سياسة

لماذا ترفض فرنسا الاعتذار للجزائر عن فترة الاستعمار؟


كشـ24 نشر في: 23 يناير 2021

تسلّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون، أمس الأربعاء، تقريرا حول فترة استعمار الجزائر، قدمه له المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، في انتظار التقرير الذي سيقدمه مدير الأرشيف الوطني والمكلف بملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.وكان الرئيسان الجزائري والفرنسي نصّبا لجنة مشتركة من خبراء جزائريين وفرنسيين لمعالجة "ملف الذاكرة"، الذي لايزال مفتوحا بين البلدين، بعد مرور قرابة ستين عاما على استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، الذي دام 132 عاما."لا ندم ولا اعتذارات"وعقب تسلم ماكرون التقرير أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا أعلنت من خلاله أنها تعتزم القيام بـ"خطوات رمزية" لمعالجة هذا الملف، لكنها لن تعبر عن "أي ندم أو اعتذارات".وأشار قصر الإليزي إلى أن الرئيس ماكرون سيشارك في ثلاثة احتفالات تذكارية في إطار الذكرى الستين لنهاية استعمار الجزائر في 1962، هي اليوم الوطني للحركيين في 25 سبتمبر، وذكرى قمع تظاهرة الجزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961، وتوقيع اتفاقيات إيفيان في 19 مارس 1962.من جانبه قال مستشار الرئيس الجزائري المكلف بالذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، إن الجزائر "لم تطلع بعد على التقرير" الذي أعده ستورا حول "الاستعمار وحرب الجزائر".وأضاف في تصريح لـ"أصوات مغاربية" بأن "الموقف الرسمي سيعلن عنه بعد الاطلاع على التقرير" الذي أعده المؤرخ الفرنسي المتخصص في تاريخ الجزائر.ومع صدور بيان الرئاسة الفرنسية ذي الصلة بالموضوع عاد ليُطرح مرة أخرى سؤال حول سبب رفض فرنسا الاعتذار للجزائر عن فترة الاستعمار التي دامت أزيد من قرن؟الخوف من التعويضأستاذ التاريخ في جامعة الجزائر، الدكتور العكروت خميلي، يرى أن فرنسا ترفض تقديم اعتذار لعلمها بأن "مسألة الاعتذار تترتب عنها خطوات أخرى أهمها التعويض، وهي متخوفة من هذا".ويتابع العكروت موضحا ضمن تصريح لـ"أصوات مغاربية"، "يبدو أن فرنسا لا تريد أن يتكرر ما حدث بين إيطاليا وليبيا، حين قدمت إيطاليا تعويضات لليبيين بعدما اعتذرت عن ماضيها الاستعماري".ويضيف المتحدث بأن ماكرون "أغلق الطريق أمام مسار كهذا (التعويض) ربما لأن فرنسا ليست مقتنعة وغير مستعدة أيضا للإقدام على هذه الخطوة، وربما يكون الأمر نابعا من قانون تمجيد الاستعمار، الذي سنه البرلمان الفرنسي العام 2005، والذي يرى بأن استعمار فرنسا للجزائر وغيرها من المستعمرات جلب الحضارة إلى هذه الدول".وبالنسبة للعكروت "إذا كانت المصالحة التاريخية تعني في منظور الفرنسيين الاستعلاء على الضحية وبقاء العقدة الاستعمارية فهذه ليست مصالحة، لأن المصالحة تعني أيضا الندية في التعامل مع الوضع"، معتبرا أن "الطرف الفرنسي ينظر إلى الملف التاريخي نظرة سياسية، إذا كلما تخوّف من انقطاع الجسور مع الجزائر لوّح بهذا الملف وأخرجه من جديد ثم يعاود الالتفاف عليه".ملفات عالقةمن جهته، يوضح الدكتور كمال خليل، أستاذ التاريخ في جامعة سطيف، بأن الطرف الجزائري قد أوضح على لسان المكلف بإعداد ملف الذاكرة عبدالمجيد شيخي بأن "الجزائر تحتاج أفعالا من فرنسا وليس اعتذارا بالقول".ويضيف خليل موضحا ضمن تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن التقرير الذي أعده ستورا "سيكون في صالح فرنسا وسيتجنب الخوض في القضايا الحساسة".ويتابع موضحا في السياق نفسه "إلى اليوم فرنسا لم تتحدث عن اغتيال بن مهيدي، إلى اليوم تعتبره انتحارا، كذلك لم تعترف بالجرائم النووية والأضرار المستمرة جرّاءها في الجنوب (...)".ويشدد المتحدث على الطرفين ينتظرهما "عمل طويل مشترك من أجل ترميم الذاكرة لأن التماطل لن يحسّن العلاقة بين البلدين"، مردفا "نحن في انتظار التقرير الجزائري، وسنرى ما تطالب به الجزائر فيما تعلق بملفات عديدة منها؛ الحركى والتصفيات الجسدية خلال الثورة والتفجيرات النووية والأرشيف وغيرها".المصدر: أصوات مغاربية

تسلّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون، أمس الأربعاء، تقريرا حول فترة استعمار الجزائر، قدمه له المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، في انتظار التقرير الذي سيقدمه مدير الأرشيف الوطني والمكلف بملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.وكان الرئيسان الجزائري والفرنسي نصّبا لجنة مشتركة من خبراء جزائريين وفرنسيين لمعالجة "ملف الذاكرة"، الذي لايزال مفتوحا بين البلدين، بعد مرور قرابة ستين عاما على استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، الذي دام 132 عاما."لا ندم ولا اعتذارات"وعقب تسلم ماكرون التقرير أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا أعلنت من خلاله أنها تعتزم القيام بـ"خطوات رمزية" لمعالجة هذا الملف، لكنها لن تعبر عن "أي ندم أو اعتذارات".وأشار قصر الإليزي إلى أن الرئيس ماكرون سيشارك في ثلاثة احتفالات تذكارية في إطار الذكرى الستين لنهاية استعمار الجزائر في 1962، هي اليوم الوطني للحركيين في 25 سبتمبر، وذكرى قمع تظاهرة الجزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961، وتوقيع اتفاقيات إيفيان في 19 مارس 1962.من جانبه قال مستشار الرئيس الجزائري المكلف بالذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، إن الجزائر "لم تطلع بعد على التقرير" الذي أعده ستورا حول "الاستعمار وحرب الجزائر".وأضاف في تصريح لـ"أصوات مغاربية" بأن "الموقف الرسمي سيعلن عنه بعد الاطلاع على التقرير" الذي أعده المؤرخ الفرنسي المتخصص في تاريخ الجزائر.ومع صدور بيان الرئاسة الفرنسية ذي الصلة بالموضوع عاد ليُطرح مرة أخرى سؤال حول سبب رفض فرنسا الاعتذار للجزائر عن فترة الاستعمار التي دامت أزيد من قرن؟الخوف من التعويضأستاذ التاريخ في جامعة الجزائر، الدكتور العكروت خميلي، يرى أن فرنسا ترفض تقديم اعتذار لعلمها بأن "مسألة الاعتذار تترتب عنها خطوات أخرى أهمها التعويض، وهي متخوفة من هذا".ويتابع العكروت موضحا ضمن تصريح لـ"أصوات مغاربية"، "يبدو أن فرنسا لا تريد أن يتكرر ما حدث بين إيطاليا وليبيا، حين قدمت إيطاليا تعويضات لليبيين بعدما اعتذرت عن ماضيها الاستعماري".ويضيف المتحدث بأن ماكرون "أغلق الطريق أمام مسار كهذا (التعويض) ربما لأن فرنسا ليست مقتنعة وغير مستعدة أيضا للإقدام على هذه الخطوة، وربما يكون الأمر نابعا من قانون تمجيد الاستعمار، الذي سنه البرلمان الفرنسي العام 2005، والذي يرى بأن استعمار فرنسا للجزائر وغيرها من المستعمرات جلب الحضارة إلى هذه الدول".وبالنسبة للعكروت "إذا كانت المصالحة التاريخية تعني في منظور الفرنسيين الاستعلاء على الضحية وبقاء العقدة الاستعمارية فهذه ليست مصالحة، لأن المصالحة تعني أيضا الندية في التعامل مع الوضع"، معتبرا أن "الطرف الفرنسي ينظر إلى الملف التاريخي نظرة سياسية، إذا كلما تخوّف من انقطاع الجسور مع الجزائر لوّح بهذا الملف وأخرجه من جديد ثم يعاود الالتفاف عليه".ملفات عالقةمن جهته، يوضح الدكتور كمال خليل، أستاذ التاريخ في جامعة سطيف، بأن الطرف الجزائري قد أوضح على لسان المكلف بإعداد ملف الذاكرة عبدالمجيد شيخي بأن "الجزائر تحتاج أفعالا من فرنسا وليس اعتذارا بالقول".ويضيف خليل موضحا ضمن تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن التقرير الذي أعده ستورا "سيكون في صالح فرنسا وسيتجنب الخوض في القضايا الحساسة".ويتابع موضحا في السياق نفسه "إلى اليوم فرنسا لم تتحدث عن اغتيال بن مهيدي، إلى اليوم تعتبره انتحارا، كذلك لم تعترف بالجرائم النووية والأضرار المستمرة جرّاءها في الجنوب (...)".ويشدد المتحدث على الطرفين ينتظرهما "عمل طويل مشترك من أجل ترميم الذاكرة لأن التماطل لن يحسّن العلاقة بين البلدين"، مردفا "نحن في انتظار التقرير الجزائري، وسنرى ما تطالب به الجزائر فيما تعلق بملفات عديدة منها؛ الحركى والتصفيات الجسدية خلال الثورة والتفجيرات النووية والأرشيف وغيرها".المصدر: أصوات مغاربية



اقرأ أيضاً
النواب يسائلون أخنوش بخصوص “إصلاح منظومة التعليم”
يعقد مجلس النواب، الاثنين المقبل، جلسة عمومية تخصص للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة. وأوضح بلاغ للمجلس أن هذه الجلسة، التي تعقد طبقا لأحكام الفقرة الثالثة من الفصل 100 من الدستور ومقتضيات النظام الداخلي، ستنطلق على الساعة الثالثة بعد الزوال، وستتناول موضوع “إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية”.
سياسة

محلل سياسي لكشـ24: قرار الطرد الجماعي لدبلوماسيين جزائريين رسالة حازمة من فرنسا لنظام العسكر
في خطوة غير مسبوقة، قررت السلطات الفرنسية تنفيذ عملية طرد جماعية في حق عدد من الدبلوماسيين الجزائريين الذين لا يتوفرون على تأشيرة دخول للأراضي الفرنسية، وذلك في سياق تصاعد التوترات بين البلدين. وفي هذا السياق، وصف الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي لحسن أقطيط، في تصريحه لكشـ24، الإجراء الفرنسي بأنه رد صارم على سياسة الابتزاز التي تنتهجها الجزائر، ورسالة واضحة بأن باريس لن تتراجع عن خياراتها السياسية والجيوسياسية في المنطقة. وأكد أقطيط أن هذه الخطوة تعكس تغيرا في المزاج العام لدى الطبقة السياسية الفرنسية، التي لم تعد تقبل بسياسات النظام العسكري الجزائري، مشيرا إلى أن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين البلدين تتأرجح بين الفعل ورد الفعل، في غياب تام لأي رؤية استراتيجية لدى الجزائر لإدارة هذه الأزمة. وأضاف المحلل السياسي، أن النظام الجزائري يظهر عجزا واضحا في تحديد أهداف دبلوماسية على المدى القريب أو المتوسط، وهو ما يكشف، حسب تعبيره، غياب أفق للسياسة الخارجية الجزائرية، وانعدام أي مخرج منظور للأزمة، التي وصفها بأنها مأزق سياسي حقيقي يعيشه النظام الجزائري. وفي سياق تقييمه للأداء الدبلوماسي الجزائري، اعتبر أقطيط أن ما يجري يعكس تراكم خيبات وفشلا ذريعا في تدبير الملفات ذات البعد الدولي، خصوصا في ظل العزلة السياسية التي باتت تعاني منها الجزائر، سواء مع جيرانها أو حتى مع حلفائها التقليديين، مستشهدا بغياب الجزائر عن احتفالات الذكرى السنوية للانتصار على النازية في 09 ماي بموسكو، رغم علاقاتها الوثيقة سابقا مع روسيا. وتطرق أقطيط أيضا إلى تصريحات سابقة للرئيس الجزائري، الذي حمل نظيره الفرنسي مسؤولية مستقبل العلاقات بين البلدين، معتبرا أن ذلك لم يؤد إلا إلى مزيد من التصعيد وعودة الأزمة إلى مربعها الأول، بل وتفاقمها بعد الرد الفرنسي الصارم. ورأى الخبير في العلاقات الدولية، أن هذه الأزمة تشكل ضغطا داخليا كبيرا على النظام الجزائري، في ظل تزايد الريبة وسط الرأي العام الجزائري من أداء السلطة، لاسيما مع فتح جبهات أزمة متعددة مع الجيران والحلفاء على حد سواء، من فرنسا إلى روسيا.واختتم أقطيط تحليله بالإشارة إلى فشل الجزائر في محاكاة النموذج المغربي في تدبير الأزمات الدبلوماسية، موضحا أن المملكة المغربية نجحت في تحقيق مكاسب واختراقات استراتيجية بعد أزمات مماثلة مع دول كفرنسا وألمانيا وإسبانيا، لكنها خرجت بمكاسب كبيرة من هذه الازمات، في حين دخل النظام الجزائري، حسب وصفه، نفقا دبلوماسيا مسدودا.
سياسة

تحضيرات رفيعة المستوى لزيارة الملك محمد السادس إلى فرنسا
كشفت مجلة "أفريكا إنتليجنس"، عن استعدادات دبلوماسية عالية المستوى للزيارة الرسمية المرتقبة لجلالة الملك محمد السادس إلى فرنسا. وحسب المصدر ذاته، فقد بدأت القنوات الدبلوماسية بين البلدين في ربط اتصالات للتحضير لهذه الزيارة التاريخية. ووفقا للمصدر ذاته، فإن الزيارة الرسمية لجلالة الملك إلى باريس تأتي بعد سبعة أشهر من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، والتي تمت في أواخر أكتوبر 2024. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطابه أمام مجلسي البرلمان، الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، أنه وجه دعوة إلى الملك محمد السادس للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا بمناسبة الذكرى السبعين لتوقيع اتفاق لاسيل-سانت كلو، الذي أنهى الحماية الفرنسية على المغرب. وأضاف الرئيس الفرنسي أن الملك محمد السادس قبل الدعوة، مؤكدا أنه سيتم إنشاء لجنة مشتركة لإعداد إطار استراتيجي جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي الرسمي بمغربية الأقاليم الجنوبية للمملكة.
سياسة

الشرطة القضائية تستدعي عزيز غالي
وجهت الشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، يوم الخميس 15 ماي 2025، استدعاءً إلى عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، للمثول أمام  فرقة محاربة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، يوم الإثنين 19 ماي، وذلك في إطار "البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة"، وفق ما ورد في نص الاستدعاء. الاستدعاء الذي أُرسل لرئيس الجمعية، أوضح أنه يأتي استنادًا إلى المقتضيات القانونية المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية، وبتكليف من رئيس فرقة محاربة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة بالرباط. ولم يعرف حتى الآن سبب هذا الاستدعاء. عزيز غالي سارع إلى نشر نسخة من الاستدعاء على صفحته الشخصية بموقع فايسبوك، مرفقًا إياها بتدوينة قال فيها: "استدعاء جديد في حسم الاستعداد للمؤتمر، يأتي هذا الاستدعاء، يوم الإثنين سأذهب، ربما آخر المهام كرئيس لخير جمعية أخرجت للناس"، ليختم تدوينته بعبارة جاء فيها:"الأيدي المرتعشة لا تضغط على الزناد".
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 16 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة