الكوكب المراكشي في انتظار "غودو"
خلق تأخر الإعلان عن رئيس يقود فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، حالة من الاستياء في أوساط الجمهور المراكشي، بعد رفض فؤاد الورزازي، رئيس الفريق المنتهية ولايته، العودة لدفة القيادة لأسباب تدبيرية بالرغم من حالات الضغط التي عاشها من طرف مسيرين ومسؤولين بالمدينة الحمراء، بوضع ترشيحه لرئاسة الفريق وعقد جمع عام استثنائي يروم تجاوز حالة الفراغ الإداري.
أحد مسؤولي الفريق المراكشي أكد لـ " المنتخب" أن المكتب المديري منح الورزازي فرصة أخيرة سوف تنقضي بنهاية الأسبوع الجاري، و أن الخلف لن يخرج عن زملائه بالمكتب المسير،في الوقت الذي يترقب عقد جمع عام استثنائي ليفعل إطار القانوني 30/09 ،مما يسهل مهمته في تعيين رئيس للفرع دون الرجوع للمنخرطين.
وأضاف المصدر نفسه من جهة ثانية أن المكتب المديري للكوكب المراكشي سيسند مهمة تسيير فرع كرة القدم إلى أحد خبراء الحسابات المقربين من الورزازي في حالة استمرار ممانعة الرئيس السابق الذي ستولى مهمته كنائب أول للرئيس الجديد.
الجمع العام للكوكب المراكشي.. حالة الاستثناء
تعود المراكشيون على حبك، سيناريوهات الجموع العامة الأمر الذي أصبح يبدو منفّرا ورتيبا وروتينيا وعصيا على "الهضم" ومسكونا باللامعنى ،فالفراغ الإداري للفريق المراكشي ليس استثناءا وإنما تحوّل إلى عادة بئيسة في جبين الفريق،بعد أن نأت فعاليات المدينة بنفسها عن التدبير بسبب وجود منخرطين اشباحا وأعضاء لايقدمون ولايؤخرون بداخل دواليب الفريق.
واذا كانت مصادر المنتخب قالت إن الممانعة التي أبداها الورزازي ليست جدية ، وأن الرجل سيواصل مهامه على رأس الفريق ولن يغادر كرسي الرئاسة،فإن اللقاءات التي عقدتها سلطات المدينة الحمراء والضغط الذي عاشه الرئيس المنتهية ولايته من طرف بعض أعضاء المكتب المسير السابق،يكشف عن وجود أزمة القيادة بالفريق بالرغم من أن الماسكين بتلابيبه لم يقدموا ترشيحه حيث يكتفون بتدبيره عن طريق "الريموت كونترول".
ويتساءل الجمهور الكوكبي عن البرنامج الذي قد يشكل استمرارية لبرنامج المكتب السابق أو إلى القطيعة معه،إذ يلزم تحديد استراتيجية عمل وخارطة طريق وأهداف واضحة ومعلنة وآليات تستهدف تعزيز الموارد المالية للفريق،الذي سيقبل على رهانات وطنية وقارية تتطلب تعبئة للطاقات والجهود.
المؤيدون لعودة الورزازي،يربطون عودته بضرورة التخلص من"عضوين نافذين" بمكتبه بيد أن ضرورة الظرفية الراهنة تقتضي رفض قرار التخلي من طرفه،بداعي أنهم يتطلع الى العمل على أجرأة وإكمال مشروع الفريق،إلا أن مقاطعة الجماهير وبخاصة "ألترا كريزي بويز" للمباريات الأخيرة للفريق وتسجيل مبلغ 77 مليون سنتيم كمداخيل للمباريات بدل 200 مليون التي كانت متوقعة،دوافع جعلت الورزازي يرفض الدعوة التي وجهت له للاستمرار لولاية أخرى على رأس الكوكب.
واقع حال الكوكب: كثير من الدهاء.. قليل من النضج
لم تنته مهلة وضع الترشيحات داخل الكوكب المراكشي،ولم يعلن بعد أي مرشح رسميا تقدمه لشغل رئاسة الفريق،كما لم يصدر أي بلاغ رسمي في الموضوع عدا رفض الورزازي العودة ،وفي هذه الحالة فيمكن أن يقوم بتحديد جمع عام استثنائي،على ضوئه يمكن اختيار رئيس للفريق من بين المنخرطين دون اللجوء لتشكيل لجنة مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر،قبل البحث عن رئيس آخر ستواجهه اكراهات من قبيل غياب السيولة المالية في ظل شح موارد الفريق المادية وهيكلته واختيار أعضاء المكتب المسير بناء على الكفاءة وليس مجرد أعضاء صوريين.
والظاهر أن الكوكب المراكشي يدفع ثمن صراعات خفية بين أعضاء داخل مكتبه وجهات أخرى خبرت دواليب التسيير الرياضي،حيث ظل بعض الأعضاء داخل الفريق ومتحكمين فيه ويختارون الرؤساء ويقترحون اللاعبين ويبرمون الصفقات،ذلك أن الأمر حصل مع رشيد بنرامي الذي غادر وبعده كؤريم أبو عبيد الذي لم يقض غير دورات معدودة.
يجب اليوم تغليب مصلحة الفريق على الحسابات الضيقة،حيث ان الجمهور المراكشي يعي ما يحصل داخل البيت الكوكبي بعد أن تعوّد على أن الفراغ الإداري بالفريق يرجع لوجود بعض الأعضاء النافذين بمكتب الفريق،يختفون خلال الأزمات ويظهرون خلال مراحل التألق،إذ يجب إحداث قطيعة مع ممارسات من هذا القبيل قبيل انطلاق الموسم الكروي الجاري إذا ما استطاع "مدبرو الأزمة" العمل لمصلحة تاريخ الكوكب والمدينة الحمراء.