فيديو

شاهد: قصر عظيم نبت وسط مراكش وأبهر العالم


كشـ24 نشر في: 22 فبراير 2018

حينما دخل المستكشف الفرنسي، إدمون دوتي (1867-1929)، مدينة مراكش الواقعة جنوب المغرب في مطلع القرن العشرين، أثارت انتباهه أشجار النخيل وصومعة "جامع الكتبية"، فوصف المدينة في كتابه "مراكش"، كأنها "قصر عظيم قد نبت وسط واحة".
والزائر لمدينة النخيل أو المدينة الحمراء (ألقاب لمدينة مراكش)، لا يمكنه أن يتجاهل جامع الكتبية بصومعته الشهيرة، التي تعدّ من أهم معالم مدينة مراكش التاريخية وأكثرها صيتاً.
حتّى أن سمعة هذا الجامع، قد بلغت الآفاق في العصور الوسطى متوغلة إلى أعماق غرب إفريقيا، بينما ذاع صيته في العصور الحديثة كأثر فني بالغ الجمال، ويكاد أن يكون مدرسة للفن الجميل أو متحفاً للابتكار المعماري، جمع كل عجيبة في ميادين البناء والزخرفة.
هذا الجامع المراكشي، يشهد اليوم ترميم وتهيئة محيطه، مع ردّ الاعتبار لخزانته من خلال خلق مركز للتفسير، في إطار تنفيذ المكون الثقافي لاتفاقية الإطار المتعلقة بمشروع تنمية وتطوير مدينة مراكش 2014-2017 "مراكش.. الحاضرة المتجددة".

الموحّدون والكتبية عن كثب

"انطلقت الأشغال في أغسطس/آب من العام المنصرم، ويتوقع أن تنتهي نهاية الشهر الحالي، إذ شملت بعض المرافق التابعة للكتبية الأولى، وإعادة الإنارة بالباحات، ثم تغطية الفضاءات الأثرية التي تم العثور عليها عام 1996، بالإضافة إلى تهيئة مركز تفسير الكتبية؛ لكي يكون في مستوى تطلعات الزوار الأجانب غير المسلمين، إذ سيمكنهم من التعرف عن كثب على الكتبية والدولة المُوحِّدية بشكل عام"، يؤكد جمال أبو الهدى، المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بجهة مراكش وآسفي، في حديثه لـ"هاف بوست عربي".
كما تمّ خلال هذا الترميم، "تجميع جميع المعطيات عن الكتبية، حتى يتمّ تقديمها بشكل دقيق للزوار والتعريف بها، وإدراجها في منشور سياحي خاص بمدينة مراكش"، يضيف المسؤول الجهوي بوزارة الثقافة.

بين الأول والثاني.. حكاية التأسيس

يعتبر جمال أبو الهدى، أن جامع الكتبية، "من أقدم المساجد في الغرب الإسلامي، إذ تم تأسيسه في منتصف القرن الـ 12، بالضبط عام 1147؛ تاريخ إحداث جامع الكتبية الأول، وهو الذي لم يَسع جميع أتباع الدولة الموحّدية، خاصة المقصورة، فتم إحداث جامع كتبية ثان سنة 1158 في عهد السلطان عبد المومن بن علي الكومي".
بل إن هناك من يرى، بحسب المصدر ذاته، أن الجامع "أقيم على أنقاض قصر الحجر، الذي يعتبر أول نواة في مدينة مراكش بعد تأسيسها من طرف يوسف بن تاشفين".

جامع الكتبية.. أصل التسمية

يرى أحمد متفكر، الباحث في تاريخ معالم مراكش، في تصريح لـ"هاف بوست عربي"، أن سبب تسمية الجامع بالكتبية، جاء "نسبة إلى باعة الكتب الذين كانوا يروّجون بضاعتهم بجانب الجامع، إذ كان تحت رواقه قديماً نحو 100 دكان للكتبيِّين لم يبق منها اليوم ولو دكان واحد".
بهذا الخصوص، يشير جمال أبو الهدى، المسؤول الجهوي بوزارة الثقافة، إلى أن الكتب "كانت تباع بجوار الجامع في القرنين الـ 12 و13، لذلك أطلق على الجامع اسم الكتبيين، ومع كثرة التداول انتقلت الكلمة من الكتبي إلى الكتبية، فأصبحت التسمية بشكل مؤنث".

الجامع تحفة معمارية

اشتهر جامع الكتبية بمنارته العالية الشبيهة بصومعة حسان بالرباط والخيرالدا بإشبيلية، كما اشتهر بمنبره الخشبي الذي يعتبر آية في فن صناعة الخشب.
يذكر أحمد متفكر، في كتابه "مساجد مراكش عبر التاريخ-من التأسيس إلى العهد العلوي"، أنه "لمّا أكمل عبد المومن بناء الجامع نُقل إليه منبراً عظيماً كان قد صنع بالأندلس في غاية الإتقان، قطعاته عود صندل أحمر وأصفر، وصفائحه من الذهب والفضة، ووجد مكتوباً على الخشب بالحفر: صنع هذا المنبر بمدينة قرطبة حرسها الله".
وقد تولى صنع المنبر ومقصورة الجامع، "المهندس الحاج يعيش المالقي"، إذ أن "ابن مرزوق تحدّث عن هذا المنبر في مسنده، فأشار إلى ما أكده أهل الفن من جودة وإتقان ترصيع منبري جامع قرطبة ومسجد الكتبية"، يضيف الباحث في تاريخ معالم مراكش.
أما فيما يخص صومعة جامع الكتبية، فيؤكد أحمد متفكر، مساجد مراكش عبر التاريخ، أنها "من بناء السلطان عبد المومن وأتمّها ولده يوسف، وليست من بناء يعقوب المنصور كما شاع غلطاً".
وهي صومعة، كما يصفها الباحث، "تقوم على قاعدة مربعة طولها 12.50 وارتفاعها 67.50 متر، وتختلف زخارف هذه المئذنة من وجه لآخر، كما تختلف النوافذ والفتحات التي صنعت لتنير السلّم الداخلي، وتتنوع العقود التي تزدان بها هذه الفتحات تنوعا يشهد بعبقرية الفنانين الذين تولوا شؤون البناء والزخرفة جميعاً".

الكتبية.. جامع صلاة وعلم وبيعة

عرفت مراكش تحت حكم الموحدين إشعاعاً كبيراً، جعل منها مركزاً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً لا نظير له في الغرب الإسلامي، ولعب جامع الكتبية دوراً كبيراً في ذلك.
فهذا الجامع، على غرار مسجد بن يوسف، "كان يقوم بدور تعليمي كبير جداً، إذ كان مجموعة من العلماء يلقِّنون دروساً بالجامع، أو ما يسمى بالكراسي العلمية"، يقول جمال أبو الهدى، المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بجهة مراكش وآسفي.
كما حظي الجامع أيضاً، "بمبايعة السلطانين العلويين؛ سيدي محمد بن عبد الله (1710-1790)، والمولى محمد بن عبد الرحمن (1810-1873)"، يشير أحمد متفكر، في كتابه: مساجد مراكش عبر التاريخ-من التأسيس إلى العهد العلوي.

 عن هاف بوست عربي

حينما دخل المستكشف الفرنسي، إدمون دوتي (1867-1929)، مدينة مراكش الواقعة جنوب المغرب في مطلع القرن العشرين، أثارت انتباهه أشجار النخيل وصومعة "جامع الكتبية"، فوصف المدينة في كتابه "مراكش"، كأنها "قصر عظيم قد نبت وسط واحة".
والزائر لمدينة النخيل أو المدينة الحمراء (ألقاب لمدينة مراكش)، لا يمكنه أن يتجاهل جامع الكتبية بصومعته الشهيرة، التي تعدّ من أهم معالم مدينة مراكش التاريخية وأكثرها صيتاً.
حتّى أن سمعة هذا الجامع، قد بلغت الآفاق في العصور الوسطى متوغلة إلى أعماق غرب إفريقيا، بينما ذاع صيته في العصور الحديثة كأثر فني بالغ الجمال، ويكاد أن يكون مدرسة للفن الجميل أو متحفاً للابتكار المعماري، جمع كل عجيبة في ميادين البناء والزخرفة.
هذا الجامع المراكشي، يشهد اليوم ترميم وتهيئة محيطه، مع ردّ الاعتبار لخزانته من خلال خلق مركز للتفسير، في إطار تنفيذ المكون الثقافي لاتفاقية الإطار المتعلقة بمشروع تنمية وتطوير مدينة مراكش 2014-2017 "مراكش.. الحاضرة المتجددة".

الموحّدون والكتبية عن كثب

"انطلقت الأشغال في أغسطس/آب من العام المنصرم، ويتوقع أن تنتهي نهاية الشهر الحالي، إذ شملت بعض المرافق التابعة للكتبية الأولى، وإعادة الإنارة بالباحات، ثم تغطية الفضاءات الأثرية التي تم العثور عليها عام 1996، بالإضافة إلى تهيئة مركز تفسير الكتبية؛ لكي يكون في مستوى تطلعات الزوار الأجانب غير المسلمين، إذ سيمكنهم من التعرف عن كثب على الكتبية والدولة المُوحِّدية بشكل عام"، يؤكد جمال أبو الهدى، المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بجهة مراكش وآسفي، في حديثه لـ"هاف بوست عربي".
كما تمّ خلال هذا الترميم، "تجميع جميع المعطيات عن الكتبية، حتى يتمّ تقديمها بشكل دقيق للزوار والتعريف بها، وإدراجها في منشور سياحي خاص بمدينة مراكش"، يضيف المسؤول الجهوي بوزارة الثقافة.

بين الأول والثاني.. حكاية التأسيس

يعتبر جمال أبو الهدى، أن جامع الكتبية، "من أقدم المساجد في الغرب الإسلامي، إذ تم تأسيسه في منتصف القرن الـ 12، بالضبط عام 1147؛ تاريخ إحداث جامع الكتبية الأول، وهو الذي لم يَسع جميع أتباع الدولة الموحّدية، خاصة المقصورة، فتم إحداث جامع كتبية ثان سنة 1158 في عهد السلطان عبد المومن بن علي الكومي".
بل إن هناك من يرى، بحسب المصدر ذاته، أن الجامع "أقيم على أنقاض قصر الحجر، الذي يعتبر أول نواة في مدينة مراكش بعد تأسيسها من طرف يوسف بن تاشفين".

جامع الكتبية.. أصل التسمية

يرى أحمد متفكر، الباحث في تاريخ معالم مراكش، في تصريح لـ"هاف بوست عربي"، أن سبب تسمية الجامع بالكتبية، جاء "نسبة إلى باعة الكتب الذين كانوا يروّجون بضاعتهم بجانب الجامع، إذ كان تحت رواقه قديماً نحو 100 دكان للكتبيِّين لم يبق منها اليوم ولو دكان واحد".
بهذا الخصوص، يشير جمال أبو الهدى، المسؤول الجهوي بوزارة الثقافة، إلى أن الكتب "كانت تباع بجوار الجامع في القرنين الـ 12 و13، لذلك أطلق على الجامع اسم الكتبيين، ومع كثرة التداول انتقلت الكلمة من الكتبي إلى الكتبية، فأصبحت التسمية بشكل مؤنث".

الجامع تحفة معمارية

اشتهر جامع الكتبية بمنارته العالية الشبيهة بصومعة حسان بالرباط والخيرالدا بإشبيلية، كما اشتهر بمنبره الخشبي الذي يعتبر آية في فن صناعة الخشب.
يذكر أحمد متفكر، في كتابه "مساجد مراكش عبر التاريخ-من التأسيس إلى العهد العلوي"، أنه "لمّا أكمل عبد المومن بناء الجامع نُقل إليه منبراً عظيماً كان قد صنع بالأندلس في غاية الإتقان، قطعاته عود صندل أحمر وأصفر، وصفائحه من الذهب والفضة، ووجد مكتوباً على الخشب بالحفر: صنع هذا المنبر بمدينة قرطبة حرسها الله".
وقد تولى صنع المنبر ومقصورة الجامع، "المهندس الحاج يعيش المالقي"، إذ أن "ابن مرزوق تحدّث عن هذا المنبر في مسنده، فأشار إلى ما أكده أهل الفن من جودة وإتقان ترصيع منبري جامع قرطبة ومسجد الكتبية"، يضيف الباحث في تاريخ معالم مراكش.
أما فيما يخص صومعة جامع الكتبية، فيؤكد أحمد متفكر، مساجد مراكش عبر التاريخ، أنها "من بناء السلطان عبد المومن وأتمّها ولده يوسف، وليست من بناء يعقوب المنصور كما شاع غلطاً".
وهي صومعة، كما يصفها الباحث، "تقوم على قاعدة مربعة طولها 12.50 وارتفاعها 67.50 متر، وتختلف زخارف هذه المئذنة من وجه لآخر، كما تختلف النوافذ والفتحات التي صنعت لتنير السلّم الداخلي، وتتنوع العقود التي تزدان بها هذه الفتحات تنوعا يشهد بعبقرية الفنانين الذين تولوا شؤون البناء والزخرفة جميعاً".

الكتبية.. جامع صلاة وعلم وبيعة

عرفت مراكش تحت حكم الموحدين إشعاعاً كبيراً، جعل منها مركزاً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً لا نظير له في الغرب الإسلامي، ولعب جامع الكتبية دوراً كبيراً في ذلك.
فهذا الجامع، على غرار مسجد بن يوسف، "كان يقوم بدور تعليمي كبير جداً، إذ كان مجموعة من العلماء يلقِّنون دروساً بالجامع، أو ما يسمى بالكراسي العلمية"، يقول جمال أبو الهدى، المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بجهة مراكش وآسفي.
كما حظي الجامع أيضاً، "بمبايعة السلطانين العلويين؛ سيدي محمد بن عبد الله (1710-1790)، والمولى محمد بن عبد الرحمن (1810-1873)"، يشير أحمد متفكر، في كتابه: مساجد مراكش عبر التاريخ-من التأسيس إلى العهد العلوي.

 عن هاف بوست عربي


ملصقات


اقرأ أيضاً
بالڤيديو.. منال بنشليخة من مراكش: القفطان مغربي بغاو ولا كرهو
عبرت نجمة الغناء المغربية منال بنشليخة عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات حفل اختتام اسبوع القفطان بمراكش، مؤكدة في تصريح على هامش الحفل انها تفتخر بالقفطان، مشيرة انه مغربي، ابى من ابى وكره من كره.
فيديو

بالڤيديو.. حفل اختتام اسبوع القفطان بمراكش يجمع اشهر نجمات الفن وكشـ24 تنقل انبهارهن بالقفطان المغربي
اختتمت ليلة أمس السبت 10 ماي بقصر البديع التاريخي بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من تظاهرة “أسبوع القفطان”، الذي يعتبر من أبرز التظاهرات الوطنية والدولية للاحتفاء بالقفطان المغربي. وقد عبرت مجموعة من نجمات الغناء و السينما و التلفزيون في تصريحاتهم لـ كشـ24 عن سعادتهم بحضور الحفل الختماي لاسبوع القفطان ابدين افتخارهن بالقفطان المغربي الذي يعتبر رمزا من رموز فن العيش والحضارة المغربية.
فيديو

بالڤيديو.. مدرب الكوكب بعد التعادل مع بني ملال: غادي نضطرو نعيشو ايام اخرى تحت الضغط
فيديو

بالڤيديو: “كابتن” الطاكسي.. سائق مراكشي يثير الإعجاب بزي الطيارين
محمد الاصفر أثار سائق سيارة أجرة من الصنف الثاني، يشتغل بمحيط مطار مراكش المنارة، إعجاب المهنيين والمسافرين، بعد ظهوره بزي مهني أنيق، ما اعتُبر خطوة راقية في اتجاه تحسين صورة قطاع النقل الفردي بالمدينة الحمراء.
فيديو

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة