مجتمع

قلقٌ وسط عاملات “الفريز” المغربية في ظل الأزمة مع إسبانيا


كشـ24 نشر في: 29 يونيو 2021

تحت أشعة الشمس الحارقة، وداخل حقول مغطاة بالبلاستيك في منطقة ويلبا الريفية في جنوب غرب إسبانيا، تعمل سنويا آلاف المغربيات في جني ثمار الفراولة، في إطار برنامج الهجرة المؤقتة بين مدريد والرباط.لكن عقب الأزمة الديبلوماسية مع المغرب، تحدثت الصحافة الإسبانية عن اتفاق جديد تعقده حكومة بلادها مع جمهورية الهندوراس لتوريد الفلاحين الموسميين. وهو ما زرع الشك وزاد من تخوف العاملات المغربيات من عدم عودتهن الموسم المقبل إلى الحقول الإسبانية."تختلف دوافع سفرنا، لكن الأكيد أن الفقر ورغبتنا في تحسين مستوى معيشة أسرنا هو قاسمنا المشترك نحن العاملات الموسميات"، هكذا تصرح خديجة لموقع "سكاي نيوز عربية".وتتابع بحرقة، "عدت قبل حوالى عشرة أيام من ويلبا إلى مدينة سيدي بنور، لاتزال حرارة الحقل تسري في كامل جسمي وآلام الظهر لا تفارقني. لكنه شر لا بد منه. أنا أم مطلقة لطفل وعلي أن أوفر له حياة كريمة.ادخرت هذا الموسم حوالى 2500 يورو فقط في مدة ثلاثة أشهر لأن الضيعة صغيرة وساعات العمل قليلة بالمقارنة مع الضيعات المجاورات لنا".ترى خديجة أن هذا الربح المادي لا يضاهي سوء الظروف المعيشية التي مرت منها إلى جانب المئات من العاملات، إذ تؤكد أنها كانت تتقاسم الشقة رفقة 11 امرأة، وفي كل غرفة تقيم أربع نساء.وقالت خديجة "صحيح أننا لا نؤدي ثمن الإيجار لرب العمل، لكننا نتحمل في المقابل نفقات الحصول على تأشيرة السفر واختبار كورونا، كما ندفع فاتورة الماء والكهرباء ونتكلف بالمأكل والمشرب، وهذه السنة تم اقتطاع 45 يورو كمساهمة في تكاليف العودة".على صعيد آخر، ورغم جديتهن في العمل وتمتعهن بخبرة كبيرة في المجال، تتعرض العاملات المغربيات للتهميش والتنمر وأحيانا للتعدي على حقوقهن بسبب عدم قدرتهن على التحاور باللغة الإسبانية. "معي نساء من جميع الأعمار، منهن من يفوق سنهن 50 سنة، يتم استدعاؤهن بسبب خفتهن في العمل، ففي الغالب نجني حوالى 12 كيلو من الفراولة في اليوم الواحد وهذا رقم قياسي بالمقارنة مع العاملات الرومانيات اللواتي يتمتعن بمعاملة خاصة ويحزن على الاحترام اللازم بسبب إتقانهن للإسبانية لا غير".اللغة عائق أمام الحقوقهذا الأمر تؤكده عالمة الاجتماع المتخصصة في الهجرة والعمل، إيمانويل هيليو، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لا يتم احترام قانون العامل في غالب الأحيان، كما أن العاملات المغربيات لا يستفدن من مترجم، والوسطاء مع المشغل، لا يكلفون أنفسهم عناء الترجمة لأنهم يعتبرون نفسهم في مراكز سلطة".وتضيف في هذا الشأن، "وهذا يقلل بشكل كبير من إمكانية التفاوض بشأن ظروف العمل أو التنديد بالانتهاكات المحتملة، وما يزيد الوضع تعقيدا هو أن الإقامة موسمية وتصاريح العمل تقتصر على إقليم معين وقطاع واحد وصاحب عمل محدد، والبدائل لمن لا يقبلن الشروط المعروضة أو الظروف المفروضة عليهن ليست مناسبة: البقاء بشكل غير نظامي في إسبانيا أو العودة إلى المغرب دون إمكانية إعادة إبرام العقد".شروط قاسية والحاجة ملحةوفي المنحى نفسه، ترى الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، المتخصصة في الهجرة الدولية، شادية عراب، في شروط هذا العقد إجحافا وتمييزا.تقول في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "يسعى الاتفاق الموقع بين المغرب وإسبانيا في عام 2006، إلى سد النقص الحاصل في اليد العاملة في الدولة الإيبيرية ومكافحة الهجرة غير النظامية ثم تحسين مستوى عيش العاملات، لكن التوظيف يعتمد في المقام الأول على الجنس، ولأول مرة يقع الاختيار على النساء وليس الرجال، في ظل شروط صارمة للغاية. إذ يفضل أن يكن من المناطق الريفية وأن يكون لديهن طفل واحد على الأقل دون 18 عامًا لضمان عودتهن إلى ديارهن".في المقابل، لم تخف الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي تخوفها من انعكاس الأزمة الديبلوماسية بين البلدين على حياة هذه الفئة الهشة، "في كل مرة تحدث أزمة، تقلل إسبانيا من تدفق العمال المهاجرين إلى أراضيها، وبعد إعلانها عن بحثها عن بدائل من بلدان أخرى مؤخرا فأنا لا أستبعد أن يتم التخلي تدريجيا عن اليد المغربية العاملة في حقول الذهب الأحمر الإسباني".وأضافت "لهذا كنت قد عملت إلى جانب ‎اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻹﻧﻌﺎﺵ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻭ اﻟﻜﻔﺎءات في المغرب على آليات دعم هؤلاء النساء ودمجهن في مشاريع التنمية في بلادهن لخلق مصادر مدرة للدخل وتحقق لهن الاستقلالية المادية".ولتجنب أي مأزق، توضح زينب العاملة الموسمية في اتصال مع موقع سكاي نيوز عربية أن الكثيرات لم يعدن إلى المغرب في الرحلات الأخيرة وفضلن البقاء كمهاجرات غير نظاميات، "لا أستطيع التخلي عن عملي الموسمي، فبفضله استطعت تغيير حياة أبنائي الثلاثة، كما أن رب العمل يقوم حاليا بتحويل العقود لبعض النساء اللواتي اشتغلن في ضيعته لأكثر من 12 سنة من موسمية إلى دائمة، مما يعني حقوقا أكثر وإقامة دون مشاكل".استحالة استبعاد اليد العاملة المغربيةإلا أن مسؤولة التواصل بالرابطة المهنية الأندلسية للفراولة، ميريا هومانيز لا ترى داعيا لكل هذه التخوفات وتؤكد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القطاع الزراعي يمكنه جلب عمال من بلدان أخرى، لكنه لا يستبعد بأي حال العمال المغاربة.وتضيف، "بالطبع، العلاقة بين منتجي ومسوقي الفواكه الحمراء الأندلسية مع السلطات المغربية متقلبة للغاية، وبغض النظر عن الظروف السياسية التي تجري حاليًا بين بلدينا. فإن كثيرا من العمال المغاربة يتمتعون بخبرة تزيد عن 15 عامًا في قطاعنا، وبالتالي فهم يمثلون رصيدًا كبيرًا للشركات المعنية ويحظون بكل الحب والتقدير".وبلغة الأرقام، توضح أن تغير عدد العاملين الذين يتم جلبهم من المغرب يعكس التقلبات الحاصلة في القطاع والتي تعتبر عادية جدا، "مثلا، بسبب الأزمة الصحية الوبائية، تمكن حوالى 7200 عامل مغربي من اللحاق بالمزارع الإسبانية السنة الماضية من أصل 19 آلاف شخص تمت الموافقة عليها مسبقًا من قبل السلطات الإسبانية والمغربية. وهذا العام شارك نحو 12700 مغربي في حملة حصاد الفاكهة الحمراء".ووفقا لحديثها فإن "التعايش هو القاعدة العامة والمشاكل تبقى الاستثناء، كما أن الرابطة تحاول توفير فريق من مستشاري الاندماج، من الجنسية الإسبانية المغربية، مدربين على التدخل في حالة حدوث أي مشكلة وهم على اتصال يومي مع العمال لمساعدتهم في كل ما يحتاجون إليه".

المصدر: سكاي نيوز عربية

تحت أشعة الشمس الحارقة، وداخل حقول مغطاة بالبلاستيك في منطقة ويلبا الريفية في جنوب غرب إسبانيا، تعمل سنويا آلاف المغربيات في جني ثمار الفراولة، في إطار برنامج الهجرة المؤقتة بين مدريد والرباط.لكن عقب الأزمة الديبلوماسية مع المغرب، تحدثت الصحافة الإسبانية عن اتفاق جديد تعقده حكومة بلادها مع جمهورية الهندوراس لتوريد الفلاحين الموسميين. وهو ما زرع الشك وزاد من تخوف العاملات المغربيات من عدم عودتهن الموسم المقبل إلى الحقول الإسبانية."تختلف دوافع سفرنا، لكن الأكيد أن الفقر ورغبتنا في تحسين مستوى معيشة أسرنا هو قاسمنا المشترك نحن العاملات الموسميات"، هكذا تصرح خديجة لموقع "سكاي نيوز عربية".وتتابع بحرقة، "عدت قبل حوالى عشرة أيام من ويلبا إلى مدينة سيدي بنور، لاتزال حرارة الحقل تسري في كامل جسمي وآلام الظهر لا تفارقني. لكنه شر لا بد منه. أنا أم مطلقة لطفل وعلي أن أوفر له حياة كريمة.ادخرت هذا الموسم حوالى 2500 يورو فقط في مدة ثلاثة أشهر لأن الضيعة صغيرة وساعات العمل قليلة بالمقارنة مع الضيعات المجاورات لنا".ترى خديجة أن هذا الربح المادي لا يضاهي سوء الظروف المعيشية التي مرت منها إلى جانب المئات من العاملات، إذ تؤكد أنها كانت تتقاسم الشقة رفقة 11 امرأة، وفي كل غرفة تقيم أربع نساء.وقالت خديجة "صحيح أننا لا نؤدي ثمن الإيجار لرب العمل، لكننا نتحمل في المقابل نفقات الحصول على تأشيرة السفر واختبار كورونا، كما ندفع فاتورة الماء والكهرباء ونتكلف بالمأكل والمشرب، وهذه السنة تم اقتطاع 45 يورو كمساهمة في تكاليف العودة".على صعيد آخر، ورغم جديتهن في العمل وتمتعهن بخبرة كبيرة في المجال، تتعرض العاملات المغربيات للتهميش والتنمر وأحيانا للتعدي على حقوقهن بسبب عدم قدرتهن على التحاور باللغة الإسبانية. "معي نساء من جميع الأعمار، منهن من يفوق سنهن 50 سنة، يتم استدعاؤهن بسبب خفتهن في العمل، ففي الغالب نجني حوالى 12 كيلو من الفراولة في اليوم الواحد وهذا رقم قياسي بالمقارنة مع العاملات الرومانيات اللواتي يتمتعن بمعاملة خاصة ويحزن على الاحترام اللازم بسبب إتقانهن للإسبانية لا غير".اللغة عائق أمام الحقوقهذا الأمر تؤكده عالمة الاجتماع المتخصصة في الهجرة والعمل، إيمانويل هيليو، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لا يتم احترام قانون العامل في غالب الأحيان، كما أن العاملات المغربيات لا يستفدن من مترجم، والوسطاء مع المشغل، لا يكلفون أنفسهم عناء الترجمة لأنهم يعتبرون نفسهم في مراكز سلطة".وتضيف في هذا الشأن، "وهذا يقلل بشكل كبير من إمكانية التفاوض بشأن ظروف العمل أو التنديد بالانتهاكات المحتملة، وما يزيد الوضع تعقيدا هو أن الإقامة موسمية وتصاريح العمل تقتصر على إقليم معين وقطاع واحد وصاحب عمل محدد، والبدائل لمن لا يقبلن الشروط المعروضة أو الظروف المفروضة عليهن ليست مناسبة: البقاء بشكل غير نظامي في إسبانيا أو العودة إلى المغرب دون إمكانية إعادة إبرام العقد".شروط قاسية والحاجة ملحةوفي المنحى نفسه، ترى الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، المتخصصة في الهجرة الدولية، شادية عراب، في شروط هذا العقد إجحافا وتمييزا.تقول في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "يسعى الاتفاق الموقع بين المغرب وإسبانيا في عام 2006، إلى سد النقص الحاصل في اليد العاملة في الدولة الإيبيرية ومكافحة الهجرة غير النظامية ثم تحسين مستوى عيش العاملات، لكن التوظيف يعتمد في المقام الأول على الجنس، ولأول مرة يقع الاختيار على النساء وليس الرجال، في ظل شروط صارمة للغاية. إذ يفضل أن يكن من المناطق الريفية وأن يكون لديهن طفل واحد على الأقل دون 18 عامًا لضمان عودتهن إلى ديارهن".في المقابل، لم تخف الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي تخوفها من انعكاس الأزمة الديبلوماسية بين البلدين على حياة هذه الفئة الهشة، "في كل مرة تحدث أزمة، تقلل إسبانيا من تدفق العمال المهاجرين إلى أراضيها، وبعد إعلانها عن بحثها عن بدائل من بلدان أخرى مؤخرا فأنا لا أستبعد أن يتم التخلي تدريجيا عن اليد المغربية العاملة في حقول الذهب الأحمر الإسباني".وأضافت "لهذا كنت قد عملت إلى جانب ‎اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻹﻧﻌﺎﺵ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻭ اﻟﻜﻔﺎءات في المغرب على آليات دعم هؤلاء النساء ودمجهن في مشاريع التنمية في بلادهن لخلق مصادر مدرة للدخل وتحقق لهن الاستقلالية المادية".ولتجنب أي مأزق، توضح زينب العاملة الموسمية في اتصال مع موقع سكاي نيوز عربية أن الكثيرات لم يعدن إلى المغرب في الرحلات الأخيرة وفضلن البقاء كمهاجرات غير نظاميات، "لا أستطيع التخلي عن عملي الموسمي، فبفضله استطعت تغيير حياة أبنائي الثلاثة، كما أن رب العمل يقوم حاليا بتحويل العقود لبعض النساء اللواتي اشتغلن في ضيعته لأكثر من 12 سنة من موسمية إلى دائمة، مما يعني حقوقا أكثر وإقامة دون مشاكل".استحالة استبعاد اليد العاملة المغربيةإلا أن مسؤولة التواصل بالرابطة المهنية الأندلسية للفراولة، ميريا هومانيز لا ترى داعيا لكل هذه التخوفات وتؤكد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القطاع الزراعي يمكنه جلب عمال من بلدان أخرى، لكنه لا يستبعد بأي حال العمال المغاربة.وتضيف، "بالطبع، العلاقة بين منتجي ومسوقي الفواكه الحمراء الأندلسية مع السلطات المغربية متقلبة للغاية، وبغض النظر عن الظروف السياسية التي تجري حاليًا بين بلدينا. فإن كثيرا من العمال المغاربة يتمتعون بخبرة تزيد عن 15 عامًا في قطاعنا، وبالتالي فهم يمثلون رصيدًا كبيرًا للشركات المعنية ويحظون بكل الحب والتقدير".وبلغة الأرقام، توضح أن تغير عدد العاملين الذين يتم جلبهم من المغرب يعكس التقلبات الحاصلة في القطاع والتي تعتبر عادية جدا، "مثلا، بسبب الأزمة الصحية الوبائية، تمكن حوالى 7200 عامل مغربي من اللحاق بالمزارع الإسبانية السنة الماضية من أصل 19 آلاف شخص تمت الموافقة عليها مسبقًا من قبل السلطات الإسبانية والمغربية. وهذا العام شارك نحو 12700 مغربي في حملة حصاد الفاكهة الحمراء".ووفقا لحديثها فإن "التعايش هو القاعدة العامة والمشاكل تبقى الاستثناء، كما أن الرابطة تحاول توفير فريق من مستشاري الاندماج، من الجنسية الإسبانية المغربية، مدربين على التدخل في حالة حدوث أي مشكلة وهم على اتصال يومي مع العمال لمساعدتهم في كل ما يحتاجون إليه".

المصدر: سكاي نيوز عربية



اقرأ أيضاً
تجمعات سكنية تعاني من غياب قنوات الصرف الصحي في المدخل الاستراتيجي لفاس
في المدخل الاستراتيجي لمدينة فاس من جهة المطار، لا تزال سبعة دواوير تعاني من غياب الواد الحار. وعلاوة على الروائح الكريهة التي تزداد حدتها مع فصل الصيف والارتفاع الكبير لدرجة الحرارة في المنطقة، فإن هذا الوضع يهدد الساكنة بمجموعة من الأمراض بسبب الحشرات التي تغزو هذه الفضاءات.وقال رضوان زاهر، الكاتب الأول لفرع التقدم والاشتراكية بجماعة أولاد الطيب، إن دوار أولاد بوعبيد الصمعة، وهو مجاور للمطار، ودوار الحشالفة، وأولاد موسى، ودوار الهمال وأولاد دحو، والفنيدق، تعد من بين أهم الدواوير التي تعاني الأمرين بسبب انعدام الواد الحار. ودعا إلى التفاتة المسؤولين لرفع التهميش عن الساكنة المحلية جراء هذا الوضع.ويتولى حزب التجمع الوطني للأحرار رئاسة الجماعة، وبأغلبية مطلقة، لكن الساكنة المحلية تشتكي من غياب الحد الأدنى من التجهيزات الأساسية. فباستثناء الشارع الرئيسي الذي يقطع الجماعة في اتجاه المطار وفي اتجاه منتجع إيموزار، فإن جل التجمعات السكنية تعاني من تدهور البنيات.
مجتمع

أحمد بلطاقي يدين التهجم على الامام الجزولي
عبر احمد بلطاقي رئيس مؤسسة الامام الجزولي التي أخذت ضمن أولوياتها خدمة تراث هذا الإمام، وذلك بعد ما راج هذه الأيام من التهجم على العلامة سيدي بن سليمان الجزولي رحمه الله أحد أعمدة العلم والعلماء، وأحد رجالات مراكش السبعة، وكذلك الوصف المسيء لكتاب دلائل الخيرات في الصلاة على سيد البريئة. واعتبر رئيس المؤسسة أن هذا الهجوم يدل على الجهل الكبير بتراث الأمة وأعلامها الذين نفتخر بهم في كل قرن وجيل، لا سيما وان الإمام الجزولي له اليد الطولى في خدمة الدين والوطن والحفاظ على بيعة السلاطين وأمراء المومنين والدعاء لهم، ويكفي في مكانة الجزولي ما كتبه علماء الأمة من شروح وغيرها. كما أن كتاب دلائل الخيرات يضيف احمد بلطاقي، حظي بأكثر من مائة شرح من طرف خيار الأمة من العلماء فضلا عن روايتهم له وعنايتهم بإسناده وقراءته في المحافل والزوايا والأضرحة، فضلا عن كون العلماء قد اعتنوا بحياة الإمام الجزولي وتراثه، ومن ذلك الدراسة الوافية للدكتور عبد المغيث بصير، وكتاب عقيدة الجزولي بتحقيق الدكتور خالد زهري، وغيرها. وآخر الدلائل على عناية العلماء بكتاب الامام الجزولي ما تم على هامش الندوة الدولية التي نظمتها مؤسسة الامام الجزولي بمراكش العام الماضي، والتي شارك فيها كبار العلماء فضلا وعلما وادبا من مختلف قارات العالم، على غرار ما كتبه الدكتور أمين انقيرة. وجدبر بالذكر ان كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي المختار، اعتمد فيه مؤلفه على السنة النبوية، وكثير من الآثار في كتب السنن، وفي كتب السيرة النبوية، وقد تعلق المغاربة بفضل هذا الكتاب وغيره بمحبة النبي الأعظم والصلاة والسلام عليه.
مجتمع

جهة فاس-مكناس..إطلاق أكبر مشروع لتزويد 4500 استغلالية فلاحية بمياه السقي
ترأس وزير الفلاحة، أحمد البواري، اليوم الأربعاء، الحفل الرسمي لإطلاق تشغيل المشروع المهيكل للتهيئة الهيدروفلاحية بسهل سايس. وقالت الوزارة إن هذا المشروع ستستفيد منه حوالي 4500 استغلالية فلاحية تابعة ل 22 جماعة ترابية. وشملت زيارة الوزير البواري والوفد المرافق له، عدداً من الاستغلاليات الفلاحية المستفيدة من المشروع، حيث تم إطلاق عملية تزويدها بمياه السقي. ويُعبّئ هذا المشروع الاستراتيجي 125 مليون متر مكعب سنوياً من المياه السطحية انطلاقاً من سد مداز المتواجد على بعد حوالي 90 كيلومتراً، على مساحة 30.000 هكتار. ويهدف المشروع إلى تأمين الري بسهل سايس والحفاظ على النشاط الفلاحي في مواجهة التغيرات المناخية.
مجتمع

حماة المستهلك لـكشـ24: مشاكل الطاكسيات خلال فصل الصيف تدفع المواطنين نحو استعمال تطبيقات النقل
سجلت الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، تزايدا ملحوظا في اعتماد المواطنين، خصوصا في المدن الكبرى كالدار البيضاء، الرباط، مراكش، طنجة وأكادير، على تطبيقات النقل بدل سيارات الأجرة التقليدية، وذلك في ظل التحولات الجارية في السلوك الاستهلاكي اليومي للمواطن المغربي.وفي هذا السياق أوضح علي شتور، رئيس الجمعية، في تصريحه لموقع كشـ24، أن بداية فصل الصيف، ومع توافد أعداد كبيرة من مغاربة العالم والسياح الأجانب، تعرف خدمات النقل ضغطا كبيرا يدفع المستهلك إلى البحث عن وسائل نقل آمنة ومريحة، وهو ما توفره التطبيقات الذكية التي تستعمل عبر الهواتف المحمولة للحجز السريع والسلس، خصوصا خلال أوقات الذروة أو في ظل الظروف الجوية الصعبة.وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه التطبيقات باتت مفضلة لدى فئات واسعة من المواطنين بفضل ميزات متعددة، من بينها الشفافية في الأسعار، وسهولة الحجز والتتبع، وجودة خدمة الزبناء، ونظام التقييم، وتوفر الخدمة على مدار الساعة، إلى جانب إمكانية تتبع الرحلة، مشاركة تفاصيلها، والاحتفاظ بسجل إلكتروني للرحلات لتقديم الشكايات عند الحاجة.ورغم هذه الإيجابيات، يلفت شتور إلى أن الوضع الراهن يطرح تحديات قانونية وتنظيمية، إذ تعبر بعض النقابات والمهنيين عن مخاوفهم من غياب إطار قانوني واضح يحكم نشاط تطبيقات النقل الذكي، إضافة إلى تساؤلات حول مدى احترامها لشروط السلامة والتأمين.وفي المقابل، لا تزال خدمات سيارات الأجرة التقليدية تعاني من مشاكل متكررة، مثل رفض تشغيل العداد، فرض أثمنة غير قانونية، أو الامتناع عن التنقل نحو وجهات معينة، وهو ما يضع المستهلك في وضعية غير متوازنة ويزيد من الإقبال على البدائل الرقمية.وأكد شتور، على ضرورة تعزيز الرقابة على جميع مقدمي خدمات النقل لضمان احترام حقوق المستهلك، داعيا في الوقت ذاته إلى إعادة تنظيم الإطار القانوني الخاص بالتطبيقات الذكية، بما يحقق مبدأ المنافسة الشريفة والعدالة بين مختلف الفاعلين في القطاع، مع تشجيع رقمنة "الطاكسيات" التقليدية وإدماجها في المنصات الحديثة.كما اعتبر مصرحنا، أن هذا التحول نحو الرقمنة لا يعكس فقط تطورا تقنيا، بل هو مؤشر واضح على تحول ثقافي واقتصادي عميق في سلوك المستهلك المغربي، يستدعي مواكبة بسياسات عمومية منصفة، خاصة في ظل الدينامية الوطنية لتحديث البنيات التحتية والخدمات، واستعداد المملكة لاحتضان كأس العالم 2030، مما يتطلب تطوير منظومة نقل ذكية، تتماشى مع المعايير الدولية وتعزز صورة المغرب كوجهة حديثة.وختم شتور تصريحه بالتأكيد على أن هذه التحولات، في جوهرها، تصب في مصلحة المستهلك، شريطة أن تتم في إطار من التنظيم القانوني العادل وضمان الجودة والعدالة بين مختلف الفاعلين في القطاع.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 02 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة