حضرت القضية التنظيمية لحزب العدالة والتنمية بقوة في النقاش الذي فتح في الملتقى الوطني الـ18 لشبيبة هذا الحزب بحضور أمينه العام، عبد الإله بنكيران، صباح اليوم السبت. وتحدث عدد من نشطاء شبيبة "المصباح" على ضرورة القيام بـ"مصالحة داخلية" لتجاوز الخلافات الداخلية، وهو ما قد يساهم في تقوية حظور الحزب في المشهد.

وعاش حزب العدالة والتنمية في ولاية الأمين العام السابق، سعد الدين العثماني، أزمة داخلية طاحنة، حيث وقف الأمين العام الحالي موقف أكبر معارض للعثماني بصفته رئيسا للحكومة، وظل ينتقد قضية التطبيع مع إسرائيل، وتقنين الكيف، وقضية اللغة العربية في التدريس. واستقالت الأمانة العامة السابقة، وانسحب عدد من القياديين السابقين، ومنهم مصطفى الرميد ولحسن الداودي، وقرر عزيز الرباح الاستقالة من الحزب...

لكن عبد الإله بنكيران، استخف بهذه الملاحظات، وردد عبارة "دفنا الماضي"، في إشارة إلى أنه تم طي ملف هذه الخلافات الداخلية، وبأن لحزب "المصباح" مؤسسات تزاول مهامها، مضيفا بأنه ليس لديه ما يمكن فعله في هذا المجال، ودعا أعضاء الشبيبة إلى القيام بمحاولات لإقناع المغادرين بالعودة.

واسترجع، في السياق ذاته، بعض مما أسماه أخطاء العدالة والتنمية في الولاية السابقة، ومنها مشروع القانون الإطار للتعليم وتقنين القنب الهندي والتطبيع مع إسرائيل.

وطرح أعضاء من شبيبة الحزب ملاحظات تخص جدوى العمل السياسي بالنسبة لنشطائه، وتحدثوا عن تعرضه للتضييق، كما تحدثوا عن وجود موجة من الردة والنكوص. لكن الأمين العام لحزب "المصباح" رد عليهم بأنه لا خيار موجود سوى المشاركة في العمل السياسي، وهي ذاتها المشاركة التي أوصلت الحزب لرئاسة الحكومة ولولايتين متتاليتين.

وذهب إلى أنه من غير المقبول أن يتم التشكيك في المشاركة لأن الحزب سقط مرة واحدة، في إشارة منه إلى نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021. لكنه زكى الملاحظات المتعلقة بوجود مضايقات، ودعا أعضاء شبيبة الحزب إلى العمل والصمود في مثل هذه الظروف.