مجتمع

رفاق الهايج بمراكش: عاينا انتهاكات لجميع أجيال حقوق الإنسان وتوصلنا بأزيد من 200 شكاية


كشـ24 نشر في: 13 فبراير 2017


أكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمنارة، أن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني.

وأضاف الفرع في تصريح صحافي خلال اللقاء الذي نظمه أمس الأحد 12 فبراير الجاري، لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016، أنه عاين انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وتجوزت الشكايات والإفادات التي توصل بها 200 شكاية لم يتمكن من معالجتها جميعا.

نص التصريح الصحفي كاملا:

الجمعية المغربية لحقوق الانسان
فرع المنارة مراكش
تصريح صحفي للقاء المنظم يوم 12 فبراير 2017 لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016
السيدات والسادة ممثلي وسائل الاعلام
السيدات والسادة ممثلي الهيآت الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني
السيدات والسادة ضحايا الانتهاكات، أيها الحضور الكريم
يشرفنا في المكتب المحلي لفرع مراكش المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن نرحب بكم في إطار هذا اللقاء، الذي ننظمه اليوم من أجل تسليط الضوء على المستجدات الأخيرة المرتبطة بالانتهاكات الخطيرة للعديد من الحقوق والحريات المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والتي تعهدت الدولة المغربية من خلال الدستور الحالي باحترامها. ذلك، أن خطاب الدولة المغربية سواء في الداخل، أو عبر المحافل الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ولجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي وغيرها، ما انفك يروج لكونها قد قطعت مع الماضي الأليم للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وبأنها تتقيد بهذه الأخيرة كما هي متعارف عليها عالميا، كما أن السلطات المحلية تتعقب أية خطوة أو فضح لانتهاكات حقوق الإنسان وتسارع الى تكذيبها او احتوائها بدل معالجتها.
إن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني، وقد لمسنا وعاينا انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وما حجم الشكايات والإفادات التي توصل بها الفرع والتي تتجاوز 200، لم نتمكن من معالجتها جميعا ،إلا دليل على حجم التراجع عن إعمال الحقوق والحريات الأساسية للمواطنات والمواطنين، وسعي السلطات المحلية الى قضم هامش الحريات الذي تحقق بفضل نضالات الحركات الاحتجاجية والقوى الديمقراطية، ويمكن إجمال مجالات الانتهاك على الشكل التالي :
حرية التظاهر السلمي.
حرية الرأي والتعبير.
الحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي.
حماية المدافعين- ات عن حقوق الإنسان.
الاعتقال التعسفي
المحاكمة العادلة
الشطط في استعمال السلطة
ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وخاصة الحق في التعليم، الصحة، الشغل، اللجوء والتجمع، السكن اللائق وما المستوى المعيشي الذي يضمن الكرامة.
محاربة الفساد وأعمال الشفافية ومحاربة هدر واختلاس المال العام واعتماد الحكامة الاقتصادية.
صيانة وتقوية حقوق الطفل وحمايته من كل أشكال الاستغلال
ضمان حقوق المرأة والتوجه لإعمال المساواة بين الجنسين
إن الازدواجية في الخطاب، والتباعد القائم بينه وبين الواقع كما يتجسد عبر ممارسات السلطات وأجهزة الدولة ومؤسساتها في انتهاك هذه الحقوق بشكل يومي يبدو قاعدة تفند الخطاب الرسمي. إن الانتكاسة التي تعرفها الحريات والحقوق الأساسية لعموم المواطنات والمواطنين أصبحت مثيرة للقلق، ونجملها حسب متابعتنا عن كثب للوضع الحقوقي على مستوى المدينة ، أو من خلال ما توصلنا به من شكايات وإفادات أو ما عايناه، في الحق في التنظيم والحق في التجمعات العمومية، الحريات النقابية ، الحق في العمل القار والأجر العادل والحماية من التسريحات والطرد، وأيضاً الحق في السكن اللائق والحق في التنمية والبيئة السليمة. وكذا حقوق الطفل والمرأة. ولا يكاد يخلو مجال من مجالات حقوق الانسان من الانتهاكات التي وصلت الى حد انتهاك الحريات الفرية.
أيها السيدات والسادة، لقد تابعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش عدة انتهاكات همت الحقوق المدنية والسياسية وعلى رأسها الحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي والتعبير، واللجوء المتكرر والمنهجي لاستعمال القوة والعنف من طرف السلطات العمومية ضد المواطنين والمواطنات.
لقد كانت الجمعية عبر مناضلاتها ومناضليها دائمة الحضور في احتجاجات العديد من الفئات خاصة احتجاجات الأساتذة المتدربين والأطر التربوية والإدارية خريجو البرنامج الحكومي عشرة آلاف إطار. وقد سجلت الجمعية غياب محاور من طرف الدولة وتعاطيها السلبي مع هذه الاحتجاجات التي تضمنت أشكالا احتجاجية غير مسبوقة هددت حق المحتجين المقدس في الحياة.
لقد تابعت الجمعية كذلك وباهتمام بالغ الأحداث التي عرفها الحي الجامعي بمراكش يوم 19 ماي ومحيطه. وأعدت تقريرا مفصلا حول الحصار الأمني والتدخل العنيف للقوات العمومية الذي نتج عنه قمع لمسيرة سلمية للطلبة المطالبين بصرف منحتهم الجامعية ومواجهات بين القوات العمومية وبعض الطلبة خلفت العديد من الاعتقالات حددت في 13 معتقلا ضمنهم طالبة، إضافة الى إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطلبة, واعتقال ومحاكمة الطلبة سواء الذين اعتقلوا يوم 19 ماي او الذين اعتقلوا بناء على محاضر استنادية، كما تابعت الجمعية العديد من الاضرابات عن الطعام للمعتقلين السياسيين بسجني بولنهارز والاوداية.
كما أن السنة الماضية اتسمت باستمرار استهداف خاص للجمعية المغربية لحقوق الإنسان من خلال حرمان فرعها الجهوي لمراكش من وصل الإيداع القانوني رغم صدور أحكام قضائية ابتدائية واستئنافية ضد قرارات السلطات المحلية برفض تسلم الملف، وأيضاً حرمان فرع المنارة مراكش من الاستفادة من القاعات العمومية، ووصل إيداع ملفه القانوني رغم حكم المحكمة الإدارية ضد الدولة والسلطات المحلية. ونفس الشطط في استعمال السلطة وإنكار القانون المنظم للجمعيات طال اللجنة المحلية التابعة للفرع بمنطقة سيد الزوين، ولم تتوقف السلطات عند حد خرق قانون الجمعيات بل تتجاوز ذلك الى التضييق على مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة في محاولة لمنعهم من مزاولة مهامهم من خلال التحرش بهم أو تهديدهم أثناء رصدهم لانتهاكات حقوق الانسان أو دعمهم ومساندتهم للحركات الاحتجاجية المطلبية.
أما في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وإذا كنّا كجمعية رحبنا بعرض بعض قضايا الفساد المالي وهدر واختلاس المال والملك العمومي، فان الأحكام القضائية كانت مخيبة للآمال ولم ترق في نظرنا الى التصدي للظاهرة ووضع حد للإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والاجتماعية. ومن القضايا التي لمسنا فيها عودة قوية للانتهاكات، مجال إعمال الحق في التنمية وتمكين المواطنات والمواطنين من البنيات التحتية الضرورية والحق في الماء وحماية المجال الطبيعي ووضع حد للاستغلال المكثف للمقاولة دون استفادة الساكنة من أية مداخيل أو برامج تنموية، وأيضاً تعميق التهميش والعزلة والاقصاء للهوامش والمناطق الفقيرة، ومركزا جميع الإصلاحات والنصيب الأكثر من الاستثمارات في المناطق السياحية التي تستقبل العديد من التظاهرات الدولية.
ولن نجازف اذا قلنا ان بعض المشاريع التي تم التطبيل لها فشلت فشلا ذريعا على مستوى مدينة مراكش، كبناء مدينة تامنصورت والترويج لها كمدينة للمستقبل في حين تفتقد الى أبسط مقومات المراكز الحضرية من ماء صالح للشرب وضعف الربط بالشبكة الكهربائية والغياب المطلق للمرافق الخاصة بالصحة، وضعف الأمن والامان، وافتقارها بالمطلق للمؤسسات الإنتاجية أو أية مؤسسات قادرة على توفير الشغل.
ومن الانتهاكات التي تابعها فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الانسان ، ديماغوجية الخطاب حول الحق في البيئة السليمة بمناسبة المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية كوب 22 الذي احتضنته مراكش وسط تذمر ساكنة العزوزية من التلوث الناتج عن محطة تصفية المياه العادمة، وساكنة أغمات من كارثة بيئية أدت الى تلوث المياه الجوفية ورحيل العديد من الساكنة وتدمير الزراعة، كما تعرف منطقة سيد الزوين والمناطق القريبة أخطار بيئية جمة بينها التلوث وتغيير مورفولوجية المنطقة عن طريق الاستغلال العشوائي وغير القانوني للمقالع.
وفي مجال احترام حقوق الشغيلة ،فالسمة الغالبة تغييب حقوق العمال والعاملات ،والتنكر لاعمال الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومدونة الشغل، وماحجم التسريحات الجماعية خاصة في قطاع السياحة الا دليل على محاولة تحميل الازمة الاقتصادية للشغيلة، كما وقفت الجمعية على الاستغلال المكثف للعمال عبر ما يسمى المقاولة من الباطن او شركات المناولة التي لا تعير اي اهتمام للقواعد والضوابط القانونية ،حيث لا يتم اعمال الحد الادنى للاجر، ولا وجود للتصريح لذى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بل حتى العلاقات الاجرية يصعب اثباتها، ولنا في شركات الحراسة والنظافة وبعض الخدمات اكبر دليل على ذلك، مما يقوي الهشاشة في مجال التشغيل ويحول الحق في الشغل الى سلعة ضدا على اتفاقيات منظمة العمل الدولية.
يعتبر الدخول المدرسي للموسم الحالي كارثيا بكل المقاييس، ووقفت الجمعية على حجم الاحتجاجات التي خاضها اباء وامهات التلاميذ على حرمان الاطفال من حقهم في التعليم، وقد استمر الخصاص وحرمان العديد من التلاميذ من الدراسة ،او تقليص المدة الزمنية للتعلم طيلة الدورة الاولى، وبالتالي فالدولة تبقى مسؤولة عن هدر الزمن المدرسي، اما فيما ما يتعلق بالجودة فلا يمكن التفكير فيها، لان الهم كان هو توفير مقعد للتلميذ ،حيث وصل الاكتظاظ مستويات قياسية الى درجة ان القاعات لم تعد تتسع للاحتضان التلاميذ المكدسين ، حيث الطاولة اصبحت مخصصة لثلاث تلاميذ الى درجة اصبحلوا ينعثون الفصل بالزنزانة، واصبح التلاميذ مجبرين على حمل وسادات للجلوس .كما الغي التفويج. ويبدو ان تخلي الدولة عن تقوية المدرسة العمومية والحفاظ على دورها الاساسي في العملية التعليمية والتعلمية ، ممارسة تستهدف تقزيم ادوار المدرسة العمومية ، وإعطاء انطباع بانها فاشلة وغير مؤهلة للتربية والتكوين ،وبالتالي الدفع نحو الخوصصة.
وقد تابعنا من الخلال الحضور الدائم والرصد والمعاينة ،حرمان الالاف من الاطفال في تعليم جيد ، ووقفنا على الارتجالية في تدبير القطاع والتي وصلت حد الاقرار بالازمة دون التوفر على بدائل لاعمال حق اساسي. كما وقفت الجمعية على التفاوت الواضح بين الأحياء الراقية والهوامش وااعالم القروي. ان الحديث عن ضمان مجانية واجبارية التعليم الاساسي لا يعدو ان يكون سوى ارقام ونسب مفروغة من اية حمولة تعليمية وتعلمية.
اما بالنسبة للتعليم العالي فواقع جامعة القاضي عياض التي يروج منذ سنوات انه سيتم نقلها لتامنصورت ببناء مركب جامعي على مساحة 165 هكتار، نظرا لانها تعيش اكتظاظا غير مسبوق، ذلك انها اصبحت تستقبل ما يفوق 200 %من طاقتها الاستعابية في بعض الكليات. كما انه يغلب عليها الطابع الامني ، حيث تتمركز القوات العمومية بشكل دائم بمحيط كليتي الحقوق والاداب والحي الجامعي تحسبا لاية احتجاجات او مطالب للطلبة.
اما الحق في الصحة فقد وقفت الجمعية مرارا على الاختلالات البنيوية للقطاع، وضعف الخدمات، وسوء المعاملة واهدار كرامة المرضى خاصة حاملي بطاقة راميد وغير المؤمنين على المرض، وقلة الاطر والتجهيزات وضعف الامكانيات المرصودة للقطاع، وقد عاينت الجمعية احتجاجات للمرضى امام المستشفيات.
وفي مجال الحق في السكن الائق ،فان رفع شعار مراكش مدينة بدون صفيح، وبرنامج اعادة هيكلة بعض الدواوير ،لم تكن سوى شعارات للاستهلاك، فالعديد من الاقامات المسلمة للمواطنين بعد الاداء تفتقد للجودة ولم تحترم ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات ،كحالة اقامات الامان بتامنصورت، والعديد من الاقامات بالجوامعية بنف المنطقة، واقامات الامام الشافعي بالمحاميد، وبعض الاقامات بابواب مراكش. كما سجلت الجمعية تماطل الجهات المختصة في تطبيق العديد من المحاضر الموقعة مع الساكنة والتي تروم تمكين المواطنين من حقهم في السكن ،كحالة حي يوسف بن تاشفين المعلقة مطالبهم المتفق عليها منذ فبراير 2011، ودوار علي بن اعيش منذ 2012، واقصاء دوار حاحا من اعادة الهيكلة، وغياب الاهتمام بالمآت من الدور الايلة للسقود داخل اسوار المدينة العتيقة وابتي تنجم عنها انهيارات في موسم الامطار.
كما أن واقع حقوق الإنسان في مراكش يتسم بتواتر حالات الاستغلال الجنسي للأطفال ، واعتماد القضاء على إصدار أحكام مخففة وأحيانا إفلات المغتصبين من أي عقاب، هذه الظاهرة التي أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة قد تعيد المدينة الى واجهة المدن المشهورة بالبيدوفليا أو السياحة الجنسية. أما واقع حقوق المرأة فليس أفضل حالا. وللإشارة فقد توجهنا بطلب لقاء للسيد وكيل الملك من أجل تدارس استفحال ظاهرة العنف ضد المرأة لكننا لم نتلقى منه جوابا، خاصة مع تنامي زاهرة العنف الزوجي، وفي الشارع العام. اما التحرش الجنسي بالنساء فقد اضحى ممارسة عادية في ظل غياب قانون واضح لذلك.فاذا كانت النساء تعيل حوالي 30% من الاسر فان النساء العاملات في المنطقة الصناعية سيدي غانم يجدن صعوبة في التنقل لغياب ربط باقي أجزاء المدينة بالمنطقة الصناعية بحافلات النقل العمومي، كنا ان العاملات الزراعيات يتنقلن فجر كل يوم نحو الضيعات الفلاحية في شروط غير انسانية .
السيدات والسادة ، لقد قامت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، لمواجهة هذه الوضعية المقلقة لحقوق الانسان بالمدينة بعدة مبادرات واجراءات وخطوات نضالية وترافعية، من خلال المكاتبات ، والرسائل الخاصة والمفتوحة للدوائر المختصة، وانجاز التقارير والتصريحات والبلاغات، ومؤازرة بعض الضحايا أمام القضاء، وسجلنا تجاوب بعض الجهات بردها على مراسلاتنا، كما ان بعض الملفات عرفت طريقها نحو الحل، واُخرى فتحت فيها تحقيقات، وبعضها سارعت الجهات المختصة الى احتوائها ولوم الضحايا على التوجه للجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة، كما قامت الجمعية بتقديم استشارات في ملفات وقضايا توصلت بشكايات بشأنها لأنها لا تدخل ضمن اختصاصاتها.
لقد لمسنا تعاونا كبيرا من طرف وسائل الاعلام الوطنية والمحلية، ودعما قويا من المحامين المتطوعين للنيابة عن الضحايا باسم الجمعية، وأنه رغم شُح إمكانياتنا المالية وعدم استفادتنا من الدعم المخصص من طرف المجلس الجماعي، فإن احتضان الجمعية من طرف المواطنات والمواطنين وثقتهم فيها يعد أكبر راس مال يمكن الاعتزاز به وحافزا يدفعنا الى مزيد من النضال والعمل للدفاع عن حقوق الانسان الكونية والشمولية ،حماية و نهوضا.
عن المكتب
12 فبراير 2017


أكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمنارة، أن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني.

وأضاف الفرع في تصريح صحافي خلال اللقاء الذي نظمه أمس الأحد 12 فبراير الجاري، لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016، أنه عاين انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وتجوزت الشكايات والإفادات التي توصل بها 200 شكاية لم يتمكن من معالجتها جميعا.

نص التصريح الصحفي كاملا:

الجمعية المغربية لحقوق الانسان
فرع المنارة مراكش
تصريح صحفي للقاء المنظم يوم 12 فبراير 2017 لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016
السيدات والسادة ممثلي وسائل الاعلام
السيدات والسادة ممثلي الهيآت الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني
السيدات والسادة ضحايا الانتهاكات، أيها الحضور الكريم
يشرفنا في المكتب المحلي لفرع مراكش المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن نرحب بكم في إطار هذا اللقاء، الذي ننظمه اليوم من أجل تسليط الضوء على المستجدات الأخيرة المرتبطة بالانتهاكات الخطيرة للعديد من الحقوق والحريات المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والتي تعهدت الدولة المغربية من خلال الدستور الحالي باحترامها. ذلك، أن خطاب الدولة المغربية سواء في الداخل، أو عبر المحافل الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ولجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي وغيرها، ما انفك يروج لكونها قد قطعت مع الماضي الأليم للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وبأنها تتقيد بهذه الأخيرة كما هي متعارف عليها عالميا، كما أن السلطات المحلية تتعقب أية خطوة أو فضح لانتهاكات حقوق الإنسان وتسارع الى تكذيبها او احتوائها بدل معالجتها.
إن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني، وقد لمسنا وعاينا انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وما حجم الشكايات والإفادات التي توصل بها الفرع والتي تتجاوز 200، لم نتمكن من معالجتها جميعا ،إلا دليل على حجم التراجع عن إعمال الحقوق والحريات الأساسية للمواطنات والمواطنين، وسعي السلطات المحلية الى قضم هامش الحريات الذي تحقق بفضل نضالات الحركات الاحتجاجية والقوى الديمقراطية، ويمكن إجمال مجالات الانتهاك على الشكل التالي :
حرية التظاهر السلمي.
حرية الرأي والتعبير.
الحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي.
حماية المدافعين- ات عن حقوق الإنسان.
الاعتقال التعسفي
المحاكمة العادلة
الشطط في استعمال السلطة
ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وخاصة الحق في التعليم، الصحة، الشغل، اللجوء والتجمع، السكن اللائق وما المستوى المعيشي الذي يضمن الكرامة.
محاربة الفساد وأعمال الشفافية ومحاربة هدر واختلاس المال العام واعتماد الحكامة الاقتصادية.
صيانة وتقوية حقوق الطفل وحمايته من كل أشكال الاستغلال
ضمان حقوق المرأة والتوجه لإعمال المساواة بين الجنسين
إن الازدواجية في الخطاب، والتباعد القائم بينه وبين الواقع كما يتجسد عبر ممارسات السلطات وأجهزة الدولة ومؤسساتها في انتهاك هذه الحقوق بشكل يومي يبدو قاعدة تفند الخطاب الرسمي. إن الانتكاسة التي تعرفها الحريات والحقوق الأساسية لعموم المواطنات والمواطنين أصبحت مثيرة للقلق، ونجملها حسب متابعتنا عن كثب للوضع الحقوقي على مستوى المدينة ، أو من خلال ما توصلنا به من شكايات وإفادات أو ما عايناه، في الحق في التنظيم والحق في التجمعات العمومية، الحريات النقابية ، الحق في العمل القار والأجر العادل والحماية من التسريحات والطرد، وأيضاً الحق في السكن اللائق والحق في التنمية والبيئة السليمة. وكذا حقوق الطفل والمرأة. ولا يكاد يخلو مجال من مجالات حقوق الانسان من الانتهاكات التي وصلت الى حد انتهاك الحريات الفرية.
أيها السيدات والسادة، لقد تابعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش عدة انتهاكات همت الحقوق المدنية والسياسية وعلى رأسها الحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي والتعبير، واللجوء المتكرر والمنهجي لاستعمال القوة والعنف من طرف السلطات العمومية ضد المواطنين والمواطنات.
لقد كانت الجمعية عبر مناضلاتها ومناضليها دائمة الحضور في احتجاجات العديد من الفئات خاصة احتجاجات الأساتذة المتدربين والأطر التربوية والإدارية خريجو البرنامج الحكومي عشرة آلاف إطار. وقد سجلت الجمعية غياب محاور من طرف الدولة وتعاطيها السلبي مع هذه الاحتجاجات التي تضمنت أشكالا احتجاجية غير مسبوقة هددت حق المحتجين المقدس في الحياة.
لقد تابعت الجمعية كذلك وباهتمام بالغ الأحداث التي عرفها الحي الجامعي بمراكش يوم 19 ماي ومحيطه. وأعدت تقريرا مفصلا حول الحصار الأمني والتدخل العنيف للقوات العمومية الذي نتج عنه قمع لمسيرة سلمية للطلبة المطالبين بصرف منحتهم الجامعية ومواجهات بين القوات العمومية وبعض الطلبة خلفت العديد من الاعتقالات حددت في 13 معتقلا ضمنهم طالبة، إضافة الى إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطلبة, واعتقال ومحاكمة الطلبة سواء الذين اعتقلوا يوم 19 ماي او الذين اعتقلوا بناء على محاضر استنادية، كما تابعت الجمعية العديد من الاضرابات عن الطعام للمعتقلين السياسيين بسجني بولنهارز والاوداية.
كما أن السنة الماضية اتسمت باستمرار استهداف خاص للجمعية المغربية لحقوق الإنسان من خلال حرمان فرعها الجهوي لمراكش من وصل الإيداع القانوني رغم صدور أحكام قضائية ابتدائية واستئنافية ضد قرارات السلطات المحلية برفض تسلم الملف، وأيضاً حرمان فرع المنارة مراكش من الاستفادة من القاعات العمومية، ووصل إيداع ملفه القانوني رغم حكم المحكمة الإدارية ضد الدولة والسلطات المحلية. ونفس الشطط في استعمال السلطة وإنكار القانون المنظم للجمعيات طال اللجنة المحلية التابعة للفرع بمنطقة سيد الزوين، ولم تتوقف السلطات عند حد خرق قانون الجمعيات بل تتجاوز ذلك الى التضييق على مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة في محاولة لمنعهم من مزاولة مهامهم من خلال التحرش بهم أو تهديدهم أثناء رصدهم لانتهاكات حقوق الانسان أو دعمهم ومساندتهم للحركات الاحتجاجية المطلبية.
أما في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وإذا كنّا كجمعية رحبنا بعرض بعض قضايا الفساد المالي وهدر واختلاس المال والملك العمومي، فان الأحكام القضائية كانت مخيبة للآمال ولم ترق في نظرنا الى التصدي للظاهرة ووضع حد للإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والاجتماعية. ومن القضايا التي لمسنا فيها عودة قوية للانتهاكات، مجال إعمال الحق في التنمية وتمكين المواطنات والمواطنين من البنيات التحتية الضرورية والحق في الماء وحماية المجال الطبيعي ووضع حد للاستغلال المكثف للمقاولة دون استفادة الساكنة من أية مداخيل أو برامج تنموية، وأيضاً تعميق التهميش والعزلة والاقصاء للهوامش والمناطق الفقيرة، ومركزا جميع الإصلاحات والنصيب الأكثر من الاستثمارات في المناطق السياحية التي تستقبل العديد من التظاهرات الدولية.
ولن نجازف اذا قلنا ان بعض المشاريع التي تم التطبيل لها فشلت فشلا ذريعا على مستوى مدينة مراكش، كبناء مدينة تامنصورت والترويج لها كمدينة للمستقبل في حين تفتقد الى أبسط مقومات المراكز الحضرية من ماء صالح للشرب وضعف الربط بالشبكة الكهربائية والغياب المطلق للمرافق الخاصة بالصحة، وضعف الأمن والامان، وافتقارها بالمطلق للمؤسسات الإنتاجية أو أية مؤسسات قادرة على توفير الشغل.
ومن الانتهاكات التي تابعها فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الانسان ، ديماغوجية الخطاب حول الحق في البيئة السليمة بمناسبة المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية كوب 22 الذي احتضنته مراكش وسط تذمر ساكنة العزوزية من التلوث الناتج عن محطة تصفية المياه العادمة، وساكنة أغمات من كارثة بيئية أدت الى تلوث المياه الجوفية ورحيل العديد من الساكنة وتدمير الزراعة، كما تعرف منطقة سيد الزوين والمناطق القريبة أخطار بيئية جمة بينها التلوث وتغيير مورفولوجية المنطقة عن طريق الاستغلال العشوائي وغير القانوني للمقالع.
وفي مجال احترام حقوق الشغيلة ،فالسمة الغالبة تغييب حقوق العمال والعاملات ،والتنكر لاعمال الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومدونة الشغل، وماحجم التسريحات الجماعية خاصة في قطاع السياحة الا دليل على محاولة تحميل الازمة الاقتصادية للشغيلة، كما وقفت الجمعية على الاستغلال المكثف للعمال عبر ما يسمى المقاولة من الباطن او شركات المناولة التي لا تعير اي اهتمام للقواعد والضوابط القانونية ،حيث لا يتم اعمال الحد الادنى للاجر، ولا وجود للتصريح لذى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بل حتى العلاقات الاجرية يصعب اثباتها، ولنا في شركات الحراسة والنظافة وبعض الخدمات اكبر دليل على ذلك، مما يقوي الهشاشة في مجال التشغيل ويحول الحق في الشغل الى سلعة ضدا على اتفاقيات منظمة العمل الدولية.
يعتبر الدخول المدرسي للموسم الحالي كارثيا بكل المقاييس، ووقفت الجمعية على حجم الاحتجاجات التي خاضها اباء وامهات التلاميذ على حرمان الاطفال من حقهم في التعليم، وقد استمر الخصاص وحرمان العديد من التلاميذ من الدراسة ،او تقليص المدة الزمنية للتعلم طيلة الدورة الاولى، وبالتالي فالدولة تبقى مسؤولة عن هدر الزمن المدرسي، اما فيما ما يتعلق بالجودة فلا يمكن التفكير فيها، لان الهم كان هو توفير مقعد للتلميذ ،حيث وصل الاكتظاظ مستويات قياسية الى درجة ان القاعات لم تعد تتسع للاحتضان التلاميذ المكدسين ، حيث الطاولة اصبحت مخصصة لثلاث تلاميذ الى درجة اصبحلوا ينعثون الفصل بالزنزانة، واصبح التلاميذ مجبرين على حمل وسادات للجلوس .كما الغي التفويج. ويبدو ان تخلي الدولة عن تقوية المدرسة العمومية والحفاظ على دورها الاساسي في العملية التعليمية والتعلمية ، ممارسة تستهدف تقزيم ادوار المدرسة العمومية ، وإعطاء انطباع بانها فاشلة وغير مؤهلة للتربية والتكوين ،وبالتالي الدفع نحو الخوصصة.
وقد تابعنا من الخلال الحضور الدائم والرصد والمعاينة ،حرمان الالاف من الاطفال في تعليم جيد ، ووقفنا على الارتجالية في تدبير القطاع والتي وصلت حد الاقرار بالازمة دون التوفر على بدائل لاعمال حق اساسي. كما وقفت الجمعية على التفاوت الواضح بين الأحياء الراقية والهوامش وااعالم القروي. ان الحديث عن ضمان مجانية واجبارية التعليم الاساسي لا يعدو ان يكون سوى ارقام ونسب مفروغة من اية حمولة تعليمية وتعلمية.
اما بالنسبة للتعليم العالي فواقع جامعة القاضي عياض التي يروج منذ سنوات انه سيتم نقلها لتامنصورت ببناء مركب جامعي على مساحة 165 هكتار، نظرا لانها تعيش اكتظاظا غير مسبوق، ذلك انها اصبحت تستقبل ما يفوق 200 %من طاقتها الاستعابية في بعض الكليات. كما انه يغلب عليها الطابع الامني ، حيث تتمركز القوات العمومية بشكل دائم بمحيط كليتي الحقوق والاداب والحي الجامعي تحسبا لاية احتجاجات او مطالب للطلبة.
اما الحق في الصحة فقد وقفت الجمعية مرارا على الاختلالات البنيوية للقطاع، وضعف الخدمات، وسوء المعاملة واهدار كرامة المرضى خاصة حاملي بطاقة راميد وغير المؤمنين على المرض، وقلة الاطر والتجهيزات وضعف الامكانيات المرصودة للقطاع، وقد عاينت الجمعية احتجاجات للمرضى امام المستشفيات.
وفي مجال الحق في السكن الائق ،فان رفع شعار مراكش مدينة بدون صفيح، وبرنامج اعادة هيكلة بعض الدواوير ،لم تكن سوى شعارات للاستهلاك، فالعديد من الاقامات المسلمة للمواطنين بعد الاداء تفتقد للجودة ولم تحترم ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات ،كحالة اقامات الامان بتامنصورت، والعديد من الاقامات بالجوامعية بنف المنطقة، واقامات الامام الشافعي بالمحاميد، وبعض الاقامات بابواب مراكش. كما سجلت الجمعية تماطل الجهات المختصة في تطبيق العديد من المحاضر الموقعة مع الساكنة والتي تروم تمكين المواطنين من حقهم في السكن ،كحالة حي يوسف بن تاشفين المعلقة مطالبهم المتفق عليها منذ فبراير 2011، ودوار علي بن اعيش منذ 2012، واقصاء دوار حاحا من اعادة الهيكلة، وغياب الاهتمام بالمآت من الدور الايلة للسقود داخل اسوار المدينة العتيقة وابتي تنجم عنها انهيارات في موسم الامطار.
كما أن واقع حقوق الإنسان في مراكش يتسم بتواتر حالات الاستغلال الجنسي للأطفال ، واعتماد القضاء على إصدار أحكام مخففة وأحيانا إفلات المغتصبين من أي عقاب، هذه الظاهرة التي أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة قد تعيد المدينة الى واجهة المدن المشهورة بالبيدوفليا أو السياحة الجنسية. أما واقع حقوق المرأة فليس أفضل حالا. وللإشارة فقد توجهنا بطلب لقاء للسيد وكيل الملك من أجل تدارس استفحال ظاهرة العنف ضد المرأة لكننا لم نتلقى منه جوابا، خاصة مع تنامي زاهرة العنف الزوجي، وفي الشارع العام. اما التحرش الجنسي بالنساء فقد اضحى ممارسة عادية في ظل غياب قانون واضح لذلك.فاذا كانت النساء تعيل حوالي 30% من الاسر فان النساء العاملات في المنطقة الصناعية سيدي غانم يجدن صعوبة في التنقل لغياب ربط باقي أجزاء المدينة بالمنطقة الصناعية بحافلات النقل العمومي، كنا ان العاملات الزراعيات يتنقلن فجر كل يوم نحو الضيعات الفلاحية في شروط غير انسانية .
السيدات والسادة ، لقد قامت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، لمواجهة هذه الوضعية المقلقة لحقوق الانسان بالمدينة بعدة مبادرات واجراءات وخطوات نضالية وترافعية، من خلال المكاتبات ، والرسائل الخاصة والمفتوحة للدوائر المختصة، وانجاز التقارير والتصريحات والبلاغات، ومؤازرة بعض الضحايا أمام القضاء، وسجلنا تجاوب بعض الجهات بردها على مراسلاتنا، كما ان بعض الملفات عرفت طريقها نحو الحل، واُخرى فتحت فيها تحقيقات، وبعضها سارعت الجهات المختصة الى احتوائها ولوم الضحايا على التوجه للجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة، كما قامت الجمعية بتقديم استشارات في ملفات وقضايا توصلت بشكايات بشأنها لأنها لا تدخل ضمن اختصاصاتها.
لقد لمسنا تعاونا كبيرا من طرف وسائل الاعلام الوطنية والمحلية، ودعما قويا من المحامين المتطوعين للنيابة عن الضحايا باسم الجمعية، وأنه رغم شُح إمكانياتنا المالية وعدم استفادتنا من الدعم المخصص من طرف المجلس الجماعي، فإن احتضان الجمعية من طرف المواطنات والمواطنين وثقتهم فيها يعد أكبر راس مال يمكن الاعتزاز به وحافزا يدفعنا الى مزيد من النضال والعمل للدفاع عن حقوق الانسان الكونية والشمولية ،حماية و نهوضا.
عن المكتب
12 فبراير 2017


ملصقات


اقرأ أيضاً
بالصور.. حملة مراقبة تفضح “سناكات” تقدم لحوماً فاسدة بسيتي فاضمة
شهدت منطقة سيتي فاضمة التابعة لإقليم الحوز، اليوم الأربعاء 2 يوليوز 2025، حملة مراقبة واسعة النطاق استهدفت محلات بيع المأكولات الخفيفة والمقاهي، وذلك في إطار تعزيز إجراءات السلامة الغذائية وضمان جودة المواد المعروضة للاستهلاك.ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فقد أشرفت على الحملة لجنة مختلطة تضم قائد قيادة سيتي فاضمة، وعناصر من الدرك الملكي، والوقاية المدنية، بالإضافة إلى القوات المساعدة وأعوان السلطة، بتنسيق مع اللجنة المحلية المكلفة بمراقبة الأسعار والجودة.وتركزت الحملة، التي شملت عدداً من محلات بيع الأطعمة السريعة "سناكات" بمنطقة والماس ومجموعة من المقاهي المجاورة، على مراقبة جودة وصلاحية المواد الغذائية المعروضة للبيع، ومدى احترام شروط الصحة والنظافة، فضلاً عن فحص الأواني والوسائل المستعملة في إعداد الطعام.وقد وقفت اللجنة على مجموعة من المخالفات التي تم تسجيلها لدى عدد من المحلات، همّت بالخصوص عرض مواد غذائية فاسدة، واستعمال أوانٍ غير صالحة للطهي أو تقديم المشروبات، فضلا عن انعدام النظافة.وفي هذا الإطار، تم حجز وإتلاف كميات من المواد الغذائية غير القابلة للاستهلاك من لحوم فاسدة وأسماك وغيرها، إضافة إلى إتلاف طواجن وأباريق أظهرت المعاينات الميدانية عدم مطابقتها لشروط الاستعمال الصحي.وتندرج هذه الحملة في سياق الجهود المبذولة لحماية صحة المواطنين، وتفعيل المراقبة المستمرة للأسواق المحلية، خاصة في المناطق السياحية التي تعرف توافداً مكثفاً للزوار.
مجتمع

بحث ميداني يرصد مدى رضا المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر
في إطار تتبع وتقييم برامج الورش الملكي للدولة الاجتماعية، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بإنجاز بحث ميداني لقياس رضا المستفيدين من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، خلال الفصل الأول من تنفيذه. وذكر بلاغ للمرصد أن هذا البحث الميداني، الأول من نوعه، يهدف إلى رصد وتقييم أثر تنفيذ هذا البرنامج على المستفيدين، من خلال الوقوف على تجارب المواطنين-المرتفقين في تفاعلهم مع برنامج الدعم، واستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة لهم في هذا الإطار. وقد شمل البحث الميداني المنجز تقييم رضا المستفيدين، ومدى استيفاء البرنامج لمعايير الإنصاف وسهولة الولوج، وفحص فعاليته العملية، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استقاء ملاحظات المستفيدين بهدف رصد سبل تجويد البرنامج. وكشفت نتائج البحث الميداني عن مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم المقدم (87,46 في المائة). من جهة أخرى، اعتبر معظم أرباب الأسر المشاركين في البحث الميداني (95 في المائة) أن تدبير مسار معالجة طلبات التسجيل يتم بطريقة شفافة. كما أن المعلومات المقدمة عن البرنامج وُصفت بالواضحة والمفهومة (39,72 في المائة صرحوا أنها “واضحة جدا وسهلة الفهم”، و53,43 في المائة قالوا أنها “واضحة إلى حد ما”). من جهة أخرى، حقق البرنامج أثرا إيجابيا واضحا على جوانب أساسية عديدة تهم ظروف عيش الأسر المستفيدة، مثل تحسين مستوى العيش (89,2 في المائة من بينهم 31 في المائة بشكل ملحوظ)، وتعزيز الأمن الغذائي (92 في المائة من بينهم 28 في المائة بشكل ملحوظ)، ودعم تمدرس الأطفال (82 في المائة). واعتبرت غالبية المستجوبين (90,4 في المائة) أن البرنامج منصف من حيث الولوج، غير أن سهولة إجراءات التسجيل لا تزال تمثل تحديا يجب رفعه، حيث أن 5 في المائة من المستجوبين فقط وصفوها بـ”السهلة”، في حين اعتبر 67 في المائة أنها “متوسطة التعقيد”. وقد اضطرت معظم الأسر إلى طلب المساعدة الخارجية للتسجيل عبر المنصة الرقمية للبرنامج. وعلى الرغم من ذلك، فإن شروط الاستفادة كانت واضحة بالنسبة لثلثي المستفيدين المستجوبين تقريبا (67 في المائة)، بغض النظر عن الجنس أو مكان الإقامة. وقد أجرى المرصد الوطني للتنمية البشرية مقارنة دولية للبرنامج مع برامج مماثلة في البرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. وأظهرت هذه المقارنة الدولية أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد من البرامج الفعالة والمحبذة لدى المستفيدين، بنتائج مماثلة لما حققته البرامج المرجعية على مستوى معايير عديدة في مجالات الرضا، والاستهداف، والانتظام، والثقة. كما أبان برنامج الدعم الاجتماعي المباشر عن دوره الحيوي في تحسين ظروف عيش الأسر الفقيرة بالمغرب، مع إبراز بعض الفوارق مقارنة بأفضل الممارسات الدولية. وهكذا، فإن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج (حوالي 88 في المائة)، تقل قليلا عن نسبة الرضا المسجلة تجاه برنامج “بولص فاميليا” (Bolsa Família) في البرازيل (حوالي 95 في المائة) والتي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، وتقترب من نسبة رضا برنامج “شايلد سبورت غرانت” (Child Support Grant) الجنوب الإفريقي (حوالي 90 في المائة). ويتفوق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر على برنامج “بروسبيرا” (Prospera) في المكسيك (ما بين 75 و80 في المائة)، و”كيلوارغا هارابان” (Keluarga Harapan) في إندونيسيا الذي يسجل نسبة رضا متواضعة. بالموازاة مع ذلك، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بتطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعي والذي يهدف إلى قياس رضا المرتفقين إزاء خدمات برامج الدعم الاجتماعي، ويقدر هذا المؤشر بالنسبة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر بـ 71 نقطة من أصل 100. ويقيس هذا المؤشر الرضا العام للمستفيدين من البرنامج من خلال خمسة أبعاد: سهولة الولوج، الأثر، الجدوى، الملاءمة، والشفافية. ويشير تحليل النتائج المحصل عليها إلى أن الأبعاد الخمسة للمؤشر الوطني للرضا الاجتماعي لا تكتسي نفس الوزن في مستوى الرضا العام. وللرفع من قيمة المؤشر، من الضروري أولا تحسين الولوج إلى البرنامج، ثم ترصيد الأثر المحسوس والشفافية، مع الحفاظ على الأداء الجيد في جوانب الملاءمة وانتظام الخدمات. ويحظى البرنامج بنسبة رضا مرتفعة لدى الفئات المستفيدة التي تعتبر أنه صمم ليتماشى مع تطلعات المواطنين المستهدفين، في انسجام مع روح التضامن الوطني التي تميز البلاد، بغرض دعم الأسر المعوزة في تغطية حاجياتها الأساسية.وقد سجل البحث الميداني تقدما ملحوظا في تحسين ظروف عيش الأسر المستفيدة، بفضل تنويع التغطية الجغرافية، وتحسين قنوات التواصل، مما ساعد على الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الأسر المستهدفة. كما أن الإدراك القوي لملاءمة وشفافية الاستهداف يعزز التطور المسجل، مما يشير إلى توافق أفضل بين معايير الأهلية واختيار المستفيدين واحتياجاتهم المحددة. ومع ذلك، لا تزال بعض جوانب البرنامج تحتاج إلى التجويد. فقد وقف البحث الميداني على بعض النواقص تهم بالخصوص تدبير العلاقة مع المستفيدين. كما أن استمرار جهود التحسين المستمر من شأنه أن يلبي بشكل مناسب انتظارات الفئات المستهدفة ويعزز أثر برنامج الدعم الاجتماعي المباشر. ويتضمن ذلك ملائمة مسارات التنفيذ والاستراتيجيات العملية لضمان ملاءمة أفضل للاحتياجات المحددة للمستفيدين وزيادة فعالية البرنامج ككل. وقد خلص البحث الميداني إلى جملة من التوصيات، تهم على وجه خاص: – تطوير آلية للمساعدة الاجتماعية للقرب لتعزيز التواصل حول البرنامج، وإشراك امتدادات محلية لمواكبة سكان المناطق النائية والبعيدة. – تعزيز المشاركة المدنية للجمعيات المحلية في ابتكار ميكانيزمات لتسهيل الولوج إلى الخدمات الرقمية للبرنامج. – إرساء برامج لتنمية المهارات والتمكين الاقتصادي من أجل تحسين قابلية البرنامج لتحقيق نتائج في مجال التنمية البشرية على المدى البعيد. – تعزيز التقائية برامج ورش الدولة الاجتماعية من خلال تطوير إطار موحد لمواءمة برنامج الدعم الاجتماعي المباشر مع البرامج الاجتماعية الأخرى مثل “AMO – تضامن”، من أجل تقليص التداخل وضمان تغطية شاملة. – تطوير آليات مناسبة لتحيين معايير أهلية المستفيدين بشكل فوري، على نحو يعكس التغيرات التي تطرأ على ظروف معيشة الأسر. – إرساء منظومة وطنية لتتبع وتقييم برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، مع تعزيز البحوث التطبيقية المتعلقة بتقييم أثر الدعم الاجتماعي. – تحسين المشاركة المواطنة في منظومة الحكامة الترابية للبرنامج من أجل ضمان تملك اجتماعي أفضل.
مجتمع

الملك محمد السادس يأمر بفتح 13 مركزًا تضامنيا لخدمة الفئات المعوزة
أعطى الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته بوضع المراكز التي أنشأتها المؤسسة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة. وأوضحت المؤسسة، في بلاغ اليوم الأربعاء، أن الإطلاق الفوري يهم 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بـ8 من عمالات وأقاليم المملكة، مضيفة أن “هذه البنيات تندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب”. وأضاف المصدر ذاته أن هذه الإنجازات تتعلق بثلاثة برامج رئيسية هي “المراكز الطبية للقرب ـ مؤسسة محمد الخامس للتضامن” و”شبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين” و”البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان”. ووفق المؤسسة؛ سيتم الشروع في العمل بمركز طبي جديد للقرب بسلا، باستثمار إجمالي قدره 5ر85 مليون درهم، ليرتفع بذلك عدد الوحدات التي تقدم خدماتها حاليا إلى ست وحدات من أصل اثني عشر وحدة مرتقبة على الصعيد الوطني. وفي ما يخص الجانب المتعلق بالإعاقة، سيتم افتتاح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال (30 مليون درهم)، ليصل بذلك عدد المراكز التابعة لهذه الشبكة في جميع أنحاء المملكة إلى تسعة مراكز. كما ستستفيد مدينة العروي، في إقليم الناظور، من مركز جديد لتصفية الدم بتكلفة 10 ملايين درهم، والذي سيكمل خدمات مستشفى محمد السادس المجاور، لتحسين التكفل بمرضى القصور الكلوي. ويتواصل تنفيذ برنامج محاربة سلوكات الإدمان، بافتتاح ثلاثة مراكز جديدة في شفشاون (6,5 ملايين درهم)، والحسيمة (6,5 ملايين درهم) وبني ملال (4,5 ملايين درهم)، ما يرفع العدد الإجمالي لمراكز محاربة سلوكات الإدمان المشغلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة عبر المملكة. من جهة أخرى، ستفتح 6 مراكز للتكوين المهني أبوابها، مستهدفة قطاعات واعدة وملائمة لاحتياجات السوق، ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (94 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الفلاحية بسوق الأربعاء (34 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان بالدار البيضاء (32,5 ملايين درهم)، ومركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء (25 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن السياحة بشفشاون (15,2 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الصناعة التقليدية بشفشاون (9,4 ملايين درهم)؛ وتهدف هذه المؤسسات إلى تمكين الشباب المنحدرين من أوساط معوزة من كفاءات ملموسة في تخصصات ذات قابلية قوية للتشغيل. وأخيرا، سيفتح مركز سوسيو-تربوي أبوابه بإيزمورن (3,5 ملايين درهم)، ويتعلق الأمر بأول بنية من نوعها في هذه الجماعة التابعة لإقليم الحسيمة موجهة لمواكبة الشباب في مجال التعليم والأوليات المهنية. وسيتم تأمين تدبير مختلف هذه المراكز حسب مجالات التدخل من خلال مختلف شركاء المؤسسة وهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وكذا الجمعيات المتخصصة.
مجتمع

تعزية في وفاة والدة الزميل عبد الرحيم فقراء الصحافي بقناة الجزيرة
ببالغ الاسى والحزن وبقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ، تلقينا نبأ وفاة والدة مدير مكتب قناة الجزيرة في واشنطن، والمدير الجهوي للقناة في القارة الأمريكية، الزميل عبد الرحيم فقراء. وقد ووري جثمان الفقيدة بعد عصر يومه الاربعاء 2 يوليوز 2025، بمقبرة سيدي بلعباس بالمدينة العتيقة لمراكش. وبهذه المناسبة الاليمة، تتقدم إدارة وهيئة تحرير كشـ24 بأحر التعازي للزميل عبد الرحيم فقراء، وعائلته الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، ويدخلها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة