كشفت قافلة طبية نظمتها جمعية أمل مغرب الزهايمر بتنسيق مع جمعية الأطباء العاملين بمراكش،لرحاب دوار بوغوث بإقليم فلعة السراعنة، عن تفشي مجموعة من الأمراض المزمنة في صفوف الساكنة.
كانت الحملة التي جند لها 10 أطباء و5 ممرضات وصيدلي بالإضافة إلى نشطاء الجمعية المذكورة، تستهدف التشخيص المبكر لمرض الزهايمر باعتبارها أحد أمراض العصر التي بدأت ترخي بظلالها على العديد من الأسر المغربية، حين كشفت الفحوصات الأولية عن تفتشي وانتشار مجموعة من الأمراض الأخرى، التي ظلت تحجبها ذيول الفقر وقلة ذات اليد، وكذا غياب الرعاية الطبية الضرورية.
تم وضع350 مواطنة ومواطن من ساكنة الدوار الذي يبعد عن مراكش بمسافة 120 كيلومتر،فيما لا تكاد تفصله عن مدينة قلعة السراغنة سوى بضع كيلومترات (50 كيلومتر) تحت مجهر الفحوصات الطبية، والتي بينت معاناتهم جميعهم مع مختلف الأمراض والإكراهات الصحية.
فبعد الوقوف على ثلاث حالات ظلت تنخرها عوادي مرض الزهايمر بعيدا عن أية رعاية صحية أو طبية، فوجيء الطاقم الطبي بمعاناة الساكنة من العديد من الأمراض الأخرى المنتشرة في صفوف الساكنة.
83 مواطنة ومواطن يرزحون تحت وطأة مرض العيون، وغطت محاجر العديد منهم غشاوة"الجلالة"، ما يستوجب خضوعهم لعمليات جراحية، لتخليصهم من هذه الزوائد التي تقف حائلا بينهم ومشاهدة العالم الخارجي بكل تفاصيله وألوانه.
67 حالة اخرى صنفت في خانة الحاملون لأمراض مزمنة،نخرتها عوادي مرض السكري، وتستوجب حالاتهم الصحية الخضوع لعلاجات آنية، تفاديا لأية تطورات ومضاعفات قد تضعهم في مرمى الخطورة.
أما بالنسبة لمرض الروماتيزم فقد تم تسجيل 53 حالة، تسرب المرض المذكور لمفاصل أصحابها،وباتوا في حاجة ملحة للخضوع لمراقبة وعلاجات طبية، مع تسجيل معاناة 42 حالة من مرض الأعصاب.
الأمراض الجلدية بدورها كانت حاضرة في أجساد العينات التي شملتها فحوصات الحملة، حيث تم تسجيل 29 حالة تعاني من مختلف الأمراض الجلدية، القبالة للتطور حال لم يتم تداركها بالعلاج والأدوية اللازمة.
باقي الامراض المسجلة، تم تحديدها في31 حالة تعاني من أمراض على مستوى الجهاز الهضمي، و30 حالة أخرى تعاني من أمراض الحساسية، فيما سجلت حالتان من امراض النساء،والتي تتطلب بدورها الخضوع لعلاجات سريعة، درءا لأية تطورات من شأنها تعريض أصحابها للخطر.
أرقام وإحصائيات كشفت عن معاناة نسبة تكاد تصل إلى 100 في المائة، من الساكنة المستهدفة من مختلف الامراض والإكراهات الصحية،في غياب أدنى رعاية من شأنها الحد من نزيف هذه الأوضاع.
حقائق ووقائع كشفت عن قصور الخدمات الطبية، وفشل المقاربات المعتمدة من طرف الجهات المسؤولة، في النهوض بحاجيات ساكنة هذه المناطق، التي تظافرت عوامل الجهل والفقر لتسييجها بمختلف أنواع الأمراض، دون أن تملك لنفسها قدرة على مواجهة الوضع، لتبقى بذلك مجبرة على التعايش مع الأمراض الفتاكة التي تسللت إلى اجسادها، ولسان حالها يردد الدعاء المأثور"وإذا مرضت، يشفيني" بعيدا عن ستائر أية تغطية صحية.