إن السوق العشوائي الذي تناسل بحي عر صة الملاك الواقع بالمدينة القديمةبمراكش,لهو نقطة سوداء في خريطة المدينة لماجلب من ظواهرقبيحة لهذاالحي.
ففي استقراء لأراء ساكنة الحي أصبح التذمر هو سيد الموقف، فقد تقاسم الباعة القرديين كل شبر من الشارع، مانعين كل حركة للدخول إليه أو الخروج منه، بل أكثر من ذالك فقد أصبحوا يعرقلون حركة السكان الذين بدأوا يجدون صعوبة كبيرة في ممارسة حياتهم اليومية.
فأبواب البيوت غدت مقفلة لكثرة الباعة بل أمسى من الصعوبة بما كان الولوج الى الدروب والأزقة بفعل أصحاب الدكاكين الذين احتلوا مساحات من الشارع العام، دافعين بأسرة حديدية الى خارج محلاتهم مغلقين كل ممر حيث استغل بعض الساكنة هذه الظاهرة وجعلوا الطابق السفلي من بيوتهم محلات عشوائية، فتحت أبوابها في ظلمة الليل بل منهم من حول الطابق السفلي إلى مقهى وأضاف طابقا رابعا خلال الصيف الماضي وهناك من فتح بيته لإيواء الباعة و حتى المطلوبين للعدالة.
حي عرصة الملاك حي سكني وفق ما تنص عليه وثائق التعمير، لكن الباعة الجائلين استغلوا الفوضى وصمت المسؤولين لاحتلال معظم الحي بل لاحتلال حتى الجدران والأبواب مانعين حرية التنقل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، هؤلاء الباعة لا يؤدون ضرائبا للدولة، ولا يستفيد منهم الحي في شئ سوى الفوضى والثلوث بل تتطور الى السب والقذف، وإ ضافة مساحات إلى الدكاكين التي فتحت عشوائيا.
عرصة الملاك بكل اختصار فوضى كبيرة في عمق المدينة العتيقة، تبيض ذهبا للمتطفلين عليها بينما تجلب صداع الرأس لساكنتها.