الجمعة 03 مايو 2024, 04:38

سياسة

سفير المغرب بجنيف يبدد بهتان وأباطيل الجزائر بمجلس حقوق الإنسان


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 15 فبراير 2021

أماط سفير المغرب لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، عمر زنيبر، بالدليل والبرهان، اللثام عن الأكاذيب والأباطيل التي تروج لها الجزائر في كل دورة من دورات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بخصوص موضوع الصحراء المغربية.وأثار عمر زنيبر في رسالة وجهها إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة بجنيف، قبيل انعقاد الدورة الـ 46 لمجلس حقوق الإنسان، الانتباه إلى الطابع المنحاز وذي الدوافع السياسية للإعلان "الذي يستهدف ويهاجم بشكل غير لائق، المملكة المغربية خلال كل دورة، في ارتباط بالنزاع الإقليمي حول قضية الصحراء"، منددا بالاستغلال السياسي لهذه القضية من قبل مجموعة صغيرة تعمل بتحريض من الجزائر على تحويل مسار نقاشات المجلس.وقدم زنيبر في هذه الرسالة لمحة تاريخية عن عملية استكمال الوحدة الترابية للمملكة، والنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، والجهود ذات المصداقية المبذولة من قبل المملكة قصد إنهاء هذا الصراع الذي يعد من بقايا الحرب الباردة.وذكر في هذا السياق، بأن هذا النزاع الإقليمي نشأ من خلال تقسيم أراضي المملكة المغربية إلى مجموعة من الأجزاء المنفصلة، من قبل القوى الاستعمارية، مسجلا أنه بعد انتهاء الحماية الفرنسية، استعاد المغرب وحدته الترابية على مراحل: إقليم طرفاية في 1958، وسيدي إيفني في 1969، وأخيرا أقاليمه الصحراوية في 1975، وذلك عبر اتفاقية ثنائية أبرمت مع إسبانيا، موثقة كما ينبغي لدى الأمم المتحدة، في أعقاب الرأي الاستشاري الصادر بتاريخ 16 أكتوبر 1975، بطلب من المغرب، عن محكمة العدل الدولية، والذي تعتبر من خلاله أن الصحراء لم تكن أرضا خلاء وبأن ساكنتها منحت على الدوام بيعتها لملوك المغرب.وأشار إلى أنه بعد اتفاقية مدريد، شكلت استعادة وإدماج الأقاليم الصحراوية، موضوع نزاع تم افتعاله لأسباب جيو-سياسية، من قبل الجزائر والنظام الليبي للقذافي، في ارتباط مع تداعيات الحرب الباردة، وطموحاتهما لبسط الهيمنة، وعدائهما الإيديولوجي للخيارات السيادية للمغرب على الساحة الدولية.ومنذ ذلك الحين، أي بعد زهاء نصف قرن - يضيف السفير- تدعم الجزائر، بوسائل عسكرية، دبلوماسية ومالية، الميليشيات الانفصالية المسلحة التابعة لـ "البوليساريو"، والتي تم إنشاؤها بغرض الاعتراض على الوحدة الترابية للمملكة المغربية، باسم ما يسمى النضال ضد الاستعمار وتقرير المصير.وحرص زنيبر على التوضيح بأن "البوليساريو" لم يكن لها أي وجود قبل أن يشرع المغرب في استعادة أقاليمه، ولم يسبق أن خرجت إلى الوجود أثناء الاحتلال الاستعماري، فهي "ببساطة ليست سوى انبثاق لطموحات جيو-سياسية غير معترف بها، لكنها واضحة جدا بالنسبة للجميع".وفيما يتعلق بمبدأ تقرير المصير الذي يدعي القادة الجزائريون رغبتهم في الدفاع عنه، ذكر بأنه كدليل على تورطهم المباشر، وفي تناقض تام مع هذا المبدأ، فإن هؤلاء القادة الجزائريين لم يتوانوا سنة 2001، عن تقديم وثيقة للمبعوث الشخصي للأمين العام، جيمس بيكر، عن القيام صراحة باقتراح تقسيم الأقاليم المعنية، وذلك خلال اجتماع مغلق في هيوستن.وهنا، فإن الأمر يتعلق بتناقض صارخ مع ما يسمى تمسكهم بتقرير المصير، علاوة على أن هذا المقترح يقوم بشكل فاضح على فصل الساكنة والعائلات المعنية بواسطة حدود مصطنعة.وبخصوص محاربة الاستعمار، أشار إلى أن المغرب خاض معركة شرسة لعدة عقود ضد هذا الأمر، ليس فقط على ترابه، لكن من خلال دعم عسكري، مالي ودبلوماسي للكثير من الدول الإفريقية الشقيقة، وفي المقام الأول الجزائر.وذكر من جهة أخرى، بأن المغرب شجع ودعم بشكل مباشر الكفاح الشجاع الذي خاضه الشعب الجنوب-إفريقي ضد نظام الفصل العنصري، بقيادة البطل العالمي نيلسون مانديلا.وإلى جانب ذلك -يقول السفير- منذ 2007، وبطلب من الأمم المتحدة، قدم المغرب مقترحا يروم التسوية النهائية للنزاع حول الصحراء، من خلال مبادرة للحكم الذاتي ما فتئت منذ ذلك الحين تحظى بتأييد جزء كبير من المجتمع الدولي، مؤكدا أن مجلس الأمن، من خلال قراراته العديدة التي جاءت بعد ذلك، يعتبر هذه المبادرة "المسار ذي المصداقية والجدي" لتسوية هذا النزاع، بما يحافظ على الوحدة الترابية للمغرب ويوفر التوافقات الضرورية.وأكد زنيبر أن الأمر يتعلق من حيث المعطيات والجوهر، بحق الشعب المغربي في الحفاظ على وحدته الترابية، وهو المبدأ الذي يستند على ميثاق الأمم المتحدة والراسخ أيضا كنتيجة طبيعية في القرار 1514 الذي يحدد الحق في تقرير المصير.وللتذكير: فقد جرت تسوية الجزء الرئيسي من النزاعات الترابية من قبل الأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، في ظل احترام مبدأ الوحدة الترابية، و3 حالات من بين أزيد من 25 جرت تسويتها عبر الاستفتاء، حيث لم تكن مضطرة لمواجهة إشكالية عملية تحديد هوية الهيئة الناخبة.وقال إنه "من منطلق الجهل المتعمد لهذه المبادئ الأساسية، تقدم مجموعة صغيرة ومعزولة في كل دورة من دورات مجلس حقوق الإنسان، وبتحريض من الجزائر، إعلانا عدائيا لا أساس له ويتعارض مع جميع الحقائق، يقدم وضع الصحراء على أنها إقليم محتل، ويدعي بدون أي دليل وجود مظاهر تقييد تطال الحريات وحقوق الإنسان".وبالنسبة للدبلوماسي المغربي، فإن هذا الإعلان، المتكرر والبعيد عن الحقائق، يقدم دائما قراءة مبتورة وخاطئة لقرارات مجلس الأمن وللتقارير المتتالية للأمين العام للأمم المتحدة، التي تعترف بأكثر الطرق رسمية، بشرعية مبادرة الحكم الذاتي المغربية على أنها "جادة وذات مصداقية".وخلافا للممارسات المعروفة لدى غالبية دول المجموعة المعادية، فإن مبادرة الحكم الذاتي التي يدعو إليها المغرب تشهد على انفتاحه الديمقراطي والاعتراف بمميزات الساكنة المعنية وبالتدبير المحلي لشؤونهم.ولاحظ أنه الدول المعادية المعنية بالإعلان ضد المغرب، التي تزدري الطابع الرصين والإيجابي الذي ينبغي أن يسود نقاشات مجلس حقوق الإنسان، تشكل مجموعة محدودة، والتي تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بسبب انسحاب نصف أعضائها.وفي الواقع، فإن نصف الوفود التي كانت تنتمي سابقا لهذه المجموعة، والتي اقتنعت عبر جهود التوضيح، استوعبت الحقائق وما تمثله الميليشيات الانفصالية التابعة لـ "البوليساريو"، التي يتم تسخيرها ضد المغرب. وذكر السيد زنيبر بأن هذه المجموعة الصغيرة الانفصالية متورطة في خروقات لحقوق الإنسان وتجنيد الأطفال ضمن ميليشيات عسكرية، فضلا عن الاختلاسات المكثفة للمساعدات الإنسانية المثبتة رسميا من خلال وثائق الوكالات الدولية، لاسيما تقرير 2015 الصادر عن مكتب مكافحة الغش التابع للاتحاد الأوروبي.وتطرق من جهة أخرى للتنمية المشهودة وذات الوقع الكبير التي عرفتها الأقاليم الصحراوية منذ عودتها إلى حظيرة الوطن الأم، بما يعود بالنفع على الساكنة التي تدبر بنفسها ثمار مظاهر التقدم هاته، من خلال ممثليها الديمقراطيين المنتخبين، والحركة الجمعوية والمجتمع المدني، الممثلة عبر مئات المنظمات غير الحكومية ذات المصداقية والنزاهة.وأبرز أن هذه التنمية تصاحبها الكثير من الاتفاقيات الدولية المبرمة مع بلدان شريكة، المنخرطة هي أيضا ضمن التنمية الاقتصادية في هذه الأقاليم.وأكد زنيبر أنه في ما يتعلق بممارسة الحريات ووضعية حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية، فهي تشكل موضوع تفاعل نزيه، نشط وثابت مع الآليات المعنية بمجلس حقوق الإنسان، التي زارت عدة مرات هذه الأقاليم، وكذا الفروع المعنية بهذا المجال لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان.وذكر بأن أقاليم الصحراء في جنوب المغرب تشهد وضعا مستقرا وطبيعيا إلى أقصى حد، حيث تتوفر على مطارات دولية وتتم زيارتها بكيفية منتظمة من قبل المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من الآليات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان، والكثير من وفود الدبلوماسيين والبرلمانيين الأجانب، وكذا من قبل ممثلي المنظمات غير الحكومية الدولية والصحافة الدولية، التي تلتقي فيها بانتظام اللجان الجهوية التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.وإلى جانب ذلك، فقد أرسلت المفوضية السامية إلى هناك بعثة تقنية سنة 2015، والتي تمكنت فيها من الالتقاء بممثلي الساكنة المحلية وجميع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين.وأشار السفير إلى المغرب الذي يستند إلى عدالة قضيته الوطنية والدعم الكبير للساكنة "لا يمنع الناشطين الانفصاليين القلائل الذين يعيشون في الأقاليم الجنوبية من التنقل للقيام بالدعاية المباشرة، حضوريا، حتى هنا، مع أنهم حاملون لوثائق سفر مغربية"، مضيفا أن الكثير من بينهم يعتبرون قادة لـ "البوليساريو"، ويقومون بزيارة المخيمات العسكرية التابعة لهذه المجموعة الانفصالية، على تراب البلد الجار في شرق المملكة، الجزائر، للدعوة إلى هجومات عسكرية ليتظاهروا بعد ذلك على أنهم ضحايا مفترضون.وسلط الضوء هنا على التزام المغرب على المستوى العالمي بالجهود الإنسانية، وكفاعل للحفاظ على السلم، ومن ثم فهو معروف بدوره كميسر للسلام، لاسيما بمنطقة الشرق الأوسط، وليبيا، والساحل، ومن منظور أشمل بجهوده لتنمية مجموع القارة الإفريقية.وأضاف "بلدي قام بتطوير ثقافة الحوار وتعزيز السلم، بعيدا عن الأحكام الجاهزة التي يتضمنها الإعلان العدائي، الذين لا يمكن لأصحابه، على ضوء سجلهم في مجال حقوق الإنسان، وفي ظل افتقادهم للشرعية، بأي حال من الأحوال، أن يسمحوا لأنفسهم باستهداف المملكة المغربية".وأكد زنيبر أنه "إلى حدود اليوم، يشكل دعم الوحدة الترابية للمغرب، وبالتالي بمخطط الحكم الذاتي، موضوع تأييد واسع النطاق، كما تدل على ذلك التصريحات الرسمية والجديدة لعشرات الدول عبر العالم"، مسجلا في هذا الصدد أن أزيد من عشرين بلدا فتحت تمثيليات دبلوماسية (قنصليات عامة)، في مدينتي العيون والداخلة، والتي أضحت تشكل حلقة وصل للتنمية الإقليمية والقارية بإفريقيا.وأكد سفير المغرب في هذا الصدد أن "الإعلان العدائي، الذي يتكرر مرارا وتكرارا بدون فرق، لا يضيف قيمة إلى مناقشاتنا فحسب، بل يساهم في تفاقم تسييسها".وقال إنه من خلال هذا الإعلان، يضع مؤلفوه الرئيسيون أنفسهم في وضعية معيقة لا تساهم بأي حال من الأحوال في البحث عن حل لمحنة السكان المحتجزين ضد إرادتهم منذ عقود، في مخيمات تندوف بالجزائر، والذين لم يجري أبدا تعدادهم بسبب رفض السلطات الجزائرية، في عدم احترام صارخ لتوصيات مجلس الأمن بشأن هذه النقطة الجوهرية، مشيرا إلى أن هذه الساكنة، يتم توظيفها للأسف الشديد، كجزء من إستراتيجية جيو-سياسية محكوم عليها بالفشل، والتي تترتب عنها كلفة إنسانية باهظة بالنسبة للمجتمع الدولي، الذي أضحى يتوفر على جميع الوسائل الملائمة لوضع حد لها.وأضاف أن "مناورات، أكاذيب وأعمال المجموعة المعادية ليس لها من هدف سوى صرف نظر المجلس عن مهمته النبيلة، وتساهم للأسف في تمديد غياب أي أفق للاندماج الإقليمي لشمال إفريقيا، ومن ثم تحمل مسؤولية كبرى أمام تاريخ ومستقبل الشعوب الشقيقة لهذه المنطقة".وخلص إلى أن قضية الصحراء تشكل موضوع عملية سياسية من الاختصاص الحصري لمجلس الأمن، الذي أشاد ضمن قراراته السابقة، لاسيما الأخير الذي جرى اعتماده في أكتوبر 2020، بدور اللجان الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

أماط سفير المغرب لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، عمر زنيبر، بالدليل والبرهان، اللثام عن الأكاذيب والأباطيل التي تروج لها الجزائر في كل دورة من دورات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بخصوص موضوع الصحراء المغربية.وأثار عمر زنيبر في رسالة وجهها إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة بجنيف، قبيل انعقاد الدورة الـ 46 لمجلس حقوق الإنسان، الانتباه إلى الطابع المنحاز وذي الدوافع السياسية للإعلان "الذي يستهدف ويهاجم بشكل غير لائق، المملكة المغربية خلال كل دورة، في ارتباط بالنزاع الإقليمي حول قضية الصحراء"، منددا بالاستغلال السياسي لهذه القضية من قبل مجموعة صغيرة تعمل بتحريض من الجزائر على تحويل مسار نقاشات المجلس.وقدم زنيبر في هذه الرسالة لمحة تاريخية عن عملية استكمال الوحدة الترابية للمملكة، والنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، والجهود ذات المصداقية المبذولة من قبل المملكة قصد إنهاء هذا الصراع الذي يعد من بقايا الحرب الباردة.وذكر في هذا السياق، بأن هذا النزاع الإقليمي نشأ من خلال تقسيم أراضي المملكة المغربية إلى مجموعة من الأجزاء المنفصلة، من قبل القوى الاستعمارية، مسجلا أنه بعد انتهاء الحماية الفرنسية، استعاد المغرب وحدته الترابية على مراحل: إقليم طرفاية في 1958، وسيدي إيفني في 1969، وأخيرا أقاليمه الصحراوية في 1975، وذلك عبر اتفاقية ثنائية أبرمت مع إسبانيا، موثقة كما ينبغي لدى الأمم المتحدة، في أعقاب الرأي الاستشاري الصادر بتاريخ 16 أكتوبر 1975، بطلب من المغرب، عن محكمة العدل الدولية، والذي تعتبر من خلاله أن الصحراء لم تكن أرضا خلاء وبأن ساكنتها منحت على الدوام بيعتها لملوك المغرب.وأشار إلى أنه بعد اتفاقية مدريد، شكلت استعادة وإدماج الأقاليم الصحراوية، موضوع نزاع تم افتعاله لأسباب جيو-سياسية، من قبل الجزائر والنظام الليبي للقذافي، في ارتباط مع تداعيات الحرب الباردة، وطموحاتهما لبسط الهيمنة، وعدائهما الإيديولوجي للخيارات السيادية للمغرب على الساحة الدولية.ومنذ ذلك الحين، أي بعد زهاء نصف قرن - يضيف السفير- تدعم الجزائر، بوسائل عسكرية، دبلوماسية ومالية، الميليشيات الانفصالية المسلحة التابعة لـ "البوليساريو"، والتي تم إنشاؤها بغرض الاعتراض على الوحدة الترابية للمملكة المغربية، باسم ما يسمى النضال ضد الاستعمار وتقرير المصير.وحرص زنيبر على التوضيح بأن "البوليساريو" لم يكن لها أي وجود قبل أن يشرع المغرب في استعادة أقاليمه، ولم يسبق أن خرجت إلى الوجود أثناء الاحتلال الاستعماري، فهي "ببساطة ليست سوى انبثاق لطموحات جيو-سياسية غير معترف بها، لكنها واضحة جدا بالنسبة للجميع".وفيما يتعلق بمبدأ تقرير المصير الذي يدعي القادة الجزائريون رغبتهم في الدفاع عنه، ذكر بأنه كدليل على تورطهم المباشر، وفي تناقض تام مع هذا المبدأ، فإن هؤلاء القادة الجزائريين لم يتوانوا سنة 2001، عن تقديم وثيقة للمبعوث الشخصي للأمين العام، جيمس بيكر، عن القيام صراحة باقتراح تقسيم الأقاليم المعنية، وذلك خلال اجتماع مغلق في هيوستن.وهنا، فإن الأمر يتعلق بتناقض صارخ مع ما يسمى تمسكهم بتقرير المصير، علاوة على أن هذا المقترح يقوم بشكل فاضح على فصل الساكنة والعائلات المعنية بواسطة حدود مصطنعة.وبخصوص محاربة الاستعمار، أشار إلى أن المغرب خاض معركة شرسة لعدة عقود ضد هذا الأمر، ليس فقط على ترابه، لكن من خلال دعم عسكري، مالي ودبلوماسي للكثير من الدول الإفريقية الشقيقة، وفي المقام الأول الجزائر.وذكر من جهة أخرى، بأن المغرب شجع ودعم بشكل مباشر الكفاح الشجاع الذي خاضه الشعب الجنوب-إفريقي ضد نظام الفصل العنصري، بقيادة البطل العالمي نيلسون مانديلا.وإلى جانب ذلك -يقول السفير- منذ 2007، وبطلب من الأمم المتحدة، قدم المغرب مقترحا يروم التسوية النهائية للنزاع حول الصحراء، من خلال مبادرة للحكم الذاتي ما فتئت منذ ذلك الحين تحظى بتأييد جزء كبير من المجتمع الدولي، مؤكدا أن مجلس الأمن، من خلال قراراته العديدة التي جاءت بعد ذلك، يعتبر هذه المبادرة "المسار ذي المصداقية والجدي" لتسوية هذا النزاع، بما يحافظ على الوحدة الترابية للمغرب ويوفر التوافقات الضرورية.وأكد زنيبر أن الأمر يتعلق من حيث المعطيات والجوهر، بحق الشعب المغربي في الحفاظ على وحدته الترابية، وهو المبدأ الذي يستند على ميثاق الأمم المتحدة والراسخ أيضا كنتيجة طبيعية في القرار 1514 الذي يحدد الحق في تقرير المصير.وللتذكير: فقد جرت تسوية الجزء الرئيسي من النزاعات الترابية من قبل الأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، في ظل احترام مبدأ الوحدة الترابية، و3 حالات من بين أزيد من 25 جرت تسويتها عبر الاستفتاء، حيث لم تكن مضطرة لمواجهة إشكالية عملية تحديد هوية الهيئة الناخبة.وقال إنه "من منطلق الجهل المتعمد لهذه المبادئ الأساسية، تقدم مجموعة صغيرة ومعزولة في كل دورة من دورات مجلس حقوق الإنسان، وبتحريض من الجزائر، إعلانا عدائيا لا أساس له ويتعارض مع جميع الحقائق، يقدم وضع الصحراء على أنها إقليم محتل، ويدعي بدون أي دليل وجود مظاهر تقييد تطال الحريات وحقوق الإنسان".وبالنسبة للدبلوماسي المغربي، فإن هذا الإعلان، المتكرر والبعيد عن الحقائق، يقدم دائما قراءة مبتورة وخاطئة لقرارات مجلس الأمن وللتقارير المتتالية للأمين العام للأمم المتحدة، التي تعترف بأكثر الطرق رسمية، بشرعية مبادرة الحكم الذاتي المغربية على أنها "جادة وذات مصداقية".وخلافا للممارسات المعروفة لدى غالبية دول المجموعة المعادية، فإن مبادرة الحكم الذاتي التي يدعو إليها المغرب تشهد على انفتاحه الديمقراطي والاعتراف بمميزات الساكنة المعنية وبالتدبير المحلي لشؤونهم.ولاحظ أنه الدول المعادية المعنية بالإعلان ضد المغرب، التي تزدري الطابع الرصين والإيجابي الذي ينبغي أن يسود نقاشات مجلس حقوق الإنسان، تشكل مجموعة محدودة، والتي تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بسبب انسحاب نصف أعضائها.وفي الواقع، فإن نصف الوفود التي كانت تنتمي سابقا لهذه المجموعة، والتي اقتنعت عبر جهود التوضيح، استوعبت الحقائق وما تمثله الميليشيات الانفصالية التابعة لـ "البوليساريو"، التي يتم تسخيرها ضد المغرب. وذكر السيد زنيبر بأن هذه المجموعة الصغيرة الانفصالية متورطة في خروقات لحقوق الإنسان وتجنيد الأطفال ضمن ميليشيات عسكرية، فضلا عن الاختلاسات المكثفة للمساعدات الإنسانية المثبتة رسميا من خلال وثائق الوكالات الدولية، لاسيما تقرير 2015 الصادر عن مكتب مكافحة الغش التابع للاتحاد الأوروبي.وتطرق من جهة أخرى للتنمية المشهودة وذات الوقع الكبير التي عرفتها الأقاليم الصحراوية منذ عودتها إلى حظيرة الوطن الأم، بما يعود بالنفع على الساكنة التي تدبر بنفسها ثمار مظاهر التقدم هاته، من خلال ممثليها الديمقراطيين المنتخبين، والحركة الجمعوية والمجتمع المدني، الممثلة عبر مئات المنظمات غير الحكومية ذات المصداقية والنزاهة.وأبرز أن هذه التنمية تصاحبها الكثير من الاتفاقيات الدولية المبرمة مع بلدان شريكة، المنخرطة هي أيضا ضمن التنمية الاقتصادية في هذه الأقاليم.وأكد زنيبر أنه في ما يتعلق بممارسة الحريات ووضعية حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية، فهي تشكل موضوع تفاعل نزيه، نشط وثابت مع الآليات المعنية بمجلس حقوق الإنسان، التي زارت عدة مرات هذه الأقاليم، وكذا الفروع المعنية بهذا المجال لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان.وذكر بأن أقاليم الصحراء في جنوب المغرب تشهد وضعا مستقرا وطبيعيا إلى أقصى حد، حيث تتوفر على مطارات دولية وتتم زيارتها بكيفية منتظمة من قبل المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من الآليات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان، والكثير من وفود الدبلوماسيين والبرلمانيين الأجانب، وكذا من قبل ممثلي المنظمات غير الحكومية الدولية والصحافة الدولية، التي تلتقي فيها بانتظام اللجان الجهوية التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.وإلى جانب ذلك، فقد أرسلت المفوضية السامية إلى هناك بعثة تقنية سنة 2015، والتي تمكنت فيها من الالتقاء بممثلي الساكنة المحلية وجميع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين.وأشار السفير إلى المغرب الذي يستند إلى عدالة قضيته الوطنية والدعم الكبير للساكنة "لا يمنع الناشطين الانفصاليين القلائل الذين يعيشون في الأقاليم الجنوبية من التنقل للقيام بالدعاية المباشرة، حضوريا، حتى هنا، مع أنهم حاملون لوثائق سفر مغربية"، مضيفا أن الكثير من بينهم يعتبرون قادة لـ "البوليساريو"، ويقومون بزيارة المخيمات العسكرية التابعة لهذه المجموعة الانفصالية، على تراب البلد الجار في شرق المملكة، الجزائر، للدعوة إلى هجومات عسكرية ليتظاهروا بعد ذلك على أنهم ضحايا مفترضون.وسلط الضوء هنا على التزام المغرب على المستوى العالمي بالجهود الإنسانية، وكفاعل للحفاظ على السلم، ومن ثم فهو معروف بدوره كميسر للسلام، لاسيما بمنطقة الشرق الأوسط، وليبيا، والساحل، ومن منظور أشمل بجهوده لتنمية مجموع القارة الإفريقية.وأضاف "بلدي قام بتطوير ثقافة الحوار وتعزيز السلم، بعيدا عن الأحكام الجاهزة التي يتضمنها الإعلان العدائي، الذين لا يمكن لأصحابه، على ضوء سجلهم في مجال حقوق الإنسان، وفي ظل افتقادهم للشرعية، بأي حال من الأحوال، أن يسمحوا لأنفسهم باستهداف المملكة المغربية".وأكد زنيبر أنه "إلى حدود اليوم، يشكل دعم الوحدة الترابية للمغرب، وبالتالي بمخطط الحكم الذاتي، موضوع تأييد واسع النطاق، كما تدل على ذلك التصريحات الرسمية والجديدة لعشرات الدول عبر العالم"، مسجلا في هذا الصدد أن أزيد من عشرين بلدا فتحت تمثيليات دبلوماسية (قنصليات عامة)، في مدينتي العيون والداخلة، والتي أضحت تشكل حلقة وصل للتنمية الإقليمية والقارية بإفريقيا.وأكد سفير المغرب في هذا الصدد أن "الإعلان العدائي، الذي يتكرر مرارا وتكرارا بدون فرق، لا يضيف قيمة إلى مناقشاتنا فحسب، بل يساهم في تفاقم تسييسها".وقال إنه من خلال هذا الإعلان، يضع مؤلفوه الرئيسيون أنفسهم في وضعية معيقة لا تساهم بأي حال من الأحوال في البحث عن حل لمحنة السكان المحتجزين ضد إرادتهم منذ عقود، في مخيمات تندوف بالجزائر، والذين لم يجري أبدا تعدادهم بسبب رفض السلطات الجزائرية، في عدم احترام صارخ لتوصيات مجلس الأمن بشأن هذه النقطة الجوهرية، مشيرا إلى أن هذه الساكنة، يتم توظيفها للأسف الشديد، كجزء من إستراتيجية جيو-سياسية محكوم عليها بالفشل، والتي تترتب عنها كلفة إنسانية باهظة بالنسبة للمجتمع الدولي، الذي أضحى يتوفر على جميع الوسائل الملائمة لوضع حد لها.وأضاف أن "مناورات، أكاذيب وأعمال المجموعة المعادية ليس لها من هدف سوى صرف نظر المجلس عن مهمته النبيلة، وتساهم للأسف في تمديد غياب أي أفق للاندماج الإقليمي لشمال إفريقيا، ومن ثم تحمل مسؤولية كبرى أمام تاريخ ومستقبل الشعوب الشقيقة لهذه المنطقة".وخلص إلى أن قضية الصحراء تشكل موضوع عملية سياسية من الاختصاص الحصري لمجلس الأمن، الذي أشاد ضمن قراراته السابقة، لاسيما الأخير الذي جرى اعتماده في أكتوبر 2020، بدور اللجان الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمملكة.



اقرأ أيضاً
المغرب يفاوض لشراء درونات أمريكية متطورة من طراز “حارس البحر”
قالت تقارير إعلامية، أن المغرب والولايات المتحدة يُجريان مفاوضات لبيع 4 طائرات بدون طيار متطورة من طراز "حارس البحر" للرباط. وحسب التقارير ذاتها، من المقرر مناقشة الصفقة مع أعضاء الكونجرس الأمريكي في الأيام المقبلة. وقد منحت وزارة الخارجية الأمريكية بالفعل الإذن ببيع هذه الدرونات المتطورة. ولا يزال الاتفاق الأولى للصفقة بحاجة إلى موافقة الكونغرس، الذي من المقرر أن يتلقى تفاصيل الاتفاق يوم الجمعة. ويبلغ مدى الطائرات الأربع بدون طيار "MQ-9B SeaGuardian" من شركة "General Atomics" الأمريكية حوالي 11 ألف كيلومتر. ويمكن التحكم بـ "MQ-9B" من محطات أرضية، وهي قادرة على الطيران لمدة 40 ساعة على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم. ويمكن تسليحها بالقنابل والصواريخ الذكية، بالإضافة إلى معدات المراقبة والاستطلاع.
سياسة

مجلس النواب يعقد جلسة عمومية لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة
يعقد مجلس النواب، يوم الأربعاء المقبل، جلسة عمومية تخصص لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة. وذكر بلاغ لمجلس النواب يومه الخميس، أن هذه الجلسة تنعقد طبقا لأحكام الدستور ومقتضيات النظام الداخلي، وستنطلق على الساعة الثالثة بعد الزوال، بمجلس النواب. ودعا رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، جميع النواب لحضور أشغال هذه الجلسة، المخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة.
سياسة

حكومة أخنوش ترفض اتهامها بـ”مقايضة” الزيادات في الأجور بإصلاح أنظمة التقاعد
المقايضة تعني تبادل سلعة بسلعة أخرى، في النظام الاقتصادي التقليدي، لكن العبارة دخلت المجال السياسي في المغرب بقوة، في الأيام الأخيرة، بعدما ارتفعت أحزاب ونقابات معارضة لتتهم الحكومة بمقايضة النقابات التي شاركت في الحوار الاجتماعي بمقايضتها الزيادات في الأجور وتخفيض الضريبة عن الدخل بالإصلاح القاسي لأنظمة التقاعد وتمرير قانون الإضراب. الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، في الندوة الصحفية الأسبوعية التي يعقدها على هامش انعقاد الاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي، رفض هذا الاتهام. وقال إن حكومة أخنوش وقعت اتفاقا غير مسبوق مع النقابات في 29 أبريل المنصرم، بالنظر لقيمته المالية.  الوزير بايتاس وصف أيضا الاتفاق بغير المسبوق لأنه خرج من منطق الحوار الاجتماعي في صيغته السابقة، إلى منطق جديد يندرج في إطار التوجيهات الملكية، لأن الجولة الجديدة للحوار الاجتماعي تندرج في إطار بناء المشروع الاجتماعي الذي أراده جلالة الملك. وأعاد الحديث عن مأسسة الحوار الاجتماعي، في إشارة إلى عقد جلسات الحوار مع النقابات بشكل منتظم ووفق جدول عمل معين، حيث تعقد الاجتماعات بين الطرفين كل ستة أشهر. بعد الزيادات في الأجور وتخفيض الضريبة عن الدخل، يرتقب أن تخوض الحكومة مع النقابات في ملفات ساخنة ومؤجلة من قبل حكومات سابقة. ويتعلق الأمر بأنظمة التقاعد، وقانون الإضراب. ويثير قانون الإضراب مخاوف معارضين للحكومة، خاصة ما يتعلق بالتضييق على الحريات العام والحق في التظاهر. أما إصلاح أنظمة التقاعد، فإن ما يثير المخاوف هو رفع سن التقاعد إلى 65 سنة، وتخفيض المعاشات، والرفع من المساهات. ويشير المعارضون إلى أن الحكومة منحت هدية الزيادات في الأجور للنقابات المشاركة في الحوار الاجتماعي، مقابل أن تغض الطرف على إصلاحات قاسية تخص أساسا أنظمة التقاعد. الحكومة من جانبها تعتبر بأن هذه الإصلاحات ضرورية لإنقاذ هذه الصناديق، بينما سبق للنعم ميارة، الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن أشار في تجمعه لفاتح ماي بفاس، بأن الإصلاحات ستكون قاسية، لأنها، بحسب تعبيره، ضرورية.  
سياسة

نزار بركة يطرح معاييره لانتقاء أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال
لم تكن فقط مشاركة نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في التجمع الخطابي لنقابة الاتحاد العام للشغالين، الأربعاء، بقاعة 11 يناير بفاس، مناسبة للحديث عن إنجازات الحكومة التي يشارك فيها حزبه، وتقديم معطيات عن اتفاق الحوار الاجتماعي مع النقابات وما ارتبط به من زيادات في الأجور وتخفيض الضريبة عن الدخل. فقد تحدث أيضا عن أوضاع حزب الاستقلال وعن رؤيته لمستقبله بعد منحه ولاية ثانية في المؤتمر الـ18 الذي أنهى أشغاله نهاية الأسبوع الماضي، بعد تأخر عن الانعقاد استمر لثلاث سنوات بسبب أزمة داخلية طاحنة. وكشف عن المعايير الجديدة التي سيتم اعتمادها في انتقاء أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، وهو الملف الذي تم تأجيل حسمه بسبب التقاطبات الحادة بين تياره وتيار ولد الرشيد، وما ارتبط بها من تطلعات لعدد من رموز "الميزان" في الحصول على مقعد في لجنة القيادة. نزار بركة أوضح أنه تم اتخاذ قرار الإبقاء على  اجتماع المجلس الوطني مفتوحا لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذيية، بعدما تبين أن التدافعات التي شهدها المؤتمر  كان من الممكن أن تؤدي إلى انعكاسات على تشكيلة اللجنة التنفيذية، حسب تعبيره. وذهب إلى أن قادة الحزب اعتبروا أنه من الضروري توسيع دائرة المشاورات وأخذ ما يكفي من الوقت لتقييم الترشيحات التي وصل عددها إلى 107 ترشيحا. بالنسبة للأمين العام لحزب الاستقلال هذا التأجيل سيمكن من اتخاذ القرارات المناسبة اعتمادا على معايير موضوعية، حددها في الكفاءة و المسار النضالي والأخلاق والعمل الميداني والإشعاع الفكري والترابي والوفاء لمبادئ وقيم حزب الاستقلال.   الهدف، يورد نزار بركة، هو "أن نخرج بقيادة جديدة منسجمة وقوية وقادرة أن تشكل حكومة الظل لمواكبة ما يتم القيام به من  قبل الحكومة، لكي يكون أداءنا في مستوى التطلعات، ومن أجل النجاح في الانتخابات المقبلة الجماعية والمهنية والجماعية حتى تكون نكون قي صدارة المشهد في انتخابات2026".  
سياسة

المغرب والولايات المتحدة يعززان تعاونهما في مجال التبادل الأكاديمي
جرى أمس الثلاثاء بواشنطن، توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة الدولية للرباط وجامعة ولاية ميسيسيبي، خلال حفل ترأسه سفير المملكة المغربية لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني. وتهدف مذكرة التفاهم، التي وقعها كل من رئيس الجامعة الدولية للرباط، نور الدين مؤدب، ورئيس جامعة ولاية ميسيسيبي الأمريكية، مارك كينوم، إلى تعزيز التبادل الأكاديمي وتوسيع التعاون المثمر بين الجامعتين في مختلف مجالات البحث العلمي. وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز العمراني أن توقيع هذه المذكرة يعد ثمرة شراكة متينة بين مؤسستين أكاديميتين بارزتين، ويشكل مرحلة جديدة في تعاونهما في سبيل بناء مستقبل مشترك لفائدة الطلبة من البلدين الصديقين. وأبرز أن نجاح هذه الشراكة الواعدة ما كان ليتبلور على أرض الواقع لولا الرؤية المنفتحة والمستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال التعليم. كما اعتبر أن هذا الاتفاق يعد نموذجا يمهد السبيل أمام العديد من الجامعات المغربية في سعيها لتحقيق التميز الأكاديمي والانفتاح على العالم. وذكر العمراني بأن المغرب والولايات المتحدة يعدان حليفين استراتيجيين عريقين، تحدوهما الرغبة في تعزيز شراكتهما في مختلف المجالات، ومن ضمنها نقل التكنولوجيا لخدمة التنمية السوسيو-اقتصادية المستدامة، وتحفيز التبادل الإنساني الذي يعد حاسما لإرساء جسور دائمة للتبادل الثقافي عبر المحيط الأطلسي. بدوره، أكد رئيس الجامعة الدولية للرباط أن مذكرة التفاهم تروم توسيع مجال اتفاق الإطار الموقع بين الجامعتين في سنة 2011، وهي تعد كذلك نقلة نوعية تكرس الشراكة الاستراتيجية بين الجامعتين. ومن جانبه، أبرز كينوم، رئيس جامعة ولاية مسيسيبي، وهو قنصل فخري للمملكة المغربية، في مداخلته، أن مذكرة التفاهم تعد احتفاء بالشراكة والصداقة الراسختين بين المغرب والولايات المتحدة، مؤكدا على أهمية توسيع الفرص المتاحة أمام الجامعتين من أجل تكوين الشباب في مختلف المجالات وتعزيز البحث الأكاديمي. وبمناسبة حفل التوقيع على مذكرة التفاهم، تم تقديم عرض حول منجزات الجامعتين في المجال الأكاديمي، وآفاق تعزيز الشراكة بينهما.
سياسة

التقدم والاشتراكية يرفض مقايضة الزيادات في الأجور بتمرير قوانين مجحفة
في الوقت الذي قدمت فيه الحكومة الزيادات الأخيرة التي أقرتها بأنها تندرج في إطار ترسيخ خيار الدولة الاجتماعية، وبأنها ستساهم بشكل مهم ضمن إجراءات أخرى في تخفيف العبء على المواطنين، قدم حزب التقدم والاشتراكية، الموجود في المعارضة نظرة قاتمة للوضع الاجتماعي في بيان أصدره بمناسبة فاتح ماي العمالية. حزب "الكتاب"  اعتبر أن لأوضاع الاجتماعية مقلقة، وتُـــفَـنِّــدُ خطابَ الارتياح لدى الحكومة. وتطرق، في هذا الصدد، إلى التدهور الخطير للقدرة الشرائية؛ والغلاءُ الفاحش والمتواصل لأسعار معظم المواد الاستهلاكية والخدمات؛ وبلوغ معدلات البطالة أرقاماً قياسية؛ وتفقيرُ ملايين المنتمين إلى الطبقة المتوسطة؛ وتسريح عشرات الآلاف من العمال من جرَّاء إفلاس آلاف المقاولات، والهجوم على الحريات النقابية وحقوق العمال، وتدهور ظروف العمل؛ والميْل نحو تفكيك المرفق العمومي والخدمة العمومية في ميادين حيوية كالماء والكهرباء والصحة والتعليم. اللافت أن حزب "الكتاب" رغم هذا الخطاب الموغل في التشاؤم، سجل إيجاباً مضامين الاتفاق الاجتماعي ل 29 أبريل 2024، وهنأ الطبقة العاملة المغربية، وخاصة في القطاع العمومي، على المكاسب التي تَــمَكَّـــنَت من انتزاعها من الحكومة على مستوى التحسين الطفيف للدخل بالنظر إلى الارتفاع الهائل لمعدلات التضخم، وذلك بعد سنتيْن ونصف من التعنُّــت الحكومي، وبعد سنتين على اتفاق 30 أبريل 2022 الذي لم تلتزم به الحكومة. وعاد حزب التقدم والاشتراكية، ما جهة أخرى، ليحذر الحكومة من استخدام منطق مُقايضة المكاسب الحالية للأجراء بمحاولة تمرير أيِّ صيغٍ لقانون الإضراب أو لإصلاح منظومة التقاعد يكونُ فيها مساسٌ بالحقوق النقابية للأجراء، أو بقدرتهم الشرائية، أو بوضعياتهم المادية بعد التقاعد. وطالب أيضا بالحرص على تنفيذ الاتفاق الاجتماعي الحالي، وتشجيع المفاوضات والاتفاقيات الجماعية، والنهوض بالحوار الاجتماعي المنتج للحلول قطاعيا وترابيا.   كما طالب باتخاذ إجراءاتٍ اجتماعية ملموسة الأثر، كالرفع من قيمة المعاشات؛ وملاءمة دخل الأجراء مع معدلات التضخم؛ ومراقبة وضبط الأسعار؛ واستعمال الوسائل التنظيمية والجمركية والضريبية والمداخيل الإضافية من أجل حماية القدرة الشرائية للمغاربة عموماً والأجراء تحديداً.  
سياسة

ميارة: بعد الزيادات في الأجور اتفقنا على فتح ملف أنظمة التقاعد والإصلاح سيكون قاسيا
قال النعم ميارة، الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في التجمع الخطابي الذي ترأسه اليوم الأربعاء، بمدينة فاس، بمناسبة فاتح ماي، إن النقابات المركزية اتفقت مع الحكومة على فتح النقاش من أجل مراجعة قانون الإضراب وإصلاح أنظمة التقاعد.  بالنسبة لقانون الإضراب، فقد بعث الكاتب العام لنقابة حزب الاستقلال برسالة اطمئنان إلى أعضاء نقابته، حيث أخبرهم بأن هذا القانون سيصون كرامة الشغيلة، ولن يتجاوز المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.  لكنه أشار، في هذا التجمع الذي حضره عمدة المدينة وعدد من برلمانيي أحزاب التحالف الحكومي، إلى أن "إصلاح أنظمة التقاعد سيكون مريرا" وستكون فيه تنازلات كبيرة من طرف الأجراء ومن طرف الحكومة، وذلك "لكي نصل إلى إصلاح حقيقي"، حسب تعبيره.  ميارة حاول أن يقلل من حجم الصدمة، موردا بأن الأجراء ليسوا مسؤولين على إفلاس هذه الصناديق، لكن الحكومة الحالية بدورها ليست مسؤولة. "الإصلاح ضروري لكنه لا يجب أن يكون على حساب الأجراء وحدهم"، يورد النعم ميارة، قبل أن يضيف بأنه تم الاتفاق أيضا على مراجعة مدونة الشغل، وهذه المراجعة ستكون لصالح الطبقة الشغيلة، التي تواجه الطرد التعسفي بسبب ثغرات وأخطاء المدونة.  وأشاد الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بمأسسة الحوار الاجتماعي من قبل الحكومة الحالية. كما نوه بتنفيذها لالتزاماتها، حسب تعبيره. وقال في هذا الصدد: اشتغلنا مع حكومة تفي بوعودها. كما سجل بأن ما تضمنه اتفاق 29 أبريل 2024 هو نفسه ما ورد في المذكرة المطلبية التي سبق لنقابته أن رفعتها إلى الحكومة، واصفا الاتفاق بالتاريخي. 
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 03 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة