ثقافة-وفن

غنت أمام 3 ملوك ودخلت السجون.. المغرب يودع أيقونة العيطة الحاجة الحمداوية


كشـ24 نشر في: 5 أبريل 2021

عاشت الفنانة المغربية الحاجة الحمداوية حياة الفقر والترف، جالت مدن العالم لتنشر تراث فن العيطة، تقلبت في ظلام المخافر والسجون، وكانت ضيفة محبوبة لدى الأميرات والملوك.وبعد 7 عقود من الكلام الموزون، ركنت الحاجة الحمداوية (91 سنة) أيقونة العيطة المغربية، للصمت وأعلنت اعتزالها الفن قبل أن تغادرنا إلى دار البقاء.من المسرح للعيطةورثت الحاجة الحمداوية -واسمها الحقيقي الحجاجية الحمداوية- حب العيطة (وهي تراث شعري وموسيقي تقليدي) عن والدها الذي كان يعشق هذا الفن، وكان لا يدع مناسبة تمر دون الاحتفال بدعوة "الشيخات"، وهي فرقة غنائية نسائية تغني العيوط (جمع عيطة).بعد إنهاء زواجها في سن 19 عاما، دخلت الحجاجية عالم الفن من باب المسرح ضمن فرقة الفنان المغربي الشهير بوشعيب البيضاوي، ولم تكن تعلم وهي تؤدي أدوارها المسرحية أن طريقا آخر سينفتح أمامها وسيكون لها فيه الريادة ولن يفارقها عنه سوى وهن الجسد وضعفه.تحوّلت الحجاجية من المسرح إلى غناء العيطة بعدما لمس البيضاوي في صوتها بحة مميزة، وفي العيطة وجدت ذاتها وأبدعت وأتقنت حتى صارت أغانيها على كل لسان، وتركت بصمتها الخاصة على تراث مغربي عمره قرون.ضيفة على السجنكانت الحاجة الحمداوية ضيفة دائمة على مخافر الأمن الفرنسي في مرحلة الاستعمار، فبعد كل أغنية تغنيها يتم استدعاؤها واستنطاقها بشأن معاني كلمات الأغنية والمقصود منها والتلميحات التي وراءها.وحين غنت الحمداوية في الخمسينيات أغنية "آش جاب لينا حتى بليتينا آ الشيباني (العجوز)… آش جاب لينا حتى كويتينا آ الشيباني… فمو مهدوم (مكسور) فيه خدمة يوم"، لم تكن تعلم أن هذه الكلمات التي صارت على لسان جميع المغاربة ستصبح علامة فارقة في قدرها.فبسبب هذه الأغنية ذاقت مرارة السجن والتعذيب، إذ اتهمتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الدار البيضاء بلمز وذم "ابن عرفة" الذي نصبته سلطات الحماية الفرنسية سلطانا على المغرب بعد نفي السلطان الشرعي محمد الخامس.وكما تعرضت الحمداوية للاعتقال والتعنيف، تعرض عدد من فناني العيطة من جيلها للقمع والتضييق في تلك المرحلة، حيث كانت الفرق الغنائية التقليدية تتنقل بين المدن والقبائل بترخيص وإذن مختوم من الإدارة الاستعمارية، فكان يحرم منه الفنانون الذين يغنون أنواعا معينة من "العيوط" خاصة تلك التي يعتبرونها تحريضية وتقوي العاطفة الوطنية والدينية.مغنية القصور لم تتحمل الحمداوية المضايقات المستمرة التي تعرضت لها بسبب أغانيها، فحملت أوجاعها وهاجرت إلى باريس حيث تعرفت على ثلة من الفنانين المغاربة والعرب.وفي عاصمة الأنوار، أبدعت في أداء أغان جديدة ظلت علامات فارقة في مشوارها الفني، لكن المضايقات والاستجوابات لم تتوقف من طرف عناصر الأمن، فرجعت إلى المغرب بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى.بعد الاستقلال بدأت نجاحاتها تتوالى، فغنت في القصور الملكية في عهد 3 ملوك: الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني والملك محمد السادس، وغنت في حفلات الجنرال محمد أوفقير ورجال الدولة، كما شاركت في إحياء زفاف الملك محمد السادس و الأمير مولاي رشيد.كانت وقفتها على المسرح وهي تحمل الدف وترتدي القفطان المغربي الأنيق، تضفي على أدائها سحرا جعلها تحظى بإعجاب الجمهور واحترامه وتقديره.بصمة خاصة حافظت الحاجة الحمداوية على فن محكي شفوي، وتركت بصمتها المميزة فيه، فهي -كما يقول الباحث المختص في فن العيطة حسن نجمي للجزيرة نت- أعطت هذا التراث الموسيقي والشعري نفسا عصريا، ويضيف "كلمات أغانيها مأخوذة من معجم العيطة بتوزيع موسيقي عصري أي أنها أخضعت العيطة لمقتضيات التوزيع الموسيقي الأوركسترالي، مما جعل فنها سريع الانتشار ويلامس العمق والوجدان المغربي العام".ويوضح أن هذا التجديد لم يكن "تجديدا كاملا مبنيا على القطيعة مع أشكال الموسيقى التقليدية، بل بقي مرتبطا بالشكل التقليدي ولكن في الوقت ذاته فيه نفس مختلف ونوع من الاستيلاد والتطوير من الداخل".والعيطة بحسب نجمي -الذي يعد من أهم الباحثين في هذا التراث الغنائي المغربي- هي موسيقى تقليدية تعود من حيث الجذور للقرن 12 الميلادي خلال الفترة الموحدية عندما توافدت القبائل العربية للمغرب واستقرت فيه.ولغويا هي النداء والصراخ والبكاء، واصطلاحا هي تراث شعري غنائي موسيقي شفوي، وممارسة فنية عربية اللسان توارثتها وتناقلتها أجيال عن أجيال، ولا يعرف مؤلفها الشعري والموسيقي وإنما تقوم مثل كل تراث شفوي على مصدر مجهول.والعيطة، بحسب نجمي، هي جزء من التنوع الموسيقي التقليدي المغربي، إذ يوجد في المغرب حوالي 52 نوعا موسيقيا يتوزع إلى أنواع أمازيغية وعربية مثل الملحون وموسيقى الآلة والغناء الأمازيغي والغناء الشائع في المغرب الشرقي وغناء البحر وغناء الجبل وغناء الصحراء وغناء السهول وغيرها.قوة وضعف أن تكون المرأة مغنية أو شيخة في بداية القرن الـ20 في المغرب فهذا تحد كبير خاصة في المرحلة الاستعمارية حيث تدهورت صورة الشيخة بكيفية جارحة وألصقت بها سمعة سيئة.يقول حسن نجمي في كتابه "غناء العيطة.. الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية بالمغرب" إن الشيخة "تستمد قوة حضورها من الجماعة وفي نفس الآن تستمد من الجماعة ضعفها، إنها تصنع وتزرع الفرح في نفوس الأفراد والجماعات وتتلقى منهم في المقابل بكيفية مفارقة ما يخدش صورتها ويجرح كيانها الداخلي".وذلك لأن المجتمع، بحسب نجمي، يعيش حالة انفصام سيكولوجية بين الانشداد إلى التطهرية الزائفة أو نفاق المظهر الأخلاقي وزيف الوقار الاجتماعي من جهة، وتحقيق حاجاته الاجتماعية والثقافية والفنية من جهة أخرى، على حد قوله.في وقت كانت الخطوط الحمراء مرسومة للنساء، تاقت الحاجة الحمداوية للحرية وأصرت على ملاحقة حلمها، فتحدت محيطها المحافظ ونجحت في تحقيق الريادة في فن العيطة وأعادت لها مكانتها اللائقة ومجدها الضائع.صدحت بصوتها كلاما خالدا وعبرت عن هموم الناس ومعاناتهم وقضاياهم اليومية وغنت "منين أنا ومنين أنت"، "أنا حاضية البحر لا يرحل"، "مشا سيدي مول التاج وجا بنعرفة مول العكاز"، "آويلي الشيباني دابا يعفو يتوب"، كانت العيطة سلاحها لمقاومة الاستعمار زمن الخوف، وفي زمن الاستقلال كانت لحن فرح وبهجة.

المصدر : الجزيرة

عاشت الفنانة المغربية الحاجة الحمداوية حياة الفقر والترف، جالت مدن العالم لتنشر تراث فن العيطة، تقلبت في ظلام المخافر والسجون، وكانت ضيفة محبوبة لدى الأميرات والملوك.وبعد 7 عقود من الكلام الموزون، ركنت الحاجة الحمداوية (91 سنة) أيقونة العيطة المغربية، للصمت وأعلنت اعتزالها الفن قبل أن تغادرنا إلى دار البقاء.من المسرح للعيطةورثت الحاجة الحمداوية -واسمها الحقيقي الحجاجية الحمداوية- حب العيطة (وهي تراث شعري وموسيقي تقليدي) عن والدها الذي كان يعشق هذا الفن، وكان لا يدع مناسبة تمر دون الاحتفال بدعوة "الشيخات"، وهي فرقة غنائية نسائية تغني العيوط (جمع عيطة).بعد إنهاء زواجها في سن 19 عاما، دخلت الحجاجية عالم الفن من باب المسرح ضمن فرقة الفنان المغربي الشهير بوشعيب البيضاوي، ولم تكن تعلم وهي تؤدي أدوارها المسرحية أن طريقا آخر سينفتح أمامها وسيكون لها فيه الريادة ولن يفارقها عنه سوى وهن الجسد وضعفه.تحوّلت الحجاجية من المسرح إلى غناء العيطة بعدما لمس البيضاوي في صوتها بحة مميزة، وفي العيطة وجدت ذاتها وأبدعت وأتقنت حتى صارت أغانيها على كل لسان، وتركت بصمتها الخاصة على تراث مغربي عمره قرون.ضيفة على السجنكانت الحاجة الحمداوية ضيفة دائمة على مخافر الأمن الفرنسي في مرحلة الاستعمار، فبعد كل أغنية تغنيها يتم استدعاؤها واستنطاقها بشأن معاني كلمات الأغنية والمقصود منها والتلميحات التي وراءها.وحين غنت الحمداوية في الخمسينيات أغنية "آش جاب لينا حتى بليتينا آ الشيباني (العجوز)… آش جاب لينا حتى كويتينا آ الشيباني… فمو مهدوم (مكسور) فيه خدمة يوم"، لم تكن تعلم أن هذه الكلمات التي صارت على لسان جميع المغاربة ستصبح علامة فارقة في قدرها.فبسبب هذه الأغنية ذاقت مرارة السجن والتعذيب، إذ اتهمتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الدار البيضاء بلمز وذم "ابن عرفة" الذي نصبته سلطات الحماية الفرنسية سلطانا على المغرب بعد نفي السلطان الشرعي محمد الخامس.وكما تعرضت الحمداوية للاعتقال والتعنيف، تعرض عدد من فناني العيطة من جيلها للقمع والتضييق في تلك المرحلة، حيث كانت الفرق الغنائية التقليدية تتنقل بين المدن والقبائل بترخيص وإذن مختوم من الإدارة الاستعمارية، فكان يحرم منه الفنانون الذين يغنون أنواعا معينة من "العيوط" خاصة تلك التي يعتبرونها تحريضية وتقوي العاطفة الوطنية والدينية.مغنية القصور لم تتحمل الحمداوية المضايقات المستمرة التي تعرضت لها بسبب أغانيها، فحملت أوجاعها وهاجرت إلى باريس حيث تعرفت على ثلة من الفنانين المغاربة والعرب.وفي عاصمة الأنوار، أبدعت في أداء أغان جديدة ظلت علامات فارقة في مشوارها الفني، لكن المضايقات والاستجوابات لم تتوقف من طرف عناصر الأمن، فرجعت إلى المغرب بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى.بعد الاستقلال بدأت نجاحاتها تتوالى، فغنت في القصور الملكية في عهد 3 ملوك: الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني والملك محمد السادس، وغنت في حفلات الجنرال محمد أوفقير ورجال الدولة، كما شاركت في إحياء زفاف الملك محمد السادس و الأمير مولاي رشيد.كانت وقفتها على المسرح وهي تحمل الدف وترتدي القفطان المغربي الأنيق، تضفي على أدائها سحرا جعلها تحظى بإعجاب الجمهور واحترامه وتقديره.بصمة خاصة حافظت الحاجة الحمداوية على فن محكي شفوي، وتركت بصمتها المميزة فيه، فهي -كما يقول الباحث المختص في فن العيطة حسن نجمي للجزيرة نت- أعطت هذا التراث الموسيقي والشعري نفسا عصريا، ويضيف "كلمات أغانيها مأخوذة من معجم العيطة بتوزيع موسيقي عصري أي أنها أخضعت العيطة لمقتضيات التوزيع الموسيقي الأوركسترالي، مما جعل فنها سريع الانتشار ويلامس العمق والوجدان المغربي العام".ويوضح أن هذا التجديد لم يكن "تجديدا كاملا مبنيا على القطيعة مع أشكال الموسيقى التقليدية، بل بقي مرتبطا بالشكل التقليدي ولكن في الوقت ذاته فيه نفس مختلف ونوع من الاستيلاد والتطوير من الداخل".والعيطة بحسب نجمي -الذي يعد من أهم الباحثين في هذا التراث الغنائي المغربي- هي موسيقى تقليدية تعود من حيث الجذور للقرن 12 الميلادي خلال الفترة الموحدية عندما توافدت القبائل العربية للمغرب واستقرت فيه.ولغويا هي النداء والصراخ والبكاء، واصطلاحا هي تراث شعري غنائي موسيقي شفوي، وممارسة فنية عربية اللسان توارثتها وتناقلتها أجيال عن أجيال، ولا يعرف مؤلفها الشعري والموسيقي وإنما تقوم مثل كل تراث شفوي على مصدر مجهول.والعيطة، بحسب نجمي، هي جزء من التنوع الموسيقي التقليدي المغربي، إذ يوجد في المغرب حوالي 52 نوعا موسيقيا يتوزع إلى أنواع أمازيغية وعربية مثل الملحون وموسيقى الآلة والغناء الأمازيغي والغناء الشائع في المغرب الشرقي وغناء البحر وغناء الجبل وغناء الصحراء وغناء السهول وغيرها.قوة وضعف أن تكون المرأة مغنية أو شيخة في بداية القرن الـ20 في المغرب فهذا تحد كبير خاصة في المرحلة الاستعمارية حيث تدهورت صورة الشيخة بكيفية جارحة وألصقت بها سمعة سيئة.يقول حسن نجمي في كتابه "غناء العيطة.. الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية بالمغرب" إن الشيخة "تستمد قوة حضورها من الجماعة وفي نفس الآن تستمد من الجماعة ضعفها، إنها تصنع وتزرع الفرح في نفوس الأفراد والجماعات وتتلقى منهم في المقابل بكيفية مفارقة ما يخدش صورتها ويجرح كيانها الداخلي".وذلك لأن المجتمع، بحسب نجمي، يعيش حالة انفصام سيكولوجية بين الانشداد إلى التطهرية الزائفة أو نفاق المظهر الأخلاقي وزيف الوقار الاجتماعي من جهة، وتحقيق حاجاته الاجتماعية والثقافية والفنية من جهة أخرى، على حد قوله.في وقت كانت الخطوط الحمراء مرسومة للنساء، تاقت الحاجة الحمداوية للحرية وأصرت على ملاحقة حلمها، فتحدت محيطها المحافظ ونجحت في تحقيق الريادة في فن العيطة وأعادت لها مكانتها اللائقة ومجدها الضائع.صدحت بصوتها كلاما خالدا وعبرت عن هموم الناس ومعاناتهم وقضاياهم اليومية وغنت "منين أنا ومنين أنت"، "أنا حاضية البحر لا يرحل"، "مشا سيدي مول التاج وجا بنعرفة مول العكاز"، "آويلي الشيباني دابا يعفو يتوب"، كانت العيطة سلاحها لمقاومة الاستعمار زمن الخوف، وفي زمن الاستقلال كانت لحن فرح وبهجة.

المصدر : الجزيرة



اقرأ أيضاً
الكنيديري لـ كشـ24.. نحاول تحسين مستوى مهرجان الفنون الشعبية رغم هزالة الدعم
كشف محمد الكنيديري رئيس جمعية الاطلس الكبير ومدير مهرجان الفنون الشعبية، عن مجموعة من التوضيحات بشأن الاكراهات التي صارت تواجه المهرجان وتؤثر بشكل نسبي على تنظيمه، وكذا حول بعض ما أثير بشأن تنظيم دورته الاخيرة التي اختتمت امس الاثنين. وقال الكنيديري في لقاء خاص مع "كشـ24" ان المهرجان ورغم مكانته التاريخية كأحد أقدم وأعرق المهرجانات الفنية في المغرب، لا يزال يعاني من ضعف الدعم المؤسساتي، ما يهدد استمراريته ويطرح علامات استفهام حول مستقبل هذا التراث اللامادي الغني، الذي ظل لسنوات يحتفي بعبقرية التعبيرات الشعبية المغربية ويمنحها فضاءً للتألق أمام العالم. وعبر مدير المهرجان في تصريح خاص لجريدة "كشـ24"، عن استيائه من حجم الإهمال الذي بات يطوق المهرجان، مشيرًا إلى أن الجهود الكبيرة التي تُبذل سنويًا لتحسين مستوى التنظيم تصطدم بصخرة ضعف التمويل الرسمي، موضحًا أن وزارة الثقافة لا تخصص سوى 180 مليون سنتيم كمساهمة سنوية، وهو مبلغ لا يرقى لحجم وتاريخ المهرجان، ولا يغطي سوى جزء يسير من حاجياته اللوجستية والفنية. وبخصوص ما اثير حول طريقة ايواء الفنانين ومبيتهم في الفضاء المفتوح لثانوية ابن عباد، أضاف الكنيديري أن المهرجان يحتضن سنويًا أكثر من 300 فنان شعبي من مختلف ربوع المغرب، ويحظون برضى عام تجاه طريقة التنظيم، مشيرًا إلى أن إدارة المهرجان تراعي دائمًا خصوصية الفرق الشعبية، التي غالبًا ما تتكون من عائلات، وتفضل الإقامة في فضاءات جماعية مفتوحة تتيح التلاقي والتواصل بين مختلف الفرق، بدل التوزيع على غرف الفنادق المنفصلة. وفي هذا الصدد، كشف الكنيديري عن واقعة سابقة خصّصت فيها إدارة المهرجان فندقًا بالكامل لإيواء الفرق المشاركة، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الالتحاق به، ما تسبب في خسارة مالية ناهزت 100 ألف درهم، وهو ما دفع الإدارة إلى اعتماد مؤسسات عمومية بديلة مثل ثانوية بن عباد، التي جُهّزت قاعاتها بأسِرَّة جديدة، وتم تخصيص فضائها المفتوح للفنانين، استجابة لتطلعاتهم وخصوصياتهم الاجتماعية. واعتبر الكنيديري أن استمرار هذا المهرجان بات مهددًا، في ظل ما وصفه بـ"تلكؤ الوزارة الوصية، وتراجع اهتمام المؤسسات العمومية"، مؤكدًا أن مراكش، برمزيتها الثقافية والفنية، تستحق التفاتة حقيقية تحفظ ذاكرة الفنون الشعبية وتكرم صُنّاعها معبرا عن أمله في الرفع من حجم الدعم المخصص للمهرجان، وإعادة الاعتبار لإحدى أبرز المحطات الفنية الوطنية التي تزاوج بين الفرجة الشعبية، وصون التراث اللامادي المغربي المتنوع.
ثقافة-وفن

“لا أريد الموت فجأة أثناء العمل”.. مايكل دوغلاس يعلن توقفه عن التمثيل
أعلن النجم الأمريكي مايكل دوغلاس خلال مشاركته في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي بجمهورية التشيك عن نيته التوقف عن التمثيل بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لنحو ستة عقود. وأوضح دوغلاس، البالغ من العمر 80 عاما أنه ليس لديه "نوايا حقيقية" للعودة إلى التمثيل، قائلا: "لم أعمل منذ عام 2022 بشكل متعمد لأنني أدركت أنه يجب علي التوقف"، مشيرا إلى رغبته في الاستمتاع بوقت فراغه بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب. وجاء ذلك بعد قضائه فترة استرخاء مع ابنته كاريز (22 عاما) في جزيرة مينوركا الإسبانية. وأضاف الممثل الحائز على جائزتي أوسكار بحسب مجلة "فارايتي": "لا أريد أن أكون من أولئك الممثلين الذين يموتون فجأة أثناء العمل في موقع التصوير"، معبرا عن رضاه عن قراره بالابتعاد عن الأضواء. إلا أنه استدرك قائلا إنه لا يعتبر نفسه متقاعدا رسميا، حيث إنه قد يعود للتمثيل إذا ما عرض عليه دور استثنائي يستحق العناء. وعن حياته الحالية، أبدى دوغلاس سعادته بأداء دور الزوج المخلص لزوجته النجمة كاثرين زيتا جونز التي ارتبط بها قبل 25 عاما، حيث قال بمزحة: "أنا سعيد الآن بأداء دور الزوج في إطار الحفاظ على زواج ناجح". ويذكر أن دوغلاس اشتهر عالميا بأدائه البارز لدور المالي الجشع جوردون جيكو في فيلم "وول ستريت" (1987) الذي نال عنه جائزة الأوسكار. وعلى الرغم من اعتزاله التمثيل تقريبا، إلا أن دوغلاس كشف عن عمله حاليا على فيلم مستقل صغير يحاول تطوير سيناريو جيد له، مؤكداً أنه لا يوجد أي مشاريع أخرى في هوليوود تستهويه حاليا. وجاءت مشاركته في المهرجان التشيكي لتقديم النسخة المرممة من فيلم One Flew Over the Cuckoo's Nest (أحدهم طار فوق عش الوقواق) في عام 1975 للمخرج الراحل ميلوش فورمان، والذي مثل فيه جاك نيكلسون دور البطولة. وقد فاجأه منظمو المهرجان خلال الحفل بمنحه جائزة "الكرة البلورية" تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة. وكان دوغلاس قد صرح لموقع "ديدلاين" في مايو الماضي عن استمتاعه بفترة الراحة هذه، حيث يركز على حياته الشخصية إلى جانب عمله في مجال إنتاج الأفلام من خلال شركته المستقلة Further Films التي أسسها عام 1997. وأعرب عن ارتياحه للابتعاد عن ضغوط التمثيل مع إدارته لشركة الإنتاج، قائلا: "إذا ظهر عرض جيد حقا فقد أعود، لكنني لا أشعر برغبة ملحة لذلك". وأكد استمراره في العمل كمنتج، معربا عن حبه لجمع المواهب الفنية معا. من جهة أخرى، يستعد ابنه ديلان (24 عاما) لبدء مسيرته التمثيلية عبر فيلم الإثارة القادم I Will Come to You، وفقا لتقرير نشرته مجلة "فارايتي" في مارس الماضي.
ثقافة-وفن

بعائدات تفوق المليار درهم.. المغرب يعزز مكانته كمنصة عالمية لتصوير الأفلام
يواصل المغرب تثبيت حضوره في خارطة الإنتاجات السينمائية العالمية، بفضل مؤهلاته الطبيعية المتنوعة، وبنياته التحتية المتطورة، وكفاءاته البشرية المتخصصة في مختلف فروع الصناعة السينمائية. وقد تحوّلت المملكة، خلال السنوات الأخيرة، إلى منصة تصوير مفضلة لكبريات شركات الإنتاج الأجنبية. وحسب معطيات حديثة صادرة عن المركز السينمائي المغربي، فقد عرفت عائدات تصوير الأعمال السينمائية الأجنبية بالمغرب خلال سنة 2024 ارتفاعًا ملحوظًا، بلغت قيمته حوالي مليار و198 مليون و863 ألف درهم، مقابل مليار و109 ملايين و800 ألف درهم سنة 2023، أي بزيادة تفوق 89 مليون درهم. هذا التطور يعكس تزايد ثقة المستثمرين في البيئة السينمائية المغربية، التي استطاعت جذب عدد من الإنتاجات الكبرى، كان أبرزها السلسلة البريطانية "Atomic" باستثمار ضخم ناهز 180.9 مليون درهم، متبوعة بالفيلم الألماني "Convoy" بـ150.1 مليون درهم، ثم الفيلم "The New Eve" بميزانية بلغت 140 مليون درهم. وضمن نفس التصنيف، برز الفيلم الإنجليزي "Lords Of War" باستثمار قدره 100 مليون درهم، والفيلم الفرنسي "13 Jours 13 Nuits" بـ83.6 مليون درهم، بالإضافة إلى أعمال أخرى لافتة مثل "Le Livre du Désert" و**"Les Damnés de la Terre"، بميزانيات ناهزت على التوالي 37 و35 مليون درهم**. في المقابل، شهدت القاعات السينمائية بالمملكة خلال سنة 2024 انتعاشة ملحوظة سواء من حيث عدد المرتادين أو المداخيل، مدفوعة بتنوع البرمجة، وارتفاع عدد الأفلام المعروضة، خاصة تلك المنتجة محليًا. وقد بلغت إيرادات أكثر 30 فيلمًا تحقيقًا للعائدات نحو 96 مليون و226 ألف درهم، مقارنة بـ63 مليون و193 ألف درهم في سنة 2023، أي بزيادة تُقدّر بـ33 مليون درهم، وفق تقرير المركز السينمائي المغربي. وفي إنجاز يُحسب لصناعة السينما الوطنية، تمكنت سبعة أفلام مغربية من التربع على قائمة أكثر الأفلام دخلاً، متفوقة على إنتاجات أمريكية وعالمية. وتصدر القائمة فيلم "أنا ماشي أنا" للمخرج هشام الجباري، الذي حصد 13.4 مليون درهم، يليه "زعزوع" بـ7.5 ملايين درهم، و**"على الهامش"** بـ7.4 ملايين درهم. واستمر حضور الكوميديا المغربية بقوة، من خلال أفلام مثل "قلب 6/9" بـ7.3 ملايين درهم، و**"البطل"** بـ5.9 ملايين درهم، و**"لي وقع في مراكش يبقى فمراكش"** بـ5.7 ملايين درهم، إلى جانب "حادة وكريمو" بـ4.1 ملايين درهم. أما بالنسبة للإنتاجات العالمية، فقد جاء فيلم "Gladiator 2" في المرتبة الثامنة بـ4.2 ملايين درهم، يليه "Vice-Versa" بـ3.8 ملايين درهم، ثم "Deadpool & Wolverine Awan" بـ3.7 ملايين درهم. هذا الأداء المتميز يعكس الحيوية التي تعرفها الصناعة السينمائية بالمغرب، والتي باتت تجمع بين استقطاب المشاريع الأجنبية الكبرى ودعم الإنتاج الوطني، في مسار يُعزز مكانة المملكة كمنصة دولية واعدة لصناعة الفن السابع.
ثقافة-وفن

جازابلانكا: أمسية مبهرة لـ “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”
تميزت الأمسية الثالثة من الدورة الثامنة عشر لمهرجان جازابلانكا، أمس السبت بالدار البيضاء، ببرمجة انتقائية من خلال أداء مبهر لكل من “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”، وهم فنانون مشهورون عالميا من مشاهد موسيقية مختلفة. وعلى منصة “كازا أنفا”، أبهرت فرقة “كارافان بالاس” الفرنسية، وهي نموذج بارز لموسيقى الإلكترو-سوينغ، الجمهور بأداء قوي يمزج بين موسيقى الجاز الغجرية والسوينغ والموسيقى الإلكترونية، بمناسبة حضورها لأول مرة إلى المغرب. وأشاد شارل دولابورت، العازف على آلة الكونترباص في الفرقة، بالأجواء الفريدة للمهرجان، فضلا عن العمل المتميز للفرق التقنية التي تمت تعبئتها طيلة فترة التظاهرة. وعبّرت الفرقة عن رغبتها في العودة للعزف في المغرب، منوهة بالاستقبال الحار الذي حظيت به من طرف جمهور الدار البيضاء، وعزمها نسج روابط دائمة مع المشهد الموسيقي المحلي. وفي وقت سابق من الأمسية، نقلت عازفة الساكسفون البريطانية نوبيا غارسيا جمهور “منصة 21″، إلى عالم معبر ومشبع في الآن ذاته بالتنوع الموسيقي. من خلال عناوين مثل “Solstice” و “We Walk in Gold” و “Odyssey”، شارك الموسيقية رؤية معاصرة لموسيقى الجاز، تم إغناؤها بأصوات R & B الكلاسيكية و broken beat. واختتمت الأمسية بأداء لفرقة “بلاك آيد بيز” الأمريكية، التي قدمت أشهر قطعها الموسيقية أمام جمهور متحمس. ومن خلال بيعها لأزيد من 35 مليون ألبوم و120 مليون أغنية فردية، تركت الفرقة الكاليفورنية بصمتها في هذه النسخة، مؤكدة على مكانتها الكبيرة في المشهد الموسيقي العالمي. وقامت الفرقة بأداء، على الخصوص، Rock That Body و I Gotta Feeling and Pump It. وبالموازاة مع ذلك، احتضنت منصة “نفس جديد” بحديقة جامعة الدول العربية، الموسيقي مهدي قاموم، الملقب بـ MediCament، الذي قدم أداء جديدا للتقاليد الكناوية والأمازيغية، من خلال آلة “غنبري” ثلاثية الأوتار، في اندماج فريد يمزج بين موسيقى الجاز والفانك والموسيقى العالمية. ويواصل مهرجان “جازابلانكا”، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 12 يوليوز الجاري، التزامه بتقديم تجربة متكاملة للجمهور، والتي تشكل ميزة أساسية من هويته.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة