

مجتمع
كشـ24 ترصد العوامل النفسية التي تسبب “الترمضينة”
زكرياء البشيكري
في كل شهر رمضان من كل سنة، ومباشرة بعد آذان صلاة العصر تمتلئ الأسواق والاحياء الشعبية، وتكتظ بجميع الفئات العمرية ماعدا النساء في الغالب تجدهن يحضرن مائدة الفطور لأسرهن، وفي كل حي تجد مجموعات صغيرة من الشباب وخاصة من يتعاطون إحدى أنواع المخدرات، وكلما اقترب آذان صلاة المغرب، يصاب أحدهم ب "الترمضينة" ويفتعل الشجار.
وبعد تبادل أسوء أنواع العنف اللفطي تبدأ الحرب، وفي بعض الأحيان تنتهي هذه الأخيرة، بالموت لا قدر الله، ما يخلق الانزعاج وعدم الطمأنينة خاصة في الأحياء الشعبية، و تجد الشباب فيما بينهم يتنابزون بلقب "مقطوع" ، باعتبار أن هذا اللفظ يوجه لمن لا يستطيع التحكم في أعصابه والصبر، ولقب يوجه غالبا للمدمن على تعاطي إحدى أنواع المخدرات.
هي ظاهرة اجتماعية لأن معظم الناس يرتفع منسوب الانفعال لديها، ولها عدة عوامل تقول الدكتورة أسماء المجاهدي الأخصائية النفسية بمدينة مراكش، فالعامل الأول يتمثل لدى الناس التي تدخن السجائر او يتعاطون المخدرات، و"القطعة" أو الفطام هي حالة نفسية، تصاحبها مجموعة من الأعراض من قبيل الانفعالية، قلة الصبر وردود الفعل المبالغ فيها.
وتضيف الدكتورة المجاهدي في تصريحها لموقع "كشـ24" الشاي والقهوة أيضا، يمكن أن يتسببان في حالة "القطعة" أو الفطام، لأن هاتين المادتين يمكن ان تؤثران بشكل كبير على الجهاز العصبي في حالة كان الشخص يشرب القهوة او الشاي بشكل يومي، بالإضافة إلى أن انخفاض معدل السكر في الدم يمكن بدوره ان يسبب في "الترمضينة"، لأن المادة الأساسية التي يتغذى عليها الدماغ هي السكر، وبالتالي يسبب انخفاضه في الدم في التأثير على صحة الجهاز العصبي، وظهور مجموعة من الأعراض الانفعالية الشديدة.
وتستطرد الدكتورة المجاهدي يجب على المواطنين أن يعودوا أنفسهم على شهر رمضان عن طريق الاستعداد الروحي والاستعداد النفسي، لأن هذا الاستعداد يساهم في القضاء على هذه الانفعالات الشاذة، بالإضافة الى ان المغاربة لصيقين بعادة شرب الشاي، والشاي والقهوة تعتبران مادتين حيويتين ومصدر للكافيين، لذلك يجب عند اقتراب كل شهر رمضان، التقليل تدريجيا من شرب الشاي والقهوة أيضا، وكذلك ضرورة استحضار قواعد ديننا الحنيف الذي يوصي بالصبر والتسامح، لأننا في شهر رمضان نكون في حالة عبادة وبالتالي لابد من استحضار هذا الجانب.
ومن جانبه يلاحظ حميد كريم أستاذ علم النفس بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الكثير من السلوكات المختلفة بشكل واضح في شهر رمضان، عن الأشهر الأخرى، من بينها السلوكات العنيفة كالضرب أو السب والشتم أو العراك بشكل عام ، وقد ترجع هذه السلوكات في الكثير من الأحيان إلى دوافع سيكولولوجية وبيولوجية وحتى اجتماعية، فالفرد عندما يشعر بالجوع والعطش من الطبيعي جدا أن تختل لديه التفعالات النوروعصبية التي قد تؤثر هي أيضا في الحالة الميزاجية فكما نعرف أن تدبير المشاعر وتوجيهها يتطلب طاقة عالية للدماغ وهذه الطاقة تأتينا من الطعام والأكسجين، لهذا يربط الكثير من الباحثين بين الإحساس بالجوع والغضب وعدم التركيز.
ويضيف الاستاذ كريم، أما من الناحية السيكولوجية المحضة فيمكن تفسير هذه السلوكات السلبية في رمضان، بفرضيتين هما السلوكات الإنسحابية، هذه السلوكات تصاحب بشكل كبير وواضح الانقطاع عن تناول الكثير من المواد المخدرة أو حتى المنبهات ، فعدم تناول هذه المواد في أوقات محددة في اليوم كما جرت العادة بالنسبة للفرد قد يؤدي إلى اختلالات ميزاجة تتميز بعدم القدرة على ضبط النفس وتوجيه السلوك وبالتالي التصرف بعفوية غريزية قد تؤدي الأخرين، أما الفرضية الثانية فهي مشابهة للأولى غير أنها تفسر هذه السلوكات السلبية على أنها طبيعية في ظل الحالة الفيزيولوجية للفرد في هذه الفترة التي تتميز بالجوع والعطش، حيث نرى ان بعض الأفراد ذوي الحساسية المفرطة في نقص الطاقة المرتبط بالامتناع عن الطعام والشرب، يشتغل دماغهم بأوتوماتيكية عالية غير خاضعة للوعي الذي ينظم ردود الفعل.
ويؤكد الاستاذ كريم في تصريح لـ "كشـ24" على دور المراقبة الذاتية لأنفسنا ، حيث من المفروض أن نراقب بشكل واعي ردود أفعالنا ونوجهها وفق المواقف ونتحكم فيها ، غير ان الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة غير قادرين على هذه المهمة السيكولوجية، بالإضافة إلى أن هذه التفسيرات، لا يجب أن ننسى العوامل الاجتماعية المهمة فمن الملاحظ ان هذه السلوكات توجد في المجالات والأماكن الشعبية بشكل أكبر من المناطق الغير شعبية، وهذا يمكن ان يحيلنا على تفسير يفيد ان كلما كان المستوى الاقتصادي والمكانة الاجتماعية مرتفعان كلما انخفضت هذه السلوكات السلبية.
وينهي أستاذ علم النفس حديثه، لا ننسى في الأخير أن هذه السلوكات هي مرافقة للإنسان في أغلب الأزمنة غير رمضان، يبقى فقط هذا الشهر مميزا بالشروط التي يفرضها ونوع العبادة الخاصة به، وهي التي تحفز إلى حد كبير ظهور السلوكات الانسحابية ، ولا ننسى أيضا ان هذا الشهر مناسبة للفرد كي يبدأ رحلة تغير سيكولوجي وفرصة للتدرب على التحكم وتوجيه الجسم والانفعالات.
زكرياء البشيكري
في كل شهر رمضان من كل سنة، ومباشرة بعد آذان صلاة العصر تمتلئ الأسواق والاحياء الشعبية، وتكتظ بجميع الفئات العمرية ماعدا النساء في الغالب تجدهن يحضرن مائدة الفطور لأسرهن، وفي كل حي تجد مجموعات صغيرة من الشباب وخاصة من يتعاطون إحدى أنواع المخدرات، وكلما اقترب آذان صلاة المغرب، يصاب أحدهم ب "الترمضينة" ويفتعل الشجار.
وبعد تبادل أسوء أنواع العنف اللفطي تبدأ الحرب، وفي بعض الأحيان تنتهي هذه الأخيرة، بالموت لا قدر الله، ما يخلق الانزعاج وعدم الطمأنينة خاصة في الأحياء الشعبية، و تجد الشباب فيما بينهم يتنابزون بلقب "مقطوع" ، باعتبار أن هذا اللفظ يوجه لمن لا يستطيع التحكم في أعصابه والصبر، ولقب يوجه غالبا للمدمن على تعاطي إحدى أنواع المخدرات.
هي ظاهرة اجتماعية لأن معظم الناس يرتفع منسوب الانفعال لديها، ولها عدة عوامل تقول الدكتورة أسماء المجاهدي الأخصائية النفسية بمدينة مراكش، فالعامل الأول يتمثل لدى الناس التي تدخن السجائر او يتعاطون المخدرات، و"القطعة" أو الفطام هي حالة نفسية، تصاحبها مجموعة من الأعراض من قبيل الانفعالية، قلة الصبر وردود الفعل المبالغ فيها.
وتضيف الدكتورة المجاهدي في تصريحها لموقع "كشـ24" الشاي والقهوة أيضا، يمكن أن يتسببان في حالة "القطعة" أو الفطام، لأن هاتين المادتين يمكن ان تؤثران بشكل كبير على الجهاز العصبي في حالة كان الشخص يشرب القهوة او الشاي بشكل يومي، بالإضافة إلى أن انخفاض معدل السكر في الدم يمكن بدوره ان يسبب في "الترمضينة"، لأن المادة الأساسية التي يتغذى عليها الدماغ هي السكر، وبالتالي يسبب انخفاضه في الدم في التأثير على صحة الجهاز العصبي، وظهور مجموعة من الأعراض الانفعالية الشديدة.
وتستطرد الدكتورة المجاهدي يجب على المواطنين أن يعودوا أنفسهم على شهر رمضان عن طريق الاستعداد الروحي والاستعداد النفسي، لأن هذا الاستعداد يساهم في القضاء على هذه الانفعالات الشاذة، بالإضافة الى ان المغاربة لصيقين بعادة شرب الشاي، والشاي والقهوة تعتبران مادتين حيويتين ومصدر للكافيين، لذلك يجب عند اقتراب كل شهر رمضان، التقليل تدريجيا من شرب الشاي والقهوة أيضا، وكذلك ضرورة استحضار قواعد ديننا الحنيف الذي يوصي بالصبر والتسامح، لأننا في شهر رمضان نكون في حالة عبادة وبالتالي لابد من استحضار هذا الجانب.
ومن جانبه يلاحظ حميد كريم أستاذ علم النفس بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الكثير من السلوكات المختلفة بشكل واضح في شهر رمضان، عن الأشهر الأخرى، من بينها السلوكات العنيفة كالضرب أو السب والشتم أو العراك بشكل عام ، وقد ترجع هذه السلوكات في الكثير من الأحيان إلى دوافع سيكولولوجية وبيولوجية وحتى اجتماعية، فالفرد عندما يشعر بالجوع والعطش من الطبيعي جدا أن تختل لديه التفعالات النوروعصبية التي قد تؤثر هي أيضا في الحالة الميزاجية فكما نعرف أن تدبير المشاعر وتوجيهها يتطلب طاقة عالية للدماغ وهذه الطاقة تأتينا من الطعام والأكسجين، لهذا يربط الكثير من الباحثين بين الإحساس بالجوع والغضب وعدم التركيز.
ويضيف الاستاذ كريم، أما من الناحية السيكولوجية المحضة فيمكن تفسير هذه السلوكات السلبية في رمضان، بفرضيتين هما السلوكات الإنسحابية، هذه السلوكات تصاحب بشكل كبير وواضح الانقطاع عن تناول الكثير من المواد المخدرة أو حتى المنبهات ، فعدم تناول هذه المواد في أوقات محددة في اليوم كما جرت العادة بالنسبة للفرد قد يؤدي إلى اختلالات ميزاجة تتميز بعدم القدرة على ضبط النفس وتوجيه السلوك وبالتالي التصرف بعفوية غريزية قد تؤدي الأخرين، أما الفرضية الثانية فهي مشابهة للأولى غير أنها تفسر هذه السلوكات السلبية على أنها طبيعية في ظل الحالة الفيزيولوجية للفرد في هذه الفترة التي تتميز بالجوع والعطش، حيث نرى ان بعض الأفراد ذوي الحساسية المفرطة في نقص الطاقة المرتبط بالامتناع عن الطعام والشرب، يشتغل دماغهم بأوتوماتيكية عالية غير خاضعة للوعي الذي ينظم ردود الفعل.
ويؤكد الاستاذ كريم في تصريح لـ "كشـ24" على دور المراقبة الذاتية لأنفسنا ، حيث من المفروض أن نراقب بشكل واعي ردود أفعالنا ونوجهها وفق المواقف ونتحكم فيها ، غير ان الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة غير قادرين على هذه المهمة السيكولوجية، بالإضافة إلى أن هذه التفسيرات، لا يجب أن ننسى العوامل الاجتماعية المهمة فمن الملاحظ ان هذه السلوكات توجد في المجالات والأماكن الشعبية بشكل أكبر من المناطق الغير شعبية، وهذا يمكن ان يحيلنا على تفسير يفيد ان كلما كان المستوى الاقتصادي والمكانة الاجتماعية مرتفعان كلما انخفضت هذه السلوكات السلبية.
وينهي أستاذ علم النفس حديثه، لا ننسى في الأخير أن هذه السلوكات هي مرافقة للإنسان في أغلب الأزمنة غير رمضان، يبقى فقط هذا الشهر مميزا بالشروط التي يفرضها ونوع العبادة الخاصة به، وهي التي تحفز إلى حد كبير ظهور السلوكات الانسحابية ، ولا ننسى أيضا ان هذا الشهر مناسبة للفرد كي يبدأ رحلة تغير سيكولوجي وفرصة للتدرب على التحكم وتوجيه الجسم والانفعالات.
ملصقات
مجتمع

مجتمع

مجتمع

مجتمع

