تساءل العديد من ساكنة مراكش بد زوال يومه الثلاثاء 29 أبريل الجاري، عن مصدر أعمدة الدخان المتصاعدة من حي مبروكة.
وحسب مسؤول ل"كش24" فان الامر يتعلق بإحراق عشرات البراريك وبعض حاويات الأزبال بمنطقة دوار الكدية، السنة اللهب انتقلت لتلتهم العشرات من أشجار النخيل المنتشرة في الحي المذكور.
الى ذالك فقد انتقلت عناصر الوقاية المدنية الى عين المكان، التي قامت بإخماد السنة النيران، والتي خلفت خسائر طبيعية تمثلت في إتلاف العشرات من أشجار النخيل التي تعتبر موروثا طبيعيا لمدينة مراكش.
حيث لم تمر سوى ساعات قليلة عن ترأس الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة اجتماعا للجنة متابعة برنامج حماية وتنمية واحة النخيل، والتي تشكل متنفسا لساكنة المنطقة، بستان النخيل بمدينة مراكش يعتبر جزءا لا يتجزأ من هويتها.
فمنذ تأسيسه سنة 1064 يعتبر الأم المغذية للمدينة التي كانت تتزود منه بالغذاء والمواد الأولية لصناعتها التقليدية وكذلك الحطب لأفرانها، وكان يحيط بالمدينة مشكلا حزاما أخضرا يصل إلى حد أسوارها حيث يجد السكان متنفسا لهم ومكانا للاستراحة والمرح، واشتهر هذا البستان - البهجة بأنه كان ملاذا للشعراء والمنشدين، وهناك مجموعة من الأسباب تفسر هذا الوضع.
لقد فقد البستان الذي لعب في السابق دور الحديقة الفلاحية للمدينة، مزارعيه الذين تحولوا إلى مهن مربحة أكثر بينما حلت الاستغلاليات العصرية الكبيرة بهضبة الحوز محله في الإنتاج الغذائي.وفي غياب الفلاحة، تم التخلي تدريجيا عن شبكات السقي بما في ذلك الخطارات المدفونة والسواقي السطحية تاركة أشجار النخيل تواجه مصيرها. وإذا كانت جذور أشجار النخيل بحوض تانسيفت تنزل ب15 متر تحت الأرض لتصل إلى الفرشاة المائية، فإن نضوب هذه الأخيرة وانخفاضها ب 40 متر بسبب تكثيف الضخ العصري حرمها من هذا المورد الجوفي.وفي نفس الاتجاه، شكل التوسع الحضري عاملا أساسيا في تقليص مساحات البستان، فإذا كان هذا الأخير محميا نظريا بظهير 1929 فإنه تعرض لضغط التمدن من أجل إنشاء بنايات سياحية وسكنية وتجارية كاستثناءات للمخطط التوجيهي. وبهذا تغيرت وظيفة الدواوير من فلاحية بالأمس إلى حضرية اليوم. وقد توسعت منذ نصف قرن بفعل النمو الديمغرافي والهجرة القروية.