الجمعة 19 أبريل 2024, 09:07

صحافة

عميد كلية الحقوق بمراكش يوسف البحيري: الجامعة يجب أن تكون فضاء لمحاربة العنف والكراهية


كشـ24 نشر في: 9 يونيو 2015

عميد كلية الحقوق بمراكش يوسف البحيري: الجامعة يجب أن تكون فضاء لمحاربة العنف والكراهية
- كيف تحلل تداعيات المواجهات الدامية بين الطلبة والقوات العمومية في محيط الحي الجامعي بمراكش؟
 
< في السنوات الأخيرة، أضحت الجامعة المغربية تعيش حالات متكررة لاستعمال العنف، خصوصا من خلال المواجهات الدامية بين الفصائل الطلابية، التي تؤدي إلى إصابات وجروح متفاوتة الخطورة، ولكن ما وقع يوم الثلاثاء ما قبل الماضي في محيط الحي الجامعي بمراكش، هو في غاية من الخطورة، حيث عمد بعض المتظاهرين المحتجين على عدم صرف المنح للخروج إلى الشارع العام، للقيام بمسيرة احتجاجية، ورشق القوات العمومية بالحجارة من داخل الحي الجامعي، وهو ما أدى إلى مواجهات بين الطلبة والقوات العمومية، خلفت إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف قوات الأمن، تناقلتها وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، والغريب في الأمر أن كمية الحجارة والعصي وقنينات الغاز الصغيرة الموجودة في سطح بعض عمارات الحي الجامعي تطرح العديد من التساؤلات، إضافة إلى أن حجم وقوة الشكل الاحتجاجي للمتظاهرين الملثمين غير مألوف، وأعمال العنف غير مسبوقة، وبعيدة على طلبة جامعة القاضي عياض، كما أن سبب الاحتجاج غير واضح تماما، بدليل وصول المنح إلى بريد المغرب بمراكش في اليوم نفسه، وصرفها للطلبة بعد يومين.
 
لذلك، لا يجب استغلال اتساع مجال الحريات العامة وإرساء دعائم الحكامة الأمنية ببلادنا، من أجل العبث بالممتلكات العمومية، والإخلال بالنظام العام من طرف المتظاهرين الملثمين، فالنظام العام، الذي تسهر على احترامه القوات العمومية يرتبط بضمان مجموعة من الحقوق الفردية، التي يتمتع بها أو يمارسها الأفراد بصفتهم مواطنين بشكل جماعي داخل المجتمع، سواء تعلق الأمر بالحق في الحياة، والحرية، والأمان، والسلامة البدنية، وحرية التنقل، والرأي، والتظاهر وغير ذلك.
 
فالأحداث الدامية، التي عرفها محيط الحي الجامعي بمراكش في الأسبوع الأخير، تبقى حالة معزولة، لا تنعكس سلبا على الإطار العام للتدريس داخل مؤسسات جامعة القاضي عياض، التي تعيش والحمد لله توفر ظروف وشروط السلامة الجسدية والأمنية لمكونات الجامعة من أساتذة، وموظفين، وطلبة، بدليل أن المحاضرات والدروس انتهت في وقتها، والامتحانات تمر في ظروف عادية. وجميع مكونات جامعة القاضي عياض تساهم في إشعاعها العلمي، وهو ما يجعلها تحتل مرتبة متقدمة وطنيا وعربيا وإقليميا، حيث أصبحت جامعة القاضي عياض قبلة لانعقاد أنشطة وتظاهرات علمية وثقافية رفيعة المستوى، بمشاركة مفكرين وفلاسفة من طينة , Eves Morin, Gilles KepelAlain Touraine, Federico Mayor, Pierre Moscovici، ومداخلات لمجموعة من الوزراء الذين زاروا كلية الحقوق لتقديم عروض حول مشاريع القوانين في سياق الانخراط في دينامية أوراش الإصلاحات التشريعية، آخرهم وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، الذي قدم مسودة مشروع القانون الجنائي، وقبله وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، الذي قدم الدرس الافتتاحي للكلية في موضوع عشر سنوات على أعمال مدونة الشغل، والوزير السابق، الحبيب الشوباني، الذي قدم نتائج الحوار مع المجتمع المدني، وغيرهم.
 
بصفتك عميداً لكلية الحقوق بمراكش، ما هي السبل لمناهضة تنامي ظاهرة العنف الطلابي؟
 
< إن العنف الطلابي أضحى واقعا تعرفه بعض الجامعات من حين لآخر، ويطرح سؤالا وجيها يرتبط  بمدى تأهيل الجامعة المغربية للقيام بدورها في نشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان، كمشروع مجتمعي، والذي يشكل ضرورة آنية من أجل تعزيز قدرات استيعاب الطلبة للمعارف الأساسية للحريات العامة، ونشر المبادئ القانونية، والقيم الأخلاقية لفكر المواطنة، ومبادئ التسامح والحوار، ونبذ العنف أساس لبناء مشروع ديمقراطي وتنموي.
 
إن مناهضة العنف داخل كلية الحقوق كمؤسسة تنتمي إلى جامعة القاضي عياض يتطلب وضع برنامج بيداغوجي وثقافي واضح الأهداف، ضمن استراتيجية إدراج نشر قيم ثقافة المواطنة، وحقوق الإنسان، تساهم فيها جميع مكونات المؤسسة، وذلك بحشد الوسائل والآليات الضرورية من أجل خلق فضاء ثقافي داخل الكلية، التي هي في أمس الحاجة بشكل موازي للبرامج التعليمية من أجل القضاء على الفراغ الثقافي المهول، الذي يؤدي إلى نشر خطاب الكراهية والعنف. فخلق فضاء ثقافي يروم تنمية قدرات الطالب على التفاعل مع قيم المواطنة، وثقافة حقوق الإنسان يستوجب انخراط جميع هذه المكونات من أساتذة، وإداريين، وطلبة، في استراتيجية تأهيل جامعة القاضي عياض للقيام بنقل المعرفة في جميع الحقول المعرفية، وتنمية المدارك، ورفع مستوى الوعي، وتطوير السلوكيات لدى الطلبة. 
 
إن التكوين ونشر المعرفة داخل الجامعة، يمكن اعتباره رهانا مجتمعيا من أجل إرساء قيم وثقافة الحوار، والتعددية، والاختلاف، لتحقيق المشروع المجتمعي الحداثي، الذي يقوم على تأصيل الحقوق والواجبات لدى المواطن. ومن تم، فجميع مؤسسات جامعة القاضي عياض، ومنها كلية الحقوق طبعا، تتوفر على مقاربة تعالج من زوايا مختلفة الإدماج، والنهوض، والرقي بالطالب في المنظومة التربوية ببلادنا، وذلك من خلال دينامية المساهمة في تنمية قدرات الطلبة، بواسطة عقد شراكات مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وذلك من خلال الجوانب الآتية:
– تكوين الطلبة على التواصل الفكري والقدرة على التعبير واحترام الرأي الآخر.
 
– توفير التكنولوجيا الحديثة للدروس الرقميةMOOC ، وتسهيل وصول المعلومات للطلبة، من أجل القيام بالأبحاث والدراسات وتبادل المراجع والوثائق والبيانات بين الجامعة والمؤسسات الوطنية.
 
– تنظيم دورات تكوينية للطلبة خارج أسوار الجامعة، كما كان عليه الأمر بالنسبة لنادي طلبة كلية الحقوق، الذي قام بزيارة البرلمان، ومحكمة النقض، من أجل انفتاح الطلبة على مختلف المؤسسات، لمد جسور الحوار، وتشجيعهم على التفاعل مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من أجل القطيعة مع الشعور بالإقصاء أو التهميش.
عميد كلية الحقوق بمراكش يوسف البحيري: الجامعة يجب أن تكون فضاء لمحاربة العنف والكراهية
 
ما هي الاستراتيجية، التي تتوفرون عليها لإدماج الطالب في تدبير شؤون كلية الحقوق بمراكش؟
 
< كلية الحقوق كباقي مؤسسات جامعة القاضي عياض بمراكش، كانت دائما تحتل مرتبة متقدمة على المستوى الوطني، من حيث المنتوجالعلمي وكخزان للأطر والكوادر، التي تخدم هذا البلد، في مختلف المجالات القانونية والاقتصادية والإدارية وغيرها، ولذلك يجب أن أعيد الفضل لأصحابه، وهي لحظة اعتراف لعدة أجيال من الأساتذة والإداريين على المجهودات والتضحيات، التي يقدمونها بتفان وإخلاص لخدمة هذه المؤسسة.
 
إن المشروع الذي أحمله لإدماج طلبة كلية الحقوق بمراكش هو نتاج طبيعي للفترة الطويلة، التي عشتها كأستاذ التعليم العالي بين أحضان هذه المؤسسة، لما يناهز ربع قرن من الزمن، ولما راكمته من تجارب وممارسة في الحقل الحقوقي، ومجال تخليق الحياة العامة، ولذلك أعتبر مبادئ الحكامة التشاركية، وربط المسؤولية بالمساءلة، والحق في الحصول على المعلومة، ومد جسور التواصل والحوار، وتقدير ومكافئة المجهود، والتدرج في الوصول إلى الأهداف والمقاصد، هي خطوط توجيهية أساسية لتحقيق مجموعة من المرامي للنهوض بأوضاع طلبة كلية الحقوق في مجالات التأطير، والبحث العلمي، وتحسين ظروف الاشتغال، والتي تصب جميعها في أمرين اثنين:
 
أولا- تأهيل كلية الحقوق لاستقبال الطلبة في ظروف أفضل، تضمن الكرامة، والاحترام، وتشجع على العطاء، وتوطيد الشعور بروح المسؤولية والواجب الوطني، من خلال بناء مركز صحي، حصل على دعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومقصف الطلبة، وإعادة الحياة لفضاء الكلية، كفضاء يحترم الكرامة الإنسانية للطالب، وإحداث آليات مبنية على المسؤولية والحكامة لتقييم الأداء والمردودية داخل المؤسسة، مثل التتبع اليومي لحسن سير المحاضرات والدروس التوجيهية من طرف نواب العميد، والكاتب العام، مع العمل على إشراك الطلبة في القرار بواسطة العضوية في مجلس الكلية، وإحداث مكتب التوجيه والإرشادات، الذي يسيره ممثلو الطلبة داخل مجلس الكلية، وتطوير موقع الكلية بشكل يتماشى مع المعايير الدولية، ويساهم في التوجيه البيداغوجي للطلبة لتطوير القدرات، وتقوية روابط التواصل مع الطلبة بإحداث نشرة إخبارية لجميع الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية.
 
ثانيا- تولي مقاربة هذا المشروع، جعل كلية الحقوق فضاء لإنتاج المعرفة، وتشجيع المبادرة، لأن دور هذه المؤسسة الجامعية بالذات هو شامل ولا يقتصر على الاكتفاء بالتلقين داخل المدرجات وقاعات الدرس، بل يتعداه إلى نشر القيم الإنسانية، حتى تصل إلى وجدان المتلقي، وتؤثر على سلوك الطلبة في حياتهم اليومية، وفق مبادئ الكرامة، وحرية الفكر، والثقة في الذات، فالتعليم الجامعي المبني على تنمية المدارك والمهارات الشخصية، هو أكثر الأساليب نجاعة في إعداد أجيال من الطلبة، التي تنخرط في دينامية التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لهذا البلد الأمين، وتعزيز الشعور بالمواطنة بأبعادها الفكرية والوجدانية. وفي هذا السياق يتحمل طلبة الماستروالإجازة المهنية مسؤولية تنظيم الندوات والأيام الدراسية في مختلف المجالات القانونية والاقتصادية، كما يسهر الطلبة أعضاء مجلس الكلية على تسيير مكتب التوجيه والإرشادات، ويساهم الطلبة في تنظيم مهرجان المسرح الجامعي لكلية الحقوق بمراكش، وأسبوع الطالب في بداية السنة الجامعية، وحفل نهاية الدروس، الذي نظم يوم الجمعة الأخير، وعرف مشاركة مجموعات فنية ومسرحية منتمية للكلية، وتقديم ملكة جمال المغرب لعام2015، والتي تنتمي لماستر قانون الأعمال بالكلية.
 
هل تعتقد أن سياسة نشر ثقافة المواطنة وحقوق الانسان كافية لمناهضة العنف داخل الجامعة المغربية؟
 
< طبعا، إن مناهضة العنف يستدعي نشر ثقافة المواطنة داخل الجامعة المغربية كمشروع سياسي وطني ذي رهانات تربوية، تسهر عليه الوزارة الوصية، وقد يترابط عضويا مع الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية، التي يعرفها المغرب في مجال البناء الديمقراطي. والدولة المغربية تتوفر على استراتيجية وطنية تساهم فيها الجهات المعنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، بالجامعة حتى تستطيع مسايرة الورشات المفتوحة المتعلقة بمأسسة الانتقال الديمقراطي، وتخليق الحياة العامة، والتفاعل مع التحولات، التي نعيشها لكسب رهان ترسيخ قيم التربية على المواطنة وتأصيل الحقوق والواجبات.
 
فالتربية على حقوق الإنسان داخل الجامعة المغربية يستدعي وضع مقاربة جديدة، تجعل من الجامعة فضاء لمناهضة العنف، والكراهية، والانغلاق. فهذه المقاربة الجديدة يجب أن تستحضر بشكل أساسي تأهيل الطالب كمحطة أساسية لنشر قيم التسامح، والمساواة، والكرامة الإنسانية، من أجل المساهمة في تكوين جيل من الشباب واع بدوره في الحفاظ أولا على المكتسبات، التي حققتها بلادنا في مجال حقوق الإنسان، ومأسسة الانتقال الديمقراطي، والتوفر من جهة ثانية على القدرات المعرفية، التي تمكنه من التفاعل والتجاوب مع المبادئ الكونية والحضارية والقيم الأخلاقية لثقافة حقوق الإنسان، وحمل المشعل لتتمة المشوار المضني والشاق، لترسيخ دعائم دولة القانون. إن تأهيل المؤسسات الجامعية للقيام بدورها المعرفي والتربوي وتحقيق الجودة، تندرج في أولى اهتمامات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وجعلها رافعة للانتقال الديمقراطي، وبناء دولة القانون ببلادنا فجلالته في الخطاب السامي بتاريخ 20 غشت 2013، أشار إلى أعطاب المنظومة التعليمية، وأنذرها بمستقبل كئيب، إن لم تستفق من هذه الغيبوبة، لذلك فجميع مكونات الجامعة المغربية مدعوون أكثر من أي وقت مضى، للانخراط في الإقلاع الحقيقي بالجامعة، وتجاوز العقبات، ومعالجة القضايا، التي قد تعطل التحليق نحو أفاق التطور، والمساهمة في الإشعاع الثقافي للجامعة المغربية، وتنمية القدرات المعرفية للطلبة، مع الحفاظ على الثوابت الراسخة للمملكة المغربية، والقيم النبيلة للمجتمع المغربي.
 
- ما هي تحديات تدبير مؤسسة جامعية مثل كلية الحقوق بمراكش، بعد فراغ دام لمدة أربع سنوات على مستوى العميد الرسمي، والتي تتوفر على أزيد من عشرين ألف طالب، مما يجعلها في مواجهة مشاكل الاكتظاظ والنقص في المرافق؟
 
< اسمح لي أن أعبر عن اعتزازي بتقلد مسؤولية عميد كلية الحقوق بمراكش، هذه المسؤولية الجسيمة، التي أعتبرها أمانة في عنقي، خصوصا وأنني أحد أفراد الأسرة الكبيرة لكلية الحقوق بمراكش، حيث أتشرف بالانتماء إليها لربع قرن من الزمن. كما أن التجربة المتواضعة، التي أتوفر عليها كمحاضر في الحكامة الرشيدة، وحقوق الإنسان، وممارستي لعقدين من الزمن للمهام والمسؤوليات في المجال الحقوقي في العديد من الهيئات الوطنية والدولية، أعطتني فكرة متكاملة عن بعض المشاكل والصعوبات، التي تعطل مسيرة مؤسسة كلية الحقوق، التي اعتز بالانتماء إليها، وأتوفر على مقاربة تقوم على الحكامة التشاركية للنهوض بها.
 
فالممارسة المتواضعة، التي عشتها في المجال الحقوقي بالمغرب، خصوصا في الفترة العصيبة التي عاشتها بلادنا في سنوات الجمر والرصاص، من أجل التفاوض على البناء الديمقراطي، والمرور من محطة العدالة الانتقالية، والرهان على تبني سياسة اقتصادية وتنموية محورها المواطن، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، والقيام بمجموعة من الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية والقضائية، في سياق تخليق الحياة العامة والحكامة المؤسساتية، علمتني الصبر ومنحتني العزيمة والإرادة القوية، لركوب الصعاب، وخدمة قضايا الوطن بتفان وإخلاص ونكران للذات، وهي التي كانت وراء هذا القرار الصعب، بتحمل مسؤولية عمادة كلية الحقوق بمراكش، خصوصا في هذه الفترة الحرجة، كما تفضلت بذلك بعد مرحلة الفراغ الطويلة الأمد. والدافع الرئيسي هو خدمة الصالح العام، والعمل على إعادة الثقة لجميع مكونات كلية الحقوق، وتفعيل دورها في التكوين، والبحث العلمي، من أجل الانخراط في دينامية بناء المجتمع الحداثي، ودولة القانون.
 
وفي هذا الإطار، لابد من تقديم تحية تقدير واعتراف لرئيس جامعة القاضي عياض، الذي يتتبع شخصيا وبشكل يومي بناء ملحق كلية الحقوق بمراكش بثانوية ابن الخطيب، وإنشاء المجمع الجامعي بتامنصورت، من أجل التغلب على مشكل الاكتظاظ، وكذلك مشروع إعادة تهيئة كلية الحقوق، كفضاء لاستقبال الأساتذة والإداريين، والطلبة، وفق المعايير الدولية، والشكر موصول للفريق الإداري من نواب العميد، والكاتب العام، والأساتذة، والإداريين على جميع أشكال التضحية، والمجهودات القيمة للتغلب على العديد من المشاكل والصعوبات، التي كانت تعيشها الكلية، وأنا شخصيا، أكن لهم جميعا التقدير والاعتزاز، فتقديم جميع أشكال التضحية والإخلاص بتفان في دعم كلية الحقوق بمراكش في هذه الظروف الصعبة، هو تعبير في حد ذاته عن المواطنة، وخدمة الصالح العام.
ما هي مكانة هياكل المؤسسة في هذه المقاربة التشاركية في تدبير شؤون كلية الحقوق بمراكش؟
 
< أعتبر زملائي في مجلس الكلية، ومختلف اللجن البيداغوجية، والعلمية، والمالية، والقانونية، هم شركاء حقيقيون في تدبير المؤسسة، وأنا سعيد بالالتقاء بهم دائما للحوار البناء والإصغاء وتبادل الرؤى في مختلف قضايا المؤسسة، لأننا نتحمل مسؤولية جماعية للنهوض بهذه المؤسسة، التي نعتز بالانتماء إليها، خصوصا ونحن واعون بجسامة وصعوبة مرحلة البناء، وإعادة الاعتبار لكلية الحقوق كفضاء لاستقبال الأساتذة، وخلق الظروف المواتية، التي تشجع على البحث العلمي. 
 
كما أنني بصفتي كحقوقي واع تمام الوعي بضرورة تسهيل مهام وإنجاح الأدوار المتعددة لأصدقائي داخل المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في خلق فضاء يضمن حماية كرامة الأستاذ الباحث، والعمل على تحسين ظروف الاشتغال والبحث والتأطير داخل الكلية. فالتدبير اليومي داخل كلية الحقوق لا يقوم فقط على تطبيق القوانين، بل يقوم أيضا على ثقافة الحوار، وإشراك جميع المكونات من أساتذة وإداريين وطلبة في تفعيل دور المؤسسة في سياق الحكامةالتشاركية، بما يحقق أفضل مستوى من الجودة والمردودية. وأعتقد أن مجلس الكلية، ومختلف اللجن والمؤسسة النقابية تشكل وعاء يقوم بوظائف متعددة، من تمثيلية للأساتذة، وضمان المشاركة في تدبير الشأن العام، وهو ما يتطلب وجود ثقافة تسمح باستيعاب هذه الوظائف. كما تعمل الحكامة التشاركية على احترام هذا التنوع بين المكونات داخل الكلية، من خلال قيامها على أسس عادلة، بحماية حقوق جميع الفئات بواسطة مبادئ الشفافية، وربط المسؤولية بالمساءلة، والحق في الحصول على المعلومة.
 
ومن هذا المنطلق، فالتدبير القائم على الحكامة يستدعي وجود تربة صالحة لإرساء دعائمها، ووجود نخبة من الأساتذة الغيورين، الجديرين بالاحترام داخل مجلس الكلية، ومختلف اللجن، والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، سيساهم لا محالة في إرساء آليات ديمقراطية لتسيير الشؤون العامة وتحديد الاختيارات الكبرى داخل الكلية، التي يتم التوافق أو التراضي حولها. كما أن دوري كعميد لكلية الحقوق يتجسد في ممارسة الرسالة النبيلة، في نقل المعلومات، وتفعيل وإعمال الحق في الخبر، فهذا الدور يقوم أيضا بنشر ثقافة الحق في الوصول إلى المعلومة، من خلال تنوير الرأي العام للأساتذة والإداريين والطلبة، وقد يساعدني هذا التوجه في تفعيل آليات الشفافية والرقابة على حماية المال العام.
 
فمكونات الكلية على اطلاع بشكل يومي بواسطة الموقع الإلكتروني، والمراسلات الشخصية، والنشرات الداخلية، بالأنشطة العلمية داخل الكلية، والدورات التدريبية في الخارج، ودعوات الجامعات الوطنية والأجنبية، التي تتوصل بها الكلية من أجل ضمان مشاركة الجميع بدون إقصاء أو محاباة، في سياق تفعيل الحق في المعلومة، ولذلك ينطوي الحق في الخبر في إطار نشر ثقافة الشفافية على بعدين أساسيين: أحدهما فردي والآخر جماعي. فالحق في الخبر وتلقي المعلومات هو حق لكل للأساتذة والإداريين والطلبة بشكل فردي، ويتفاعل مع حرية الفكر والضمير والرأي والمشاركة الفعالة في تنمية الكلية. إضافة إلى ذلك، فالحق في الخبر هو حق جماعي يساهم في تشكيل الرأي العام، ويسمح للمكونات الأساسية في الحصول على المعلومات الكافية عند ممارسة خياراتها في إطار إشراكها في تدبير الشؤون العامة للمؤسسة.

عميد كلية الحقوق بمراكش يوسف البحيري: الجامعة يجب أن تكون فضاء لمحاربة العنف والكراهية
- كيف تحلل تداعيات المواجهات الدامية بين الطلبة والقوات العمومية في محيط الحي الجامعي بمراكش؟
 
< في السنوات الأخيرة، أضحت الجامعة المغربية تعيش حالات متكررة لاستعمال العنف، خصوصا من خلال المواجهات الدامية بين الفصائل الطلابية، التي تؤدي إلى إصابات وجروح متفاوتة الخطورة، ولكن ما وقع يوم الثلاثاء ما قبل الماضي في محيط الحي الجامعي بمراكش، هو في غاية من الخطورة، حيث عمد بعض المتظاهرين المحتجين على عدم صرف المنح للخروج إلى الشارع العام، للقيام بمسيرة احتجاجية، ورشق القوات العمومية بالحجارة من داخل الحي الجامعي، وهو ما أدى إلى مواجهات بين الطلبة والقوات العمومية، خلفت إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف قوات الأمن، تناقلتها وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، والغريب في الأمر أن كمية الحجارة والعصي وقنينات الغاز الصغيرة الموجودة في سطح بعض عمارات الحي الجامعي تطرح العديد من التساؤلات، إضافة إلى أن حجم وقوة الشكل الاحتجاجي للمتظاهرين الملثمين غير مألوف، وأعمال العنف غير مسبوقة، وبعيدة على طلبة جامعة القاضي عياض، كما أن سبب الاحتجاج غير واضح تماما، بدليل وصول المنح إلى بريد المغرب بمراكش في اليوم نفسه، وصرفها للطلبة بعد يومين.
 
لذلك، لا يجب استغلال اتساع مجال الحريات العامة وإرساء دعائم الحكامة الأمنية ببلادنا، من أجل العبث بالممتلكات العمومية، والإخلال بالنظام العام من طرف المتظاهرين الملثمين، فالنظام العام، الذي تسهر على احترامه القوات العمومية يرتبط بضمان مجموعة من الحقوق الفردية، التي يتمتع بها أو يمارسها الأفراد بصفتهم مواطنين بشكل جماعي داخل المجتمع، سواء تعلق الأمر بالحق في الحياة، والحرية، والأمان، والسلامة البدنية، وحرية التنقل، والرأي، والتظاهر وغير ذلك.
 
فالأحداث الدامية، التي عرفها محيط الحي الجامعي بمراكش في الأسبوع الأخير، تبقى حالة معزولة، لا تنعكس سلبا على الإطار العام للتدريس داخل مؤسسات جامعة القاضي عياض، التي تعيش والحمد لله توفر ظروف وشروط السلامة الجسدية والأمنية لمكونات الجامعة من أساتذة، وموظفين، وطلبة، بدليل أن المحاضرات والدروس انتهت في وقتها، والامتحانات تمر في ظروف عادية. وجميع مكونات جامعة القاضي عياض تساهم في إشعاعها العلمي، وهو ما يجعلها تحتل مرتبة متقدمة وطنيا وعربيا وإقليميا، حيث أصبحت جامعة القاضي عياض قبلة لانعقاد أنشطة وتظاهرات علمية وثقافية رفيعة المستوى، بمشاركة مفكرين وفلاسفة من طينة , Eves Morin, Gilles KepelAlain Touraine, Federico Mayor, Pierre Moscovici، ومداخلات لمجموعة من الوزراء الذين زاروا كلية الحقوق لتقديم عروض حول مشاريع القوانين في سياق الانخراط في دينامية أوراش الإصلاحات التشريعية، آخرهم وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، الذي قدم مسودة مشروع القانون الجنائي، وقبله وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، الذي قدم الدرس الافتتاحي للكلية في موضوع عشر سنوات على أعمال مدونة الشغل، والوزير السابق، الحبيب الشوباني، الذي قدم نتائج الحوار مع المجتمع المدني، وغيرهم.
 
بصفتك عميداً لكلية الحقوق بمراكش، ما هي السبل لمناهضة تنامي ظاهرة العنف الطلابي؟
 
< إن العنف الطلابي أضحى واقعا تعرفه بعض الجامعات من حين لآخر، ويطرح سؤالا وجيها يرتبط  بمدى تأهيل الجامعة المغربية للقيام بدورها في نشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان، كمشروع مجتمعي، والذي يشكل ضرورة آنية من أجل تعزيز قدرات استيعاب الطلبة للمعارف الأساسية للحريات العامة، ونشر المبادئ القانونية، والقيم الأخلاقية لفكر المواطنة، ومبادئ التسامح والحوار، ونبذ العنف أساس لبناء مشروع ديمقراطي وتنموي.
 
إن مناهضة العنف داخل كلية الحقوق كمؤسسة تنتمي إلى جامعة القاضي عياض يتطلب وضع برنامج بيداغوجي وثقافي واضح الأهداف، ضمن استراتيجية إدراج نشر قيم ثقافة المواطنة، وحقوق الإنسان، تساهم فيها جميع مكونات المؤسسة، وذلك بحشد الوسائل والآليات الضرورية من أجل خلق فضاء ثقافي داخل الكلية، التي هي في أمس الحاجة بشكل موازي للبرامج التعليمية من أجل القضاء على الفراغ الثقافي المهول، الذي يؤدي إلى نشر خطاب الكراهية والعنف. فخلق فضاء ثقافي يروم تنمية قدرات الطالب على التفاعل مع قيم المواطنة، وثقافة حقوق الإنسان يستوجب انخراط جميع هذه المكونات من أساتذة، وإداريين، وطلبة، في استراتيجية تأهيل جامعة القاضي عياض للقيام بنقل المعرفة في جميع الحقول المعرفية، وتنمية المدارك، ورفع مستوى الوعي، وتطوير السلوكيات لدى الطلبة. 
 
إن التكوين ونشر المعرفة داخل الجامعة، يمكن اعتباره رهانا مجتمعيا من أجل إرساء قيم وثقافة الحوار، والتعددية، والاختلاف، لتحقيق المشروع المجتمعي الحداثي، الذي يقوم على تأصيل الحقوق والواجبات لدى المواطن. ومن تم، فجميع مؤسسات جامعة القاضي عياض، ومنها كلية الحقوق طبعا، تتوفر على مقاربة تعالج من زوايا مختلفة الإدماج، والنهوض، والرقي بالطالب في المنظومة التربوية ببلادنا، وذلك من خلال دينامية المساهمة في تنمية قدرات الطلبة، بواسطة عقد شراكات مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وذلك من خلال الجوانب الآتية:
– تكوين الطلبة على التواصل الفكري والقدرة على التعبير واحترام الرأي الآخر.
 
– توفير التكنولوجيا الحديثة للدروس الرقميةMOOC ، وتسهيل وصول المعلومات للطلبة، من أجل القيام بالأبحاث والدراسات وتبادل المراجع والوثائق والبيانات بين الجامعة والمؤسسات الوطنية.
 
– تنظيم دورات تكوينية للطلبة خارج أسوار الجامعة، كما كان عليه الأمر بالنسبة لنادي طلبة كلية الحقوق، الذي قام بزيارة البرلمان، ومحكمة النقض، من أجل انفتاح الطلبة على مختلف المؤسسات، لمد جسور الحوار، وتشجيعهم على التفاعل مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من أجل القطيعة مع الشعور بالإقصاء أو التهميش.
عميد كلية الحقوق بمراكش يوسف البحيري: الجامعة يجب أن تكون فضاء لمحاربة العنف والكراهية
 
ما هي الاستراتيجية، التي تتوفرون عليها لإدماج الطالب في تدبير شؤون كلية الحقوق بمراكش؟
 
< كلية الحقوق كباقي مؤسسات جامعة القاضي عياض بمراكش، كانت دائما تحتل مرتبة متقدمة على المستوى الوطني، من حيث المنتوجالعلمي وكخزان للأطر والكوادر، التي تخدم هذا البلد، في مختلف المجالات القانونية والاقتصادية والإدارية وغيرها، ولذلك يجب أن أعيد الفضل لأصحابه، وهي لحظة اعتراف لعدة أجيال من الأساتذة والإداريين على المجهودات والتضحيات، التي يقدمونها بتفان وإخلاص لخدمة هذه المؤسسة.
 
إن المشروع الذي أحمله لإدماج طلبة كلية الحقوق بمراكش هو نتاج طبيعي للفترة الطويلة، التي عشتها كأستاذ التعليم العالي بين أحضان هذه المؤسسة، لما يناهز ربع قرن من الزمن، ولما راكمته من تجارب وممارسة في الحقل الحقوقي، ومجال تخليق الحياة العامة، ولذلك أعتبر مبادئ الحكامة التشاركية، وربط المسؤولية بالمساءلة، والحق في الحصول على المعلومة، ومد جسور التواصل والحوار، وتقدير ومكافئة المجهود، والتدرج في الوصول إلى الأهداف والمقاصد، هي خطوط توجيهية أساسية لتحقيق مجموعة من المرامي للنهوض بأوضاع طلبة كلية الحقوق في مجالات التأطير، والبحث العلمي، وتحسين ظروف الاشتغال، والتي تصب جميعها في أمرين اثنين:
 
أولا- تأهيل كلية الحقوق لاستقبال الطلبة في ظروف أفضل، تضمن الكرامة، والاحترام، وتشجع على العطاء، وتوطيد الشعور بروح المسؤولية والواجب الوطني، من خلال بناء مركز صحي، حصل على دعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومقصف الطلبة، وإعادة الحياة لفضاء الكلية، كفضاء يحترم الكرامة الإنسانية للطالب، وإحداث آليات مبنية على المسؤولية والحكامة لتقييم الأداء والمردودية داخل المؤسسة، مثل التتبع اليومي لحسن سير المحاضرات والدروس التوجيهية من طرف نواب العميد، والكاتب العام، مع العمل على إشراك الطلبة في القرار بواسطة العضوية في مجلس الكلية، وإحداث مكتب التوجيه والإرشادات، الذي يسيره ممثلو الطلبة داخل مجلس الكلية، وتطوير موقع الكلية بشكل يتماشى مع المعايير الدولية، ويساهم في التوجيه البيداغوجي للطلبة لتطوير القدرات، وتقوية روابط التواصل مع الطلبة بإحداث نشرة إخبارية لجميع الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية.
 
ثانيا- تولي مقاربة هذا المشروع، جعل كلية الحقوق فضاء لإنتاج المعرفة، وتشجيع المبادرة، لأن دور هذه المؤسسة الجامعية بالذات هو شامل ولا يقتصر على الاكتفاء بالتلقين داخل المدرجات وقاعات الدرس، بل يتعداه إلى نشر القيم الإنسانية، حتى تصل إلى وجدان المتلقي، وتؤثر على سلوك الطلبة في حياتهم اليومية، وفق مبادئ الكرامة، وحرية الفكر، والثقة في الذات، فالتعليم الجامعي المبني على تنمية المدارك والمهارات الشخصية، هو أكثر الأساليب نجاعة في إعداد أجيال من الطلبة، التي تنخرط في دينامية التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لهذا البلد الأمين، وتعزيز الشعور بالمواطنة بأبعادها الفكرية والوجدانية. وفي هذا السياق يتحمل طلبة الماستروالإجازة المهنية مسؤولية تنظيم الندوات والأيام الدراسية في مختلف المجالات القانونية والاقتصادية، كما يسهر الطلبة أعضاء مجلس الكلية على تسيير مكتب التوجيه والإرشادات، ويساهم الطلبة في تنظيم مهرجان المسرح الجامعي لكلية الحقوق بمراكش، وأسبوع الطالب في بداية السنة الجامعية، وحفل نهاية الدروس، الذي نظم يوم الجمعة الأخير، وعرف مشاركة مجموعات فنية ومسرحية منتمية للكلية، وتقديم ملكة جمال المغرب لعام2015، والتي تنتمي لماستر قانون الأعمال بالكلية.
 
هل تعتقد أن سياسة نشر ثقافة المواطنة وحقوق الانسان كافية لمناهضة العنف داخل الجامعة المغربية؟
 
< طبعا، إن مناهضة العنف يستدعي نشر ثقافة المواطنة داخل الجامعة المغربية كمشروع سياسي وطني ذي رهانات تربوية، تسهر عليه الوزارة الوصية، وقد يترابط عضويا مع الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية، التي يعرفها المغرب في مجال البناء الديمقراطي. والدولة المغربية تتوفر على استراتيجية وطنية تساهم فيها الجهات المعنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، بالجامعة حتى تستطيع مسايرة الورشات المفتوحة المتعلقة بمأسسة الانتقال الديمقراطي، وتخليق الحياة العامة، والتفاعل مع التحولات، التي نعيشها لكسب رهان ترسيخ قيم التربية على المواطنة وتأصيل الحقوق والواجبات.
 
فالتربية على حقوق الإنسان داخل الجامعة المغربية يستدعي وضع مقاربة جديدة، تجعل من الجامعة فضاء لمناهضة العنف، والكراهية، والانغلاق. فهذه المقاربة الجديدة يجب أن تستحضر بشكل أساسي تأهيل الطالب كمحطة أساسية لنشر قيم التسامح، والمساواة، والكرامة الإنسانية، من أجل المساهمة في تكوين جيل من الشباب واع بدوره في الحفاظ أولا على المكتسبات، التي حققتها بلادنا في مجال حقوق الإنسان، ومأسسة الانتقال الديمقراطي، والتوفر من جهة ثانية على القدرات المعرفية، التي تمكنه من التفاعل والتجاوب مع المبادئ الكونية والحضارية والقيم الأخلاقية لثقافة حقوق الإنسان، وحمل المشعل لتتمة المشوار المضني والشاق، لترسيخ دعائم دولة القانون. إن تأهيل المؤسسات الجامعية للقيام بدورها المعرفي والتربوي وتحقيق الجودة، تندرج في أولى اهتمامات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وجعلها رافعة للانتقال الديمقراطي، وبناء دولة القانون ببلادنا فجلالته في الخطاب السامي بتاريخ 20 غشت 2013، أشار إلى أعطاب المنظومة التعليمية، وأنذرها بمستقبل كئيب، إن لم تستفق من هذه الغيبوبة، لذلك فجميع مكونات الجامعة المغربية مدعوون أكثر من أي وقت مضى، للانخراط في الإقلاع الحقيقي بالجامعة، وتجاوز العقبات، ومعالجة القضايا، التي قد تعطل التحليق نحو أفاق التطور، والمساهمة في الإشعاع الثقافي للجامعة المغربية، وتنمية القدرات المعرفية للطلبة، مع الحفاظ على الثوابت الراسخة للمملكة المغربية، والقيم النبيلة للمجتمع المغربي.
 
- ما هي تحديات تدبير مؤسسة جامعية مثل كلية الحقوق بمراكش، بعد فراغ دام لمدة أربع سنوات على مستوى العميد الرسمي، والتي تتوفر على أزيد من عشرين ألف طالب، مما يجعلها في مواجهة مشاكل الاكتظاظ والنقص في المرافق؟
 
< اسمح لي أن أعبر عن اعتزازي بتقلد مسؤولية عميد كلية الحقوق بمراكش، هذه المسؤولية الجسيمة، التي أعتبرها أمانة في عنقي، خصوصا وأنني أحد أفراد الأسرة الكبيرة لكلية الحقوق بمراكش، حيث أتشرف بالانتماء إليها لربع قرن من الزمن. كما أن التجربة المتواضعة، التي أتوفر عليها كمحاضر في الحكامة الرشيدة، وحقوق الإنسان، وممارستي لعقدين من الزمن للمهام والمسؤوليات في المجال الحقوقي في العديد من الهيئات الوطنية والدولية، أعطتني فكرة متكاملة عن بعض المشاكل والصعوبات، التي تعطل مسيرة مؤسسة كلية الحقوق، التي اعتز بالانتماء إليها، وأتوفر على مقاربة تقوم على الحكامة التشاركية للنهوض بها.
 
فالممارسة المتواضعة، التي عشتها في المجال الحقوقي بالمغرب، خصوصا في الفترة العصيبة التي عاشتها بلادنا في سنوات الجمر والرصاص، من أجل التفاوض على البناء الديمقراطي، والمرور من محطة العدالة الانتقالية، والرهان على تبني سياسة اقتصادية وتنموية محورها المواطن، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، والقيام بمجموعة من الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية والقضائية، في سياق تخليق الحياة العامة والحكامة المؤسساتية، علمتني الصبر ومنحتني العزيمة والإرادة القوية، لركوب الصعاب، وخدمة قضايا الوطن بتفان وإخلاص ونكران للذات، وهي التي كانت وراء هذا القرار الصعب، بتحمل مسؤولية عمادة كلية الحقوق بمراكش، خصوصا في هذه الفترة الحرجة، كما تفضلت بذلك بعد مرحلة الفراغ الطويلة الأمد. والدافع الرئيسي هو خدمة الصالح العام، والعمل على إعادة الثقة لجميع مكونات كلية الحقوق، وتفعيل دورها في التكوين، والبحث العلمي، من أجل الانخراط في دينامية بناء المجتمع الحداثي، ودولة القانون.
 
وفي هذا الإطار، لابد من تقديم تحية تقدير واعتراف لرئيس جامعة القاضي عياض، الذي يتتبع شخصيا وبشكل يومي بناء ملحق كلية الحقوق بمراكش بثانوية ابن الخطيب، وإنشاء المجمع الجامعي بتامنصورت، من أجل التغلب على مشكل الاكتظاظ، وكذلك مشروع إعادة تهيئة كلية الحقوق، كفضاء لاستقبال الأساتذة والإداريين، والطلبة، وفق المعايير الدولية، والشكر موصول للفريق الإداري من نواب العميد، والكاتب العام، والأساتذة، والإداريين على جميع أشكال التضحية، والمجهودات القيمة للتغلب على العديد من المشاكل والصعوبات، التي كانت تعيشها الكلية، وأنا شخصيا، أكن لهم جميعا التقدير والاعتزاز، فتقديم جميع أشكال التضحية والإخلاص بتفان في دعم كلية الحقوق بمراكش في هذه الظروف الصعبة، هو تعبير في حد ذاته عن المواطنة، وخدمة الصالح العام.
ما هي مكانة هياكل المؤسسة في هذه المقاربة التشاركية في تدبير شؤون كلية الحقوق بمراكش؟
 
< أعتبر زملائي في مجلس الكلية، ومختلف اللجن البيداغوجية، والعلمية، والمالية، والقانونية، هم شركاء حقيقيون في تدبير المؤسسة، وأنا سعيد بالالتقاء بهم دائما للحوار البناء والإصغاء وتبادل الرؤى في مختلف قضايا المؤسسة، لأننا نتحمل مسؤولية جماعية للنهوض بهذه المؤسسة، التي نعتز بالانتماء إليها، خصوصا ونحن واعون بجسامة وصعوبة مرحلة البناء، وإعادة الاعتبار لكلية الحقوق كفضاء لاستقبال الأساتذة، وخلق الظروف المواتية، التي تشجع على البحث العلمي. 
 
كما أنني بصفتي كحقوقي واع تمام الوعي بضرورة تسهيل مهام وإنجاح الأدوار المتعددة لأصدقائي داخل المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في خلق فضاء يضمن حماية كرامة الأستاذ الباحث، والعمل على تحسين ظروف الاشتغال والبحث والتأطير داخل الكلية. فالتدبير اليومي داخل كلية الحقوق لا يقوم فقط على تطبيق القوانين، بل يقوم أيضا على ثقافة الحوار، وإشراك جميع المكونات من أساتذة وإداريين وطلبة في تفعيل دور المؤسسة في سياق الحكامةالتشاركية، بما يحقق أفضل مستوى من الجودة والمردودية. وأعتقد أن مجلس الكلية، ومختلف اللجن والمؤسسة النقابية تشكل وعاء يقوم بوظائف متعددة، من تمثيلية للأساتذة، وضمان المشاركة في تدبير الشأن العام، وهو ما يتطلب وجود ثقافة تسمح باستيعاب هذه الوظائف. كما تعمل الحكامة التشاركية على احترام هذا التنوع بين المكونات داخل الكلية، من خلال قيامها على أسس عادلة، بحماية حقوق جميع الفئات بواسطة مبادئ الشفافية، وربط المسؤولية بالمساءلة، والحق في الحصول على المعلومة.
 
ومن هذا المنطلق، فالتدبير القائم على الحكامة يستدعي وجود تربة صالحة لإرساء دعائمها، ووجود نخبة من الأساتذة الغيورين، الجديرين بالاحترام داخل مجلس الكلية، ومختلف اللجن، والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، سيساهم لا محالة في إرساء آليات ديمقراطية لتسيير الشؤون العامة وتحديد الاختيارات الكبرى داخل الكلية، التي يتم التوافق أو التراضي حولها. كما أن دوري كعميد لكلية الحقوق يتجسد في ممارسة الرسالة النبيلة، في نقل المعلومات، وتفعيل وإعمال الحق في الخبر، فهذا الدور يقوم أيضا بنشر ثقافة الحق في الوصول إلى المعلومة، من خلال تنوير الرأي العام للأساتذة والإداريين والطلبة، وقد يساعدني هذا التوجه في تفعيل آليات الشفافية والرقابة على حماية المال العام.
 
فمكونات الكلية على اطلاع بشكل يومي بواسطة الموقع الإلكتروني، والمراسلات الشخصية، والنشرات الداخلية، بالأنشطة العلمية داخل الكلية، والدورات التدريبية في الخارج، ودعوات الجامعات الوطنية والأجنبية، التي تتوصل بها الكلية من أجل ضمان مشاركة الجميع بدون إقصاء أو محاباة، في سياق تفعيل الحق في المعلومة، ولذلك ينطوي الحق في الخبر في إطار نشر ثقافة الشفافية على بعدين أساسيين: أحدهما فردي والآخر جماعي. فالحق في الخبر وتلقي المعلومات هو حق لكل للأساتذة والإداريين والطلبة بشكل فردي، ويتفاعل مع حرية الفكر والضمير والرأي والمشاركة الفعالة في تنمية الكلية. إضافة إلى ذلك، فالحق في الخبر هو حق جماعي يساهم في تشكيل الرأي العام، ويسمح للمكونات الأساسية في الحصول على المعلومات الكافية عند ممارسة خياراتها في إطار إشراكها في تدبير الشؤون العامة للمؤسسة.


ملصقات


اقرأ أيضاً
“هيت راديو” تعلن عن دعمها “مومو” في قراره باستئناف الحكم الصادر ضده
أفادت إذاعة "هيت راديو" في بلاغ صحفي، أنه تبعا لقرار المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء بخصوص واقعة السرقة المزعومة التي حدثت مباشرة في برنامج "مومو رمضان شو"، يوم 21 مارس 2024، أن الاذاعة المذكورة، تعلن إلى علم العموم عن دعمها للمنشط محمد بوصفيحة المعروف بـ"مومو" في قراره باستئناف الحكم الصادر ضده. ويضيف البلاغ، أن إذاعة "هيت راديو" ستقوم بالاستئناف وتنصيب نفسها طرفا مدنيا في مواجهة المتهمين، من أجل إعادة النظر في الملف أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وتقدمت إذاعة "هيت راديو" في نفس البلاغ، بالشكر لجميع مستمعيها وشركائها على دعمهم اللامشروط خلال هذه الفترة، وتؤكد الإذاعة أنها ستواصل تقديم محتوى ترفيهي لملايين المستمعين يوميا، كما ستظل محافظة على أعلى معايير النزاهة والمهنية.
صحافة

التحقيق في عمليات تمويل استثمارات ومعاملات تجارية وهمية
استغل رجال أعمال التحفيزات التي اعتمدت في مجال الصرف لتهريب الأموال وإيداعها في حسابات سرية بالخارج. ويسمح قانون الصرف للشركات بتحويل مبالغ تصل إلى 200 مليون درهم (20 مليار سنتيم) سنويا لتمويل المشاريع وكل ما يرتبط بها من مصاريف، كما تم إقرار تسهيلات في ما يتعلق بالأداءات بالعملات الصعبة في ما يتعلق بعمليات الاستيراد والتصدير، ما شجع بعض الأشخاص على التمويه بإنجاز مشاريع بالخارج ومعاملات تجارية مع شركاء أجانب للتمكن من إخراج الأموال من المغرب وإيداعها في حسابات في مناطق حرة وملاذات ضريبية. ووفق ما أوردته يومية "الصباح"، فإن "التدقيق في وثائق رجال أعمال كشف وجود معطيات متضاربة، ما دفع مراقبي الصرف إلى تعميق البحث لتحديد مآل أزيد من 600 مليون درهم (60 مليار سنتيم)، تم إخراجها من المغرب على أساس تمويل استثمارات بالخارج وتمويل عمليات استيراد. وتمكن مراقبو الصرف، بعد التدقيق في حسابات الأشخاص المعنيين بالتحقيقات، من رصد تحويلات مالية لفائدة جهات خارجية ناتجة عن تعاملات تجارية وهمية، إذ تبين، بعد التحقق من معطيات إدارة الجمارك، أنه لم تسجل عمليات جمركية بشأن هذه التعاملات، في حين أن الوثائق المدلى بها بخصوص بعض هذه العمليات تم التلاعب في قيمتها بالزيادة في قيمة السلع المستوردة. كما أن التحريات تهم شبهات تحوم حول تحويلات مالية تناهز 120 مليون درهم، صرح أنها مخصصة لتمويل ثلاثة مشاريع ببلدان إفريقية، ولم يقدم أصحابها بيانات بشأن مآلها، علما أن القانون يحتم على المستثمرين المغاربة بالخارج توطين إيرادات هذه الاستثمارات وتقديم معطيات مدققة بشأنها، تقول "الصباح". ومكنت اتفاقيات الشراكة التي وقعها مكتب الصرف مع نظرائه بعدد من البلدان بتوفير قاعدة معطيات تمكن، بالاستعانة بالنظم المعلوماتية، من رصد أي تدفقات مالية مشبوهة بين المغرب والخارج. ويواكب مكتب الصرف تحركات رؤوس الأموال المغربية ويراقب إيراداتها لتفادي استغلال التسهيلات المخولة للمستثمرين لتهريب الأموال نحو الخارج، إذ يتابع مراقبو المكتب بشكل دقيق الاستثمارات المغربية بالخارج، للتأكد من احترامها للمقتضيات القانونية. وأكدت مصادر “الصباح” أن التحريات متواصلة من أجل رصد مآل الأموال، التي يرجح أنها أودعت في حسابات سرية بالخارج أو وظفت في اقتناء أصول عقارية. المصدر: الصباح
صحافة

سكتة قلبية تُنهي حياة محمد الخلفي رئيس نشرة بالقناة الثانية
توفي، مساء الخميس 28 مارس 2024، محمد الخليفي، رئيس نشرة بالقناة الثانية، إثر سكتة قلبية مفاجئة. ونعت القناة الثانية الراحل الخليفي، صباح اليوم الجمعة 29 مارس الجاري، على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، مشيرة إلى أن الراحل توفي بعد إشرافه على نشرة الأخبار المسائية ليوم أمس.     
صحافة

اللويزي لـ”كشـ24″ .. المواطن المغربي اليوم أصبح يقدم الغربال لكل معلومة
 نظم مركز بوصلة للدراسات والأبحاث التابع لجمعية مبادرات مواطنة، مساء يوم أمس الأربعاء 28 مارس الجاري، لقاء تواصليا تحت عنوان "الاعلام في زمن اللايقين"، من تنشيط الصحافي والكاتب جمال المحافظ رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، ومصطفى اللويزي متخصص في مجال الإعلام والتواصل، بدار سعيدة المنبهي بمدينة مراكش، وتلى هذا اللقاء توقيع كتاب كل من جمال المحافظ "الاعلام في عصر اللايقين"، وكتاب الاعلام والترجمة لمؤلفه مصطفى اللويزي. وعلى هامش هذه الندوة قال مصطفى اللويزي أستاذ جامعي ومتخصص في الاعلام والتواصل، في تصريحه لموقع "كشـ24"، أن اللقاء التفاعلي حول الاعلام في عصر اللايقين، أصبح يفرض نفسه في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم و في ظل تغير البراديغمات  الحالية منذ ظهور الفورة الرقمية، لكن هذا التغير نتج عن نوع من الشك والريبة، اللذان أصبحان سائدان في مهنة الصحافة والإعلام، بشكل يجعل من الحصول على المعلومة موضع شك وارتياب، بالنظر لكثرة الانحيازات الإعلامية. ويضيف اللويزي أن غياب الموضوعية بشكل أساسي وبالنظر لتناقض الخطوط المهنية مع الخطوط السياسية يؤثر بشكل كبير في تدهور القطاع، على اعتبار أن غرف الإعلام أصبحت مسيطر عليها من طرف أصحاب المركبات المالية والصناعية الذين يحددون في مآلات الخبر ويتدخلون في تأثيره. وعبر اللويزي عن سعادته، بتفاعل الحضور مع موضوع اللقاء الذي تفرضه الراهنية والظرفية الحالية وما يعيشه قطاع الإعلام اليوم ببلادنا، وكذلك عن الحماس الذي ملأ القاعة، معتبرا أن المواطن المغربي اليوم أصبح يعيش هو الآخر على إيقاع هذه التغيرات والتحولات على المستوى الإدراكي المعرفي وكذلك على المستوى النفسي، حيث أن أي خبر يتم تداوله اليوم نطرح حوله سؤال هل صحيح وقع كذا؟ ومن قال كذا؟ أي أن المواطن اليوم أصبح يقدم الغربال لكل معلومة، لأنه لطالما قد تمت تلهيته أو التلاعب به في العديد من الأحيان.  
صحافة

نقابة الصحفيين المغاربة تدعو إلى إعادة النظر في قوانين الاذاعات الخاصة
قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إنها تتابع تداعيات تقديم منشط في إذاعة خاصة أمام النيابة العامة، رفقة أشخاص آخرين، للاشتباه في تورطهم في فبركة خبر كاذب على برنامج إذاعي مباشر، وادعاء وقائع غير صحيحة بشأن جريمة مختلقة. وأضافت النقابة في بلاغ لها، في الوقت الذي تتريث فيه النقابة الوطنية للصحافة المغربية قبل اتخاذ موقف من الواقعة، احتراما للمساطر القضائية ولقرينة البراءة، فإنها في الآن نفسه تنبه للانزلاقات الكثيرة التي تقترف في عمل بعض الإذاعات الخاصة، والتي تعد انزياحا عن الأسس المهنية وانتهاكا لأخلاقيات المهنة. واعتبر المصدر ذاته، ان هذه الواقعة ستقوي الشكوك حول صدقية البرامج المباشرة على الإذاعات الخاصة، وخصوصا تلك التي تتعلق برواية أحداث أو مشاركة وقائع ومشاكل، وسيرفع من وتيرة الشبهات حول إمكان فبركة تلك المكالمات وتضمينها وقائع حافلة بعناوين الإثارة، بغية الرفع من نسبة الاستماع، مما يعد تحايلا على المستمعين، وهو ما يقوض الإضافة المعتبرة التي حملتها هذه الإذاعات في المشهد الإعلامي. وأثارث النقابة الوطنية للصحافة المغربية الانتباه إلى ما تقوم به بعض الإذاعات الخاصة من تفضيل عدم توظيف صحافيين مهنيين، وتعويضهم بأفراد/ منشطين يقومون بأدوار التنشيط وإنجاز الحوارات والمراسلة وتغطية الأحداث وفق عقود خاصة، وأغلبهم ممن لا تكوين لهم في القوانين المنظمة للمهنة، ولا دراية لهم بأخلاقياتها، ولا اطلاع لهم على أجناسها، مع ما يترتب عن ذلك من غياب للمهنية وجهل بأخلاقيات العمل الإذاعي. وتدعو النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى تدخل أكثر فاعلية من طرف الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) صونا لحقوق المستمعات والمستمعين، وزجرا لكل المخالفات القائمة على الفبركة، والإشاعات، والتشهير، والإشهار الضمني، ومنعا لكل أشكال انتحال الصفات خصوصا في البرامج ذات الطابع الصحي بما فيها الصحة النفسية أو القانوني أو الديني أو التوعوي. وتطالب بإعادة النظر في القانون 03.77 المنظم للقطاع السمعي البصري بما يحد من هذه الاختلالات، وبما يجعل دفاتر التحملات تحدد نسبة معتبرة من توظيف الصحافيين/ات المهنيين/ات، وتقيد عمل الإذاعات الخاصة وفق دفاتر التحملات والقوانين والأعراف المنظمة للمهنة، ووفق الممارسات الفضلى المتضمنة في ميثاق أخلاقيات المهنة.
صحافة

“هيت راديو” تخرج عن صمتها بخصوص واقعة السرقة المفبركة
نفت إذاعة "هيت راديو"، "بشدة، تورطها في الادعاءات المتعلقة بإحدى حلقات برنامج "رمضان مومو شو"، التي أذيعت، بتاريخ 21 مارس الجاري؛ حيث زعم أحد المستمعين تعرضه لعملية سرقة هاتفه المحمول، خلال مروره على الهواء مباشرة في البرنامج". وأكدت "هيت راديو"، في بلاغ توصل موقع "كشـ24" بنسخة منه، أنها "تتعارض، تماما، مع قيمها"؛ حيث أن "الإذاعة وموظفوها ملتزمون بمبادئ أخلاقية ومهنية صارمة". وحسب المصدر نفسه، فإنه "لا صلة للإذاعة وللأشخاص العاملين لديها بالأشخاص الذين يقفون وراء هذه الأفعال المزعومة"، مؤكدة أنهم "على استعداد تام للتعاون مع السلطات المعنية، لتوضيح الأمور، وإحقاق الحقيقة". وأمام هذه "الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة"، سجلت إذاعة " هيت راديو " أنها "تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يسعى لتشويه سمعتها، من خلال ادعاءات كاذبة". وختمت الإذاعة بلاغها بـ"طمأنة مستمعيها ومتابعيها وشركائها"، مؤكدة "التزامها وحرصها المستمرين على تقديم محتوى عالي الجودة، في إطار احترام القوانين والقيم التي تعتز بها".
صحافة

أكشاك مهجورة.. الإعلامي عزيز باكوش لـ كشـ24: المشهد مؤلم والصدمة تمس الجرائد والكتب
أكشاك في شوارع رئيسية أصبحت مهجورة بعدما كانت في السابق تصنع أمجاد مدينة فاس، المدينة التي تلقب بالعاصمة العلمية، والتي ظل اسمها مرتبطا بدينامية في المشهد الثقافي والإعلامي والفني.   الإعلامي عزيز باكوش قال لـ"كشـ24" إن المشهد مؤلم وفظيع. وأشار إلى أن الصدمة لا تقتصر على قراء الجرائد الورقية فحسب، بل تمس جميع أولئك الذين لهم حساسيات لكل ما هو مقروء أكان كتابا أو جريدة. وتم إحداث عدد من الأكشاك في النقط الاستراتيجية في شوارع رئيسية بوسط المدينة، في إطار مشروع لتقريب الإنتاج الثقافي من المواطن. لكن التحولات الأخيرة التي يعرفها الإنتاج الورقي أرخى بظلاله على هذه الأكشاك التي فضل أصحابها إعلانها مغلقة. وسجل الإعلامي باكوش، أحد أعضاء طاقم جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، بأن مشروع التفكير في تقريب الصحف والمجلات والكتب الثقافية من المستهلكين عشاق الورق المكتوب لم يعد مجديا الآن وربما غدا في ظل الأزمة الكبيرة التي يعرفها  حقل القراءة والإقراء بالمغرب. ويعيش أصحاب الأكشاك أوضاعا صعبة، في ظل تراجع رهيب للإقبال على الصحف والمجلات والكتب، حيث إن عددا منهم يشير إلى أن ضعف الإقبال على الجرائد وصل إلى درجة إرجاع حزمها كما تم استلامها، وفي بعض الأحيان دون حتى أن يتم عرضها كبضاعة.   
صحافة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 19 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة