سياسة

دواوير مراكش… خزانات انتخابية


كشـ24 نشر في: 10 أغسطس 2016


الفيلات والإقامات السياحية تخفي ورائها 80 دوار تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم

لمراكش، وجه سيئ جدا، غير الذي ترسخ في الأذهان مدينة حمراء ووجهة سياحية دولية بارزة، إذ تخفي الفيلات  الفخمة والقصور والإقامات السياحية والمباني الفندقية، ما يناهز 80 دوارا تابعة للمدار الحضري، 22 منها بمقاطعة جليز السياحية، يعيش سكانها على إيقاع شظف العيش والافتقار إلى أدنى الخدمات الأساسية، وغيرها من الظروف التي حولتها إلى خزانات انتخابية لكبار الأعيان، يستفيدون من أصواتها دون أن يحققوا وعودهم.

واحد من تلك الدواوير، اسمه الرحامنة الصغير، ينتصب وراء حزام من نبات القصب والنخيل وحقول الذرة، ويشكل “الستار” الذي يخفيه عن أنظار زوار حي الفيلات المسمى رياض السلام بمقاطعة جليز، هو الذي يتكون من 360 دارا، عبارة عن بيوت أغلبها طينية تتخذ شكل زنازين مربعة، “يحسب على المدينة رغم أنه يفتقر إلى أبسط الخدمات المتوفرة في مركز أفقر جماعة قروية بالمغرب”.

ظروف مزرية

يقول الحسين أهل الفضل، شاب طويل القامة في عقده الثالث، يرتدي سروالا مفصلا من الثوب الأسود وصندلا من الجلد المقلد وقميصا مستعملا، وانتدبه السكان لتمثيلهم في مجلس مقاطعة جليز، أثناء سيره مع “الصباح” إلى الدوار، الذي يؤدي إليه مسلك غير معبد، “ستكتشفون الصورة الأخرى لمراكش”.

في مدخل الدوار يكون أول ما يثير الانتباه، خطر متفاقم جدا يهدد الأرواح في كل حين، ويتمثل في أبراج أعمدة الكهرباء من التردد العالي الذي يخترق سماءه، وتتعايش مع شبكة التردد العادي، التي تم إيصال الدوار بها لربطه، بالإنارة العمومية فلم يتردد السكان، كما هو الحال في كل التجمعات العشوائية بالمغرب، في “سرقة” الكهرباء منها وتزويد بيوتهم بها.

“عمر الدوار قــرن تقـريبا، وأغلب السكان يكسبون قوتهم من مهن القطاع غير المهيكل، أما الدراسة والتطبيب وغيرهما من الخدمات الأساسية، فتتطلب قطع مسافات طويلة لبلوغها في مركز المقاطعة، وبعد مغيب الشمس، يسارع أغلب السكان للالتحاق ببيوتهم، لأن المسالك المؤدية إليه مليئة بالأخطار”، يؤكد الحسين، مشيرا إلى أن السقاية التي تشكل نقطة تجمع أطفال الدوار خلال الصيف، هي النقطة الوحيدة التي تتزود منها  الأسر الـ360 بالماء.

ويشكل دوار الرحامنة الصغير موضوع مخطط للتأهيل اعتمد منذ سنوات غير أنه توقف، ففضل مجلس مقاطعة جليز، شمله بتدخلات عشوائية وترقيعية، منها “صفقة غامضة لتجهيزه بشبكة الصرف الصحي رفضها السكان وممثلوهم، عندما رأوا فيها تبذيرا للمال العام”، إذ تفاجأ السكان قبل أسابيع بشاحنة تفرغ قنوات بلاستيكية سوداء وأشغال إحداث حفر كبيرة غير بعيد عن الدوار، قيل لهم إن الغرض منها تجهيز دوارهم بشبكة صرف صحي مستقلة.

أطماع عقارية

وإذا كان الرحامنة الصغير، يعطي صورة عامة عن ظروف العيش في دواوير “العار” المحسوبة على المجال الحضري لعاصمة السياحة المغربية، فدوار خليفة ابريك، الذي تقطنه 450 أسرة، يكشف عن كيف بات التوسع المتواصل للمشاريع السياحية والإقامات العقارية الفخمة، يؤزم الوضع ويسلط على السكان سيف التشريد.

ويعود ذلك إلى أن سكان عدد من الدواوير، اقتنوا البقع التي شيدوا عليها “زنازينهم” بعقود عرفية، ما جعل ملكيتهم للأرض مجرد “وهم”، وأمام الطفرة العمرانية لمراكش، عاد المالكون الأصليون عبر ورثتهم وباعوا الأراضي لمجموعات إنعاش عقاري كبيرة ومعروفة وطنيا لتسلط على السكان سيف الترحيل والإفراغ مقابل تعويضات هزيلة.

عبد الفتاح رزكي، يعد ممثل دوار خليفة ابريك في مجلس مقاطعة جليز، ويقول لـ”الصباح” التي التقته بالدوار، إنه زيادة على الظروف السيئة التي يعيشها السكان الذي أسسوا الدوار قبل 100 سنة، يتخوفون من تشريدهم، فهو الذي كان عقارا حبسه الملك الراحل محمد الخامس لفائدة الخليفة ابريك الشهير بمراكش، تحولت ملكيته إلى مجموعات عقارية كبيرة، تخير السكان بين المغادرة الطوعية مقابل 50 درهما للمتر عن براريك ضيقة مساحة أفضلها 15 مترا مربعا، أو تنفيذ أحكام قضائية استصدرتها وتقضي بترحيلهم.

وبينما تراقب السلطات ملفات دواوير مراكش من بعيد، يقاوم السكان شظف العيش وزحف المدينة بحلول بدائية وتعرضهم للمخاطر، من قبيل الربط المباشر بالكهرباء من الشبكة بشكل عشوائي ومفتقد لمعايير السلامة والأمان، وجلب المياه من سقايات أو من الأحياء القريبة المجهزة بعربات مجرورة بالدواب، وحينما يشتد عود أبنائهم يغادرون المدرسة فيلجون القطاع غير المهيكل بمراكش من قبيل التجارة العشوائية لكسب قوتهم.

الفيلات والإقامات السياحية تخفي ورائها 80 دوار تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم

لمراكش، وجه سيئ جدا، غير الذي ترسخ في الأذهان مدينة حمراء ووجهة سياحية دولية بارزة، إذ تخفي الفيلات  الفخمة والقصور والإقامات السياحية والمباني الفندقية، ما يناهز 80 دوارا تابعة للمدار الحضري، 22 منها بمقاطعة جليز السياحية، يعيش سكانها على إيقاع شظف العيش والافتقار إلى أدنى الخدمات الأساسية، وغيرها من الظروف التي حولتها إلى خزانات انتخابية لكبار الأعيان، يستفيدون من أصواتها دون أن يحققوا وعودهم.

واحد من تلك الدواوير، اسمه الرحامنة الصغير، ينتصب وراء حزام من نبات القصب والنخيل وحقول الذرة، ويشكل “الستار” الذي يخفيه عن أنظار زوار حي الفيلات المسمى رياض السلام بمقاطعة جليز، هو الذي يتكون من 360 دارا، عبارة عن بيوت أغلبها طينية تتخذ شكل زنازين مربعة، “يحسب على المدينة رغم أنه يفتقر إلى أبسط الخدمات المتوفرة في مركز أفقر جماعة قروية بالمغرب”.

ظروف مزرية

يقول الحسين أهل الفضل، شاب طويل القامة في عقده الثالث، يرتدي سروالا مفصلا من الثوب الأسود وصندلا من الجلد المقلد وقميصا مستعملا، وانتدبه السكان لتمثيلهم في مجلس مقاطعة جليز، أثناء سيره مع “الصباح” إلى الدوار، الذي يؤدي إليه مسلك غير معبد، “ستكتشفون الصورة الأخرى لمراكش”.

في مدخل الدوار يكون أول ما يثير الانتباه، خطر متفاقم جدا يهدد الأرواح في كل حين، ويتمثل في أبراج أعمدة الكهرباء من التردد العالي الذي يخترق سماءه، وتتعايش مع شبكة التردد العادي، التي تم إيصال الدوار بها لربطه، بالإنارة العمومية فلم يتردد السكان، كما هو الحال في كل التجمعات العشوائية بالمغرب، في “سرقة” الكهرباء منها وتزويد بيوتهم بها.

“عمر الدوار قــرن تقـريبا، وأغلب السكان يكسبون قوتهم من مهن القطاع غير المهيكل، أما الدراسة والتطبيب وغيرهما من الخدمات الأساسية، فتتطلب قطع مسافات طويلة لبلوغها في مركز المقاطعة، وبعد مغيب الشمس، يسارع أغلب السكان للالتحاق ببيوتهم، لأن المسالك المؤدية إليه مليئة بالأخطار”، يؤكد الحسين، مشيرا إلى أن السقاية التي تشكل نقطة تجمع أطفال الدوار خلال الصيف، هي النقطة الوحيدة التي تتزود منها  الأسر الـ360 بالماء.

ويشكل دوار الرحامنة الصغير موضوع مخطط للتأهيل اعتمد منذ سنوات غير أنه توقف، ففضل مجلس مقاطعة جليز، شمله بتدخلات عشوائية وترقيعية، منها “صفقة غامضة لتجهيزه بشبكة الصرف الصحي رفضها السكان وممثلوهم، عندما رأوا فيها تبذيرا للمال العام”، إذ تفاجأ السكان قبل أسابيع بشاحنة تفرغ قنوات بلاستيكية سوداء وأشغال إحداث حفر كبيرة غير بعيد عن الدوار، قيل لهم إن الغرض منها تجهيز دوارهم بشبكة صرف صحي مستقلة.

أطماع عقارية

وإذا كان الرحامنة الصغير، يعطي صورة عامة عن ظروف العيش في دواوير “العار” المحسوبة على المجال الحضري لعاصمة السياحة المغربية، فدوار خليفة ابريك، الذي تقطنه 450 أسرة، يكشف عن كيف بات التوسع المتواصل للمشاريع السياحية والإقامات العقارية الفخمة، يؤزم الوضع ويسلط على السكان سيف التشريد.

ويعود ذلك إلى أن سكان عدد من الدواوير، اقتنوا البقع التي شيدوا عليها “زنازينهم” بعقود عرفية، ما جعل ملكيتهم للأرض مجرد “وهم”، وأمام الطفرة العمرانية لمراكش، عاد المالكون الأصليون عبر ورثتهم وباعوا الأراضي لمجموعات إنعاش عقاري كبيرة ومعروفة وطنيا لتسلط على السكان سيف الترحيل والإفراغ مقابل تعويضات هزيلة.

عبد الفتاح رزكي، يعد ممثل دوار خليفة ابريك في مجلس مقاطعة جليز، ويقول لـ”الصباح” التي التقته بالدوار، إنه زيادة على الظروف السيئة التي يعيشها السكان الذي أسسوا الدوار قبل 100 سنة، يتخوفون من تشريدهم، فهو الذي كان عقارا حبسه الملك الراحل محمد الخامس لفائدة الخليفة ابريك الشهير بمراكش، تحولت ملكيته إلى مجموعات عقارية كبيرة، تخير السكان بين المغادرة الطوعية مقابل 50 درهما للمتر عن براريك ضيقة مساحة أفضلها 15 مترا مربعا، أو تنفيذ أحكام قضائية استصدرتها وتقضي بترحيلهم.

وبينما تراقب السلطات ملفات دواوير مراكش من بعيد، يقاوم السكان شظف العيش وزحف المدينة بحلول بدائية وتعرضهم للمخاطر، من قبيل الربط المباشر بالكهرباء من الشبكة بشكل عشوائي ومفتقد لمعايير السلامة والأمان، وجلب المياه من سقايات أو من الأحياء القريبة المجهزة بعربات مجرورة بالدواب، وحينما يشتد عود أبنائهم يغادرون المدرسة فيلجون القطاع غير المهيكل بمراكش من قبيل التجارة العشوائية لكسب قوتهم.

ملصقات


اقرأ أيضاً
عامل تازة يلجأ إلى “سلطة الحلول” لتدبير شؤون مجلس قروي لتجاوز الجمود
لجأت السلطات الإقليمية بتازة، إلى تعيين لجنة خاصة لتسيير شؤون المجلس القروي مغراوة، بعد جمود عطل كل مصالحه. ونجم هذا الجمود عن تقاطبات حادة بين أعضاء المجلس دون ان تنجح كل المساعي في تجاوز تداعياته.وتم تكليف اللجنة بتصريف الأمور الجارية فقط، في انتظار اتخاذ الإجراءات لإعادة تشكيل مكتب جديد. وكان رئيس الجماعة قد فقد أغلبيته، ووجد نفسه في عزلة. وخلف تعطل مختلف المصالح الجماعية حالة من الغضب في أوساط الساكنة المحلية والتي تشير إلى أن الوضع وصل إلى العجز عن توفير المحروقات لآليات الجماعة. وكان عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي قد وجه في وقت سابق دورية إلى ولاة الجهات وعمال العمالات وأقاليم المملكة، حثهم فيها على ممارسة سلطة "الحلول" التي يخولها لهم القانون عند ثبوت حالة امتناع رؤساء مجالس الجماعات الترابية عن القيام بالمهام المنوطة بهم على الوجه القانوني المطلوب. ونص المشرع في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على آلية الحلول التي "يمكن أن يلجأ إليها ولاة الجهات وعمال العمالات والأقاليم متى ثبت لهم وجود حالة امتناع رئيس مجلس جماعة ترابية عن القيام بالأعمال المنوطة به، والتي من شأنها أن تمس بالسير العادي لمصالح الجماعات الترابية"
سياسة

المصادقة على تعيينات جديدة في مناصب عليا
صادق مجلس الحكومة، اليوم الخميس، على مقترحات تعيين في مناصب عليا طبقا للفصل 92 من الدستور. وذكر بلاغ للوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، بأنه تم على مستوى وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تعيين: توفيق ايت الفقيه، مديرا للاستراتيجية والتمويلات والتقييم. وعلى مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تعيين: مولاي الصادق قاديري، مديرا للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة، و علي السهلاوي، مديرا للمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة. وعلى مستوى وزارة العدل، تعيين: نائلة حديدو، مديرة للتحديث ونظم المعلومات. وعلى مستوى وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات-قطاع التكوين المهني، تعيين: نعيمة الصابري، مديرة للتخطيط والتقييم. وعلى مستوى وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني- قطاع الصناعة التقليدية، تعيين: حسناء زروق، مديرة التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع التقليديين.
سياسة

بلحداد لكشـ24: تهور نظام الكابرانات يقود المنطقة نحو المجهول
حذر نور الدين بلحداد، الاستاذ بمعهد الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والباحث المتخصص في شؤون الصحراء المغربية، من التبعات الخطيرة للخيارات الانتحارية التي ينهجها النظام الجزائري بدعمه المستمر لميليشيات البوليساريو، معتبرا أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأقاليم الجنوبية للمملكة لا تعدو أن تكون محاولات خجولة وبائسة تعكس حجم التخبط والارتباك لدى خصوم الوحدة الترابية للمغرب.وفي تصريح خص به موقع كشـ24، شدد بلحداد على أن النظام العسكري الجزائري يدفع بالمنطقة نحو الدمار، في وقت يعرف فيه العالم تحولات جيوسياسية عميقة تتطلب الحكمة والتبصر، لا المغامرة وزرع الفتنة، مشيرا إلى أن الجزائر ماضية في مسار عبثي قد يجر عليها كوارث داخلية وخارجية، خصوصا بعد أن انكشف دورها في رعاية كيان انفصالي مسلح يهدد السلم والأمن الدوليين.وأكد المتحدث ذاته، أن ما يجري اليوم على المستوى الدولي يعكس إدراكا متزايدا بشرعية المغرب في صحرائه، سواء من خلال الاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء أو افتتاح التمثيليات الدبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة، إلى جانب الإشادة المتنامية بالدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس في قيادة مسيرة التنمية والاستقرار بالمنطقة.وأضاف بلحداد أن ما وصفه بالذبابة الطنانة التي زرعها النظام الجزائري منذ سنة 1976، والمتمثلة في جبهة البوليساريو الانفصالية، باتت في طريقها إلى الزوال، لا سيما مع تزايد الأصوات الدولية الداعية إلى تصنيف هذه الجبهة كتنظيم إرهابي، وهو ما قد يشكل ضربة قاصمة لها ولمموليها.وفي تحذير صريح، نبه بلحداد إلى أن الدول الكبرى، وفي حال ثبوت تورط الجزائر الرسمي في دعم الإرهاب عبر تسليح وتمويل ميليشيات البوليساريو، قد لا تتردد في محاسبة النظام ومقاربته للمنطقة، بل وقد تلجأ إلى فرض عقوبات قاسية أو حتى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لشمال إفريقيا، وهو سيناريو لا يستبعده المتحدث في ظل صمت الحكماء داخل الجزائر.وأوضح بلحداد أن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك وبإجماع شعبها، مؤمنة بعدالة قضيتها، وماضية في بناء أقاليمها الجنوبية بروح وطنية عالية، مجددا التأكيد على أن هذه الهجمات "لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة مسيرتنا الوحدوية والتنموية".وختم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن القادم سيحمل مفاجآت ثقيلة لنظام العسكر الجزائري، الذي قد يدفع ثمنا باهظا نتيجة سياسته الداعمة للانفصال وزرع الفوضى، مضيفا "كلنا مغاربة، موحدون خلف شعار الله، الوطن، الملك، ولن نتراجع عن قسم المسيرة الخضراء مهما كانت التحديات".
سياسة

خبير في العلاقات الدولية لكشـ24: التحركات الأخيرة للبوليساريو انتحار سياسي
اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ورئيس مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، محمد نشطاوي، أن التحركات الأخيرة لميليشيات البوليساريو ليست مجرد تهور، بل تدخل في خانة الانتحار السياسي، في ظل ما وصفه بالخناق المتزايد الذي باتت تعانيه الجبهة على أكثر من مستوى. وأوضح نشطاوي في تصريحه لموقع كشـ24، أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأراضي المغربية، خاصة بمدينة السمارة، تأتي كمحاولة يائسة من طرف الجبهة الانفصالية لإعادة بعث وجودها الرمزي، لكنها في الواقع لا تعدو أن تكون خرقا صريحا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، وهو ما أكدته أيضا تحقيقات بعثة الأمم المتحدة المينورسو. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن البوليساريو باتت تواجه عزلة دولية متزايدة، تتجلى في التراجع الكبير في عدد الدول المعترفة بالجمهورية الوهمية، مقابل تنامي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، وافتتاح عدد من القنصليات والتمثيليات الدبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة، مما يعكس تحولا عميقا في المواقف الدولية. كما لفت نشطاوي إلى أن مشروع القانون الذي تقدم به عضوا الكونغرس الأمريكي ويلسون وبانيتا، والرامي إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، قد يشكل ضربة قاصمة للجبهة وللداعم الرئيسي لها، الجزائر، خاصة بالنظر إلى ارتباطاتها المحتملة بإيران وحزب الله، حسب ما ورد في نص المشروع. واعتبر مصرحنا أن هذه المبادرات تفتح الباب أمام المرحلة الأخيرة لتصفية ملف الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن المرتقب في أكتوبر المقبل قد يحمل إشارات قوية نحو سحب هذا الملف من اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، خاصة أن المغرب هو من أدرج القضية سنة 1963 ضد الاستعمار الإسباني، وقد استعاد أراضيه بشكل فعلي. وختم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن الدبلوماسية المغربية، باعتمادها نهجا هادئا لكنه هجومي، استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام ميليشيات البوليساريو وحلفائها، مرجحا أن يكون ما وصفه بالخطأ القاتل الذي ارتكبته الجبهة الوهمية، مدخلا لنهاية مشروعها الانفصالي، بفعل الخسائر السياسية والدبلوماسية المتتالية.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة