ثقافة-وفن

احمد القاطي من الشعر إلى القصة الدواعي والمآلات


كشـ24 نشر في: 23 مارس 2024

عزيز باكوش

أليس حدثا نوعيا أن يصدر شاعر مجيد مجموعة قصصية؟ نتساءل رفقة رائد القصة القصيرة في المغرب ومهندسها الأستاذ د أحمد بوزفور. كان ذلك على هامش إصدار الشاعر المغربي أحمد القاطي "حكايات عجيبة" هي المجموعة القصصية الأولى للشاعر وتضم بين دفتيها تشتمل 11 حكاية من صنف عجائبي منثورة على 109 من الصفحات الأنيقة من الحجم المتوسط.

الإصدار المومأ إليه جاء بعد ثلاث مجموعات شعرية موسومة ب " جنون الليالي الجريحة" 1995 ."سلسبيل" 1998 . ديوان الرمل 2000. 2007 متعدد لوجه واحد- لكن العام 2015 ستشكل منعطفا نوعيا في تجربته في الإبداع والأدب . سينعطف الشاعر قاصا مجيدا ،وينجز مجموعة قصصية موسومة ب" "تحولات " لينزو الشاعر والأديب أحمد القاطي بعد ذلك بعيدا عن الأنظار ،بمنآى عن أوجاع النشر والتأليف لأسباب وحده من سيكشف عن تفاصيلها على صفحته الرسمية بمنصة الفايسبوك.

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة - المغرب - أستاذ للتعليم الإعدادي سابقا متقاعد حاليا ، منتسب إلى اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان وتقاطعاتهما في بناء الذات في كل الأحداث تقريباً.

والقصص العجيبة في المجموعة هي: المسحوق الذهبي - الحمل العجيب - ضمير صالح- مجرى الماء – بكيطة - سيدي أحمد بن أحمد- الصداق - التابعة وحمار الليل -اللغز المحير- عام 1945 - في المستبطآت - شهادة. وعلى الرغم من مرارة الواقع،وتفاهة إسناداته ، وسخف المعتقد أحيانا ، ومن خيبات الحياة كما عاشها ،وانكساراتها المتلاحقة، فإن ثمة إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة، ويصر القاطي على "إبلاغ الكاذب الى باب الدار " كما يقول المثل. هذه رؤية (الأستاذ أحمد القاطي ) التي أراد أن يقدمها لنا عبر مجموعته القصصية (حكايات عجيبة ) وكأن العنوان يدل على هذه الرؤية فدلالة (العجب ) تؤكد على هذه الإضاءات، لذلك جاءت حصيلة تجربة الشاعر والإنسان أحمد القاطي في الشعر والحب والحياة والوطن.

حينما كتب رائد القصة الحديثة بالمغرب الأديب أحمد بوزفور عن التجربة ، قال دونما مواربة " هو حدث يستحق الالتفات ، ويستحق التنويه والإعجاب لمجرد حدوثه ، بغض النظر عن كيفية الحدوث.وإذا كان الهدف من التقديم " ليس التنويه والإعجاب فقط ،براي بوزفور، بل هو أيضا محاولة التعرف على طبيعة" القصصية " في هذه المجموعة ، وكيفية اشتغالها وأثرها النوعي على المتلقي... فان العجيب في حكايات عجيبة كما يراها "و كما بدت له هو " عالم الجن الذي يكون فضاءات اغلب القصص ، لكن هذا الجن ليس مخيفا الى حد تجميد الحكاية ولا خطيرا الى حد تفجيرها ، انه جن حكائي طريف ، " يعجبن" حياة الإنسان، ويعطيها سرا، أي معنى خفيا كامنا وراء سطحها اليومي الرتيب".

وتتخلل هذه القصص العجيبة قصص واقعية صارخة الحدة" ضمير صالح" "في المستبطآت" حتى لقد تتجاوز في واقعيتها الحد فتنقلب إلى الضد وتصبح هي بدورها قصصا عجيبة وأي عجب أعجب من أن يهمل المرضى في المستعجلات ،وأن يمارس "النقل" المعلمون المربون . وإذا فسد الملح كما يقول المسيح فبماذا نملح؟؟ وإذا اتسخ الصابون فبماذا نصبن؟؟؟ تلك كانت بعض الآثار التي خلفتها قراءة هذه المجموعة القصصية الجميلة في نفس قاص متميز .

والمتعة في مثل هذه الأبنية يقول احمد بوزفور"هي متعة الحكي لا متعة الشكل،ومتعة الكل لا متعة الجزء، ومتعة الاستقبال لا متعة البحث. وبذلك يصبح "المتلقي في هذه الأبنية ضيفا له فقط كما للضيف زبدة الشيء لا صنعته، والإقامة العابرة لا المكث او التردد او سبر الأغوار".

على أن ما يستوقف كل قارئ في هذه المجموعة لغتها، إذ يتوقع للوهلة الأولى " أن تكون لغة الشاعر لغة شاعرية، فإذا به يجدها لغة سرد شديدة السردية .وقد قدم القاص أحمد بوزفور لها قائلا" فهي لغة بسيطة متخففة من المجازات، قاصدة مستوية كالطريق ذات الاتجاه الواحد، لا يتعثر فيها السارد، ولا يتعرض فيها القارئ لأخطار سوء الفهم أو عسره أو قصوره..كان الشاعر استبعد عامدا لغته السامية وهو ينزل إلى حضيض السرد أو كأنها استراحة الشاعر أو كان الشعر انتقل هنا من الدال إلى المدلول ومن العبارة العجيبة إلى المحكي العجيب. وأيا كان الأمر، فإن هذه اللغة ببساطتها واستوائها تنسجم مع نوعية الحكاية العجيبة موضوعا وبناء وخصوصية متعة". أحمد بوزفور.

تعرف الدكتور جمال بوطيب على نصوص المبدع احمد القاطي الشعرية في منتصف التسعينيات ، فوجدها كما هو . و جاء في شهادة أعدها بهذا الخصوص " ووجدتها كما هي شاعر وقصيدة، "لا يشيان بغير ما فيهما. صفاء لغة ، واستقامة إيقاع ، وتأن في النشر، وحسن إصغاء إلى النصوص وكتابها ونقادها ، وصبر على إنتاجها، ومؤانسة ثابتها ومتغيرها، وبالصفاء نفسه والاستقامة عينها، وبالتأني ذاته ، والصبر هوهو، تلفي أحمد القاطي الإنسان المربي الشاعر".هي لحظة ولادة قصصية حدث ، نفذت من السوق في طبعتها الأولى قياسيا ، وهي جديرة بأن نتمنى لها التألق الذي تستحق .

في مجموعته القصصية "متعدد لوجه واحد " ،نقرأ في الإهداء" إلى الذي تمنى أن لا تكون مجموعتي القصصية الأولى –حكايات عجيبة- مقطوعة من شجرة الشعر ليس لها أخوات إلى العزيز أحمد بوزفور". القصص السبعة أهداها الشاعر القاص إلى صديقه وصديقنا جميعا الشاعر والأديب الدكتور جمال بوطيب المشرف على دار مقاربات الرائدة في الصناعات الثقافة بالمغرب والوطن العربي .

في مجموعته – متعدد لوجه واحد- يمتح الكاتب من فضاء عجائبي بامتياز، وبذلك أخلص القاطي الوفاء بعهده في تحقيق أدب ينماز بالدهشة ويحقق متعة ملفوفة باستراحة المعنى العميق الدال في بساطته. لذلك ، يجد القارئ الأسماء والأشخاص الشخوص والأشياء ، الأحداث والأعمار والأسوار والأماكن والانفعالات الفضاءات كلها متجاورة ، متساكنة منسجمة وهي ترسم للنفس دهشتها الأولى ، لغة ونسقا أسلوبا وحياة، وتخطط للذات ارتباكها الذي يليق بالمعنى ومبناه الغريب العجيب .لا تمتلك كقارئ – متعدد لوجه واحد- وأنت تستعرض دفء القصص السبعة : الرهان والوتد القاتل- ببغاء الفضاء- تحولات- مأساة إسماعيل- الضفدع والقلادة- طلاق بدون طعم- كلمة السر- فاطنة والرقاء –غرابة- إلا أن تستكين لدهشتك الروعى ، وتقتطف من رحيق ارتباكك نسغ الوجود والمعنى العابر في استقراره ، والثابت في تحولاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية . أليس الارتباك سيد المعنى، وصانع القرارات ، ومهندس الانفعال الذي يقود عالمنا –العربي- حتما إلى الاحتماء من رعب السلطة وأجلافها سرا إلى نور العجب والتمائم والرقيات وعوالم مسكونة بالرعب الذي ما بعده نور. عندما تقرأ" الرهان والوتد القاتل" تتلمس العفوية المدروسة ، كما لو إن خاتمة الحكاية انبثقت للتو ، من غير أن يتحكم مبدعها في حبكتها . والحقيقة إن القاص القاطي خطط بناء غرائبيا محكما ، بعد أن امتلك مفاتيح زمن ومكان الدهشة ورتب تكتيكا جيدا في شد أنفاس قرائه المفترضين عن سابق إصرار وترصد." ما رآه المهدي بأم عينيه كان كافيا تحت وطأة الخوف لدفعه إلى العدول عن إتمام العملية التي أتى من أجلها، حيث ولى هاربا بأقصى سرعة، ودون إبطاء. لكنه أثناء هربه زلت قدمه فسقط على الوتد- الذي كان يحمله في يده - السقطة التي لن يقف بعدها أبدا. ص13

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة المغربية . وهو أستاذ للتعليم الإعدادي متقاعد حاليا عضو اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان في كل الأحداث تقريباً. في قصته المدهشة –فاطنة والرقاء- نقرأ: قضى التازي مع أمه الليلة، وسمع من إخوته أشياء عجيبة. لقد قالوا له: بأنهم كثيرا ما كانوا يسمعون هدهدا، ويرون أشخاصا غرباء عن الدار لهم قوائم البقر. وأنهم كانوا يعيشون معهم في الدار ويأكلون مما يأكلون. بل في بعض الأحيان كانوا يقترضون منهم الحليب وأشياء أخر، وهذا كان لا يحدث سوى مع أمه. أمام الذي سمع ووقع لامه ، حملها التازي في يوم الغد ، وقصد بها مدينة تازة لتدبر أمرها وعدم تركها تحتضر بالتدريج..في تازة بعد حديثه مع العارفين والمجربين ، تم نصحه بالذهاب عند رقاء في تازة العليا للاستعانة به قصد تخليصها ممن " سكنوها".

من مجموعة القصصية " تحولات " نقتبس " بعد صمت خيم على المكان، والمعطي لا يدري أهو في حلم أم يقظة، تابعت السيدة كلامها ولكن هذه المرة بنبرة حادة، وصرامة جادة. - والآن أريدك أن تصغي إلي جيدا، وأتمنى أن تكون قد وعيت المقصود من كلامي السابق، وعرفت من أكون، لتترك عنك نزقك غير المقبول، وتجنب نفسك دواهي...

وخرج المعطي من منزله غير ملتفت إلى الوراء، ودون أن يتركها تتم کلامها استعاد وهو في طريقه إلى سيارته شريط كل الأحداث منذ أول لقاء، ففكر في هجر بيته وعدم العودة إليه لكنه عدل عن فكرته لعدم جدواها لما وصل إلى سيارته أراد أن يتأكد بنفسه مما قالته له حول أبواب السيارة المفتوحة فتح الباب الأمامية فانفتحت ألقى نظرة على ما بداخلها فوقع بصره على حبل ملقى فوق المقعد الأمامي. ظل ينظر إليه طويلا وهو لا يدري ما يفعل وأخيرًا اتخذ القرار، ونفذه في الحال غير بعيد عن الدار."

عزيز باكوش

أليس حدثا نوعيا أن يصدر شاعر مجيد مجموعة قصصية؟ نتساءل رفقة رائد القصة القصيرة في المغرب ومهندسها الأستاذ د أحمد بوزفور. كان ذلك على هامش إصدار الشاعر المغربي أحمد القاطي "حكايات عجيبة" هي المجموعة القصصية الأولى للشاعر وتضم بين دفتيها تشتمل 11 حكاية من صنف عجائبي منثورة على 109 من الصفحات الأنيقة من الحجم المتوسط.

الإصدار المومأ إليه جاء بعد ثلاث مجموعات شعرية موسومة ب " جنون الليالي الجريحة" 1995 ."سلسبيل" 1998 . ديوان الرمل 2000. 2007 متعدد لوجه واحد- لكن العام 2015 ستشكل منعطفا نوعيا في تجربته في الإبداع والأدب . سينعطف الشاعر قاصا مجيدا ،وينجز مجموعة قصصية موسومة ب" "تحولات " لينزو الشاعر والأديب أحمد القاطي بعد ذلك بعيدا عن الأنظار ،بمنآى عن أوجاع النشر والتأليف لأسباب وحده من سيكشف عن تفاصيلها على صفحته الرسمية بمنصة الفايسبوك.

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة - المغرب - أستاذ للتعليم الإعدادي سابقا متقاعد حاليا ، منتسب إلى اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان وتقاطعاتهما في بناء الذات في كل الأحداث تقريباً.

والقصص العجيبة في المجموعة هي: المسحوق الذهبي - الحمل العجيب - ضمير صالح- مجرى الماء – بكيطة - سيدي أحمد بن أحمد- الصداق - التابعة وحمار الليل -اللغز المحير- عام 1945 - في المستبطآت - شهادة. وعلى الرغم من مرارة الواقع،وتفاهة إسناداته ، وسخف المعتقد أحيانا ، ومن خيبات الحياة كما عاشها ،وانكساراتها المتلاحقة، فإن ثمة إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة، ويصر القاطي على "إبلاغ الكاذب الى باب الدار " كما يقول المثل. هذه رؤية (الأستاذ أحمد القاطي ) التي أراد أن يقدمها لنا عبر مجموعته القصصية (حكايات عجيبة ) وكأن العنوان يدل على هذه الرؤية فدلالة (العجب ) تؤكد على هذه الإضاءات، لذلك جاءت حصيلة تجربة الشاعر والإنسان أحمد القاطي في الشعر والحب والحياة والوطن.

حينما كتب رائد القصة الحديثة بالمغرب الأديب أحمد بوزفور عن التجربة ، قال دونما مواربة " هو حدث يستحق الالتفات ، ويستحق التنويه والإعجاب لمجرد حدوثه ، بغض النظر عن كيفية الحدوث.وإذا كان الهدف من التقديم " ليس التنويه والإعجاب فقط ،براي بوزفور، بل هو أيضا محاولة التعرف على طبيعة" القصصية " في هذه المجموعة ، وكيفية اشتغالها وأثرها النوعي على المتلقي... فان العجيب في حكايات عجيبة كما يراها "و كما بدت له هو " عالم الجن الذي يكون فضاءات اغلب القصص ، لكن هذا الجن ليس مخيفا الى حد تجميد الحكاية ولا خطيرا الى حد تفجيرها ، انه جن حكائي طريف ، " يعجبن" حياة الإنسان، ويعطيها سرا، أي معنى خفيا كامنا وراء سطحها اليومي الرتيب".

وتتخلل هذه القصص العجيبة قصص واقعية صارخة الحدة" ضمير صالح" "في المستبطآت" حتى لقد تتجاوز في واقعيتها الحد فتنقلب إلى الضد وتصبح هي بدورها قصصا عجيبة وأي عجب أعجب من أن يهمل المرضى في المستعجلات ،وأن يمارس "النقل" المعلمون المربون . وإذا فسد الملح كما يقول المسيح فبماذا نملح؟؟ وإذا اتسخ الصابون فبماذا نصبن؟؟؟ تلك كانت بعض الآثار التي خلفتها قراءة هذه المجموعة القصصية الجميلة في نفس قاص متميز .

والمتعة في مثل هذه الأبنية يقول احمد بوزفور"هي متعة الحكي لا متعة الشكل،ومتعة الكل لا متعة الجزء، ومتعة الاستقبال لا متعة البحث. وبذلك يصبح "المتلقي في هذه الأبنية ضيفا له فقط كما للضيف زبدة الشيء لا صنعته، والإقامة العابرة لا المكث او التردد او سبر الأغوار".

على أن ما يستوقف كل قارئ في هذه المجموعة لغتها، إذ يتوقع للوهلة الأولى " أن تكون لغة الشاعر لغة شاعرية، فإذا به يجدها لغة سرد شديدة السردية .وقد قدم القاص أحمد بوزفور لها قائلا" فهي لغة بسيطة متخففة من المجازات، قاصدة مستوية كالطريق ذات الاتجاه الواحد، لا يتعثر فيها السارد، ولا يتعرض فيها القارئ لأخطار سوء الفهم أو عسره أو قصوره..كان الشاعر استبعد عامدا لغته السامية وهو ينزل إلى حضيض السرد أو كأنها استراحة الشاعر أو كان الشعر انتقل هنا من الدال إلى المدلول ومن العبارة العجيبة إلى المحكي العجيب. وأيا كان الأمر، فإن هذه اللغة ببساطتها واستوائها تنسجم مع نوعية الحكاية العجيبة موضوعا وبناء وخصوصية متعة". أحمد بوزفور.

تعرف الدكتور جمال بوطيب على نصوص المبدع احمد القاطي الشعرية في منتصف التسعينيات ، فوجدها كما هو . و جاء في شهادة أعدها بهذا الخصوص " ووجدتها كما هي شاعر وقصيدة، "لا يشيان بغير ما فيهما. صفاء لغة ، واستقامة إيقاع ، وتأن في النشر، وحسن إصغاء إلى النصوص وكتابها ونقادها ، وصبر على إنتاجها، ومؤانسة ثابتها ومتغيرها، وبالصفاء نفسه والاستقامة عينها، وبالتأني ذاته ، والصبر هوهو، تلفي أحمد القاطي الإنسان المربي الشاعر".هي لحظة ولادة قصصية حدث ، نفذت من السوق في طبعتها الأولى قياسيا ، وهي جديرة بأن نتمنى لها التألق الذي تستحق .

في مجموعته القصصية "متعدد لوجه واحد " ،نقرأ في الإهداء" إلى الذي تمنى أن لا تكون مجموعتي القصصية الأولى –حكايات عجيبة- مقطوعة من شجرة الشعر ليس لها أخوات إلى العزيز أحمد بوزفور". القصص السبعة أهداها الشاعر القاص إلى صديقه وصديقنا جميعا الشاعر والأديب الدكتور جمال بوطيب المشرف على دار مقاربات الرائدة في الصناعات الثقافة بالمغرب والوطن العربي .

في مجموعته – متعدد لوجه واحد- يمتح الكاتب من فضاء عجائبي بامتياز، وبذلك أخلص القاطي الوفاء بعهده في تحقيق أدب ينماز بالدهشة ويحقق متعة ملفوفة باستراحة المعنى العميق الدال في بساطته. لذلك ، يجد القارئ الأسماء والأشخاص الشخوص والأشياء ، الأحداث والأعمار والأسوار والأماكن والانفعالات الفضاءات كلها متجاورة ، متساكنة منسجمة وهي ترسم للنفس دهشتها الأولى ، لغة ونسقا أسلوبا وحياة، وتخطط للذات ارتباكها الذي يليق بالمعنى ومبناه الغريب العجيب .لا تمتلك كقارئ – متعدد لوجه واحد- وأنت تستعرض دفء القصص السبعة : الرهان والوتد القاتل- ببغاء الفضاء- تحولات- مأساة إسماعيل- الضفدع والقلادة- طلاق بدون طعم- كلمة السر- فاطنة والرقاء –غرابة- إلا أن تستكين لدهشتك الروعى ، وتقتطف من رحيق ارتباكك نسغ الوجود والمعنى العابر في استقراره ، والثابت في تحولاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية . أليس الارتباك سيد المعنى، وصانع القرارات ، ومهندس الانفعال الذي يقود عالمنا –العربي- حتما إلى الاحتماء من رعب السلطة وأجلافها سرا إلى نور العجب والتمائم والرقيات وعوالم مسكونة بالرعب الذي ما بعده نور. عندما تقرأ" الرهان والوتد القاتل" تتلمس العفوية المدروسة ، كما لو إن خاتمة الحكاية انبثقت للتو ، من غير أن يتحكم مبدعها في حبكتها . والحقيقة إن القاص القاطي خطط بناء غرائبيا محكما ، بعد أن امتلك مفاتيح زمن ومكان الدهشة ورتب تكتيكا جيدا في شد أنفاس قرائه المفترضين عن سابق إصرار وترصد." ما رآه المهدي بأم عينيه كان كافيا تحت وطأة الخوف لدفعه إلى العدول عن إتمام العملية التي أتى من أجلها، حيث ولى هاربا بأقصى سرعة، ودون إبطاء. لكنه أثناء هربه زلت قدمه فسقط على الوتد- الذي كان يحمله في يده - السقطة التي لن يقف بعدها أبدا. ص13

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة المغربية . وهو أستاذ للتعليم الإعدادي متقاعد حاليا عضو اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان في كل الأحداث تقريباً. في قصته المدهشة –فاطنة والرقاء- نقرأ: قضى التازي مع أمه الليلة، وسمع من إخوته أشياء عجيبة. لقد قالوا له: بأنهم كثيرا ما كانوا يسمعون هدهدا، ويرون أشخاصا غرباء عن الدار لهم قوائم البقر. وأنهم كانوا يعيشون معهم في الدار ويأكلون مما يأكلون. بل في بعض الأحيان كانوا يقترضون منهم الحليب وأشياء أخر، وهذا كان لا يحدث سوى مع أمه. أمام الذي سمع ووقع لامه ، حملها التازي في يوم الغد ، وقصد بها مدينة تازة لتدبر أمرها وعدم تركها تحتضر بالتدريج..في تازة بعد حديثه مع العارفين والمجربين ، تم نصحه بالذهاب عند رقاء في تازة العليا للاستعانة به قصد تخليصها ممن " سكنوها".

من مجموعة القصصية " تحولات " نقتبس " بعد صمت خيم على المكان، والمعطي لا يدري أهو في حلم أم يقظة، تابعت السيدة كلامها ولكن هذه المرة بنبرة حادة، وصرامة جادة. - والآن أريدك أن تصغي إلي جيدا، وأتمنى أن تكون قد وعيت المقصود من كلامي السابق، وعرفت من أكون، لتترك عنك نزقك غير المقبول، وتجنب نفسك دواهي...

وخرج المعطي من منزله غير ملتفت إلى الوراء، ودون أن يتركها تتم کلامها استعاد وهو في طريقه إلى سيارته شريط كل الأحداث منذ أول لقاء، ففكر في هجر بيته وعدم العودة إليه لكنه عدل عن فكرته لعدم جدواها لما وصل إلى سيارته أراد أن يتأكد بنفسه مما قالته له حول أبواب السيارة المفتوحة فتح الباب الأمامية فانفتحت ألقى نظرة على ما بداخلها فوقع بصره على حبل ملقى فوق المقعد الأمامي. ظل ينظر إليه طويلا وهو لا يدري ما يفعل وأخيرًا اتخذ القرار، ونفذه في الحال غير بعيد عن الدار."


ملصقات


اقرأ أيضاً
الكنيديري لـ كشـ24.. نحاول تحسين مستوى مهرجان الفنون الشعبية رغم هزالة الدعم
كشف محمد الكنيديري رئيس جمعية الاطلس الكبير ومدير مهرجان الفنون الشعبية، عن مجموعة من التوضيحات بشأن الاكراهات التي صارت تواجه المهرجان وتؤثر بشكل نسبي على تنظيمه، وكذا حول بعض ما أثير بشأن تنظيم دورته الاخيرة التي اختتمت امس الاثنين. وقال الكنيديري في لقاء خاص مع "كشـ24" ان المهرجان ورغم مكانته التاريخية كأحد أقدم وأعرق المهرجانات الفنية في المغرب، لا يزال يعاني من ضعف الدعم المؤسساتي، ما يهدد استمراريته ويطرح علامات استفهام حول مستقبل هذا التراث اللامادي الغني، الذي ظل لسنوات يحتفي بعبقرية التعبيرات الشعبية المغربية ويمنحها فضاءً للتألق أمام العالم. وعبر مدير المهرجان في تصريح خاص لجريدة "كشـ24"، عن استيائه من حجم الإهمال الذي بات يطوق المهرجان، مشيرًا إلى أن الجهود الكبيرة التي تُبذل سنويًا لتحسين مستوى التنظيم تصطدم بصخرة ضعف التمويل الرسمي، موضحًا أن وزارة الثقافة لا تخصص سوى 180 مليون سنتيم كمساهمة سنوية، وهو مبلغ لا يرقى لحجم وتاريخ المهرجان، ولا يغطي سوى جزء يسير من حاجياته اللوجستية والفنية. وبخصوص ما اثير حول طريقة ايواء الفنانين ومبيتهم في الفضاء المفتوح لثانوية ابن عباد، أضاف الكنيديري أن المهرجان يحتضن سنويًا أكثر من 300 فنان شعبي من مختلف ربوع المغرب، ويحظون برضى عام تجاه طريقة التنظيم، مشيرًا إلى أن إدارة المهرجان تراعي دائمًا خصوصية الفرق الشعبية، التي غالبًا ما تتكون من عائلات، وتفضل الإقامة في فضاءات جماعية مفتوحة تتيح التلاقي والتواصل بين مختلف الفرق، بدل التوزيع على غرف الفنادق المنفصلة. وفي هذا الصدد، كشف الكنيديري عن واقعة سابقة خصّصت فيها إدارة المهرجان فندقًا بالكامل لإيواء الفرق المشاركة، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الالتحاق به، ما تسبب في خسارة مالية ناهزت 100 ألف درهم، وهو ما دفع الإدارة إلى اعتماد مؤسسات عمومية بديلة مثل ثانوية بن عباد، التي جُهّزت قاعاتها بأسِرَّة جديدة، وتم تخصيص فضائها المفتوح للفنانين، استجابة لتطلعاتهم وخصوصياتهم الاجتماعية. واعتبر الكنيديري أن استمرار هذا المهرجان بات مهددًا، في ظل ما وصفه بـ"تلكؤ الوزارة الوصية، وتراجع اهتمام المؤسسات العمومية"، مؤكدًا أن مراكش، برمزيتها الثقافية والفنية، تستحق التفاتة حقيقية تحفظ ذاكرة الفنون الشعبية وتكرم صُنّاعها معبرا عن أمله في الرفع من حجم الدعم المخصص للمهرجان، وإعادة الاعتبار لإحدى أبرز المحطات الفنية الوطنية التي تزاوج بين الفرجة الشعبية، وصون التراث اللامادي المغربي المتنوع.
ثقافة-وفن

“لا أريد الموت فجأة أثناء العمل”.. مايكل دوغلاس يعلن توقفه عن التمثيل
أعلن النجم الأمريكي مايكل دوغلاس خلال مشاركته في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي بجمهورية التشيك عن نيته التوقف عن التمثيل بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لنحو ستة عقود. وأوضح دوغلاس، البالغ من العمر 80 عاما أنه ليس لديه "نوايا حقيقية" للعودة إلى التمثيل، قائلا: "لم أعمل منذ عام 2022 بشكل متعمد لأنني أدركت أنه يجب علي التوقف"، مشيرا إلى رغبته في الاستمتاع بوقت فراغه بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب. وجاء ذلك بعد قضائه فترة استرخاء مع ابنته كاريز (22 عاما) في جزيرة مينوركا الإسبانية. وأضاف الممثل الحائز على جائزتي أوسكار بحسب مجلة "فارايتي": "لا أريد أن أكون من أولئك الممثلين الذين يموتون فجأة أثناء العمل في موقع التصوير"، معبرا عن رضاه عن قراره بالابتعاد عن الأضواء. إلا أنه استدرك قائلا إنه لا يعتبر نفسه متقاعدا رسميا، حيث إنه قد يعود للتمثيل إذا ما عرض عليه دور استثنائي يستحق العناء. وعن حياته الحالية، أبدى دوغلاس سعادته بأداء دور الزوج المخلص لزوجته النجمة كاثرين زيتا جونز التي ارتبط بها قبل 25 عاما، حيث قال بمزحة: "أنا سعيد الآن بأداء دور الزوج في إطار الحفاظ على زواج ناجح". ويذكر أن دوغلاس اشتهر عالميا بأدائه البارز لدور المالي الجشع جوردون جيكو في فيلم "وول ستريت" (1987) الذي نال عنه جائزة الأوسكار. وعلى الرغم من اعتزاله التمثيل تقريبا، إلا أن دوغلاس كشف عن عمله حاليا على فيلم مستقل صغير يحاول تطوير سيناريو جيد له، مؤكداً أنه لا يوجد أي مشاريع أخرى في هوليوود تستهويه حاليا. وجاءت مشاركته في المهرجان التشيكي لتقديم النسخة المرممة من فيلم One Flew Over the Cuckoo's Nest (أحدهم طار فوق عش الوقواق) في عام 1975 للمخرج الراحل ميلوش فورمان، والذي مثل فيه جاك نيكلسون دور البطولة. وقد فاجأه منظمو المهرجان خلال الحفل بمنحه جائزة "الكرة البلورية" تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة. وكان دوغلاس قد صرح لموقع "ديدلاين" في مايو الماضي عن استمتاعه بفترة الراحة هذه، حيث يركز على حياته الشخصية إلى جانب عمله في مجال إنتاج الأفلام من خلال شركته المستقلة Further Films التي أسسها عام 1997. وأعرب عن ارتياحه للابتعاد عن ضغوط التمثيل مع إدارته لشركة الإنتاج، قائلا: "إذا ظهر عرض جيد حقا فقد أعود، لكنني لا أشعر برغبة ملحة لذلك". وأكد استمراره في العمل كمنتج، معربا عن حبه لجمع المواهب الفنية معا. من جهة أخرى، يستعد ابنه ديلان (24 عاما) لبدء مسيرته التمثيلية عبر فيلم الإثارة القادم I Will Come to You، وفقا لتقرير نشرته مجلة "فارايتي" في مارس الماضي.
ثقافة-وفن

بعائدات تفوق المليار درهم.. المغرب يعزز مكانته كمنصة عالمية لتصوير الأفلام
يواصل المغرب تثبيت حضوره في خارطة الإنتاجات السينمائية العالمية، بفضل مؤهلاته الطبيعية المتنوعة، وبنياته التحتية المتطورة، وكفاءاته البشرية المتخصصة في مختلف فروع الصناعة السينمائية. وقد تحوّلت المملكة، خلال السنوات الأخيرة، إلى منصة تصوير مفضلة لكبريات شركات الإنتاج الأجنبية. وحسب معطيات حديثة صادرة عن المركز السينمائي المغربي، فقد عرفت عائدات تصوير الأعمال السينمائية الأجنبية بالمغرب خلال سنة 2024 ارتفاعًا ملحوظًا، بلغت قيمته حوالي مليار و198 مليون و863 ألف درهم، مقابل مليار و109 ملايين و800 ألف درهم سنة 2023، أي بزيادة تفوق 89 مليون درهم. هذا التطور يعكس تزايد ثقة المستثمرين في البيئة السينمائية المغربية، التي استطاعت جذب عدد من الإنتاجات الكبرى، كان أبرزها السلسلة البريطانية "Atomic" باستثمار ضخم ناهز 180.9 مليون درهم، متبوعة بالفيلم الألماني "Convoy" بـ150.1 مليون درهم، ثم الفيلم "The New Eve" بميزانية بلغت 140 مليون درهم. وضمن نفس التصنيف، برز الفيلم الإنجليزي "Lords Of War" باستثمار قدره 100 مليون درهم، والفيلم الفرنسي "13 Jours 13 Nuits" بـ83.6 مليون درهم، بالإضافة إلى أعمال أخرى لافتة مثل "Le Livre du Désert" و**"Les Damnés de la Terre"، بميزانيات ناهزت على التوالي 37 و35 مليون درهم**. في المقابل، شهدت القاعات السينمائية بالمملكة خلال سنة 2024 انتعاشة ملحوظة سواء من حيث عدد المرتادين أو المداخيل، مدفوعة بتنوع البرمجة، وارتفاع عدد الأفلام المعروضة، خاصة تلك المنتجة محليًا. وقد بلغت إيرادات أكثر 30 فيلمًا تحقيقًا للعائدات نحو 96 مليون و226 ألف درهم، مقارنة بـ63 مليون و193 ألف درهم في سنة 2023، أي بزيادة تُقدّر بـ33 مليون درهم، وفق تقرير المركز السينمائي المغربي. وفي إنجاز يُحسب لصناعة السينما الوطنية، تمكنت سبعة أفلام مغربية من التربع على قائمة أكثر الأفلام دخلاً، متفوقة على إنتاجات أمريكية وعالمية. وتصدر القائمة فيلم "أنا ماشي أنا" للمخرج هشام الجباري، الذي حصد 13.4 مليون درهم، يليه "زعزوع" بـ7.5 ملايين درهم، و**"على الهامش"** بـ7.4 ملايين درهم. واستمر حضور الكوميديا المغربية بقوة، من خلال أفلام مثل "قلب 6/9" بـ7.3 ملايين درهم، و**"البطل"** بـ5.9 ملايين درهم، و**"لي وقع في مراكش يبقى فمراكش"** بـ5.7 ملايين درهم، إلى جانب "حادة وكريمو" بـ4.1 ملايين درهم. أما بالنسبة للإنتاجات العالمية، فقد جاء فيلم "Gladiator 2" في المرتبة الثامنة بـ4.2 ملايين درهم، يليه "Vice-Versa" بـ3.8 ملايين درهم، ثم "Deadpool & Wolverine Awan" بـ3.7 ملايين درهم. هذا الأداء المتميز يعكس الحيوية التي تعرفها الصناعة السينمائية بالمغرب، والتي باتت تجمع بين استقطاب المشاريع الأجنبية الكبرى ودعم الإنتاج الوطني، في مسار يُعزز مكانة المملكة كمنصة دولية واعدة لصناعة الفن السابع.
ثقافة-وفن

جازابلانكا: أمسية مبهرة لـ “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”
تميزت الأمسية الثالثة من الدورة الثامنة عشر لمهرجان جازابلانكا، أمس السبت بالدار البيضاء، ببرمجة انتقائية من خلال أداء مبهر لكل من “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”، وهم فنانون مشهورون عالميا من مشاهد موسيقية مختلفة. وعلى منصة “كازا أنفا”، أبهرت فرقة “كارافان بالاس” الفرنسية، وهي نموذج بارز لموسيقى الإلكترو-سوينغ، الجمهور بأداء قوي يمزج بين موسيقى الجاز الغجرية والسوينغ والموسيقى الإلكترونية، بمناسبة حضورها لأول مرة إلى المغرب. وأشاد شارل دولابورت، العازف على آلة الكونترباص في الفرقة، بالأجواء الفريدة للمهرجان، فضلا عن العمل المتميز للفرق التقنية التي تمت تعبئتها طيلة فترة التظاهرة. وعبّرت الفرقة عن رغبتها في العودة للعزف في المغرب، منوهة بالاستقبال الحار الذي حظيت به من طرف جمهور الدار البيضاء، وعزمها نسج روابط دائمة مع المشهد الموسيقي المحلي. وفي وقت سابق من الأمسية، نقلت عازفة الساكسفون البريطانية نوبيا غارسيا جمهور “منصة 21″، إلى عالم معبر ومشبع في الآن ذاته بالتنوع الموسيقي. من خلال عناوين مثل “Solstice” و “We Walk in Gold” و “Odyssey”، شارك الموسيقية رؤية معاصرة لموسيقى الجاز، تم إغناؤها بأصوات R & B الكلاسيكية و broken beat. واختتمت الأمسية بأداء لفرقة “بلاك آيد بيز” الأمريكية، التي قدمت أشهر قطعها الموسيقية أمام جمهور متحمس. ومن خلال بيعها لأزيد من 35 مليون ألبوم و120 مليون أغنية فردية، تركت الفرقة الكاليفورنية بصمتها في هذه النسخة، مؤكدة على مكانتها الكبيرة في المشهد الموسيقي العالمي. وقامت الفرقة بأداء، على الخصوص، Rock That Body و I Gotta Feeling and Pump It. وبالموازاة مع ذلك، احتضنت منصة “نفس جديد” بحديقة جامعة الدول العربية، الموسيقي مهدي قاموم، الملقب بـ MediCament، الذي قدم أداء جديدا للتقاليد الكناوية والأمازيغية، من خلال آلة “غنبري” ثلاثية الأوتار، في اندماج فريد يمزج بين موسيقى الجاز والفانك والموسيقى العالمية. ويواصل مهرجان “جازابلانكا”، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 12 يوليوز الجاري، التزامه بتقديم تجربة متكاملة للجمهور، والتي تشكل ميزة أساسية من هويته.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة