السبت 20 أبريل 2024, 05:52

دين

رمضان والجاليات في قطر.. عبادات وموائد سمر وحنين متوقد إلى الديار


كشـ24 - وكالات نشر في: 21 مايو 2019

يحل الشهر الفضيل بغنائمه الروحية التي لا تكاد تحصى، وفي ركابه مباهج ثقافية واجتماعية شتى. وما بين البلد الأم وبلدان المهجر، على اختلافاتها وامتداداتها الجغرافية، مسافات دلالية تمتد لدى هذا الطرف وقد تتقلص لدى الآخر، ضمن زمن روحاني استثنائي بامتياز؛ يبدو أن له نفس الوقع ومتقارب في جوانب من تجلياته الثقافية، لكن غالبية من المغتربين لا يملكون إلا أن يعترفوا، أن إيقاعا داخليا لأجوائه تبقى مفارقة تحمل بصمة وطعما خاصين في البلد الأصل، على نحو يبعث اشتياقا وحنينا جارفين إلى الديار ودفء الأسرة والثقافة الأم.مجرد لحظات عابرة من زمن الشهر الفضيل، تبعث شريطا استعاديا من الذاكرة لطقوس الأهل والبلد من ذات زمن آفل . لكل مسافة خاصة تفصل بينه وأحبائه، ليست فقط جغرافية ولكنها نفسية وعاطفية، وجزء من نبض ذاكرة اصطفائية في الغالب.بعضهم تستوقفه ذاكرة الطفولة، وينتشي بسرد لذائذ موائد الإفطار والسحور وصباحات الأعياد وأحاديث الأهل والأحلام المشتركة، لكن أجواء معيشه، وقد اندمج حيث يوجد وبنى لنفسه واقعا جديدا، تشعره بنوع من الكفاية، وإن كانت في عمقها لا تغنيه كلية عن سنده المرجعي وأس هويته.أما عينة أخرى فيتوقف زمنها هناك في موطنها، ولو كان في الاستضافة رحابة وكياسة وحسن وفادة. يبقى لديها دائما، بالرغم مما تكون حققت من اندماج في وسطها الجديد، حنين مقيم إلى الديار والأهل لا يفارقها، بل ويزداد قوة كلما استجدت مناسبات لها خلفيتها المثقلة بروح الهوية الثقافية والدينية. وللشهر الفضيل كل هذه الحمولة وأكثر.ومما يعمق هذا البعد أن لرمضان خصائص عدة من بينها أنه يفتح الأفق واسعا للتأمل واسترجاع تفاصيل الأنا والآخر ومفردات تحيط بالحياة الروحية والاجتماعية الآنية والماضية، ويحيل إلى مراجعة بعض القناعات والاجتهاد في استحضار ما ينبغي أن تكون عليه السلوكيات.كل لحظة من رمضان في المهجر تبعث، في عمقها، ومهما كانت عابرة، ما يماثلها في الذاكرة من زمن رمضان في البلد الأصل، وتحيي الحنين إلى طقوس بعينها، بطعم مختلف، يتذوقه ويستعيده كل واحد بمزاج وعمق خاصين.يقول سمير البرغوتي، الإعلامي الفلسطيني، المقيم منذ أمد في الدوحة بعد إقامة سابقة له في الكويت، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه كلما هل رمضان تنهال على الذاكرة، رغم أنها لم تفارقها أبدا، مشاهد من رمضان في القدس، فتحيي فجيعة الافتقاد والفقد.ومن قلب جراح ما يحدث هناك، والمصير المعلق لبلد يكابد من أجل انعتاقه منذ 71 عاما، يحضر من قلب عتمة ما يجري ويدمي، ومن قلب صفاء ونورانية الشهر الكريم هنا في الدوحة، مشهد من زمن بعيد-قريب لم يفارق الذاكرة؛ التفاف الأهل حول مائدة الإفطار والسحور، وتلك النكهات التي لا مثيل لها، والتي ما يزال يسري طعمها في فمه متميزا لم تؤثر عليها السنون أو تخالطها وتتفوق عليها غيرها من النكهات.وفي المشهد أيضا تحضر بقوة صورة والده وهو يصحبه للصلاة إلى بيت المقدس، ما يزال يحس بدفء يده وهي تلتف بحنو غامر على كفه، وهما معا في طريقهما بين دروب القدس العتيقة، مرورا بباب المغاربة وقبلها بالبراق، مربط دابة رسول الله (صلعم) قبل عروجه إلى السماء، وطريق الالام حيث تم سحل المسيح عليه السلام لصلبه والتخلص منه لتحكم المشيئة الإلهية غير ما ب ي توا.آلاف الصور تمر مع كل رمضان والحزن يزداد عقدا تجثم على صدره لأن الظروف القاسية، وتلك بعض من حرقة لا تنطفئ، لم تمكنه من أن يورث هذه التفاصيل لأبنائه.ويبقى لكل وقت صلاة في القدس حلاوت ها، خاصة في أجواء رمضان البهية النورانية وأصوات المآذن وتراتيل القرآن. وفي قلب المشهد أيضا حكايا التنافس بين أترابه في طفولته البعيدة لتجارب الصيام الأولى، وفرحة الإفطار وفخر الأهل والاعتزاز باقتدار الذات.وهنا في الدوحة، حيث يدفئه شعور بالانتماء بعيدا عن رجفة الغربة وإن ظل قلبه الرقيب لما تعرفه أوضاع الديار موج عا مكلوما، يحلو له وقد أصبحت قطر أيضا جزءا منه، وملهمته في كثير مما يكتب، أن يستحضر في هذا الشهر الأبرك معالم من بهجة تذكره أيضا ب"الهناك" فلسطين الحبيبة، وبالأخص من خلال مشهد التسابق إلى إطعام الصائم، وهاته الأريحية في التنافس على توزيع أطباق الأكل قبيل ساعة الإفطار على الجيران والأصحاب، في ما يصبح في كثير من الأحيان حركة إياب وعودة، وتبادلا سخيا لما تحفل به الموائد الرمضانية.فما على الموائد هناك في فلسطين، زمن طفولته، وهنا في الدوحة قسمة بين الجيران، المستضيفون منهم (أبناء البلد) والجاليات الأخرى؛ من فلسطين تحضر "المقلوبة (طبق الأرز بالخضراوات واللحم) والمنزلات من خضروات ومفتول (كسكس)"، ومن قطر "الثريد والهريس (طبق حب القمح والدجاج والدهن والبصل يهرس بعد طبخه ليصير مثل العجين اللزج)" ومن الجاليات الاخرى كالمغربية (الطاجين والكسكس) والمصرية (الملوخية بالأرانب).وضمن نفس المشهد، قد يبدي الزواج المختلط انصهارا عجيبا بين الثقافات، ويولد أصنافا ثقافية مركبة في أساليب العيش تشمل المأكل والملبس وسلوكيات الانخراط في أجواء والتزامات الشهر الفضيل.ففي مائدة إلهام الشابة المغربية المتزوجة من مواطن مصري، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال، والمقيمة أزيد من عقد في الدوحة، أصبحت من لزوميات المائدة الرمضانية "الحريرة" والحلويات الرمضانية المغربية إلى جانب أكلة "المحاشي" و"الغولاش" و"المكرونة بالبيشاميل" المصرية وأيضا "الطعمية" و"الفول المدمس"، وقد لا تخلو أيضا من طبقي "الهريس" و"الثريد" القطريين اللذين غالبا ما تصر جاراتها وصديقاتها القطريات إرساله قبل ساعة الإفطار بوقت قصير ضمن عملية يومية للتهادي وتبادل لذائذ الإفطار وكسب ثواب إفطار صائم.تؤكد إلهام، في بوح مماثل للوكالة، أن أجواء رمضان في الدوحة، بين حركة الناس وازدحامهم في الفضاءات التجارية الكبرى وفي "سوق واقف" و"سوق الوكرة" يحيل إلى بعض من تلك الأجواء التي تميز أزقة المدن القديمة في المغرب أو شوارع القاهرة في هذا الشهر الفضيل، لكن الأجمل، برأيها، أن أداء الصلوات في مسجد محمد بن عبد الوهاب بالدوحة، حيث تحرص السلطات القيمة على استضافة علماء من أنحاء العالم للتناوب على الإمامة وتلاوة القرآن، يفصل الحالة النفسية للمصلي عن هموم الحال والمآل ويخلق إحساسا روحانيا بهيا يحلق بها بعيدا إلى بيت الله الحرام وأجوائه النورانية، بينما يبقى الحنين أكثر توقدا في هذا الشهر للأهل وجلسات السمر وسط الوالدين والإخوة، وتنهال مع كل لحظة ذكريات من زمن رمضان في المغرب.وفي جانب من الصورة الكلية للأسر المغربية المقيمة في قطر، يبرز حرص أكيد في العناية بالتفاصيل والترتيبات نفسها لخلق أجواء رمضانية قريبة مما هو عليه الأمر في المغرب؛ نفس العادات والأطباق، والرغبة والمثابرة في اغتنام فضائل الشهر الكريم، مع الحفاظ على الروح المغربية المضيافة والمنفتحة بقوة على الآخرين.وضمن فسيفساء هذا المزيج الثقافي الذي يؤسس لواقع الدوحة، السوق الناشئة بامتياز والتي تستقطب العمالة والكفاءات من جنسيات وأديان مختلفة، لتواصل بناء حداثتها بمثابرة وجهد مميزين، يحضر رمضان ليدخل على دينامية الأنشطة روحا أخرى يعيش المواطنون والجاليات المسلمة تفاصيلها بعمق وتعايشها الجاليات غير المسلمة بكثير من التقدير والاحترام.ومما يميز أيضا هذا الشهر في "دوحة الخير"، كما يحلو لكثير من المقيمين مناداتها، السمر الليلي في المطاعم والفنادق والخيام الرمضانية، خاصة في أماسي الخميس والجمعة، حيث تقضي الجاليات سويعات لتقاسم زمن أنس وود وتبادل ثقافي، لتدفع بها بعضا من الحنين إلى الأهل، ولتكشف عن تنوع ثقافي بديع وتقارب، وميل مستحكم للعطاء، ومائدة كبيرة تستوعب كل مأكولات العالم، تتذوق منها وتنفتح عليها جميعا.ومن قطر البلد المضيف، تؤكد الأكاديمية القطرية خولة مرتضى، في بوح مماثل للوكالة، أن الحداثة التي أصبحت تحيط بتفاصيل الحياة في قطر لم تستطع أن "ت حاص ر شهر رمضان"، في خصوصيته الدينية والثقافية، وأنه بالرغم من هذا "الزحف البطيء لمظاهر الحياة الاستهلاكية الجديدة"، ما يزال رمضان "حكاية ينتظرها أهل قطر لتروي قيما ما تزال صامدة أمام رياح التعرية والترسيب"، فما بين أداء الفروض والنوافل وحضور حلقات الذكر ودروس تلاوة وحفظ وختم القرآن الكريم والتضرع لله بالدعاء في (التراويح والقيام وليالي الق د ر) وطرق الإحسان والعطاء المتعددة، هناك حركة التزاور بين الأهل والمعارف، وتقاسم أطباق الأكل قبل الإفطار.وماتزال الأسرة القطرية، تضيف الكاتبة، تحافظ على نفس الطقوس في الاستعداد للشهر والعيش في كنفه والاستفادة من مغانمه، وما تزال موائده زاخرة بالأطباق الأصيلة إلى جانب أطباق عالمية وافدة، وما تزال السيادة عند الإفطار لطبق الثريد والأرز والهريس والشوربة و"السمبوسة"، وما قبل السحور عند منتصف الليل تحضر إلزاما "الغبقة" التي تتكون في الغالب من السمك والأرز الأبيض والأحمر الممزوج بالسكر.أما ساعات السمر التي تلي صلاة العشاء والتروايح، حيث يحلو المقام غالبا في "البيت العود"؛ بيت الجد، لتمتد الأحاديث إلى شطآن اهتمامات شتى، فتصطف وسط المجلس وبالقرب من الجلساء أطباق الحلو من لقيمات (كرويات الحلو المعدة من الدقيق والنشا والحليب المجفف والسكر والقشطة)، والساقو (مكون من دقيق نشوي مستخلص من لب النخيل والسكر والزعفران والهيل المطحون وماء الورد وعين الجمل (الكركاع) والزبدة)، والمهلبية أو المحلبية (خليط النشا بالحليب والسكر).وماتزال، تؤكد الباحثة القطرية، عادة إحياء ليلة النصف من رمضان بطقس (القرنقعوه)، حيث يتم تجهيز أنواع عديدة من المكسرات (الفواكه الجافة) والحلويات لتكون من نصيب صبية الحي الذين يطرقون أبواب البيوت، وقد ارتدوا ألبستهم التقليدية الجديدة، مرددين "أهزوجة تراثية شهيرة" تفتتح ب"قرنقعوه قرقاعوه، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم"، لتخلص إلى القول بأن زمن رمضان وحده يحدث أن ي عانق فيه الماضي الحاضر، وتنسجم فيه روائح الأكل برائحة العود والبخور والف ل والورد المحمدي.من قلب كل هذه المشاهد، يكشف زمن الشهر الفضيل في الدوحة عن انسجام وتساكن فريد بين الأصيل والوافد من طقوس متنوعة، تتقاطع جميعها عند ثابت الإكثار من العبادات وفسح السمر والالتذاذ بأطباق واحتفاليات وهوايات تستمد نسغها من طبيعة الزمن في خصوصيته الروحية والتعبدية، مع استبداد الحنين بالوافدين إلى ثقافة البلد الأم دون نبذ أو تهميش لثقافة المضيف وللثقافات الوافدة الأخرى.

يحل الشهر الفضيل بغنائمه الروحية التي لا تكاد تحصى، وفي ركابه مباهج ثقافية واجتماعية شتى. وما بين البلد الأم وبلدان المهجر، على اختلافاتها وامتداداتها الجغرافية، مسافات دلالية تمتد لدى هذا الطرف وقد تتقلص لدى الآخر، ضمن زمن روحاني استثنائي بامتياز؛ يبدو أن له نفس الوقع ومتقارب في جوانب من تجلياته الثقافية، لكن غالبية من المغتربين لا يملكون إلا أن يعترفوا، أن إيقاعا داخليا لأجوائه تبقى مفارقة تحمل بصمة وطعما خاصين في البلد الأصل، على نحو يبعث اشتياقا وحنينا جارفين إلى الديار ودفء الأسرة والثقافة الأم.مجرد لحظات عابرة من زمن الشهر الفضيل، تبعث شريطا استعاديا من الذاكرة لطقوس الأهل والبلد من ذات زمن آفل . لكل مسافة خاصة تفصل بينه وأحبائه، ليست فقط جغرافية ولكنها نفسية وعاطفية، وجزء من نبض ذاكرة اصطفائية في الغالب.بعضهم تستوقفه ذاكرة الطفولة، وينتشي بسرد لذائذ موائد الإفطار والسحور وصباحات الأعياد وأحاديث الأهل والأحلام المشتركة، لكن أجواء معيشه، وقد اندمج حيث يوجد وبنى لنفسه واقعا جديدا، تشعره بنوع من الكفاية، وإن كانت في عمقها لا تغنيه كلية عن سنده المرجعي وأس هويته.أما عينة أخرى فيتوقف زمنها هناك في موطنها، ولو كان في الاستضافة رحابة وكياسة وحسن وفادة. يبقى لديها دائما، بالرغم مما تكون حققت من اندماج في وسطها الجديد، حنين مقيم إلى الديار والأهل لا يفارقها، بل ويزداد قوة كلما استجدت مناسبات لها خلفيتها المثقلة بروح الهوية الثقافية والدينية. وللشهر الفضيل كل هذه الحمولة وأكثر.ومما يعمق هذا البعد أن لرمضان خصائص عدة من بينها أنه يفتح الأفق واسعا للتأمل واسترجاع تفاصيل الأنا والآخر ومفردات تحيط بالحياة الروحية والاجتماعية الآنية والماضية، ويحيل إلى مراجعة بعض القناعات والاجتهاد في استحضار ما ينبغي أن تكون عليه السلوكيات.كل لحظة من رمضان في المهجر تبعث، في عمقها، ومهما كانت عابرة، ما يماثلها في الذاكرة من زمن رمضان في البلد الأصل، وتحيي الحنين إلى طقوس بعينها، بطعم مختلف، يتذوقه ويستعيده كل واحد بمزاج وعمق خاصين.يقول سمير البرغوتي، الإعلامي الفلسطيني، المقيم منذ أمد في الدوحة بعد إقامة سابقة له في الكويت، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه كلما هل رمضان تنهال على الذاكرة، رغم أنها لم تفارقها أبدا، مشاهد من رمضان في القدس، فتحيي فجيعة الافتقاد والفقد.ومن قلب جراح ما يحدث هناك، والمصير المعلق لبلد يكابد من أجل انعتاقه منذ 71 عاما، يحضر من قلب عتمة ما يجري ويدمي، ومن قلب صفاء ونورانية الشهر الكريم هنا في الدوحة، مشهد من زمن بعيد-قريب لم يفارق الذاكرة؛ التفاف الأهل حول مائدة الإفطار والسحور، وتلك النكهات التي لا مثيل لها، والتي ما يزال يسري طعمها في فمه متميزا لم تؤثر عليها السنون أو تخالطها وتتفوق عليها غيرها من النكهات.وفي المشهد أيضا تحضر بقوة صورة والده وهو يصحبه للصلاة إلى بيت المقدس، ما يزال يحس بدفء يده وهي تلتف بحنو غامر على كفه، وهما معا في طريقهما بين دروب القدس العتيقة، مرورا بباب المغاربة وقبلها بالبراق، مربط دابة رسول الله (صلعم) قبل عروجه إلى السماء، وطريق الالام حيث تم سحل المسيح عليه السلام لصلبه والتخلص منه لتحكم المشيئة الإلهية غير ما ب ي توا.آلاف الصور تمر مع كل رمضان والحزن يزداد عقدا تجثم على صدره لأن الظروف القاسية، وتلك بعض من حرقة لا تنطفئ، لم تمكنه من أن يورث هذه التفاصيل لأبنائه.ويبقى لكل وقت صلاة في القدس حلاوت ها، خاصة في أجواء رمضان البهية النورانية وأصوات المآذن وتراتيل القرآن. وفي قلب المشهد أيضا حكايا التنافس بين أترابه في طفولته البعيدة لتجارب الصيام الأولى، وفرحة الإفطار وفخر الأهل والاعتزاز باقتدار الذات.وهنا في الدوحة، حيث يدفئه شعور بالانتماء بعيدا عن رجفة الغربة وإن ظل قلبه الرقيب لما تعرفه أوضاع الديار موج عا مكلوما، يحلو له وقد أصبحت قطر أيضا جزءا منه، وملهمته في كثير مما يكتب، أن يستحضر في هذا الشهر الأبرك معالم من بهجة تذكره أيضا ب"الهناك" فلسطين الحبيبة، وبالأخص من خلال مشهد التسابق إلى إطعام الصائم، وهاته الأريحية في التنافس على توزيع أطباق الأكل قبيل ساعة الإفطار على الجيران والأصحاب، في ما يصبح في كثير من الأحيان حركة إياب وعودة، وتبادلا سخيا لما تحفل به الموائد الرمضانية.فما على الموائد هناك في فلسطين، زمن طفولته، وهنا في الدوحة قسمة بين الجيران، المستضيفون منهم (أبناء البلد) والجاليات الأخرى؛ من فلسطين تحضر "المقلوبة (طبق الأرز بالخضراوات واللحم) والمنزلات من خضروات ومفتول (كسكس)"، ومن قطر "الثريد والهريس (طبق حب القمح والدجاج والدهن والبصل يهرس بعد طبخه ليصير مثل العجين اللزج)" ومن الجاليات الاخرى كالمغربية (الطاجين والكسكس) والمصرية (الملوخية بالأرانب).وضمن نفس المشهد، قد يبدي الزواج المختلط انصهارا عجيبا بين الثقافات، ويولد أصنافا ثقافية مركبة في أساليب العيش تشمل المأكل والملبس وسلوكيات الانخراط في أجواء والتزامات الشهر الفضيل.ففي مائدة إلهام الشابة المغربية المتزوجة من مواطن مصري، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال، والمقيمة أزيد من عقد في الدوحة، أصبحت من لزوميات المائدة الرمضانية "الحريرة" والحلويات الرمضانية المغربية إلى جانب أكلة "المحاشي" و"الغولاش" و"المكرونة بالبيشاميل" المصرية وأيضا "الطعمية" و"الفول المدمس"، وقد لا تخلو أيضا من طبقي "الهريس" و"الثريد" القطريين اللذين غالبا ما تصر جاراتها وصديقاتها القطريات إرساله قبل ساعة الإفطار بوقت قصير ضمن عملية يومية للتهادي وتبادل لذائذ الإفطار وكسب ثواب إفطار صائم.تؤكد إلهام، في بوح مماثل للوكالة، أن أجواء رمضان في الدوحة، بين حركة الناس وازدحامهم في الفضاءات التجارية الكبرى وفي "سوق واقف" و"سوق الوكرة" يحيل إلى بعض من تلك الأجواء التي تميز أزقة المدن القديمة في المغرب أو شوارع القاهرة في هذا الشهر الفضيل، لكن الأجمل، برأيها، أن أداء الصلوات في مسجد محمد بن عبد الوهاب بالدوحة، حيث تحرص السلطات القيمة على استضافة علماء من أنحاء العالم للتناوب على الإمامة وتلاوة القرآن، يفصل الحالة النفسية للمصلي عن هموم الحال والمآل ويخلق إحساسا روحانيا بهيا يحلق بها بعيدا إلى بيت الله الحرام وأجوائه النورانية، بينما يبقى الحنين أكثر توقدا في هذا الشهر للأهل وجلسات السمر وسط الوالدين والإخوة، وتنهال مع كل لحظة ذكريات من زمن رمضان في المغرب.وفي جانب من الصورة الكلية للأسر المغربية المقيمة في قطر، يبرز حرص أكيد في العناية بالتفاصيل والترتيبات نفسها لخلق أجواء رمضانية قريبة مما هو عليه الأمر في المغرب؛ نفس العادات والأطباق، والرغبة والمثابرة في اغتنام فضائل الشهر الكريم، مع الحفاظ على الروح المغربية المضيافة والمنفتحة بقوة على الآخرين.وضمن فسيفساء هذا المزيج الثقافي الذي يؤسس لواقع الدوحة، السوق الناشئة بامتياز والتي تستقطب العمالة والكفاءات من جنسيات وأديان مختلفة، لتواصل بناء حداثتها بمثابرة وجهد مميزين، يحضر رمضان ليدخل على دينامية الأنشطة روحا أخرى يعيش المواطنون والجاليات المسلمة تفاصيلها بعمق وتعايشها الجاليات غير المسلمة بكثير من التقدير والاحترام.ومما يميز أيضا هذا الشهر في "دوحة الخير"، كما يحلو لكثير من المقيمين مناداتها، السمر الليلي في المطاعم والفنادق والخيام الرمضانية، خاصة في أماسي الخميس والجمعة، حيث تقضي الجاليات سويعات لتقاسم زمن أنس وود وتبادل ثقافي، لتدفع بها بعضا من الحنين إلى الأهل، ولتكشف عن تنوع ثقافي بديع وتقارب، وميل مستحكم للعطاء، ومائدة كبيرة تستوعب كل مأكولات العالم، تتذوق منها وتنفتح عليها جميعا.ومن قطر البلد المضيف، تؤكد الأكاديمية القطرية خولة مرتضى، في بوح مماثل للوكالة، أن الحداثة التي أصبحت تحيط بتفاصيل الحياة في قطر لم تستطع أن "ت حاص ر شهر رمضان"، في خصوصيته الدينية والثقافية، وأنه بالرغم من هذا "الزحف البطيء لمظاهر الحياة الاستهلاكية الجديدة"، ما يزال رمضان "حكاية ينتظرها أهل قطر لتروي قيما ما تزال صامدة أمام رياح التعرية والترسيب"، فما بين أداء الفروض والنوافل وحضور حلقات الذكر ودروس تلاوة وحفظ وختم القرآن الكريم والتضرع لله بالدعاء في (التراويح والقيام وليالي الق د ر) وطرق الإحسان والعطاء المتعددة، هناك حركة التزاور بين الأهل والمعارف، وتقاسم أطباق الأكل قبل الإفطار.وماتزال الأسرة القطرية، تضيف الكاتبة، تحافظ على نفس الطقوس في الاستعداد للشهر والعيش في كنفه والاستفادة من مغانمه، وما تزال موائده زاخرة بالأطباق الأصيلة إلى جانب أطباق عالمية وافدة، وما تزال السيادة عند الإفطار لطبق الثريد والأرز والهريس والشوربة و"السمبوسة"، وما قبل السحور عند منتصف الليل تحضر إلزاما "الغبقة" التي تتكون في الغالب من السمك والأرز الأبيض والأحمر الممزوج بالسكر.أما ساعات السمر التي تلي صلاة العشاء والتروايح، حيث يحلو المقام غالبا في "البيت العود"؛ بيت الجد، لتمتد الأحاديث إلى شطآن اهتمامات شتى، فتصطف وسط المجلس وبالقرب من الجلساء أطباق الحلو من لقيمات (كرويات الحلو المعدة من الدقيق والنشا والحليب المجفف والسكر والقشطة)، والساقو (مكون من دقيق نشوي مستخلص من لب النخيل والسكر والزعفران والهيل المطحون وماء الورد وعين الجمل (الكركاع) والزبدة)، والمهلبية أو المحلبية (خليط النشا بالحليب والسكر).وماتزال، تؤكد الباحثة القطرية، عادة إحياء ليلة النصف من رمضان بطقس (القرنقعوه)، حيث يتم تجهيز أنواع عديدة من المكسرات (الفواكه الجافة) والحلويات لتكون من نصيب صبية الحي الذين يطرقون أبواب البيوت، وقد ارتدوا ألبستهم التقليدية الجديدة، مرددين "أهزوجة تراثية شهيرة" تفتتح ب"قرنقعوه قرقاعوه، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم"، لتخلص إلى القول بأن زمن رمضان وحده يحدث أن ي عانق فيه الماضي الحاضر، وتنسجم فيه روائح الأكل برائحة العود والبخور والف ل والورد المحمدي.من قلب كل هذه المشاهد، يكشف زمن الشهر الفضيل في الدوحة عن انسجام وتساكن فريد بين الأصيل والوافد من طقوس متنوعة، تتقاطع جميعها عند ثابت الإكثار من العبادات وفسح السمر والالتذاذ بأطباق واحتفاليات وهوايات تستمد نسغها من طبيعة الزمن في خصوصيته الروحية والتعبدية، مع استبداد الحنين بالوافدين إلى ثقافة البلد الأم دون نبذ أو تهميش لثقافة المضيف وللثقافات الوافدة الأخرى.



اقرأ أيضاً
وزارة الأوقاف تعلن عن موعد مراقبة هلال شهر شوال
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن مراقبة هلال شهر شوال ستكون مساء يوم الثلاثاء 29 رمضان المعظم 1445 هـ موافق 9 أبريل 2024. وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في بلاغ لها ، انها تنهي لأصحاب الفضيلة القضاة ومندوبي الشؤون الإسلامية بالمملكة أن مراقبة هلال شهر شوال ستكون مساء يوم الثلاثاء 29 رمضان المعظم 1445 هـ موافق 9 أبريل 2024 م، راجية منهم أن يخبروها بثبوت أو عدم ثبوت رؤية الهلال، وذلك بواسطة أرقام الهاتف التالية: 0537-76-11-45 0537-76-09-32 0537-76-05-49 0537-76-89-54 الفاكس: 0537-76-17-21
دين

الشباب في رمضان.. شهر للعبادة والتفكر وإعمار بيوت الله
بالنسبة لجميع المسلمين في المغرب وخارجه، يشكل رمضان المبارك شهر الروحانيات والتعبد، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين الراغبين في اغتنام فضائل هذا الشهر الكريم. في الدار البيضاء، كما هو الحال في مختلف مدن المملكة، تمتلئ جميع المساجد عن بكرة أبيها، خاصة خلال صلاة التراويح، بأفواج المصلين وعلى رأسهم الشباب. على مدار اليوم، يحرص الكثيرون على قضاء معظم يومهم في المساجد، منهم الراغبون في إعادة ربط الصلة بالله، ومنهم الباحثون عن تقوية علاقتهم مع الخالق، والتفكر في الخلق ومعنى الحياة. يقسمون وقتهم بين الصلاة والاستماع للخطب والدروس الدينية، وقراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى المشاركة في نقاشات مفتوحة حول القضايا الدينية الرئيسية، ولكن أيضا حول أمور الحياة اليومية فكلاهما مرتبط بالآخر. في كل أحياء الدار البيضاء، المشهد ذاته يتكرر: تدفق مهم نحو المساجد يبدأ بعد وقت قصير من الإفطار بالنسبة لعدد من المصلين، من أجل التمكن من الصلاة خلف الإمام مباشرة، وما إن يحين موعد صلاة العشاء حتى تمتلئ جنبات غالبية المساجد وتتجاوز طاقتها الاستيعابية بكثير. والخصوصية التي لا يمكن للعين أن تخطئها هي الحضور المهم للشباب والأطفال. وبالفعل، هذا الإقبال على المساجد يزداد بشكل كبير خلال شهر رمضان المبارك، حيث يحتل الشهر الفضيل مكانة متميزة في قلوب المغاربة سواء على المستوى الديني أو على مستوى العادات والتقاليد الشعبية. ويشكل هذا الشهر في الواقع فرصة يجدد خلالها المغاربة، والمسلمون عموما، إيمانهم ويسعون إلى التقرب إلى الله من خلال طلب المغفرة والرحمة. وخلال هذا الشهر الفضيل، يلاحظ بشكل خاص الاهتمام المتزايد لدى الشباب والمراهقين بالصلاة، ويشجعهم في ذلك الرغبة في الاقتداء بالشيوخ ورجال الحي الذين يرونهم يتوجهون إلى المساجد حاملين سجادات الصلاة على أكتافهم. وأمام الإقبال المتزايد لأفواج المصلين على المساجد خلال الشهر الفضيل، يتم اتخاذ مجموعة من التدابير لتمكين المصلين من أداء صلواتهم في ظروف جيدة، من خلال على الخصوص تحسين الإضاءة وتهيئة محيط المساجد لاستيعاب عدد أكبر من المصلين. ومنذ تشييده في 30 غشت 1993، يحتل مسجد الحسن الثاني مقدمة المساجد التي يتم ارتيادها بشكل كبير، حيث يتوافد على هذا المسجد، الذي يعد أحد أجمل وأكثر المساجد تميزا في العالم العربي والإسلامي، عشرات الآلاف من المصلين القادمين من مختلف أحياء الدار البيضاء وحتى من المدن المجاورة، إذ إن هذا المسجد الكبير يتسع لما يصل إلى 120 ألف شخص. وبالنسبة للكثيرين، فإن هذا الإقبال الكبير على المساجد لا تمليه الحاجة إلى التقرب من الخالق فحسب، بل يلعب صوت وطريقة قراءة الإمام دورا مهما في ذلك. وفي الواقع، أصبح بعض الأئمة نجوما حقيقيين في السنوات الأخيرة، حيث تمكنوا من جذب الآلاف من المصلين الباحثين عن صوت دافئ ومريح يرتل آيات القرآن الكريم. هي إذن فرصة فريدة ومتميزة للتقرب من الله سبحانه وتعالى، تجلب السكينة والطمأنينة إلى النفوس، خاصة لدى الشباب الذين يمثلون الغالبية العظمى من المصلين، هؤلاء الشباب الذين سيواصلون دون شك، السير على نهج آبائهم، من خلال تعظيم الشعائر الدينية وتبني القيم الحقيقية للإسلام، الذي سيظل دائما دين السلام والمحبة والإنسانية والتسامح والتضامن .
دين

الكشف عن موعد و قائمة مصليات عيد الفطر بإقليم الحوز
أعلنت المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالحوز إلى العموم عن موعد وقائمة مصليات عيد الفطر المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام 2024 م. واكدت المندوبية الاقليمية في هذا الإطار، ان صلاة العيد ستقام في تمام الساعة السابعة صباحًا بتوقيت الإدارة. وفي ما يلي القائمة الرسمية لمصليات العيد المعلن عنها بإقليم الحوز: 1. مصلى تحناوت (المصلى الرسمي) 2. مسجد اكدير العليا بأمزميز 3. مركز اسني 4. تجزئة النزهة بأيت اورير 5. تجزئة الفرح بأيت اورير 6. مركز امصلوحت بتمصلوحت 7. مركز اوريكة بأوريكة 8. مركز اغمات باغمات 9. مركز التوامة بالتوامة
دين

مسجد محمد السادس تحفة حضارية مغربية في قلب أبيدجان
يعتبر مسجد محمد السادس بأبيدجان معلمة حضارية مغربية في وسط هذه المدينة الكبرى، نظرا لهندسته المعمارية الأصيلة المستمدة من التراث المغربي في بناء المساجد. وحظي هذا الصرح الديني، الذي افتتح بشكل رسمي أمس الجمعة، بترحاب كبير من قبل الإيفواريين الذين يروا فيه مسجدا جامعا للمسلمين، ومنارة علمية تساهم في الإشعاع الديني والمساعدة على إقامة الصلاة في أكبر مسجد على مستوى جمهورية كوت ديفوار. ومن شأن هذا الصرح الديني الكبير، الذي يتيح إقامة الصلوات وتعليم القرآن الكريم، أن يساهم في نشر قيم السلام والتسامح والحوار التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف، وفقا للنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني. وفي هذا الصدد، أشاد محمد توري إمام مسجد الحاجة تني كوليبالي بمنطقة أبوبو بأبيدجان، ببناء مسجد محمد السادس في أبيدجان، معتبرا أنه صرح حضاري "جميل"، لاسيما على مستوى البناء الذي يمتح من الطراز المغربي الأصيل الذي يعكس الجمالية التي تعرفها الحضارة والثقافة المغربية. وأبرز توري، وهو من الأئمة المعروفين في كوت ديفوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المسجد "إنجاز رائع وهام بالنسبة لجمهورية كوت ديفوار وللمسلمين بها، لأنه سيشكل عاملا في منح إطلالة عن الإسلام المنفتح والمتسامح الذي يستمد جذوره من التجربة المغربية الغنية والمتنوعة". وشدد توري على أن معمار مسجد محمد السادس بأبيدجان يندرج في إطار الجمالية والإبداع المغربي. من جهته، عبر أبو بكر طراوري، وهو من سكان هذه المدينة الإفوارية، عن سعادته بهذا المسجد الجامع الذي سيمكن مسلمي أبيدجان من الصلاة في أكبر مسجد بالبلاد والاستفادة من أنشطته الدينية المتنوعة. وأوضح طراوري أن فلسفة بناء المسجد تستجيب للمعايير المغربية التي تميز عمارة المساجد في المملكة، معبرا عن إعجابه بفضاءاته الواسعة ومرافقه المتنوعة، لاسيما المكتبة وقاعة المحاضرات والفضاءات الشاسعة وزخرفته ذات الطابع المغربي التقليدي الأصيل. وعبر جبريل درمي، وهو من سكان أبيدجان أيضا، عن الاعتزاز بهذه المعلمة الدينية الكبرى، معبرا عن تشكراته الخالصة لصاحب الجلالة على بناء هذا الصرح الديني الذي يتسع لآلاف المصلين من أبيدجان ومناطق أخرى. من جانبه، قال مصطفى الزغاري، المهندس المشرف على بناء المسجد، إن هذا الصرح المعماري الأصيل، الذي يتميز بجمعه بين البعدين الثقافي والديني، شيد على الطراز المغربي المعمول به في العديد من مساجد المملكة (زليج، رخام، خشب، جبس، زجاج). وأشار الزغاري إلى أنه جرى بناء فضاءات كبيرة في المسجد تتخللها فراغات للدخول تدريجيا لمرافقه ولقاعة الصلاة، فضلا عن تشييد نافورات وقاعة للصلاة خاصة بالنساء معلقة ومندمجة داخله. ومن مميزات الطراز المغربي في بناء المساجد وجود صومعة كبيرة، ولهذا شيدت صومعة هذا المسجد على علو يصل إلى 69 مترا، في عمل بديع على مستوى الزخرفة وتتم رؤيتها من أماكن بعيدة في أبيدجان. ويمتد هذا الصرح الديني على مساحة 25 ألف متر مربع، ويشمل قاعة للصلاة بطاقة استيعابية تناهز 7000 مصل، وكذا قاعة ندوات ومكتبة ومركبا تجاريا وفضاءات خضراء ورواقا إداريا ومسكنا للإمام وموقفا للسيارات. يذكر أنه تم إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مسجد محمد السادس بأبيدجان على يد أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مرفوقا بفخامة حسن درامان واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، يوم الجمعة 3 مارس 2017، وقد تم الاعتماد في بنائه على المعايير والضوابط المعمارية المغربية التقليدية الأصيلة في أجمل صورها من قبل حرفيين مغاربة.   جمال الدين بن العربي
دين

إحياء ليلة القدر المباركة بمسجد محمد السادس بأبيدجان
جرى بمسجد محمد السادس بأبيدجان ليلة الجمعة /السبت ، إحياء ليلة القدر المباركة، في أجواء من الخشوع والطمأنينة، وذلك بمشاركة مجموعة من العلماء وشيوخ الطرق الصوفية والمرشدين الدينيين الإيفواريين والمغاربة. وتميزت هذه الليلة بدرسين دينيين ألقاهما كل من عثمان دياكيتي رئيس المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بكوت ديفوار، ومصطفى سونتا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار. وفي هذا الصدد، أبرز دياكيتي، الاهتمام الخاص الذي يوليه ملوك المملكة المغربية لحماية العقيدة والعبادة، مؤكدا أن مسجد محمد السادس بأبيدجان يعكس رغبة أمير المؤمنين الملك محمد السادس في توفير مكان للمسلمين يتيح لهم ممارسة عبادتهم في أفضل الظروف. وقال “نأمل في أن يشكل هذا المسجد، بكل ما يوفره من بنيات، مكانا للتربية والتوجيه والتنشئة الاجتماعية والتضامن”. أما مداخلة مصطفى سونتا فتمحورت حول الأهمية التي تكتسيها ليلة القدر، باعتبارها إحدى اللحظات الأكثر قدسية في الإسلام، مذكرا بأنها الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم، و”من هنا تجلت مكانتها في الإسلام”. وجدد المتدخلان “الإعراب عن عميق امتنانهما لجلالة الملك، ببناء مسجد كبير بأبيدجان يمكن المجتمع الإسلامي من أن يمارس عبادته في أفضل الظروف”. ورفع الحاضرون، بالمناسبة، أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين الملك محمد السادس، ويقر عينه بولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بالأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، أشرفت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بالتعاون مع كل من سفارة المملكة المغربية في أبيدجان والسلطات الإيفوارية المختصة، بما في ذلك المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية في كوت ديفوار (كوزيم) وفرع المؤسسة بأبيدجان، على الافتتاح الرسمي لمسجد محمد السادس بأبيدجان، وذلك بمناسبة صلاة الجمعة.ويمتد هذا الصرح الديني على مساحة 25 ألف متر مربع، ويشمل قاعة للصلاة بطاقة استيعابية تناهز 7000 مصل، وكذا قاعة ندوات ومكتبة ومركبا تجاريا وفضاءات خضراء ورواقا إداريا ومسكنا للإمام وموقفا للسيارات. وكان قد تم إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مسجد محمد السادس بأبيدجان على يد أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، مرفوقا بحسن درامان واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، يوم الجمعة 3 مارس 2017. وقد تم الاعتماد في بنائه على المعايير والضوابط المعمارية المغربية التقليدية الأصيلة في أجمل صورها من قبل حرفيين مغاربة .
دين

مندوبية الشؤون الاسلامية بمراكش تعلن عن القائمة الرسمية لمصليات عيد الفطر
أعلنت المندوبية الاقليمية للشؤون الاسلامية بمراكش، عن القائمة الرسمية لمصليات عيد الفطر المبارك لعام 1445. واكدت المندوبية الاقليمية في هذا الإطار،  ان صلاة العيد ستقام في مصليات المجال الحضري المشار اليها في الاعلان الرسمي، في تمام الساعة السابعة صباحا ، الى جانب المساجد بمختلف الاحياء. وفي ما يلي القائمة الرسمية لمصليات العيد المعلن عنها بمراكش:
دين

مسجد محمد السادس بأبيدجان يفتتح رسميا بعد غد الجمعة
تنفيذا للتعليمات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ستشرف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بالتعاون مع كل من سفارة المملكة المغربية في أبيدجان والسلطات الإيفوارية المختصة، بما في ذلك المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية في كوت ديفوار (كوزيم) وفرع المؤسسة بأبيدجان، على مراسم الافتتاح الرسمي لمسجد محمد السادس بأبيدجان، وذلك خلال صلاة يوم الجمعة 26 رمضان 1445 هجرية، الموافق لـ 5 أبريل 2024. وذكر بلاغ لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن مراسم الافتتاح ستشهد حضور شخصيات رسمية ودينية من المملكة المغربية وجمهورية كوت ديفوار، كما سيتم إلقاء أول خطبة جمعة من طرف الممثل الرسمي للمجلس العلمي الأعلى للمملكة المغربية. وأشار المصدر ذاته، إلى أنه “بهذه المناسبة، سيتم بنفس اليوم إحياء ليلة القدر المباركة بمسجد محمد السادس بأبيدجان، وذلك بمشاركة مجموعة من العلماء وشيوخ الطرق الصوفية والمرشدين الدينيين الإيفواريين والمغاربة، وسيستمر إحياء ليلة القدر المباركة حتى مطلع فجر اليوم الموالي في أجواء من الخشوع والطمأنينة والسلم الروحي، سائلين الله تعالى أن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بما حفظ به الذكر الحكيم”. وأوضح البلاغ أن تشييد مسجد محمد السادس بأبيدجان يعد “تجسيدا للرؤية السديدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما أنه يعبر عن التزام جلالته الشريفة بحماية الثوابت الدينية، حيث سيحتضن هذا المسجد إقامة الصلوات وتعليم الكتاب والحكمة ونشر قيم السلام والتسامح والحوار التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف”. ووفاء لهذه المقاصد والغايات النبيلة، – يضيف البلاغ – سيعمل مسجد محمد السادس بأبيدجان على توفير الشروط الضرورية لتقاسم التجربة المغربية في مجال تدبير الحقل الديني، والتي تقوم على الثوابت الدينية المشتركة بين البلدين الشقيقين، مما سيشكل تكريسا للعلاقات الأخوية التاريخية التي جمعت في الماضي كما هو الشأن في الحاضر بين الشعبين الإيفواري والمغربي. وتجذر الإشارة إلى أنه “قد تم إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مسجد محمد السادس بأبيدجان على يد مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مرفوقا بفخامة السيد حسن درامان واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، يوم الجمعة 3 مارس 2017، وقد تم الاعتماد في بنائه على المعايير والضوابط المعمارية المغربية التقليدية الأصيلة في أجمل صورها من قبل حرفيين مغاربة”. ويمتد هذا الصرح الديني على مساحة 25 ألف متر مربع، ويشمل قاعة للصلاة بطاقة استيعابية تناهز 7000 مصل، وكذا قاعة للندوات ومكتبة ومركبا تجاريا وفضاءات خضراء ورواقا إداريا ومسكنا للإمام وموقفا للسيارات.
دين

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 20 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة