مجتمع

حملة “ماشي عزية”.. سمراوات مغربيات يحاربن الأوصاف العنصرية


كشـ24 نشر في: 16 فبراير 2021

"لا يمكنني وصف الإحساس الذي كان ينتابني كلما نعتني أحدهم باسم "عزية"(صاحبة البشرة الداكنة) في مرحلة مراهقتي، وكيف كان ذلك يحزنني ويشعرني بإحباط كبير ويدفعني للاعتقاد أنني أقل جمالا عن باقي الفتيات الآخريات" تتحدث زهراء مرزوكي، عن الضرر النفسي الذي يلحقها بسبب نظرة البعض إليها.وتضيف زهراء (37 سنة): " ليس الأهم لون البشرة أو العينين ولا قوام الجسم بل أن تستطيع فرض احترامك وذاتك وسط شرائح المجتمع المختلفة، وهو ما لا يستوعبه بعد كل من يصف شخصا يختلف عنه بأوصاف تحط من كرامته "."عزية" "كحلوشة" "لويين" ألقاب من بين أخرى تنعت بها ذوات البشرة الداكنة في المغرب، وهي نعوت يعتبرها البعض تنطوي على تمثلات عنصرية تكرس صور نمطية تربط جمال المرأة بلون بشرتها.ولمحاربة هذه الصور النمطية ووضع حد لمثل هذه التوصيفات "العنصرية" التي تستعمل بشكل يومي من قبل البعض في الشارع، أسست فتيات مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقنا عليها اسم "ماشي عزية"، تنشر صور وفيدوهات لفتيات من ذوات البشرة السمراء لمناهضة العنصرية.وتشارك المجموعة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي محتويات مختلفة من ضمنها صور نساء بلباس القفطان المغربي الذي يمثل حسبهم "المرأة المغربية الحرة بغض النظر عن اختلاف شكلها أو لونها، وهو يشكل رمزا من رموز التراث المغربي الأصيل".ولدت هذه المبادرة من رحم تجارب شخصية تعيشها الفتيات ذوات البشرة الداكنة في الشارع، ونظرات البعض إليهن مع ما يصاحب ذلك من تعابير تستعمل في الحياة اليومية من قبيل "سمراء ولكنها جميلة" أو "لا بأس بها رغم أنها سمراء" وفق هدى فونو، مؤسسة مجوعة "ماشي عزية" على مواقع التواصل الاجتماعي.المبادرة لا تهدف فقط إلى التصدي لبعض أشكال العنصرية، توضح فونو ، بل أيضا إلى مساندة الفتيات "السمراوات" في المغرب ودعمهن عبر مواقع التوصل الاجتماعي، في ظل غياب "مؤتراث سمراوات" يتطرقن إلى مواضيع الجمال ويحاولن تكسير الصور النمطية والمعايير التي يبنى على أساسها تقيم جمال المرأة.مناهضة العنصرية بالفنتشدد فونو على أن "الجمال هو شيء نسبي ولا يخضع لمعيار معين، لذلك نحاول داخل المجموعة مشاركة منشورات تبرز جمال المرأة السمراء في كل صورها وباختلاف لباسها تقليديا كان أو عصريا ".وتؤكد فونو على أهمية مشاركة تلك الصور بالنسبة للمرأة السمراء التي غالبا ما تلجأ للإختباء وراء أشكال معينة من اللباس بألوان داكنة تفاديا للفت الإنتباه".تشير الشابة إلى أن "العنصرية لا تنحصر فقط في الشارع بل وجدت لها مكان أيضا داخل صفحات مواقع التواصل الاجتماعية من خلال تعاليق ورسائل أتلقاها بها على الخاص من أشخاص لا يعترفون بوجود العنصرية داخل المجتمع ويرفضون مبادرات من هذا القبيل".وإذا كانت المبادارت السابقة تناقش موضوع العنصرية من زواياه المختلفة، فإن مبادرة "ماشي عزية" تسعى حسب مؤسستها هدى فونو لتكسير الصورة النمطية عن الجمال بالاعتماد على الفن من خلال الصورة والفيديو والموضة وأساليب فنية وتعبيرية متنوعة.التوعيةيتطلب القضاء على الصور النمطية المرتبطة بالمرأة السمراء حسب فونو المرور عبر مراحل على رأسها التحسيس والتوعية بضرورة تجاوز العبارات "العنصرية" الموجهة إلى الفتيات والتي تخلف أثر نفسي عليهن خاصة المراهقات منهن.وتتابع مؤسسة مجموعة "ماشي عزية": "هناك من لا يدرج تلك النعوت ضمن خانة العنصرية فيما يعتبرها آخرون عنصرية عفوية، وهو ما يؤكد غياب الوعي بوقع هذه العبارات العنصرية على فئة واسعة من المجتمع ".وتضيف المتحدثة: "العنصرية هي تراكمات عبر التاريخ حيث كانت تطلق على أصحاب البشرة الداكنة مسميات من قبيل "العبد" أو "الخادم"، وهي صور نمطية يجب كسرها كونها لا تعكس المؤهلات والمكانة الحقيقة التي يحظى بها اليوم مواطنون يشكلون جزء من المجتمع المغربي وفي جميع أنحاء العالم".وانطلاقا من تجربتها الشخصية تقول هدى أنها "شاهدت أطفال يسألون آبائهم وأمهاتهم، عن سبب وجود أشخاص ببشرة بيضاء وأخرى سوداء، وغالبا ما يعجز الوالدين عن شرح الأسباب وراء ذلك بشكل علمي ومبسط، وهو ما يوضح قلة الوعي وغياب التحسيس داخل المجتمع بهذا الموضوع ".ومن هنا يبرز حسب فونو أهمية الوعي داخل الأسرة، التي يمكنها أن تلعب دورا هاما في التصدي للعنصرية عبر تجنيب أبنائها إصدار أحكام قيمية أو ربط الجمال بمعايير مبنية على خلفية عنصرية.

المصدر: سكاي نيوز

"لا يمكنني وصف الإحساس الذي كان ينتابني كلما نعتني أحدهم باسم "عزية"(صاحبة البشرة الداكنة) في مرحلة مراهقتي، وكيف كان ذلك يحزنني ويشعرني بإحباط كبير ويدفعني للاعتقاد أنني أقل جمالا عن باقي الفتيات الآخريات" تتحدث زهراء مرزوكي، عن الضرر النفسي الذي يلحقها بسبب نظرة البعض إليها.وتضيف زهراء (37 سنة): " ليس الأهم لون البشرة أو العينين ولا قوام الجسم بل أن تستطيع فرض احترامك وذاتك وسط شرائح المجتمع المختلفة، وهو ما لا يستوعبه بعد كل من يصف شخصا يختلف عنه بأوصاف تحط من كرامته "."عزية" "كحلوشة" "لويين" ألقاب من بين أخرى تنعت بها ذوات البشرة الداكنة في المغرب، وهي نعوت يعتبرها البعض تنطوي على تمثلات عنصرية تكرس صور نمطية تربط جمال المرأة بلون بشرتها.ولمحاربة هذه الصور النمطية ووضع حد لمثل هذه التوصيفات "العنصرية" التي تستعمل بشكل يومي من قبل البعض في الشارع، أسست فتيات مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقنا عليها اسم "ماشي عزية"، تنشر صور وفيدوهات لفتيات من ذوات البشرة السمراء لمناهضة العنصرية.وتشارك المجموعة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي محتويات مختلفة من ضمنها صور نساء بلباس القفطان المغربي الذي يمثل حسبهم "المرأة المغربية الحرة بغض النظر عن اختلاف شكلها أو لونها، وهو يشكل رمزا من رموز التراث المغربي الأصيل".ولدت هذه المبادرة من رحم تجارب شخصية تعيشها الفتيات ذوات البشرة الداكنة في الشارع، ونظرات البعض إليهن مع ما يصاحب ذلك من تعابير تستعمل في الحياة اليومية من قبيل "سمراء ولكنها جميلة" أو "لا بأس بها رغم أنها سمراء" وفق هدى فونو، مؤسسة مجوعة "ماشي عزية" على مواقع التواصل الاجتماعي.المبادرة لا تهدف فقط إلى التصدي لبعض أشكال العنصرية، توضح فونو ، بل أيضا إلى مساندة الفتيات "السمراوات" في المغرب ودعمهن عبر مواقع التوصل الاجتماعي، في ظل غياب "مؤتراث سمراوات" يتطرقن إلى مواضيع الجمال ويحاولن تكسير الصور النمطية والمعايير التي يبنى على أساسها تقيم جمال المرأة.مناهضة العنصرية بالفنتشدد فونو على أن "الجمال هو شيء نسبي ولا يخضع لمعيار معين، لذلك نحاول داخل المجموعة مشاركة منشورات تبرز جمال المرأة السمراء في كل صورها وباختلاف لباسها تقليديا كان أو عصريا ".وتؤكد فونو على أهمية مشاركة تلك الصور بالنسبة للمرأة السمراء التي غالبا ما تلجأ للإختباء وراء أشكال معينة من اللباس بألوان داكنة تفاديا للفت الإنتباه".تشير الشابة إلى أن "العنصرية لا تنحصر فقط في الشارع بل وجدت لها مكان أيضا داخل صفحات مواقع التواصل الاجتماعية من خلال تعاليق ورسائل أتلقاها بها على الخاص من أشخاص لا يعترفون بوجود العنصرية داخل المجتمع ويرفضون مبادرات من هذا القبيل".وإذا كانت المبادارت السابقة تناقش موضوع العنصرية من زواياه المختلفة، فإن مبادرة "ماشي عزية" تسعى حسب مؤسستها هدى فونو لتكسير الصورة النمطية عن الجمال بالاعتماد على الفن من خلال الصورة والفيديو والموضة وأساليب فنية وتعبيرية متنوعة.التوعيةيتطلب القضاء على الصور النمطية المرتبطة بالمرأة السمراء حسب فونو المرور عبر مراحل على رأسها التحسيس والتوعية بضرورة تجاوز العبارات "العنصرية" الموجهة إلى الفتيات والتي تخلف أثر نفسي عليهن خاصة المراهقات منهن.وتتابع مؤسسة مجموعة "ماشي عزية": "هناك من لا يدرج تلك النعوت ضمن خانة العنصرية فيما يعتبرها آخرون عنصرية عفوية، وهو ما يؤكد غياب الوعي بوقع هذه العبارات العنصرية على فئة واسعة من المجتمع ".وتضيف المتحدثة: "العنصرية هي تراكمات عبر التاريخ حيث كانت تطلق على أصحاب البشرة الداكنة مسميات من قبيل "العبد" أو "الخادم"، وهي صور نمطية يجب كسرها كونها لا تعكس المؤهلات والمكانة الحقيقة التي يحظى بها اليوم مواطنون يشكلون جزء من المجتمع المغربي وفي جميع أنحاء العالم".وانطلاقا من تجربتها الشخصية تقول هدى أنها "شاهدت أطفال يسألون آبائهم وأمهاتهم، عن سبب وجود أشخاص ببشرة بيضاء وأخرى سوداء، وغالبا ما يعجز الوالدين عن شرح الأسباب وراء ذلك بشكل علمي ومبسط، وهو ما يوضح قلة الوعي وغياب التحسيس داخل المجتمع بهذا الموضوع ".ومن هنا يبرز حسب فونو أهمية الوعي داخل الأسرة، التي يمكنها أن تلعب دورا هاما في التصدي للعنصرية عبر تجنيب أبنائها إصدار أحكام قيمية أو ربط الجمال بمعايير مبنية على خلفية عنصرية.

المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
وكالة المياه والغابات تحذر من ارتفاع خطر اندلاع حرائق بعدة أقاليم
أصدرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات نشرة إنذارية تحذر فيها من ارتفاع مخاطر اندلاع حرائق الغابات ابتداءً من يوم 27 يونيو إلى غاية 4 يوليوز 2025، وذلك بناءً على معطيات مناخية وبيئية دقيقة. وحسب البلاغ، فقد تم تحديد درجات الخطورة في عدد من الأقاليم، حيث تصنف بعض المناطق مثل تازة، شفشاون، تاونات، والحسيمة ضمن المناطق ذات الخطورة القصوى، بينما تشمل مناطق أخرى مثل إفران وخنيفرة خطورة مرتفعة جدًا، في حين تسجل خطورة مرتفعة في أقاليم كالقنيطرة والخميسات. ودعت الوكالة المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، وتفادي أي نشاط قد يؤدي إلى اشتعال النيران، مشددة على ضرورة إبلاغ السلطات المحلية فور ملاحظة أي دخان أو سلوك مشبوه.
مجتمع

حجز أكثر من 10 آلاف قرص مخدر وتوقيف شخصين بشبهة الترويج
تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن وجدة بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء أمس الخميس، من حجز 10 آلاف و820 قرصا طبيا مخدرا وتوقيف شخصين يشتبه في ارتباطهما بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية. وقد جرى توقيف المشتبه فيهما بمدخل مدينة وجدة، مباشرة بعد وصولهما على متن سيارة كانت قادمة من إحدى مدن شمال المملكة، حيث أسفرت عملية الضبط والتفتيش عن العثور بحوزتهما على 10 آلاف و820 قرصا طبيا مخدرا من أنواع مختلفة، علاوة على كيلوغرامين و798 غراما من مخدر الشيرا، ومبلغ مالي يشتبه في كونه من متحصلات هذا النشاط الإجرامي. وقد تم إخضاع المشتبه فيهما للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا توقيف باقي المشاركين والمساهمين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
مجتمع

الدرك الملكي ينظم الدورة الأولى لتكوين “المحققين الوطنيين للأمم المتحدة”
نظمت مؤسسة الدرك الملكي الدورة الأولى لتكوين "المحققين الوطنيين للأمم المتحدة"، وذلك خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 26 يونيو 2025، بمدرسة اللغات للقوات المسلحة الملكية بسلا. ويندرج تنظيم هذه الدورة في إطار تفعيل مركز التميز لعمليات حفظ السلام للقوات المسلحة الملكية ولاسيما فيما يتعلق بالتكوينات العسكرية الأممية وتلك المنضوية تحت لواء شرطة الأمم المتحدة. وشملت الدورة عدة وحدات تدريبية صممت بيداغوجيا استنادا للمقاربة المعتمدة على الكفاءات المهنية المرتبطة بالتحقيقات وعلى وجه خاص التحقيقات المتعلقة بقضايا العنف والاستغلال الجنسي. وتمحورت حصص هذه الدورة أساسا حول اكتساب الكفاءات والمهارات المتعلقة بتعريف الإطار القانوني والتنظيمي للأمم المتحدة ولاسيما في المجالات المرتبطة بالتحقيقات، والإلمام بالمعايير الأممية في مجال إدارة التحقيقات، خاصة تلك المتعلقة بحالات العنف والاستغلال الجنسي، وآليات التبليغ، وجمع الأدلة وحماية الشهود إضافة إلى مقاربة التحقيق في بيئات متعددة الجنسيات. وخلال الأسبوع الثاني عرفت هذه الدورة تنظيم تمرين محاكاة حول حالات واقعية وأساليب التحقيق المعترف بها في منظومة الأمم المتحدة.
مجتمع

5 سنوات سجنا لمغربي عمل مترجما لـ “داعش” بإيطاليا
قالت تقارير إعلامية بإيطاليا، أن نائب المدعي العام بمحكمة تورينو طالب بالسجن خمس سنوات على مواطن إيطالي من أصل مغربي بسبب الارتباط بتنظيم داعش الإرهابي. وحسب المصادر ذاتها، قام المعني بالأمر (30 عاما) بالترويج للفكر المتطرف، كما اعتدى بالضرب على إمام لأنه لم يحرض على الجهاد ضد إسرائيل. وأضافت المواقع الإيطالية، أن المتهم كتب أول بيان لتنظيم الدولة الإسلامية باللغة الإيطالية. واعترف لأصدقائه ومعارفه بانتمائه إلى داعش. ويعتبر المحققون أن الشاب هو مؤلف رسالة جهادية، والتي تعتبر "أول وثيقةٍ مكتوبةٍ باللغة الإيطالية للدعاية للفكر الإسلامي المتطرف الذي يتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي ". وقد اعتقله عملاء ديغوس (وحدة مكافحة الإرهاب) في ماي من العام الماضي. كما سبق توقيفه بتهمٍ مماثلة عامي 2015 و2017، بسبب حيازته كتيبات إرشادية حول كيفية استخدام الأسلحة البيضاء أو تحضير شاحنة مفخخة. وأُطلق سراحه عام 2023، ويُزعم أنه عاد للترويج للإرهاب عبر منصات التواصل الاجتماعي (عبر فيسبوك والمحادثات الخاصة)، كما تواصل مع مواطنين إيطاليين راغبين في تبني أفكاره، بينما كان يعيش متشردًا وينام في حديقة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 27 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة