الثاني بالعلامة الكاملة 9 نقاط، بعد الفوز على ناميبيا 1-0 والفوز على ساحل العاج 1-0 والفوز على جنوب افريقيا 1-0، لتأتي بعدها المفاجئة السيئة للجمهور المغربي وهي الاقصاء أمام منتخب البنين الذي تأهل للدور الثاني كواحد من أفضل الثوالث، الشيء الذي لم يتقبله الجمهور المغربي خصوصا أن بعض خيارات هيرفي رونار لم يكن الجميع يوافق عليها، بالاضافة إلى الفوضى والتسيب اللذان كانا يعمان معسكر الأسود، وهو ما تعكسه قضية عبد الرزاق حمد الله الذي غادر معسكر الأسود قبل بداية الكان، وأيضا السهرة التي قضاها بعض لاعبي المنتخب بعد التأهل إلى الدور الثاني والتي شهدت عراكا بين مدافع المنتخب مروان داكوستا ونادل مصري بأحد المطاعم، وهي الحادثة التي كانت حديث الصحافة أنذاك. لتنتهي بعد ذلك فترة هيرفي رونار، ويتبخر مع ذهابه حلم تتويج المنتخب الوطني باللقب القاري.
فترة البوسني وحيد خاليلوزيتش...
بعد فك الإرتباط مع هيرفي رونار، سيبدأ أسود الاطلس فترة أخرى لكن هذه المرة مع ناخب جديد، البوسني وحيد خاليلوزيتش، المدرب الذي لم يكن الشارع الكروي المغربي راضيا عنه بغض النظر عن النتائج التي حققها، اضافة الى مشاكله مع توابث المنتخب مثل حكيم زياش ونصير مزراوي وأمين حاريث.
المدرب البوسني، سيتوجه مع المنتخب إلى "كان الكاميرون 2021"، الكان التي تحسر عليها الجميع بسبب تعنت وحيد في اختياراته، ما أدى إلى اقصائنا من دور الربع النهائي. فبعد تصدر المجموعة بعد فوزين امام غانا وجزر القمر وتعادل صعب امام الغابون، تمكن اسود الاطلس من التغلب على منتخب مالاوي ليبلغوا بعد ذلك دور الربع النهائي، حيث سيجدون في مواجهتهم فراعنة مصر في مباراة كان الجميع يرشح الاسود للفوز بها، لكن سوء قراءة وحيد للمباراة أدى بنا إلى الاقصاء رغم تقدم الاسود في النتيجة منذ الدقائق الاولى للمباراة، ليتمكن بعدها زملاء محمد صلاح من تحقيق التعادل والرجوع في المباراة وتحقيق الفوز في الوقت الاضافي، ليتبخر من جديد حلم تتويج الاسود باللقب القاري.
وان بحثنا في تاريخ الكرة الافريقية خصوصا من ناحية المتوجين باللقب القاري، نجد ان جل المتوجين ركزوا على شيئين اساسين داخل المجموعة، الانضباط واللحمة داخل الفريق والجو الذي يسود داخل مستودع الملابس بغض النظر على النجوم داخل الفريق ولنا أمثلة عديدة في المنتخبات التي توجت بالكان: مصر 2006 و 2008 و 2010، والجميع يتذكر كيف فشلت الكاميرون والكوت ديفوار بكامل نجومهم في التغلب على منتخب مصر في 3 نسخ متتالية، رغم ان نجوم هذه المنتخبات كانت أكثر قوة وصلابة وشهرة بالدوريات العالمية لكن فشلت في الفوز على فراعنة مصر.
ومن منا لا يتذكر كيف تمكن منتخب زامبيا من إحراز اللقب في نسخة 2012 التي لعبت بغينيا الاستوائية والغابون بعدما تغلبوا في المباراة النهائية على رفاق ديدي دروغبا، وذلك بفضل اللحمة التي كانت بين اللاعبين والطاقم التقني، وهو ما يبعث بالإرتياح ويجعلنا نستبشر خيرا، عند النظر إلى جو التآخي والتآزر واللحمة التي تسود معسكر أسود الأطلس، قبيل بداية "كان الكوت ديفوار 2023".
ونحن على أبواب منافسات كأس افريقيا والتي تستضيفها ساحل العاج انطلاقا من 13 من الشهر الجاري، كان لزاما علينا أن نتحدث عن أمر جميل افتقدناه داخل المنتخب منذ كان تونس 2004، وهو الجو الذي يسود داخل معسكر المنتخب من تآخي وتركيز كبير بين اللاعبين والطاقم، قبيل بداية الكان التي يطمح الجميع لإحرازها خصوصا وأن خزانة الأسود افتقدت للقب القاري منذ سنة 1976 أي مايقارب 48 سنة .
وحسب العديد من المحللين واللاعبين القدامى الذين سبق لهم حمل القميص الوطني فإن سبب فشل الأسود في بعض المشاركات السابقة في "الكان" كان هو الجو داخل المجموعة وخصوصا داخل غرفة تغيير الملابس.
فإن عدنا بالذاكرة الى 20 عاما الماضية نتذكر أن المجموعة التي اختارها الناخب الوطني بادو الزاكي وطاقمه لخوض غمار كان تونس 2004 كانت ملتفة وأن كل الامور الانضباطية داخل غرفة الملابس كانت محسوبة بالملي، على الرغم من أن لا أحد أنذاك كان يراهن على أن أسود الأطلس سيتجاوزون الدور الاول خاصة مع وقوعهم في مجموعة قوية تضم كل من نيجيريا وجنوب افريقيا والبنين، ومع ذلك تمكن الاسود من تصدر المجموعة ب 7 نقاط بعد الفوز على نيجيريا ب 1-0 واكتساح البنين ب 4-0 والتعادل مع جنوب افريقيا 1-1 ليبلغ الاسود دور الربع، ويتمكنوا من هزم الجزائر 3-1 في مباراة أقل ما يقال عنها، أنها للتاريخ ليبلغ بعدها اسود الاطلس دور النصف النهائي ويتمكنوا من سحق المنتخب المالي 4-0 ليبلغوا المباراة النهائية لاول مرة، قبل أن ينهزموا أمام المنتخب التونسي ب 2-1 .
وصول المنتخب الوطني إلى نهائي "الكان"، رفع سقف طموحات الشارع الكروي المغربي، في التتويج بـ"الاميرة السمراء" وهذه المرة بـ"كان مصر 2006" لكن ولسوء الحظ فشل الاسود في بلوغ مونديال المانيا 2006 لتتم بعدها إقالة بادو الزاكي والارتباط في اخر لحظة بالناخب الوطني محمد فاخر بعدما تخلى الفرنسي فيليب تروسي على العارضة التقنية لاسود الاطلس أياما قبل كأس افريقيا .
عقدة الدور الأول...
محمد فاخر الذي لم يكن موفقا حتى في اختيار الائحة النهائية التي ستخوض غمار المنافسات الافريقية، والدليل هو خروج الاسود من الباب الخلفي للمنافسة في اسوء مشاركة للمنتخب كانت بدايتها هزيمة امام الكوديفوار 1-0 وتعادل سلبي امام مصر وليبيا دون تسجيل المنتخب لاي هدف خلال هذه المشاركة.
ولان الجامعة المغربية لكرة القدم انذاك كانت تعشق المدرسة الفرنسية، تم من جديد التعاقد مع المدرب الفرنسي هنري ميشيل للإشراف على المنتخب في "كان غانا 2008"، والتي كان الجميع يراهن على تتويج الاسود بها خصوصا بعد النتائج الايجابية التي حققها رفاق مروان الشماخ في المباريات التحضيرية قبل الكان، التعادل امام فرنسا 2-2 والفوز على السينغال 3-0 وعلى زامبيا 1-0. ليدخل بعدها الاسود دائرة المنافسة كواحد من ابرز المرشحين خصوصا بعد اكتساح ناميبيا في المباراة الاولى 5-1 لتكبر بعدها الاطماع في تحقيق اللقب، لكن قبل المباراة الثانية امام غينيا وقع ما لم يكن في الحسبان فوضى داخل معسكر المنتخب وصراع كبير كان نجماه المدافع طلال القرقوري والمدرب هنري ميشيل، والنتيجة هزيمة قاسية امام منتخب غينيا 3-2 تليها هزيمة اخرى امام منتخب غانا 2-0 واقصاء اخر جديد من الدور الاول في مشهد كان قاسيا على الكرة المغربية.ليغيب الاسود بعدها عن نسخة أنغولا 2010 بعد فشل كبير عاشته الكرة في المغرب حينها.
وبعد هذه الفترة، جاءت حقبة المدرب الذي طال انتظار وصوله لكن بدون فائدة تذكر، البلجيكي ايريك غيريس الذي لم نحقق معه شيء سوى صراخه في وجه الاعلام المغربي ومشاكله مع عادل تاعرابت، بالاضافة الى المشاكل داخل المجموعة مابين المحترفين والمحليين، بل تعدى الامر ذلك بعد ان اضحى معسكر الاسود ينقسم الى مجموعات صغيرة بين محترفي هولندا ومحترفي فرنسا وبلجيكا، والنتيجة اقصاء آخر مذل من الدور الاول لـ"كان غينيا الاستوائية والغابون" بعد هزيمة في المباراة الاولى امام تونس 2-1 وهزيمة اخرى امام الغابون 3-2 وفوز صغير امام منتخب النيجر 1-0، لتكون هذه النسخة التي يقصى فيها اسود الاطلس بعد لعب مبارتين ويخرج بعدها غيريس بجملة مستفزة مفادها "أن التتويج بكأس افريقيا يحتاج الى الرجال" .
بعد ذلك ستأتي "كان جنوب افريقيا 2013" بناخب وطني جديد، رشيد الطاوسي الاطار الوطني الذي ظل يبحث عن النواة، تسلم زمام الاشراف على المنتخب اياما قبل العرس الافريقي، وكان في خرجاته الاعلامية الكثيرة يقول نحن ذاهبون للكان من اجل المنافسة على اللقب الشيء الذي لم نراه ونحن نودع البطولة كالعادة من الدور الاول بعد تعادل سلبي مع انغولا وتعادلين ايجابيين أمام الراس الاخضر 1-1 وجنوب افريقيا 2-2. ليستمر الحديث بعدها عن أسباب توالي خروج الأسود من الدور الاول.
بدايات جديدة...
بعد نكسات المنتخب خلال الفترات السالفة الذكر، سيتلقى الشارع المغربي، الخبر الذي احدث نقلة في الكرة المغربية، يتعلق الأمر بتعاقد الجامعة المغربية لكرة القدم مع الثعلب الفرنسي هيرفي رونار، الذي سبق له التتويج مرتين بالتاج الافريقي مع كل من زامبيا وكوت ديفوار؛ وكان الهدف من هذا التعاقد التأهل لكاس العالم روسيا 2018 ولعب أدوار متقدمة في "كان الغابون 2017" وإحراز لقب "كان مصر 2019".
أشهر بعد التعاقد مع الثعلب الفرنسي رونار بتاريخ 11 فبراير 2016، سيتوجه أسود الاطلس إلى الغابون بعد أن وضعتهم القرعة في مجموعة قوية تضم حامل اللقب ساحل العاج ومنتخب الطوغو ومنتخب الكونغو الديمقراطية، لكن قبيل "الكان" تفاجأ الشارع المغربي بسوء العلاقة بين هيرفي رونار وحكيم زياش، الذي أصبح خارج حسابات الثعلب الفرنس الشيء الذي أثر على اداء المنتخب، رغم بلوغه دور الربع النهائي بعد احتلاله الرتبة الثانية في مجموعته، بعد هزيمة امام الكونغو الديمقراطية 0-1 وفوز على الطوغو 3-2 وفوز على الكوت ديفوار 1-0، ليواجه الاسود بعد ذلك منتخب مصر في دور الربع، وهي المباراة التي سيطر فيها الاسود عرضا وطولا، لكن خبرة الفراعنة وسوء تقدير العميد مهدي بنعطية لكرة طائشة تسببت في إنهاء رحلة الأسود في "كان الغابون 2017"، وذلك بعد تسجيل محمود كهربا لهدف قاتل في آخر الدقائق، ليغادر هذه المرة من دور الربع.
كان مصر 2019 خيبة أمل جديدة لكرة القدم الوطنية...
راهن الشارع المغربي على "كان 2019" بمصر، لإحراز اللقب، حيث كان الجميع يرشح الأسود للتتويج بها، خصوصا بعد التأهل إلى مونديال روسيا وحفاظ هيرفي رونار على التركيبة البشرية التي كان يؤمن بها في التتويج باللقب، والتي مكنته من التأهل إلى الدور الثاني بالعلامة الكاملة 9 نقاط، بعد الفوز على ناميبيا 1-0 والفوز على ساحل العاج 1-0 والفوز على جنوب افريقيا 1-0، لتأتي بعدها المفاجئة السيئة للجمهور المغربي وهي الاقصاء أمام منتخب البنين الذي تأهل للدور الثاني كواحد من أفضل الثوالث، الشيء الذي لم يتقبله الجمهور المغربي خصوصا أن بعض خيارات هيرفي رونار لم يكن الجميع يوافق عليها، بالاضافة إلى الفوضى والتسيب اللذان كانا يعمان معسكر الأسود، وهو ما تعكسه قضية عبد الرزاق حمد الله الذي غادر معسكر الأسود قبل بداية الكان، وأيضا السهرة التي قضاها بعض لاعبي المنتخب بعد التأهل إلى الدور الثاني والتي شهدت عراكا بين مدافع المنتخب مروان داكوستا ونادل مصري بأحد المطاعم، وهي الحادثة التي كانت حديث الصحافة أنذاك. لتنتهي بعد ذلك فترة هيرفي رونار، ويتبخر مع ذهابه حلم تتويج المنتخب الوطني باللقب القاري.
فترة البوسني وحيد خاليلوزيتش...
بعد فك الإرتباط مع هيرفي رونار، سيبدأ أسود الاطلس فترة أخرى لكن هذه المرة مع ناخب جديد، البوسني وحيد خاليلوزيتش، المدرب الذي لم يكن الشارع الكروي المغربي راضيا عنه بغض النظر عن النتائج التي حققها، اضافة الى مشاكله مع توابث المنتخب مثل حكيم زياش ونصير مزراوي وأمين حاريث.
المدرب البوسني، سيتوجه مع المنتخب إلى "كان الكاميرون 2021"، الكان التي تحسر عليها الجميع بسبب تعنت وحيد في اختياراته، ما أدى إلى اقصائنا من دور الربع النهائي. فبعد تصدر المجموعة بعد فوزين امام غانا وجزر القمر وتعادل صعب امام الغابون، تمكن اسود الاطلس من التغلب على منتخب مالاوي ليبلغوا بعد ذلك دور الربع النهائي، حيث سيجدون في مواجهتهم فراعنة مصر في مباراة كان الجميع يرشح الاسود للفوز بها، لكن سوء قراءة وحيد للمباراة أدى بنا إلى الاقصاء رغم تقدم الاسود في النتيجة منذ الدقائق الاولى للمباراة، ليتمكن بعدها زملاء محمد صلاح من تحقيق التعادل والرجوع في المباراة وتحقيق الفوز في الوقت الاضافي، ليتبخر من جديد حلم تتويج الاسود باللقب القاري.
وان بحثنا في تاريخ الكرة الافريقية خصوصا من ناحية المتوجين باللقب القاري، نجد ان جل المتوجين ركزوا على شيئين اساسين داخل المجموعة، الانضباط واللحمة داخل الفريق والجو الذي يسود داخل مستودع الملابس بغض النظر على النجوم داخل الفريق ولنا أمثلة عديدة في المنتخبات التي توجت بالكان: مصر 2006 و 2008 و 2010، والجميع يتذكر كيف فشلت الكاميرون والكوت ديفوار بكامل نجومهم في التغلب على منتخب مصر في 3 نسخ متتالية، رغم ان نجوم هذه المنتخبات كانت أكثر قوة وصلابة وشهرة بالدوريات العالمية لكن فشلت في الفوز على فراعنة مصر.
ومن منا لا يتذكر كيف تمكن منتخب زامبيا من إحراز اللقب في نسخة 2012 التي لعبت بغينيا الاستوائية والغابون بعدما تغلبوا في المباراة النهائية على رفاق ديدي دروغبا، وذلك بفضل اللحمة التي كانت بين اللاعبين والطاقم التقني، وهو ما يبعث بالإرتياح ويجعلنا نستبشر خيرا، عند النظر إلى جو التآخي والتآزر واللحمة التي تسود معسكر أسود الأطلس، قبيل بداية "كان الكوت ديفوار 2023".
ملصقات
