مرة أخرى أجهز حريق على حافلة من حافلات "سيتي باص" والتي تولى التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري. الحادث الذي وقع صباح اليوم الأربعاء، بطريق إيموزار، وتحديدا بالقرب من مرجان، أصاب الكثير من الفاعلين المحليين بالذهول، خاصة وأن الأمر يتعلق ب"الفوج الجديد" الذي تم استقدامه مؤخرا من الدار البيضاء، في سياق تفعيل الاتفاق الموقع بين الجماعة والشركة وتحت إشراف مصالح وزارة الداخلية، والذي يهدف على تجاوز أزمة عميقة نشبت بين الطرفين بسبب عدم احترام دفتر التحملات وعدم تنفيذ توصيات تقرير قاتم للمجلس الجهوي للحسابات حول القطاع.

ويعاني النقل الحضري في العاصمة العلمية من أزمة كبيرة، من بين عناوينها تدهور أسطول حافلات "سيتي باص"، وهو التدهور الذي يتجلى في أعطاب مفتوحة تصاب بها، وفي حرائق متكررة تعرفها، علاوة على ملامح العياء الواضح على مختلف هياكلها.

ووعد العمدة التجمعي عبد السلام البقالي لأكثر من مرة الساكنة بتجاوز ما يشبه الإفلاس الذي تعيشه هذه الحافلات، لكن دون أن تعرف هذه الوعود طريقها نحو التفعيل.

وإلى جانب أزمة الحافلات، فإن المدينة تعرف أيضا مشاكل بالجملة لها علاقة بسيارات الأجرة الصغيرة، وشبه غياب لسيارات الأجرة الكبيرة في المجال الحضري، وهو ما يزيد من حجم معاناة فئات واسعة من المرتفقين.

وإلى جانب وعود العمدة البقالي، دخلت السلطات المحلية على الخط لتوزع نصيبها من الوعود في سياق الاستعداد لاحتضان مونديال 2030، حيث يتم الحديث عن وجود مخطط استعجالي لتأهيل القطاع وتجاوز اختلالاته، لكن الساكنة تشير إلى أنها لم تعاين بعد أي قرار ملموس في هذا الاتجاه، مقابل ما تتكبده من معاناة حقيقية في استعمال الحافلات وسيارات الأجرة، وما تشاهده بين الفينة والأخرى من حرائق تجهز على الحافلات المهترئة لـ"سيتي باص".