هو منطق "الصيادة عربطو،والفلاحين دفعوا الخطية" الذي سيج ساكنة جماعة سعادة ضواحي مراكش، على امتداد ساعات أول أمس الأحد ، حين فوجؤوا بمجموعة من هواة القنص يقتحمون عليهم حقولهم وبساتينهم، مسببين في خسائر كبيرة على مستوى الثمار والمزروعات.
لم يكن انطلاق موسم القنص في اليوم المذكور ليمر دون تسجيل جملة من الصدامات والمشاجرات بين السكان الأصليين وهواة هذا النوع من الصيد، وهي المشاهد التي تتكرر بشكل موسمي ،دون أن تعمل الجهات المعنية بالقطاع على إيجاد حلول مقبولة ومعقولة ،تمكن القناصة من ممارسة هوايتهم وتحفظ للفلاحين سلامة حقولهم وضيعاتهم.
عدم رسم الحدود المسموح فيها بممارسة القنص وتداخل الحقول ببعضها، غالبا ما خلق مشاكل خطيرة امتد بعضها لإصابات وشجارات انتهت بمخافر الدرك وبقاعات المحاكم.
حسب المعلومات المتوفرة فإن انغماس الممارسين في تعقب الطرائد وعدم فهم خارطة المنطقة، يدفع بهم إلى اقتحام حدود الضيعات والملكيات الخاصة، ويفاجأ اصحابها بطلقات نارية تسد عليهم منافذ الأفق،ما يخلف موجة من الخوف والقلق في صفوف الساكنة خاصة النساء والأطفال، دون احتساب ما يلحقه الخرطوش المستعمل في القنص من خسائر جسيمة في المزروعات وثمار الأشجار.
آخر فصول هذه الأحداث كان صباح أول أمس الأحد، حين استيقض سكان الضيعات الفلاحية والحقول المبتوتة على طول فضاءات جماعة،على وقع دخول عشرات القناصة مصحوبين بجيش من المساعدين الذين يعملون ك"حياحة" ومدعمين بكلاب صيد مختلفة الأنواع والاحجام، والجميع منخرط في قلب مطاردة ساخنة لبعض الطرائد التي تفر في كل اتجاه محاولة الإفلات من المصير.
الأرانب البرية،الحجل،السمان،القبرة والحمام الأزرق ،ك طيور وحيوانات توجد في قلب استهدافات هواة القنص، وتخترق أعشاشها وأوكارها جميع الضيعات الفلاحية والحقول الخاصة، ما يجعلها ملكيات خارج الخصوصية زمن القنص، وبالتالي استباحة هذه الفضاءات بشكل أثار ويثير موجة من الإحتقان في صفوف الساكنة الأصلية التي تعتبر اقتحام أراضيها تعديا سافرا يستوجب الرد عليه بصرامة وبحدة، في إطارمبدأ الدفاع عن الحق في الملكية.
غير أن الأضرار المعنوية غالبا ما رافقتها أضرارا مادية، تمثلت صباح أول أمس في إلحاق خسائر جسيمة ببعض الثمار والأغراس ،وبالتالي الرفع من منسوب الإحتقان والصدامات بين "المهاجمين" من القناصة وسكان وأصحاب هذه المناطق الفلاحية.
طبيعة الطلقات المستعملة في القنص"الخرطوش"، والتي تعتمد تركيبتها على ما يصطلح عليه شعبيا بمفهوم"الرش"، يجعل البارود يتطاير في كل اتجاه،ويمتد بأضراره إلى الثمار والأشجار المثمرة، ويعرضها للإتلاف المباشر بالنظر لما يخلفه من آثار ظاهرة ،تجعلها خارج إمكانية التسويق والإستهلاك،ومن تمة تعريض أصحابها لضياع الجهد والمال والتسبب في خسائر كبيرة.
الليمون،الزيتون، العنب،والرمان منتوجات كانت في صلب الأضرار المذكورة،التي تعرض لها الفلاحون بجماعة سعادة،وجعلتهم يتجندون للوقوف في وجوه القناصة وهواة الصيد،ومنعهم من التمادي في ممارسة هوايتهم، في محاولة لوقف نزيف الخسائر وتعريض المنتوجات الفلاحية للإتلاف وتعريضها لإصابات البارود المتطاير.
الإكتظاظ السكاني بعموم الجماعة التي تسجل أرقاما قياسية على مستوى النمو الديمغرافي، يجعل من ممارسة القنص خطرا داهما يهدد سلامة الإنسان كذلك،ويجعله عرضة لإصابات الرشاش المتطاير من خرطوش القنص، حيث تم تسجيل حوادث كثيرة في هذا الإطار، لتنضاف بذلك لقائمة الخسائر التي تنطلق بشكل موسمي مع انطلاق أي موسم للقنص،ويجعله موسما للإحتقان الإجتماعي وتهديد السلم الأهلي،خصوصا في ظل توالي حالات الشجارات والصدامات التي تنتج بين السكان وهواة القنص.
في ظل كل هذه المشاكل والإكراهات،تكتفي الجهات المسؤولة محليا بتوزيع رخص القنص واستخلاص الرسوم المستحقة عليها،لتدير بعدها ظهر المجن،لمجمل تفاصيل هذه الإكراهات، ولا تكلف نفسها عناء البحث عن حلول مقبولة تمكن الهواة من ممارسة نشاطهم المرخص له بقوة القانون، وتحفظ للفلاحين وأصحاب الضيعات أمنهم وسلامة منتوجاتهم ومزروعاتهم.