ثقافة-وفن

في ذكرى رحيله الـ43.. حفيدة “إسماعيل ياسين” تحكي عن “المليونير الفقير”


كشـ24 نشر في: 24 مايو 2015

في ذكرى رحيله الـ43.. حفيدة
"ساداتي سيداتي، اسمعوا قصة حياتي، مش هخبي أي كلمة، في حياة نِورة وضِلمة، إن بكيتوا دمعوا، وإن ضحكتوا كركعوا، اسمعوا اسمعوا"، كلمات اختار أن يصف بها سيرته التي اختلط فيها بصيص النور بعتمة الظلام، شهدت لحظات أمل حوت في طياته الألم، بعث في عالمه الضحك لينهي حياته باكيًا، فكان مثل مركب تائه تتقاذفه الأمواج يمينًا ويسارًا، دون أن يجد برًا يرسو عليه.

صاحب تلك السيرة هو ذلك الشخص الذي إن طل على شاشتك الصغيرة، شعر قلبك بخفة روحه قبل أن ترى عيناك ملامحه المتواضعة التي انتصر بها على كل "جانات" السينما في جيله، وقَّع عقدًا مع "البسمة" فشلت الأيام في إنهائه، ليكون "سمعه" متحدثًا أبديًا باسم السعادة، رغم 43 عام مضت على رحيله.

"الوطن" التقطت حباتٍ من عقد "إسماعيل ياسين" الذي لم ينفرط برحيل زوجته وابنه "ياسين"، فها هي حفيدته تجلس إلى جانب والدتها، ترويان أجمل حكايات "أبو ضحكة جنان"، وكأنها باقة وردٍ تفوح منها رائحة الحب، تضعانها على قبره إحياءً لذكراه. حفيدته "سارة"، بدا عليها الزهو الشديد وهي تسرد مواقف في حياة جدها الذي لم يحالفها الحظ في معاشرته، وكأنها تحكي عن بطلٍ أسطوري قرأت عنه في كتاب للتاريخ دون أن تعيش أيامه، "أنا اتولدت بعد ما إسماعيل ياسين مات بـ12 سنة، لكن من كتر حكايات أبويا عنه عرفت عنه حاجات كتير".
 
الفنان الذي أضحك الملايين بقفشاته ومواقفه الطريفة التي لم تغب عن دقيقة من أعماله السينمائية، يتحول إلى شخصٍ آخر بمجرد خلع "بدلة" الشخصية التي يرتديها، "جدي كان طيب جدًا بشهادة كل الناس، لكنه في نفس الوقت كان عصبي وجد جدًا في بيته، ورغم إنه خرج من رابعة ابتدائي لكن كان مثقف جدًا وكان عنده مكتبة كاملة فيها كتب وروايات متجلدة باسمه".

حفيدة "سمعه": "بدلة وجزمة وروب كل ما تبقى من متعلقات جدي".. و"ناس استغلت الظروف وخدت حاجته بعد موته"

علاقة "سمعه" بابنه "ياسين" كانت تنم عن طفولة افتقد ملامحها صغيرًا، كان يصطحب ابنه إلى "ملاهي" خصصها له في بيته ليقضي معه ساعات من اللعب والمرح، "كان ممكن بابا يخلص لعب ويطلع يعمل حاجة تانية، ويدوروا على جدي يلاقوه مكمل لعب لوحده".

الفنانون جميعهم كان أحباب "سمعه" وفقًا لحفيدته، إلا أن "صداقة العمر" كانت معهما، "إسماعيل ياسين كانت بتربطه علاقة قوية جدًا بتحية كاريوكا لدرجة إنه لما كان يتخانق مع جدتي كانت هي تغلطه، وكمان المخرج فطين عبدالوهاب اللي حزن على جدي جدًا ومات بعديه بكام سنة"، أما صداقته بـ"أبو السعود الإبياري" فكانت مجرد علاقة عمل فقط.

نجاح إسماعيل ياسين واستمراريته لفترات طويلة بعد وفاته، أرجعته "سارة" إلى طبيعته الطيبة التي أوصلته لقلوب جماهيره من أقصر باب لها، "كان بيؤدي أدواره من غير تكلف ولا فزلكة، ومكانش بيحاول يدور على تعبير يضحك الناس، ده غير إنه كان مخلص لشغله لدرجة إنه لآخر لحظة في حياته كان يروح أماكن صغيرة ويؤدي مونولوجات رغم إنه مكانش مطلوب ساعتها".

"الذوق العام هبط"، انتقاد وجهته الشابة الثلاثينية إلى أغلب القنوات التليفزيونية التي تتعمد عدم إذاعة الأفلام السينمائية القديمة، وربما كان ذلك سببًا في اختفاء أفلام "أبو ضحكة جنان" خلال الفترة الأخيرة.



 
في ذكرى رحيله الـ43.. حفيدة
60 مسرحية ناجحة قام ببطولاتها النجم إسماعيل ياسين، عرضت بشكل شبه يومي على مدار 12 عامًا، إلا أن حفيدته ذاتها لم يكتب لها القدر أن تستمتع بتلك الأعمال المسرحية بسبب مسحها من أرشيف التليفزيون بين ليلة وضحاها، "عرفنا إن المخرج نور الدمرداش اللي كان مسؤول في التليفزيون وقتها أمر بمسح مسرحيات إسماعيل ياسين من أرشيف التليفزيون، عشان يسجل عليها ماتشات كورة، وما فضلش من مسرحياته غير أجزاء من مسرحية واحدة متقطعة، ده غير أفلام كتير نزلت في السينيما ومحدش يعرف عنها حاجة".

"ما تستعجبش ما تستغربش، في ناس بتكسب ولا تتعبش، وناس بتتعب ولا تكسبش، ما تستعجبش ما تستغربش"، مونولوج أداه "سمعه"، وكأنه يصف به حال زمنٍ أتى بعد رحيله بأعوامٍ طويلة بحسب حفيدته، "مونولوجات إسماعيل ياسين كلها كانت هادفة ومكانش فيها كلمة واحدة تافهة، وكانت بتنتقد سلبيات كتير في المجتمع، لكن التليفزيون ما بيذيعش الكلام ده دلوقتي لإنهم شيفينها بلا قيمة".

"بدلة وجزمة وروب"، هو كل ما تبقى من متعلقات إسماعيل ياسين بعد وفاته، حيث تروي "سارة" أن العديد من الأشخاص دخلوا بيته بعد وفاته مستغلين الضائقة المالية التي أصابت أسرته في نهاية حياته، "واللي يدفع بقا". سيرة حياة "سمعه" الذاتية سجلها بصوته لإذاعة صوت العرب من تأليف "أبو السعود الإبياري"، إلا أن أسرته تأبى إخراجها إلى النور، "إحنا خيفين نديها لأي حد ينشرها، لإني عارفة إن في النهاية هيكون مصيرها يا اتبهدلت يا باظت".
 
"أشرف عبد الباقي كان أداؤه رائع، خلاني أعيط كتير وأنا بتفرج عليه"، هكذا تتحدث "سارة" عن مسلسل "أبو ضحكة جنان"، الذي جسد قصة حياة جدها، "كان واخد الموضوع جد جدًا، وكان بيسألنا على كل كبيرة وصغيرة عشان يعرف تفاصيل الشخصية"، إلا أن شيئًا آخر أفقدها سعادتها بذلك العمل، "أبوية هو اللي كان كاتب 90% من المسلسل وأحمد الإبياري كان بس بيشرف على الكتابة، وبعدين لما أبوية مات والمسلسل اتعرض فوجئنا إنهم عملوا العكس تمامًا وكتبوا إنه تأليف أحمد الإبياري وإن ياسين إسماعيل ياسين مشرف على الكتابة".
في ذكرى رحيله الـ43.. حفيدة
الرسالة الأخيرة التي أرادت "سارة" أن توجهها إلى جدها أصرت فيها أن تذكره بأمنية تمناها طوال عمره ونجح في تحقيقها، "إنت كان ديما نفسك إن أبويا اللي هو ابنك يكون حاجة كبيرة، أنا بطمنك إنه كان راجل عظيم واتعلمنا منه حاجات حلوة كتير، يعني شال المسؤولية زي ما أنت كنت عايز".
 
"أعتقد لو كان موجود واتقابلنا كنا هنبقا قريبين من بعض جدًا وحبايب"، بتلك الكلمات التقطت سامية شاهين، زوجة ابن الفنان إسماعيل ياسين، أطراف الحديث من ابنتها، فقد عرفت عنه الطيبة وحب أسرته والتفاني في إسعادهم بكل ما يستطيع، "أنا اتقابلت مع إسماعيل ياسين بالصدفة وأنا صغيرة في الشارع، وسلمت عليه وأنا طايرة من الفرحة، ومكنتش عارفة إن في يوم من الأيام هيبقا حمايا".
 
"عيني علينا يا أهل الفن يا عيني علينا، ناكل زن ونشبع قر وقلع عينينا، يا عيني علينا"، ربما كان "سمعه" يستقرئ نهايته وهو يلقي ذلك المونولوج، فها هي مواقف مريرة ترويها "سامية" مر بها أسطورة الضحك، وحكاها لها زوجها الذي لم ينس تأثر أبيه الشديد حينما عاد إلى بيته مترجلًا بعد أن قامت محافظة القاهرة بسحب سيارته والحجز عليها بشكل مفاجئ، "ياسين كان صاحب أولاد جمال عبد الناصر فقرر إنه يكلمهم ويعرفهم اللي حصل لوالده، راح عبدالناصر فورًا أمر بإن العربية ترجع لإسماعيل ياسين لحد بيته".
 
أخطأ من قال أن عبدالناصر اضطهد إسماعيل ياسين، وفقًا لزوجة ابنه، ولكن الأمر كان قيام مركز القوى التي كانت تسيطر على الأمور في عهده بالتضييق عليه وكسر نجوميته نظرًا لرغبتهم في صعود ممثل آخر وبزوغ نجمه في عالم الكوميديا، "أولاد عبدالناصر كانت علاقتنا بيهم كويسة جدًا، وأنا فضلت مع المرحوم خالد لحد آخر لحظة في المستشفى ولما مات حضرت جنازته".
أصعب المواقف في حياة "سمعه" على الإطلاق، كان حين عودته من لبنان في أواخر الستينات، واكتشاف أن حسابه البنكي لا يزيد عن "2 جنيه"، بعد أن كان يمتلك حسابًا يصل لـ300 ألف جنيه، وفقًا لزوجة ابنه، "في اللحظة ده إسماعيل ياسين اتصاب بشلل نصفي مؤقت لمدة أسبوع لإنه مقدرش يتحمل الصدمة".
 
عدم اهتمام الدولة بتكريم الفنان إسماعيل ياسين، وتقديرها لفنه، هو أكثر ما أحزن سامية، فلم يتم تكريمه سوى مرة واحدة بعد رحيله وكانت في مهرجان القاهرة السينمائي في الثمانينات، "المفروض لو مفيش تكريم يليق بالفنان، يخلوا حق أداءه العلني من حق أسرته".
 
"زوجة الابن" قررت أن تختتم حديثها برسالة حب إلى "حماها" دون أن تراه، "إحنا مفتقدينك جدًا، وحشنا فنك وزمنك اللي مش هنقدر نعوض لحظة واحدة منه دلوقتي".

في ذكرى رحيله الـ43.. حفيدة
"ساداتي سيداتي، اسمعوا قصة حياتي، مش هخبي أي كلمة، في حياة نِورة وضِلمة، إن بكيتوا دمعوا، وإن ضحكتوا كركعوا، اسمعوا اسمعوا"، كلمات اختار أن يصف بها سيرته التي اختلط فيها بصيص النور بعتمة الظلام، شهدت لحظات أمل حوت في طياته الألم، بعث في عالمه الضحك لينهي حياته باكيًا، فكان مثل مركب تائه تتقاذفه الأمواج يمينًا ويسارًا، دون أن يجد برًا يرسو عليه.

صاحب تلك السيرة هو ذلك الشخص الذي إن طل على شاشتك الصغيرة، شعر قلبك بخفة روحه قبل أن ترى عيناك ملامحه المتواضعة التي انتصر بها على كل "جانات" السينما في جيله، وقَّع عقدًا مع "البسمة" فشلت الأيام في إنهائه، ليكون "سمعه" متحدثًا أبديًا باسم السعادة، رغم 43 عام مضت على رحيله.

"الوطن" التقطت حباتٍ من عقد "إسماعيل ياسين" الذي لم ينفرط برحيل زوجته وابنه "ياسين"، فها هي حفيدته تجلس إلى جانب والدتها، ترويان أجمل حكايات "أبو ضحكة جنان"، وكأنها باقة وردٍ تفوح منها رائحة الحب، تضعانها على قبره إحياءً لذكراه. حفيدته "سارة"، بدا عليها الزهو الشديد وهي تسرد مواقف في حياة جدها الذي لم يحالفها الحظ في معاشرته، وكأنها تحكي عن بطلٍ أسطوري قرأت عنه في كتاب للتاريخ دون أن تعيش أيامه، "أنا اتولدت بعد ما إسماعيل ياسين مات بـ12 سنة، لكن من كتر حكايات أبويا عنه عرفت عنه حاجات كتير".
 
الفنان الذي أضحك الملايين بقفشاته ومواقفه الطريفة التي لم تغب عن دقيقة من أعماله السينمائية، يتحول إلى شخصٍ آخر بمجرد خلع "بدلة" الشخصية التي يرتديها، "جدي كان طيب جدًا بشهادة كل الناس، لكنه في نفس الوقت كان عصبي وجد جدًا في بيته، ورغم إنه خرج من رابعة ابتدائي لكن كان مثقف جدًا وكان عنده مكتبة كاملة فيها كتب وروايات متجلدة باسمه".

حفيدة "سمعه": "بدلة وجزمة وروب كل ما تبقى من متعلقات جدي".. و"ناس استغلت الظروف وخدت حاجته بعد موته"

علاقة "سمعه" بابنه "ياسين" كانت تنم عن طفولة افتقد ملامحها صغيرًا، كان يصطحب ابنه إلى "ملاهي" خصصها له في بيته ليقضي معه ساعات من اللعب والمرح، "كان ممكن بابا يخلص لعب ويطلع يعمل حاجة تانية، ويدوروا على جدي يلاقوه مكمل لعب لوحده".

الفنانون جميعهم كان أحباب "سمعه" وفقًا لحفيدته، إلا أن "صداقة العمر" كانت معهما، "إسماعيل ياسين كانت بتربطه علاقة قوية جدًا بتحية كاريوكا لدرجة إنه لما كان يتخانق مع جدتي كانت هي تغلطه، وكمان المخرج فطين عبدالوهاب اللي حزن على جدي جدًا ومات بعديه بكام سنة"، أما صداقته بـ"أبو السعود الإبياري" فكانت مجرد علاقة عمل فقط.

نجاح إسماعيل ياسين واستمراريته لفترات طويلة بعد وفاته، أرجعته "سارة" إلى طبيعته الطيبة التي أوصلته لقلوب جماهيره من أقصر باب لها، "كان بيؤدي أدواره من غير تكلف ولا فزلكة، ومكانش بيحاول يدور على تعبير يضحك الناس، ده غير إنه كان مخلص لشغله لدرجة إنه لآخر لحظة في حياته كان يروح أماكن صغيرة ويؤدي مونولوجات رغم إنه مكانش مطلوب ساعتها".

"الذوق العام هبط"، انتقاد وجهته الشابة الثلاثينية إلى أغلب القنوات التليفزيونية التي تتعمد عدم إذاعة الأفلام السينمائية القديمة، وربما كان ذلك سببًا في اختفاء أفلام "أبو ضحكة جنان" خلال الفترة الأخيرة.



 
في ذكرى رحيله الـ43.. حفيدة
60 مسرحية ناجحة قام ببطولاتها النجم إسماعيل ياسين، عرضت بشكل شبه يومي على مدار 12 عامًا، إلا أن حفيدته ذاتها لم يكتب لها القدر أن تستمتع بتلك الأعمال المسرحية بسبب مسحها من أرشيف التليفزيون بين ليلة وضحاها، "عرفنا إن المخرج نور الدمرداش اللي كان مسؤول في التليفزيون وقتها أمر بمسح مسرحيات إسماعيل ياسين من أرشيف التليفزيون، عشان يسجل عليها ماتشات كورة، وما فضلش من مسرحياته غير أجزاء من مسرحية واحدة متقطعة، ده غير أفلام كتير نزلت في السينيما ومحدش يعرف عنها حاجة".

"ما تستعجبش ما تستغربش، في ناس بتكسب ولا تتعبش، وناس بتتعب ولا تكسبش، ما تستعجبش ما تستغربش"، مونولوج أداه "سمعه"، وكأنه يصف به حال زمنٍ أتى بعد رحيله بأعوامٍ طويلة بحسب حفيدته، "مونولوجات إسماعيل ياسين كلها كانت هادفة ومكانش فيها كلمة واحدة تافهة، وكانت بتنتقد سلبيات كتير في المجتمع، لكن التليفزيون ما بيذيعش الكلام ده دلوقتي لإنهم شيفينها بلا قيمة".

"بدلة وجزمة وروب"، هو كل ما تبقى من متعلقات إسماعيل ياسين بعد وفاته، حيث تروي "سارة" أن العديد من الأشخاص دخلوا بيته بعد وفاته مستغلين الضائقة المالية التي أصابت أسرته في نهاية حياته، "واللي يدفع بقا". سيرة حياة "سمعه" الذاتية سجلها بصوته لإذاعة صوت العرب من تأليف "أبو السعود الإبياري"، إلا أن أسرته تأبى إخراجها إلى النور، "إحنا خيفين نديها لأي حد ينشرها، لإني عارفة إن في النهاية هيكون مصيرها يا اتبهدلت يا باظت".
 
"أشرف عبد الباقي كان أداؤه رائع، خلاني أعيط كتير وأنا بتفرج عليه"، هكذا تتحدث "سارة" عن مسلسل "أبو ضحكة جنان"، الذي جسد قصة حياة جدها، "كان واخد الموضوع جد جدًا، وكان بيسألنا على كل كبيرة وصغيرة عشان يعرف تفاصيل الشخصية"، إلا أن شيئًا آخر أفقدها سعادتها بذلك العمل، "أبوية هو اللي كان كاتب 90% من المسلسل وأحمد الإبياري كان بس بيشرف على الكتابة، وبعدين لما أبوية مات والمسلسل اتعرض فوجئنا إنهم عملوا العكس تمامًا وكتبوا إنه تأليف أحمد الإبياري وإن ياسين إسماعيل ياسين مشرف على الكتابة".
في ذكرى رحيله الـ43.. حفيدة
الرسالة الأخيرة التي أرادت "سارة" أن توجهها إلى جدها أصرت فيها أن تذكره بأمنية تمناها طوال عمره ونجح في تحقيقها، "إنت كان ديما نفسك إن أبويا اللي هو ابنك يكون حاجة كبيرة، أنا بطمنك إنه كان راجل عظيم واتعلمنا منه حاجات حلوة كتير، يعني شال المسؤولية زي ما أنت كنت عايز".
 
"أعتقد لو كان موجود واتقابلنا كنا هنبقا قريبين من بعض جدًا وحبايب"، بتلك الكلمات التقطت سامية شاهين، زوجة ابن الفنان إسماعيل ياسين، أطراف الحديث من ابنتها، فقد عرفت عنه الطيبة وحب أسرته والتفاني في إسعادهم بكل ما يستطيع، "أنا اتقابلت مع إسماعيل ياسين بالصدفة وأنا صغيرة في الشارع، وسلمت عليه وأنا طايرة من الفرحة، ومكنتش عارفة إن في يوم من الأيام هيبقا حمايا".
 
"عيني علينا يا أهل الفن يا عيني علينا، ناكل زن ونشبع قر وقلع عينينا، يا عيني علينا"، ربما كان "سمعه" يستقرئ نهايته وهو يلقي ذلك المونولوج، فها هي مواقف مريرة ترويها "سامية" مر بها أسطورة الضحك، وحكاها لها زوجها الذي لم ينس تأثر أبيه الشديد حينما عاد إلى بيته مترجلًا بعد أن قامت محافظة القاهرة بسحب سيارته والحجز عليها بشكل مفاجئ، "ياسين كان صاحب أولاد جمال عبد الناصر فقرر إنه يكلمهم ويعرفهم اللي حصل لوالده، راح عبدالناصر فورًا أمر بإن العربية ترجع لإسماعيل ياسين لحد بيته".
 
أخطأ من قال أن عبدالناصر اضطهد إسماعيل ياسين، وفقًا لزوجة ابنه، ولكن الأمر كان قيام مركز القوى التي كانت تسيطر على الأمور في عهده بالتضييق عليه وكسر نجوميته نظرًا لرغبتهم في صعود ممثل آخر وبزوغ نجمه في عالم الكوميديا، "أولاد عبدالناصر كانت علاقتنا بيهم كويسة جدًا، وأنا فضلت مع المرحوم خالد لحد آخر لحظة في المستشفى ولما مات حضرت جنازته".
أصعب المواقف في حياة "سمعه" على الإطلاق، كان حين عودته من لبنان في أواخر الستينات، واكتشاف أن حسابه البنكي لا يزيد عن "2 جنيه"، بعد أن كان يمتلك حسابًا يصل لـ300 ألف جنيه، وفقًا لزوجة ابنه، "في اللحظة ده إسماعيل ياسين اتصاب بشلل نصفي مؤقت لمدة أسبوع لإنه مقدرش يتحمل الصدمة".
 
عدم اهتمام الدولة بتكريم الفنان إسماعيل ياسين، وتقديرها لفنه، هو أكثر ما أحزن سامية، فلم يتم تكريمه سوى مرة واحدة بعد رحيله وكانت في مهرجان القاهرة السينمائي في الثمانينات، "المفروض لو مفيش تكريم يليق بالفنان، يخلوا حق أداءه العلني من حق أسرته".
 
"زوجة الابن" قررت أن تختتم حديثها برسالة حب إلى "حماها" دون أن تراه، "إحنا مفتقدينك جدًا، وحشنا فنك وزمنك اللي مش هنقدر نعوض لحظة واحدة منه دلوقتي".


ملصقات


اقرأ أيضاً
انطلاق فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” بحضور الوزير بنسعيد
انطلقت أمس في مراكش، فعاليات "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025"، وتستمر إلى غاية 5 دجنبر المقبل بمشاركة 200 شاب وشابة من أكثر من 48 بلداً عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. ويشتمل برنامج "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025" على سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى لقاءات موضوعاتية تهم الديمقراطية والسلم والأمن، والهوية الثقافية، ودور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد وزير الشباب والثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد أن اختيار "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي لسنة 2025" هو اختيار ذو رمزية حضارية عميقة، كونها مدينة تاريخية شكلت عبر القرون مركز إشعاع حضاري وفكري وفني، وساهمت في تشكيل الوعي الجماعي الروحي والاجتماعي باعتبارها حاضرة عريقة ذات دور محور في تاريخ المغرب والعالم الإسلامي. وأضاف رئيس منتدى شباب العالم الإسلامي، طه أيهان "إن هذه المبادرة التي سبق أن استضافتها مدينة فاس سنة 2017، تعد فرصة مهمة لتوحيد شباب العالم الإسلامي وتبادل الآراء والخبرات من أجل بناء مستقبل أفضل". وأكد أحمد بنسلمان الغملاس، ممثل السعودية بصفتها رئيسة للدورة الحالية لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن مدينة مراكش تتميز بتاريخها العريق وروحها المتجددة التي تخدم تطلع الشباب الإسلامي نحو مستقبل مشرق ومستدام. ولفت المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك إلى أن مراكش الحمراء تمثل ملتقى حقيقياً للحضارات والثقافات والفنون الإسلامية وأن تاريخ مراكش المشع يدعونا إلى التفاؤل، ويتيح لنا الفرصة لنحلم مع شبابنا لتعبيد الطريق نحو مستقبل واعد لصالح الشعوب الإسلامية. يشار إلى أن مبادرة "عاصمة شباب العالم الإسلامي" أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب لتعبر عن رغبة عميقة في ربط الدينامية الشبابية بالخصوصيات والحضارية والسياسية والثقافية للعواصم الإسلامية ولتصبح منصة استراتيجية لتعزيز الحضور الشبابي الفاعل في مجالات التنمية والابتكار.
ثقافة-وفن

شيرين تُطفئ حماس جمهور موازين بـ”بلاي باك”وتنسف آخر ايام المهرجان
عادت المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب إلى المسارح المغربية بعد غياب دام تسع سنوات، وذلك من خلال مشاركتها في ختام مهرجان "موازين" ، الذي احتضنته العاصمة الرباط، غير أن هذه العودة المنتظرة تحوّلت سريعًا إلى مادة دسمة للجدل والنقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد أكثر من 200 ألف متفرج احتشدوا لحضور حفل شيرين، بحسب تقديرات إدارة المهرجان، إلا أن لحظة افتتاحها الفقرة الغنائية بأغنية "حبيبي نساي" عبر تقنية "البلاي باك" فجّرت موجة استياء غير متوقعة من قبل عدد من الحاضرين، الذين اعتبروا أن الغناء المسجل لا يليق بفنانة من حجم شيرين ولا بحفل بهذا الحجم. وتعالت الأصوات من بين الحشود تطالبها بالغناء المباشر، رافعين شعارات عفوية من قبيل: "فين اللايف؟"، الأمر الذي دفعها إلى التوقف عن استخدام التسجيلات والعودة إلى الأداء الحي، فغنت لجمهورها باقة من أشهر أعمالها مثل "أنا مش بتاعة الكلام دا"، و"آه يا ليل"، و"على بالي"، وسط موجات من التفاعل والاندماج. تسجيلات الفيديو التي انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت لحظات التوتر والاحتجاج، كما فتحت الباب أمام سيل من التعليقات المتباينة، بين من انتقد لجوء شيرين إلى الغناء المسجل معتبرين الأمر استخفافًا بالجمهور، ومن رأى أن صوتها خلال الأداء الحي بدا مرهقًا وغير معتاد. وقد زاد حدة الانتقادات ان فئة مهمة من الجمهور ادت مبالغ كبيرة لمتابعة الفنانة المصرية عن قرب حيث بلغت اسعار التذاكر في الصفوف الامامية 1500 درهم، وهو ما جعل هذه الفئة بالذات تضتعف من حجم انتقاداتها للمهرجان و المغنية المصرية على حد سواء  ويشار ان شيرين عبدالوهاب عاشت خلال السنوات الماضية سلسلة من الأزمات العائلية والإعلامية، خاصة تلك التي طفت إلى السطح في علاقتها بطليقها الفنان حسام حبيب، وهو ما جعل كثيرين ينظرون إلى عودتها إلى الغناء الحي كمؤشر على رغبتها في طي صفحة الماضي.
ثقافة-وفن

موازين 2025.. صدمة “البلاي باك” تلغي سحر شيرين
أثار الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ضمن فعاليات مهرجان "موازين" في دورته العشرين، مساء أمس السبت 28 يونيو الجاري، على منصة النهضة بالعاصمة الرباط، موجة من الانتقادات الحادة، سواء من الجمهور الحاضر أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية اعتمادها على تقنية "البلاي باك" بدل الأداء المباشر. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور لشيرين في مهرجان "موازين" منذ 9 سنوات من الغياب، حيث تم الترويج لحفلها على نطاق واسع كـ"حدث استثنائي" نظرًا لشعبيتها الكبيرة في العالم العربي، وهو ما انعكس في الحضور الجماهيري الكثيف، حيث رُفعت لافتة "كامل العدد" منذ الساعات الأولى، غير أن المفاجأة كانت اعتماد الفنانة على الغناء المسجل وتحريك الشفاه فقط على المسرح، مما أشعل غضب الجمهور الذي لم يتردد في التعبير عن سخطه داخل وخارج فضاء العرض. وبرّرت شيرين قرارها بعدم الغناء المباشر بكونها مريضة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى احترامها للجمهور المغربي الذي حضر بأعداد كبيرة، وظل عدد غير قليل منه خارج أسوار المنصة رغم توفره على تذاكر الدخول، بسبب امتلاء الفضاء عن آخره. ورأى كثيرون أن لجوء المنظمين إلى "البلاي باك" في حفل اختتام واحد من أهم مهرجانات الموسيقى العربية والأفريقية، يُعد انحدارًا في مستوى التنظيم واستخفافًا بذوق الجمهور المغربي. ومما زاد من حدة الجدل، الشروط التي وضعتها الفنانة شرين، حيث أفادت وسائل إعلام مصرية بأنها اشترطت تخصيص طائرة خاصة لنقلها إلى الرباط مقابل أجر مرتفع جدًّا، كما رفضت بث حفلها على القناة الأولى المغربية، وطلبت من إدارة المهرجان منع أي تصوير تلفزي مباشر، وهو ما تم بالفعل، وسط انتقادات طالت إدارة "موازين" بسبب "انصياعها" لهذه الشروط التي اعتبرها البعض تعسفية. وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، عبّر عدد كبير من المغاربة عن خيبة أملهم في أداء شيرين، معتبرين أن الحفل "لم يرقَ إلى المستوى المنتظر"، وأن "الاحترام للجمهور يبدأ من فوق الخشبة، لا من خلف الشاشات"، متسائلين عن الجدوى من دعم حفل بهذا الحجم ومنح امتيازات بهذا السخاء، بينما يُحرم جمهور دفع ثمن التذاكر من عرض حيّ يليق باسمه ومهرجانه. ووضعت هذه الأحداث مجتمعة إدارة مهرجان موازين في موقف حرج للغاية، فمن جهة، لم يتمكن عدد كبير من حاملي التذاكر من الدخول إلى الحفل بسبب سوء التنظيم، مما دفعهم للهتاف ضد الإدارة، ومن جهة أخرى، جاء الأداء الباهت للمطربة بطريقة "البلاي باك" ليزيد من خيبة أمل الحضور، في ظل ترويج المهرجان للحفل باعتباره "استثنائياً".  
ثقافة-وفن

بعد 23 عاما على اندلاعها.. عرض مسلسل وثائقي حول أزمة جزيرة ليلى
يُعرض مسلسل "ليلى" (بيريخيل)، وهو مسلسل وثائقي يتناول الصراع حول الجزيرة بين المغرب وإسبانيا، على قناة موفيستار بلس الإسبانية في العاشر من يوليوز القادم. ويروي هذا الفيلم الوثائقي، المكوّن من ثلاثة أجزاء، تفاصيل حول الأزمة، ويضم أكثر من 40 شهادة، من بينها شهادات خوسيه ماريا أثنار نفسه، وفيديريكو تريلو ، وآنا بالاسيو . ويتزامن عرض المسلسل أيضًا مع الذكرى الثالثة والعشرين للأزمة، وتقدم السلسلة الوثائقية لقطات أرشيفية وإعادة تمثيل سينمائي، بالإضافة إلى تحليلات سياسية وعسكرية ودبلوماسية مختلفة ، بهدف تقديم نظرة أعمق إلى الحادث الذي غيّر حتما العلاقات بين إسبانيا والمغرب. وتعود قضية جزيرة ليلى إلى عام 2002. فقبل عقدين من الزمن اندلع صراع سيادي حول الجزيرة. وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب توترا كبيرا. وبعد تبادل الاتهامات بين الدولتين، تم سحب الجنود المغاربة وتم التوقيع على اتفاق ثنائي يحدد الوضع السابق للجزيرة. وارتفعت حدة التوترات بين إسبانيا والمغرب في 11 يوليوز 2002 عندما هبط 12 من الجنود المغاربة على الجزيرة وكانوا مجهزين بأسلحة الخفيفة وأجهزة راديو والعديد من الخيام. ثم قام الجنود برفع العلم المغربي وأقاموا معسكرهم التدريبي هناك. وبررت السلطات المغربية سيطرتها على الجزيرة من أجل مراقبة الهجرة غير الشرعية، ومحاربة تجار المخدرات والمهربين الذين يستخدمون الجزيرة اللوجستية كقاعدة خلفية.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة