مجتمع

شكوك وشائعات .. هل من لقاح للأخبار الكاذبة ؟


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 7 ديسمبر 2020

إلى جانب اللقاح/الترياق الذي ينتظره المغاربة بفارغ الصبر، ثمة حاجة ملحة إلى لقاح آخر لا يقل أهمية عن لقاح الفيروس المستجد؛ معلومات من مصدر موثوق تكفل إنهاء الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة والمفاهيم الخاطئة الأخرى التي تثير الشك والخوف. فهل ستنجح السلطات في هذا الرهان ؟ في غضون ذلك، وفي ظل غياب استراتيجية تواصل فعالة، تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم ويتولى المشككون في مصداقية اللقاحات زمام الأمور.بات تلقي اللقاح من عدمه حديث الساعة، حيث يتردد هذا السؤال على أفواه ومسامع بعض المغاربة في الآونة الأخيرة. وبعد عدة أشهر من الذعر الذي انتشر أسرع من الفيروس، تم إطلاق لقاح فيروس (كوفيد-19) في السوق أخيرا، هذا العلاج الخارق الذي طال انتظاره من قبل العالم أجمع.غير أن بصيص الأمل في القضاء النهائي على هذا الوباء، الذي يخنق الأنفاس ويستمر في حصد المزيد من القتلى والمصابين على نحو يومي، سرعان ما تحول إلى مصدر قلق عند بعض المواطنين الذين لا يخفون الشكوك التي تساورهم بشأن هذا اللقاح وأهميته وآثاره الجانبية المحتملة.وطفت على السطح عدة شكوك حول التلاعب والمعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حتى عندما كانت مشاريع أبحاث لقاح (كوفيد-19) ما تزال في مرحلة جنينية، وذلك من قبيل "هذا اللقاح مصمم للتلاعب بنا"، "يريدون السيطرة علينا"، "سيتم تغيير جيناتنا بسبب هذا اللقاح"، وغيرها.تم تناقل ومشاركة هذه الأفكار، أساسا، على شبكات التواصل الاجتماعية دون أي مصدر موثوق أو أساس علمي، وقد ساهمت، إلى حد كبير، في إثارة الخوف وزيادة عدم الثقة في التلقيح، والضرب في فعالية هذا المشروع العلمي، من خلال تقسيم الرأي العام بين المعارضين والمؤيدين، فكيف يمكن تفسير هذا الإحجام عن التلقيح ؟اللقاح مادة مغرية للأخبار الكاذبةتتمحور الأخبار الكاذبة حول الخوف من المجهول، على اعتبار أن (كوفيد-19) مرض جديد وما تزال الأبحاث العلمية المواكبة له مستمرة، مما يربك الناس ويجعلهم يصدقون أي شيء ينشر بهذا الخصوص.وبحسب دراسة أجرتها المجلة البريطانية "Royal Society Open Science"، يصدق جزء كبير من سكان العالم المعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حول (كوفيد-19)، مما يزيد من عدم الثقة في التلقيح.وقد أظهرت هذه الدراسة أن الكثيرين يعتقدون أن هناك صلة واضحة بين الإيمان بنظريات المؤامرة وعدم الثقة في أي لقاح مستقبلي.في هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، أحمد المتمسك، أن المواطن لا يضرب في موثوقية اللقاح نفسه، غير أنه يعيش حالة القلق والخوف التي كانت مصاحبة للفيروس منذ البداية. وقال "إنها مسألة تواصل موثوق ومعلومات موثوقة".وأكد، في تصريح لمجلة (BAB)، أن "المواطن المغربي أصبح تحت رحمة التضليل في عصر الأخبار الكاذبة. ويجب التحقق من جميع المعلومات حتى لا نكون هدفا سهلا للتلاعب. وفي غياب المعلومات الموثوقة، تنتشر الشائعات والأخبار الزائفة لتملأ الفراغ الحاصل".وبحسب الاختصاصي في علم الاجتماع، فإن إغراق المواطنين المغاربة بكم هائل من المعلومات يشكل مدخلا أساسيا لإضعافهم، مضيفا أن هذا "التشبع مرتبط بتناقل المعلومات المضللة من قبل أناس يعبرون عن أفكارهم بحرية على شبكات التواصل الاجتماعية، ويقدمون أنفسهم كأساتذة ومتخصصين، دون إعطاء وسائل للتحقق من منشوراتهم".وأوضح أنه "في علم النفس، عندما تكون الصدمة قاسية جدا كما هو الحال مع هذا الوباء، يطور الأفراد موقف رفض للواقع، وهذا ما يسمى ب+نظام الإنكار+ الذي يشكل آلية دفاعية لإنكار وجود هذا الشيء تمام الإنكار، وهي السمة المميزة لنظرية المؤامرة التي يطرحها البعض".وسجل أن "الناس يموتون، والاقتصاد في أزمة، ونحن نتحدث عن مؤامرات ! بدلا من الخوض في هذه النظريات، يجب أن نتصرف ونعمل على إنقاذ الأرواح !".وبحسب الباحث، مهما كانت الأسباب الكامنة وراء هذا الشك، فإننا مدعوون للعمل بشكل عاجل على تقديم اللقاح باعتباره الوسيلة الوحيدة الفعالة للقضاء على هذا الفيروس.كما سجل أنه في ظل هذه الأزمة، يجد المواطن نفسه في وضع يسمى في علم النفس ب"الرابطة المزدوجة"، وهو ما يفسر هذا الارتباك وعدم الثقة في عملية التلقيح.أزمة تواصلية تثير الشكوكلقد اغتنم معارضو اللقاحات نقص التواصل حول هذا اللقاح الغامض الذي يتم تداول القليل من المعلومات حوله، مما فسح مجالا أمام الشكوك واللايقين.من هذه الزاوية، يرى السيد المتمسك أن المغرب لم يستعد بما فيه الكفاية لوصول لقاح محتمل، مؤكدا، في الآن نفسه، "يجب أن نتواصل، ونوضح الغرض من استخدام هذا اللقاح، ومكوناته، وخصائصه، وتأثيراته المحتملة ... وهذا ما يسمى بالتواصل إبان الأزمات، أي جعل الحقيقة تتحدث لإسكات الأكاذيب، وتهدئة النفوس".ومضى قائلا "يجب أن نتواص مع المواطن من حيث هو ذات واعية، إذ أنه قادر على الحكم والتمييز بين الأمور، فهذا أمر أساسي".وتابع الباحث في علم الاجتماع أن قرار انطلاق حملة التلقيح بالمغرب جعل المغرب محط أنظار العالم، لكن للأسف لم يكن التواصل حاضرا بما فيه الكفاية، مشيرا إلى أن اللقاح الذي اختاره المغرب هو أحد أكثر اللقاحات فعالية وفقا للمتخصصين.وبالنسبة له، يدفع نقص التواصل المواطنين إلى البحث عن المعلومات في أماكن أخرى. وأبرز أنه "لدينا متخصصون ومؤهلات لتنوير الرأي العام حول هذا الموضوع"، داعيا إلى إنشاء هيئة إعلامية ذات مصداقية.وأشار إلى أن هذه "الرداءة التواصلية" تهدد بالإضرار بالجهود التي بذلها المغرب منذ تفشي الوباء، والتي جعلته مثالا يحتدى على المستوى الدولي.المعارضون والمؤيدون .. معركة الحججإن حركة رفض اللقاحات ليست مقتصرة على المغرب فحسب، بل هي ظاهرة دولية. ويقودها أشخاص يحذرون من سلامة هذا اللقاح الذي من شأنه أن يقتل، حسب رأيهم، عددا من الأشخاص يفوق ما يحصده فيروس (كوفيد-19)، ويهدف، على الخصوص، إلى "السيطرة على سكان العالم" لأن هذا الفيروس، على حد تعبيرهم، تم "تصنيعه في المعمل".ويحذر معارضو اللقاح، أساسا، من الآثار الجانبية للقاح، ويستنكرون نقص المعلومات، كما يشككون في الأهداف المعلنة لسياسة التلقيح.وفي ظل عدم وجود معلومات موثوقة وذات مصداقية، فإن الشك يساور المغاربة على نحو مطرد. وهناك من يصر مثل نبيل، مسؤول تنفيذي في الثلاثينيات من عمره، على رفض فكرة الحصول على اللقاح بشكل جذري، حيث يرى أن "الآثار الجانبية لهذا الدواء غير معروفة بعد، خاصة أنه تم التوصل إليه في وقت قياسي. لا أريد أن أصبح فأر تجارب".بدورها، تعبر أمل، وهي أم لابنتين، على نفس الموقف التشكيكي "يجب ألا نتسرع، ففعالية هذا اللقاح لم تثبت بعد. يجب أن نكون حذرين من الآثار الجانبية التي قد تظهر على المدى المتوسط ​​أو البعيد، والتي سيكون لها انعكاس ضار علينا وعلى الأجيال القادمة. لا يمكننا تعريض حياتنا وحياة أطفالنا للخطر على هذا النحو".في الجانب الآخر، أي المغاربة المتحمسون للتلقيح، ينتظر يونس إطلاق هذا اللقاح وتعميمه بفارغ الصبر، ويقول إن "هذا الفيروس الملعون جعلني أفقد والدي، آمل أن يتم طي هذه الصفحة المظلمة في أسرع وقت ممكن. لا أرى أي سبب وجيه يمنعني من التلقيح ضد (كوفيد-19".أما الحاج لحسن، في عقده السابع، وهو أحد الأشخاص ذوي الأولوية المعنيين بعملية التلقيح، فمبتهج بقرب استفادته من اللقاح. وقال "بالنظر إلى سني المتقدمة (72 سنة) ومعاناتي مع الأمراض المزمنة (أعاني من مرض السكري منذ عشرين سنة)، سيكون اللقاح الطريقة الأكثر فعالية لحمايتي من هذا الخطر الوشيك. أنا مطمئن".من جهة أخرى، يرى الأستاذ حمزة الحمزاوي، أخصائي التخدير والإنعاش في مستشفى محمد السادس الجامعي بمراكش، أن اللقاح يظل الحل الآمن لمواجهة هذا الوباء والخروج من هذه الأزمة، مشجعا جميع المواطنين على الإسراع إلى تلقيه ما أن تتاح لهم الفرصة.وأوضح، في تصريح لمجلة (BAB)، أنه "تم اختبار اللقاح بالفعل على 600 شخص. وبعد مضي ثلاثة أشهر لم تسجل أية آثار جانبية، وأثبت المنتج فعاليته ضد الفيروس، لذلك دعونا نتوقف عن نشر الخوف والشك، ولنثق في العلم!".وأكد أنه "ينبغي أن يفخر المغاربة بأنفسهم، فلطالما كان بلدنا دائما مثالا يحتذى منذ تفشي هذا الوباء، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة، ويؤكد تصدره للدول التي حصلت على اللقاح على الصعيد الدولي هذه المقاربة الاستباقية".وهكذا، يصح في هذا المقام القول للمشككين في اللقاح والمؤمنين بنظرية المؤامرة وغيرهم، أشعلوا شمعة بدلا من لعن الظلام ! وقبل أن تبدوا في الانتقاص من اللقاح، شمروا عن سواعدكم وابتكروا حلولا أخرى لمنع هذا الفيروس من انتزاع أحبائنا وتعطيل سيرورة حياتنا وعرقلة اقتصادنا ! الأكيد أن المغرب ليس قوة عالمية عظمى ولا عملاقا اقتصاديا، لكنه دولة كبيرة تعتني بالأمن الصحي لمواطنيها اعتمادا على وسائلها المتواضعة، بل قام بعمل جيد يتفوق به على العديد من البلدان الصناعية. ينبغي أن يكون الحصول على اللقاح مصدر للفخر لا للتشكيك ...

إيمان بروجي

إلى جانب اللقاح/الترياق الذي ينتظره المغاربة بفارغ الصبر، ثمة حاجة ملحة إلى لقاح آخر لا يقل أهمية عن لقاح الفيروس المستجد؛ معلومات من مصدر موثوق تكفل إنهاء الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة والمفاهيم الخاطئة الأخرى التي تثير الشك والخوف. فهل ستنجح السلطات في هذا الرهان ؟ في غضون ذلك، وفي ظل غياب استراتيجية تواصل فعالة، تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم ويتولى المشككون في مصداقية اللقاحات زمام الأمور.بات تلقي اللقاح من عدمه حديث الساعة، حيث يتردد هذا السؤال على أفواه ومسامع بعض المغاربة في الآونة الأخيرة. وبعد عدة أشهر من الذعر الذي انتشر أسرع من الفيروس، تم إطلاق لقاح فيروس (كوفيد-19) في السوق أخيرا، هذا العلاج الخارق الذي طال انتظاره من قبل العالم أجمع.غير أن بصيص الأمل في القضاء النهائي على هذا الوباء، الذي يخنق الأنفاس ويستمر في حصد المزيد من القتلى والمصابين على نحو يومي، سرعان ما تحول إلى مصدر قلق عند بعض المواطنين الذين لا يخفون الشكوك التي تساورهم بشأن هذا اللقاح وأهميته وآثاره الجانبية المحتملة.وطفت على السطح عدة شكوك حول التلاعب والمعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حتى عندما كانت مشاريع أبحاث لقاح (كوفيد-19) ما تزال في مرحلة جنينية، وذلك من قبيل "هذا اللقاح مصمم للتلاعب بنا"، "يريدون السيطرة علينا"، "سيتم تغيير جيناتنا بسبب هذا اللقاح"، وغيرها.تم تناقل ومشاركة هذه الأفكار، أساسا، على شبكات التواصل الاجتماعية دون أي مصدر موثوق أو أساس علمي، وقد ساهمت، إلى حد كبير، في إثارة الخوف وزيادة عدم الثقة في التلقيح، والضرب في فعالية هذا المشروع العلمي، من خلال تقسيم الرأي العام بين المعارضين والمؤيدين، فكيف يمكن تفسير هذا الإحجام عن التلقيح ؟اللقاح مادة مغرية للأخبار الكاذبةتتمحور الأخبار الكاذبة حول الخوف من المجهول، على اعتبار أن (كوفيد-19) مرض جديد وما تزال الأبحاث العلمية المواكبة له مستمرة، مما يربك الناس ويجعلهم يصدقون أي شيء ينشر بهذا الخصوص.وبحسب دراسة أجرتها المجلة البريطانية "Royal Society Open Science"، يصدق جزء كبير من سكان العالم المعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حول (كوفيد-19)، مما يزيد من عدم الثقة في التلقيح.وقد أظهرت هذه الدراسة أن الكثيرين يعتقدون أن هناك صلة واضحة بين الإيمان بنظريات المؤامرة وعدم الثقة في أي لقاح مستقبلي.في هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، أحمد المتمسك، أن المواطن لا يضرب في موثوقية اللقاح نفسه، غير أنه يعيش حالة القلق والخوف التي كانت مصاحبة للفيروس منذ البداية. وقال "إنها مسألة تواصل موثوق ومعلومات موثوقة".وأكد، في تصريح لمجلة (BAB)، أن "المواطن المغربي أصبح تحت رحمة التضليل في عصر الأخبار الكاذبة. ويجب التحقق من جميع المعلومات حتى لا نكون هدفا سهلا للتلاعب. وفي غياب المعلومات الموثوقة، تنتشر الشائعات والأخبار الزائفة لتملأ الفراغ الحاصل".وبحسب الاختصاصي في علم الاجتماع، فإن إغراق المواطنين المغاربة بكم هائل من المعلومات يشكل مدخلا أساسيا لإضعافهم، مضيفا أن هذا "التشبع مرتبط بتناقل المعلومات المضللة من قبل أناس يعبرون عن أفكارهم بحرية على شبكات التواصل الاجتماعية، ويقدمون أنفسهم كأساتذة ومتخصصين، دون إعطاء وسائل للتحقق من منشوراتهم".وأوضح أنه "في علم النفس، عندما تكون الصدمة قاسية جدا كما هو الحال مع هذا الوباء، يطور الأفراد موقف رفض للواقع، وهذا ما يسمى ب+نظام الإنكار+ الذي يشكل آلية دفاعية لإنكار وجود هذا الشيء تمام الإنكار، وهي السمة المميزة لنظرية المؤامرة التي يطرحها البعض".وسجل أن "الناس يموتون، والاقتصاد في أزمة، ونحن نتحدث عن مؤامرات ! بدلا من الخوض في هذه النظريات، يجب أن نتصرف ونعمل على إنقاذ الأرواح !".وبحسب الباحث، مهما كانت الأسباب الكامنة وراء هذا الشك، فإننا مدعوون للعمل بشكل عاجل على تقديم اللقاح باعتباره الوسيلة الوحيدة الفعالة للقضاء على هذا الفيروس.كما سجل أنه في ظل هذه الأزمة، يجد المواطن نفسه في وضع يسمى في علم النفس ب"الرابطة المزدوجة"، وهو ما يفسر هذا الارتباك وعدم الثقة في عملية التلقيح.أزمة تواصلية تثير الشكوكلقد اغتنم معارضو اللقاحات نقص التواصل حول هذا اللقاح الغامض الذي يتم تداول القليل من المعلومات حوله، مما فسح مجالا أمام الشكوك واللايقين.من هذه الزاوية، يرى السيد المتمسك أن المغرب لم يستعد بما فيه الكفاية لوصول لقاح محتمل، مؤكدا، في الآن نفسه، "يجب أن نتواصل، ونوضح الغرض من استخدام هذا اللقاح، ومكوناته، وخصائصه، وتأثيراته المحتملة ... وهذا ما يسمى بالتواصل إبان الأزمات، أي جعل الحقيقة تتحدث لإسكات الأكاذيب، وتهدئة النفوس".ومضى قائلا "يجب أن نتواص مع المواطن من حيث هو ذات واعية، إذ أنه قادر على الحكم والتمييز بين الأمور، فهذا أمر أساسي".وتابع الباحث في علم الاجتماع أن قرار انطلاق حملة التلقيح بالمغرب جعل المغرب محط أنظار العالم، لكن للأسف لم يكن التواصل حاضرا بما فيه الكفاية، مشيرا إلى أن اللقاح الذي اختاره المغرب هو أحد أكثر اللقاحات فعالية وفقا للمتخصصين.وبالنسبة له، يدفع نقص التواصل المواطنين إلى البحث عن المعلومات في أماكن أخرى. وأبرز أنه "لدينا متخصصون ومؤهلات لتنوير الرأي العام حول هذا الموضوع"، داعيا إلى إنشاء هيئة إعلامية ذات مصداقية.وأشار إلى أن هذه "الرداءة التواصلية" تهدد بالإضرار بالجهود التي بذلها المغرب منذ تفشي الوباء، والتي جعلته مثالا يحتدى على المستوى الدولي.المعارضون والمؤيدون .. معركة الحججإن حركة رفض اللقاحات ليست مقتصرة على المغرب فحسب، بل هي ظاهرة دولية. ويقودها أشخاص يحذرون من سلامة هذا اللقاح الذي من شأنه أن يقتل، حسب رأيهم، عددا من الأشخاص يفوق ما يحصده فيروس (كوفيد-19)، ويهدف، على الخصوص، إلى "السيطرة على سكان العالم" لأن هذا الفيروس، على حد تعبيرهم، تم "تصنيعه في المعمل".ويحذر معارضو اللقاح، أساسا، من الآثار الجانبية للقاح، ويستنكرون نقص المعلومات، كما يشككون في الأهداف المعلنة لسياسة التلقيح.وفي ظل عدم وجود معلومات موثوقة وذات مصداقية، فإن الشك يساور المغاربة على نحو مطرد. وهناك من يصر مثل نبيل، مسؤول تنفيذي في الثلاثينيات من عمره، على رفض فكرة الحصول على اللقاح بشكل جذري، حيث يرى أن "الآثار الجانبية لهذا الدواء غير معروفة بعد، خاصة أنه تم التوصل إليه في وقت قياسي. لا أريد أن أصبح فأر تجارب".بدورها، تعبر أمل، وهي أم لابنتين، على نفس الموقف التشكيكي "يجب ألا نتسرع، ففعالية هذا اللقاح لم تثبت بعد. يجب أن نكون حذرين من الآثار الجانبية التي قد تظهر على المدى المتوسط ​​أو البعيد، والتي سيكون لها انعكاس ضار علينا وعلى الأجيال القادمة. لا يمكننا تعريض حياتنا وحياة أطفالنا للخطر على هذا النحو".في الجانب الآخر، أي المغاربة المتحمسون للتلقيح، ينتظر يونس إطلاق هذا اللقاح وتعميمه بفارغ الصبر، ويقول إن "هذا الفيروس الملعون جعلني أفقد والدي، آمل أن يتم طي هذه الصفحة المظلمة في أسرع وقت ممكن. لا أرى أي سبب وجيه يمنعني من التلقيح ضد (كوفيد-19".أما الحاج لحسن، في عقده السابع، وهو أحد الأشخاص ذوي الأولوية المعنيين بعملية التلقيح، فمبتهج بقرب استفادته من اللقاح. وقال "بالنظر إلى سني المتقدمة (72 سنة) ومعاناتي مع الأمراض المزمنة (أعاني من مرض السكري منذ عشرين سنة)، سيكون اللقاح الطريقة الأكثر فعالية لحمايتي من هذا الخطر الوشيك. أنا مطمئن".من جهة أخرى، يرى الأستاذ حمزة الحمزاوي، أخصائي التخدير والإنعاش في مستشفى محمد السادس الجامعي بمراكش، أن اللقاح يظل الحل الآمن لمواجهة هذا الوباء والخروج من هذه الأزمة، مشجعا جميع المواطنين على الإسراع إلى تلقيه ما أن تتاح لهم الفرصة.وأوضح، في تصريح لمجلة (BAB)، أنه "تم اختبار اللقاح بالفعل على 600 شخص. وبعد مضي ثلاثة أشهر لم تسجل أية آثار جانبية، وأثبت المنتج فعاليته ضد الفيروس، لذلك دعونا نتوقف عن نشر الخوف والشك، ولنثق في العلم!".وأكد أنه "ينبغي أن يفخر المغاربة بأنفسهم، فلطالما كان بلدنا دائما مثالا يحتذى منذ تفشي هذا الوباء، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة، ويؤكد تصدره للدول التي حصلت على اللقاح على الصعيد الدولي هذه المقاربة الاستباقية".وهكذا، يصح في هذا المقام القول للمشككين في اللقاح والمؤمنين بنظرية المؤامرة وغيرهم، أشعلوا شمعة بدلا من لعن الظلام ! وقبل أن تبدوا في الانتقاص من اللقاح، شمروا عن سواعدكم وابتكروا حلولا أخرى لمنع هذا الفيروس من انتزاع أحبائنا وتعطيل سيرورة حياتنا وعرقلة اقتصادنا ! الأكيد أن المغرب ليس قوة عالمية عظمى ولا عملاقا اقتصاديا، لكنه دولة كبيرة تعتني بالأمن الصحي لمواطنيها اعتمادا على وسائلها المتواضعة، بل قام بعمل جيد يتفوق به على العديد من البلدان الصناعية. ينبغي أن يكون الحصول على اللقاح مصدر للفخر لا للتشكيك ...

إيمان بروجي



اقرأ أيضاً
اعتقال 4 أشخاص من عصابات السرقة عن طريق الخطف
أحالت مصالح الشرطة بمنطقة أمن عين السبع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء على النيابة العامة المختصة، صباح اليوم الأحد 11 ماي الجاري، أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالسرق باستعمال ناقلة ذات محرك. وكان أحد المشتبه فيهم قد أقدم، رفقة شخص آخر، على ارتكاب عملية للسرقة باستعمال دراجة نارية بالشارع العام بمدينة الدار البيضاء، وهي الأفعال الإجرامية التي شكلت موضوع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن تشخيص هويتهما وتوقيف واحد منهما. كما مكنت الأبحاث والتحريات المتواصلة في هذه القضية من حجز سلاح أبيض والدراجة النارية المستعملة في هذا النشاط الإجرامي قبل إيداعها بالمحجز البلدي، علاوة على توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في حيازة الأشياء المتحصلة من عملية السرقة. وقد تم إخضاع المشتبه فيهم الأربعة لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف المشتبه فيه الخامس بعدما تم تحديد هويته الكاملة.
مجتمع

بالصور.. حملة أمنية جديدة تستهدف مقاهي الشيشا بمراكش
شنت مصالح الامن بمراكش ليلة امس السبت 10 ماي، حملة جديدة استهدفت مقاهي الشيشا بمجموعة من المناطق المحسوبة على مجال نفوذ المنطقة الامنية الاولى. وحسب مصادر "كشـ24 فقد شاركت في الحملة عناصر من الشرطة القضائية والاستعلامات العامة، وعناصر الامن التابعة للدوائر الامنية الاولى و 16 و 22 والتي توجد المقاهي المستهدفة في مجال نفوذها.وقد شملت الحملة 6 مقاهي بالمناطق المذكورة، و اسفرت الحملة عن حجز 120 نرجيلة، و 90 رأس معبأ، الى جانب كيلوغرام و نصف من مادة المعسل المهرب.كما تم عقب الحملة الامنية اقتياد مسيري المقاهي الستة المعنية الى مقرات الداوائر المذكورة كل حسب مجال نفوذه، حيث تم الاستماع اليهم في محاضر رسمية.  
مجتمع

درك بنجرير يُطيح بزعيم إحدى أخطر عصابات سرقة المواشي بالمغرب
تمكّنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بابن جرير، صباح السبت 10 ماي، من توقيف زعيم عصابة إجرامية مصنّفة ضمن أخطر الشبكات المتورطة في سرقة المواشي، والمعروف بالأحرف الأولى "ع.ك"، والبالغ من العمر 39 سنة، والمبحوث عنه بموجب أكثر من 12 مذكرة بحث وطنية. وتمّت العملية الأمنية في حالة تلبّس، بعد أن رصدت المصالح الدركية المعني وهو بصدد نقل 21 رأساً من الأغنام المسروقة على متن سيارة من نوع "تويوتا بيكوب"، عقب تنفيذ عملية سرقة بجماعة سكورة الحدرة، عمد خلالها وأفراد عصابته إلى تقييد الراعي وسلبه قطيع المواشي. ومباشرة بعد توصل المصالح الأمنية بإشعار من أسرة الضحية، باشرت دورية للدرك عملية مطاردة دقيقة، انتهت بحي "الرياض 2" في مدينة ابن جرير، بعدما اصطدمت سيارة المشتبه فيه بعمود كهربائي. ورغم محاولته الفرار، فقد تم توقيفه في وقت وجيز بفضل التدخل السريع لرجال الدرك وخلال تفتيش المركبة، تم العثور على مجموعة من الأدلة التي تعزز فرضية ارتباط العصابة بعمليات إجرامية مماثلة، من بينها أسلحة بيضاء، أقنعة، ولوحات ترقيم مزورة. وقد جرى وضع الموقوف رهن تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، في وقت تتواصل فيه الأبحاث لتوقيف باقي أفراد الشبكة.
مجتمع

نادي قضاة المغرب يستعد لتجديده مكتبه
أعلن رئيس "نادي قضاة المغرب"، عبد الرزاق الجباري، عن قرب انتهاء الولاية الخامسة للأجهزة المسيرة للنادي، والمقررة أن تنقضي في 4 يونيو 2025، وذلك وفقاً لمقتضيات القانون الأساسي للنادي. وفي رسالة وجهها إلى أعضاء الجمعية، عبر الجباري عن اعتزازه بما تحقق خلال هذه الولاية، مشيداً بالتطورات التي شهدتها الجمعية على مختلف الأصعدة، كما أشاد بإيجابية “روح التعاون التي طبعت علاقة نادي قضاة المغرب بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية”، مشيدا بـ”التفاعل الإيجابي للمجلس مع العديد من الطلبات والمقترحات والأفكار ذات الصلة باستقلال القضاء وتعزيز منظومة تخليقه”. ودعا الجباري أعضاء النادي إلى المشاركة الفاعلة في الجمع العام السادس الذي سيعقد في 17 ماي 2025، مشيراً إلى أهمية هذه المشاركة باعتبارها محطة حاسمة في تاريخ النادي، تمهد لاختيار الأجهزة الجديدة التي ستقود النادي في المرحلة القادمة. وأكد رئيس "نادي قضاة المغرب" أن الجمع العام المقبل سيشكل مناسبة هامة لاستعراض الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، وتجديد العهد مع الأهداف النبيلة التي تجمع جميع القضاة في سبيل خدمة قضاء قوي، مستقل، ونزيه.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة