كشف مصطفى السعليتي دكتور علم النفس الإجتماعي بجامعة القاضي عياض بمراكش عن الدوافع الكامنة وراء فاجعة الصويرة التي أعطت صورة سلبية عن المجتمع المغربي، معربا عن أسفه حيال وفاة أمهات تركن وراءهن أطفالا يتامى عرضة لوضعية نفسية واجتماعية مؤلمة.
وأكد الدكتور السعليتي في اتصال هاتفي لـ"كشـ24" أن فاجعة الصويرة أبانت عن الوضعية التي يعيش فيها الفقراء بجميع مناطق المغرب، نافيا أن يكون الفقر هو العامل الوحيد الذي يؤدي إلى هاته الكوارث والمصائب ولكنه عامل أساسي، لأنه لولا الفقر لما ذهب الناس ليتدافعوا وليغامروا هاته المغامرة التي يمكن أن تكلفهم حياتهم.
وتابع ذات المتحدث، بأن هناك عوامل أخرى تنضاف إلى الفقر يمكن أن نفسر بها ما حدث، وأولها غياب التنظيم الذي يتحمل فيه المسؤولون عن هاته الاعانات المسؤولية الكبيرة، لأنهم يعرفون أن الانسان في وضعية فقر وبدون وعي ثقافي لا يمكنه القيام بسلوك حضاري يخول له الحصول على ما يريد.
وأضاف السعليتي، أن المناطق التي يغيب فيها الوعي والتمدرس وتتفشى فيها الأمية والجهل، يقتضي من المسؤولين أن ينظموا جيدا الكيفية التي يمكن أن توزع بها مثل هذه الاعانات، وذلك بحضور القوة الأمنية.
وأبرز الدكتور السعليتي، أنه عندما تترك الحرية للناس ليتصرفوا كما يشاؤون، فإننا هنا نواجه سيكولوجية الجماهير التي يغيب فيها الوعي، بحيث ان الانسان في هذه الحالة النفسية، يسيطر عليه منطق الرغبة والانانية دون ان يفكر في العواقب المترتبة عن ذلك.
وأكد السعليتي، أن ثقافة التدافع من اجل الحصول على الشيء لا زالت مهيمنة على العقليات المغربية، معبرا عن أن أسفه من هيمنة هذه الثقافة، ومطالبا في نفس الوقت بمقاربة أمنية وبتطبيق قانون يحمي هذا المواطن الضعيف الذي يعاني من هذا الفقر.
وختم الدكتور السعليتي بالقول، أن ما وقع هو درس كبير للمسؤولين في المستقبل، لأن حل المشاكل الاجتماعية لا يكون فقط بتوزيع المساعدات الموسمية على الفقراء، وإنما يجب إعادة النظر في الفوارق الاجتماعية الخطيرة جدا التي تدفع الانسان إلى المخاطرة بحياته من أجل الحصول على الدقيق وحاجياته البسيطة التي كان من المفروض أن نتجاوزها منذ زمن طويل.