+ بعد العودة وعدولك عن الإستقالة ، هل انتفت دواعي القلق داخل الكوكب المراكشي ؟
= من باب التوضيح فقط ، فاستقالتي من مهمة الرئاسة لم تتخذ بمنطق المزاجية و العشوائية أو ردة الفعل غير المحسوبة ، وإنما أقدمت عليها بعدما وفرنا كل سبل الإنطلاقة السليمة للفريق الصاعد لقسم الإحتراف ، من حيث تهييء المعسكر الإعدادي بمدينة تطوان و إغلاق اللائحة النهائية للاعبين و بالتالي حصول الإطمئنان .
أما عن دواعي القلق فنوعا ما لم تعد قائمة بالحدة التي كانت مطروحة بها ، و مع ذلك مازالت بعض المشاكل مطروحة نعمل جاهدين على حلها داخل المكتب المسير ، و في حال استعصى الأمر نلجأ لشركائنا من مجالس سلطة و منتخبين ، لأنه في آخر المطاف يبقى فريق الكوكب المراكشي ممثلا لمدينة مراكش و الجهة ككل .
+ هل يمكنكم توضيح أسباب الإستقالة و حوافز العودة لتحمل المهام ؟
= أولا هي المرة الأولى التي تحملت فيها مسؤولية الرئاسة من بداية الموسم حتى نهايته، أقصد الموسم الفارط . و في الوقت الذي هممنا فيه للإشتغال على مشروع العمل طفت رزمة غير مطاقة من الدعاوى القضائية المتعلقة بالنزاعات و الديون المتراكمة على الفريق لسنوات و كأن الأمر من تنسيق فاعل ناهيك عن غياب هيكلة للنادي، هذا إضافة لما تعرضنا له من تشويش لا يطاق من قبل البعض .
أمام هذه الوضعية كانت وضعية الفريق المالية و البشرية معدمة لدرجة أن حالة عدم التحاق اللاعبين بالتجمع الإعدادي كانت قائمة . هنا فرض علي أن أتخذ الموقف السابق ، و حين وجدنا الأذان الصاغية و المتفهمة من شركائنا الأساسيين بما يكفل للفريق السير العادي على الأقل مرحليا ، عاد التيار و الحرارة للإشتغال .
+ هل فعلا دخل فريق الكوكب المراكشي مرحلة استقرار ؟ وكيف حصل ذلك؟
= الإستقرار الأساس لكل نادي هو مجموعة اللاعبين و الطاقم التقني ، و دون ذلك لا قيمة للمورد المالي و البنية أو المكاتب المسيرة . و من هذه الزاوية تترسخ لدينا قريحة العمل الإحترافي الذي نعتقد أننا خطونا فيه شوطا .
أما من حيث مالية الفريق فلدينا بعض التأخر المرحلي لأن تصفية الديون تطلبت منا الكثير، إنما نحن بصدد التغلب عليه آنيا و قد نحقق توازنا مع نهاية الموسم الجاري لأول مرة منذ عقد من الزمن .
+ تختزل بنود العقد الموقع مع المدرب هشام الدميعي خلال الموسم الجاري في ضمان البقاء بالبطولة الإحترافية . أما وقد تحقق لكم ذلك على بعد 11 دورة ، و تحتلون مقدمة الترتيب ، ألا يراودكم هدف الفوز بالبطولة ؟
= فريق الكوكب المراكشي اليوم مكشوف أمام الجميع ، و قد تتبعتم معنا منذ الموسم الفارط كيف دبرنا المرحلة و نوعية العقلية السائدة .
و مع بداية الموسم حاولنا مجاراة المنافسات وفق تخطيط واقعي موضوعي بعيد عن المغامرة أو التعالي ، و بالتالي كان للمدرب هشام الدميعي الأثر الكبير في ما يعيشه الفريق من تناغم و انضباط .
و قد تركزت الجهود حول التعامل مع كل مباراة على حدة و تبعا لخصوصيتها ، لأن الهدف الأول و الأخير كان هو تحصيل أكبر عدد من النقط .
و أعتقد أننا سنستمر على نفس النهج حتى نهاية مشوار البطولة ، مع اعتبار كل مباراة و كأنها لقاء سد حاسم من باب تحقيق قوة و أنافة الفريق الذي انتظره المراكشيون لوقت طويل ، و ليس من باب اللعب على البطولة التي لم تكن قط هدفا مبرمجا لنا قبل انطلاق الموسم ، و نتمنى أن تستمر الأمور على سلاستها المعهودة لننهي البطولة وقد نلنا رضى جمهور الفريق الذي يبقى أكبر داعم للفريق .
+ كيف لا و فريقكم فرض احترامه على أعتى الفرق الوطنية ، و فرصة الإختلالات التقنية و الإدارية لباقي الأندية تساعدكم على ذلك ؟
= بصراحة و كما أشرت لذلك سابقا ، فقوة فريق الكوكب المراكشي في استقرار المجموعة البشرية التي يتشكل منها و بالأخص الطاقم التقني و اللاعبين المجربين الذين ضحوا و صبروا كثيرا و تعالوا عما تعرفه بعض الأندية من مشاكل تأخر الصرف المالي ، الشيء الذي خلق ثقة و تعاضدا مفتقدين لبعض الندية، أما أن يبلغ الأمر حد التنبؤ بالبطولة فلازالت تفصلنا 11 دورة التي تعني 33 نقطة قادرة على قلب كل الموازين .
+ ما هي إذن أهدافكم الصريحة على المديين القريب و المتوسط ؟
= فقط النجاح في خلق موارد مالية قارة للفريق و هيكلة النادي بشكل يليق بقدره و بالنمو الكروي الذي يتطلع له المراكشيون و المغاربة عموما ، ثم و هذا جد اساسي ، استرجاع خصلة الثقة التي افتقدها النادي منذ سنوات خلقت في علاقته باللاعبين و الممونين و الداعمين ، و تلك في اعتقادنا الطريق الأنجع للتوهج و الحمد لله لدى الفريق اليوم من الرجالات القادرون على رفع التحدي .
+ سبق و كشفتم عن تهديدات و وعيد تلقيتموها من أحد وكلاء اللاعبين ، ما واقع الأمر ؟
= في الحقيقة ، هو تصرف فاجأني شخصيا بخروجه عن اللياقة ، سلوك لا أعتقد أنه يستدعي ما تفوه به المعني بالأمر من قبح الألفاظ و بشاعة التعابير على طريقة ما أصبح اليوم يصطلح عليه بالبلطجة ، في حين أن اختلافنا حول المتنازع عليه المختصر في قيمة العمولة التي استلمها هذا الوكيل ، الذي يعتبر أيضا صحافيا ، و إن اقتضى الأمر ذلك ، يمكن أن يلجا من خلاله المتضرر إلى الدوائر المختصة التي تفصل في الأمور ، و لو كانت قضائية ، لأنه من العار في دولة المغرب الذي يعتبر دولة حق و قانون أن يعمل من يعتقد نفسه مثقفا لغة منحرفة و قانون الغاب .
فالكل يعي الحقب التي مررنا بها من توترات و خلافات داخليا و خارجيا دون انفلات للأعصاب ، و من تم و بحكم حضارتنا و أخلاق الرياضة التي نشتغل في إطارها ، آلينا على أنفسنا التريث و الإحتكام للعقل و القانون، نحن لا نعتبر أنفسنا متضررين و من كان يعتقد أنه لحقه من جانبنا ضرر فله الحق في المطالبة به .
+ من جهة ثانية ، اعتبرتم أحد الأسئلة الصحافية الذي طرح على المدرب هشام الدميعي بمدينة الدار البيضاء مستفزا و غير بريء ، ما تفسيركم للحدث ؟
= صراحة لم أفهم لحد الساعة أين تكمن المادة الصحافية لصاحب السؤال ، غير أنه أصر على ضرب كل المجهودات التي قام بها الفريق لاعبين و مؤطرين و مسيرين و جمهور في مقتل . مستوى يبقى معبرا عن عقلية و أدبيات صاحبه ، و الأحسن ألا نعير مثل هذه التفاهات قيمة تذكر ، لأن كل حمولة السؤال مردودة على صاحبها و تغريدة بلبل واحد لا تبشر بحلول الربيع ، و الكوكب المراكشي إن كان هذا الشخص يجهلها فهي كشمس على علم بالنسبة لعموم المتتبعين و على رأسهم الصحافة الذين أدعو رجالاتها بكل براءة لتنقية البيت من الشوائب ، كونها نبراسا للخطى الواثقة نحو الإحتراف .
+ هل تعتقدون أن خيوط الحالتين مترابطة ؟
= بطبيعة الحال ما دام التهديد كان في هذا الإتجاه الذي أسماه صاحبه بالتشويش على الفريق بوسائل الإعلام و النزول بثقله ، كا جاه في كلامه ، لذى المكتب الجامعي حتى لا تحظى الكوكب المراكشي بتمثيلية جامعية ، ثم تزامن السؤال مع الحادث . و مع ذلك أتمنى ألا يكون الكوكب المراكشي مستهدفا لا من وسائل الإعلام و لا من تحكيم أو مناحي أخرى يمكنها أن تفقد البطولة الحياد و الإحترافية ، و أن تبقى رقعة الميدان هي المعترك الوحيد الذي يحتكم إليه المتنافسون .
+ هل يمكن اعتبار إقصاءكم من اللائحة العشرية لفوزي لقجع تفعيلا للوعيد الذي تلقيتموه؟
= أولا القانون الذي تشكل على ضوئه المكتب السابق تغير كما يعلم الجميع بتدخل من الفيفا، والوضع الجديد حتم تشكيلة أقل بكثير من سابقتها ، و بالتالي أصبحت مهمة أمين المال التي أسندت إلي سابقا موكولة مع الكتابة العامة لموظف أجير خارج عن نطاق العضو المسير ليكون منصبا قارا و بمقابل مادي ، وقد كشفت للأخ فوزي لقجع أن ارتباطي بالكوكب المراكشي يمنعني من شغل المهمة و عليه أتنازل عن التكلفة، لكن من المتوقع أن يكون للكوكب المراكشي حضور على مستوى الإستشارة و ترأس إحدى اللجان ، و هي صيغة التوافق الذي لا يمكن الخروج عنه .
+ كبديل جديد للمكتب الجامعي السابق ، هل لديكم منظورا مغايرا لواقع كرة القدم الوطنية عما هي عليه الآن ؟ و ما خطوطه العريضة ؟
= استكمال الأوراش المفتوحة التي اشتغل عليها المكتب الجامعي السابق ، خصوصا على مستوى البنية التحتية و هيكلة الأندية ، وقبل ذلك استكمال مشاريع القوانين التي تفضي إلى خلق عصبة احترافية و عصبة هواة لفسح المجال لأصحاب الشأن كي يسيروا أنفسهم بأنفسهم ، مع إشراك ذوي التخصص و مكونات العبة من لاعبين و حكام و كرة قدم مصغرة و جامعية و نسوية ، و بالتالي إعطاء التكوين ما يستحقه من دعم و تأطير وفق استراتيجية جديدة كفيلة باستعادة منتخباتنا الريادة التي افتقدها محليا و قاريا .
+ يشاع بصالونات الحقل السياسي أن حزب الأصالة و المعاصرة أخذ يتغلغل بالمجال الرياضي ، والجميع يستشهد بفريق الريف الحسيمي . أليس للشراكة التفضيلية التي حباكم بها مجلسي المدينة و الجهة علاقة بالأمر ؟
= لا أعتقد أن هذه المسألة يمكن إسقاطها على فريق الكوكب المراكشي ، و لا أعتقد أن مسألة الحزبية سبق أن استحضرت في أي لحظة من لحظات العمل و لو بشكل عابر ، ثم بالنسبة للشراكة الموقعة مع مجلسي الجهة و المدينة و المشور في نتيجة عمل شاق و مضني سعينا وراءه لأكثر من سنة ، و قد تأتى لنا ذلك في آخر المطاف بعد متابعة دقيقة لنا من قبل السلطات و المنتخبين الذين صوتوا لفائدة خروج الصفقة لأرض الواقع بعد اقتناعهم بدفعات المشروع الذي قمنا بتقديمه و هم مشكورون على ذلك ، علما أن التصويت كان أضاء يمثلون غالبية الأطياف السياسية النشيطة بالساحة .
الحوار أجراه الزميل: مصطفى المنيدخ.