

مغاربة العالم
رمضان يجمع المسلمين والألمان تحت عنوان التعايش والاندماج
جرت العادة أن تقام في بلدان المهجر موائد إفطار جماعية بمناسبة رمضان بهدف تقاسم الأجواء الروحانية لهذا الشهر الفضيل بين أفراد الجالية المسلمة وترسيخ القيم الاسلامية السمحاء من تكافل وتضامن، لكن في ألمانيا، التي شهدت خلال السنوات الاخيرة قدوم عدد كبير من اللاجئين من بلدان عربية وإسلامية، صار شهر رمضان مناسبة أيضا لانفتاح الجالية العربية على الألمان والتواصل معهم من أجل تعزيز التعايش الانساني والاندماج والتسامح والتعرف على ثقافة الاخر فضلا عن إزالة سوء الفهم والصور النمطية من كلا الجانبين.وفي هذا السياق، أقيمت مؤخرا مائدة إفطار جماعي في نادي "سلام" الثقافي الذي يعنى باللاجئين، بحي "فيدينغ" بالعاصمة الالمانية برلين المعروف باحتضانه لجنسيات مختلفة، وذلك في إطار سلسلة من اللقاءات تحمل عنوان "رمضان بعيون ألمانية" بمشاركة مواطنين ألمان.لا يقتصر الأمر في هذه اللقاءات على تقاسم مائدة إفطار تحتوي على مختلف الاطباق والمأكولات الشرقية التي تميز شهر رمضان في مختلف البلدان العربية والتي أ صبحت مألوفة لدى الالمان، بل إنها تشكل أيضا مناسبة للنقاش والتحاور مع الألمان في أجواء حميمية حول مختلف القضايا التي تهم الوافدين الجدد من قبيل الاندماج وتقبل الآخر، وتوفر لهم مساحة للبوح بالصعوبات التي تعترضهم في حياتهم اليومية.يقول ابراهيم السيد، مهندس سوري ورئيس نادي "سلام"، إن النادي الذي يعتبر جمعية ذات بعد اجتماعي وثقافي، يعمل على مساعدة اللاجئين وتقديم الدعم والاستشارة لهم وفي نفس الوقت مد جسور التواصل بين الثقافة الألمانية والعربية الاسلامية.وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا اللقاء، أن الأمر لا يقتصر على التعريف بالطقوس الرمضانية بل ان الجمعية تعمل أيضا على تمكين الجالية العربية والمسلمة من الاطلاع على عادات الالمان حيث يتم ، في نهاية شهر رمضان استدعاء أشخاص من الكنيسة للحديث عن الأعياد في الديانة المسيحية.وأشار الى أن الجمعية استدعت في لقاء سابق، طالبا ألمانيا قام بخوض تجربة الصيام من أجل التعرف على شعور الصائم ، واليوم تمت دعوة بيتر هايم، الذي يعمل مدرسا للغة الألمانية للأجانب في إطار دورات الاندماج، والذي سبق أن عاش في سوريا.وبالفعل فقد تفاعل بيتر هايم، الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، مع الحضور ، مبديا تفهما لأوضاع الجالية المسلمة والعربية المقيمة بألمانيا لانه عايش عن قرب أجواء رمضان في الشام العتيقة.ولفت بيتر ، الذي يدير قناتين على اليوتوب لتعليم اللغة الألمانية، في تصريح مماثل، الى أن تقاليد الإفطار انتشرت في ألمانيا ، إلى درجة أن الكثير من غير المسلمين أضحوا يشاركون فيها.وشدد على أهمية مثل هذه اللقاءات التي يحضرها ألمان لأنها تشكل مناسبة لتقاسم التجارب الإنسانية وتعزيز الاندماج بالاضافة الى الانصات الى انشغالات وهموم أشخاص اضطرتهم ظروف بلدانهم الى ان يحرموا من دفء الأجواء العائلية لاسيما في شهر رمضان الذي يتميز في كل بلد عربي بطقوسه الخاصة.من جانبه،لم يخف مصطفى الهامين الذي ينحدر من المغرب ويعمل مستشارا اجتماعيا للاجئين، إشادته بالاجواء الايجابية التي اتسم بها اللقاء قائلا "هناك اختلاف بين العادات باختلاف الجنسيات لكن توحدنا الأجواء الروحانية التي تطبع رمضان".وأضاف مصطفى أنه حرص على اصطحاب ابنته الشابة التي ازدادت في ألمانيا لحضور هذا اللقاء، للتعرف على ثقافات أخرى والتشبع بقيم الاسلام السمحة التي تبث روح التآخي والتآزر والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات في وقت تشهد فيه ألمانيا وباقي بلدان أوروبا تنامي التيار اليميني المتطرف.وبالنسبة لياسر، طبيب من اليمن، مقيم في برلين، فان هذا اللقاء الذي جمع بين مسلمين وألمان "معبر جدا"، مضيفا "استحضر هنا إفطارا جماعيا شارك فيه عمدة بلدية حي نيوكلن في برلين وقال عبارة مؤثرة "نحن عائلة واحدة".وأضاف أن "الجميل لدى الألمان هو تفهمهم لمعنى شهر الصيام واستعدادهم لمشاركتنا طقوس رمضان بصدق عائلي"، منوها بالنقاش الذي تمخض عن هذا اللقاء في أجواء من البوح والصراحة والاحساس الجماعي بالعائلة الواحدة.وفي رأي عبد الصمد اليزيدي الامين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فان أيام رمضان في ألمانيا لا تختلف كثيرا على باقي أيام السنة في الشارع والمدرسة والعمل،لذلك تعمل المؤسسات والمراكز الإسلامية وكذلك الأسر المسلمة بالموازنة على توفير فضاءات روحانية داخل المساجد والبيوت.وأضاف في تصريح مماثل أن المساجد تنظم ندوات ودروس علمية تسهم فيها بشكل كبير البعثات الدينية من مقرئين ووعاظ من المغرب وغيره من الدول الإسلامية، بالاضافة الى تنظيم مسابقات قرآنية وأمسيات إنشادية طيلة هذا الشهر الفضيل.وأبرز أن موائد الافطار التي يدعى لها الجيران والمعارف من مختلف الأصول والأديان أصبحت عرفا منتشرا في ألمانيا حيث صارت دعوات الإفطار المشتركة تتبناها مؤسسات حكومية ودينية ومجتمعية مختلفة.وأشار الى أن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا دعى عموم مسلمي ألمانيا إلى المشاركة بكثافة في فعاليات اليوم الوطني للجار الذي يخلد في ألمانيا في 24 ماي، وذلك للأهمية الواسعة التي أولاها دين الإسلام الحنيف لحسن الجوار.وأضاف أنه وتزامنا مع حلول شهر الرحمة والمغفرة، قام وفد من المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بزيارة تضامنية للكنائس التي تعرضت للهجمات الإرهابية في سريلانكا من أجل تقديم العزاء، والمواساة للمسيحيين، ضحايا الإرهاب في سريلانكا، والتأكيد على موقف المجلس الثابت المتمثل في دعم جهود التسامح، والسلام عبر العالم، ورفض كل أشكال العنف، والكراهية، والعنصرية.من المؤكد أنه في ألمانيا التي تضم جالية مسلمة متعددة الخلفية والجنسية من عرب وأتراك وغيرهم، يتبدد الشعور بالغربة خاصة في الشهر الفضيل حيث تعوض موائد الافطار الجماعي، الموائد العائلية التي تقام في البلدان الاصلية فضلا عن الاجتماع في المراكز الاسلامية والمشاركة في الصلوات والاذكار الدينية مما يعطي نوعا من الزخم والاحساس الحقيقي برمضان.
جرت العادة أن تقام في بلدان المهجر موائد إفطار جماعية بمناسبة رمضان بهدف تقاسم الأجواء الروحانية لهذا الشهر الفضيل بين أفراد الجالية المسلمة وترسيخ القيم الاسلامية السمحاء من تكافل وتضامن، لكن في ألمانيا، التي شهدت خلال السنوات الاخيرة قدوم عدد كبير من اللاجئين من بلدان عربية وإسلامية، صار شهر رمضان مناسبة أيضا لانفتاح الجالية العربية على الألمان والتواصل معهم من أجل تعزيز التعايش الانساني والاندماج والتسامح والتعرف على ثقافة الاخر فضلا عن إزالة سوء الفهم والصور النمطية من كلا الجانبين.وفي هذا السياق، أقيمت مؤخرا مائدة إفطار جماعي في نادي "سلام" الثقافي الذي يعنى باللاجئين، بحي "فيدينغ" بالعاصمة الالمانية برلين المعروف باحتضانه لجنسيات مختلفة، وذلك في إطار سلسلة من اللقاءات تحمل عنوان "رمضان بعيون ألمانية" بمشاركة مواطنين ألمان.لا يقتصر الأمر في هذه اللقاءات على تقاسم مائدة إفطار تحتوي على مختلف الاطباق والمأكولات الشرقية التي تميز شهر رمضان في مختلف البلدان العربية والتي أ صبحت مألوفة لدى الالمان، بل إنها تشكل أيضا مناسبة للنقاش والتحاور مع الألمان في أجواء حميمية حول مختلف القضايا التي تهم الوافدين الجدد من قبيل الاندماج وتقبل الآخر، وتوفر لهم مساحة للبوح بالصعوبات التي تعترضهم في حياتهم اليومية.يقول ابراهيم السيد، مهندس سوري ورئيس نادي "سلام"، إن النادي الذي يعتبر جمعية ذات بعد اجتماعي وثقافي، يعمل على مساعدة اللاجئين وتقديم الدعم والاستشارة لهم وفي نفس الوقت مد جسور التواصل بين الثقافة الألمانية والعربية الاسلامية.وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا اللقاء، أن الأمر لا يقتصر على التعريف بالطقوس الرمضانية بل ان الجمعية تعمل أيضا على تمكين الجالية العربية والمسلمة من الاطلاع على عادات الالمان حيث يتم ، في نهاية شهر رمضان استدعاء أشخاص من الكنيسة للحديث عن الأعياد في الديانة المسيحية.وأشار الى أن الجمعية استدعت في لقاء سابق، طالبا ألمانيا قام بخوض تجربة الصيام من أجل التعرف على شعور الصائم ، واليوم تمت دعوة بيتر هايم، الذي يعمل مدرسا للغة الألمانية للأجانب في إطار دورات الاندماج، والذي سبق أن عاش في سوريا.وبالفعل فقد تفاعل بيتر هايم، الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، مع الحضور ، مبديا تفهما لأوضاع الجالية المسلمة والعربية المقيمة بألمانيا لانه عايش عن قرب أجواء رمضان في الشام العتيقة.ولفت بيتر ، الذي يدير قناتين على اليوتوب لتعليم اللغة الألمانية، في تصريح مماثل، الى أن تقاليد الإفطار انتشرت في ألمانيا ، إلى درجة أن الكثير من غير المسلمين أضحوا يشاركون فيها.وشدد على أهمية مثل هذه اللقاءات التي يحضرها ألمان لأنها تشكل مناسبة لتقاسم التجارب الإنسانية وتعزيز الاندماج بالاضافة الى الانصات الى انشغالات وهموم أشخاص اضطرتهم ظروف بلدانهم الى ان يحرموا من دفء الأجواء العائلية لاسيما في شهر رمضان الذي يتميز في كل بلد عربي بطقوسه الخاصة.من جانبه،لم يخف مصطفى الهامين الذي ينحدر من المغرب ويعمل مستشارا اجتماعيا للاجئين، إشادته بالاجواء الايجابية التي اتسم بها اللقاء قائلا "هناك اختلاف بين العادات باختلاف الجنسيات لكن توحدنا الأجواء الروحانية التي تطبع رمضان".وأضاف مصطفى أنه حرص على اصطحاب ابنته الشابة التي ازدادت في ألمانيا لحضور هذا اللقاء، للتعرف على ثقافات أخرى والتشبع بقيم الاسلام السمحة التي تبث روح التآخي والتآزر والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات في وقت تشهد فيه ألمانيا وباقي بلدان أوروبا تنامي التيار اليميني المتطرف.وبالنسبة لياسر، طبيب من اليمن، مقيم في برلين، فان هذا اللقاء الذي جمع بين مسلمين وألمان "معبر جدا"، مضيفا "استحضر هنا إفطارا جماعيا شارك فيه عمدة بلدية حي نيوكلن في برلين وقال عبارة مؤثرة "نحن عائلة واحدة".وأضاف أن "الجميل لدى الألمان هو تفهمهم لمعنى شهر الصيام واستعدادهم لمشاركتنا طقوس رمضان بصدق عائلي"، منوها بالنقاش الذي تمخض عن هذا اللقاء في أجواء من البوح والصراحة والاحساس الجماعي بالعائلة الواحدة.وفي رأي عبد الصمد اليزيدي الامين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فان أيام رمضان في ألمانيا لا تختلف كثيرا على باقي أيام السنة في الشارع والمدرسة والعمل،لذلك تعمل المؤسسات والمراكز الإسلامية وكذلك الأسر المسلمة بالموازنة على توفير فضاءات روحانية داخل المساجد والبيوت.وأضاف في تصريح مماثل أن المساجد تنظم ندوات ودروس علمية تسهم فيها بشكل كبير البعثات الدينية من مقرئين ووعاظ من المغرب وغيره من الدول الإسلامية، بالاضافة الى تنظيم مسابقات قرآنية وأمسيات إنشادية طيلة هذا الشهر الفضيل.وأبرز أن موائد الافطار التي يدعى لها الجيران والمعارف من مختلف الأصول والأديان أصبحت عرفا منتشرا في ألمانيا حيث صارت دعوات الإفطار المشتركة تتبناها مؤسسات حكومية ودينية ومجتمعية مختلفة.وأشار الى أن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا دعى عموم مسلمي ألمانيا إلى المشاركة بكثافة في فعاليات اليوم الوطني للجار الذي يخلد في ألمانيا في 24 ماي، وذلك للأهمية الواسعة التي أولاها دين الإسلام الحنيف لحسن الجوار.وأضاف أنه وتزامنا مع حلول شهر الرحمة والمغفرة، قام وفد من المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بزيارة تضامنية للكنائس التي تعرضت للهجمات الإرهابية في سريلانكا من أجل تقديم العزاء، والمواساة للمسيحيين، ضحايا الإرهاب في سريلانكا، والتأكيد على موقف المجلس الثابت المتمثل في دعم جهود التسامح، والسلام عبر العالم، ورفض كل أشكال العنف، والكراهية، والعنصرية.من المؤكد أنه في ألمانيا التي تضم جالية مسلمة متعددة الخلفية والجنسية من عرب وأتراك وغيرهم، يتبدد الشعور بالغربة خاصة في الشهر الفضيل حيث تعوض موائد الافطار الجماعي، الموائد العائلية التي تقام في البلدان الاصلية فضلا عن الاجتماع في المراكز الاسلامية والمشاركة في الصلوات والاذكار الدينية مما يعطي نوعا من الزخم والاحساس الحقيقي برمضان.
ملصقات
مغاربة العالم

مغاربة العالم

مغاربة العالم

مغاربة العالم

