برشيد/ نورالدين حيمودتشهد منطقة حد السوالم، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لعمالة إقليم برشيد، منذ سنوات طوال تنامي ظاهرة استعمال العربات المجرورة بالخيول والدواب، حيث تستعملها العديد من الفئات الهشة و الفقيرة، كوسيلة لكسب القوت اليومي وتحقيق لقمة العيش، فيما تستعملها فئة أخرى وسيلة استثمار، حيث يتم كراؤها للقاصرين والجانحين عن القانون، بأثمنة تتراوح مابين 50 و 130 درهم لليوم الواحد، وفق مصادر كشـ24.وقال مواطنون التقتهم "كشـ24"، إن هذا النوع من العربات يتسبب في مجموعة من المخاطر، قد تصل أحيانا إلى حدوث حوادث سير مميتة، في ظل غياب وسائل نقل كسيارات الأجرة من النوع الصغير أو حافلات للنقل العمومي، كما أنه ونظرا للظروف الاجتماعية والاقتصادية للعديد من الأسر بمدينة حد السوالم والمناطق الواقعة عليها، يبقى الإقبال على العربات المجرورة بالخيول أمر عادي، ولا ملجأ لهم سواه في ظل غياب البديل، وكان وسيظل في تزايد مستمر، الأمر الذي ساهم و سيساهم وبشكل واسع، في انتشار ظاهرة العربات المجرورة بالخيول بالسوالم و الضواحي.وفي هذا الإطار وفق المعلومات التي تتوفر عليها الجريدة، فقد شنت المصالح الدركية والسلطات المحلية حملة واسعة ضد هذه العربات، حيث تم حجز ما يناهز 50 عربة مجرورة بواسطة الخيول، تم إيداعها بالمحجز البلدي، وهي الحملة التي خلفت ردود أفعال متباينة، كان رد رئيس المركز الترابي لدرك حد السوالم و باشا المدينة في شأنها صارما، ألا وهو محاربة العربات المجرورة بواسطة الخيول بدون سند قانوني، حيث لم تثمر التدخلات السابقة، ولم تجد تحركاتهم و لا نداءاتهم آدانا صاغية، من قبل بلطجية متحكمة في العربات المجرورة بواسطة الخيول.ووفق مصدر مطلع، فإن إجتماعا موسعا، جرت أطوار أشغاله مؤخرا قبيل ثلاثة أشهر تقريبا، حضره كل من قائد الدرك الملكي حد السوالم، وئيس المجلس البلدي وممثل السلطة المحلية في شخص باشا المدينة، و قائد المقاطعة الحضرية الأولى والثانية، تدارسوا خلاله الوضع المقلق، الذي باتت تتسبب فيه يوميا المئات من العربات المجرورة بالدواب، بتراب الجماعة الحضرية حد السوالم، والتي تسببت مؤخرا في أكثر من حادثة سير، أصيب على إثرها العشرات بإصابات متفاوتة الخطورة، ناهيك عن إلحاق أضرار مادية بالممتلكات العمومية والخاصة، بحيث تكفي الاشارة لمجموعة من حوادث السير التي يتعرض لها أسطول النقل المدرسي العمومي، على حد تعبير رئيس جمعية التضامن الخلايف للأعمال الاجتماعية والتربوية والثقافية والبيئية، وهي حوادث مرورية خطيرة، و التي كادت تكون عواقبها كارثية، إثر اصطدام عربة مجرورة بحافلة للنقل المدرسي العمومي، كان على مثنها ما يقارب 100 تلميذ و تلميذة، وذلك على مستوى طريق الحي الصناعي.وبالموازاة مع كل هذه المعطيات ومعالجتها، وإصدار القرارات بشأن إتلاف العربات المحجوزة، من قبل لجن المراقبة المختلطة، وتفعيلها وإخراج بنودها إلى حيز الوجود، و من خلال مجموعة من الشهادات التي استقيناها من شرائح مختلفة، وإن اختلفت في تفسيراتها، فهي في الواقع تتشابه، تحكي معاناة شريحة عريضة من فقراء أو مهمشي المدينة، لكنهم و كغيرهم يحلمون بمدينة تأويهم، يرفضون أن تظل مدينة حد السوالم تغرق في ظاهرة انتشار العربات المجرورة بالخيول بامتياز، بل يتوقون إلى فضاء أجمل يكبر فيه أطفالهم، بعيدا كل البعد عن ما يلامسونه يوميا من عربات مجرورة بالخيول، تتقاسم معهم الأكل والنوم أحيانا، وفي انتظار أن تتحقق أحلامهم لازالوا يثقون فيما ستسفر عنه تحركات مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية والمجلس الجماعي المنتخب والمجتمع المدني، في مواجهة الظاهرة قصد تحقيق الاهداف والنتائج المطلوبة.