في الوقت الذي تسير فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحت الرعاية السامية لملك البلاد،نحو تمكين المناطق المهمشة والفقيرة من الوسائل الضرورية للحد الأدنى للعيش الكريم، من مدارس، طرقات، مشاريع مدرة للدخل، التزود بالماء والكهرباء،والتي هي أصلا، من اختصاص المجالس المنتخبة ،في هذا الظرف بالذات ،يقف رئيس المجلس لجماعة سيدي بدهاج اقليم الحوز،وكعادته، ضد هذا التوجه النبيل، وذلك بفرضه،هذه المرة، حصارا محكما من العطش على سكان دوار" ايت أعمارة البور"،والذي يعتبر اكبر تجمع سكني بهذه الجماعة .و قد بدأ الرئيس في تنفيذ مخططه هذا، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، عقابا لهم على مخالفتهم الرأي وعدم طاعتهم له، تحت تبريرات وهمية، وبأساليب ماكرة ،أرجعها تارة إلى أعطاب تقنية في آلة الضخ، وأخرى إلى ضعف صبيب الماء، إلى غير ذلك من الاكاذيب التي سرعان ما افتضح أمرها للرأي العام.
ما يؤكد ذلك هو انه، أثناء حضورعامل الإقليم للموسم الذي يقام بهذا الدوار،عاد تزود الساكنة بالماء الشروب إلى حالته الطبيعية،وارتفعت جميع المبررات الواهية، إلا انه ،ومباشرة بعد مغادرة العامل لهذا الحفل،عاد الرئيس إلى قطع الماء عن الساكنة ،تحت نفس المبررات، وطار إلى الرباط،مسقط رأسه، ليتلدد بساديته في تعذيب المواطنين.
هذه المعاناة اليومية، وما ترتب عنها من مضاعفات واضطرابات، دفعت الساكنة عشية يوم الثلاثاء
24/9/ 2014 ويوم الاربعاء25/9/2014 ، نساء وأطفالا ورجالا وشيوخا إلى الخروج إلى الطريق الرئيسة للاحتجاج ضد الأساليب الدنيئة لرئيس المجلس ،و
المطالبة بقطرة ماء، والاسثغاتة بعامل الإقليم لحل المشكل ،بعد استخفاف ممثله محليا بمعاناة الساكنة، وتلكؤه في اتخاذ أية مبادرة لانقادها من هذه الكارثة ، واكتفى بالتسويفات ،ودعوة الساكنة إلى حل مشاكلها بنفسها،وتبرئة رئيس المجلس من اية مسؤولية في ذلك ،كما ا ن أي اتصال بالسلطة الإقليمية لن يجدي نفعا ،ولن يغير من واقع الحال شيئا، وما على الساكنة إلا بالماء المعدني.
أمام هذا الوضع ،ورغم تطمينات رئيس الدائرة الذي أبدى تعاطفا كبيرا مع الساكنة ،ووعد بحل المشكل الذي لا يعود أصلا إلا لتعنت رئيس المجلس، وعجرفته ونهجه أسلوب العقاب لكل من يخالفه الرأي، خرج السكان للاحتجاج رافعين شعارات منددة بسلوكات الرئيس العدوانية ومواقفه اللاانسانية مطالبين بحقهم الطبيعي في التزود بالماء الشروب .
فالي متى تبقى حقوق المواطنين الطبيعية التي يضمنها الدستور والمواثيق الدولية، حبيسة مسئولين يحنون إلى ماضي الاستبداد والتحكم في الرقاب والعباد؟