مجتمع

رمضان في زمن كورونا.. عندما تعزز النازلة الصحية فهم جوهر الشعائر 


كشـ24 نشر في: 23 أبريل 2020

رمضان 1441 ليس ككل الرمضانات السابقة، إذ لم يخطر ببال أحد، أن يحل هذا الضيف الكريم الذي ينتظره كل عام ما يقارب ملياري مسلم في العالم، في ظروف صحية عالمية اسثنائية بسبب جائحة فيروس (كوفيد-19)، أجبرت فيها العديد من البلدان الإسلامية على إغلاق مساجدها مع الإبقاء على رفع الآذان فحسب، وذلك استنادا إلى نصوص شرعية ثابتة يحتكم إليها في مثل هذه النوازل .المساجد في رمضان بالمغرب، تكاد تهيمن على المظاهر الاجتماعية المرافقة لهذا الشهر التعبدي بامتياز، بحيث لا ينفك هذا الشهر عن قرينه المسجد في المخيال الجمعي للمسلمين، ويدل على ذلك الإقبال الكبير للمصلين على أداء الصلوات الخمس والجمعة والتراويح جماعة ، حيث تمتلئ المساجد وباحاتها عن آخرها، بل يعمد العديد منها إلى إجراء توسعة مؤقتة لاستيعاب المزيد من المصلين. ولعل الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد يضعون أيديهم على قلوبهم وهم على أبواب الشهر الفضيل، ويتساءلون : كيف نقضي رمضان بدون صلاة جماعة بالمساجد بما في ذلك الجمعة والتراويح وإحياء ليلة القدر (ليلة السابع والعشرين من رمضان)؟، وقد تعودوا الصلاة خلف أئمة يجيدون التلاوة بأصوات ندية .هي تساؤلات مستجدة عالجها العلماء بكثير من الحكمة ، استنادا إلى نصوص الشريعة الإسلامية التي تنظم حياة المجتمع في حال السلم والحرب، والأمن والخوف، وتضع حلولا للمعضلات والنوازل الطارئة.فإذا كانت السلطات العمومية قد واجهت الأزمة الصحية الاستثنائية غير المسبوقة بيقظة وحزم كبيرين لمحاصرة تفشي الفيروس الوبائي بين المواطنين، من خلال إجراءات وتدابير استباقية، فإن الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى للمملكة أفتت بتاريخ 16 مارس المنصرم ، بإغلاق المساجد مؤقتا، وتعليق صلاة الجماعة بها إلى حين عودة الحالة الصحية بالبلاد إلى وضعها الطبيعي، وذلك عملا بالقاعدة الفقهية " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" حفاظا على الأنفس والأبدان.كما جاء بيان المجلس العلمي الأعلى بالمملكة الصادر يوم الثلاثاء 21 أبريل الجاري، ليؤكد أن "الحفاظ على الحياة من جميع المهالك مقدم شرعا على ما عداه من الأعمال، بما فيها الاجتماع للنوافل وسنن العبادات". ولأن في الشرع سعة ورحمة ، فإن إغلاق المساجد اضطرارا بسبب كورونا المستجد، لا يعني تعطيل ما كان يقام فيها من صلاة وتلاوة للقرآن ومجالس للعلم والذكر، بل يفسح المجال، وفق العلماء ، لجعل بيوت المسلمين مساجد مصداقا لقوله تعالى " واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المومنين".وفي هذا الصدد ، قال السيد مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة، وعضو المجلس العلمي الأعلى للمملكة، في تصريحات له ، إن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى التراويح جماعة وفردا، حيث "خرج في رمضان للصلاة منفردا فاحتشد الناس خلفه ، وفي اليوم الرابع احتجب عنهم، فلما سئل عن ذلك قال خفت أن تفرض عليكم"، مضيفا أن "المسلمين ظلوا يصلون أوزاعا في عهد أبي بكر الصديق وجمعهم عمر بن الخطاب، فكانت صلاة التراويح جماعة في المسجد ، سنة من سنن عمر بن الخطاب ".وحول تساؤلات الناس عن مدى إمكانية أداء صلاة التراويح عن بعد خلف إمام قارئ باستعمال وسائل التواصل الحديثة، اعتبر السيد بنحمزة أن "المأموم لا يكون في هذه الحالة متابعا لإمامه بشكل دقيق لفارق الزمن في الصوت أو الصورة" ، وبالتالي فهذه ، برأيه، "ليست إمامة حقيقية".اليوم إذا حيل بين المرء وبين عمل صالح دأب على فعله ، بسبب الحجر الصحي الاستثنائي، فإن الأجر والثواب ، حسب العلماء، يبقى جاريا على صاحبه ، وبالتالي فإن هذا الفهم من شأنه أن يشكل سلوى للمؤمنين الذين يخشون ضياع الأجر نتيجة الحرمان من الصلاة بالمساجد بسبب الوباء.وفي هذا السياق ، دعا المجلس العلمي الأعلى إلى ضرورة استحضار الرضا بحكم الله تعالى لأن ذلك من شأنه أن يحمي من أي شعور مخالف للأحكام المرتبطة بالنازلة ، "مهيبا بالناس أن يتوجهوا إلى الله تعالى بالدعاء لأن يعجل برفع البلاء وكشف الغمة".ومن جهة أخرى، تتيح هذه النازلة الاستثنائية، الفرصة أمام الأسر للاصطفاف الجماعي في أداء الطاعات ونقل روحانيات المساجد إلى البيوت ؛ وتعزيز التواصل والتماسك الداخلي.ومن لطائف الأقدار أن تحل هذه الأزمة في زمن تطور التطبيقات التواصلية لتخفف من وطأة التباعد الاجتماعي، وتحفظ صلات الأرحام في حدودها الدنيا، وتتيح الاستفادة من دروس العلماء والوعاظ بشكل مباشر أو غير مباشر، باستعمال الوسائل الرقمية الحديثة، في انتظار زوال قريب لهذه الجائحة العالمية.

رمضان 1441 ليس ككل الرمضانات السابقة، إذ لم يخطر ببال أحد، أن يحل هذا الضيف الكريم الذي ينتظره كل عام ما يقارب ملياري مسلم في العالم، في ظروف صحية عالمية اسثنائية بسبب جائحة فيروس (كوفيد-19)، أجبرت فيها العديد من البلدان الإسلامية على إغلاق مساجدها مع الإبقاء على رفع الآذان فحسب، وذلك استنادا إلى نصوص شرعية ثابتة يحتكم إليها في مثل هذه النوازل .المساجد في رمضان بالمغرب، تكاد تهيمن على المظاهر الاجتماعية المرافقة لهذا الشهر التعبدي بامتياز، بحيث لا ينفك هذا الشهر عن قرينه المسجد في المخيال الجمعي للمسلمين، ويدل على ذلك الإقبال الكبير للمصلين على أداء الصلوات الخمس والجمعة والتراويح جماعة ، حيث تمتلئ المساجد وباحاتها عن آخرها، بل يعمد العديد منها إلى إجراء توسعة مؤقتة لاستيعاب المزيد من المصلين. ولعل الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد يضعون أيديهم على قلوبهم وهم على أبواب الشهر الفضيل، ويتساءلون : كيف نقضي رمضان بدون صلاة جماعة بالمساجد بما في ذلك الجمعة والتراويح وإحياء ليلة القدر (ليلة السابع والعشرين من رمضان)؟، وقد تعودوا الصلاة خلف أئمة يجيدون التلاوة بأصوات ندية .هي تساؤلات مستجدة عالجها العلماء بكثير من الحكمة ، استنادا إلى نصوص الشريعة الإسلامية التي تنظم حياة المجتمع في حال السلم والحرب، والأمن والخوف، وتضع حلولا للمعضلات والنوازل الطارئة.فإذا كانت السلطات العمومية قد واجهت الأزمة الصحية الاستثنائية غير المسبوقة بيقظة وحزم كبيرين لمحاصرة تفشي الفيروس الوبائي بين المواطنين، من خلال إجراءات وتدابير استباقية، فإن الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى للمملكة أفتت بتاريخ 16 مارس المنصرم ، بإغلاق المساجد مؤقتا، وتعليق صلاة الجماعة بها إلى حين عودة الحالة الصحية بالبلاد إلى وضعها الطبيعي، وذلك عملا بالقاعدة الفقهية " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" حفاظا على الأنفس والأبدان.كما جاء بيان المجلس العلمي الأعلى بالمملكة الصادر يوم الثلاثاء 21 أبريل الجاري، ليؤكد أن "الحفاظ على الحياة من جميع المهالك مقدم شرعا على ما عداه من الأعمال، بما فيها الاجتماع للنوافل وسنن العبادات". ولأن في الشرع سعة ورحمة ، فإن إغلاق المساجد اضطرارا بسبب كورونا المستجد، لا يعني تعطيل ما كان يقام فيها من صلاة وتلاوة للقرآن ومجالس للعلم والذكر، بل يفسح المجال، وفق العلماء ، لجعل بيوت المسلمين مساجد مصداقا لقوله تعالى " واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المومنين".وفي هذا الصدد ، قال السيد مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة، وعضو المجلس العلمي الأعلى للمملكة، في تصريحات له ، إن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى التراويح جماعة وفردا، حيث "خرج في رمضان للصلاة منفردا فاحتشد الناس خلفه ، وفي اليوم الرابع احتجب عنهم، فلما سئل عن ذلك قال خفت أن تفرض عليكم"، مضيفا أن "المسلمين ظلوا يصلون أوزاعا في عهد أبي بكر الصديق وجمعهم عمر بن الخطاب، فكانت صلاة التراويح جماعة في المسجد ، سنة من سنن عمر بن الخطاب ".وحول تساؤلات الناس عن مدى إمكانية أداء صلاة التراويح عن بعد خلف إمام قارئ باستعمال وسائل التواصل الحديثة، اعتبر السيد بنحمزة أن "المأموم لا يكون في هذه الحالة متابعا لإمامه بشكل دقيق لفارق الزمن في الصوت أو الصورة" ، وبالتالي فهذه ، برأيه، "ليست إمامة حقيقية".اليوم إذا حيل بين المرء وبين عمل صالح دأب على فعله ، بسبب الحجر الصحي الاستثنائي، فإن الأجر والثواب ، حسب العلماء، يبقى جاريا على صاحبه ، وبالتالي فإن هذا الفهم من شأنه أن يشكل سلوى للمؤمنين الذين يخشون ضياع الأجر نتيجة الحرمان من الصلاة بالمساجد بسبب الوباء.وفي هذا السياق ، دعا المجلس العلمي الأعلى إلى ضرورة استحضار الرضا بحكم الله تعالى لأن ذلك من شأنه أن يحمي من أي شعور مخالف للأحكام المرتبطة بالنازلة ، "مهيبا بالناس أن يتوجهوا إلى الله تعالى بالدعاء لأن يعجل برفع البلاء وكشف الغمة".ومن جهة أخرى، تتيح هذه النازلة الاستثنائية، الفرصة أمام الأسر للاصطفاف الجماعي في أداء الطاعات ونقل روحانيات المساجد إلى البيوت ؛ وتعزيز التواصل والتماسك الداخلي.ومن لطائف الأقدار أن تحل هذه الأزمة في زمن تطور التطبيقات التواصلية لتخفف من وطأة التباعد الاجتماعي، وتحفظ صلات الأرحام في حدودها الدنيا، وتتيح الاستفادة من دروس العلماء والوعاظ بشكل مباشر أو غير مباشر، باستعمال الوسائل الرقمية الحديثة، في انتظار زوال قريب لهذه الجائحة العالمية.



اقرأ أيضاً
نقابة عمال النظافة بفاس الجماعة تقدم وعودا فضفاضة والمدينة تعيش كارثة أزبال
انتقد ادريس أبلهاض، الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس، الوعود التي قدمها عمدة المدينة بخصوص تنفيذ دفتر التحملات الجديد، وعدم ربطها بتواريخ محددة، خاصة وأن المرحلة الانتقالية المرتبطة بتنزيل الصفقة الجديدة قد انتهت عمليا. وقال إن المدينة تعاني من كارثة أزبال بسبب عدم توفير الأسطول والآليات، وعدم تحفيز العمال. وأشارت النقابة، في بيان لها، بأنه تم الوقوف على غياب أي إجراءات عملية وجدية لتحسين أوضاع الشغيلة، سواء على المستوى المادي عبر توقيع اتفاقية اجتماعية، أو على المستوى المهني من خلال توفير آليات وظروف عمل لائقة. وروجت شركةSOS لدخول أسطول جديد، وذكرت النقابة بأنها التزمت بشكل ملحوظ بتوفير غالبية الآليات والمعدات المنصوص عليها في دفتر التحملات. بالمقابل، سُجلت خروقات واضحة بشركة ميكومار، حيث لا زال العمال يعانون من تأخر في صرف الأجور، وغياب أدوات العمل الأساسية، وعدم توفير المعدات والآليات كما ينص على ذلك دفتر التحملات. وسجل أبلهاض بأنه كان الأمل أن تتحسن أوضاع الأجراء في عهد المجلس الحالي، وفي ظل قدوم شركات جديدة للتدبير المفوض للقطاع، لكن الوضع الحالي حطم أفق الانتظار. ولم يتغير من الوضع سوى أسماء الشركات
مجتمع

حجز شحنة ضخمة من مخدر الشيرا بمحاميد الغزلان
تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بمحاميد الغزلان بإقليم زاكورة، أول أمس الثلاثاء، من إحباط محاولة تهريب شحنة كبيرة من مخدر الشيرا كانت معدة للتهريب الدولي عبر الشريط الحدودي للمملكة. وحسب ما أوردته تقارير إعلامية وطنية، فقد رصدت الفرق الميدانية التابعة للمركز المذكورة 24 رزمة من المخدرات، كانت محملة على ظهر أربعة جِمال، ليتم حجز ما مجموعه 660 كيلوغراما من مخدر الشيرا خلال هذه العملية، إضافة إلى الجِمال. وقد شرعت عناصر الدرك الملكي باشرت في التحقيق في الموضوع للكشف عن ملابسات العملية، وتحديد الشبكات المتورطة والإمتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وذلك تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
مجتمع

“لارام” تعلن عن اضطراب في رحلاتها من وإلى فرنسا
أعلنت الخطوط الملكية المغربية، اليوم الخميس، عن وجود اضطرابات في الرحلات الجوية من وإلى المطارات الفرنسية، وذلك بسبب الإضرابات التي يخوضها مراقبو الحركة الجوية. وأوضحت “لارام” أنه من المتوقع حدوث تأخيرات أو إلغاءات خلال 48 ساعة المقبلة. ومن جهته، دعا المكتب الوطني للمطارات، مساء أمس الأربعاء، جميع المسافرين المتوجهين إلى فرنسا أو القادمين منها يوم 3 يوليوز 2025، إلى التحقق من وضعية رحلاتهم الجوية قبل التوجه إلى المطار، بسبب إضراب مرتقب لمراقبي الطيران في فرنسا.
مجتمع

الدرك يحجز سيارة محملة بكمية ضخمة من مخدر الشيرا بحد السوالم
أفلحت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي حد السوالم، التابعة نفوذيا لدرك سرية برشيد، القيادة الجهوية سطات، في إحباط عملية تهريب ما يقارب طنين من المخدرات، وذلك على مستوى تجزئة رياض الساحل، المقاطعة الثانية باشوية حد السوالم، عمالة إقليم برشيد. وأوضحت مصادر الصحيفة الإلكترونية كش 24، أن عناصر الدرك الملكي بمركز حد السوالم، بقيادة قائد المركز الترابي بالنيابة، تحت إشراف القائدين الإقليمي والجهوي، كانت قد توصلت بمعلومات دقيقة، مفادها تواجد سيارة لنقل البضائع مشكوك في حمولتها، على إثرها تجندت دورية دركية، وتوجهت صوب المكان تحديدا، وتمكنت من حجز السيارة من نوع رونو طرافيك كانت محملة بما مجموعه 43 رزمة، قدر وزنها الإجمالي بما يقارب الطنين، أي ما يعادل 1983 كيلوا غرام من مخدر الشيرا. وإنتقل كبار مسؤولي الدرك الملكي الإقليمي ببرشيد والجهوي بسطات، فضلا عن ممثل السلطة المحلية بباشوية حد السوالم، حيث جرت معاينة كمية المخدرات المحجوزة، التي بلغت 43 رزمة، قاربت طنين من مخدر الشيرا، بعدما جرت عملية وزنها من طرف مصالح درك المركز الترابي حد السوالم. وأمرت النيابة العامة المختصة، بالمحكمة الإبتدائية ببرشيد، التابعة للدائرة القضائية سطات، بنقل المحجوزات إلى القيادة الجهوية للدرك الملكي بعاصمة الشاوية، قصد تسليمها لمصلحة الجمارك لإتخاد المتعين في شأنها. وبالموازاة مع ذلك، قامت عناصر الشرطة العلمية والتقنية، التابعة نفوذيا لدرك جهوية سطات، برفع البصمات عبر ما يعرف بالتشخيص القضائي، قصد تحديد هوية المتورطين وكشف علاقتهم بعملية التهريب الدولي للمخدرات
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة