سياسة

لهذه الأسباب لا يمكن تشكيل حكومة “وحدة وطنية” بالمغرب


كشـ24 نشر في: 1 يونيو 2020

تتداول بعض الأوساط السياسية في المغرب بعض الدعوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، خاصة في ظل الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا.حسب حديث الخبراء المغاربة لـ"سبوتنيك"، فإن الدعوات لتشكيل الحكومة في الوقت الراهن ليست صريحة، إلا أنها جاءت لتحريك المياه الراكدة في ظل الآثار الاقتصادية التي خلفتها أزمة كورونا، وكذلك مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.انتخابات مقبلةمن ناحيته قال الدكتور عبد العزيز الرماني، الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، إن ما يفصل المغرب عن تنظيم الانتخابات هو سنة واحدة فقط، وهذا يعني أن بداية التهيئ التنظيمي والتأطيري للانتخابات يبدأ قريبا، بما يفيد بأنه لا جدوى أبدا للحديث عن تغيير حكومي شامل.أزمة كوروناوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الحكومة الحالية مسؤولة عن تدبير المرحلة ونتائجها، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها كاملة، وتبعات تدبيرها للمرحلة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.واستطرد بقوله: "حقيقة أن الملك محمد السادس تدخل بشكل مباشر في أوج الأزمة لإنقاذ تدبيرها وتوجيه السفينة إلى شاطئ النجاة، لكن تغيير الحكومة قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات على بعد مسافة قصيرة من تنظيمها سنة 2021".ومضى بقوله: "الملك محمد السادس عرف عنه حرصه الشديد على تطبيق الديمقراطية والشفافية في هذه المسالة بالذات، حقيقة أن المغرب استطاع النجاة من كارثة باتت محقة في بداية زحف جائحة كورونا، والفضل يعود أساسا للآليات التي تم وضعها بشكل سريع واستباقي، للتعبئة التي عبر عنها الشعب المغربي عبر الاحترام الواسع للتدابير الاحترازية والوقائية المتعلقة بمواجهة كورونا".رفع الحجروأشار إلى ضرورة الانتباه إلى أن مرحلة جديدة ستنطلق مباشرة بعد العاشر من يونيو، تاريخ رفع الحجر الصحي بالمغرب، حيث يجب أن يتحلى الجميع بالمسؤولية واليقظة كي ننجح في رفع هذا الحجر بشكل آمن لترميم التصدعات الكبيرة التي عرفها الاقتصاد المغربي عبر وضع مخططات جادة وبناءة لمعالجة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية في انتظار الانتخابات المقبلة.وأشار إلى عدم وجود مطالب حزبية واضحة لتكوين حكومة وحدة وطنية، وأن بعض الجهات الإعلامية والسياسية والمدنية تحاول فقط تحريك الركود، عبر انتقاد طريقة تدبير المرحلة، والمطالبة بحكومة إنقاذ لتقود مرحلة التعافي من تداعيات الأزمة.ما واقعية المطالب؟في الإطار ذاته قال عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب العدالة والتنمية بالمغرب، أنه لا معنى ولا داعي موضوعي لحكومة الوحدة الوطنية، والتي تعني وجود أزمة كبيرة أو تهديد كبير.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تداعيات الجائحة الاجتماعية والاقتصادية والمالية تعالج بالسياسة وليس بما سواها.وتابع بقوله: "أما إضافة تداعيات سياسية إلى باقي التداعيات فهو الجنون بعينه".ويرى أفتاتي أن خلفيات الدعوات لها علاقة بحسابات سياسية صغيرة، لكنها مضرة بالمسار الديمقراطي، في وقت يتطلب الأمر ترصيد الإصلاحات السياسية وتوفير مناخ وحياة سياسية سليمة.واستطرد بقوله: "باختصار التداعيات تعالج بمقاربة سياسية سليمة ووضوح سياسي، وليس بخلط الأوراق وتضبيب الصورة سياسيا".مطالب سابقةفيما قال الكاتب المغربي، يوسف الحايك، إن المطالبة بحكومة إنقاذ وطني ليست وليدة اليوم، حيث سبقتها مطالب بذات الأمر، حيث رفع الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط عام 2012، المطلب ذاته، حين كان مشاركا في حكومة عبد الإله بنكيران، والذي دعا لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بمعية حزب الاتحاد الاشتراكي المشارك في الحكومة الحالية بمقعد وزارة العدل.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن رفع المطلب في الوقت الراهن زكته بعض الأصوات، إلا أنها غير مؤثرة بشكل مباشر في الحقل السياسي المغربي، إلا أنها مؤثرة في الرأي العام.ويرى أن المطالبات تستند إلى بعض المنطلقات الخاصة بتدبير الأزمة الراهنة الناجمة عن أزمة كورونا، إضافة إلى الكثير من المعطيات تضفي المصداقية على المطالبات بتشكيل حكومة وحدة وطنية.ويرى أن الاستجابة للمطلب ليست سهلة، خاصة في ظل نجاح القرارات الملكية في مواجهة أزمة كورونا، وكذلك قرب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقررة عام 2021، والكلفة المالية لمثل هذه الخطوة في ظل المؤشرات المرتبطة بأزمة "كوفيد 19".وقال إن مسألة المطالبة بحكومة إنقاذ وطني بالمغرب، ليست وليدة اليوم، إذ سبق أن كانت هناك دعوات مماثلة، منذ دستور سنة 2011، حيث رفع الأمين العام لحزب الاستقلال السابق حميد شباط، سنة 2012 المطلب ذاته، في وقت كان مشاركا في النسخة الأولى لحكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بن كيران، والذي دعا حينئذ لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بمعية حزب الاتحاد الاشتراكي، المشارك في الحكومة الحالية.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن رفع المطلب اليوم، زكته مجموعة من الأصوات والتي تبقى في مجملها غير فاعلة بشكل مباشر في الحقل السياسي، إلا أنها تعد بشكل أو بآخر مؤثرة في الرأي العام.ومضى بقوله: "هذه المطالبات، وإن اختلف أصحابها إلا أنها تجد لها جملة من المنطلقات لعل أبرزها إخفاق حكومة سعد الدين العثماني في تدبير هذه الأزمة، مع استثناء قطاعات حكومية بعينها التي كانت لها تصورات وخطط أكثر وضوحا وفاعلية من غيرها في مواجهة هذه الأزمة.ويرى أن هذه العوامل من بين أخرى تعطي نوعا من المصداقية والشرعية للمطالبين بحكومة إنقاذ وطني، تكون مهمتها الأساسية إخراج المغرب من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.وشدد على أن المطالبات نجحت في إحداث رجة داخل حزب العدالة والتنمية، باعتبارها ناقوس خطر حقيقي يعري عورات التدبير الحكومي في كليته.وإشار إلى اعتبارات أساسية تحول دون تنفيذ الخطوة في الوقت الراهن أولها نجاح القرارات الملكية في مواجهة الجائحة، وفي مقدمتها إحداث لجنة اليقظة الاقتصادية.وثاني هذه الاعتبارات هو قرب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة المقررة سنة 2021، التي تشكل امتحانا صعبا لحزب العدالة والتنمية في ظل ما راكمه من إخفاقات لم تكن أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد أولها.أما ثالث هذه الاعتبارات هي الكلفة المالية لمثل هذه الخطوة، في ظل المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بتداعيات الأزمة وما بعدها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.المصدر: سبوتنيك

تتداول بعض الأوساط السياسية في المغرب بعض الدعوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، خاصة في ظل الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا.حسب حديث الخبراء المغاربة لـ"سبوتنيك"، فإن الدعوات لتشكيل الحكومة في الوقت الراهن ليست صريحة، إلا أنها جاءت لتحريك المياه الراكدة في ظل الآثار الاقتصادية التي خلفتها أزمة كورونا، وكذلك مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.انتخابات مقبلةمن ناحيته قال الدكتور عبد العزيز الرماني، الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، إن ما يفصل المغرب عن تنظيم الانتخابات هو سنة واحدة فقط، وهذا يعني أن بداية التهيئ التنظيمي والتأطيري للانتخابات يبدأ قريبا، بما يفيد بأنه لا جدوى أبدا للحديث عن تغيير حكومي شامل.أزمة كوروناوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الحكومة الحالية مسؤولة عن تدبير المرحلة ونتائجها، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها كاملة، وتبعات تدبيرها للمرحلة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.واستطرد بقوله: "حقيقة أن الملك محمد السادس تدخل بشكل مباشر في أوج الأزمة لإنقاذ تدبيرها وتوجيه السفينة إلى شاطئ النجاة، لكن تغيير الحكومة قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات على بعد مسافة قصيرة من تنظيمها سنة 2021".ومضى بقوله: "الملك محمد السادس عرف عنه حرصه الشديد على تطبيق الديمقراطية والشفافية في هذه المسالة بالذات، حقيقة أن المغرب استطاع النجاة من كارثة باتت محقة في بداية زحف جائحة كورونا، والفضل يعود أساسا للآليات التي تم وضعها بشكل سريع واستباقي، للتعبئة التي عبر عنها الشعب المغربي عبر الاحترام الواسع للتدابير الاحترازية والوقائية المتعلقة بمواجهة كورونا".رفع الحجروأشار إلى ضرورة الانتباه إلى أن مرحلة جديدة ستنطلق مباشرة بعد العاشر من يونيو، تاريخ رفع الحجر الصحي بالمغرب، حيث يجب أن يتحلى الجميع بالمسؤولية واليقظة كي ننجح في رفع هذا الحجر بشكل آمن لترميم التصدعات الكبيرة التي عرفها الاقتصاد المغربي عبر وضع مخططات جادة وبناءة لمعالجة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية في انتظار الانتخابات المقبلة.وأشار إلى عدم وجود مطالب حزبية واضحة لتكوين حكومة وحدة وطنية، وأن بعض الجهات الإعلامية والسياسية والمدنية تحاول فقط تحريك الركود، عبر انتقاد طريقة تدبير المرحلة، والمطالبة بحكومة إنقاذ لتقود مرحلة التعافي من تداعيات الأزمة.ما واقعية المطالب؟في الإطار ذاته قال عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب العدالة والتنمية بالمغرب، أنه لا معنى ولا داعي موضوعي لحكومة الوحدة الوطنية، والتي تعني وجود أزمة كبيرة أو تهديد كبير.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تداعيات الجائحة الاجتماعية والاقتصادية والمالية تعالج بالسياسة وليس بما سواها.وتابع بقوله: "أما إضافة تداعيات سياسية إلى باقي التداعيات فهو الجنون بعينه".ويرى أفتاتي أن خلفيات الدعوات لها علاقة بحسابات سياسية صغيرة، لكنها مضرة بالمسار الديمقراطي، في وقت يتطلب الأمر ترصيد الإصلاحات السياسية وتوفير مناخ وحياة سياسية سليمة.واستطرد بقوله: "باختصار التداعيات تعالج بمقاربة سياسية سليمة ووضوح سياسي، وليس بخلط الأوراق وتضبيب الصورة سياسيا".مطالب سابقةفيما قال الكاتب المغربي، يوسف الحايك، إن المطالبة بحكومة إنقاذ وطني ليست وليدة اليوم، حيث سبقتها مطالب بذات الأمر، حيث رفع الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط عام 2012، المطلب ذاته، حين كان مشاركا في حكومة عبد الإله بنكيران، والذي دعا لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بمعية حزب الاتحاد الاشتراكي المشارك في الحكومة الحالية بمقعد وزارة العدل.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن رفع المطلب في الوقت الراهن زكته بعض الأصوات، إلا أنها غير مؤثرة بشكل مباشر في الحقل السياسي المغربي، إلا أنها مؤثرة في الرأي العام.ويرى أن المطالبات تستند إلى بعض المنطلقات الخاصة بتدبير الأزمة الراهنة الناجمة عن أزمة كورونا، إضافة إلى الكثير من المعطيات تضفي المصداقية على المطالبات بتشكيل حكومة وحدة وطنية.ويرى أن الاستجابة للمطلب ليست سهلة، خاصة في ظل نجاح القرارات الملكية في مواجهة أزمة كورونا، وكذلك قرب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقررة عام 2021، والكلفة المالية لمثل هذه الخطوة في ظل المؤشرات المرتبطة بأزمة "كوفيد 19".وقال إن مسألة المطالبة بحكومة إنقاذ وطني بالمغرب، ليست وليدة اليوم، إذ سبق أن كانت هناك دعوات مماثلة، منذ دستور سنة 2011، حيث رفع الأمين العام لحزب الاستقلال السابق حميد شباط، سنة 2012 المطلب ذاته، في وقت كان مشاركا في النسخة الأولى لحكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بن كيران، والذي دعا حينئذ لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بمعية حزب الاتحاد الاشتراكي، المشارك في الحكومة الحالية.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن رفع المطلب اليوم، زكته مجموعة من الأصوات والتي تبقى في مجملها غير فاعلة بشكل مباشر في الحقل السياسي، إلا أنها تعد بشكل أو بآخر مؤثرة في الرأي العام.ومضى بقوله: "هذه المطالبات، وإن اختلف أصحابها إلا أنها تجد لها جملة من المنطلقات لعل أبرزها إخفاق حكومة سعد الدين العثماني في تدبير هذه الأزمة، مع استثناء قطاعات حكومية بعينها التي كانت لها تصورات وخطط أكثر وضوحا وفاعلية من غيرها في مواجهة هذه الأزمة.ويرى أن هذه العوامل من بين أخرى تعطي نوعا من المصداقية والشرعية للمطالبين بحكومة إنقاذ وطني، تكون مهمتها الأساسية إخراج المغرب من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.وشدد على أن المطالبات نجحت في إحداث رجة داخل حزب العدالة والتنمية، باعتبارها ناقوس خطر حقيقي يعري عورات التدبير الحكومي في كليته.وإشار إلى اعتبارات أساسية تحول دون تنفيذ الخطوة في الوقت الراهن أولها نجاح القرارات الملكية في مواجهة الجائحة، وفي مقدمتها إحداث لجنة اليقظة الاقتصادية.وثاني هذه الاعتبارات هو قرب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة المقررة سنة 2021، التي تشكل امتحانا صعبا لحزب العدالة والتنمية في ظل ما راكمه من إخفاقات لم تكن أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد أولها.أما ثالث هذه الاعتبارات هي الكلفة المالية لمثل هذه الخطوة، في ظل المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بتداعيات الأزمة وما بعدها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.المصدر: سبوتنيك



اقرأ أيضاً
فاجعة فاس تسائل الحكومة
وجه نائب رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، مصطفى إبراهيمي، طلبًا رسميًا إلى رئاسة مجلس النواب، يطالب فيه بعقد جلسة طارئة وفقًا للمادة 163 من النظام الداخلي، لمناقشة فاجعة انهيار عمارة سكنية بمدينة فاس، والتي أودت بحياة 10 أشخاص. وطالبت المجموعة النيابية بعقد هذه الجلسة، لمساءلة الحكومة حول الأسباب الحقيقية وراء الفواجع المتكررة المتعلقة بالحوادث الناجمة عن الخروقات في مجال التعمير والسكنى، والإجراءات الوقائية المفقودة لحماية أرواح المواطنين. وأوضح إبراهيمي في طلبه أن قطاع التعمير والسكنى يعاني من العديد من الخروقات التي تشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المواطنين، خاصة في الأحياء التي تضم دورًا آيلة للسقوط. وفي السياق ذاته، وجهت عضوة المجموعة، نادية القنصوري، سؤالا كتابيا لوزير الداخلية، حول أسباب استمرار تواجد المواطنين في منازل مهددة بالانهيار، رغم قدرة السلطات على إفراغ مساكن سليمة في سياقات أخرى.  وطالبت وزير الداخلية بالكشف عن الإحصائيات الجديدة للدور الآيلة للسقوط بفاس وكذا باقي المدن المغربية، مطالبة أيضا بالكشف عن الإجراءات المستعجلة التي تنوي الحكومة القيام بها لحماية أرواح الساكنة من الموت تحت أنقاض منازلهم الآيلة للسقوط.
سياسة

منتدى برلماني اقتصادي يفتح مجالات واعدة للتعاون بين المغرب وموريتانيا
قرر المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، في دورته الأولى المنعقدة ما بين 8 و10 ماي الجاري في نواكشوط، تشكيل آلية لتتبع وتنفيذ وتقييم ما تم الاتفاق بشأنه من مقترحات ومخرجات تهم التعاون في مجالات لها علاقة بالأمن الغذائي، والتعاون الزراعي والصيد البحري. وانعقدت هذه الدورة تحت رئاسة رئيسي المؤسستين التشريعيتين، محمد بمب مكت وراشيد الطالبي العلمي، ومشاركة وزراء من حكومتي البلدين ورؤساء وممثلين لمختلف مكونات الجمعية الوطنية الموريتانية ومجلس النواب المغربي، وممثلين للقطاع الخاص وخبراء من البلدين.واختارت المؤسستان التشريعيتان محاور الأمن الغذائي، والتعاون الزراعي والصيد البحري والاستغلال المستدام للموارد البحرية والبيطرة ودورها في تحسين سلالات الماشية والحفاظ على الصحة الحيوانية، والتسويق، والتكوين المهني وصقل المهارات وملاءمتهما مع حاجيات سوق الشغل والقطاعات ذات الأولوية في اقتصاد البلدين، مواضيع للدراسة و البحث والمناقشة خلال هذه الدورة. وتحدث بلاغ مشترك عن الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها البَلَدَان في المجال الزراعي وتربية الماشية وفي مجال الأراضي الصالحة للزراعة وقطعان الماشية، والري وتعبئة وتحلية المياه، فضلا عن ثراء تقاليدهما الفلاحية العريقة ومهارات رأس المال البشري العامل في القطاع، وأكد على أهمية إنجاز استثمارات ومشاريع مشتركة في هذا المجال بما يثمن إمكانياتهما ويرفع الإنتاجية من خلال اعتماد أساليب عصرية في الاستغلال، والاستعمال الأمثل والمستدام للمخصّبات الزراعية. وتتوفر الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية بفضل موقعهما الاستراتيجي على المحيط الأطلسي، على سواحل ومجال وعمق بحري غني بالموارد البحرية. وفضلا عما يوفره هذا الموقع من إمكانيات لإقامة تجهيزات مينائية ومواصلات بحرية استراتيجية ومهيكلة، والتي ستشكل، بربطهما بعمقهما في بلدان الساحل الإفريقي، رافعة واعدة للمبادلات القارية والدولية، فإن المجالين البحريين للبلدين يزخران بموارد سمكية هائلة. وفي هذا الصدد، دعا المنتدى إلى الاستغلال الأمثل والمستدام لهذه الثروات في إطار مشاريع مشتركة، ذات مردودية، قادرة على المنافسة الدولية، ومساهِمَة في ضمان الأمن الغذائي، وفي رفع الدخل من العملة الصعبة، وفي توفير الشغل. وشدد الجانبان على الطابع المحوري للتكوين العالي والمهني والتكوين المستمر واستكمال تكوين التقنيين والأطر العليا، في الشراكة والتعاون بين البلدين الشقيقين. ودعيا إلى استشراف مزيد من الفتح المتبادل للمعاهد ومراكز التكوين والمدارس التي يتوفر عليها البلدان في هذه القطاعات أمام المهنيين، بما يساهم في صقل المهارات ونقل المعارف والتكنولوجيا. ودعا المنتدى إلى تبادل الخبرات من خلال التكوين، في مجال التدبير والحكامة وبيئة الاستثمار والمساطر الإدارية ومواكبة المستثمرين والمبادرات الخاصة. كما دعا إلى تسهيل التنقل المنتظم والنظامي للأشخاص ونقل البضائع. وأكد الجانبان ثقتهما في الإمكانيات التي يتوفران عليها ليصبحا مركز إنتاج وتسويق في اتجاه عمقهما الإفريقي وجوارهما الأوربي وأفقهما الأطلسي المفتوح على الأمريكيتين.
سياسة

سوسيولوجي موريتاني لكشـ24: زيارة الطالبي العلمي لموريتانيا تحبط مساعي الجزائر لزرع الفتنة
استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم أمس الجمعة بالقصر الرئاسي في نواكشوط، رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي، في إطار زيارة رسمية تتزامن مع انطلاق الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، وقد حضر اللقاء سفير المملكة المغربية بموريتانيا، حميد شبار، إلى جانب عدد من المسؤولين الموريتانيين. وتأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز الشراكة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون البرلماني والاقتصادي، في لحظة إقليمية دقيقة تقتضي المزيد من التفاهم والعمل المشترك بين دول المغرب العربي. وفي هذا اعتبر الباحث في علم الاجتماع يسلم محمدو عبدي، السياق في تصريح خص به موقع "كشـ24"، أن اللقاء بين الرئيس الموريتاني ورئيس مجلس النواب المغربي شكل محطة بالغة الأهمية لتداول مجموع القضايا الحيوية التي تطبع المشهد المغاربي، مشيرا إلى أن الحوار السياسي القائم بين الرباط ونواكشوط يعكس إرادة حقيقية في بناء مشروع تنموي إقليمي يعالج الإشكالات البنيوية ويعزل النزاعات الخارجية عن صلب التفاهمات الثنائية. وأضاف السوسيولوجي الموريتاني، أن زيارة الطالبي العلمي لموريتانيا تمثل ضربة قاضية للنظام الجزائري، الذي، وفق تعبيره، لا يفوّت فرصة لبث الفتنة بين موريتانيا وجارتها المغرب، مشددا على أن هذه الزيارة تجدد التأكيد على متانة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويؤكد المراقبون أن المنتدى البرلماني الذي انطلقت أشغاله في نواكشوط يجسد تحولا نوعيا في مسار العلاقات الثنائية، وينسجم مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة المغربية الرامية إلى توسيع مجالات التعاون مع الشقيقة موريتانيا في مختلف القطاعات، بما فيها المجال البرلماني كأحد أذرع الدبلوماسية الفاعلة.
سياسة

ناشط حقوقي جزائري لـكشـ24: مذكرتي توقيف كمال داود فضيحة سياسية تدين نظام حظيرة الكابرانات
في خطوة أثارت استنكارا واسعا، أصدرت السلطات الجزائرية مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، الحائز على جائزة غونكور 2024 عن روايته "حوريات"، التي تسلط الضوء على إحدى الناجيات من "العشرية السوداء"، الفترة الدموية التي عصفت بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي. ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من إدانة الكاتب بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات بتهم بينها المساس بوحدة الوطن، في سياق يعتبره مراقبون حملة ممنهجة تستهدف حرية التعبير. وفي تصريح خص به موقع "كشـ24"، اعتبر الإعلامي والناشط الحقوقي وليد كبير أن مذكرة التوقيف ضد كمال داود تمثل فضيحة سياسية وأدبية مدوية بامتياز، مشيرا إلى أن النظام الجزائري يحاول إسكات الأصوات الحرة التي تكسر جدار الصمت حول جرائم التسعينات، على حد تعبيره. وأضاف كبير، كمال داود لم يفعل سوى قول الحقيقة، الرواية سلطت الضوء على جراح لم تندمل، والنظام يحاول طمسها لأن من كان مسؤولا حينها لا يزال في السلطة، وعلى رأسهم قائد الأركان الحالي سعيد شنقريحة. وأردف مصرحنا، أن إصدار مذكرات توقيف دولية ضد كتاب رأي لا يعكس سوى عجز النظام عن مواجهة الفساد داخل حدوده، فلجأ إلى أساليب التأديب السياسي عبر ملاحقة رموز الأدب والفكر. وشدد كبير، على أن هذه الممارسات تمثل امتدادا لنظام يخاف من الكلمة الحرة ويعتبر المثقف خصما والصحفي عدوا، معتبرا أن تصعيد السلطات ضد كمال داود يدخل أيضا في سياق التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا، كمحاولة للضغط غير المباشر عبر ورقة الأدب، على حد تعبيره. وأنهى المتحدث ذاته تصريحه بالقول بدل ملاحقة الرواية، على هذا النظام أن يحاسب الجلادين الحقيقيين، لا يمكن أن تتحول الأقلام الحرة إلى ضحايا سياسية في دولة تزعم الإصلاح والانفتاح. الجدير بالذكر أن كمال داود، أحد أبرز الأقلام الجزائرية المعاصرة، حظي بإشادة واسعة إثر تتويجه بجائزة غونكور، لكن اختياره الغوص في أحداث العشرية السوداء عبر روايته "حوريات"، أثار غضب السلطة، وفتح الباب أمام فصل جديد من ملاحقة الكتاب في الجزائر.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة