صدمت أسرة تقطن بحي الإزدهار بمقاطعة جيليز بمراكش ( صدمت) في خادمتها، حين اكتشفت بالصدفة تخابرها مع احد العناصر " الداعيشية" المنزوية بالديار السورية.
بدأت فصول الواقعة حين رزقت ربة البيت بمولود، أصبحت معه مجبرة على الإستعانة بمجهودات خادمة للنهوض بأعباء البيت ومتطلبات الأشغال اليومية.
لم يتطلب الأمر كثير وقت وبحث حين اهتدت الاسرة لخادمة في عقدها الثاني تنحدر من العاصمة الإقتصادية البيضاء.
الرغبة في توفير ظروف ملائمة تأنس بها الخادمة الجديدة وتشعرها بدفء مفتقد بعد مغادرتها منزلها الأسري، جعل ربة البيت تتعامل بغير قليل من آيات التساهل مع الخادمة، وتمنحها فرصة استعمال تجهيزات البيت المتوفرة دون حدود او خطوط حمراء.
كانت المعنية تقضي جل أوقات فراغها باستعمال حاسوب الأسرة، وتبتهل فرصة اختلاء صاحبة الدار مع زوجها أومولودها، لتنصرف إلى الإبحار في العالم الإفتراضي للشبكة العنكبوتية.
زوال اول أمس وفيما الخادمة على جري عادتها منكبة على تصفح عالم الأنترنيت على جري عادتها، احتاجت ربة المنزل لاقتناء بعض المشتريات من حاجيات البيت، فسارعت نحو الخادمة لانتدابها لقضاء الحاجة المطلوبة.
بصورة مفاجئة جالت بخاطر السيدة فكرة الإطلاع على ماتهتم به خادمتها بالعالم الإفتراضي وبالتالي تصفح الحاسوب الذي غادرته للتو لإنجاز المهمة المطلوبة خارج الشقة.
كانت مفاجئة غير سارة في انتظار المرأة، وجعلتها تتذكر قوله عز من قائل" لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" حين اكتشفت أن الخادمة كانت تتخاطب عبر " الشات" مع شاب من المصنفين في خانة " حمقى الله" ، وتبته لواعج حبها ومدى تعلقها به واستعدادها لأمتطاء الصعاب كي تكون بقربه.
خطورة الأمر تجلت في الرسائل النصية للشاب من الجهة الأخرى، والذي كان يتباهى أمام الفتاة بكونه من" رجال الله" الذين من عليهم بالإهتداء للطريق القويم، وبأنه قد التحق بإخوانه" المجاهدين" الذين يقاتلون ضد نظام بشار الأسد الغاشم ضمن صفوف جنود دولة الإسلام بالعراق والشام( داعش) ، ويحتها على الإلتحاق به بالديار السورية ، مع إغراء تسهيل أمور رحلتها والتكفل بكل متطلباتها اعتمادا على مساعدة إخوان له، انتدبوا أنفسهم لهذا النوع من جليل الأعمال.
أسقط في يد ربة البيت، وأدركت فداحة الورطة التي رمتها بها الخادمة الشابة، التي كانت مثار إعجاب الجميع بالنظر لما كانت تظفيه على نفسها من مظاهر الإلتزام والتقوى، وتحرص على أن تدثر رأسها بحجاب لا يكاد يفارق هامتها.
أمام هذا الإكتشاف الصادم اصحاب البيت اعتماد حكمة أهل الكنانة" الباب اللي بجيك منو الريح، سدو واستريح" ومن تمة الإستغناء عن خدمات الخادمة، وإعادتها من حيث جاءت صوب منزلها الأسري بالدار البيضاء.