مجتمع

عندما تتعرَّض الصماء والبكماء إلى الاغتصاب في المغرب


كشـ24 نشر في: 16 أبريل 2018

الساعة تشير إلى حوالي العاشرة ليلاً، حنان تتجول قرب منزل شقيقتها في الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء كبرى مدن المغرب، الجو كان هادئاً وروحانياً كباقي أيام شهر رمضان والشوارع خالية في توقيت صلاة التراويح. في حديقة صغيرة مجاورة كان مثل ذئب مفترس ينتظر الوقت المناسب للانقضاض على فريسته، التي لم تكن سوى حنان.لم تتخيل أن تعيش أسوأ ليلة في حياتها، كما تحاول أن تشرح لنا بإشاراتها وملامحها الحزينة فقد ولدت صماء بكماء، لكن بجسد مثير التفاصيل ووجه ملائكي. اغتصابها نتج عنه حمل بتوأم رغم أنها لم تتعد بعد العشرين من العمر، حنان ليست الصماء البكماء الوحيدة التي تعرضت إلى التحرش الجنسي والاغتصاب، إذ ارتفع عدد ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين ومن مختلف الأعمار، الذين يعترضون إلى العنف الجنسي بجميع أشكاله، في ظل غياب قوانين خاصة بهم ومطالب من الجمعيات بإجراءات تحميهم.استدرجها بدهاء"استغل إعاقتي، وعلى الرغم من توسلاتي وصراخي، إلا أنه أصر على اغتصابي بكل وحشية"، بهذه العبارات تحكي لنا حنان، حادث اغتصابها. في البداية، رفضت الحديث عن موضوع اغتصابها، وحين وافقت بعد إلحاح، أصرت على عدم نشر صورتها ولا بيانتها الشخصية، خوفاً من الفضيحة والعار الذي يطلقه أفراد المجتمع المغربي على ضحايا الاغتصاب.الشابة العشرينية، لا تنتمي إلى مدينة الدار البيضاء، المدينة الأكبر بالمغرب والأكثر ضجيجاً، تنحدر من منطقة جبلية بشمال المغرب، حطت الرحال في بيت شقيقتها الكبرى التي تكفلت بها، بحكم أن حنان يتيمة وتعاني من إعاقة غير مرئية. وصف "الذئب" الذي تطلق شقيقتها على المغتصب، لم يكون سوى بائع الفواكه على عربة بالقرب من المنزل. أعجب بقوام حنان المتناسق، وملامحها الجميلة، فحين تنظر إليها أول مرة لن يتبادر لذهنك أن الفتاة تعاني أي إعاقة، لم يتردد في التعبير عن إعجابه عبر التحرش بها لفظياً، هي لم تكن تسمع ما يقوله، لهذا لم تكن يصدر منها أي رد فعل، ويبدو أن هذا ما شجعه أكثر للتقرب منها.يوماً بعد يوم تقرب منها عبر تقديم مساعدات لها، مثل الدفاع عنها خصوصاً من تحرش شباب الحي الطامعين في جسدها، إلى أن وثقت به تماماً، ومع مرور أسابيع وأشهر، أخبرها بأنه يرغب في اصطحابها في نزهة قرب المنزل بعد صلاة تراويح. لم تتردد حنان في قبول دعوته خصوصاً وأنه نجح في التقرب إليها بطريقته، لكنها لم تتخيل أبداً أن يتحول الرجل الشهم إلى ذئب مفترس، لأنه وبعد وصولها إلى الحديقة المجاورة للمنزل، عنفها واغتصبها بكل وحشية، ونتج عن هذا الاغتصاب افتضاض بكارة وحمل بتوأم أمام صدمة الأهل.حنان عينة من ذوات الاحتياجات الخاصة في المجتمع المغربي اللاتي يتعرضن للتحرش والاغتصاب، وما يزيد من معاناتهن كونهن يعانين من إعاقة الصم والبكم؛ فحنان لا تستطيع أن تحكي تفاصيل ما حدث لها للدفاع عن نفسها وهذا ما يزيد الوضع سوء. المغتصب زعم أن حنان ليست قاصراً وأنها كانت على علاقة جنسية به، لكن بعد تحقيقات وإصرار شقيقة حنان على المطالبة بحق أختها، تبين أن الرجل كاذب وأنه استغل إعاقة حنان واغتصبها بوحشية، وتم زجه في السجن لسبع سنوات. أما حنان فلم تستطيع الإجهاض. هي الآن أما لطفلين يستطيعان الحديث والسماع، تتكفل بهما شقيقتها.على الدولة أن تتحمل مسؤوليتهاحنان ليست الوحيدة التي تعرضت إلى التحرش الجنسي والاغتصاب، ثمة العديد من النسوة والأطفال خصوصاً الذين يعترضون إلى العنف بجميع أشكاله، كما يحكي كمال مجول، خبير قضائي محلف ومترجم لغة الإشارة ورئيس جمعية منى للصم والبكم بالدار البيضاء. هذه الفئة الهشة عرضة للاغتصاب والتحرش والعنف بجميع أشكاله بسبب إعاقتهم؛ فالمرأة الصماء أو البكماء لن تستطيع سماع المتحرش، وبالتالي لن تقوم بأي رد فعل، إلا في حالة واحدة، عندما يقوم المتحرش بلمسها في أعضائها الحميمية، وهنا ستدافع الفتاة عن نفسها بالفطرة، أو يمكن أن تنساق له ومن ثم يستدرجها لعلاقة جنسية مستغلاً إعاقتها.ولتفادي ذلك، تبقى التوعية مهمة في هذه الحالة، لكن وفقاً لكمال مجول فإنه على المستوى الرسمي، ثمة غياب شبه كلي للحملات التوعوية عبر وصلات إعلانية تعتمدها قطاعات حكومية فيما يخص هذه الفئة التي يفوق عددها 100 ألف حسب أرقام رسمية، وتغيب لغة الإشارة في كل الحملات التي تخص المعاقين. زكار مريم، معلمة ومربية في مدرسة منى للصم والبكم بالدار البيضاء، في فصلها كانت تدرب محموعة من الفتيات اللواتي يعانين من إعاقة الصم والبكم على كيفية التصرف خلال التحرش وحماية أنفسهن من ذلك، عبر تقديم أمثلة وتشخيص الوضعيات.تقنيات ضد التحرشتحاول من خلال مهنتها توعية وتحسيس هؤلاء الفتيات من خلال نماذج تطبيقية، "نحاول هنا داخل المؤسسة توعيتهن من خطورة التحرش الجنسي وكيفية التصرف عندما يقعن ضحية التحرش بهن". لكن كما تقول مريم هذه الفئة محظوظة لأنهن يتعلمن لغة الإشارة داخل مؤسسة تعليمية، لكن ثمة فتيات يعانين من نفس الإعاقة لكنهن حرمن من حقهن في التدريس. كما أنه ثمة بعض الأمهات يفضلن عدم تمدرس طفلاتهن المصابات بإعاقة الصم والبكم خوفاً من استغلالهن جنسياً من طرف البعض.خوف الأمهات له ما يبرره. عندما يتعرض هؤلاء للاعتداء، يواجهون صعوبات لا حصر لها في إثبات حقهم، أولها إيصال صوتهم للشرطة القضائية التي في الغالب لا تحسن التصرف معهم، يعلق على هذا الأمر كمال مجول، وهو خبير قضائي محلف لدى المحكمة. الجمعيات التي تدافع عن حقوق الأطفال ومن بينها جمعية "ماتقيش أولادي" التي مقرها العاصمة الرباط، سجلت نفسها كطرف مدني في العديد من القضايا التي تعرض فيها صم وبكم لأفعال إجرامية، خاصة تلك التي هزت الرأي العام المغربي. من بين تلك القضايا الأب الذي اغتصب في مدينة سلا (جوار العاصمة الرباط) ثلاثة من أبنائه المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و7 سنوات، فقد تعرضوا لاعتداء جنسي متكرر، مما تسبب لهم في معاناة نفسية خطيرة، كما قالت الأم في محضر الشرطة.الفتاتان تعانيان الصمم والبكم، والزوج استغل صمم وبكم ابنتيه وعدم قدرتهما على إخبار الأم بما تتعرضان له، كما هو حال الابن البالغ من العمر 5 سنوات الذي يعاني بدوره من التوحد. عناصر الشرطة القضائية ليسوا على دراية بلغة الإشارة، لهذا عندما تلجأ إليهم الضحية، لا يحسنون سماع صوتها، وبالتالي "يجب عليهم تحمل مسؤوليتهم واتصالهم بخبراء يترجمون لغة الإشارة لسماع هؤلاء الضحايا وحمايتهم وإنصافهم أيضاً" يصرح لـ"عربي بوست" خبير قضائي محلف.ونادراً ما تلجأ الشرطة إلى الاتصال بمحلفين لدى المحكمة والذين يقومون بترجمة لغة الإشارة، خاصة وأن عدد الخبراء على صعيد جهة الدار البيضاء التي تضم أكثر من 5 ملايين ساكن يبلغ فقط 6.. و"هذا قليل جداً"، يضيف الخبير وهو يهز كتفيه في إشارة الاستسلام. طفلا حنان التوأمان كانا يلعبان في أركان الشقة، طبيعيين يتكلمان ويسمعان، وأمهما تراقبهما في صمت ومع أدنى حركة أو كلمة منهما تتحرك لحمايتهما.. كانت طفلة بدورها حينما حملت بهما وأنجبتهما، أختها تتحسر عليها، وتعتبر أن المرأة التي تعاني من إعاقة الصمم والبكم مضطهدة في وطنها، فهي عرضة لاستغلال من جميع أنواعه، و"يجب على الدولة أن تضع نقطاً على الحروف لحماية هؤلاء النسوة". 

عربي بوست

الساعة تشير إلى حوالي العاشرة ليلاً، حنان تتجول قرب منزل شقيقتها في الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء كبرى مدن المغرب، الجو كان هادئاً وروحانياً كباقي أيام شهر رمضان والشوارع خالية في توقيت صلاة التراويح. في حديقة صغيرة مجاورة كان مثل ذئب مفترس ينتظر الوقت المناسب للانقضاض على فريسته، التي لم تكن سوى حنان.لم تتخيل أن تعيش أسوأ ليلة في حياتها، كما تحاول أن تشرح لنا بإشاراتها وملامحها الحزينة فقد ولدت صماء بكماء، لكن بجسد مثير التفاصيل ووجه ملائكي. اغتصابها نتج عنه حمل بتوأم رغم أنها لم تتعد بعد العشرين من العمر، حنان ليست الصماء البكماء الوحيدة التي تعرضت إلى التحرش الجنسي والاغتصاب، إذ ارتفع عدد ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين ومن مختلف الأعمار، الذين يعترضون إلى العنف الجنسي بجميع أشكاله، في ظل غياب قوانين خاصة بهم ومطالب من الجمعيات بإجراءات تحميهم.استدرجها بدهاء"استغل إعاقتي، وعلى الرغم من توسلاتي وصراخي، إلا أنه أصر على اغتصابي بكل وحشية"، بهذه العبارات تحكي لنا حنان، حادث اغتصابها. في البداية، رفضت الحديث عن موضوع اغتصابها، وحين وافقت بعد إلحاح، أصرت على عدم نشر صورتها ولا بيانتها الشخصية، خوفاً من الفضيحة والعار الذي يطلقه أفراد المجتمع المغربي على ضحايا الاغتصاب.الشابة العشرينية، لا تنتمي إلى مدينة الدار البيضاء، المدينة الأكبر بالمغرب والأكثر ضجيجاً، تنحدر من منطقة جبلية بشمال المغرب، حطت الرحال في بيت شقيقتها الكبرى التي تكفلت بها، بحكم أن حنان يتيمة وتعاني من إعاقة غير مرئية. وصف "الذئب" الذي تطلق شقيقتها على المغتصب، لم يكون سوى بائع الفواكه على عربة بالقرب من المنزل. أعجب بقوام حنان المتناسق، وملامحها الجميلة، فحين تنظر إليها أول مرة لن يتبادر لذهنك أن الفتاة تعاني أي إعاقة، لم يتردد في التعبير عن إعجابه عبر التحرش بها لفظياً، هي لم تكن تسمع ما يقوله، لهذا لم تكن يصدر منها أي رد فعل، ويبدو أن هذا ما شجعه أكثر للتقرب منها.يوماً بعد يوم تقرب منها عبر تقديم مساعدات لها، مثل الدفاع عنها خصوصاً من تحرش شباب الحي الطامعين في جسدها، إلى أن وثقت به تماماً، ومع مرور أسابيع وأشهر، أخبرها بأنه يرغب في اصطحابها في نزهة قرب المنزل بعد صلاة تراويح. لم تتردد حنان في قبول دعوته خصوصاً وأنه نجح في التقرب إليها بطريقته، لكنها لم تتخيل أبداً أن يتحول الرجل الشهم إلى ذئب مفترس، لأنه وبعد وصولها إلى الحديقة المجاورة للمنزل، عنفها واغتصبها بكل وحشية، ونتج عن هذا الاغتصاب افتضاض بكارة وحمل بتوأم أمام صدمة الأهل.حنان عينة من ذوات الاحتياجات الخاصة في المجتمع المغربي اللاتي يتعرضن للتحرش والاغتصاب، وما يزيد من معاناتهن كونهن يعانين من إعاقة الصم والبكم؛ فحنان لا تستطيع أن تحكي تفاصيل ما حدث لها للدفاع عن نفسها وهذا ما يزيد الوضع سوء. المغتصب زعم أن حنان ليست قاصراً وأنها كانت على علاقة جنسية به، لكن بعد تحقيقات وإصرار شقيقة حنان على المطالبة بحق أختها، تبين أن الرجل كاذب وأنه استغل إعاقة حنان واغتصبها بوحشية، وتم زجه في السجن لسبع سنوات. أما حنان فلم تستطيع الإجهاض. هي الآن أما لطفلين يستطيعان الحديث والسماع، تتكفل بهما شقيقتها.على الدولة أن تتحمل مسؤوليتهاحنان ليست الوحيدة التي تعرضت إلى التحرش الجنسي والاغتصاب، ثمة العديد من النسوة والأطفال خصوصاً الذين يعترضون إلى العنف بجميع أشكاله، كما يحكي كمال مجول، خبير قضائي محلف ومترجم لغة الإشارة ورئيس جمعية منى للصم والبكم بالدار البيضاء. هذه الفئة الهشة عرضة للاغتصاب والتحرش والعنف بجميع أشكاله بسبب إعاقتهم؛ فالمرأة الصماء أو البكماء لن تستطيع سماع المتحرش، وبالتالي لن تقوم بأي رد فعل، إلا في حالة واحدة، عندما يقوم المتحرش بلمسها في أعضائها الحميمية، وهنا ستدافع الفتاة عن نفسها بالفطرة، أو يمكن أن تنساق له ومن ثم يستدرجها لعلاقة جنسية مستغلاً إعاقتها.ولتفادي ذلك، تبقى التوعية مهمة في هذه الحالة، لكن وفقاً لكمال مجول فإنه على المستوى الرسمي، ثمة غياب شبه كلي للحملات التوعوية عبر وصلات إعلانية تعتمدها قطاعات حكومية فيما يخص هذه الفئة التي يفوق عددها 100 ألف حسب أرقام رسمية، وتغيب لغة الإشارة في كل الحملات التي تخص المعاقين. زكار مريم، معلمة ومربية في مدرسة منى للصم والبكم بالدار البيضاء، في فصلها كانت تدرب محموعة من الفتيات اللواتي يعانين من إعاقة الصم والبكم على كيفية التصرف خلال التحرش وحماية أنفسهن من ذلك، عبر تقديم أمثلة وتشخيص الوضعيات.تقنيات ضد التحرشتحاول من خلال مهنتها توعية وتحسيس هؤلاء الفتيات من خلال نماذج تطبيقية، "نحاول هنا داخل المؤسسة توعيتهن من خطورة التحرش الجنسي وكيفية التصرف عندما يقعن ضحية التحرش بهن". لكن كما تقول مريم هذه الفئة محظوظة لأنهن يتعلمن لغة الإشارة داخل مؤسسة تعليمية، لكن ثمة فتيات يعانين من نفس الإعاقة لكنهن حرمن من حقهن في التدريس. كما أنه ثمة بعض الأمهات يفضلن عدم تمدرس طفلاتهن المصابات بإعاقة الصم والبكم خوفاً من استغلالهن جنسياً من طرف البعض.خوف الأمهات له ما يبرره. عندما يتعرض هؤلاء للاعتداء، يواجهون صعوبات لا حصر لها في إثبات حقهم، أولها إيصال صوتهم للشرطة القضائية التي في الغالب لا تحسن التصرف معهم، يعلق على هذا الأمر كمال مجول، وهو خبير قضائي محلف لدى المحكمة. الجمعيات التي تدافع عن حقوق الأطفال ومن بينها جمعية "ماتقيش أولادي" التي مقرها العاصمة الرباط، سجلت نفسها كطرف مدني في العديد من القضايا التي تعرض فيها صم وبكم لأفعال إجرامية، خاصة تلك التي هزت الرأي العام المغربي. من بين تلك القضايا الأب الذي اغتصب في مدينة سلا (جوار العاصمة الرباط) ثلاثة من أبنائه المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و7 سنوات، فقد تعرضوا لاعتداء جنسي متكرر، مما تسبب لهم في معاناة نفسية خطيرة، كما قالت الأم في محضر الشرطة.الفتاتان تعانيان الصمم والبكم، والزوج استغل صمم وبكم ابنتيه وعدم قدرتهما على إخبار الأم بما تتعرضان له، كما هو حال الابن البالغ من العمر 5 سنوات الذي يعاني بدوره من التوحد. عناصر الشرطة القضائية ليسوا على دراية بلغة الإشارة، لهذا عندما تلجأ إليهم الضحية، لا يحسنون سماع صوتها، وبالتالي "يجب عليهم تحمل مسؤوليتهم واتصالهم بخبراء يترجمون لغة الإشارة لسماع هؤلاء الضحايا وحمايتهم وإنصافهم أيضاً" يصرح لـ"عربي بوست" خبير قضائي محلف.ونادراً ما تلجأ الشرطة إلى الاتصال بمحلفين لدى المحكمة والذين يقومون بترجمة لغة الإشارة، خاصة وأن عدد الخبراء على صعيد جهة الدار البيضاء التي تضم أكثر من 5 ملايين ساكن يبلغ فقط 6.. و"هذا قليل جداً"، يضيف الخبير وهو يهز كتفيه في إشارة الاستسلام. طفلا حنان التوأمان كانا يلعبان في أركان الشقة، طبيعيين يتكلمان ويسمعان، وأمهما تراقبهما في صمت ومع أدنى حركة أو كلمة منهما تتحرك لحمايتهما.. كانت طفلة بدورها حينما حملت بهما وأنجبتهما، أختها تتحسر عليها، وتعتبر أن المرأة التي تعاني من إعاقة الصمم والبكم مضطهدة في وطنها، فهي عرضة لاستغلال من جميع أنواعه، و"يجب على الدولة أن تضع نقطاً على الحروف لحماية هؤلاء النسوة". 

عربي بوست



اقرأ أيضاً
البلاوي في مؤتمر للمحامين: تجند قضاة النيابة العامة من أجل تكريس حقوق الدفاع وصيانة كرامتها
أكد هشام البلاوي، رئيس رئاسة النيابة العامة، في كلمة له اليوم الخميس، بمناسبة حضوره لفعاليات افتتاح الدورة الـ32 لمؤتمر جمعية هيئات المحامين، بطنجة، تجند قضاة النيابة العامة في إطار الصلاحيات المخولة لهم قانونا، من أجل تكريس حقوق الدفاع وصيانة كرامتها وحماية الممارسة المهنية وذلك إيمانا بمساهمتها الفعالة في تحقيق العدالة. وقال البلاوي إن المحاماة تعتبر أحد جناحي العدالة إلى جانب  القضاء. وذكر بأن الدورة الحالية تعتبر لحظة مهمة تستدعي التوقف عندها للاقتداء بنماذج خيرة من النقباء والمحامين الأفذاذ الذين ساهموا في تأسيس هذه الهيئة وتجسيد حضورها الوازن طيلة عقود. وذكر بأن استحضار هذه اللحظات التاريخية يعد محطة مهمة لربط الماضي بالحاضر من أجل السير قدما في طريق الرقي بمنظومة العدالة ببلادنا، يكون فيها لأسرة الدفاع دور أساسي من أجل كسب التحديات الراهنة في ظل التحولات المتسارعة التي تفرضها العولمة الاقتصادية بتجلياتها المختلفة في ظل ما أصبحت تطرحه الطفرات التكنولوجية المتسارعة من إكراهات بسبب الاستعمال المتزايد للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
مجتمع

مدينة تغلق أبوابها قبل سقوط الظلام..هل سيتم اعتماد مقاربة جديدة لإنقاذ فاس العتيقة؟
دعت فعاليات محلية بفاس العتيقة إلى اعتماد مقاربة جديدة وشاملة من أجل إعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى فاس العتيقة. وقال هؤلاء إن عددا من المحلات والورشات التي تصنع خصوصيات فاس العتيقة تضطر لإغلاق أبوابها في وقت مبكر، لاعتبارات مرتبطة بنقص واضح في الإنارة العمومية في أزقة وأحياء المدينة، لكن أساسا بسبب أزمة حادة يعانيها قطاع النقل الحضري. ويجد السياح الذين يقصدون أزقة فاس العتيقة أنفسهم في المساء أمام مدينة مغلقة، بينما في المدن الأخرى تفتح المحلات أبوابها إلى أوقات متأخرة، ومنها محلات توصل الليل بالنهار لتقديم الخدمات للزوار. وتزخر هذه المدن الناجحة سياحيا في التنشيط الثقافي.   وتحتاج فاس العتيقة إلى تدابير حازمة لتنقيتها من الأزبال والنفايات التي تتراكم في بعض الدروب، ما يقدم صورة سلبية عليها، خاصة وأن السياح أصبحت لهم متطلبات كثيرة، تطلعات أكبر، وجلهم يستعينون بهواتفهم النقالة لتوثيق المشاهد المسرة، والمشاهد التي تخدش صورة المدينة. ويحتاج قطاع الإرشاد السياحي بدوره إلى مراجعات، حيث يورد عدد من الفاعلين بأن القطاع يعاني من انتشار المتطفلين والذين يسيؤون إلى المهنة، لكنهم أيضا يحرمون فئات واسعة من الحرفيين والصناع التقليديين من زيارات السياح، حيث إن هؤلاء المتطفلين يقومون بتحويل أفواج السياح عن هذه المحلات، صوب محلات معروفة تبيع بأثمنة مرتفعة. ودعا مهنيون، في هذا الإطار، إلى تسقيف الأثمنة المصنوعات التقليدية للمساعدة على وقف هذه العمليات الاحتكارية. كما طالبوا باتخاذ تدابير استعجالية لإنقاذ عشرات الحرفيين الذين يواجهون الكساد، خاصة في مجمع للايدونة، والذي يواجه فيه الحرفيون قرارات إفراغ بسبب تراكم مبالغ مالية عبارة عن فواتير الكراء  لفائدة وكالة إنقاد فاس.
مجتمع

كانت في طريقها إلى المغرب.. استرجاع 25 سيارة بقيمة مليوني يورو بإسبانيا
تمكنت عناصر الشرطة الإسبانية من استعادة 25 سيارة مسروقة من الطراز الفاخر تقدر قيمتها بحوالي مليوني يورو في مقاطعة ملقة. وكانت هذه السيارات في طريقها إلى المغرب كجزء من نشاط منظمة إجرامية متخصصة. وأسفرت العملية الأمنية عن توقيف عدد من المشتبه فيهم واسترجاع العشرات من المركبات المسروقة داخل مستودعات سرية تقع بإحدى المناطق الصناعية قرب مدينة ملقا، حيث كانت العصابة تقوم بإعدادها للنقل نحو الجنوب الإسباني في أفق شحنها عبر البحر إلى التراب المغربي. ةبدأت التحقيقات في يناير 2024 عندما اكتشف الضباط زيادة غير عادية في سرقة المركبات الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي في مقاطعة مالقة. وكشفت تحقيقات المحققين أن منظمة إجرامية تقف وراء السرقات. التحقيقات كشفت أن الشبكة كانت تعتمد وسائل تقنية متطورة لتعطيل أنظمة التتبع GPS، وتزوير وثائق السيارات من أجل تمريرها بسلاسة عبر نقاط التفتيش الحدودية، ما يؤكد درجة التنظيم والاحترافية التي كانت تميز عملياتها الإجرامية.
مجتمع

تسريب 70 مراسلة قضائية يرسل شخصين وراء القضبان
أصدرت الغرفة الجنائية الابتدائية بقصر العدالة بالرباط، أول أمس، أحكاماً بالسجن بلغ مجموعها 10 سنوات نافذة، ضد شخصين أدينا بتسريب 70 مراسلة قضائية، تم تبادلها بين الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية بالرباط وعدد من المؤسسات القضائية والرسمية، من ضمنها السلطة القضائية، رئاسة النيابة العامة، وزارة العدل، ومؤسسات دستورية أخرى. وتوبع في القضية كل من رئيس "الهيأة الوطنية لتقييم تدبير الشأن المحلي ومحاربة الفساد" ورئيس الاتحاد الوطني لمقاولات المغرب، الذي أدين بـ6 سنوات سجناً نافذاً، وموظفة سابقة كانت تشتغل كاتبة خاصة للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية، وتعمل حالياً كمنتدبة قضائية ملحقة بهيأة حماية المعطيات الشخصية، وحُكم عليها بـ4 سنوات حبسا نافذاً. ووفق ما أوردته يومية "الصباح"، فإن المدان الرئيسي في القضية حاول كسب تعاطف المحكمة بادعائه تعرضه لـ"تجاوزات جسدية" خلال البحث التمهيدي، لكنه لم يقدم أي دلائل تثبت ادعاءاته، وهو ما جعل المحكمة تستبعد تلك المزاعم وتناقش الملف في جوهره، قبل أن تصدر حكمها بعد المداولة. وخلصت المحكمة إلى أن الموظفة ارتكبت جرائم تتعلق بالتزوير في محررات عمومية وعرفية، والمشاركة في انتحال صفة، وتحريف مقررات قضائية، والتأثير على القضاة، وإفشاء السر المهني، والتبليغ عن جرائم وهمية. أما شريكها، فقد توبع بـجنايات وجنح مشابهة، أبرزها التزوير في وثائق رسمية، وانتحال صفة قاض وعميد شرطة، واستخدام وسائل احتيالية للحصول على معلومات حساسة. وكتبت الجريدة ذاتها، أن الخبرات التقنية المجراة على 3 حواسيب محمولة مملوكة للموظفة، ووحدتين مركزيتين تابعتين لمحكمة الاستئناف الإدارية، كشفت عن احتفاظها بـأكثر من 70 مراسلة رسمية وقراراً وتقارير تفتيش، بينها تقرير حول المحكمة الإدارية بوجدة سنة 2015، كانت موجهة من الرئيس الأول للوزير. وتوصل المحققون أيضاً إلى أن المدان الرئيسي قام بالاتصال الهاتفي بموظفة بكتابة الرئيس الأول، مدعياً أنه قاضٍ بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ثم لاحقاً أنه عميد بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، محاولاً الحصول على معلومات حول موظفتين بالمحكمة، غير أن نائب الرئيس طالبه بالحصول على إذن من الوكيل العام، ما أدى إلى انكشاف حيلته. وتفجرت القضية بعد أن تلقى الرئيس الأول وشاية تتحدث عن تلاعبات واختلالات داخل المحكمة، ليقوم بإحالتها إلى الوكيل العام للملك، الذي كلف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق. وأسفرت التحريات التقنية التي قام بها مختبر تحليل الآثار الرقمية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني عن تحديد رقم الهاتف الذي استُعمل في الاتصالات الاحتيالية، ليتم لاحقاً اعتقال الموظفة وحجز أجهزتها الإلكترونية، وتنفيذ عملية تفتيش بمقر المحكمة. وشملت الوثائق المسربة تقارير خبرة على عقارات ومشاريع، وملفات قضايا معروضة على محكمة النقض، وتقارير عن فضائح، ومقالات لمحامين، ومحاضر مفوضين قضائيين، وطلبات تغطية إعلامية ضد محكمة الاستئناف الإدارية، وهو ما اعتبرته المحكمة مساساً خطيراً بسير العدالة وسرية المداولات القضائية.  
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة