سياسة

سجال محتدم بين هلال والسفير الجزائري في باكو


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 8 يوليو 2023

شهدت الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز، المنعقد في باكو بأذربيجان، سجالا محتدما بين السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، ونظيره الجزائري عمار بن جامع، بحضور وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي تابع النقاش في غرفة مجاورة.

واستخدم الممثل الدائم للجزائر، في مناسبتين، حقه في الرد للتعبير عن استغرابه إزاء خطاب المغرب، الذي تم إلقاؤه في اليوم السابق، بذريعة أنه هاجم وزيره، متعللا بكون هذا الأخير لم يذكر المغرب بالاسم، قبل أن يسترسل في مهاتراته المعتادة حول الصحراء المغربية.

وخلال رده، ذكر السفير هلال بأنه لم يأت على ذكر الجزائر في خطابه، على عكس الوزير عطاف الذي تطرق إلى الصحراء المغربية، التي تعد جزءا لا يتجزأ من المملكة، مهنئا السفير الجزائري على استنباط كونه مقصودا بتلميحات مبطنة من المغرب، ولكونه استوعب الرسائل بشكل جيد. واستشهد على ذلك بالمثل القائل "كاد المريب أن يقول خذوني"، وهو ما يتناسب بشكل تام مع رد فعل الدبلوماسي الجزائري.

من جانب آخر، استنكر هلال بشدة الإرهاب الفكري الجزائري، الذي يحتفظ لنفسه بحق قول وفعل كل شيء، لكنه يشعر بالإهانة عندما يرد المغرب على افتراءاته، مستدلا بأمثلة ملموسة وذات دلالة: يمكن للوزير عطاف التحدث عن ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ باندونغ -لكن ليس من حق المغرب ذلك- حين تذرع المسؤول الجزائري بمواد مبادئ باندونغ، ولا سيما المادة الأولى بشأن احترام أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والمادة الثانية المتعلقة باحترام سيادة جميع الدول ووحدتها الترابية، والمادة الرابعة بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر، وأيضا المادة السابعة المتعلقة بالامتناع عن أي عدوان أو استخدام للقوة ضد الوحدة الترابية أو الاستقلال السياسي لأي بلد، والمادة الثامنة بشأن التسوية السلمية للنزاعات.

وأبرز أن الجزائر تعتبر أن باستطاعتها التذرع بقرارات مجلس الأمن، إلا أنها تغتاظ عندما يذكرها المغرب برفضها للقرارات ذاتها. للجزائر كامل الحرية للدعوة لاستئناف العملية السياسية فقط مع صنيعتها "البوليساريو"، بيد أنها ترفض هذه الدعوة حين يذكرها المغرب بمسؤوليتها الأساسية في هذا النزاع، ويطالبها بالامتثال لمجلس الأمن، الذي يذكرها بالاسم خمس مرات في آخر قراراته.

كما يمكن للجزائر أن تتباهى بالدفاع بحماسة عن حق تقرير المصير في الصحراء المغربية، لكنها تصاب بالسعار عندما يشير المغرب إلى مطالبة سكان منطقة "القبايل" بهذا المبدإ الأممي. إذ تسعى الجزائر يائسة، ومنذ نصف قرن، إلى تقويض الوحدة الترابية للمملكة المغربية، لكنها لا تجد حرجا في التشدق بالتهديد الخارجي بمجرد أن يتطرق المغرب إلى أي أمر تعتبره مسا بوحدتها الترابية.

وردا على اتهام مفاده أن المغرب يسعى لتغيير التسمية الجغرافية للصحراء، أعرب السفير هلال عن أسفه لجهل الممثل الجزائري بتاريخ الصحراء المغربية. وذكره بأن هذه الأقاليم كانت مغربية على مدى قرون وإلى حين الغزو الإسباني عام 1884، وأن سكانها كانوا يبايعون سلطان المغرب، كما يفعلون ذلك منذ عودتهم إلى الوطن الأم، موضحا أن البيعة، المنصوص عليها في رأي محكمة العدل الدولية، تعد قسم ولاء وإخلاص وطاعة من السكان تجاه ملكهم، والتي يعود تاريخها إلى عدة قرون خلت في أوروبا كما في المغرب. ويستمر التعبير عنها، كما كان الحال مؤخرا، أثناء تنصيب الملك تشارلز الثالث في المملكة المتحدة.

من جانب آخر، فإن التسمية "الإسبانية" جاءت في وقت لاحق، وذلك في ارتباط بالمحتل الإسباني، بما في ذلك عندما سجل المغرب هذه القضية لدى لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار في عام 1963. إذ لم يتم إلصاق نعت "الغربية" إلا بعد ذلك بوقت طويل.

وذكر الدبلوماسي نظيره الجزائري بعدم وجود "صحراء غربية" بل "الصحراء المغربية" كما كانت تسمى قبل استعمارها، وسيتم الاحتفاظ بهذا التسمية الجغرافية الأصلية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، محذرا إياه من أنه سيواجه ردا قويا من المغرب في كل مرة يأتي فيها على ذكر "الصحراء الغربية".

وختم هلال حديثه بمخاطبة السفير الجزائري قائلا "بالنسبة لكافة المغاربة، الصحراء المغربية تعد قضية. بالنسبة لك، هي أجندة خصومة وعداء وزعزعة للاستقرار ليس فقط للمغرب بل للمغرب العربي بأسره. حان الوقت لتستوعب الجزائر إخفاق مشروع البوليساريو، وهو فشل سياسي وإنساني وسوسيواقتصادي بتداعيات تتمثل في تكلفته المادية بالنسبة للجزائر، وجيوسياسي لكونه يرهن بناء المغرب العربي الكبير منذ ثلاثة عقود".

شهدت الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز، المنعقد في باكو بأذربيجان، سجالا محتدما بين السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، ونظيره الجزائري عمار بن جامع، بحضور وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي تابع النقاش في غرفة مجاورة.

واستخدم الممثل الدائم للجزائر، في مناسبتين، حقه في الرد للتعبير عن استغرابه إزاء خطاب المغرب، الذي تم إلقاؤه في اليوم السابق، بذريعة أنه هاجم وزيره، متعللا بكون هذا الأخير لم يذكر المغرب بالاسم، قبل أن يسترسل في مهاتراته المعتادة حول الصحراء المغربية.

وخلال رده، ذكر السفير هلال بأنه لم يأت على ذكر الجزائر في خطابه، على عكس الوزير عطاف الذي تطرق إلى الصحراء المغربية، التي تعد جزءا لا يتجزأ من المملكة، مهنئا السفير الجزائري على استنباط كونه مقصودا بتلميحات مبطنة من المغرب، ولكونه استوعب الرسائل بشكل جيد. واستشهد على ذلك بالمثل القائل "كاد المريب أن يقول خذوني"، وهو ما يتناسب بشكل تام مع رد فعل الدبلوماسي الجزائري.

من جانب آخر، استنكر هلال بشدة الإرهاب الفكري الجزائري، الذي يحتفظ لنفسه بحق قول وفعل كل شيء، لكنه يشعر بالإهانة عندما يرد المغرب على افتراءاته، مستدلا بأمثلة ملموسة وذات دلالة: يمكن للوزير عطاف التحدث عن ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ باندونغ -لكن ليس من حق المغرب ذلك- حين تذرع المسؤول الجزائري بمواد مبادئ باندونغ، ولا سيما المادة الأولى بشأن احترام أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والمادة الثانية المتعلقة باحترام سيادة جميع الدول ووحدتها الترابية، والمادة الرابعة بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر، وأيضا المادة السابعة المتعلقة بالامتناع عن أي عدوان أو استخدام للقوة ضد الوحدة الترابية أو الاستقلال السياسي لأي بلد، والمادة الثامنة بشأن التسوية السلمية للنزاعات.

وأبرز أن الجزائر تعتبر أن باستطاعتها التذرع بقرارات مجلس الأمن، إلا أنها تغتاظ عندما يذكرها المغرب برفضها للقرارات ذاتها. للجزائر كامل الحرية للدعوة لاستئناف العملية السياسية فقط مع صنيعتها "البوليساريو"، بيد أنها ترفض هذه الدعوة حين يذكرها المغرب بمسؤوليتها الأساسية في هذا النزاع، ويطالبها بالامتثال لمجلس الأمن، الذي يذكرها بالاسم خمس مرات في آخر قراراته.

كما يمكن للجزائر أن تتباهى بالدفاع بحماسة عن حق تقرير المصير في الصحراء المغربية، لكنها تصاب بالسعار عندما يشير المغرب إلى مطالبة سكان منطقة "القبايل" بهذا المبدإ الأممي. إذ تسعى الجزائر يائسة، ومنذ نصف قرن، إلى تقويض الوحدة الترابية للمملكة المغربية، لكنها لا تجد حرجا في التشدق بالتهديد الخارجي بمجرد أن يتطرق المغرب إلى أي أمر تعتبره مسا بوحدتها الترابية.

وردا على اتهام مفاده أن المغرب يسعى لتغيير التسمية الجغرافية للصحراء، أعرب السفير هلال عن أسفه لجهل الممثل الجزائري بتاريخ الصحراء المغربية. وذكره بأن هذه الأقاليم كانت مغربية على مدى قرون وإلى حين الغزو الإسباني عام 1884، وأن سكانها كانوا يبايعون سلطان المغرب، كما يفعلون ذلك منذ عودتهم إلى الوطن الأم، موضحا أن البيعة، المنصوص عليها في رأي محكمة العدل الدولية، تعد قسم ولاء وإخلاص وطاعة من السكان تجاه ملكهم، والتي يعود تاريخها إلى عدة قرون خلت في أوروبا كما في المغرب. ويستمر التعبير عنها، كما كان الحال مؤخرا، أثناء تنصيب الملك تشارلز الثالث في المملكة المتحدة.

من جانب آخر، فإن التسمية "الإسبانية" جاءت في وقت لاحق، وذلك في ارتباط بالمحتل الإسباني، بما في ذلك عندما سجل المغرب هذه القضية لدى لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار في عام 1963. إذ لم يتم إلصاق نعت "الغربية" إلا بعد ذلك بوقت طويل.

وذكر الدبلوماسي نظيره الجزائري بعدم وجود "صحراء غربية" بل "الصحراء المغربية" كما كانت تسمى قبل استعمارها، وسيتم الاحتفاظ بهذا التسمية الجغرافية الأصلية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، محذرا إياه من أنه سيواجه ردا قويا من المغرب في كل مرة يأتي فيها على ذكر "الصحراء الغربية".

وختم هلال حديثه بمخاطبة السفير الجزائري قائلا "بالنسبة لكافة المغاربة، الصحراء المغربية تعد قضية. بالنسبة لك، هي أجندة خصومة وعداء وزعزعة للاستقرار ليس فقط للمغرب بل للمغرب العربي بأسره. حان الوقت لتستوعب الجزائر إخفاق مشروع البوليساريو، وهو فشل سياسي وإنساني وسوسيواقتصادي بتداعيات تتمثل في تكلفته المادية بالنسبة للجزائر، وجيوسياسي لكونه يرهن بناء المغرب العربي الكبير منذ ثلاثة عقود".



اقرأ أيضاً
عراقيل تعميم وتنزيل ورش معاش الشيخوخة يصل إلى البرلمان
وجهت عويشة زلفي، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سؤالا كتابيا إلى وزيرة الاقتصاد والمالية بخصوص  "عراقيل تعميم وتنزيل ورش معاش الشيخوخة". وأوضحت النائبة البرلمانية أنه "بعد انتظار دام لعقود، تعود قضية معاش الشيخوخة لتطفو مجددا حيث استبشرت فئات واسعة من المسنين بقرار الحكومة استفادتهم من معاش الشيخوخة رغم عدم استكمالهم لشرط 3240 يوم عمل، لكن تفاجأ هؤلاء بعد التحاقهم بوكالات CNSS بأن هناك شرطا مجحفا". وأضافت أن الشرط ينص على ضرورة استكمال 60 سنة في فاتح يناير 2023 وما فوق، مما حرم فئات واسعة من المسنين الذين بلغوا 60 سنة قبل هذا التاريخ، رغم أنهم كانوا يؤدون مساهماتهم الشهرية طيلة سنوات، قبل أن يحالوا على التقاعد دون أن يكون لهم نصيب من المعاش، وكأن الاقتطاعات التي خصمت من رواتبهم ذهبت في مهب الريح". وأبرزت أنه "لكل هذا، وإنصافا لهذه الفئة وحماية لحقوقها وضمان عيش كريم لها في ظل التحولات التي يعرفها الهرم السكاني للمغرب، حيث سجل معدل الشيخوخة ارتفاعا حسب إحصاء 2024، من أجل إنصاف الفئات المقصية". واستفسرت عن الإجراءات المتخذة لتسهيل استفادة المتقاعدين من تقاعد الشيخوخة وفق شروط تتسم بالإنصاف وتحقق الحماية الاجتماعية، وعن مصير الأموال الكبيرة التي تم اقتطاعها طيلة سنوات عملهم من أجور العاملين دون أن تترجم إلى معاشات تحترم الحد الأدنى من الإنسانية، وعن تجليات جهود الوزارة للوصول إلى مرحلة مستدامة وعادلة تضمن حقوقهم وتحافظ على التوازنات المالية لأنظمة التقاعد في ظل الظروف المعيشية الصعبة والمتطلبات الحياتية في هذه الفترة العمرية.
سياسة

محلل سياسي لكشـ24: دعم كوريا الجنوبية يفتح شهية دول آسيا لتبني مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء للمغربية
قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عبد الفتاح الفاتحي، إن موقف كوريا الجنوبية الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ينسجم مع التوجه الدولي العام، الذي بات يجمع على أن هذه المبادرة تشكل الحل الأنسب والأكثر جدية وواقعية لتسوية النزاع. وأكد الفاتحي في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الموقف يعكس متانة العلاقات المغربية الكورية، خصوصا في شقها الاقتصادي، حيث تمكنت العديد من الشركات الكورية من الظفر بصفقات استثمارية مهمة داخل المملكة المغربية. وأضاف المتحدث، أن الدعم الكوري يأتي في سياق الحملة الدبلوماسية الملكية التي استهدفت عددا من الدول الآسيوية، وخاصة الصناعية منها، على غرار اليابان التي لا تعترف بجبهة البوليساريو. واعتبر الفاتحي أن الدعم الكوري سيشكل خطوة مرجعية ستحفز عددا من الدول الآسيوية الأخرى على اتخاذ مواقف مماثلة، والإسراع في إعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي. وختم مصرحنا، بالقول إن الزخم المتزايد الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية حول مبادرة الحكم الذاتي، يعكس إدراكا متناميا لدى الدول بأهمية اتخاذ مواقف واضحة، بما يضمن إقامة شراكات اقتصادية وتنموية مع المغرب، الذي بات يشكل قطبا استثماريا إقليميا ودوليا واعدا.
سياسة

مجلس النواب يصادق بالأغلبية على تعديل قانون جبايات الجماعات الترابية
صادق مجلس النواب، يومه الثلاثاء 13 ماي الجاري، بالأغلبية على مشروع القانون رقم 14.25 بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية. وتمت المصادقة على مشروع القانون برمته، خلال جلسة تشريعية عقدها المجلس بحضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وذلك بعدما تم سحب تعديلات تقدمت بها فرق المعارضة. ويندرج هذا النص التشريعي في إطار مواصلة تنزيل توجهات إصلاح المنظومة الجبائية المحلية، في انسجام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز نظام اللامركزية وتبسيط وتحسين تدبير الجبايات، وكذا انسجاما مع التوصيات المنبثقة عن المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات والقانون الإطار رقم 69.19 المتعلق بالإصلاح الجبائي، بحسب ما أوضح وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت. ويهدف هذا المشروع إلى إدخال تعديلات على بعض القواعد المرتبطة بالرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية سواء تلك التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة، أو التي تقوم بتدبيرها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات المحلية، كما سيشكل هذا النص القانوني مرحلة أخرى من أجل إرساء إصلاح جبائي يحقق العدالة الجبائية بين الملزمين، ويساهم في تطوير الموارد الذاتية للجماعات الترابية. 
سياسة

لفتيت يستعرض أبرز مستجدات مشروع القانون الجبائي الجماعي
يعقد مجلس النواب جلسة، صباح يومه الثلاثاء 13 ماي الجاري، للجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة والشؤون الإدارية حول مشروع قانون رقم 14.25 بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية. وفي هذا الإطار، أكد وزير الداخلية عبد الوافي لقتيت أن مشروع قانون يروم إدخال تعديلات على بعض القواعد المرتبطة بالرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية سواء تلك التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة أو التي تقوم بتدبيرها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات. وأضاف المتحدث أنه "على إثر الاصلاحات التي همت نظام اللامركزية ببلادنا في أكتوبر 2002 بموجب القانون رقم 78.00 المتعلق بالميثاق الجماعي والقانون رقم 79.00 المتعلق بتنظيم العمالات والأقاليم ظهرت الحاجة إلى إصلاح المنظومة الجبائية المحلية حتى تلائم التطور الذي شهده هذا النظام". وأوضح المسؤول الحكومي، أنه على هذا الأساس تم إعداد القانون رقم 47.06 المذكور ضمن الاصلاحات الجوهرية الهادفة إلى تعزيز نظام اللامركزية في بلادنا والذي ما فتئ الملك محمد السادس يدعو إليها في إطار توجيهاته المولوية للحكومة، حيث أكد جلالته في خطابه بمناسبة افتتاح أشغال ملتقى جماعات المحلية بأكادير في 12 دجنبر 2006 أن تفعيل صلاحيات الجماعات المحلية في مجالات التنمية يستوجب إصلاح النظام الجبائي والمالي والمحاسبي للجماعات المحلية. وأضاف الوزير أنه تمت إعادة توزيع المهام بين مكونات الإدارة المكلفة بتدبير الرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية من خلال اسناد تدبير الرسم المهني إلى المديرية العامة للضرائب وتدبير رسم السكن ورسم الخدمات الجماعاية إلى الخزينة العامة للمملكة والإبقاء على تدبير باقي الرسوم المحلية من طرف المصالح الجبائية التابعة للجماعات الترابية. وشدد لفتيت على أن إصلاح جبايات الجماعات الترابية يندرج ضمن أهم الأوراش التي تم إطلاقها بعد صدور القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، مشيرا إلى أنه تم إصدار القانون رقم 07,20 المتعلق القاضي يتغيير القانون 47,06 المتعلق بجبايات الجناعات الترابية والذي اعتبر في حينه لبنة أولية لبناء نظام جبائي محلي في توافق تام مع التوصيات المنبثقة عن لمناظرة الوطنية الثالثة للجبايات المنعقدة يومي 3 و4 ماي 2019 بالصخيرات. وقال وزير الداخلية أن الدولة أخذت على عاتقها تنزيل التوجهات بخصوص جبايات الجماعات الترابية الواردة في القانون الاطار رقم 69.19، حيث نصت الفقرات الثانية من مادته التاسعة على اتخاذ تدابير تشريعية بهدف ترشيد وتوضيح وعاء وأسعار جبايات الجماعات الترابية، مبرزا أن أن المادة 10 منه نصت على أنه من أجل تنزيل الأهدف الأساسية المنصوص عليها في هذا القانون الإطار في مجال جبايات الجماعات الترابية ستتخذ الدولة التدابير التشريعية والتنظيمية الضرورية لوضع نمط حكامة جبائية مناسب. وأبرز المتحدث أن مشروع القانون رقم 14,25 يهدف إلى سن أحكام جديدة تهم بعض قواعد الوعاء والتحصيل المرتبطة أولا بالرسوم التي تدريها مصالح الدولة لفائدة الجماعات الترابية وثانية بالرسوم التي تدريها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات. وبخصوص الرسوم التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة، أشار المسؤول الحكومي إلى ان الرفع من فعالية ونجاعة الادارة الجبائية ضرورة ملحة لانجاح أي إصلاح جبائي وبناء عليه فان مشروع هذا القانون تضمن مقتضيات تهم الادارة التي تقوم بتدبير الرسم المهني ورسم السكن ورسم الخدمات الجماعية وفق من يقوم بالإصدار يقوم بالتحصيل. وبناء على تقييم مرحلة ممتدة من سنة 2021 إلى الآن تم اقتراح إسناد إصدار وتحصيل رسم السكن ورسم الخدمات الجماعة الى نفس الإدارة التي تقوم بإدارة الرسم المهني والمتمثلة في المصالح التابعة للمديرية العامة للضرائب وهو ماسيمكن من الاستفادة من الخبرة التي راكمتها هذه الإدارة في تدبير جبايات الدولة ومساهمتها في مراجعة القواعد المتعلقة لجبايات الجماعات الترابية وملاءمتها مع الاحكام المنظمة لضرائب الدولة في مجال الوعاء والتحصيل والمراقبة والمنازعات والمساطر والخدمات الالكترونية، يضيف عبد الوافي لفتيت. وأكد أن مشروع هذا القانون يروم إلى جعل المديرية العامة للضرائب الجهة التي سيسند إليها اصدار وتحصيل رسم السكن ورسم الخدمات الجماعية والرسم المهني الذي تقوم بتدبيره حاليا، وذلك في أفق إحداث إدارة جبائية جهوية محلية لاسيما بعد إخضاع القواعد المرتبطة بها لاصلاح عميق يتماشى والتوجهات الواردة في القانون الإطار رقم 69.19. كما يروم هذا المشروع سن أحكام خاصة من أجل تمكين المصالح التابعة للمديرية العامة للضرائب من ملفات الملزمين المتعلقة برسم السكن والخدمات الجماعية التي تم تحويها للخزينة العامة للمملكة.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة