مجتمع

صعيد عرفة يتوشح بالبياض في مشهد روحاني رهيب


كشـ24 نشر في: 4 أكتوبر 2014

صعيد عرفة يتوشح بالبياض في مشهد روحاني رهيب
هاربون من الذنوب والخطايا، ومتجردون من كل شيء، إلا من لباس إحرام أبيض يشي بصفاء الروح وسموها.. إنهم ضيوف الرحمان الذين توافدوا مع بزوغ شمس الجمعة، التاسع من ذي الحجة، إلى صعيد عرفات الطاهر، ليعيشوا يوما ليس كسائر الأيام، يوما مشهودا يباهي به الله الملائكة، إنه يوم الحج الأكبر، بل إنه خير يوم طلعت فيه الشمس. 
 
جاؤوا من كل حدب وصوب، ومن جميع أصقاع الدنيا، تلبية لنداء إبراهيم عليه السلام "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"، ليقفوا، على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم وأعمارهم، على صعيد واحد، في مشهد عظيم، تبح فيه الحناجر بالتلبية والدعاء والتضرع إلى خالق الأرض والسماوات بالعفو والمغفرة والثواب. وجوه تغمرها السكينة والخضوع والاستسلام، جاءت اليوم إلى عرفات، وخلفت الدنيا وزخرفها وراء ظهرها. 
 
وقف الحجاج في واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، شعتا غبرا مهللين ومكبرين.."لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك". اختلفت لهجاتهم وملامح وجوههم، لكن الأكيد، أن قلوبهم تنطق بلغة واحدة، هي لغة الإيمان والإسلام، هذا الدين الذي بدأ برجل واحد ليصبح اليوم دين الملايين. 
 
حجاج بيت الله العتيق بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذه اللحظة التي لطالما تمنوها، والتي قد لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، لحظة الوقوف بين يدي رب العالمين على صعيد عرفات الطاهر. ما من شك في أن يوم عرفة هو يوم تفيض فيه الدموع استغفارا، وتبكي فيه القلوب خشوعا قبل أن تدمع العين، وكيف لا تنهمر الدموع على الخدود والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول "إذا كان يوم عرفة فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، ويقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاجين من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم". 
 
وكيف لا تدمع العين والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وكيف لا يفرح الحاج بعد أن كتب له أن تطأ قدماه مكة المكرمة، أحب بلاد الله إلى قلب الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام. في هذا اليوم المشهود، تقشعر اٍلأبدان، وتشرئب الأعناق إلى السماء، بأيد ممدودة، وقلوب خاشعة، ودموع حارقة، ولسان لاهج بالتوبة والاستغفار، أملا في أن يكون الحاج من بين من تشملهم رحمة الله التي وسعت كل شيء. 
 
من بين هذه الحشود الطامعة في مغفرة ورضوان الله يترآى محمود، شيخ في عقده الثامن، جاء من بلاد الكنانة يبغي الرجوع إلى أهله بذنب مغفور وسعي مشكور. يضع الحاج محمود نظارتين طبيتين بزجاجتين سميكتين تساعدانه على رؤية مشهد لطالما حلم بأن يعيشه ذات يوم. الحاج محمود لف على جسمه النحيف إزارا ورداء أبيضين، وراح يأخذ له مكانا بين الحشود التي من الله عليها بوقفة عرفة، رفع يديه عاليا، وقال ربي ها ".. قد بلغت من الكبر عتيا.. ولم أعد ذاك الشاب القوي ..أسألك بكل اسم هو لك أن تحسن خاتمتي في الأمور كلها وتغفر لي ذنبي إنك سميع مجيب"... ثم ما يلبث أن يسند ظهره إلى صخرة ليناجي ربه في صمت. 
 
وفي زاوية أخرى من هذه البقعة الطاهرة، وقف (فاتيم)، شاب من ألبانيا تحقق حلمه في زيارة بيت الله العتيق، وبكلمات ملؤها الخشوع والتضرع، وبقلب المؤمن الداعي والموقن بالإجابة، رفع يديه إلى الباري عزت قدرته شاكرا لأنعمه وحامدا ومثنيا عليه. وغير بعيد تقف حاجة بملامح من سكان جنوب شرق آسيا، لا تتكلم إلا همسا لكن عينيها تفيضان بالدمع إيمانا صادقا، تناجي ربها في هذا اليوم العظيم ملبية ومكبرة.
 
 رحلة الحج أو رحلة الزهد في الدنيا أو رحلة العمر، كما يرغب الكثيرون في تسميتها، لا تكتمل مقاصدها إلا عندما يعود الحاج إلى بلده وقد ولد من جديد، معاهدا الله عز وجل أن يظل على العهد الذي قطعه أمام ربه في وقفة يوم عرفة، وألا يحيد عن الطريق المستقيم وتلك، بحسب المأثور، "علامة الحج المبرور".
 

صعيد عرفة يتوشح بالبياض في مشهد روحاني رهيب
هاربون من الذنوب والخطايا، ومتجردون من كل شيء، إلا من لباس إحرام أبيض يشي بصفاء الروح وسموها.. إنهم ضيوف الرحمان الذين توافدوا مع بزوغ شمس الجمعة، التاسع من ذي الحجة، إلى صعيد عرفات الطاهر، ليعيشوا يوما ليس كسائر الأيام، يوما مشهودا يباهي به الله الملائكة، إنه يوم الحج الأكبر، بل إنه خير يوم طلعت فيه الشمس. 
 
جاؤوا من كل حدب وصوب، ومن جميع أصقاع الدنيا، تلبية لنداء إبراهيم عليه السلام "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"، ليقفوا، على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم وأعمارهم، على صعيد واحد، في مشهد عظيم، تبح فيه الحناجر بالتلبية والدعاء والتضرع إلى خالق الأرض والسماوات بالعفو والمغفرة والثواب. وجوه تغمرها السكينة والخضوع والاستسلام، جاءت اليوم إلى عرفات، وخلفت الدنيا وزخرفها وراء ظهرها. 
 
وقف الحجاج في واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، شعتا غبرا مهللين ومكبرين.."لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك". اختلفت لهجاتهم وملامح وجوههم، لكن الأكيد، أن قلوبهم تنطق بلغة واحدة، هي لغة الإيمان والإسلام، هذا الدين الذي بدأ برجل واحد ليصبح اليوم دين الملايين. 
 
حجاج بيت الله العتيق بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذه اللحظة التي لطالما تمنوها، والتي قد لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، لحظة الوقوف بين يدي رب العالمين على صعيد عرفات الطاهر. ما من شك في أن يوم عرفة هو يوم تفيض فيه الدموع استغفارا، وتبكي فيه القلوب خشوعا قبل أن تدمع العين، وكيف لا تنهمر الدموع على الخدود والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول "إذا كان يوم عرفة فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، ويقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاجين من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم". 
 
وكيف لا تدمع العين والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وكيف لا يفرح الحاج بعد أن كتب له أن تطأ قدماه مكة المكرمة، أحب بلاد الله إلى قلب الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام. في هذا اليوم المشهود، تقشعر اٍلأبدان، وتشرئب الأعناق إلى السماء، بأيد ممدودة، وقلوب خاشعة، ودموع حارقة، ولسان لاهج بالتوبة والاستغفار، أملا في أن يكون الحاج من بين من تشملهم رحمة الله التي وسعت كل شيء. 
 
من بين هذه الحشود الطامعة في مغفرة ورضوان الله يترآى محمود، شيخ في عقده الثامن، جاء من بلاد الكنانة يبغي الرجوع إلى أهله بذنب مغفور وسعي مشكور. يضع الحاج محمود نظارتين طبيتين بزجاجتين سميكتين تساعدانه على رؤية مشهد لطالما حلم بأن يعيشه ذات يوم. الحاج محمود لف على جسمه النحيف إزارا ورداء أبيضين، وراح يأخذ له مكانا بين الحشود التي من الله عليها بوقفة عرفة، رفع يديه عاليا، وقال ربي ها ".. قد بلغت من الكبر عتيا.. ولم أعد ذاك الشاب القوي ..أسألك بكل اسم هو لك أن تحسن خاتمتي في الأمور كلها وتغفر لي ذنبي إنك سميع مجيب"... ثم ما يلبث أن يسند ظهره إلى صخرة ليناجي ربه في صمت. 
 
وفي زاوية أخرى من هذه البقعة الطاهرة، وقف (فاتيم)، شاب من ألبانيا تحقق حلمه في زيارة بيت الله العتيق، وبكلمات ملؤها الخشوع والتضرع، وبقلب المؤمن الداعي والموقن بالإجابة، رفع يديه إلى الباري عزت قدرته شاكرا لأنعمه وحامدا ومثنيا عليه. وغير بعيد تقف حاجة بملامح من سكان جنوب شرق آسيا، لا تتكلم إلا همسا لكن عينيها تفيضان بالدمع إيمانا صادقا، تناجي ربها في هذا اليوم العظيم ملبية ومكبرة.
 
 رحلة الحج أو رحلة الزهد في الدنيا أو رحلة العمر، كما يرغب الكثيرون في تسميتها، لا تكتمل مقاصدها إلا عندما يعود الحاج إلى بلده وقد ولد من جديد، معاهدا الله عز وجل أن يظل على العهد الذي قطعه أمام ربه في وقفة يوم عرفة، وألا يحيد عن الطريق المستقيم وتلك، بحسب المأثور، "علامة الحج المبرور".
 


ملصقات


اقرأ أيضاً
توقيف متورطين في السرقة مقرونة بالتهديد
تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة عين الشق بمدينة الدار البيضاء، زوال أمس الخميس 8 ماي الجاري، من توقيف شخصين، أحدهما قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في ارتكاب عمليات سرقة مقرونة بالتهديد. وكانت مصالح الأمن الوطني بمدينة الدار البيضاء قد فتحت أبحاثا قضائية معمقة على خلفية شكايات بالسرقة تحت التهديد، مشفوعة بمحتويات رقمية منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها أشخاص وهم في حالة تلبس باقتراف عمليات سرقة، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث المنجزة عن تشخيص هويات هؤلاء المشتبه فيهم وتوقيف اثنين منهم. وقد تم إخضاع المشتبه فيهما على التوالي لإجراءات الحراسة النظرية بالنسبة للمشتبه فيه الراشد، ولتدبير المراقبة بالنسبة للقاصر، وذلك على ذمة البحث المتواصل في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض الكشف عن جميع الظروف والملابسات والخلفيات المحيطة بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية
مجتمع

مؤسف.. ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار عمارة فاس
ارتفعت رسميا حصيلة انهيار المبنى السكني في حي الحسني (بن دباب) بمدينة فاس، في الساعات الاولى من صباح يومه الجمعة ، حيث صار عدد القتلى جراء الانهيار 9 اشخاص فيما عدد الجرحى بلغ 7 منهم 3 اطفال. ووفقًا لمصادر رسمية، توفي ثمانية من الضحايا بمستشفى الغساني، فيما لفظت الضحية التاسعة أنفاسها الأخيرة بمستشفى ابن الخطيب، رغم محاولات الطاقم الطبي لإنقاذها. وتشير المعطيات التي توصلت بها "كشـ24" إلى أن المصابين، وهم ثلاثة أطفال وأربعة بالغين، يتلقون الرعاية الطبية، وتتراوح حالاتهم بين مستقرة وحرجة. ومعلوم ان الانهيار وقع بعد منتصف الليل، مما خلف حالة من الذعر وسط السكان، فيما هرعت فرق الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث ما تزال عمليات البحث متواصلة تحت أنقاض المبنى المنهار.  ويشار ان الانهيار وقع بالحي الحسني في منطقة المرينيين. ويعتبر هذا الحي احد اكبر الأحياء الشعبية بالمدينة ويضم عددا من العمارات العشوائية التي بنيت في عقود سابقة دون أي التزام بمعايير البناء.
مجتمع

المغاربة على رأس القائمة.. عدد الطلاب الأجانب بإسبانيا يتجاوز المليون
قالت تقارير إخبارية إسبانية، أن عدد الطلاب الأجانب المسجلين في التعليم غير الجامعي في إسبانيا خلال العام الدراسي 2023/2024، قد تجاوز المليون لأول مرة ، بزيادة قدرها 79.950 طالبًا مقارنة بالعام السابق. وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم والتدريب المهني والرياضة بإسبانيا، فقد بلغ إجمالي عدد الطلبة المسجلين 9,264,743 طالباً وطالبة ، بزيادة قدرها 22,479 طالباً وطالبة (+0.2%) مقارنة بالعام السابق. وفيما يتعلق بالتوزيع حسب نوعية المدارس، فإن 69.3% من الطلاب يدرسون في مدارس حكومية و30.6% يدرسون في مدارس خاصة، وهي نسب لم تتغير عن العام الدراسي السابق. ويأتي أغلب الطلاب الأجانب من المغرب (203,784) ورومانيا (199,322) وكولومبيا (94,174) ، وهي البلدان التي تتصدر قائمة الجنسيات ذات الحضور الأكبر في النظام التعليمي الإسباني. ومن بين العوامل التي تفسر هذا النمو القدرة على التنقل الدولي والسياسات التعليمية التي تضمن الوصول العادل إلى التعليم . وفي حالة الطلبة المغاربة، الذين يمثلون المجموعة الأكبر، فإن القرب الجغرافي وبرامج الدعم والتعاون المتنوعة التي تسهل اندماجهم التعليمي والاجتماعي لها تأثيرها الكبير.
مجتمع

بسبب تفجير الصرافات الآلية بألمانيا.. اعتقال هولندي من أصل مغربي بإسبانيا
ألقت الشرطة الوطنية الإسبانية القبض على رجل هولندي من أصل مغربي في ميناء ألميريا، بموجب مذكرة اعتقال أوروبية أصدرتها ألمانيا بتهمة سرقة 264 ألف يورو من ماكينة صرف آلي في برلين . وتمكن رجال الأمن من تحديد مكان المشتبه به يوم الجمعة الماضي عند نقطة تفتيش خروج المركبات بمعبر الحدود، عندما كان المشتبه به يقود سيارة فان رفقة شقيقه، ويحاول الصعود إلى عبارة متجهة إلى مدينة الناظور. وبعد التأكد من أن الرجل مطلوب للسلطات الألمانية، قامت باعتقاله. وفي ليلة 17 أبريل 2024، وفقًا للسلطات الألمانية، شارك المعتقل في سرقة جهاز صراف آلي تابع لبنك دويتشه في برلين، باستعمال أداة حفر ومتفجرات لتخريب الصراف وسرقة 264 ألف يورو، مما تسبب أيضًا في أضرار بلغت قيمتها 30 ألف يورو. تمكن عناصر لواء الهجرة والحدود من تحديد مكان الرجل بعد تلقي تنبيه من مكتب "SIRENE-Spain" ، الذي حذر من أن الهارب قد يحاول مغادرة منطقة شنغن للوصول إلى المغرب عبر إسبانيا. وعند إلقاء القبض عليه، كان بحوزته ما يزيد قليلا على 6 آلاف يورو نقدا، ولم يبد أي مقاومة. وتم نقله إلى مقر الشرطة وتقديمه للمحكمة، وتصل عقوبة الجريمة المتهم بارتكابها في ألمانيا إلى السجن لمدة تصل إلى 15 عامًا .
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة