مثّل الأستاذ الباحث "هشام فتح كلية اللغة العربية بمراكش "في المؤتمر الدولي المنعقد بفاس 12-14 دجنبر 2017 حول موضوع: "البحث التربوي وتجديد المناهج التعليمية"، وتقدَّم في اليوم الثاني منه بدراسة ميدانية انشغلت ببحث العوائق التي تحُول دون خروج الدرس الجامعي بالمغرب -وتحديدا داخل شُعَب اللغة العربية وآدابها- من نمطية مُدخلاته وهشاشة مخرجات نحو آفاق جديدة تتجاوز حالة الاجتهاد إلى فعل الإبداع.
وقد استندت هذه الدراسة إلى معطيات ميدانية همَّت في هذه المرحلة عينةً تجريبية من كليتي اللغة العربية والآداب بمراكش، وقد بلغ الإجمالي العدد العينة 267 طالبا تقاربت نسبة توزيعها بين جنسي الذكور(132) والإناث(135). وبخصوص الاستبيان المعتمَد تم إخضاعه لهندسة رباعية مسَّت الدرس الجامعي من حيث أهدافُه وأشكالُ تواصله ثم طرقُ تقويمه ونوعيةُ القيم والمهارات المكتسبة لدى الطالب.
حدد الباحث-استنادا إلى نتائج الاستبيان- عوائق الدرس الجامعي في اثنين: يتجلى الأول في العائق النسقي العائد إلى عدم العناية بالتخطيط للدرس من حث أهدافه ومخرجاته وطرق تصريفه، ويتمثل الثاني في العائق المعرفي المرتبط بتهميش السؤال باعتباره مدخلا منهجيا كذلك يساعد على تشخيص مكتسبات الطالب وتحفيز ذاكرته.
ختم الباحث دراسته بمبادرة مطبَّقة مع طلبته في الفصل الأول لهذا الموسم، وتتعلق باستثمار المسرح آليةً لتبليغ مادة المكتبة اللغوية التي يدرسها لهم. وقد استطاع تحقيق نتيجتين؛ الأولى تربوية تتعلق بالأهداف التي سطرها للدرس والثانية مهارية تتجلى في إخراج الطالب من أنانيته ودمجه في إطار عمل المجموعات ليكتسب فيها حس التعاون وطرح الرأي والاستدلالَ عنه وقبولَ الرأي الآخر دون إقصائه، فضلا عن تجاوز حالات الخجل وعدم الثقة في النفس.
وقد خلص الباحث إلى نتيجة صادمة وهو يتفرس وجوه الطلبة العارضين لأعمالهم في شكل لوحات مسرحية داخل فضاء القسم، هو أن الدرس الجامعي بكل طقوسه إن لم يكن كابتا للأحلام فإنه على الأقل يسرقها وتنفلت من بين يديه كلَّ سنة طاقاتٌ إبداعية كان سيكون لها شأن ما في مجال من المجالات غير التعليم، وهذا إذا لم يُنتبه إليه فسيُذكي لاحقا شعور العنف اتجاه المؤسسة وأشخاصها وعلى رأسهم الأستاذ.