مجتمع

دعوات إلى التصدي لعنف رقمي يستهدف النساء بالمغرب


كشـ24 نشر في: 26 مايو 2023

تتعالى أصوات هيئات مدنية وحقوقية في المغرب من أجل حماية النساء من جميع أشكال العنف الممارس في حقهن، بالعنف الرقمي الذي يصل تأثيره حد التفكير في الانتحار.

وكشفت جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة" أن حوالي 87 بالمئة من النساء اللواتي تعرضن للعنف الرقمي عبرن عن رغبتهن في الانتحار فيما قامت واحدة منهن بالانتحار بشكل فعلي.

وأكدت الجمعية خلال إطلاق حملتها الجديدة تحت اسم "سطوب العنف الرقمي" أن هذا النوع من العنف يعتبر من أخطر أنوع العنف الذي تتعرض له النساء على الإطلاق.

والعنف الرقمي أو السيبراني هو أحد أنواع العنف الذي يمكن أن يكون على شكل انتهاك لخصوصية الأشخاص أو التشهير أو إرسال رسائل جنسية أو سرقة الهوية أو سرقة البيانات بغرض الابتزاز.

تفاقم العنف الرقمي

ويحذر نشطاء في مجال حقوق المرأة من خطورة العنف الرقمي الذي يتزايد عدد ضحاياه مع الانتشار الواسع للتكنولوجيات الحديثة للمعلومات، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي.

تعتبر بشرى عبده رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أن العنف الرقمي آفة خطيرة تمس بالسلامة النفسية والاجتماعية والاقتصادية لضحاياه الذين يعانون في صمت، بسبب الخوف من التشهير عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

وتضيف الناشطة في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن هذا النوع من العنف والذي بات يتفاقم بقوة له تداعيات خطيرة على ضحاياه من النساء، تجعلهن يعشن أزمات نفسية قد تدفع بهن إلى التفكير بالانتحار.

وتتابع الفاعلة المدنية، أن الجمعية التي ترأسها تدق ناقوس الخطر باستمرار بشأن العنف الرقمي، وتعمل على المساهمة إلى جانب الجهات المعنية من أجل الحد من هذه الآفة التي مست بأزيد من 1.5 مليون من النساء في المغرب حسب الأرقام الرسمية.

وتعتبر عبده أن "الانتقام من الضحية هو أحد دوافع هذا النوع من العنف، خاصة عندما يعتبر الجاني أن الفضاء الرقمي وسيلة سهلة من أجل التشهير والابتزاز غير مدرك للعقوبات القانونية المترتبة عن هذا الفعل".

وتوضح المتحدثة، أن الجمعية ومن خلال حملة "سطوب العنف الرقمي" تضع رهن إشارة الضحايا تطبيقا إلكترونيا للتبليغ عن العنف ومركز لاستقبال النساء والفتيات لتقديم الدعم النفسي والقانوني لهن، إلى جانب العمل على تبادل الخبرات والتجارب مع المجتمع المدني في مدن متفرقة من المملكة من أجل التوعية والتحسيس بخطورة هذا العنف.

العقوبات

ويجرم القانون 103.13 الخاص بمناهضة العنف ضد النساء العنف الالكتروني، حيث تترواح عقوبة هذا الفعل بين 6 أشهر و5 سنوات سجنا، بالإضافة إلى الغرامة المالية.

ويعاقب الفصل 1-447 من القانون 103.13 بالحبس من 6 أشهر إلى ثلاث سنوات سجنا، كل شخص قام عمدا وبأي وسيلة بما في ذلك الأنشطة المعلوماتية، بالتقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري أو صورة أثناء تواجده في مكان خاص، دون موافقة صاحبها.

فيما ينص الفصل 2-447 على السجن من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات كل من قام بأي وسيلة بما في ذلك الأنظمة المعلوماتية، ببث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص أو صورته، دون موافقته أو دون الإشارة إلى كون هذه التركيبة مفبركة وغير حقيقية، أو قام ببث أو توزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة، بقصد المس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم.

تشير الناشطة الحقوقية والمحامية زاهية اعمومو، إلى أن القانون الخاص بالعنف ضد النساء يرفع في فصله 3-447 العقوبة السجنية إلى 5 سنوات، إذا أعيد ارتكاب الأفعال السابقة أو اقترفت من طرف أحد الفروع أو الأصول أو شخص مثل الزوج أو الطليق أو الخاطب..

تقول اعمومو في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القانون يشدد العقوبة في حال كانت تربط الضحية صلة قرابة بالمشتكى به مثل الزوج الذي يمكن أن يستغل صور طليقته للضغط عليها من أجل التنازل عن حقوقها أثناء حدوث الطلاق.

التوعية

وتؤكد زاهية اعمومو، أن العنف الإلكتروني يعتبر من أخطر أنواع العنف لما له من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وخيمة قد تؤدي إلى الاكتتاب أو التفكير في الانتحار والإقدام عليه.

وتدعو المتحدثة، إلى نشر والتعريف بالقانون الذي يعاقب على هذه الأفعال، لافتة إلى التفاعل الإيجابي للقضاء مع عدد من ملفات العنف الرقمي والتي حكم أصحابها بعقوبات حبسية بلغت 3 سنوات.

وتشدد المحامية، على ضرورة توعية الضحايا بأهمية التبليغ عن العنف الرقمي، والاحتفاظ بوسائل الإثبات من خلال الاستعانة بمفوض قضائي لاستخراجها ومتابعة المتهم أمام القضاء.

العنف الإلكتروني بالأرقام

وكانت المندوبية السامية للتخطيط (هيئة الإحصاء في البلاد) قد كشفت أن 1.5 مليون امرأة مغربية وقعن ضحايا العنف الرقمي سواء عن طريق المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية أو الرسائل الالكترونية.

ووفق الأرقام التي أعلنت عنها المندوبية في مذكرة أصدرتها شهر مارس الماضي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة فإن:

- العنف الرقمي يشكل 19 بالمئة من مجموع أشكال العنف في المغرب.

-نسبة العنف الرقمي ترتفع وسط نساء المدن بـ16 بالمئة.

-خطر التعرض لهذا النوع من العنف يرتفع لدى التلميذات والطالبات بنسبة 36 بالمئة.

-حوالي 73 بالمئة من حالات العنف ترتكب من طرف رجل غريب.

المصدر: سكاي نيوز عربية

تتعالى أصوات هيئات مدنية وحقوقية في المغرب من أجل حماية النساء من جميع أشكال العنف الممارس في حقهن، بالعنف الرقمي الذي يصل تأثيره حد التفكير في الانتحار.

وكشفت جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة" أن حوالي 87 بالمئة من النساء اللواتي تعرضن للعنف الرقمي عبرن عن رغبتهن في الانتحار فيما قامت واحدة منهن بالانتحار بشكل فعلي.

وأكدت الجمعية خلال إطلاق حملتها الجديدة تحت اسم "سطوب العنف الرقمي" أن هذا النوع من العنف يعتبر من أخطر أنوع العنف الذي تتعرض له النساء على الإطلاق.

والعنف الرقمي أو السيبراني هو أحد أنواع العنف الذي يمكن أن يكون على شكل انتهاك لخصوصية الأشخاص أو التشهير أو إرسال رسائل جنسية أو سرقة الهوية أو سرقة البيانات بغرض الابتزاز.

تفاقم العنف الرقمي

ويحذر نشطاء في مجال حقوق المرأة من خطورة العنف الرقمي الذي يتزايد عدد ضحاياه مع الانتشار الواسع للتكنولوجيات الحديثة للمعلومات، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي.

تعتبر بشرى عبده رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أن العنف الرقمي آفة خطيرة تمس بالسلامة النفسية والاجتماعية والاقتصادية لضحاياه الذين يعانون في صمت، بسبب الخوف من التشهير عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

وتضيف الناشطة في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن هذا النوع من العنف والذي بات يتفاقم بقوة له تداعيات خطيرة على ضحاياه من النساء، تجعلهن يعشن أزمات نفسية قد تدفع بهن إلى التفكير بالانتحار.

وتتابع الفاعلة المدنية، أن الجمعية التي ترأسها تدق ناقوس الخطر باستمرار بشأن العنف الرقمي، وتعمل على المساهمة إلى جانب الجهات المعنية من أجل الحد من هذه الآفة التي مست بأزيد من 1.5 مليون من النساء في المغرب حسب الأرقام الرسمية.

وتعتبر عبده أن "الانتقام من الضحية هو أحد دوافع هذا النوع من العنف، خاصة عندما يعتبر الجاني أن الفضاء الرقمي وسيلة سهلة من أجل التشهير والابتزاز غير مدرك للعقوبات القانونية المترتبة عن هذا الفعل".

وتوضح المتحدثة، أن الجمعية ومن خلال حملة "سطوب العنف الرقمي" تضع رهن إشارة الضحايا تطبيقا إلكترونيا للتبليغ عن العنف ومركز لاستقبال النساء والفتيات لتقديم الدعم النفسي والقانوني لهن، إلى جانب العمل على تبادل الخبرات والتجارب مع المجتمع المدني في مدن متفرقة من المملكة من أجل التوعية والتحسيس بخطورة هذا العنف.

العقوبات

ويجرم القانون 103.13 الخاص بمناهضة العنف ضد النساء العنف الالكتروني، حيث تترواح عقوبة هذا الفعل بين 6 أشهر و5 سنوات سجنا، بالإضافة إلى الغرامة المالية.

ويعاقب الفصل 1-447 من القانون 103.13 بالحبس من 6 أشهر إلى ثلاث سنوات سجنا، كل شخص قام عمدا وبأي وسيلة بما في ذلك الأنشطة المعلوماتية، بالتقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري أو صورة أثناء تواجده في مكان خاص، دون موافقة صاحبها.

فيما ينص الفصل 2-447 على السجن من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات كل من قام بأي وسيلة بما في ذلك الأنظمة المعلوماتية، ببث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص أو صورته، دون موافقته أو دون الإشارة إلى كون هذه التركيبة مفبركة وغير حقيقية، أو قام ببث أو توزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة، بقصد المس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم.

تشير الناشطة الحقوقية والمحامية زاهية اعمومو، إلى أن القانون الخاص بالعنف ضد النساء يرفع في فصله 3-447 العقوبة السجنية إلى 5 سنوات، إذا أعيد ارتكاب الأفعال السابقة أو اقترفت من طرف أحد الفروع أو الأصول أو شخص مثل الزوج أو الطليق أو الخاطب..

تقول اعمومو في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القانون يشدد العقوبة في حال كانت تربط الضحية صلة قرابة بالمشتكى به مثل الزوج الذي يمكن أن يستغل صور طليقته للضغط عليها من أجل التنازل عن حقوقها أثناء حدوث الطلاق.

التوعية

وتؤكد زاهية اعمومو، أن العنف الإلكتروني يعتبر من أخطر أنواع العنف لما له من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وخيمة قد تؤدي إلى الاكتتاب أو التفكير في الانتحار والإقدام عليه.

وتدعو المتحدثة، إلى نشر والتعريف بالقانون الذي يعاقب على هذه الأفعال، لافتة إلى التفاعل الإيجابي للقضاء مع عدد من ملفات العنف الرقمي والتي حكم أصحابها بعقوبات حبسية بلغت 3 سنوات.

وتشدد المحامية، على ضرورة توعية الضحايا بأهمية التبليغ عن العنف الرقمي، والاحتفاظ بوسائل الإثبات من خلال الاستعانة بمفوض قضائي لاستخراجها ومتابعة المتهم أمام القضاء.

العنف الإلكتروني بالأرقام

وكانت المندوبية السامية للتخطيط (هيئة الإحصاء في البلاد) قد كشفت أن 1.5 مليون امرأة مغربية وقعن ضحايا العنف الرقمي سواء عن طريق المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية أو الرسائل الالكترونية.

ووفق الأرقام التي أعلنت عنها المندوبية في مذكرة أصدرتها شهر مارس الماضي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة فإن:

- العنف الرقمي يشكل 19 بالمئة من مجموع أشكال العنف في المغرب.

-نسبة العنف الرقمي ترتفع وسط نساء المدن بـ16 بالمئة.

-خطر التعرض لهذا النوع من العنف يرتفع لدى التلميذات والطالبات بنسبة 36 بالمئة.

-حوالي 73 بالمئة من حالات العنف ترتكب من طرف رجل غريب.

المصدر: سكاي نيوز عربية



اقرأ أيضاً
حجز شحنة ضخمة من مخدر الشيرا بمحاميد الغزلان
تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بمحاميد الغزلان بإقليم زاكورة، أول أمس الثلاثاء، من إحباط محاولة تهريب شحنة كبيرة من مخدر الشيرا كانت معدة للتهريب الدولي عبر الشريط الحدودي للمملكة. وحسب ما أوردته تقارير إعلامية وطنية، فقد رصدت الفرق الميدانية التابعة للمركز المذكورة 24 رزمة من المخدرات، كانت محملة على ظهر أربعة جِمال، ليتم حجز ما مجموعه 660 كيلوغراما من مخدر الشيرا خلال هذه العملية، إضافة إلى الجِمال. وقد شرعت عناصر الدرك الملكي باشرت في التحقيق في الموضوع للكشف عن ملابسات العملية، وتحديد الشبكات المتورطة والإمتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وذلك تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
مجتمع

“لارام” تعلن عن اضطراب في رحلاتها من وإلى فرنسا
أعلنت الخطوط الملكية المغربية، اليوم الخميس، عن وجود اضطرابات في الرحلات الجوية من وإلى المطارات الفرنسية، وذلك بسبب الإضرابات التي يخوضها مراقبو الحركة الجوية. وأوضحت “لارام” أنه من المتوقع حدوث تأخيرات أو إلغاءات خلال 48 ساعة المقبلة. ومن جهته، دعا المكتب الوطني للمطارات، مساء أمس الأربعاء، جميع المسافرين المتوجهين إلى فرنسا أو القادمين منها يوم 3 يوليوز 2025، إلى التحقق من وضعية رحلاتهم الجوية قبل التوجه إلى المطار، بسبب إضراب مرتقب لمراقبي الطيران في فرنسا.
مجتمع

الدرك يحجز سيارة محملة بكمية ضخمة من مخدر الشيرا بحد السوالم
أفلحت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي حد السوالم، التابعة نفوذيا لدرك سرية برشيد، القيادة الجهوية سطات، في إحباط عملية تهريب ما يقارب طنين من المخدرات، وذلك على مستوى تجزئة رياض الساحل، المقاطعة الثانية باشوية حد السوالم، عمالة إقليم برشيد. وأوضحت مصادر الصحيفة الإلكترونية كش 24، أن عناصر الدرك الملكي بمركز حد السوالم، بقيادة قائد المركز الترابي بالنيابة، تحت إشراف القائدين الإقليمي والجهوي، كانت قد توصلت بمعلومات دقيقة، مفادها تواجد سيارة لنقل البضائع مشكوك في حمولتها، على إثرها تجندت دورية دركية، وتوجهت صوب المكان تحديدا، وتمكنت من حجز السيارة من نوع رونو طرافيك كانت محملة بما مجموعه 43 رزمة، قدر وزنها الإجمالي بما يقارب الطنين، أي ما يعادل 1983 كيلوا غرام من مخدر الشيرا. وإنتقل كبار مسؤولي الدرك الملكي الإقليمي ببرشيد والجهوي بسطات، فضلا عن ممثل السلطة المحلية بباشوية حد السوالم، حيث جرت معاينة كمية المخدرات المحجوزة، التي بلغت 43 رزمة، قاربت طنين من مخدر الشيرا، بعدما جرت عملية وزنها من طرف مصالح درك المركز الترابي حد السوالم. وأمرت النيابة العامة المختصة، بالمحكمة الإبتدائية ببرشيد، التابعة للدائرة القضائية سطات، بنقل المحجوزات إلى القيادة الجهوية للدرك الملكي بعاصمة الشاوية، قصد تسليمها لمصلحة الجمارك لإتخاد المتعين في شأنها. وبالموازاة مع ذلك، قامت عناصر الشرطة العلمية والتقنية، التابعة نفوذيا لدرك جهوية سطات، برفع البصمات عبر ما يعرف بالتشخيص القضائي، قصد تحديد هوية المتورطين وكشف علاقتهم بعملية التهريب الدولي للمخدرات
مجتمع

وسط اشادة حقوقية.. موقف انساني جديد يكشف المعدن الحقيقي للدكتور فهد الشعرة
في زمن تتعالى فيه الحاجة إلى مواقف نبيلة تعيد الاعتبار للقيم الإنسانية في القطاع الصحي، جاء موقف جديد للدكتور فهد الشعرة، مدير المستشفى الخاص الدولي بأنفا، ليشكل نموذجًا حقيقيًا للطب بمفهومه الأصيل، الذي يتجاوز الوظيفة نحو رسالة سامية قائمة على الرحمة والتضامن. و الحديث هنا عن قصة الطفل سيف الدين، الذي ينحدر من أسرة معوزة بمدينة المحمدية، والتي بدأت بنداء استغاثة حملته عائلته إلى المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، بعد أن أصبحت حالته الصحية تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً. ومنذ تلك اللحظة، انطلقت سلسلة من الاتصالات والمبادرات التي كشفت عن أوجه مشرقة في المجتمع، كان في طليعتها الدكتور الشعرة  وحسب مراسلة موجهة من الهيئة الحقوقية الى عامل عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، فإن الدكتور الشعرة، فور تلقيه طلباً عاجلاً من المنظمة الحقوقية، أبدى تجاوباً تلقائيًا وسريعًا، موجهاً أطر المؤسسة الطبية إلى استقبال الطفل وتقديم كافة العناية الطبية اللازمة دون قيد أو شرط مادي. في اليوم التالي، خضع الطفل لعملية جراحية دقيقة كللت بالنجاح، وسط متابعة دقيقة من الطاقم الطبي، ليغادر المصحة في وضع صحي مطمئن. ولم تكن هذه المبادرة مجرد استجابة طبية، بل موقف إنساني يبعث برسائل أمل وسط سياقات اجتماعية صعبة، لا سيما و ان الدكتور فهد الشعرة لم يكتف بإدارة مصحة ناجحة فحسب، بل أعاد تعريف العلاقة بين المريض والمؤسسة الصحية، وجعل من الكرامة الإنسانية مبدأً لا يقبل التفاوض، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو القدرة المالية. وقد لقي هذا الموقف إشادة واسعة من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، التي اعتبرت أن ما قامت به إدارة المستشفى يجسد قيم التضامن الفعلي والمسؤولية الاجتماعية التي تفتقر إليها كثير من المؤسسات. كما أشادت المنظمة بانفتاح صلاح الدين الشرايبي، أحد مسؤولي المؤسسة، على الحوار الفعّال والبنّاء، مما يعزز ثقة المواطنين في المؤسسة الصحية. واضافت الهيئة الحقوقية في مراسلتها، ان ما حصل ليس مجرد حالة إنسانية عابرة، بل تجسيد حي لمبدأ التكافل المجتمعي، واستثمار فعّال في الثقة بين المواطن والمؤسسة، وهو ما يستحق أن يُحتذى به، لا فقط في قطاع الصحة، بل في مختلف القطاعات.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة