مجتمع

رمضان بين العادات الاستهلاكية والمقاصد الشرعية


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 23 مارس 2023

إذا كان شهر رمضان مناسبة لتخليص الجسم من السموم المتراكمة في خلاياه وتزكية النفس وتخليص الروح من الشوائب، فهو أيضا، وعلى النقيض من ذلك، مناسبة تشهد انتشار عادات استهلاكية عنوانها التكلف والإفراط، ولها آثار وخيمة على الصحة النفسية والجسدية للأفراد.ويتعالى الاستهلاك خلال شهر رمضان، على الرغم من موجة الغلاء التي تشهدها الأسواق، فوق جميع النصائح الطبية والفقهية الداعية إلى الترشيد وجعل هذه الشعيرة الدينية مناسبة للمصالحة مع الجسم والنفس والارتقاء بالروح.ولا شك أن تحول نمط الاستهلاك في رمضان وتفاقمه له عوامل وتفسيرات وأبعاد نفسية وسوسيولوجية وفيزيولوجية، ذلك أن رمضان في عيون علماء الاجتماع، وبصرف النظر عن كونه شعيرة دينية تعبدية وروحية، فهو شعيرة ذات بعد احتفالي واجتماعي تتميز بـ "اقتصاد الهدر" وهو اقتصاد نقيض لأشكال الاقتصاد العقلانية المبنية على الربح والمردودية والكفاف، ولا ينبني على التوازن الذي يجب أن يقوم بين ثنائية الإنتاج والاستهلاك.ومن الناحية النفسية، اعتبر الأخصائي النفسي، خالد دحماني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإفراط في الاستهلاك خلال شهر رمضان بمثابة ردة فعل لنظام المكافأة في الدماغ (Reward System) تجاه عدم تلبية الاحتياجات الفيزيولوجية وسعي لتجاوز ذلك النقص الفيزيولوجي، مبرزا أن هذا النظام، عند الإفطار، وبعد ساعات طويلة من الإمساك، ينشط، لا سيما بعد استهلاك السكريات والدهنيات، ما يجعل الإفطار لحظة منتظرة لدى الصائم لتلبية الاحتياجات الفيزيولوجية، بشكل فيه تجاوز ومبالغة في كثير من الأحيان.وبخصوص الأسباب وراء هذا الإفراط، أبرز الأخصائي أن دماغ الصائم يكون متحيزا للاحتياجات غير المشبعة على المستوى الفيزيولوجي، مؤكدا أن استهداف الحملات الإشهارية، المبنية على حقل التسويق العصبي (Neuromarketing) المستند إلى العلوم العصبية المعرفية في توجيه السلوكيات الاستهلاكية، لهذا الجانب يحفز رغبة الصائمين في مكافأة النقص، وبالتالي يرتفع الشراء في الأسواق والاستهلاك خلال شهر رمضان.وأكد دحماني، أنه على الرغم من التفسيرات والمؤثرات التي سبق ذكرها في هذا الصدد، بإمكان الصائم التحكم في نمط ووتيرة الاستهلاك، ذلك أن الإنسان يتمتع بنظام ل"التنظيم الذاتي" (Autoregulation)، يمكنه من توجيه سلوكه بشكل عام وسلوكه الاستهلاكي بشكل خاص نحو تحقيق أهداف الصحة الجسدية والنفسية المتوخاة من الصوم.ومن جانبه، وفي ما يرتبط بالجانب المقاصدي للصيام، أبرز الكاتب والباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي، في حديث مماثل، أن "الصيام في الإسلام كما هو الحال في جميع الديانات هو رياضة روحية وتهذيب للنفس وارتقاء بها، من خلال الامتناع عن الشهوات المستهلكة في سائر الأيام ".وشدد على أنه من الطبيعي أن يكون استهلاك الإنسان وإنفاقه خلال هذا الشهر أقل بكثير مما عليه الأمر في الشهور الأخرى حتى تتحقق المغازي والمقاصد التي شرع من أجلها الصيام في شهر رمضان.وقال إن الإفراط في الاستهلاك خلال رمضان ما بعد الإفطار إلى حدود الفجر والاعتقاد بأن الأكل الكثير سيعوض ما تم الإمساك عنه، لا يحقق للصيام مغزاه ولا أهدافه المتعلقة بالصحة النفسية والجسمانية، بل يؤثر بشكل خطير على صحة الإنسان وتوازنه الغذائي.وفي المحصلة يعد رمضان مناسبة مهمة ومحفزة، بالنظر لطابعها الجمعي، لتبني قواعد إيجابية للتغذية قوامها التخلص من المواد الغذائية المضرة بالصحة أو على الأقل التقليل من استهلاكها، من أجل صون صحة النفس والبدن، وتحقيقا للمقاصد النبيلة من تشريع الصيام.

إذا كان شهر رمضان مناسبة لتخليص الجسم من السموم المتراكمة في خلاياه وتزكية النفس وتخليص الروح من الشوائب، فهو أيضا، وعلى النقيض من ذلك، مناسبة تشهد انتشار عادات استهلاكية عنوانها التكلف والإفراط، ولها آثار وخيمة على الصحة النفسية والجسدية للأفراد.ويتعالى الاستهلاك خلال شهر رمضان، على الرغم من موجة الغلاء التي تشهدها الأسواق، فوق جميع النصائح الطبية والفقهية الداعية إلى الترشيد وجعل هذه الشعيرة الدينية مناسبة للمصالحة مع الجسم والنفس والارتقاء بالروح.ولا شك أن تحول نمط الاستهلاك في رمضان وتفاقمه له عوامل وتفسيرات وأبعاد نفسية وسوسيولوجية وفيزيولوجية، ذلك أن رمضان في عيون علماء الاجتماع، وبصرف النظر عن كونه شعيرة دينية تعبدية وروحية، فهو شعيرة ذات بعد احتفالي واجتماعي تتميز بـ "اقتصاد الهدر" وهو اقتصاد نقيض لأشكال الاقتصاد العقلانية المبنية على الربح والمردودية والكفاف، ولا ينبني على التوازن الذي يجب أن يقوم بين ثنائية الإنتاج والاستهلاك.ومن الناحية النفسية، اعتبر الأخصائي النفسي، خالد دحماني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإفراط في الاستهلاك خلال شهر رمضان بمثابة ردة فعل لنظام المكافأة في الدماغ (Reward System) تجاه عدم تلبية الاحتياجات الفيزيولوجية وسعي لتجاوز ذلك النقص الفيزيولوجي، مبرزا أن هذا النظام، عند الإفطار، وبعد ساعات طويلة من الإمساك، ينشط، لا سيما بعد استهلاك السكريات والدهنيات، ما يجعل الإفطار لحظة منتظرة لدى الصائم لتلبية الاحتياجات الفيزيولوجية، بشكل فيه تجاوز ومبالغة في كثير من الأحيان.وبخصوص الأسباب وراء هذا الإفراط، أبرز الأخصائي أن دماغ الصائم يكون متحيزا للاحتياجات غير المشبعة على المستوى الفيزيولوجي، مؤكدا أن استهداف الحملات الإشهارية، المبنية على حقل التسويق العصبي (Neuromarketing) المستند إلى العلوم العصبية المعرفية في توجيه السلوكيات الاستهلاكية، لهذا الجانب يحفز رغبة الصائمين في مكافأة النقص، وبالتالي يرتفع الشراء في الأسواق والاستهلاك خلال شهر رمضان.وأكد دحماني، أنه على الرغم من التفسيرات والمؤثرات التي سبق ذكرها في هذا الصدد، بإمكان الصائم التحكم في نمط ووتيرة الاستهلاك، ذلك أن الإنسان يتمتع بنظام ل"التنظيم الذاتي" (Autoregulation)، يمكنه من توجيه سلوكه بشكل عام وسلوكه الاستهلاكي بشكل خاص نحو تحقيق أهداف الصحة الجسدية والنفسية المتوخاة من الصوم.ومن جانبه، وفي ما يرتبط بالجانب المقاصدي للصيام، أبرز الكاتب والباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي، في حديث مماثل، أن "الصيام في الإسلام كما هو الحال في جميع الديانات هو رياضة روحية وتهذيب للنفس وارتقاء بها، من خلال الامتناع عن الشهوات المستهلكة في سائر الأيام ".وشدد على أنه من الطبيعي أن يكون استهلاك الإنسان وإنفاقه خلال هذا الشهر أقل بكثير مما عليه الأمر في الشهور الأخرى حتى تتحقق المغازي والمقاصد التي شرع من أجلها الصيام في شهر رمضان.وقال إن الإفراط في الاستهلاك خلال رمضان ما بعد الإفطار إلى حدود الفجر والاعتقاد بأن الأكل الكثير سيعوض ما تم الإمساك عنه، لا يحقق للصيام مغزاه ولا أهدافه المتعلقة بالصحة النفسية والجسمانية، بل يؤثر بشكل خطير على صحة الإنسان وتوازنه الغذائي.وفي المحصلة يعد رمضان مناسبة مهمة ومحفزة، بالنظر لطابعها الجمعي، لتبني قواعد إيجابية للتغذية قوامها التخلص من المواد الغذائية المضرة بالصحة أو على الأقل التقليل من استهلاكها، من أجل صون صحة النفس والبدن، وتحقيقا للمقاصد النبيلة من تشريع الصيام.



اقرأ أيضاً
حاولت تهريب قاصرين للمغرب.. اعتقال مطلوبة للقضاء البلجيكي بمعبر تراخال
ألقت الشرطة الإسبانية القبض على امرأة، السبت 5 يوليوز الحالي، بمعبر تراخال بمدينة سبتة المحتلة. وكانت المرأة موضوع مذكرة توقيف أوروبية صادرة عن بلجيكا. وحسب إذاعة "أوروبا سور"، تُواجه المرأة المعتقلة تهم الاختطاف والاحتجاز غير القانوني لقاصرين. وكانت المرأة مسافرة برفقة قاصرين مطلوبين من قبل السلطات البلجيكية. وكان كلاهما خاضعًا لأمر حماية قضائية للمفقودين. وجاءت العملية في سياق زيادة المراقبة على الأشخاص المبحوث عنهم، وتعزيز الأمن خلال فترة عملية مرحبا 2025. وتم التنسيق مع السلطات القضائية البلجيكية من خلال وحدة متخصصة بقسم التعاون الدولي بين بلدان منطقة شنغن. وقد تم عرض المعتقلة على محكمة التحقيق الأولى في سبتة المحتلة.
مجتمع

تفكيك شبكة إجرامية لتهريب المخدرات بين المغرب وفرنسا
قالت جريدة لوباريزيان الفرنسية، أن قاضي الحرية والاحتجاز بمحكمة مو القضائية أحال، مؤخرا، 12 مشتبه به على الاعتقال الاحتياطي بتهمة التهريب الدولي للمخدرات. وحسب الصحيفة الفرنسية، بدأ كل شيء بمعلومات مجهولة المصدر من خريف عام 2023، حول هوية أحد سكان كولومييه باعتباره تاجر مخدرات. وبفضل الوسائل التقنية المتاحة لهم (التنصت على الهواتف، وتحديد المواقع الجغرافية للخطوط، وأنظمة صوت السيارات، والمراقبة الشخصية)، تمكن محققو قسم مكافحة الجريمة من تحديد هوية مساعدي الرجل. كما أسفرت التحريات التقنية عن تحديد هويات أربع مربيات كنّ يحتفظن بالمخدرات المهربة من إسبانيا والمغرب في منزلهن، وفقًا لصحيفة لو باريزيان . وفي 17 يونيو الماضي، ألقت قوة شرطة بمنطقة بيرينيه أورينتال القبض على أحد المُشتبه بهم خلال عملية تهريب سريعة، وصادرت ما لا يقل عن 578 كيلوغرامًا من القنب الهندي. وأدت التحقيقات إلى تحديد مخابىء لتخزين شحنات المخدرات، كما تبين من خلال السجلات المصادرة، أن حجم أعمال الشبكة بحوالي 150 ألف يورو شهريًا. وأسفرت عمليات التفتيش عن مصادرة أكثر من 41,000 يورو نقدًا. وجُمِّد أكثر من 90,000 يورو، منها 5,000 يورو من أصول العملات المشفرة، في حسابات مختلفة، بالإضافة إلى كميات متفرقة من الحشيش.
مجتمع

بوشطارت لـ”كشـ24”: الحركة الأمازيغية مطالبة ببناء حزب سياسي يدخل المؤسسات
أكد عبد الله بوشطارت، الفاعل الأمازيغي وعضو مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، في تصريح خص به موقع “كشـ24”، أن الحركة الأمازيغية تعمد منذ سنوات إلى تنويع أساليبها النضالية والترافعية، من خلال العمل التوعوي والتأطيري الذي تنهض به الجمعيات المدنية، بالإضافة إلى مختلف الأشكال الاحتجاجية التي تمارسها كقوة ضاغطة وناعمة، في سبيل تحقيق العدالة اللغوية والثقافية للأمازيغية. وأشار بوشطارت إلى أن الحركة الأمازيغية لا تكتفي فقط بالنضال الميداني، بل توظف كذلك آليات القضاء في معاركها الحقوقية والمدنية، إلا أن تعنت الحكومات المتعاقبة، سواء قبل أو بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 2011، يعرقل أي تفعيل حقيقي للطابع الرسمي للغة الأمازيغية. وأوضح المتحدث ذاته، أن الحكومة الحالية، على غرار سابقاتها، تمعن في تأخير التفعيل الشامل لمضامين القانون التنظيمي، سواء في مجالات التعليم، القضاء، الإعلام، أو الإدارات العمومية، مع استمرار التمييز في الميزانية العامة للدولة وغياب الأمازيغية في الوثائق الرسمية كالبطاقة الوطنية وجواز السفر والأوراق المالية ولوائح ترقيم السيارات، مما يترجم غياب الإرادة السياسية لدى الفاعلين الحكوميين والحزبيين. وفي ظل هذا الإقصاء الشمولي، يضيف بوشطارت، فقدت الحركة الأمازيغية ثقتها في الحكومة ومكوناتها، وهو ما دفع العديد من الفاعلين داخلها إلى الاشتغال على مشروع مجتمعي متكامل بمرجعية حضارية أمازيغية، يمزج بين المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية، ويرتكز على قيم الحرية، الديمقراطية، العدالة المجالية والاجتماعية، والحق في الثروة واقتسام الموارد والدفاع عن الأرض. وشدد المتحدث ذاته، على أن المرجعية الأمازيغية تتمثل في ثلاثية: الإنسان، الأرض، واللغة، وهي الفلسفة التي تغذي نضال الحركة الأمازيغية منذ عقود، وأمام استمرار فشل الحكومات في الإنصات لهذه المطالب العادلة والمشروعة، يرى بوشطارت أن الوقت قد حان لاستعداد الحركة لتأسيس حزب سياسي بمرجعية أمازيغية يتيح لها دخول المؤسسات والمجالس، والمساهمة في التشريع واتخاذ القرار، عبر أفكار جديدة وفلسفة سياسية مغايرة.
مجتمع

انتحار أستاذ حديث التعيين يثير الجدل ومديرية التعليم تدخل على الخط
ما تزال واقعة انتحار الأستاذ "معاذ"، حديث التعيين بإحدى المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية لمولاي رشيد بالدار البيضاء، تثير موجة من الغضب والتعاطف في الأوساط التربوية والحقوقية، وذلك عقب إقدامه على وضع حد لحياته، في حادثة جرى ربطها بقرار توقيفه المؤقت عن العمل، على خلفية شكاية تتهمه بممارسة العنف ضد أحد التلاميذ. وفي هذا السياق، نفت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمولاي رشيد بالدار البيضاء، ما تم تداوله بشأن توقيف راتب الأستاذ الراحل، مؤكدة في بلاغ لها، اليوم الاثنين 07 يوليوز 2025، أنه توصل بأجر شهر يونيو بشكل عادي. وأوضحت المديرية في بلاغها، الذي تتوفر كش24 على نسخة منه، أنه سيتم صرف مستحقات الوفاة لعائلته في أقرب الآجال، معبرة عن عميق أسفها للواقعة، كما قدمت تعازيها لأسرة الفقيد، مؤكدة انفتاحها على تقديم كافة التوضيحات اللازمة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 08 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة