كان قرار اقتناء رئيس جماعة مجاط بإقليم شيشاوة لسيارة خدمة فاخرة بقيمة 28 مليون سنتيم، النقطة التي أججت غضب ساكنة دوار "القصيبة" بايت بعمران، وقرروا الخروج عن صمتهم إزاء ما يحدث بجماعتهم وانتظموا صبيحة أمس في مسيرة احتجاجية ساخطة عن الوضع المتردي بدوارهم،حيث يعانون ويلات العطش منذ سنين،ولإيصال تدمرهم من التسيير الذي ينهجه رئيسهم،والذي فضل بداية الشهر الجاري اقتناء سيارة فاخرة من نوع الدفع الرباعي من مالية الجماعة، على تزويدهم بمشروع مائي يحد من معاناتهم ،وهو القرار الذي عجل بخروج المحتجين رافعين لافتات اختصرت مطالبهم في توفير المياه الصالحة للشرب لإعفائهم من عناء التنقل في رحلة الشتاء والصيف بحثا عن قطرات الماء في مناطق مجاورة يرخي فيها الجفاف بظلاله وتعاني نقصا حادا في المياه العذبة، رغم ان الجماعة القروية بمجاط ومصالح الشؤون القروية بعمالة شيشاوة صرفت اعتمادات مالية مهمة لإنجاز مشاريع مائية غير مكتملة بجموعة من دواوير الجماعة ، والتي تحولت بقدر قادر إلى مجرد بنايات مهجورة تعشش فيها الطيور وتؤوى إليها الكلاب الضالة، دون أن تؤدي وظيفتها الاجتماعية ومأموريتها الأساسية الا وهي تزويد سكان الدواوير المستهدفة بالماء الشروب ليرتوي منها ظمأ عطشهم.
وفي هذا السياق وصف السكان المتضررون في في حديثهم إلى "كش 24" معاناتهم المستمرة مع مشاكل جلب مياه الشرب ،والوعود الكاذبة لرئيس جماعتهم في الحد من معاناتهم، هذه المشاريع بالفاشلة والعشوائية في انجازها وتبذير المال العام في مشاريع غير مجدية .
وبعد أن صدح المحتجون أركان الجماعة بشعاراتهم من قبيل "اش خصاك العريان كات كات أمولاي " ،وعبروا عن استمرارية نضالهم وسلك أشكال تصعيدية كلما استمر المسؤول الجماعي في تعنته في الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة ، ألا وهي إحداث مشروع مائي بدوارهم يروي عطشهم ويقيهم من رحلات البحث المضني عن قطرات المياه.