الأربعاء 01 مايو 2024, 07:56

ثقافة-وفن

كيف نجت أروع مكتبات العالم لتحفظ ذاكرة التاريخ؟


كشـ24 نشر في: 21 يوليو 2018

ظهر كتاب جديد يحتفي ببعض أجمل مكتبات العالم، والكثير منها في أوروبا. فكيف حملت أروقتها كنوز العلم عبر العصور؟ وكيف نجت من أيدي العابثين في القرن العاشر بينما لم تسلم من عصابة تخصصت في سرقة التحف في القرن الحادي والعشرين؟يضم الكتاب الجديد لدار تاشين الفنية للنشر بعنوان "ماسيمو ليستري: أبدع مكتبات العالم" صورا التقطها المصور الإيطالي ليستري لبعض أعرق وأرقى المكتبات حول العالم، بعضها من القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر، منها ما جمعته شخصيات محبة للعلم وأخرى ضمنتها الأديرة. ويصف الكتاب محتواه بـ"مسابقة جمال لعالم الكتب".مكتبة الكرسي الرسولي بالفاتيكان (مكتبة الفاتيكان) - روما، إيطاليا تعود جذور مكتبة الفاتيكان إلى القرن الرابع الميلادي وإن تأسست بشكلها الحالي في القرن الخامس عشر. وفي القرن السادس عشر كلف البابا سيكستوس الخامس المعماري دومينيكو فونتانا بتصميم أبنية جديدة تضم مقتنيات الفاتيكان، وهي الأبنية المستخدمة اليوم. تتحلى أبنية مكتبة الفاتيكان بزينة فنية تأسر الألباب ولها من الفخامة الكثير بفضل تقاسيمها الهندسية متناهية الدقة.وشأنها شأن أغلب جنبات الفاتيكان، تعرض المكتبة الأثر الروحي والمادي للفاتيكان، وهو ما جعله أهلا لوصفه بدولة قائمة بذاتها، ففضلا عما بها من وثائق بامتداد تاريخ البشر، تحوي المكتبة أقدم المخطوطات الأصلية للكتاب المقدس، والمتجول بين أركانها يضع يده على فمه انبهارا كمن يصغي إلى عظيم بين قومه. مكتبة دير كرمسمونستر - النمساتأسس دير كرمسمونستر في عام 777 ميلاديا، وتحوي مكتبته بين مقتنياتها "مخطوطة ميلينريوس" الشهيرة وهي مخطوطة من القرن الثامن للأناجيل الأربعة يظهر فيها القديس لوقا على شكل ثور طائر بينما يرمز فيها للرسل متى بالرجل المجنح، ومرقس بالأسد، ويوحنا بالنسر.وباستثناء غارة في القرن العاشر، أجرى بعدها الامبراطور هنري الثاني إصلاحات، بقي دير كرمسمونستر في أغلبه بمنأى عن أعمال السلب والنهب وما أصاب بعض الأديرة من الحل وامتلاك النبلاء لمقتنياتها. ولا عجب في ذلك إذ يقع الدير على قمة جبل كقلعة حصينة.وكالكثير من مكتبات القارة، شيدت مكتبة كرمسمونستر على طراز الباروك الذي شاع في أوروبا في القرن السابع عشر واشتهر بأعمال الحفر المنمق والتذهيب والجداريات التي تغطي كافة الأسطح باستثناء الأرضيات - وإن لم تسهب تلك المكتبة في النمط المنمق مقارنة بغيرها، فحافظت على جمال مقتضب. مكتبات سرية على مر التاريخكيف عادت مكتبة الحلبي في بيروت إلى الحياة؟ ويوما اعتبرت الكتب رصيدا من العلم والثقافة يضاهي الجواهر وكان طبيعيا أن تُحفظ وتعرض كما تحفظ وتعرض المقتنيات الثمينة.مكتبة جيرولاميني - نابولي، إيطاليا تعتبر مكتبة جيرولاميني جزءا من بناء ضخم أسسته أخوية من الوعاظ المكرسين، وتعلو قاعتها الرئيسية بارتفاع ثلاثة طوابق فاخرة، تبدأ بأرفف الكتب من الخشب المحفور، يعلوها قبة من الرسم على الجص والتصوير الجداري على النمط الباروكي المتأخر.وتشهد ضخامة محتواها من الكتب على مكانتها الرفيعة بين دوائر العلم والبحث وكمستودع للمعرفة.وتضم المكتبة كتبا لشتى المعارف وإن ركزت على الموسيقى لما أولته أخوية الوعاظ المؤسسين للموسيقى والترانيم من أهمية في التأمل الروحي.وقد اعتاد الفيلسوف جمباتيستا فيكو في القرن الثامن عشر زيارة تلك المكتبة، والتي تعرضت للأسف مؤخرا في عام 2012 إلى استهداف عصابة دأب أفرادها على سرقة وبيع محتوياتها القيمة من نصوص أثرية في السوق.لكن السلطات استطاعت استعادة الكثير من المسروقات. وذاك إن دل على شيء فإنما يدل على حاجة الإرث الإنساني المكتوب، الذي تصفه اليونسكو بذاكرة العالم، للصون المستمر. مكتبة القديسة جنفياف - باريس، فرنساأول ذكر لتلك المكتبة تاريخيا هو في عام 1148، وإن كان الاعتقاد بأنها تعود إلى زمن أقدم، وقد تأسست كمكتبة رهبانية، ونجت من الدمار الهائل الذي صاحب الثورة الفرنسية (وإن تم حل الدير المصاحب لها ليتحول إلى مدرسة).واليوم تتبع المكتبة جامعة السوربون، وقد زادت محتويات المكتبة بما ضُم إليها من مقتنيات ما تم حله من أديرة ومؤسسات كنسية وما صُودر من مقتنيات النبلاء.بنيت الكنيسة الجديدة للدير في القرن الثامن عشر وتحولت لاحقا إلى ضريح البانتيون الشهير الذي يضم رفات أعلام فرنسا.والمبنى القائم للمكتبة أسسه المعماري هنري لابروست وافتُتِح عام 1851، وتعد غرفة المطالعة الهائلة أشبه بكاتدرائية تشهد على أوج ما وصلته الثورة الصناعية من مجد، يذكر بناؤها المؤسس على الحديد بشبكة السكك الحديدية الضخمة المشيدة في تلك الحقبة لخدمة عوام الناس.وقد أدخل تعديل على الغرفة لاحقا لتتوسط مكاتب القراءة باحتها، تحيطهم الكتب يمينا ويسارا. وقد أنيرت مصابيح الباحة بالغاز لأول مرة لخدمة مرتادي صرح عام. مكتبة دير ميتن - ألمانياتأسس دير الرهبان البنديكت في ميتن عام 766 ولكنه وجد نفسه في مهب الريح جراء القلاقل التي صاحبت حركة الإصلاح والحروب والاضطرابات الاجتماعية والعلمنة وقلاقل سياسية أخرى بلغت ذروتها في عام 1803 حين تمت مصادرة ممتلكات الدير والمكتبة وعرضها للبيع بالمزاد.لكن أعيد فتح الدير في عهد ملك بافاريا لودفيج الأول وتأسست مكتبة جديدة، بحيث أصبح الموقع مجددا مقصدا للعلم والدراسة.وتحول الدير في ظل رئاسة الراهب ماركل إلى مقر أسقفي فاره يليق برتبة الأسقف، حيث حوى غرف استقبال فخمة منها المكتبة التي صممت لتعكس لاهوتا عميقا جمع فكرا وفنا بل وترفا.كُلِّف النحات فرانز يوزف هولتسينغر بنحت تماثيل أسطورية على الأعمدة التي تتوسط القاعة. ومُثِّلت قامات مسيحية كبيرة كالقديس توما الأكويني بمشاهد حياتية على جداريات السقوف.ولو كان من عيب في نمط "الروكوكو" شديد التنميق في محراب العلم هذا فهو أن المرء يجهد ليجد الكتب وسط هذا الزخرف. مكتبة دير سانت غال - سانت غالن، سويسرالوقت طويل ظل دير سانت غال أحد أبرز المراكز العلمية في غرب أوروبا، وقد ضم أحد أضخم مكتبات العصور الوسطى في العالم.أسس الدير في القرن السابع راهب أيرلندي يدعى غالوس، وسار على الطريقة التي أرساها القديس بنديكت الذي عرف عنه تبحره في العلم، إذ لأكثر من ألف سنة ألزم الرهبان المنضمين إلى أخويته التعمق في دراسة أمهات الكتب الدينية.وعلى مدخل المكتبة نقشت عبارة "محراب للنفس" باليونانية. والمكتبة التي يراها الزائر اليوم من نتاج تحديث الدير على الطراز الباروكي في القرن الثامن عشر على يد المعماري بيتر ثامب، ليعكس قصرا من قصور المعرفة.يتزين المكان بحليات من الروكوكو الثري بزخرف الجص. وتحفظ الكتب بين رفوف من الخشب المحفور بارتفاع الجدران إلى السقف بينما رسمت بقبابه لوحا تمثل المجامع المسكونية وآباء الكنيسة. وأضيف الدير إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1983. مكتبة دير أدمونت - النمساأيا كان رأيك في الدين فمن الواضح أن الأديرة بما حوته من مكتبات كانت المشاعل التي أبقت نور الحضارة الغربية متقدا. ومكتبة دير أدمونت بين مناهل الثقافة التي استمرت قرابة ألف عام، وهي المكتبة الرهبانية الأضخم في العالم وربما الأبهى منظرا.ويعود الرهبان البنديكتيون في أدمونت إلى عام 1074، وقد جمعوا الكتب من ذاك الحين. واليوم يضم الدير قرابة 1400 مخطوطة نادرة، يعود أكثر من نصفها إلى العصور الوسطى وأقدمها إلى القرن الثامن الميلادي. بنيت مكتبة الدير على نسق مكتبة البلاط الملكي في فيينا التي صممها أيضا المعماري يوزف هوبر. ولا خلاف عليها كتحفة فنية.تمتد قاعة المكتبة سبعين مترا وتتزين من الداخل بطراز الباروك، وقد صممت بامتداد سبع صوامع دائرية تتوسطها صومعة ضخمة تزينت قبتها بجدارية "الحكمة الأسمى" للفنان ألتومونتي.وبالحجرات تماثيل بديعة نحتها يوزف شتاميل الذي عمل في خدمة الدير لسنوات عدة. واصطفت الكتب بحسب فروع العلم تقابلها جداريات ممثلة بشُعب الفنون اتساقا مع فكر عصر التنوير. مكتبة دير ستراخوف - براغ، التشيكتأسس دير ستراخوف للرهبان البريمونتيين عام 1143 وقد نجا من الحريق والحروب وأعمال السلب. وعلى مر سنوات أدخلت عليه أعمال ترميم لإصلاح ما تلف.وتضم مكتبته كتبا دينية منها كتاب القراءات الإنجيلية المدهش الذي يعود إلى القرن التاسع الميلادي. وقد رصع بأحجار شبه كريمة، فضلا عن مقتنيات أخرى شتى.وتضم المكتبة قاعتين كبيرتين، أولاها هي "القاعة اللاهوتية" التي أراد رئيس الدير تأسيسها عام 1671 وتتزين بحلى الروكوكو الصاخبة فضلا عن الرسوم والنقوش التي تبرز فضائل الإيمان والعلم والمعرفة والتدبير الإلهي، ممثلة انعكاسا صادقا لنمط الباروك الذي ارتبط ببوهيميا. ويتم حفظ المخطوطات القيمة بتجليد أبيض متسق، ما يمنح المطالع هدوءا وروية.والقاعة الأخرى هي "القاعة الفلسفية" (بالصورة) وبدأ تشييدها عام 1783، وهي مستوحاة من حقبة الإحياء الكلاسيكي، وتتسم بأرفف الكتب العظيمة من خشب الجوز التي نقلت إليها بعد حل دير لوكا في مورافيا.وبعد الانقلاب الشيوعي، تحفظت السلطات في تشيكوسلوفاكيا على الدير عام 1950 ليصبح ضمن متحف الآداب التشيكي. ولكن بعد سقوط الشيوعية أعيدت المقتنيات إلى حوزة الرهبان البريمونتيين الذين انهمكوا من حينها في إعادتها إلى سابق عهدها بعد عقود من الإهمال. مكتبة ترينيتي كوليدج - دبلن، أيرلنداالآن حان الوقت لشيء من البساطة، فالحجرة الطولية بمكتبة ترينيتي كوليدج لا تعتمد كثيرا على الصخب، بل يثريها جمال التناسق التصميمي لحقبة التنوير. أسست إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا جامعة ترينيتي كوليدج عام 1592 كمصدر إشعاع علمي للمذهب البروتستانتي بهدف كسر التقليد الرهباني للعلم وتأسيس إطار جديد في ظل جامعة دبلن.وقد تجاوزت الجامعة مكتبتها الأصلية، ما ألزم بتخطيط بناء جديد قام عليه توماس بارا. ويعرف هذا البناء بالمكتبة القديمة، وبدأ العمل به عام 1712 وانتهى عام 1732.ويشمل البناء باحة وسطى مدهشة بطول 65 مترا تسمى بالحجرة الطولية، وتم استبدال السقف الأصلي المسطح للحجرة بارتفاع طابق واحد عام 1858 بالقبة البلوطية الموجودة اليوم.وتحمل الرفوف من خشب البلوط بالحجرة الطولية 200 ألف كتاب من أثرى الكتب.وبين التماثيل النصفية لكبار الشخصيات الأدبية بالمكتبة يطالع الزائر تمثال أوسكار وايلد وتمثال صامويل بيكيت، وهما الكاتبان اللذان ارتادا المكتبة يوما. ومن كنوز المكتبة تحف مثل كتاب دارو (650 -700 ميلادية) وكتاب كيلز (نحو 800 ميلادية) الرائعان من اقتباسات الإنجيل. 

بي بي سي

ظهر كتاب جديد يحتفي ببعض أجمل مكتبات العالم، والكثير منها في أوروبا. فكيف حملت أروقتها كنوز العلم عبر العصور؟ وكيف نجت من أيدي العابثين في القرن العاشر بينما لم تسلم من عصابة تخصصت في سرقة التحف في القرن الحادي والعشرين؟يضم الكتاب الجديد لدار تاشين الفنية للنشر بعنوان "ماسيمو ليستري: أبدع مكتبات العالم" صورا التقطها المصور الإيطالي ليستري لبعض أعرق وأرقى المكتبات حول العالم، بعضها من القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر، منها ما جمعته شخصيات محبة للعلم وأخرى ضمنتها الأديرة. ويصف الكتاب محتواه بـ"مسابقة جمال لعالم الكتب".مكتبة الكرسي الرسولي بالفاتيكان (مكتبة الفاتيكان) - روما، إيطاليا تعود جذور مكتبة الفاتيكان إلى القرن الرابع الميلادي وإن تأسست بشكلها الحالي في القرن الخامس عشر. وفي القرن السادس عشر كلف البابا سيكستوس الخامس المعماري دومينيكو فونتانا بتصميم أبنية جديدة تضم مقتنيات الفاتيكان، وهي الأبنية المستخدمة اليوم. تتحلى أبنية مكتبة الفاتيكان بزينة فنية تأسر الألباب ولها من الفخامة الكثير بفضل تقاسيمها الهندسية متناهية الدقة.وشأنها شأن أغلب جنبات الفاتيكان، تعرض المكتبة الأثر الروحي والمادي للفاتيكان، وهو ما جعله أهلا لوصفه بدولة قائمة بذاتها، ففضلا عما بها من وثائق بامتداد تاريخ البشر، تحوي المكتبة أقدم المخطوطات الأصلية للكتاب المقدس، والمتجول بين أركانها يضع يده على فمه انبهارا كمن يصغي إلى عظيم بين قومه. مكتبة دير كرمسمونستر - النمساتأسس دير كرمسمونستر في عام 777 ميلاديا، وتحوي مكتبته بين مقتنياتها "مخطوطة ميلينريوس" الشهيرة وهي مخطوطة من القرن الثامن للأناجيل الأربعة يظهر فيها القديس لوقا على شكل ثور طائر بينما يرمز فيها للرسل متى بالرجل المجنح، ومرقس بالأسد، ويوحنا بالنسر.وباستثناء غارة في القرن العاشر، أجرى بعدها الامبراطور هنري الثاني إصلاحات، بقي دير كرمسمونستر في أغلبه بمنأى عن أعمال السلب والنهب وما أصاب بعض الأديرة من الحل وامتلاك النبلاء لمقتنياتها. ولا عجب في ذلك إذ يقع الدير على قمة جبل كقلعة حصينة.وكالكثير من مكتبات القارة، شيدت مكتبة كرمسمونستر على طراز الباروك الذي شاع في أوروبا في القرن السابع عشر واشتهر بأعمال الحفر المنمق والتذهيب والجداريات التي تغطي كافة الأسطح باستثناء الأرضيات - وإن لم تسهب تلك المكتبة في النمط المنمق مقارنة بغيرها، فحافظت على جمال مقتضب. مكتبات سرية على مر التاريخكيف عادت مكتبة الحلبي في بيروت إلى الحياة؟ ويوما اعتبرت الكتب رصيدا من العلم والثقافة يضاهي الجواهر وكان طبيعيا أن تُحفظ وتعرض كما تحفظ وتعرض المقتنيات الثمينة.مكتبة جيرولاميني - نابولي، إيطاليا تعتبر مكتبة جيرولاميني جزءا من بناء ضخم أسسته أخوية من الوعاظ المكرسين، وتعلو قاعتها الرئيسية بارتفاع ثلاثة طوابق فاخرة، تبدأ بأرفف الكتب من الخشب المحفور، يعلوها قبة من الرسم على الجص والتصوير الجداري على النمط الباروكي المتأخر.وتشهد ضخامة محتواها من الكتب على مكانتها الرفيعة بين دوائر العلم والبحث وكمستودع للمعرفة.وتضم المكتبة كتبا لشتى المعارف وإن ركزت على الموسيقى لما أولته أخوية الوعاظ المؤسسين للموسيقى والترانيم من أهمية في التأمل الروحي.وقد اعتاد الفيلسوف جمباتيستا فيكو في القرن الثامن عشر زيارة تلك المكتبة، والتي تعرضت للأسف مؤخرا في عام 2012 إلى استهداف عصابة دأب أفرادها على سرقة وبيع محتوياتها القيمة من نصوص أثرية في السوق.لكن السلطات استطاعت استعادة الكثير من المسروقات. وذاك إن دل على شيء فإنما يدل على حاجة الإرث الإنساني المكتوب، الذي تصفه اليونسكو بذاكرة العالم، للصون المستمر. مكتبة القديسة جنفياف - باريس، فرنساأول ذكر لتلك المكتبة تاريخيا هو في عام 1148، وإن كان الاعتقاد بأنها تعود إلى زمن أقدم، وقد تأسست كمكتبة رهبانية، ونجت من الدمار الهائل الذي صاحب الثورة الفرنسية (وإن تم حل الدير المصاحب لها ليتحول إلى مدرسة).واليوم تتبع المكتبة جامعة السوربون، وقد زادت محتويات المكتبة بما ضُم إليها من مقتنيات ما تم حله من أديرة ومؤسسات كنسية وما صُودر من مقتنيات النبلاء.بنيت الكنيسة الجديدة للدير في القرن الثامن عشر وتحولت لاحقا إلى ضريح البانتيون الشهير الذي يضم رفات أعلام فرنسا.والمبنى القائم للمكتبة أسسه المعماري هنري لابروست وافتُتِح عام 1851، وتعد غرفة المطالعة الهائلة أشبه بكاتدرائية تشهد على أوج ما وصلته الثورة الصناعية من مجد، يذكر بناؤها المؤسس على الحديد بشبكة السكك الحديدية الضخمة المشيدة في تلك الحقبة لخدمة عوام الناس.وقد أدخل تعديل على الغرفة لاحقا لتتوسط مكاتب القراءة باحتها، تحيطهم الكتب يمينا ويسارا. وقد أنيرت مصابيح الباحة بالغاز لأول مرة لخدمة مرتادي صرح عام. مكتبة دير ميتن - ألمانياتأسس دير الرهبان البنديكت في ميتن عام 766 ولكنه وجد نفسه في مهب الريح جراء القلاقل التي صاحبت حركة الإصلاح والحروب والاضطرابات الاجتماعية والعلمنة وقلاقل سياسية أخرى بلغت ذروتها في عام 1803 حين تمت مصادرة ممتلكات الدير والمكتبة وعرضها للبيع بالمزاد.لكن أعيد فتح الدير في عهد ملك بافاريا لودفيج الأول وتأسست مكتبة جديدة، بحيث أصبح الموقع مجددا مقصدا للعلم والدراسة.وتحول الدير في ظل رئاسة الراهب ماركل إلى مقر أسقفي فاره يليق برتبة الأسقف، حيث حوى غرف استقبال فخمة منها المكتبة التي صممت لتعكس لاهوتا عميقا جمع فكرا وفنا بل وترفا.كُلِّف النحات فرانز يوزف هولتسينغر بنحت تماثيل أسطورية على الأعمدة التي تتوسط القاعة. ومُثِّلت قامات مسيحية كبيرة كالقديس توما الأكويني بمشاهد حياتية على جداريات السقوف.ولو كان من عيب في نمط "الروكوكو" شديد التنميق في محراب العلم هذا فهو أن المرء يجهد ليجد الكتب وسط هذا الزخرف. مكتبة دير سانت غال - سانت غالن، سويسرالوقت طويل ظل دير سانت غال أحد أبرز المراكز العلمية في غرب أوروبا، وقد ضم أحد أضخم مكتبات العصور الوسطى في العالم.أسس الدير في القرن السابع راهب أيرلندي يدعى غالوس، وسار على الطريقة التي أرساها القديس بنديكت الذي عرف عنه تبحره في العلم، إذ لأكثر من ألف سنة ألزم الرهبان المنضمين إلى أخويته التعمق في دراسة أمهات الكتب الدينية.وعلى مدخل المكتبة نقشت عبارة "محراب للنفس" باليونانية. والمكتبة التي يراها الزائر اليوم من نتاج تحديث الدير على الطراز الباروكي في القرن الثامن عشر على يد المعماري بيتر ثامب، ليعكس قصرا من قصور المعرفة.يتزين المكان بحليات من الروكوكو الثري بزخرف الجص. وتحفظ الكتب بين رفوف من الخشب المحفور بارتفاع الجدران إلى السقف بينما رسمت بقبابه لوحا تمثل المجامع المسكونية وآباء الكنيسة. وأضيف الدير إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1983. مكتبة دير أدمونت - النمساأيا كان رأيك في الدين فمن الواضح أن الأديرة بما حوته من مكتبات كانت المشاعل التي أبقت نور الحضارة الغربية متقدا. ومكتبة دير أدمونت بين مناهل الثقافة التي استمرت قرابة ألف عام، وهي المكتبة الرهبانية الأضخم في العالم وربما الأبهى منظرا.ويعود الرهبان البنديكتيون في أدمونت إلى عام 1074، وقد جمعوا الكتب من ذاك الحين. واليوم يضم الدير قرابة 1400 مخطوطة نادرة، يعود أكثر من نصفها إلى العصور الوسطى وأقدمها إلى القرن الثامن الميلادي. بنيت مكتبة الدير على نسق مكتبة البلاط الملكي في فيينا التي صممها أيضا المعماري يوزف هوبر. ولا خلاف عليها كتحفة فنية.تمتد قاعة المكتبة سبعين مترا وتتزين من الداخل بطراز الباروك، وقد صممت بامتداد سبع صوامع دائرية تتوسطها صومعة ضخمة تزينت قبتها بجدارية "الحكمة الأسمى" للفنان ألتومونتي.وبالحجرات تماثيل بديعة نحتها يوزف شتاميل الذي عمل في خدمة الدير لسنوات عدة. واصطفت الكتب بحسب فروع العلم تقابلها جداريات ممثلة بشُعب الفنون اتساقا مع فكر عصر التنوير. مكتبة دير ستراخوف - براغ، التشيكتأسس دير ستراخوف للرهبان البريمونتيين عام 1143 وقد نجا من الحريق والحروب وأعمال السلب. وعلى مر سنوات أدخلت عليه أعمال ترميم لإصلاح ما تلف.وتضم مكتبته كتبا دينية منها كتاب القراءات الإنجيلية المدهش الذي يعود إلى القرن التاسع الميلادي. وقد رصع بأحجار شبه كريمة، فضلا عن مقتنيات أخرى شتى.وتضم المكتبة قاعتين كبيرتين، أولاها هي "القاعة اللاهوتية" التي أراد رئيس الدير تأسيسها عام 1671 وتتزين بحلى الروكوكو الصاخبة فضلا عن الرسوم والنقوش التي تبرز فضائل الإيمان والعلم والمعرفة والتدبير الإلهي، ممثلة انعكاسا صادقا لنمط الباروك الذي ارتبط ببوهيميا. ويتم حفظ المخطوطات القيمة بتجليد أبيض متسق، ما يمنح المطالع هدوءا وروية.والقاعة الأخرى هي "القاعة الفلسفية" (بالصورة) وبدأ تشييدها عام 1783، وهي مستوحاة من حقبة الإحياء الكلاسيكي، وتتسم بأرفف الكتب العظيمة من خشب الجوز التي نقلت إليها بعد حل دير لوكا في مورافيا.وبعد الانقلاب الشيوعي، تحفظت السلطات في تشيكوسلوفاكيا على الدير عام 1950 ليصبح ضمن متحف الآداب التشيكي. ولكن بعد سقوط الشيوعية أعيدت المقتنيات إلى حوزة الرهبان البريمونتيين الذين انهمكوا من حينها في إعادتها إلى سابق عهدها بعد عقود من الإهمال. مكتبة ترينيتي كوليدج - دبلن، أيرلنداالآن حان الوقت لشيء من البساطة، فالحجرة الطولية بمكتبة ترينيتي كوليدج لا تعتمد كثيرا على الصخب، بل يثريها جمال التناسق التصميمي لحقبة التنوير. أسست إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا جامعة ترينيتي كوليدج عام 1592 كمصدر إشعاع علمي للمذهب البروتستانتي بهدف كسر التقليد الرهباني للعلم وتأسيس إطار جديد في ظل جامعة دبلن.وقد تجاوزت الجامعة مكتبتها الأصلية، ما ألزم بتخطيط بناء جديد قام عليه توماس بارا. ويعرف هذا البناء بالمكتبة القديمة، وبدأ العمل به عام 1712 وانتهى عام 1732.ويشمل البناء باحة وسطى مدهشة بطول 65 مترا تسمى بالحجرة الطولية، وتم استبدال السقف الأصلي المسطح للحجرة بارتفاع طابق واحد عام 1858 بالقبة البلوطية الموجودة اليوم.وتحمل الرفوف من خشب البلوط بالحجرة الطولية 200 ألف كتاب من أثرى الكتب.وبين التماثيل النصفية لكبار الشخصيات الأدبية بالمكتبة يطالع الزائر تمثال أوسكار وايلد وتمثال صامويل بيكيت، وهما الكاتبان اللذان ارتادا المكتبة يوما. ومن كنوز المكتبة تحف مثل كتاب دارو (650 -700 ميلادية) وكتاب كيلز (نحو 800 ميلادية) الرائعان من اقتباسات الإنجيل. 

بي بي سي



اقرأ أيضاً
تنظيم تظاهرة ثقافية لإبراز دور الموريسكيين في تقوية الجسور بين ضفتي المتوسط
ينظم المنتدى الثقافي العربي الاسباني ومنتدى طرب الآلة  بتعاون مع مؤسسة التجمع الدولي للموريسكيين، ما بين فاتح و5 ماي 2024، رحلة فنية ثقافية إلى كل من قرطبة واشبيلية وغرناطة تحت عنوان "ربيع الأندلس" . هذه التظاهرة التي يشارك فيها جوق أمين الدبي وكورال طرب الآلة، الذي يضم 60 عضوا من المغاربة ذوي الأصول الموريسكية، تشمل إحياء ثلاث حفلات موسيقية بمواقع أثرية أندلوسية بمدن قرطبة وإشبيلية وغرناطة. المنتدى قال إن هذه التظاهرة الثقافية تشكل مناسبة لتعزيز العلاقات المتميزة القائمة بين المملكتين المغربية والإسبانية وابراز دور الموريسكيين في تقوية الجسور بين ضفتي المتوسط. كما أنها فرصة لتجديد اللقاء بعبق الحضارة الأندلسية بشبه الجزيرة الايبيرية والوقوف على أمجاد الأندلوسيين الذين ظلوا على مر عقود صلة وصل بين شعبين تميزا بالانفتاح والتعايش في ظل تعددية ثقافية أغنت مسار البلدين واشعاعهما. وسيتم تنظيم الحفل الأول بقرطبة يوم الخميس 2 ماي على الساعة 12 زوالا فيما يقام الحفل الثاني بمدينة اشبيلية يوم الجمعة 3 ماي على  الساعة الثامنة مساء، أما الحفل الثالث فيقام يوم السبت 4 ماي بمدينة غرناطة على الساعة السابعة مساء.  
ثقافة-وفن

“كذب أبيض” المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
فاز الفيلم المغربي "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير بجائزة أفضل فيلم في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة عشر لمهرجان مالمو للسينما العربية التي أعلنت جوائزها يوم السبت في السويد.وحصل فيلم "باي باي طبريا" للمخرجة لينا سويلم على جائزة أفضل فيلم غير روائي، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم اليمني (المرهقون) من إخراج عمرو جمال. وذهبت جائزة أفضل إخراج إلى التونسية كوثر بن هنية عن فيلمها "بنات ألفة" المأخوذ عن قصة واقعية ويمزج بين الوثائقي والدرامي. ونال الفلسطيني صالح بكري جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "الأستاذ"، كما نالت مواطنته منى حوا جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد". وفاز السوداني محمد كردفاني بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم "وداعا جوليا"، بينما ذهبت جائزة تصويت الجمهور لفيلم "أنف وثلاث عيون" للمخرج المصري أمير رمسيس وبطولة ظافر العابدين وأمينة خليل. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بالجائزة فيلم "عقبالك ياقلبي" للمخرجة المصرية شيرين مجدي دياب. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم العراقي "ترانزيت" من إخراج باقر الربيعي. وكان المهرجان الذي انطلق في 22 أبريل قد كرم في هذه الدورة المخرج المصري خيري بشارة الذي رأس أيضا لجنة التحكيم. وعقب انتهاء مراسم تسليم الجوائز التي أقيمت في سينما رويال، عرض المهرجان الفيلم السعودي "هجان" للمخرج المصري أبو بكر شوقي. ومن المقرر عرض الأفلام الفائزة في وقت لاحق من الأحد.
ثقافة-وفن

أشهر نجوم الغناء بالمغرب يغنون فوق خشبة مهرجان البهجة بجامع الفنا
تحتضن مدينة مراكش بداية شهر ماي المقبل، مهرجان البهجة للموسيقى خلال الفترة الممتدة بين 2 و5 ماي بساحة جامع لفنا بمراكش، وذلك في إطار برنامج "مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024" والذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. وسيعرف المهرجان المنظم بشراكة من منظمة الايسيسكو، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجماعة مراكش، مشاركة مجموعة من اشهر الفنانين المغاربة من مختلف الاصناف الموسيقية، حيث سيشهد اليوم الاول مشاركة مجموعة "هوبا هوبا سبيريت، والفنانة شيماء جاهيد، والفنان مهدي فاضيلي، والمغني تاوسن. وفي اليوم الثاني سيكون الجمهور على موعد مع "لارتيست، وعمر ورجاء بلمير، ومجموعة "لفناير"، وفي ثالث ايام المهرجان سيكون الجمهور على موعد مع مغني الراب "بيغ" والفنانة نبيلة معن، ومغني الراب "امينوكس"، وفي ختام فعاليات المهرجات يوم 5 ماي، سيكون الجمهور على موعد مع كل من الفنان الشرادي، ومجموعة "قصبة كروف" ، ومغني الراب "لبنج" والفنانة سلمى رشيد.
ثقافة-وفن

المغرب يسجل حضورا لافتا في سوق الدبلجة الفرنسية
يُسجل المغرب حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية، من خلال تزايد عدد الأفلام والمسلسلات وأفلام الكرتون التي تتم دبلجتها إلى "لغة موليير" بحِرفية كبيرة في استديوهات المملكة. وأفادت صحيفة "لوموند" في تقرير لها، أن الدراما التلفزيونية المدبلجة باللغة الفرنسية في استوديوهات المملكة، باتت تشق طريقها بثبات إلى فرنسا. ودبلجة الأفلام والمسلسلات باللغة الفرنسية كانت غير موجودة في المغرب خلال بداية العقد الأول من القرن الـ21، إلا أنها تطورت بسرعة كبيرة جدًا في الآونة الأخيرة. ووفق المصدر ذاته، يجلس المغرب حالياً في المركز الثالث خلف فرنسا وبلجيكا، في سوق دبلجة الأعمال كما يوضح يونس الزين، المؤسس المشارك لاستوديو SoundStamp المختص في دبلجة الأعمال السينمائية والتلفزيونية. وأشار التقرير، إلى أن المسلسلات الرومانسية الكورية دخلت بدورها إلى استوديوهات الدبلجة في مدينة الدار البيضاء، حيث قامت شركة Novelas TV التابعة لقناة Canal+ مؤخرًا ببث الموسم الأول من المسلسل الكوري "رائحة الكذب" باللغة الفرنسية، حيث قدم صوته أوليفييه لاكور (50 عامًا). ويقيم لاكور في المغرب منذ العام 2012، وقد غيّر حياته قبل 8 سنوات ليتفرغ للدبلجة، وهو يقوم حالياً بدبلجة مسلسل تاريخي سيتم بثه عبر القنوات الفرنسية. وفي ذات السياق، توقف التقرير عند نموذج المواطنة الفرنسية، فانيسا لوفيفر (57 عاما) والتي تعير صوتها مرتين في الأسبوع لشخصية إسبانية في مسلسل La Promesa، وهو مسلسل تلفزيوني من المقرر أن يبث موسمه الأول (122 حلقة) في فرنسا في سبتمبر المقبل. وبحسب التقرير، يتم أيضاً بث مجموعة من الأعمال المدبلجة بالمغرب في الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية. نمو ملحوظ في سوق الدبلجة بالمغرب وقالت الإعلامية أمينة أحريس، وهي من الوجوه السبّاقة بمجال الدبلجة والتعليق الصوتي بالمغرب، إن سوق الدبلجة بالمملكة تشهد في الوقت الراهن تطوراً ملحوظاً. وأضافت أحريس في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الشركات المغربية باتت منفتحة على الدراما الكورية والأفريقية وغيرها بالإضافة إلى التركية والأمازيغية التي تترجم منذ سنوات إلى "الدارجة" المغربية (العامية). وشددت المتحدثة، على أن المغرب بات يسجل أيضاً حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية من خلال مجموعة من الأفلام والمسلسلات الشهيرة من كوريا وغيرها. ورأت أحريس أن هذا التطور طبيعي، لأن الشركات المغربية راكمت تجربة محترمة بهذا المجال وأظهرت حرفية كبيرة، على حد تعبيرها. بوابة ثقافية من جهته، قال الشاعر المغربي عبد الإله شوقي، المهتم بالقطاع الثقافي والسينمائي بالمغرب، إن حضور المغرب القوي في سوق الدبلجة الفرنسية بات ملفتاً خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا التفوق يمكن أن يترجم إلى قوة ناعمة تبرز مكانة المغرب في هذه السوق. وأضاف شوقي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا الحضور لم يأت من فراغ بل يعود إلى استثمار المغرب لإمكاناته وقربه الجغرافي من أوروبا، حيث تحول إلى بوابة ثقافية للأعمال الأفريقية والكورية والبرازيلية وغيرها والتي يتم دبلجتها إلى اللغة الفرنسية في استديوهات المملكة. وزاد "المغرب فرض صوته على سوق الدبلجة الفرنسية، وتحول إلى منصة مهمة تجذب العديد من الأصوات البارزة بهذا المجال"، مستدركاً "نحن نعيش في زمن الصورة والفرجة، والمغرب بإمكانه أن يقوم بدبلجة جميع الأعمال من مسلسلات وأفلام وأعمال كرتونية بحرفية كبيرة تصل إلى المتلقي الناطق باللغة الفرنسية".
ثقافة-وفن

مكتبات فارغة وقراء أشباح.. أكشاك الكتب بباب دكالة على مشارف الإفلاس
في مشهد مؤسف يعترض المار من أمام أكشاك الكتب بساحة باب دكالة بعد تعرضها للهجر، والنسيان، بسبب عدم قدرتها على مسايرة التطور التكنولوجي، وعدم قدرتها على إقناع المواطنات والمواطنين من جديد بالعودة إلى الكتب والروايات الورقية، والرجوع إلى الأكشاك ومحلات بيع الكتب والتجول بين الرفوف والاطلاع على الفهارس والبحث عن آخر الطبعات. هذا وتتواصل معاناة أصحاب هذه الأكشاك مع نذرة الزبائن والقراء، في ظل زخم الكتب والروايات الرقمية التي أصبحت تجتاح هواتف النخبة المثقفة والباحثين عن حروف تروي رمقهم أو تشبع فضولهم، وعن معارف وأفكار نسجها وطبعها أدباء ومفكرين وروائيين في كتب غنية وقيمة، لكن هذه الأخيرة رقمنَها التطور، والتكنولوجيا، وأصبحت اليوم، تقدم وسيطا جديدا يمكننا من التفاعل مع الآخر بشكل رقمي. وبين انتشار الكتب الإلكترونية، وشح القراءة في ثقافتنا، أصبحت أكشاك باب دكالة اليتيمة تبدو وكأنها على مشارف الإفلاس، خالية من الزوار، موحشة وكئيبة، حيث ولَد التطور التكنولوجي وانتشار الكتب الرقمية لدى المواطنين العزوف عن زيارة هذه الأكشاك واقتناء الكتب الورقية، الشيء الذي ساهم في إفلاس الكثير الأكشاك ومحلات بيع الكتب، ومن دور النشر  أيضا، ويمكن اعتبار هذا الإفلاس هو نتيجة اقتحام الكتاب الرقمي لعالم القراءة والمطالعة، الشيء الذي خلف مواقف متضاربة بين مؤيد ومعارض للكتاب الرقمي، لأن هذا الأخير أصبحت له بدوره جاذبية لدى القراء.
ثقافة-وفن

المكتب الوطني للسياحة يحتفي بالطبخ المغربي في برنامج تلفزي فرنسي
يسلط المكتب الوطني المغربي للسياحة الضوء على المغرب ووجهاته عبر فن الطهي، من 22 إلى غاية 26 أبريل الجاري على القناة التلفزيونية "فرانس 5"، من خلال برنامج "C à Vous". وأبرز المكتب، في بلاغ، أنه على امتداد هذا الأسبوع، وفي كل حلقة من حلقات البرنامج اليومي "C à Vous"، ستلتقي الشاف فاطمة الحال والشاف موحا، الوجهان المغربيان المشهوران في عالم الطهي، مع المشاهدين الفرنسيين ليسافرا بهم في رحلة من نوع آخر لاكتشاف ألذ الأطباق والأكلات من "توقيع" جهات مختلفة من المغرب، وبالضبط من كل من طنجة، الرباط، فاس، مراكش والداخلة. ويتوخى المكتب الوطني المغربي للسياحة من هذا البرنامج تسليط الضوء عل الوجهات المغربية عبر فن الطبخ المغربي، وإبراز تنوعه وغناه، من خلال استعراض وصفات مميزة تعكس مهارته وتفننه، وتجدره عبر التاريخ. فالطبخ يعتبر مكونا من الموروث الثقافي المغربي وعرضه السياحي. وذكر المصدر ذاته أن غالبية السياح يختارون وجهة عطلهم تبعا للطبخ المحلي الذي تزخر به المنطقة التي يقصدونها، باعتبار الطبخ الوسيلة المثلى لاكتشاف ثقافة وتقاليد بلد أو جهة معينة. وأوضح البلاغ أن هذا هو التصور العام لبرنامج "C à Vous" الذي يروم استعراض القيمة التراثية لفن الطهي. فخلال عشاء، تعطي مقدمة البرنامج وطاقمها الكلمة للمدعوين لمناقشة آخر الأخبار ودعوتهم لاكتشاف وصفة جديدة تقدم خلال هذا العشاء. ويحظى هذا البرنامج الذي يبث يوميا ومباشرة بمشاهدة 1,4 مليون مشاهد، ليشكل بذلك واجهة ممتازة للترويج لوجهة المغرب وما تزخر به من مؤهلات سياحية قل نظيرها. بعد انتهاء كل حلقة من حلقات هذا البرنامج، سيتم إعداد شريط من صنف "ماستركلاس" مدته 90 ثانية وبثه على شبكات التواصل الاجتماعي لبرنامج "C à Vous"، تستعرض من خلاله مختلف مراحل كل وصفة على حدة، مع الترويج لفنون الطهي المغربي ووجهة المغرب السياحية بشكل عام. وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة تندرج في إطار إستراتيجية "Tourism in Action" للمكتب الوطني المغربي للسياحة للترويج لوجهة المغرب ومؤهلاتها.
ثقافة-وفن

الموت يفجع الفنانة المراكشية شيماء عبد العزيز
أعلنت الفنانة المراكشية شيماء عبد العزيز عن وفاة والدتها التي مرت بوعكة صحية خلال الفترة الأخيرة. وقالت شيماء عبد العزيز عبر تدوينة على حسابها الرسمي على تطبيق “إنستغرام” : “الحمد لله أمي في ذمة الله، الله يرحمها اليوم ماتت في هاد الساعة الحمد لله”. وأضافت: “بحال كيف وقع ليا مع بابا كنت فطنجة وجيت فالموت دابا جاتني خبار أمي وأنا فطنجة الحمد لله أنا فالطريق لعندها فمراكش والحمد لله”.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 01 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة