ثقافة-وفن

عادل إمام.. قصة بياع “حلاوة السمسمية” الذي تربع على عرش الكوميديا


كشـ24 نشر في: 20 مايو 2019

«حلاوة سمسمية بمليم الوقية».. كانت هذه العبارة هى الجملة الوحيدة التى رددها الشاب الذى تخرج لتوه فى كلية الزراعة فى مسرحية «ثورة مدينة»، بعد اجتيازه الاختبارات واختياره مع عدد قليل من زملائه للمشاركة فى أدوار صغيرة بالمسرحية التى تعرض على مسرح التليفزيون فى بداية تأسيسه، وعلى الرغم من صغر حجم الدور، وأنه لن يظهر إلا لدقائق معدودة ولن يقول سوى هذه العبارة إلا أنه اجتهد حتى يكون مميزا ويجذب انتباه الجمهور من بين أبطال المسرحية.
ارتدى الشاب جلبابا و«كالسون فلاحى» اختارهما لنفسه وحمل صينية تحتوى على حلوى السمسمية، رسم الشخصية وتقمصها، ابتكر لها مشية وطريقة ينادى بها على بضاعته، وبمجرد أن ظهر على المسرح وقال جملته ضجت القاعة بالضحك ومنحت الشاب المبتدئ ثقة فى نفسه، لتبدأ معها هذه العلاقة الخاصة بينه وبين الجمهور، وهذا السحر الذى أحاطه ولازمه طوال حياته الفنية، وأصبحت جملته الصغيرة خلال المسرحية أحد أهم المشاهد التى أعجبت الجمهور ونبأت بظهور نجم من نوع خاص سيصبح بعد سنوات زعيما للفن وملكا للكوميديا.
لفت الشاب ابن قرية شها مركز المنصورة المولود عام 1940 انتباه المخرجين والمنتجين والنقاد، وأصبح عضوا فى فرق مسرح التليفزيون، وتم اختياره بعدها للمشاركة فى مسرحية «أنا وهو وهى» فى دور دسوقى أفندى الذى حقق نجاحا مبهرا، ثم اشترك فى عدد من المسرحيات ومنها النصابين، والبيجامة الحمراء، ومع كل دور كان الشاب يبتكر ويجتهد ويتألق ويضيف إلى رصيده، يصعد فى خطوات ثابتة إلى القمة، حتى وإن كان الدور صغيرا، وكانت هذه بداية الخطوات الأولى فى المسرح الذى لم يعرف له زعيما بقوة عادل إمام، وبنفس الهدوء والقوة والثبات كانت خطواته الأولى فى السينما ليصبح نجم النجوم وملكا متوجا على عرش السينما ويقدم عددا من أهم الأفلام فى تاريخها.
بعدها بدأ رحلته فى حب المسرح، حيث أسس فرقة مسرحية مع زملائه وقدم اسكتشات مسرحية على مسرح المدرسة.
انتقل الفتى الذى ورث خفة الظل والذكاء وقوة الشخصية عن والده الموظف وأسرته المتوسطة إلى حى السيدة زينب، عاش مشاكل وتفاصيل حياة الطبقة المتوسطة فاستطاع أن يعبر عنها، والتحق بكلية الزراعة، حيث كان يشارك فى بعض الأعمال الفنية أثناء دراسته دون علم والده الذى أراد أن يحصل ابنه على شهادة جامعية أولا.
كان عادل إمام يبنى مجده كمن يبنى صرحا قويا يضع حجرا فوق حجر ليزداد البناء قوة يوما بعد يوم، لم يحصل فى بداياته على أدوار البطولة بسهولة ولكنه صعد سلم المجد خطوة خطوة فكان الصرح أكثر صلابة.
لفت الأنظار فى السينما أيضا بأدوار بسيطة، الأستاذ أبو المجد فى مراتى مدير عام، وأمين فى كرامة زوجتى، وغيرها من أدوار استطاع خلالها أن يترك بصمته المميزة وأن يزيد من حالة العشق والارتباط بينه وبين الجمهور والتى بدأت مع أول طلة له.
ازداد تألقا ونجومية مع فيلم «لصوص لكن ظرفاء»، بل استطاع أن يخطف قلوب الجمهور الذى حفظ عباراته وإفيهاته فى الفيلم أكثر من أبطال العمل.
لم يكن الزعيم موهوبا فحسب، فما أكثر الموهوبين فى الفن لكن أيا منهم حتى من بدأ مشواره مع عادل إمام لم يحظ بهذه المكانة التى استطاع الزعيم وحده أن يصل إليها، كان مجتهدا مهموما بالفن، ذكياً ،عبقريا فى إدارة موهبته وهذا سر زعامته التى لم ينافسه فيها أحد، فاسطاع أن يخطف قلوب المشاهدين وأن يتربع على عرش الفن سواء فى المسرح أو السينما والتليفزيون طوال مسيرته التى جاوزت نصف قرن.
وفى السبعينيات ازداد النجم سطوعا ووهجا وتألقا، فبعد أن أثبت تميزه وقوة موهبته استطاع أن يقتنص أدوار البطولة فقام ببطولة عدد من الأفلام السينمائية ومنها «البحث عن فضيحة، وعنتر شايل سيفه، والبحث عن المتاعب، إحنا بتوع الأتوبيس، ورجب فوق صفيح ساخن، وغيرها».
وبنفس القوة استطاع أن يفرض زعامته على المسرح ببطولة مسرحية مدرسة المشاغبين التى كانت بداية مرحلة جديدة فى تاريخ المسرح وفى حياة الزعيم.
 وكما كان بهجت الأباصيرى زعيما بين زملائه فى المدرسة أصبح عادل إمام زعيما بين أبناء جيله، وقدم العديد من الأفلام والمسرحيات التى حققت أعلى الإيرادات وأصبحت علامات فى تاريخ السينما والمسرح والدراما، وكان ملكا متوجا على خشبة المسرح فى مصر والعالم العربى وحققت مسرحياته نجاحات منقطعة النظير واستمر عرضها سنوات طويلة ومنها ،«شاهد مشافش حاجة، الواد سيد الشغال، مسرحية بودى جارد، الزعيم».
جسد الزعيم دور المصرى بمختلف مستوياته، الشاب المتعلم، الريفى البسيط ،الفقير المطحون، الضابط، والشقى المشاغب، أبدع فى الأدوار الكوميدية، وأفلام الأكشن وقدم عددا من أهم أفلام السينما وأكثرها إيرادا ومنها «النمر والأنثى، المولد، خلى بالك من عقلك، حنفى الأبهة، المتسول، حب فى الزنزانة، الهلفوت، الحريف، سلام ياصاحبى، كراكون فى الشارع، الإنس والجن، شمس الزناتى» وغيرها، وكان الحصان الرابح دائما.
وبنفس القوة اقتحم عالم الدراما التليفزيونية فقدم عددا من أهم الأعمال الدرامية، ومنها «أحلام الفتى الطائر، دموع فى عيون وقحة»، وبعد فترة انقطاع عاد الزعيم ليتربع على عرش الدراما التليفزيونية منذ عام، وقدم عددا من المسلسلات ومنها: «فرقة ناجى عطا الله، العراف، صاحب السعادة، أستاذ ورئيس قسم، مأمون وشركاءه، عفاريت عدلى علام، عوالم خفية».
ناقشت أعمال الزعيم العديد من القضايا الهامة والجريئة التى تعكس اهتمامات رجل الشارع العادى فى المجتمع المصرى والعربى بشكل كوميدى، وكان للعديد منها أبعاد سياسية واجتماعية لم يجرؤ غيره على مناقشة مثلها، خاصة فترة التسعينيات، حيث قدم عددا من الأفلام التى كاد بعضها يهدد حياته وخاصة التى تناول فيها قضايا الإرهاب وحارب فيها التطرف، وكان من أهم أفلامه خلال هذه الفترة: «اللعب مع الكبار، الإرهابى، طيور الظلام، الإرهاب والكباب، المنسى، رسالة إلى الوالى، الواد محروس بتاع الوزير، عمارة يعقوبيان، وزهايمر» تحدث عن القضية الفلسطينية والعدو الصهيونى، فى «السفارة فى العمارة، وفرقة ناجى عطاالله، ودموع فى عيون وقحة»، كما ناقش قضايا الفتنة الطائفية والوحدة الوطنية فى عدد من أعماله ومنها «حسن ومرقص» مع النجم العالمى عمر الشريف.
وفى حوار معه مع جريدة اليوم السابع المصرية، تحدث الفنان رشوان توفيق الذى كان بطلا فى مسرحية «ثورة مدينة» وكانت أول ظهور للزعيم عادل إمام، واجتمعا معا فى مسلسل عفاريت عدلى علام العام قبل الماضى قائلا: «كان عادل إمام عبقريا منذ صغره، وحين شارك فى مسرحية ثورة مدينة فى أول مشهد فى حياته الفنية كان مميزا وينبئ بموهبة فريدة من نوعها رغم صغر دوره، فكان بمجرد دخوله للمسرح تهتز القاعة بالضحك، ولفت إليه الأنظار».
وتابع قائلا: «ذكرنى الزعيم عادل إمام بهذه الجملة عندما شاركت معه فى مسلسل عفاريت عدلى علام فكان يرددها ويضحك».
وأضاف الفنان الكبير رشوان توفيق قائلا: «من وجهة نظرى فإنه لم يأت فنان قبل أو بعد عادل إمام يمتلك نفس قدراته فهو فنان عبقرى ومتنوع وأداؤه عالمى».
هكذا أمتعنا الزعيم ولا يزال بعبقرياته الفنية وهكذا رسم لنفسه منذ بداياته طريق الزعامة ليتربع على القمة بلا منافس، وأهدانا فيضا من الإبداع والبهجة والفن والضحك والفكر.. وفى عيد ميلاده نقول للزعيم عادل إمام كل عام وأنت على القمة زعيما لجمهورية الفن والإبداع.
المصدر: اليوم السابع

«حلاوة سمسمية بمليم الوقية».. كانت هذه العبارة هى الجملة الوحيدة التى رددها الشاب الذى تخرج لتوه فى كلية الزراعة فى مسرحية «ثورة مدينة»، بعد اجتيازه الاختبارات واختياره مع عدد قليل من زملائه للمشاركة فى أدوار صغيرة بالمسرحية التى تعرض على مسرح التليفزيون فى بداية تأسيسه، وعلى الرغم من صغر حجم الدور، وأنه لن يظهر إلا لدقائق معدودة ولن يقول سوى هذه العبارة إلا أنه اجتهد حتى يكون مميزا ويجذب انتباه الجمهور من بين أبطال المسرحية.
ارتدى الشاب جلبابا و«كالسون فلاحى» اختارهما لنفسه وحمل صينية تحتوى على حلوى السمسمية، رسم الشخصية وتقمصها، ابتكر لها مشية وطريقة ينادى بها على بضاعته، وبمجرد أن ظهر على المسرح وقال جملته ضجت القاعة بالضحك ومنحت الشاب المبتدئ ثقة فى نفسه، لتبدأ معها هذه العلاقة الخاصة بينه وبين الجمهور، وهذا السحر الذى أحاطه ولازمه طوال حياته الفنية، وأصبحت جملته الصغيرة خلال المسرحية أحد أهم المشاهد التى أعجبت الجمهور ونبأت بظهور نجم من نوع خاص سيصبح بعد سنوات زعيما للفن وملكا للكوميديا.
لفت الشاب ابن قرية شها مركز المنصورة المولود عام 1940 انتباه المخرجين والمنتجين والنقاد، وأصبح عضوا فى فرق مسرح التليفزيون، وتم اختياره بعدها للمشاركة فى مسرحية «أنا وهو وهى» فى دور دسوقى أفندى الذى حقق نجاحا مبهرا، ثم اشترك فى عدد من المسرحيات ومنها النصابين، والبيجامة الحمراء، ومع كل دور كان الشاب يبتكر ويجتهد ويتألق ويضيف إلى رصيده، يصعد فى خطوات ثابتة إلى القمة، حتى وإن كان الدور صغيرا، وكانت هذه بداية الخطوات الأولى فى المسرح الذى لم يعرف له زعيما بقوة عادل إمام، وبنفس الهدوء والقوة والثبات كانت خطواته الأولى فى السينما ليصبح نجم النجوم وملكا متوجا على عرش السينما ويقدم عددا من أهم الأفلام فى تاريخها.
بعدها بدأ رحلته فى حب المسرح، حيث أسس فرقة مسرحية مع زملائه وقدم اسكتشات مسرحية على مسرح المدرسة.
انتقل الفتى الذى ورث خفة الظل والذكاء وقوة الشخصية عن والده الموظف وأسرته المتوسطة إلى حى السيدة زينب، عاش مشاكل وتفاصيل حياة الطبقة المتوسطة فاستطاع أن يعبر عنها، والتحق بكلية الزراعة، حيث كان يشارك فى بعض الأعمال الفنية أثناء دراسته دون علم والده الذى أراد أن يحصل ابنه على شهادة جامعية أولا.
كان عادل إمام يبنى مجده كمن يبنى صرحا قويا يضع حجرا فوق حجر ليزداد البناء قوة يوما بعد يوم، لم يحصل فى بداياته على أدوار البطولة بسهولة ولكنه صعد سلم المجد خطوة خطوة فكان الصرح أكثر صلابة.
لفت الأنظار فى السينما أيضا بأدوار بسيطة، الأستاذ أبو المجد فى مراتى مدير عام، وأمين فى كرامة زوجتى، وغيرها من أدوار استطاع خلالها أن يترك بصمته المميزة وأن يزيد من حالة العشق والارتباط بينه وبين الجمهور والتى بدأت مع أول طلة له.
ازداد تألقا ونجومية مع فيلم «لصوص لكن ظرفاء»، بل استطاع أن يخطف قلوب الجمهور الذى حفظ عباراته وإفيهاته فى الفيلم أكثر من أبطال العمل.
لم يكن الزعيم موهوبا فحسب، فما أكثر الموهوبين فى الفن لكن أيا منهم حتى من بدأ مشواره مع عادل إمام لم يحظ بهذه المكانة التى استطاع الزعيم وحده أن يصل إليها، كان مجتهدا مهموما بالفن، ذكياً ،عبقريا فى إدارة موهبته وهذا سر زعامته التى لم ينافسه فيها أحد، فاسطاع أن يخطف قلوب المشاهدين وأن يتربع على عرش الفن سواء فى المسرح أو السينما والتليفزيون طوال مسيرته التى جاوزت نصف قرن.
وفى السبعينيات ازداد النجم سطوعا ووهجا وتألقا، فبعد أن أثبت تميزه وقوة موهبته استطاع أن يقتنص أدوار البطولة فقام ببطولة عدد من الأفلام السينمائية ومنها «البحث عن فضيحة، وعنتر شايل سيفه، والبحث عن المتاعب، إحنا بتوع الأتوبيس، ورجب فوق صفيح ساخن، وغيرها».
وبنفس القوة استطاع أن يفرض زعامته على المسرح ببطولة مسرحية مدرسة المشاغبين التى كانت بداية مرحلة جديدة فى تاريخ المسرح وفى حياة الزعيم.
 وكما كان بهجت الأباصيرى زعيما بين زملائه فى المدرسة أصبح عادل إمام زعيما بين أبناء جيله، وقدم العديد من الأفلام والمسرحيات التى حققت أعلى الإيرادات وأصبحت علامات فى تاريخ السينما والمسرح والدراما، وكان ملكا متوجا على خشبة المسرح فى مصر والعالم العربى وحققت مسرحياته نجاحات منقطعة النظير واستمر عرضها سنوات طويلة ومنها ،«شاهد مشافش حاجة، الواد سيد الشغال، مسرحية بودى جارد، الزعيم».
جسد الزعيم دور المصرى بمختلف مستوياته، الشاب المتعلم، الريفى البسيط ،الفقير المطحون، الضابط، والشقى المشاغب، أبدع فى الأدوار الكوميدية، وأفلام الأكشن وقدم عددا من أهم أفلام السينما وأكثرها إيرادا ومنها «النمر والأنثى، المولد، خلى بالك من عقلك، حنفى الأبهة، المتسول، حب فى الزنزانة، الهلفوت، الحريف، سلام ياصاحبى، كراكون فى الشارع، الإنس والجن، شمس الزناتى» وغيرها، وكان الحصان الرابح دائما.
وبنفس القوة اقتحم عالم الدراما التليفزيونية فقدم عددا من أهم الأعمال الدرامية، ومنها «أحلام الفتى الطائر، دموع فى عيون وقحة»، وبعد فترة انقطاع عاد الزعيم ليتربع على عرش الدراما التليفزيونية منذ عام، وقدم عددا من المسلسلات ومنها: «فرقة ناجى عطا الله، العراف، صاحب السعادة، أستاذ ورئيس قسم، مأمون وشركاءه، عفاريت عدلى علام، عوالم خفية».
ناقشت أعمال الزعيم العديد من القضايا الهامة والجريئة التى تعكس اهتمامات رجل الشارع العادى فى المجتمع المصرى والعربى بشكل كوميدى، وكان للعديد منها أبعاد سياسية واجتماعية لم يجرؤ غيره على مناقشة مثلها، خاصة فترة التسعينيات، حيث قدم عددا من الأفلام التى كاد بعضها يهدد حياته وخاصة التى تناول فيها قضايا الإرهاب وحارب فيها التطرف، وكان من أهم أفلامه خلال هذه الفترة: «اللعب مع الكبار، الإرهابى، طيور الظلام، الإرهاب والكباب، المنسى، رسالة إلى الوالى، الواد محروس بتاع الوزير، عمارة يعقوبيان، وزهايمر» تحدث عن القضية الفلسطينية والعدو الصهيونى، فى «السفارة فى العمارة، وفرقة ناجى عطاالله، ودموع فى عيون وقحة»، كما ناقش قضايا الفتنة الطائفية والوحدة الوطنية فى عدد من أعماله ومنها «حسن ومرقص» مع النجم العالمى عمر الشريف.
وفى حوار معه مع جريدة اليوم السابع المصرية، تحدث الفنان رشوان توفيق الذى كان بطلا فى مسرحية «ثورة مدينة» وكانت أول ظهور للزعيم عادل إمام، واجتمعا معا فى مسلسل عفاريت عدلى علام العام قبل الماضى قائلا: «كان عادل إمام عبقريا منذ صغره، وحين شارك فى مسرحية ثورة مدينة فى أول مشهد فى حياته الفنية كان مميزا وينبئ بموهبة فريدة من نوعها رغم صغر دوره، فكان بمجرد دخوله للمسرح تهتز القاعة بالضحك، ولفت إليه الأنظار».
وتابع قائلا: «ذكرنى الزعيم عادل إمام بهذه الجملة عندما شاركت معه فى مسلسل عفاريت عدلى علام فكان يرددها ويضحك».
وأضاف الفنان الكبير رشوان توفيق قائلا: «من وجهة نظرى فإنه لم يأت فنان قبل أو بعد عادل إمام يمتلك نفس قدراته فهو فنان عبقرى ومتنوع وأداؤه عالمى».
هكذا أمتعنا الزعيم ولا يزال بعبقرياته الفنية وهكذا رسم لنفسه منذ بداياته طريق الزعامة ليتربع على القمة بلا منافس، وأهدانا فيضا من الإبداع والبهجة والفن والضحك والفكر.. وفى عيد ميلاده نقول للزعيم عادل إمام كل عام وأنت على القمة زعيما لجمهورية الفن والإبداع.
المصدر: اليوم السابع



اقرأ أيضاً
مشاركة مغربية استثنائية في معرض بيكين الدولي للنشر والكتاب
شارك المغرب في فعاليات الدورة الحادية والثلاثين من معرض بيكين الدولي للنشر والكتاب، الذي أقيم في الفترة من 18 إلى 22 يونيو الجاري، في العاصمة الصينية بيكين، والذي جمع في رحابه 1700 ناشر ومؤسسة ثقافية يمثلون 80 دولة عبر العالم. ومثلت الناشرين المغاربة في هذا المعرض منشورات باب الحكمة ومؤسسة "أكسيون"، ضمن الجناح الكبير الذي خصص لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بتنسيق مع سفارة المغرب في بيكين. وحضر الوفد المغربي حفل افتتاح معرض بيكين للنشر والكتاب، في قصر المؤتمرات بالعاصمة الصينية، بحضور سفير المملكة المغربية محمد الأنصاري والوزير السابق محمد نبيل بنعبد الله والملحق الثقافي بسفارة المغرب بالصين مولاي الزين الموساوي، وسعد الحصيني عن دار النشر "أكسيون" ومحمد المحبوب عن منشورات باب الحكمة. وتردد على الرواق المغربي عدد من الوزراء الصينيين وسفراء الدول العربية، ومجموعة من المثقفين والقراء، خاصة الطلبة والباحثين الصينيين الذين يدرسون اللغة العربية، حيث شكلت هذه المشاركة لحظة خاصة لتداول الكتاب المغربي، والتعريف بالثقافة الوطنية وإبداعات وتآليف المغاربة في مختلف المجلات الأدبية والعلمية. وأكد محمد المحبوب أن مشاركة منشورات باب الحكمة تميزت، هذه السنة، بعرض جديد الدار في العلوم الإنسانية والاجتماعية، إلى جانب عدد من الإصدارات التاريخية، حيث شهد الرواق المغربي توافد عدد من الباحثين وممثلي المعاهد الجامعية ومراكز البحث المهتمة بالدراسات الصادرة حول شمال إفريقيا والغرب الإسلامي والأندلسيات، مثلما شهد المعرض احتفاء خاصا بكتاب "اكتشاف الصين"، للباحث والجامعي المغربي الطيب بياض، وهو الكتاب الصادر عن منشورات باب الحكمة. الكتاب سيتم نشره بالصينية عن منشورات "الشعب"، وهي من دور النشر المرموقة في بيكين. كما وقعت دار النشر المغربية "أكسيون" اتفاقية شراكة مع المديرة العامة لمنشورات الشعب في بيكين، السيدة غونغ سون، من أجل ترجمة كتابين نفيسين إلى الصينية، ويتعلق الأمر بكتاب "الرباط.. مدينة الأنوار"، وكتاب "كنوز التراث الثقافي غير المادي بالمغرب"، وهما الكتابان الصادران عن منشورات "أكسيون" خلال السنوات الأخيرة. وعلى هامش فعاليات المعرض، أجرى الوفد المغربي مباحثات مع بعض دور النشر الصينية، همت إمكانيات التعاون بين الناشرين المغاربة والصينيين، من أجل التعريف بثقافة البلدين عبر الكتاب بوصفه وسيطا حضاريا وحاملا للمعارف والقيم والثقافات.
ثقافة-وفن

أزيد من 300 ألف شخص حضروا مهرجان كناوة
تحولت مدينة الصويرة من 19 إلى 21 يونيو، إلى فضاء شاسع للاحتفال، والحوار، والتلاحم. فضاء خارج الزمن، مكرّس بالكامل للموسيقى، واللقاءات، والعيش المشترك. بين أسوار المدينة العتيقة وعلى الشاطئ، تجاوب الكمبري مع الساكسوفون، وامتزجت الأغاني الإفريقية بالإيقاعات الكوبية، واهتزت أصوات كناوة على إيقاع الطبول السنغالية. وجا في بلاغ صادر عن إدارة المهرجان، أن النسخة السادسة والعشرون من مهرجان كناوة وموسيقى العالم اختتمت بإحساس قوي، ممزوج بالأنغام، والذكريات، والبعد الإنساني. حيث اجتمع أكثر من 300 ألف محتفل حجوا لهذا العرس الموسيقي الكبير. ووفق البلاغ ذاته شكل العرض الافتتاحي بقيادة المعلمين انطلاقة موفقة، وإعلانا لبدء برنامج حافل بالعطاء والثراء الموسيقي احتضنته المنصة الكبرى بساحة مولاي الحسن، فتعاقبت الحفلات وفق تنسيق موسيقي دقيق. وابرز البلاغ، أن الافتتاح المغربي-السنغالي الذي جمع حميد القصري، وفرقة بكالما، عبير العابد، وكيا لوم، كان بداية رائعة لبرنامج غني بالموسيقى واللقاءات الفنية. وتلا ذلك مزج موسيقي متنوع قدّم من خلاله حسام كانيا وماركوس غيلمور وصفة فنية بين الجاز وكناوة؛ واستكشف ضافر يوسف والمعلم مراد المرجاني بعدًا صوفيا صامتا ونابضا بالحياة في آنٍ واحد. ومساء السبت، حشد كل من سيمافنك وخالد سانسي موجات بشرية هادرة، بينما جمع حفل CKay شبابًا متعطشا، راقصًا، متعدد الثقافات. وفي المجموع، يضيف البلاغ، شارك 350 فنانًا من أكثر من اثنتي عشرة دولة (السنغال، الولايات المتحدة، تونس، نيجيريا، فرنسا، مالي، كوبا، سوريا، تركيا، العراق، كوت ديفوار...) على مختلف منصات المهرجان، من بينهم 40 معلم كناوي من الرواد والمواهب الصاعدة. جمهور وفي ومتنوع وأكد البلاغ أن طلاب، عائلات، شباب أو أوفياء من أولى نسخ المهرجان: كانوا جميعًا في الموعد. في صفوف الانتظار، والمقاهي، وأزقة المدينة العتيقة، سُمعت لغات متعددة وضحكات رنانة. وكما الحال دائما في الصويرة، تجمع الموسيقى الناس، متجاوزةً الجنسيات والأصول والأجيال. جمهور مهرجان كناوة لا يكتفي بالمشاهدة. بل يستمع، ويرقص، ويتساءل، ويتفاعل. حيث يساهم في بناء ذاكرة حيّة، وإنعاش حيوية جماعية. منتدى غني ومُرتبط بالواقع وفي نسخته الثانية عشرة، أشار البلاغ، أوفى منتدى حقوق الإنسان، المنظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، بكل وعوده. تحت شعار "الحركية البشرية والديناميات الثقافية"، ناقش كتّاب، وباحثون، وسينمائيون، وفنانون الروابط المعقدة بين الهجرة، والإبداع، والانتماء. وكانت من بين أبرز اللحظات: تدخلات الشاعرة الفرنسية-الإيفوارية فيرونيك تادجو، والمؤرخ المتخصص في الاستعمار باسكال بلانشار، والمخرج فوزي بنسعيدي، والكاتب إلغاز، والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، الذي أثّرت شهادته الشخصية الصادقة في الحاضرين. ووفق البلاغ ذاته، أجمع المشاركون على ضرورة التنقل البشري رغم العوائق والقيود، بدوافع مختلفة، أبرزها البحث عن حياة كريمة. وهجرة غالبًا ما تكون مؤلمة، لكن في كثير من الأحيان تصاحبها ديناميات ثقافية قوية، هجينة، وذات رسائل سياسية وهوياتية عميقة. في سياق الهجرة، يشكل الإبداع الثقافي فعل مقاومة، واندماج، وإثبات للهوية. كرسي جامعي يُصغي للمعلمين وفي إطار كرسي UM6P للتقاطعات الثقافية والعولمة، عُقدت مائدتان مستديرتان غير مسبوقتين أتاحتا لحظة نادرة وثمينة: حوار مباشر بين الباحثين، والمفكرين، ومعلمي كناوة. في تبادل عميق وصريح، التقت المعارف الأكاديمية مع معارف الجسد، والتقاليد الشفهية. كان حوارًا إنسانيًا قائمًا على الإصغاء، والفضول المتبادل، واحترام الإرث الكبير. كانت لحظة خاصة امتزجت فيها اللغة الأكاديمية مع كلمات التجربة والحنكة، لاستكشاف موقع التراث الحي في عالم اليوم، لا كأرشيف، بل كقوة حيوية متجذّرة في الحاضر وتتطلع إلى المستقبل. مدينة نابضة بالحياة وشدد البلاغ أن الصويرة تحولت بأكملها إلى منصة عرض: حفلات وترية في الزوايا أو في بيت الذاكرة، أصوات كردية في برج باب مراكش، نغم أمازيغي وعود كهربائي... وعلى الشاطئ، تألق المعلمون الشباب وسط إعجاب الجمهور. فكان حفل فهد بنشمسي وفرقة ذا لالاس لحظة خالدة، اجتمع فيها جمهور لا محدود في منصة الشاطئ.. عرض متميز جمع بين الروك، وكناوة، والشعبي. لحظة احتفالية وشاعرية جمعت كل الأجيال. جسور دائمة والتزام راسخ ويواصل المهرجان التزامه بالتكوين، ونقل المعرفة، والبحث. حيث جمع برنامج بيركلي في مهرجان كناوة، المنظم للعام الثاني بالشراكة مع كلية بيركلي للموسيقى، 74 موسيقيًا شابًا من 23 جنسية في أسبوع من الإقامة الإبداعية، والتكوين، والتبادل تحت إشراف أساتذة عالميين. إشعاع يتجاوز الحدود ويُعد مهرجان كناوة أيضًا موعدًا إعلاميًا بارزًا. إذ غطى هذه النسخة السادسة والعشرون 250 صحفيًا ومصورًا من المغرب، وفرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، والبرتغال، وتركيا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج، والإمارات العربية المتحدة. دينامية مستمرة وأكد مهرجان كناوة 2025 أن مهمته تمت على أكمل وجه: جعل الموسيقى لغة مشتركة، والمدينة مختبرًا للمزج، والتراث مادة حيّة. نسخة سمتها الأساسية السخاء والجرأة وجدد منظمو المهرجان موعدهم مع النسخة 27 من 25 إلى 27 يونيو 2026، في دورة تعد بنفس التطلعات: جعل الموسيقى أقوى من أي حدود.
ثقافة-وفن

برلين.. المغرب يبرز غنى موروثه الثقافي في يوم الثقافة العربية
سلط المغرب، الجمعة في برلين، الضوء على روعة موروثه الثقافي، خلال فعاليات “يوم الثقافة العربية”، الذي نظمته جمعية عقيلات سفراء الدول العربية، بشراكة مع مجموعة السفراء العرب المعتمدين في ألمانيا، وذلك بحضور السيدة الأولى لألمانيا، إلكه بودنبندر. وقد احتضن مقر إقامة سفير المملكة العربية السعودية في برلين، الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، هذه التظاهرة الثقافية، التي جمعت سفيرة المغرب لدى ألمانيا، زهور العلوي، إلى جانب 17 سفيرا عربيا وممثلين عن بعثة جامعة الدول العربية في برلين. وشهد حفل الاستقبال، الذي عرضت خلاله عدة دول عربية، من خلال أروقة مخصصة، جوانب من ثقافاتها وتقاليدها، حضور ثلة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية الألمانية والعربية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت العلوي عن شكرها للمملكة العربية السعودية على كرم الضيافة وحسن التنظيم، منوهة بحضور السيدة الأولى لألمانيا كضيفة شرف لهذه الدورة، وهو ما يعكس، بحسبها، الاهتمام الذي توليه أعلى السلطات الألمانية للحوار الثقافي وتعزيز التراث العربي. وقد تميزت المشاركة المغربية برواق أقيم على شكل “خيمة”، مزينة بقطع من الصناعة التقليدية والأثاث العريق، تعكس براعة الصانع المغربي، حيث أتيحت للزوار فرصة تذوق مأكولات مغربية أصيلة والتعرف عن قرب على عمق الموروث الثقافي المتجذر للمملكة. كما خصصت سفارة المغرب فضاء ثانيا على هيئة “صالون شاي مغربي”، أتاح للضيوف اكتشاف كرم الضيافة المغربي من خلال تقديم حلويات تقليدية وشاي مغربي بطقوسه المعتادة، وسط ديكور تقليدي يضم أبرز مميزات الصالون المغربي من فراش وزرابي وطاولات نحاسية. وقد استُقبلت الأولى لألمانيا، عند وصولها إلى مقر إقامة السفير السعودي، بحفل شاي مغربي برفقة العلوي، حيث تذوقت بعض الحلويات المغربية قبل مواصلة جولتها في الأروقة، التي اختتمتها بالوقوف في الجناح المغربي، حيث حظيت باستقبال تقليدي تخللته مراسم تقديم الحليب والتمر. وعقب عروض للرقص والغناء من التراث السعودي، خطف عرض القفطان المغربي الأنظار كأحد أبرز فقرات البرنامج، حيث أبهرت التصاميم الحضور بغنى تطريزاتها ودقة تفاصيلها، مبرزة تنوع الزي المغربي التقليدي. وفي هذا الصدد، أكدت العلوي أن “مشاركة المغرب في هذا الحدث كانت نشطة وهادفة، إذ شكلت فرصة ثمينة للتعريف، إلى جانب الإشعاع الوطني، بالغنى الاستثنائي لتراثنا الثقافي أمام شخصيات ألمانية رفيعة”. وبخصوص عرض القفطان، الذي نال إعجاب الحاضرين، شددت الدبلوماسية المغربية على أن “القفطان المغربي ليس مجرد زي، بل هو تجسيد لهويتنا وتاريخنا وإرثنا الثمين، الذي يحظى بعناية خاصة من طرف وزارة الشؤون الخارجية”. وفي ختام هذا الحفل الراقي، الذي ساهم في تعزيز أواصر التقارب ولمّ شمل الأسرة الدبلوماسية العربية في ألمانيا، عبرت العلوي عن امتنانها للمكتب الوطني المغربي للسياحة على مساهمته القيمة في إبراز المشاركة المغربية في هذا الحدث البارز.
ثقافة-وفن

مهرجان كناوة 2025.. ثلاث ليالٍ من السحر الموسيقي في عاصمة الرياح
أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، بعد ثلاثة أيام من التمازج الفني والحوار الثقافي، عاش خلالها جمهور الصويرة تجربة موسيقية وروحية استثنائية، عابرة للحدود والأنماط. وقد عرفت هذه الدورة إقبالا جماهيريا واسعا، حيث استمتع الزوار بعروض موسيقية راقية جمعت بين روح الكناوة العريقة وتنوع الإيقاعات العالمية، ما جعل من مدينة الرياح قبلة لعشاق الأصالة الموسيقية وفضاء للتفكير في قضايا الهجرة والحركيات البشرية وعلاقتها بالديناميات الثقافية. كما شكل المهرجان وعروضه المتنوعة والمتميزة، فرصة لاكتشاف المدينة العتيقة وفضاءاتها الساحرة، بما تحمله من إرث تاريخي غني وبنى تحتية ثقافية، فضلا عن مؤهلاتها السياحية اللافتة. وفي واحدة من أبرز لحظات المهرجان، أطلت الفنانة الكناوية هند النعيرة، ابنة مدينة الصويرة، على جمهور منصة مولاي الحسن بأداء أخاذ تميز بعفويته القوية وعمقه الروحي، حيث ألهبت هذا الفضاء التاريخي بعرض باهر مزج بين العذوبة والقوة. ومن لحظات الإبداع الجماعي، شهدت المنصة ذاتها عرضا موسيقيا مذهلا جمع المعلم محمد بومزوغ وأنس شليح من المغرب، إلى جانب موسيقيين عالميين من فرنسا وكوت ديفوار، من ضمنهم تاو إيرليش، مارتن غيربان، وكوينتن غوماري وعلي كايتا. وتميز العرض بانصهار آلات "الكمبري" و"القراقب" مع البلافون، والدرامز، والساكسفون والبوق، لينثر هذا المزج الفني الدهشة الموسيقية على الجمهور بتوليفات صوتية متنوعة وارتجالات جريئة. وأمتعوا الحاضرين بأغان مبهرة تمتح من عمق التراث الكناوي وتنسج جمالياتها بإبداع معاصر، ليجد الجمهور نفسه منساقا، طواعية، إلى ترديدها مع الفنان المتألق محمد بومزوغ، الذي لم يكن مجرد مؤد، بل أشبه بساحر موسيقي بث سحر كناوة على كل من حضر، بأسلوبه المتفرد، وصوته الآسر، وإيقاعه الذي أشعل الفضاء وأربك الحدود بين الخشبة والجمهور. ومع تصاعد النشوة الموسيقية، التحقت الفنانة هاجر العلوي بالمجموعة في لحظة انصهار فني وجماهيري، لتضيف إلى العرض لمسة أنثوية مشبعة بالإحساس والقوة، فتألقت بأدائها المميز، وهي تنقل الأغاني من الريبرتوار الكناوي إلى طبقات جديدة من التعبير والإيحاء. وشهدت الليلة ذاتها لحظة خاصة مع الفنان عمر حياة، الذي بعذوبة صوته وتواصله الصادق، نجح في خلق لحظة وجد جماعي على منصة مولاي الحسن، استحضر خلالها الأحاسيس والحنين، واندمج الجمهور معه في أداء كناوي مفعم بالحياة، جعل من الموسيقى جسرا بين الذكريات والانفعالات الحاضرة. وكان الجمهور على موعد مع عرض "سيمافنك" الذي يجمع بين الروح الاستعراضية والفنية، ورسائل موسيقية تحتفي بالحرية والتنوع والانتماء الأفرو-لاتيني، حيث سادت أجواء حالة من الانسجام الموسيقي العابر للثقافات، تتناغم فيها الفانك بالالكترو والايقاعات بالبلوز. ولم تكن سهرة سيمافانك بمهرجان كناوة مجرد حفل موسيقي عابر، بل لحظة فنية نابضة بالابتكار، شهدت لقاء فريدا بين الثقافة الكوبية والروح الكناوية المغربية، تمثل في أداء مشترك جمعه بالمعلم خالد صانصي، أحد أبرز حاملي تقاليد الكناوة الأصيلة. في لحظة من السحر الموسيقي، انطلقت نقرات "القراقب" لتعانق أنغام الغيتار والبوق والإيقاع الكاريبي، وسط تصفيق الجمهور وتمايله، حيث بدأ المزج بين الفانك والكناوي عفويا لكن متقنا، ما يؤكد أن الجذور الإفريقية المشتركة قادرة على خلق تآلفات جديدة ومبهرة. وجدير بالذكر أن الدورة ال26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي أضاءت سماء مدينة الرياح، استضافت 350 فنانا، من بينهم 40 معلما كناويا، قدموا 54 حفلا موسيقيا ضمن أجندة مواعيد موسيقية متنوعة، وفرت للجمهور تجربة موسيقية متكاملة من خلال مزج فني على أشهر منصات مدينة الصويرة. وبالموازاة مع الحفلات الموسيقية، انعقدت الدورة الثانية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان، التي تنظم تحت شعار "الحركيات البشرية والديناميات الثقافية"، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج. وأتاحث هذه الدورة فرصة لتوسيع النقاش من خلال استكشاف، إلى جانب الإسهامات الاقتصادية، المساهمات الثقافية للهجرات والجاليات بالنسبة لبلدان الأصل والعبور والوجهة.  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 23 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة