علوم

سبيكة “محيرة للعقل” تعد أقوى مادة على وجه الأرض!


كشـ24 نشر في: 29 ديسمبر 2022

أثبت باحثون أن سبيكة معدنية من الكروم والكوبالت والنيكل هي رسميا أصعب مادة على وجه الأرض - أقوى بمئة مرة من مادة الغرافين العجيبة.وفي دراسة جديدة نُشرت في 1 ديسمبر في مجلة Science، أخضع الباحثون السبيكة الشديدة الصلابة لدرجات حرارة شديدة البرودة، من أجل اختبار مدى مقاومة المادة للكسر. وعرف العلماء منذ سنوات أن هذه السبيكة هي واحدة من المواد الصعبة - ومع ذلك، ولدهشة الفريق، أصبحت السبيكة أكثر صرامة ومقاومة للتشقق مع انخفاض درجات الحرارة.وهذه المقاومة الفائقة للكسر تتناقض بشكل صارخ مع خاصية معظم المواد التي تصبح فقط أكثر هشاشة في درجات الحرارة المنخفضة، وفقا لمعدي الدراسة.وقال المعد المشارك في الدراسة روبرت ريتشي، أستاذ الهندسة في جامعة كاليفورنيا بيركلي وكبير علماء هيئة التدريس في مختبر لورنس بيركلي الوطني: "يتحدث الناس عن صلابة الغرافين، والتي تقاس بـ 4 ميغا باسكال فقط لكل متر. وصلابة سبائك الألومنيوم المستخدمة في الطائرات وهي 35 ميغا باسكال لكل متر. فيما هذه المادة لها صلابة من 450 إلى 500 ميغا باسكال للمتر، وهذه أرقام محيرة للعقل".وتتراوح التطبيقات المحتملة لمثل هذه المواد الصلبة من البنية التحتية الفضائية إلى الحاويات المقاومة للكسر لاستخدامات الطاقة النظيفة هنا على الأرض. ومع ذلك، لاحظ ريتشي، أن عنصرين من العناصر الثلاثة للسبيكة (النيكل والكوبالت) هما باهظا التكلفة للغاية، ما يحد من فائدة السبيكة للمختبر في المستقبل المنظور.وتعتبر سبائك الكروم والكوبالت والنيكل مثالا على السبيكة العالية الإنتروبية (HEA). وعلى عكس معظم السبائك، التي تصنع في الغالب من عنصر واحد مع كميات أقل من العناصر الأخرى المضافة، فإن HEA مصنوعة من مزيج من عناصر مكونة بالتساوي.وهذا الـHEA مرن للغاية، أو مطيل، ما يعني أنه يمكن أن ينحني تحت الضغط لتحمل الكسر، وفقا لمعدي الدراسة. والعديد من الحيل في التركيب الجزيئي للسبيكة يجعلها مرنة للغاية. وتتسبب إحدى الآليات الرئيسية، على سبيل المثال، في تشتيت الذرات داخل السبيكة تحت الضغط، ما يسمح لها بالتراص بعضها فوق بعض. وهذا، إلى جانب العديد من الآليات الأخرى، مما يسمح للمادة بالاستمرار في التشوه مع زيادة الضغط دون أن تتكسر.وأضاف ريتشي: "تبدأ كل واحدة من هذه الآليات في مرحلة لاحقة عندما تزيد الضغط على المادة وهذه هي الوصفة المثالية للصلابة العالية. اللافت للنظر هو أن هذه الآليات تصبح أكثر فعالية في درجات الحرارة الباردة".واختبر الباحثون في البداية صلابة السبيكة عن طريق تعريضها للنيتروجين السائل عند درجات حرارة تبلغ 321 درجة فهرنهايت تحت الصفر (ناقص 196 درجة مئوية). وعندما تحسنت صلابة السبيكة فقط، تساءل الفريق إلى أي مدى يمكنهم دفع حدود المادة.وصمم دونغ ليو، وهو فيزيائي في جامعة بريستول في إنجلترا، وزملاؤه تجربة تعريض السبيكة للهيليوم السائل، والذي يمكنه أن يبردها إلى درجات حرارة شديدة البرودة تصل إلى سالب 424 فهرنهايت (ناقص 253 درجة مئوية). ثم راقب الفريق النيوترونات وهي تتناثر على المادة في عملية تسمى حيود النيوترونات للنظر في بنية السبيكة ومعرفة كيفية تشكل الشقوق مع زيادة الضغط.وتبين أن صلابة المادة بالقرب من درجات حرارة الهيليوم السائل تصل إلى 500 ميغا باسكال للمتروفي الوقت نفسه، كانت عينات سبائك الكروم والكوبالت والنيكل التي تم اختبارها بواسطة ليو وفريقه بحجم علبة السجائر، مما يعني أن HEA حافظت على متانتها على نطاق الأشياء اليومية.وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات قبل أن يتم تطبيق هذه المادة عمليا، فإن ليو متفائل بإمكانية استخدام السبيكة في العديد من المشاريع، سواء في الفضاء أو على الأرض. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام HEA في حاويات تخزين الهيدروجين التي يمكن أن تجعل المركبات الصديقة للبيئة التي تعمل بالهيدروجين أكثر جدوى.وقال ليو: "إذا كنت تقود سيارة بها وعاء هيدروجين مصنوع من شيء هش للغاية، فأنت تحمل قنبلة معك في الأساس. ولكن الأمر ليس كذلك مع هذه المادة".وفي غضون ذلك، يتوخى ريتشي الحذر في اقتراح التطبيقات المحتملة للسبيكة، حيث يتطلب نقل المواد من المختبر إلى "العالم الحقيقي" الكثير من المعرفة والوقت، في حين أن تكاليف النيكل والكوبالت لا تزال باهظة للغاية. ومع ذلك، فهو مهتم بتطوير وصفات لسبائك جديدة يمكن أن تكون بنفس الصلابة باستخدام عناصر مختلفة.وقال ريتشي: "هناك 50 عنصرا يمكن استخدامها في الجدول الدوري. وأخذ مجموعات من ثلاثة أو خمسة أو سبعة منها سيعني أن هناك الملايين من السبائك الجديدة".المصدر: لايف ساينس

أثبت باحثون أن سبيكة معدنية من الكروم والكوبالت والنيكل هي رسميا أصعب مادة على وجه الأرض - أقوى بمئة مرة من مادة الغرافين العجيبة.وفي دراسة جديدة نُشرت في 1 ديسمبر في مجلة Science، أخضع الباحثون السبيكة الشديدة الصلابة لدرجات حرارة شديدة البرودة، من أجل اختبار مدى مقاومة المادة للكسر. وعرف العلماء منذ سنوات أن هذه السبيكة هي واحدة من المواد الصعبة - ومع ذلك، ولدهشة الفريق، أصبحت السبيكة أكثر صرامة ومقاومة للتشقق مع انخفاض درجات الحرارة.وهذه المقاومة الفائقة للكسر تتناقض بشكل صارخ مع خاصية معظم المواد التي تصبح فقط أكثر هشاشة في درجات الحرارة المنخفضة، وفقا لمعدي الدراسة.وقال المعد المشارك في الدراسة روبرت ريتشي، أستاذ الهندسة في جامعة كاليفورنيا بيركلي وكبير علماء هيئة التدريس في مختبر لورنس بيركلي الوطني: "يتحدث الناس عن صلابة الغرافين، والتي تقاس بـ 4 ميغا باسكال فقط لكل متر. وصلابة سبائك الألومنيوم المستخدمة في الطائرات وهي 35 ميغا باسكال لكل متر. فيما هذه المادة لها صلابة من 450 إلى 500 ميغا باسكال للمتر، وهذه أرقام محيرة للعقل".وتتراوح التطبيقات المحتملة لمثل هذه المواد الصلبة من البنية التحتية الفضائية إلى الحاويات المقاومة للكسر لاستخدامات الطاقة النظيفة هنا على الأرض. ومع ذلك، لاحظ ريتشي، أن عنصرين من العناصر الثلاثة للسبيكة (النيكل والكوبالت) هما باهظا التكلفة للغاية، ما يحد من فائدة السبيكة للمختبر في المستقبل المنظور.وتعتبر سبائك الكروم والكوبالت والنيكل مثالا على السبيكة العالية الإنتروبية (HEA). وعلى عكس معظم السبائك، التي تصنع في الغالب من عنصر واحد مع كميات أقل من العناصر الأخرى المضافة، فإن HEA مصنوعة من مزيج من عناصر مكونة بالتساوي.وهذا الـHEA مرن للغاية، أو مطيل، ما يعني أنه يمكن أن ينحني تحت الضغط لتحمل الكسر، وفقا لمعدي الدراسة. والعديد من الحيل في التركيب الجزيئي للسبيكة يجعلها مرنة للغاية. وتتسبب إحدى الآليات الرئيسية، على سبيل المثال، في تشتيت الذرات داخل السبيكة تحت الضغط، ما يسمح لها بالتراص بعضها فوق بعض. وهذا، إلى جانب العديد من الآليات الأخرى، مما يسمح للمادة بالاستمرار في التشوه مع زيادة الضغط دون أن تتكسر.وأضاف ريتشي: "تبدأ كل واحدة من هذه الآليات في مرحلة لاحقة عندما تزيد الضغط على المادة وهذه هي الوصفة المثالية للصلابة العالية. اللافت للنظر هو أن هذه الآليات تصبح أكثر فعالية في درجات الحرارة الباردة".واختبر الباحثون في البداية صلابة السبيكة عن طريق تعريضها للنيتروجين السائل عند درجات حرارة تبلغ 321 درجة فهرنهايت تحت الصفر (ناقص 196 درجة مئوية). وعندما تحسنت صلابة السبيكة فقط، تساءل الفريق إلى أي مدى يمكنهم دفع حدود المادة.وصمم دونغ ليو، وهو فيزيائي في جامعة بريستول في إنجلترا، وزملاؤه تجربة تعريض السبيكة للهيليوم السائل، والذي يمكنه أن يبردها إلى درجات حرارة شديدة البرودة تصل إلى سالب 424 فهرنهايت (ناقص 253 درجة مئوية). ثم راقب الفريق النيوترونات وهي تتناثر على المادة في عملية تسمى حيود النيوترونات للنظر في بنية السبيكة ومعرفة كيفية تشكل الشقوق مع زيادة الضغط.وتبين أن صلابة المادة بالقرب من درجات حرارة الهيليوم السائل تصل إلى 500 ميغا باسكال للمتروفي الوقت نفسه، كانت عينات سبائك الكروم والكوبالت والنيكل التي تم اختبارها بواسطة ليو وفريقه بحجم علبة السجائر، مما يعني أن HEA حافظت على متانتها على نطاق الأشياء اليومية.وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات قبل أن يتم تطبيق هذه المادة عمليا، فإن ليو متفائل بإمكانية استخدام السبيكة في العديد من المشاريع، سواء في الفضاء أو على الأرض. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام HEA في حاويات تخزين الهيدروجين التي يمكن أن تجعل المركبات الصديقة للبيئة التي تعمل بالهيدروجين أكثر جدوى.وقال ليو: "إذا كنت تقود سيارة بها وعاء هيدروجين مصنوع من شيء هش للغاية، فأنت تحمل قنبلة معك في الأساس. ولكن الأمر ليس كذلك مع هذه المادة".وفي غضون ذلك، يتوخى ريتشي الحذر في اقتراح التطبيقات المحتملة للسبيكة، حيث يتطلب نقل المواد من المختبر إلى "العالم الحقيقي" الكثير من المعرفة والوقت، في حين أن تكاليف النيكل والكوبالت لا تزال باهظة للغاية. ومع ذلك، فهو مهتم بتطوير وصفات لسبائك جديدة يمكن أن تكون بنفس الصلابة باستخدام عناصر مختلفة.وقال ريتشي: "هناك 50 عنصرا يمكن استخدامها في الجدول الدوري. وأخذ مجموعات من ثلاثة أو خمسة أو سبعة منها سيعني أن هناك الملايين من السبائك الجديدة".المصدر: لايف ساينس



اقرأ أيضاً
العثور على نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
عثر فريق دولي من علماء الحفريات على أحفورة في صحراء غوبي في منغوليا لنوع غير معروف من الثدييات عاش في العصر الطباشيري الذي امتد من 100 مليون سنة إلى حوالي 66 مليون سنة مضت.وأفادت مجلة " Acta Palaeontologica Polonica" بأن العلماء أطلقوا على الحيوان الجديد الذي يبلغ حجمه حجم الفأر تقريبا، اسم "رافجا إيشي" ( Ravjaa ishiii).ويذكر أن العلماء عثروا في عام 2019، على جزء من الفك السفلي يبلغ طوله سنتيمترا واحدا فقط.وأظهر التحليل أن الحيوان ينتمي إلى عائلة Zhelestidae؛ وهي ثدييات قديمة من العصر الطباشيري، ولكن الشكل الفريد للفك والأضراس العالية يميزه عن الممثلين الآخرين للمجموعة، ما جعل من الممكن تحديد جنس ونوع منفصلين.ويغير هذا الاكتشاف، الذي هو الأول لـ "Zhelestidae " في منغوليا، فكرة توزيع هذه الحيوانات، حيث كان يعتقد في السابق أنها تعيش بشكل رئيسي في المناطق الساحلية، لكن "رافجا إيشي" يثبت أنها عاشت أيضا في أعماق المناطق القارية.
علوم

حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر
كشفت دراسة جديدة تم تطبيقها على الفئران في الولايات المتحدة أن حقن الذهب في العين قادر على علاج التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ومشاكل العين الأخرى. ويؤثر التنكس البقعي على الملايين في جميع أنحاء العالم ويزداد احتماله مع تقدمنا في العمر، ويتسبب في ضبابية الرؤية ومشاكل أخرى. ويقول المهندس الحيوي جياروي ني، من جامعة براون في ولاية رود آيلاند: "هذا نوع جديد من دعامات الشبكية لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب التنكس الشبكي دون الحاجة إلى جراحة مُعقدة أو تعديل جيني، نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات التنكس الشبكي". كيف يعمل العلاج الجديد؟ يتم دمج جزيئات نانوية من الذهب دقيقة جدا، أرق من شعرة الإنسان آلاف المرات، مع أجسام مضادة تستهدف خلايا معينة في العين، ثم يتم حقنها في الغرفة الزجاجية المليئة بالهلام بين الشبكية وعدسة العين. وبعد ذلك، يتم استخدام جهاز ليزر صغير بالأشعة تحت الحمراء لتحفيز هذه الجزيئات النانوية وتنشيط الخلايا المحددة بنفس الطريقة التي تعمل بها الخلايا الحساسة للضوء. وعلى الفئران التي تم اختبار العلاج عليها، والتي تم تعديلها لتصيبها اضطرابات شبكية، كان العلاج فعالا في استعادة الرؤية جزئيا على الأقل (من الصعب إجراء اختبار رؤية كامل على الفئران)، حسبما ذكر موقع "ساينس أليرت" العلمي. وأوضح ني نتائج التجربة قائلا: "أظهرنا أن الجزيئات النانوية يمكن أن تبقى في الشبكية لعدة أشهر دون سمية كبيرة، وأثبتنا أنها يمكن أن تحفز النظام البصري بنجاح. وهذا أمر مشجع للغاية للتطبيقات المستقبلية". وكما هو الحال في معظم الدراسات على الفئران، فهناك فرصة جيدة لترجمة النتائج وتطبيقها على البشر، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى استخدام آمن يمكن للسلطات الصحية الموافقة عليه.
علوم

كارثة بيئية صامتة تهدد سدس الأراضي الزراعية في العالم!
كشفت دراسة حديثة أن نحو سدس الأراضي الزراعية حول العالم ملوث بالمعادن الثقيلة السامة، حيث يعيش ما يصل إلى 1.4 مليار شخص في مناطق عالية الخطورة حول العالم. وتقدر الدراسة أن 14% إلى 17% من الأراضي الزراعية عالميا، ما يعادل 242 مليون هكتار، تعاني من تلوث بمعادن ثقيلة سامة تتجاوز عتبات السلامة الزراعية والصحية للإنسان، ما يعرض صحة الملايين للخطر. وأظهرت النتائج التي اعتمدت على تحليل أكثر من ألف دراسة إقليمية وتقنيات التعلم الآلي، أن المعادن الخطيرة مثل الزرنيخ والكادميوم والكروم والنيكل والرصاص والنحاس والكوبالت تنتشر في مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مع تركيزات عالية بشكل خاص في مناطق جنوب وشرق آسيا وأجزاء من الشرق الأوسط وإفريقيا. ويقدر الباحثون أن ما بين 900 مليون إلى 1.4 مليار شخص يعيشون في مناطق عالية الخطورة نتيجة هذا التلوث. ووجدت الدراسة أن الكادميوم هو أكثر المعادن السامة انتشارا، وكان متواجدا بشكل خاص في جنوب وشرق آسيا، وأجزاء من الشرق الأوسط، وإفريقيا. وحذرت الدكتورة ليز رايلوت، الخبيرة في علم الأحياء بجامعة يورك، من العواقب الوخيمة لهذا التلوث الذي "يدخل سلسلتنا الغذائية ومصادر مياهنا، مسببا مشاكل صحية خطيرة تتراوح بين الأمراض الجلدية وتلف الأعصاب والأعضاء، وصولا إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان". وأشارت إلى أن طبيعة هذه الملوثات تسمح لها بالبقاء في التربة لعقود، ما يزيد من صعوبة التخلص منها. ويأتي التلوث من مصادر طبيعية وأنشطة بشرية متعددة، وتسبب التربة الملوثة مخاطر جسيمة على النظم البيئية وصحة الإنسان، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج المحاصيل، مما يُهدد جودة المياه وسلامة الغذاء بسبب التراكم البيولوجي في حيوانات المزارع. يمكن أن يستمر تلوث التربة بالمعادن السامة لعقود من الزمن بمجرد دخول التلوث إلى التربة. ويحذر العلماء من أن الطلب المتزايد على المعادن لصناعة التقنيات الخضراء - مثل توربينات الرياح والبطاريات الكهربائية والألواح الشمسية - قد يفاقم أزمة تلوث التربة بالمعادن الثقيلة. كما أبرزت الدراسة التحدي العالمي المتمثل في أن التلوث المعدني لا يعترف بالحدود السياسية، ما يتطلب تعاونا دوليا لمواجهته، خاصة في الدول الفقيرة التي تتحمل العبء الأكبر بينما تداعياتها تمتد لتهدد الأمن الغذائي العالمي. وهذه النتائج تضع العالم أمام تحد ثلاثي الأبعاد: بيئي يتمثل في تدهور النظم الإيكولوجية، واقتصادي عبر خفض الإنتاجية الزراعية، وصحي بسبب المخاطر الجسيمة على البشر. وهذا يستدعي استجابة عاجلة تشمل تعزيز الرقابة، وتطوير تقنيات معالجة التربة، ووضع سياسات عالمية للحد من التلوث المعدني، مع التركيز على دعم الدول النامية الأكثر تأثرا بهذه الكارثة البيئية الصامتة.
علوم

تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى القرن الـ19
حذّر فريق من الخبراء من احتمال وقوع عاصفة شمسية هائلة قد تضرب الأرض في أي لحظة، بقوة كافية لتعطيل الأقمار الصناعية وتدمير البنية التحتية لشبكات الكهرباء. ورغم أن توهجات شمسية بهذا الحجم لم تحدث منذ أكثر من ألف عام، إلا أن تكرارها اليوم سيُشكل تهديدا غير مسبوق على العالم الرقمي والأنظمة الحيوية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية. ويطلق العلماء على هذا النوع من الظواهر اسم "حدث مياكي"، وهو مصطلح مستمد من اكتشاف الباحثة اليابانية فوسا مياكي عام 2012، حين لاحظت ارتفاعا حادا في مستويات الكربون-14 في حلقات أشجار أرز تعود إلى أكثر من 1250 عاما. وأشار تحليلها إلى أن مصدر هذا الارتفاع كان انفجارا شمسيا ضخما أطلق كميات هائلة من الجسيمات عالية الطاقة نحو الأرض. وصرّح البروفيسور ماثيو أوينز، من جامعة ريدينغ، بأن تكرار "حدث مياكي" اليوم "سيُحرق محولات الكهرباء ويحدث انهيارا في شبكات الطاقة، ويجعل من الصعب إعادة تشغيلها بسبب طول فترة تصنيع المحولات واستبدالها". ماذا سيحدث إذا ضُربت الأرض بعاصفة شمسية شديدة؟ انهيار شبكات الكهرباء حول العالم. انقطاع الإنترنت وخدمات الاتصالات. تعطل الأقمار الصناعية وأجهزة الملاحة. توقف محطات تنقية المياه والصرف الصحي. تلف الأغذية المبردة نتيجة انقطاع الكهرباء. زيادة الإشعاع على ارتفاعات الطيران العالية، ما قد يؤثر على صحة الركاب والطاقم. استنزاف طبقة الأوزون بنسبة تصل إلى 8.5%، مع تأثيرات مناخية ملحوظة. مشاهد مذهلة للشفق القطبي قد تُرى في مناطق غير معتادة حول العالم. وأوضح العلماء أن العالم قد لا يحصل إلا على 18 ساعة فقط من الإنذار المسبق قبل وصول الجسيمات الشمسية إلى الأرض، وهو وقت غير كاف لاتخاذ إجراءات وقائية فعالة على نطاق واسع. ويشير الخبراء إلى أن "حدث مياكي" قد يكون أقوى بعشر مرات على الأقل من عاصفة "كارينغتون" الشهيرة عام 1859، والتي سببت حينها تعطل التلغرافات واشتعال أجهزتها وظهور الشفق القطبي في مناطق قريبة من خط الاستواء. وفي دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند، خلص العلماء إلى أن حدثا من هذا النوع اليوم قد يُحدث ضررا بالغا بالمجتمع التكنولوجي والمحيط الحيوي، بسبب ضعف قدرة العلماء على التنبؤ به وصعوبة التعامل مع نتائجه. وأشارت الدراسة إلى أن الكابلات البحرية والأقمار الصناعية قد تتعرض لأضرار جسيمة، ما يؤدي إلى انقطاع طويل الأمد للإنترنت، ويعطل الاقتصاد العالمي والبنية التحتية الرقمية.
علوم

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة