مجتمع

فرقة جرائم الأموال تستمع لطاطوش بخصوص شكايته ضد مسؤولين ورجال سلطة ومنتخبين بقلعة السراغنة


كشـ24 نشر في: 14 أغسطس 2017


علمت "كشـ24" أن فرقة جرائم الأموال التابعة للفرقة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش استدعت عبد الإله طاطوش الكاتب الإقليمي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب للإستماع إليه بخصوص شكايته التي تقدم بها ضد مسؤولين ورجال سلطة ومنتخبين بقلعة السراغنة في شأن ما أسماه تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. 

وقال طاطوش إن النيابة العامة لدى محكمة الإستئناف بمراكش أصدرت تعليماتها إلى فرقة جرائم الأموال من أجل الإستماع إليه، حيث من المنتظر أن يحل ضيفا على الفرقة المذكورة بداية الأسبوع المقبل.

وكان المكتب الإقليمي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب توجه بشكاية إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش في شأن ما أسماه تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. 

وطالب المكتب الإفليمي الذي يرأسه النماشط الحقوقي عبد الإله طاطوش من خلال شكايته التي توصلت "كشـ24" بنسخة منها، بالتحقيق مع مسؤول بوزارة الداخلية وعامل اقليم قلعة السراغنة ورجال سلطة ومنتخبين.  

نص الشكاية كاملا:  

مراكش: في 19 يوليوز 2017 
الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب 
الكتابة الإقليمية لمراكش 
إلى السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش 
تحية تقدير واحترام وبعد، 
الموضوع: في شأن تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. 

السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش، تتشرف الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، عبر كتابتها الإقليمية بمراكش، بأن تتقدم لجنابكم المحترم، بهذه الشكاية وتلتمس منكم، بكل احترام وتقدير، إعطاء تعليماتكم للضابطة القضائية المختصة من أجل القيام بتحرياتها وبأبحاثها في شأن تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني، وهي الأفعال التي تورط فيها عدد من المسؤولين وطنيا، إقليميا ومحليا، وتمكنوا عبر ذلك، من تفويت أرض سلالية لفائدة إحدى الشركات خارج القانون. 

السيد الوكيل العام، لقد توصلت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، بمجموعة من الوثائق والبيانات التي تؤكد تورط بعض المسؤولين في تزوير محررات رسمية واستعمالها، وتبديد أموال عمومية والنصب والاحتيال. 

وبحسب الوثائق التي تتوفر عليها الجمعية، والتي تضع بين أيدي جنابكم المحترم نسخا منها، يتبين أن السيدين: وحيد الرحالي، وحيد سليمان والسيدة وحيد فاطمة، يملكون على الشياع عقارا جماعيا يقع بدائرة الري والمسمى أرض "البوكرينية"، مساحتها حوالي 11 هكتارا، والمقتطعة من التحديد الإداري رقم (س.34)، المتواجدة بالنفوذ الترابي لبلدية قلعة السراغنة. 

وكان المالكون الثلاثة قد تقدموا إلى عامل عمالة إقليم قلعة السراغنة بطلب يرمي إلى عرض أرضهم على مؤسسة عمومية أو شبه عمومية من أجل إنجاز تجزئة سكنية، طالما أن الأرض أصبحت داخل النفوذ الترابي لمدينة قلعة السراغنة، وبدل اقتراح مؤسسة عمومية لانجاز هذا المشروع، تم إحضار صاحب شركة عقارية، من طرف عامل الإقليم من اجل إبرام عقد شراكة مع المالكين لإنجاز تجزئة سكنية مكونة من أزيد من 500 بقعة تجارية وسكنية، وهي الشراكة التي تقر بـ28 بالمائة كنصيب لفائدة المالكين و72 بالمائة لفائدة المستثمر المذكور. (نسخة من العقد). 

هذا وقد فوجئ المالكون بتدخل بعض الأطراف الإدارية، والتي فوتت العقار لفائدة الجماعة القروية (أولاد بوعلي الواد)، التي تبعد بحوالي 40 كلم عن مدينة قلعة السراغنة، قبل أن تقوم الأخيرة بتفويت العقار لفائدة (شركة للمعاملات والخدمات والاستشارة) لصاحبها المستثمر المذكور. 

السيد الوكيل العام، إن الوثائق التي تتوفر عليها الجمعية، والتي تضع نسخا منها بين أيديكم، تؤكد تورط مجموعة من المسؤولين في التحايل على القانون وتزوير وثائق رسمية قصد تنفيذ مخططهم الرامي إلى تفويت العقار للمستثمر المذكور بطرق احتيالية وإقصاء المالكين الحقيقيين للعقار الذين سبق وأن وقعوا على عقد شراكة مع المستثمر السالف ذكره. 

وبحسب وثائق الملف، فإن مجلس بلدية قلعة السراغنة، سبق وأن صادق في دورته لشهر فبراير 2015، خلال الولاية السابقة، على مقرر يقضي باقتناء العقار المذكور من أجل منفعة عامة، غير أن هذا المقرر ظل بدون تفعيل من طرف المجلس البلدي الجديد لأسباب مجهولة، الشيء الذي جعل بعض الجهات تدفع برئيس الجماعة القروية "أولاد بوعلي الواد"، التي تبعد عن مدينة قلعة السراغنة بحوالي 40 كلم، حيث تقدم إلى عامل إقليم قلعة السراغنة بطلب اقتناء العقار المتواجد بتراب بلدية قلعة السراغنة، قبل أن يفاجئ 11 عضوا من نفس الجماعة، من أصل 15 عضوا المشكلة للمجلس القروي، بمقرر جماعي يؤكد مصادقة المجلس في إحدى دوراته العادية سنة 2016، على اقتناء العقار المذكور، وهو المقرر الذي تم اعتماده في تفويت العقار لفائدة الجماعة القروية المذكورة، والتي فوتته بدورها إلى(شركة المعاملات والخدمات والاستشارة)، هذه الأخيرة التي تقدمت بطلب إلى المحافظ على الأملاك العقارية بقلعة السراغنة من أجل تحفيظ العقار باسمها تحت اسم (كنزة) بمطلب تحفيظ عدد 22-20460. ما جعل صاحب الشركة يتنكر للملاك الأصليين ويتقدم أمام المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة بدعوى بطلان عقد الشراكة الموقع بينه وبين السالف ذكرهم. 

وبالرجوع إلى مقرر المجلس القروي لجماعة (أولاد بوعلي الواد) فإنه يؤكد على أن المجلس القروي عقد دورته العادية لشهر ماي 2016، بتاريخ 04 ماي 2016 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا برئاسة رئيس الجماعة وبحضور ممثل السلطة المحلية في شخص قائد قيادة أولاد بوعلي الواد، بالإضافة إلى 11 عضوا آخر، مع غياب ثلاثة أعضاء بعذر، علما أن مجموع الأعضاء المشكلين للمجلس القروي هو 15 عضوا. 

هذا ويشير جدول أعمال الدورة إلى عرض أربع نقط للمناقشة والمصادقة، وضمنها النقطة الثالثة المتعلقة بـ"طلب اقتناء عقار جماعي". 

وبحسب مقرر المجلس فقد جاء في مادته الأولى:"وافق مجلس جماعة أولاد علي الواد، على اقتناء قطعة أرضية مقتطعة من التحديد الإداري س34 مساحتها 100993 متر مربع، في ملك الجماعة السلالية أولاد بوكرين من أجل تفويتها لفائدة شركة المعاملات التجارية والخدمات، وذلك لإنجاز مشروع تجزئة سكنية (رياض الياسمين)"، وفي مادته الثانية:" ينجز هذا الاقتناء بالثمن الإجمالي الذي حدده المجلس في مبلغ 10.099.300.00 درهم، أي بثمن 100 درهم للمتر المربع استنادا على الثمن الذي حددته اللجنة الادارية للتقييم المجتمعة بتاريخ 23-02-2017" برئاسة الكاتب العام لعمالة اقليم قلعة السراغنة. وفي المادة الثالثة:"وافق مجلس جماعة اولاد بوعلي الواد كذلك على الإذن بالأداء مباشرة من شركة المعاملات والخدمات والاستشارات إلى الوصاية مع احترام القوانين والمساطر الجاري بها العمل". 

وبحسب وثائق الملف، فقد تقدم 11 عضوا من الجماعة القروية أولاد بوعلي الواد،  بطعن في مقرر المجلس القروي السالف ذكره، مؤكدين أن المجلس لم يسبق أن صادق على عملية الاقتناء هذه، ولم يسبق أن تداول في شأنها لا في دوراته العادية أو الاستثنائية، وبالتالي فإن :"رئيس المجلس قد قام بتزوير محضر الدورة العادية لشهر ماي 2016، الذي أدلى به الرئيس من بين الوثائق المطلوبة بملف الاقتناء، وكذلك محاضر الإذن بالأداء ومحضر التفويت" بحسب ما ورد في الطعن الذي تقدم به الطاعنون (11 عضوا) أمام وزير الداخلية، رئيس المجلس الجهوي للحسابات بمراكش، مدير الشؤون القروية بالرباط وعامل إقليم قلعة السراغنة بتاريخ 06 يوليوز 2017. 

السيد الوكيل العام، إن المقرر المطعون فيه بالزور من قبل الأعضاء المذكورين، هو الذي تم اعتماده لتفويت العقار لفائدة الجماعة القروية أولاد بوعلي الواد، والتي فوتته بدورها لفائدة (شركة المعاملات والخدمات والاستشارة) دون مقابل، ما يطرح التساؤلات التالية: 
-ما دافع جماعة قروية تبعد عن مدينة قلعة السراغنة، التي يتواجد تحت نفوذها العقار المذكور، لاقتناء هذا العقار..؟ وما المنفعة العامة التي جلبتها لفائدة ساكنتها من خلال هذه العملية..؟، خاصة وأن اقتناء العقار من طرف الجماعة تم بتاريخ 18 ماي 2017، وبيوم واحد 19 ماي 2017 فوت رئيس الجماعة العقار لفائدة (شركة المعاملات والخدمات والاستشارة). 

السيد الوكيل العام، إن الظاهر من هذه العملية هو صعوبة تفويت عقار جماعي لفائدة شركة خاصة، وقد لجأت بعض الأطراف إلى التحايل على القانون، وذلك عبر دفع الجماعة القروية أولاد علي الواد بأن تتقدم إلى عامل الإقليم بطلب اقتناء العقار من أجل منفعة عامة، وهي المنفعة التي لا أثر لها في مسار هذه القضية، قبل أن يقوم رئيس الجماعة بتفويت العقار لفائدة الشركة السالف ذكرها بدون مقابل، اعتمادا على مقرر جماعي يطعن فيه 11 عضوا بالزور. 

وبالرجوع إلى وثائق الملف، فإن القرار الصادر عن مجلس الوصاية تحت رقم 13 م.ع-01-17، الصادر بتاريخ 23 فبراير 2017، قضى بالمصادقة على تفويت قطعة أرضية تابعة للجماعة الأصلية بوكرين، لفائدة الجماعة القروية أولاد بوعلي الواد من أجل إحداث تجزئة سكنية هو قرار غير سليم، بالنظر إلى أن القانون يؤكد على أن مجلس الوصاية يرأسه وزير الداخلية أو نائبه، بالإضافة إلى عضوية وزير الفلاحة أو نائبه، ومديري الشؤون السياسية والإدارية بوزارة الداخلية أو من يقوم مقامهما، وعضوين اثنين يعينهما وزير الداخلية، إلى جانب كاتب المجلس الذي يعينه وزير الداخلية، غير أن قرار مجلس الوصاية لا يتضمن اسم أو توقيع كاتب المجلس، ما يجعل قراره باطلا، بالإضافة إلى أن رئيس مجلس الوصاية العامل بوزارة الداخلية لم تكن له الصفة بتاريخ صدور القرار، حيث لم ينل هذه الصفة ابتداء من 18 أبريل 2017، في حين ترأس ووقع على قرار مجلس الوصاية بتاريخ 23 فبراير 2017. ما يجعل قرار مجلس الوصاية قرارا باطلا، وبالتالي فإن ما ترتب عنه باطل (رفقته قرار لوزير الداخلية رقم 707.17 الصادر في 20 رجب 1438 هجرية (18أبريل 2017) بتعيين رئيس دورات مجلس الوصاية الإدارية على الجماعات السلالية). 

السيد الوكيل العام، من خلال الوثائق والتحريات والمعلومات التي حصلت عليها الجمعية، فإن صاحب العقار حصل على ترخيص مؤقت من لدن رئيس بلدية قلعة السراغنة بتاريخ 26 ماي 2017 من أجل انجاز مشروع تجزئة رياض الياسمين، بالرغم من أن الملف لا يستوفي جميع الشروط، وضمنها انتقال ملكية العقار لصاحب المشروع وعدم الاعتماد على محضر اجتماع أعضاء لجنة الدراسة التابع لعمالة قلعة السراغنة والذي انعقد بتاريخ 02/06/2017. 

السيد الوكيل العام، إن تفويت العقار السالف ذكره بثمن رمزي لا يتعدى 100 درهم للمتر المربع، يكشف من جهة عن عملية مضاربة عقارية شارك فيها مجموعة من الأطراف، كما يكشف عن حجم التبديد في المال العام، بالنظر إلى أن جزء من متحصل عملية التفويت سيعود إلى خزينة الدولة، ما يعني أنه مال عام، وبالنظر إلى أن قيمة المتر المربع بالمنطقة التي يوجد فيها العقار موضوع التفويت تتجاوز الثمن المحدد من لدن لجنة التقويم التي ترأسها الكاتب العام لعمالة إقليم قلعة السراغنة بعشرات المرات، بدليل أن صاحب المشروع شرع في بيع البقع الأرضية مقابل 3500 درهم للمتر المربع، وقد تمكن من بيع 70 بالمائة من مجموع البقع الأرضية السكنية والتجارية، علما أنه لم يتمكن من تحفيظ العقار باسمه لحد الآن، كما أنه لم يحصل على التراخيص التي تمكنه من تجزيء وبيع العقار. 

لكل ما تقدم السيد الوكيل العام، فإننا في الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، نلتمس منكم، بكل احترام وتقدير، إعطاء تعليماتكم للضابطة القضائية المختصة من أجل إجراء أبحاثها والقيام بتحرياتها في شأن تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. كما تلتمس منكم الجمعية، بكل تقدير واحترام، استدعاء الآتية أسمائهم من أجل التحقيق في ظروف وملابسات تفويت هذا العقار اعتمادا على محاضر مزورة وقرارات معيبة ويتعلق الأمر بكل من:" 
- السيد عامل بوزارة الداخلية مدير مديرية الشؤون القروية بها بمقر وزارة الداخلية بالرباط. 
- السيد عامل عمالة اقليم قلعة السراغنة بمقر العمالة بمدينة قلعة السراغنة. 
- السيد الكاتب العام لعمالة اقليم قلعة السراغنة بمقر العمالة بمدينة قلعة السراغنة. 
- السيد قائد قيادة أولاد بوعلي الواد بمقر القيادة. 
- السيدة القائدة رئيس المقاطعة الحضرية الأولى قلعة السراغنة بمقر المقاطعة. 
- السيد رئيس الجماعة القروية (أولاد بوعلي الواد) بمقر الجماعة أولاد علي الواد بإقليم قلعة السراغنة. 
- جميع أعضاء المجلس القروي لجماعة أولاد بوعلي الواد بمقر الجماعة. 
- السيد الممثل القانوني لشركة (شركة المعاملات والخدمات والاستشارة الزرايدي) . 
- السيد رئيس المجلس البلدي لمدينة قلعة السراغنة، بمقر بلدية قلعة السراغنة. 
- السادة وحيد الرحالي، وحيد سليمان، وحيد فاطمة. 
- السيد نائب الشياع عن فخدة أولاد بوكرين قيادة أهل الغابة. 
إمضاء الرئيس: 
عبد الإلاه طاطوش


علمت "كشـ24" أن فرقة جرائم الأموال التابعة للفرقة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش استدعت عبد الإله طاطوش الكاتب الإقليمي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب للإستماع إليه بخصوص شكايته التي تقدم بها ضد مسؤولين ورجال سلطة ومنتخبين بقلعة السراغنة في شأن ما أسماه تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. 

وقال طاطوش إن النيابة العامة لدى محكمة الإستئناف بمراكش أصدرت تعليماتها إلى فرقة جرائم الأموال من أجل الإستماع إليه، حيث من المنتظر أن يحل ضيفا على الفرقة المذكورة بداية الأسبوع المقبل.

وكان المكتب الإقليمي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب توجه بشكاية إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش في شأن ما أسماه تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. 

وطالب المكتب الإفليمي الذي يرأسه النماشط الحقوقي عبد الإله طاطوش من خلال شكايته التي توصلت "كشـ24" بنسخة منها، بالتحقيق مع مسؤول بوزارة الداخلية وعامل اقليم قلعة السراغنة ورجال سلطة ومنتخبين.  

نص الشكاية كاملا:  

مراكش: في 19 يوليوز 2017 
الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب 
الكتابة الإقليمية لمراكش 
إلى السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش 
تحية تقدير واحترام وبعد، 
الموضوع: في شأن تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. 

السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش، تتشرف الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، عبر كتابتها الإقليمية بمراكش، بأن تتقدم لجنابكم المحترم، بهذه الشكاية وتلتمس منكم، بكل احترام وتقدير، إعطاء تعليماتكم للضابطة القضائية المختصة من أجل القيام بتحرياتها وبأبحاثها في شأن تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني، وهي الأفعال التي تورط فيها عدد من المسؤولين وطنيا، إقليميا ومحليا، وتمكنوا عبر ذلك، من تفويت أرض سلالية لفائدة إحدى الشركات خارج القانون. 

السيد الوكيل العام، لقد توصلت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، بمجموعة من الوثائق والبيانات التي تؤكد تورط بعض المسؤولين في تزوير محررات رسمية واستعمالها، وتبديد أموال عمومية والنصب والاحتيال. 

وبحسب الوثائق التي تتوفر عليها الجمعية، والتي تضع بين أيدي جنابكم المحترم نسخا منها، يتبين أن السيدين: وحيد الرحالي، وحيد سليمان والسيدة وحيد فاطمة، يملكون على الشياع عقارا جماعيا يقع بدائرة الري والمسمى أرض "البوكرينية"، مساحتها حوالي 11 هكتارا، والمقتطعة من التحديد الإداري رقم (س.34)، المتواجدة بالنفوذ الترابي لبلدية قلعة السراغنة. 

وكان المالكون الثلاثة قد تقدموا إلى عامل عمالة إقليم قلعة السراغنة بطلب يرمي إلى عرض أرضهم على مؤسسة عمومية أو شبه عمومية من أجل إنجاز تجزئة سكنية، طالما أن الأرض أصبحت داخل النفوذ الترابي لمدينة قلعة السراغنة، وبدل اقتراح مؤسسة عمومية لانجاز هذا المشروع، تم إحضار صاحب شركة عقارية، من طرف عامل الإقليم من اجل إبرام عقد شراكة مع المالكين لإنجاز تجزئة سكنية مكونة من أزيد من 500 بقعة تجارية وسكنية، وهي الشراكة التي تقر بـ28 بالمائة كنصيب لفائدة المالكين و72 بالمائة لفائدة المستثمر المذكور. (نسخة من العقد). 

هذا وقد فوجئ المالكون بتدخل بعض الأطراف الإدارية، والتي فوتت العقار لفائدة الجماعة القروية (أولاد بوعلي الواد)، التي تبعد بحوالي 40 كلم عن مدينة قلعة السراغنة، قبل أن تقوم الأخيرة بتفويت العقار لفائدة (شركة للمعاملات والخدمات والاستشارة) لصاحبها المستثمر المذكور. 

السيد الوكيل العام، إن الوثائق التي تتوفر عليها الجمعية، والتي تضع نسخا منها بين أيديكم، تؤكد تورط مجموعة من المسؤولين في التحايل على القانون وتزوير وثائق رسمية قصد تنفيذ مخططهم الرامي إلى تفويت العقار للمستثمر المذكور بطرق احتيالية وإقصاء المالكين الحقيقيين للعقار الذين سبق وأن وقعوا على عقد شراكة مع المستثمر السالف ذكره. 

وبحسب وثائق الملف، فإن مجلس بلدية قلعة السراغنة، سبق وأن صادق في دورته لشهر فبراير 2015، خلال الولاية السابقة، على مقرر يقضي باقتناء العقار المذكور من أجل منفعة عامة، غير أن هذا المقرر ظل بدون تفعيل من طرف المجلس البلدي الجديد لأسباب مجهولة، الشيء الذي جعل بعض الجهات تدفع برئيس الجماعة القروية "أولاد بوعلي الواد"، التي تبعد عن مدينة قلعة السراغنة بحوالي 40 كلم، حيث تقدم إلى عامل إقليم قلعة السراغنة بطلب اقتناء العقار المتواجد بتراب بلدية قلعة السراغنة، قبل أن يفاجئ 11 عضوا من نفس الجماعة، من أصل 15 عضوا المشكلة للمجلس القروي، بمقرر جماعي يؤكد مصادقة المجلس في إحدى دوراته العادية سنة 2016، على اقتناء العقار المذكور، وهو المقرر الذي تم اعتماده في تفويت العقار لفائدة الجماعة القروية المذكورة، والتي فوتته بدورها إلى(شركة المعاملات والخدمات والاستشارة)، هذه الأخيرة التي تقدمت بطلب إلى المحافظ على الأملاك العقارية بقلعة السراغنة من أجل تحفيظ العقار باسمها تحت اسم (كنزة) بمطلب تحفيظ عدد 22-20460. ما جعل صاحب الشركة يتنكر للملاك الأصليين ويتقدم أمام المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة بدعوى بطلان عقد الشراكة الموقع بينه وبين السالف ذكرهم. 

وبالرجوع إلى مقرر المجلس القروي لجماعة (أولاد بوعلي الواد) فإنه يؤكد على أن المجلس القروي عقد دورته العادية لشهر ماي 2016، بتاريخ 04 ماي 2016 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا برئاسة رئيس الجماعة وبحضور ممثل السلطة المحلية في شخص قائد قيادة أولاد بوعلي الواد، بالإضافة إلى 11 عضوا آخر، مع غياب ثلاثة أعضاء بعذر، علما أن مجموع الأعضاء المشكلين للمجلس القروي هو 15 عضوا. 

هذا ويشير جدول أعمال الدورة إلى عرض أربع نقط للمناقشة والمصادقة، وضمنها النقطة الثالثة المتعلقة بـ"طلب اقتناء عقار جماعي". 

وبحسب مقرر المجلس فقد جاء في مادته الأولى:"وافق مجلس جماعة أولاد علي الواد، على اقتناء قطعة أرضية مقتطعة من التحديد الإداري س34 مساحتها 100993 متر مربع، في ملك الجماعة السلالية أولاد بوكرين من أجل تفويتها لفائدة شركة المعاملات التجارية والخدمات، وذلك لإنجاز مشروع تجزئة سكنية (رياض الياسمين)"، وفي مادته الثانية:" ينجز هذا الاقتناء بالثمن الإجمالي الذي حدده المجلس في مبلغ 10.099.300.00 درهم، أي بثمن 100 درهم للمتر المربع استنادا على الثمن الذي حددته اللجنة الادارية للتقييم المجتمعة بتاريخ 23-02-2017" برئاسة الكاتب العام لعمالة اقليم قلعة السراغنة. وفي المادة الثالثة:"وافق مجلس جماعة اولاد بوعلي الواد كذلك على الإذن بالأداء مباشرة من شركة المعاملات والخدمات والاستشارات إلى الوصاية مع احترام القوانين والمساطر الجاري بها العمل". 

وبحسب وثائق الملف، فقد تقدم 11 عضوا من الجماعة القروية أولاد بوعلي الواد،  بطعن في مقرر المجلس القروي السالف ذكره، مؤكدين أن المجلس لم يسبق أن صادق على عملية الاقتناء هذه، ولم يسبق أن تداول في شأنها لا في دوراته العادية أو الاستثنائية، وبالتالي فإن :"رئيس المجلس قد قام بتزوير محضر الدورة العادية لشهر ماي 2016، الذي أدلى به الرئيس من بين الوثائق المطلوبة بملف الاقتناء، وكذلك محاضر الإذن بالأداء ومحضر التفويت" بحسب ما ورد في الطعن الذي تقدم به الطاعنون (11 عضوا) أمام وزير الداخلية، رئيس المجلس الجهوي للحسابات بمراكش، مدير الشؤون القروية بالرباط وعامل إقليم قلعة السراغنة بتاريخ 06 يوليوز 2017. 

السيد الوكيل العام، إن المقرر المطعون فيه بالزور من قبل الأعضاء المذكورين، هو الذي تم اعتماده لتفويت العقار لفائدة الجماعة القروية أولاد بوعلي الواد، والتي فوتته بدورها لفائدة (شركة المعاملات والخدمات والاستشارة) دون مقابل، ما يطرح التساؤلات التالية: 
-ما دافع جماعة قروية تبعد عن مدينة قلعة السراغنة، التي يتواجد تحت نفوذها العقار المذكور، لاقتناء هذا العقار..؟ وما المنفعة العامة التي جلبتها لفائدة ساكنتها من خلال هذه العملية..؟، خاصة وأن اقتناء العقار من طرف الجماعة تم بتاريخ 18 ماي 2017، وبيوم واحد 19 ماي 2017 فوت رئيس الجماعة العقار لفائدة (شركة المعاملات والخدمات والاستشارة). 

السيد الوكيل العام، إن الظاهر من هذه العملية هو صعوبة تفويت عقار جماعي لفائدة شركة خاصة، وقد لجأت بعض الأطراف إلى التحايل على القانون، وذلك عبر دفع الجماعة القروية أولاد علي الواد بأن تتقدم إلى عامل الإقليم بطلب اقتناء العقار من أجل منفعة عامة، وهي المنفعة التي لا أثر لها في مسار هذه القضية، قبل أن يقوم رئيس الجماعة بتفويت العقار لفائدة الشركة السالف ذكرها بدون مقابل، اعتمادا على مقرر جماعي يطعن فيه 11 عضوا بالزور. 

وبالرجوع إلى وثائق الملف، فإن القرار الصادر عن مجلس الوصاية تحت رقم 13 م.ع-01-17، الصادر بتاريخ 23 فبراير 2017، قضى بالمصادقة على تفويت قطعة أرضية تابعة للجماعة الأصلية بوكرين، لفائدة الجماعة القروية أولاد بوعلي الواد من أجل إحداث تجزئة سكنية هو قرار غير سليم، بالنظر إلى أن القانون يؤكد على أن مجلس الوصاية يرأسه وزير الداخلية أو نائبه، بالإضافة إلى عضوية وزير الفلاحة أو نائبه، ومديري الشؤون السياسية والإدارية بوزارة الداخلية أو من يقوم مقامهما، وعضوين اثنين يعينهما وزير الداخلية، إلى جانب كاتب المجلس الذي يعينه وزير الداخلية، غير أن قرار مجلس الوصاية لا يتضمن اسم أو توقيع كاتب المجلس، ما يجعل قراره باطلا، بالإضافة إلى أن رئيس مجلس الوصاية العامل بوزارة الداخلية لم تكن له الصفة بتاريخ صدور القرار، حيث لم ينل هذه الصفة ابتداء من 18 أبريل 2017، في حين ترأس ووقع على قرار مجلس الوصاية بتاريخ 23 فبراير 2017. ما يجعل قرار مجلس الوصاية قرارا باطلا، وبالتالي فإن ما ترتب عنه باطل (رفقته قرار لوزير الداخلية رقم 707.17 الصادر في 20 رجب 1438 هجرية (18أبريل 2017) بتعيين رئيس دورات مجلس الوصاية الإدارية على الجماعات السلالية). 

السيد الوكيل العام، من خلال الوثائق والتحريات والمعلومات التي حصلت عليها الجمعية، فإن صاحب العقار حصل على ترخيص مؤقت من لدن رئيس بلدية قلعة السراغنة بتاريخ 26 ماي 2017 من أجل انجاز مشروع تجزئة رياض الياسمين، بالرغم من أن الملف لا يستوفي جميع الشروط، وضمنها انتقال ملكية العقار لصاحب المشروع وعدم الاعتماد على محضر اجتماع أعضاء لجنة الدراسة التابع لعمالة قلعة السراغنة والذي انعقد بتاريخ 02/06/2017. 

السيد الوكيل العام، إن تفويت العقار السالف ذكره بثمن رمزي لا يتعدى 100 درهم للمتر المربع، يكشف من جهة عن عملية مضاربة عقارية شارك فيها مجموعة من الأطراف، كما يكشف عن حجم التبديد في المال العام، بالنظر إلى أن جزء من متحصل عملية التفويت سيعود إلى خزينة الدولة، ما يعني أنه مال عام، وبالنظر إلى أن قيمة المتر المربع بالمنطقة التي يوجد فيها العقار موضوع التفويت تتجاوز الثمن المحدد من لدن لجنة التقويم التي ترأسها الكاتب العام لعمالة إقليم قلعة السراغنة بعشرات المرات، بدليل أن صاحب المشروع شرع في بيع البقع الأرضية مقابل 3500 درهم للمتر المربع، وقد تمكن من بيع 70 بالمائة من مجموع البقع الأرضية السكنية والتجارية، علما أنه لم يتمكن من تحفيظ العقار باسمه لحد الآن، كما أنه لم يحصل على التراخيص التي تمكنه من تجزيء وبيع العقار. 

لكل ما تقدم السيد الوكيل العام، فإننا في الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، نلتمس منكم، بكل احترام وتقدير، إعطاء تعليماتكم للضابطة القضائية المختصة من أجل إجراء أبحاثها والقيام بتحرياتها في شأن تزوير محرر رسمي واستعماله، تبديد أموال عامة، الشطط في استعمال السلطة، والنصب والاحتيال وتفويت عقار غير قابل للتفويت والحصول على شهادة ادارية بوجه غير قانوني. كما تلتمس منكم الجمعية، بكل تقدير واحترام، استدعاء الآتية أسمائهم من أجل التحقيق في ظروف وملابسات تفويت هذا العقار اعتمادا على محاضر مزورة وقرارات معيبة ويتعلق الأمر بكل من:" 
- السيد عامل بوزارة الداخلية مدير مديرية الشؤون القروية بها بمقر وزارة الداخلية بالرباط. 
- السيد عامل عمالة اقليم قلعة السراغنة بمقر العمالة بمدينة قلعة السراغنة. 
- السيد الكاتب العام لعمالة اقليم قلعة السراغنة بمقر العمالة بمدينة قلعة السراغنة. 
- السيد قائد قيادة أولاد بوعلي الواد بمقر القيادة. 
- السيدة القائدة رئيس المقاطعة الحضرية الأولى قلعة السراغنة بمقر المقاطعة. 
- السيد رئيس الجماعة القروية (أولاد بوعلي الواد) بمقر الجماعة أولاد علي الواد بإقليم قلعة السراغنة. 
- جميع أعضاء المجلس القروي لجماعة أولاد بوعلي الواد بمقر الجماعة. 
- السيد الممثل القانوني لشركة (شركة المعاملات والخدمات والاستشارة الزرايدي) . 
- السيد رئيس المجلس البلدي لمدينة قلعة السراغنة، بمقر بلدية قلعة السراغنة. 
- السادة وحيد الرحالي، وحيد سليمان، وحيد فاطمة. 
- السيد نائب الشياع عن فخدة أولاد بوكرين قيادة أهل الغابة. 
إمضاء الرئيس: 
عبد الإلاه طاطوش


ملصقات


اقرأ أيضاً
وسط اشادة حقوقية.. موقف انساني جديد يكشف المعدن الحقيقي للدكتور فهد الشعرة
في زمن تتعالى فيه الحاجة إلى مواقف نبيلة تعيد الاعتبار للقيم الإنسانية في القطاع الصحي، جاء موقف جديد للدكتور فهد الشعرة، مدير المستشفى الخاص الدولي بأنفا، ليشكل نموذجًا حقيقيًا للطب بمفهومه الأصيل، الذي يتجاوز الوظيفة نحو رسالة سامية قائمة على الرحمة والتضامن. و الحديث هنا عن قصة الطفل سيف الدين، الذي ينحدر من أسرة معوزة بمدينة المحمدية، والتي بدأت بنداء استغاثة حملته عائلته إلى المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، بعد أن أصبحت حالته الصحية تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً. ومنذ تلك اللحظة، انطلقت سلسلة من الاتصالات والمبادرات التي كشفت عن أوجه مشرقة في المجتمع، كان في طليعتها الدكتور الشعرة  وحسب مراسلة موجهة من الهيئة الحقوقية الى عامل عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، فإن الدكتور الشعرة، فور تلقيه طلباً عاجلاً من المنظمة الحقوقية، أبدى تجاوباً تلقائيًا وسريعًا، موجهاً أطر المؤسسة الطبية إلى استقبال الطفل وتقديم كافة العناية الطبية اللازمة دون قيد أو شرط مادي. في اليوم التالي، خضع الطفل لعملية جراحية دقيقة كللت بالنجاح، وسط متابعة دقيقة من الطاقم الطبي، ليغادر المصحة في وضع صحي مطمئن. ولم تكن هذه المبادرة مجرد استجابة طبية، بل موقف إنساني يبعث برسائل أمل وسط سياقات اجتماعية صعبة، لا سيما و ان الدكتور فهد الشعرة لم يكتف بإدارة مصحة ناجحة فحسب، بل أعاد تعريف العلاقة بين المريض والمؤسسة الصحية، وجعل من الكرامة الإنسانية مبدأً لا يقبل التفاوض، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو القدرة المالية. وقد لقي هذا الموقف إشادة واسعة من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، التي اعتبرت أن ما قامت به إدارة المستشفى يجسد قيم التضامن الفعلي والمسؤولية الاجتماعية التي تفتقر إليها كثير من المؤسسات. كما أشادت المنظمة بانفتاح صلاح الدين الشرايبي، أحد مسؤولي المؤسسة، على الحوار الفعّال والبنّاء، مما يعزز ثقة المواطنين في المؤسسة الصحية. واضافت الهيئة الحقوقية في مراسلتها، ان ما حصل ليس مجرد حالة إنسانية عابرة، بل تجسيد حي لمبدأ التكافل المجتمعي، واستثمار فعّال في الثقة بين المواطن والمؤسسة، وهو ما يستحق أن يُحتذى به، لا فقط في قطاع الصحة، بل في مختلف القطاعات.
مجتمع

بالصور.. حملة مراقبة تفضح “سناكات” تقدم لحوماً فاسدة بسيتي فاضمة
شهدت منطقة سيتي فاضمة التابعة لإقليم الحوز، اليوم الأربعاء 2 يوليوز 2025، حملة مراقبة واسعة النطاق استهدفت محلات بيع المأكولات الخفيفة والمقاهي، وذلك في إطار تعزيز إجراءات السلامة الغذائية وضمان جودة المواد المعروضة للاستهلاك.ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فقد أشرفت على الحملة لجنة مختلطة تضم قائد قيادة سيتي فاضمة، وعناصر من الدرك الملكي، والوقاية المدنية، بالإضافة إلى القوات المساعدة وأعوان السلطة، بتنسيق مع اللجنة المحلية المكلفة بمراقبة الأسعار والجودة.وتركزت الحملة، التي شملت عدداً من محلات بيع الأطعمة السريعة "سناكات" بمنطقة والماس ومجموعة من المقاهي المجاورة، على مراقبة جودة وصلاحية المواد الغذائية المعروضة للبيع، ومدى احترام شروط الصحة والنظافة، فضلاً عن فحص الأواني والوسائل المستعملة في إعداد الطعام.وقد وقفت اللجنة على مجموعة من المخالفات التي تم تسجيلها لدى عدد من المحلات، همّت بالخصوص عرض مواد غذائية فاسدة، واستعمال أوانٍ غير صالحة للطهي أو تقديم المشروبات، فضلا عن انعدام النظافة.وفي هذا الإطار، تم حجز وإتلاف كميات من المواد الغذائية غير القابلة للاستهلاك من لحوم فاسدة وأسماك وغيرها، إضافة إلى إتلاف طواجن وأباريق أظهرت المعاينات الميدانية عدم مطابقتها لشروط الاستعمال الصحي.وتندرج هذه الحملة في سياق الجهود المبذولة لحماية صحة المواطنين، وتفعيل المراقبة المستمرة للأسواق المحلية، خاصة في المناطق السياحية التي تعرف توافداً مكثفاً للزوار.
مجتمع

بحث ميداني يرصد مدى رضا المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر
في إطار تتبع وتقييم برامج الورش الملكي للدولة الاجتماعية، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بإنجاز بحث ميداني لقياس رضا المستفيدين من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، خلال الفصل الأول من تنفيذه. وذكر بلاغ للمرصد أن هذا البحث الميداني، الأول من نوعه، يهدف إلى رصد وتقييم أثر تنفيذ هذا البرنامج على المستفيدين، من خلال الوقوف على تجارب المواطنين-المرتفقين في تفاعلهم مع برنامج الدعم، واستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة لهم في هذا الإطار. وقد شمل البحث الميداني المنجز تقييم رضا المستفيدين، ومدى استيفاء البرنامج لمعايير الإنصاف وسهولة الولوج، وفحص فعاليته العملية، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استقاء ملاحظات المستفيدين بهدف رصد سبل تجويد البرنامج. وكشفت نتائج البحث الميداني عن مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم المقدم (87,46 في المائة). من جهة أخرى، اعتبر معظم أرباب الأسر المشاركين في البحث الميداني (95 في المائة) أن تدبير مسار معالجة طلبات التسجيل يتم بطريقة شفافة. كما أن المعلومات المقدمة عن البرنامج وُصفت بالواضحة والمفهومة (39,72 في المائة صرحوا أنها “واضحة جدا وسهلة الفهم”، و53,43 في المائة قالوا أنها “واضحة إلى حد ما”). من جهة أخرى، حقق البرنامج أثرا إيجابيا واضحا على جوانب أساسية عديدة تهم ظروف عيش الأسر المستفيدة، مثل تحسين مستوى العيش (89,2 في المائة من بينهم 31 في المائة بشكل ملحوظ)، وتعزيز الأمن الغذائي (92 في المائة من بينهم 28 في المائة بشكل ملحوظ)، ودعم تمدرس الأطفال (82 في المائة). واعتبرت غالبية المستجوبين (90,4 في المائة) أن البرنامج منصف من حيث الولوج، غير أن سهولة إجراءات التسجيل لا تزال تمثل تحديا يجب رفعه، حيث أن 5 في المائة من المستجوبين فقط وصفوها بـ”السهلة”، في حين اعتبر 67 في المائة أنها “متوسطة التعقيد”. وقد اضطرت معظم الأسر إلى طلب المساعدة الخارجية للتسجيل عبر المنصة الرقمية للبرنامج. وعلى الرغم من ذلك، فإن شروط الاستفادة كانت واضحة بالنسبة لثلثي المستفيدين المستجوبين تقريبا (67 في المائة)، بغض النظر عن الجنس أو مكان الإقامة. وقد أجرى المرصد الوطني للتنمية البشرية مقارنة دولية للبرنامج مع برامج مماثلة في البرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. وأظهرت هذه المقارنة الدولية أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد من البرامج الفعالة والمحبذة لدى المستفيدين، بنتائج مماثلة لما حققته البرامج المرجعية على مستوى معايير عديدة في مجالات الرضا، والاستهداف، والانتظام، والثقة. كما أبان برنامج الدعم الاجتماعي المباشر عن دوره الحيوي في تحسين ظروف عيش الأسر الفقيرة بالمغرب، مع إبراز بعض الفوارق مقارنة بأفضل الممارسات الدولية. وهكذا، فإن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج (حوالي 88 في المائة)، تقل قليلا عن نسبة الرضا المسجلة تجاه برنامج “بولص فاميليا” (Bolsa Família) في البرازيل (حوالي 95 في المائة) والتي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، وتقترب من نسبة رضا برنامج “شايلد سبورت غرانت” (Child Support Grant) الجنوب الإفريقي (حوالي 90 في المائة). ويتفوق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر على برنامج “بروسبيرا” (Prospera) في المكسيك (ما بين 75 و80 في المائة)، و”كيلوارغا هارابان” (Keluarga Harapan) في إندونيسيا الذي يسجل نسبة رضا متواضعة. بالموازاة مع ذلك، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بتطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعي والذي يهدف إلى قياس رضا المرتفقين إزاء خدمات برامج الدعم الاجتماعي، ويقدر هذا المؤشر بالنسبة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر بـ 71 نقطة من أصل 100. ويقيس هذا المؤشر الرضا العام للمستفيدين من البرنامج من خلال خمسة أبعاد: سهولة الولوج، الأثر، الجدوى، الملاءمة، والشفافية. ويشير تحليل النتائج المحصل عليها إلى أن الأبعاد الخمسة للمؤشر الوطني للرضا الاجتماعي لا تكتسي نفس الوزن في مستوى الرضا العام. وللرفع من قيمة المؤشر، من الضروري أولا تحسين الولوج إلى البرنامج، ثم ترصيد الأثر المحسوس والشفافية، مع الحفاظ على الأداء الجيد في جوانب الملاءمة وانتظام الخدمات. ويحظى البرنامج بنسبة رضا مرتفعة لدى الفئات المستفيدة التي تعتبر أنه صمم ليتماشى مع تطلعات المواطنين المستهدفين، في انسجام مع روح التضامن الوطني التي تميز البلاد، بغرض دعم الأسر المعوزة في تغطية حاجياتها الأساسية.وقد سجل البحث الميداني تقدما ملحوظا في تحسين ظروف عيش الأسر المستفيدة، بفضل تنويع التغطية الجغرافية، وتحسين قنوات التواصل، مما ساعد على الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الأسر المستهدفة. كما أن الإدراك القوي لملاءمة وشفافية الاستهداف يعزز التطور المسجل، مما يشير إلى توافق أفضل بين معايير الأهلية واختيار المستفيدين واحتياجاتهم المحددة. ومع ذلك، لا تزال بعض جوانب البرنامج تحتاج إلى التجويد. فقد وقف البحث الميداني على بعض النواقص تهم بالخصوص تدبير العلاقة مع المستفيدين. كما أن استمرار جهود التحسين المستمر من شأنه أن يلبي بشكل مناسب انتظارات الفئات المستهدفة ويعزز أثر برنامج الدعم الاجتماعي المباشر. ويتضمن ذلك ملائمة مسارات التنفيذ والاستراتيجيات العملية لضمان ملاءمة أفضل للاحتياجات المحددة للمستفيدين وزيادة فعالية البرنامج ككل. وقد خلص البحث الميداني إلى جملة من التوصيات، تهم على وجه خاص: – تطوير آلية للمساعدة الاجتماعية للقرب لتعزيز التواصل حول البرنامج، وإشراك امتدادات محلية لمواكبة سكان المناطق النائية والبعيدة. – تعزيز المشاركة المدنية للجمعيات المحلية في ابتكار ميكانيزمات لتسهيل الولوج إلى الخدمات الرقمية للبرنامج. – إرساء برامج لتنمية المهارات والتمكين الاقتصادي من أجل تحسين قابلية البرنامج لتحقيق نتائج في مجال التنمية البشرية على المدى البعيد. – تعزيز التقائية برامج ورش الدولة الاجتماعية من خلال تطوير إطار موحد لمواءمة برنامج الدعم الاجتماعي المباشر مع البرامج الاجتماعية الأخرى مثل “AMO – تضامن”، من أجل تقليص التداخل وضمان تغطية شاملة. – تطوير آليات مناسبة لتحيين معايير أهلية المستفيدين بشكل فوري، على نحو يعكس التغيرات التي تطرأ على ظروف معيشة الأسر. – إرساء منظومة وطنية لتتبع وتقييم برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، مع تعزيز البحوث التطبيقية المتعلقة بتقييم أثر الدعم الاجتماعي. – تحسين المشاركة المواطنة في منظومة الحكامة الترابية للبرنامج من أجل ضمان تملك اجتماعي أفضل.
مجتمع

الملك محمد السادس يأمر بفتح 13 مركزًا تضامنيا لخدمة الفئات المعوزة
أعطى الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته بوضع المراكز التي أنشأتها المؤسسة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة. وأوضحت المؤسسة، في بلاغ اليوم الأربعاء، أن الإطلاق الفوري يهم 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بـ8 من عمالات وأقاليم المملكة، مضيفة أن “هذه البنيات تندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب”. وأضاف المصدر ذاته أن هذه الإنجازات تتعلق بثلاثة برامج رئيسية هي “المراكز الطبية للقرب ـ مؤسسة محمد الخامس للتضامن” و”شبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين” و”البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان”. ووفق المؤسسة؛ سيتم الشروع في العمل بمركز طبي جديد للقرب بسلا، باستثمار إجمالي قدره 5ر85 مليون درهم، ليرتفع بذلك عدد الوحدات التي تقدم خدماتها حاليا إلى ست وحدات من أصل اثني عشر وحدة مرتقبة على الصعيد الوطني. وفي ما يخص الجانب المتعلق بالإعاقة، سيتم افتتاح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال (30 مليون درهم)، ليصل بذلك عدد المراكز التابعة لهذه الشبكة في جميع أنحاء المملكة إلى تسعة مراكز. كما ستستفيد مدينة العروي، في إقليم الناظور، من مركز جديد لتصفية الدم بتكلفة 10 ملايين درهم، والذي سيكمل خدمات مستشفى محمد السادس المجاور، لتحسين التكفل بمرضى القصور الكلوي. ويتواصل تنفيذ برنامج محاربة سلوكات الإدمان، بافتتاح ثلاثة مراكز جديدة في شفشاون (6,5 ملايين درهم)، والحسيمة (6,5 ملايين درهم) وبني ملال (4,5 ملايين درهم)، ما يرفع العدد الإجمالي لمراكز محاربة سلوكات الإدمان المشغلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة عبر المملكة. من جهة أخرى، ستفتح 6 مراكز للتكوين المهني أبوابها، مستهدفة قطاعات واعدة وملائمة لاحتياجات السوق، ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (94 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الفلاحية بسوق الأربعاء (34 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان بالدار البيضاء (32,5 ملايين درهم)، ومركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء (25 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن السياحة بشفشاون (15,2 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الصناعة التقليدية بشفشاون (9,4 ملايين درهم)؛ وتهدف هذه المؤسسات إلى تمكين الشباب المنحدرين من أوساط معوزة من كفاءات ملموسة في تخصصات ذات قابلية قوية للتشغيل. وأخيرا، سيفتح مركز سوسيو-تربوي أبوابه بإيزمورن (3,5 ملايين درهم)، ويتعلق الأمر بأول بنية من نوعها في هذه الجماعة التابعة لإقليم الحسيمة موجهة لمواكبة الشباب في مجال التعليم والأوليات المهنية. وسيتم تأمين تدبير مختلف هذه المراكز حسب مجالات التدخل من خلال مختلف شركاء المؤسسة وهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وكذا الجمعيات المتخصصة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة