مجتمع

حرائر سوق الغزل بمراكش.. من النخاسة إلى التجارة


كشـ24 نشر في: 18 يناير 2019

وسط ملابس نسائية تقليدية مستعملة ومرتبة بعناية، وصوف معلق مختلف الألوان، تجلس الحاجة فتيحة متربعة على عرش محلها بسوق الغزل بالمدينة العتيقة في مراكش (جنوبي المغرب).تحرص هذه السيدة الستينية على إبراز القفاطين المزركشة والجلابيب النسائية المطرزة، تستقبل زبوناتها بابتسامة ومرح أهل المدينة الحمراء، لكن أيضا بحنكة التاجرة الماهرة التي تحاول الإقناع بأصالة السلع وجودتها.تقول هذه البائعة الحاذقة، كما يحلو لصويحباتها مناداتها، للجزيرة نت "ورثت التجارة في السوق النسائي عن أمي رحمها الله، التي تولت مسؤولية الأسرة بعدما فقدنا والدي، وكان عمري أربع سنوات، وببركته ربيت أولادي أيضا، وما زلت".ومن "مكر التاريخ"، كما يعبر عن ذلك أهل المدينة، أن يتحول هذا السوق من مكان نخاسة يتحكم فيه بأعناق النساء، إلى فضاء تتحكم في دواليبه نساء حرائر؛ فالسيدة فتيحة تحسب من بين أكثر من خمسين امرأة تمتهن التجارة فيه بشكل دائم.وما يميز سوق الغزل عن باقي أسواق المدينة التاريخية أنه ما يزال يحافظ على شكله الهندسي القديم المغلق على شكل فندق بأعمدته البسيطة. كما يلاحظ إبراهيم أيت أيزي الباحث في التاريخ، في تصريح للجزيرة نت.ويضيف أن الصوف الخام والمغزول كان يباع في النصف الأول من النهار، في حين كانت تجارة الرقيق تنشط بعد الظهر.لكن ما يغلب على السوق الآن هو عرض الملابس التقليدية المستعملة في المحلات الدائمة بشكل مميز، وأضيفت إليها بعض القطع من الملابس العصرية، وقدر قليل من الصوف المغزول.فعلى طول منصات الحوانيت المرتفعة، تتربع النساء التاجرات غير آبهات بأحاديث جاراتهن الجانبية؛ كل ما يشغلهن هو أن يكون حديثهن على قدر عال من اللباقة، وحسن الأدب مع الزبونات.ويقول الحاج محمد بلعروسي، وهو أقدم منتخب بالمدينة القديمة ورئيس سابق لمجلسها "عرف السوق بتجارة العبيد، والإماء على وجه الخصوص". ويوضح للجزيرة نت أنه "لم يكن هناك أي تخطيط مسبق ليصبح الآن خاصا بتجارة الملابس من قبل النساء".في السوق محلات دائمة تشغلها نساء، وفي وسطه ساحة تعرض فيها سيدات زائرات بضائعهن ،قد تكون قميصا أو سروالا أو حتى طاقية.ويشرح بلعروسي "عرف السوق بلجوء النساء الفقيرات إليه من أجل بيع بعض العطايا المقدمة لهن من الجيران، والتي تكون في أغلب الأحيان ملابس نسائية مستعملة (تكشيطة/طقم من قطعتين، قفطان، جلباب)، لكنها ذات قيمة رمزية ومجتمعية".حين تقترب من إحدى الزائرات وبيدها "قفطان عرسها"، أو "هدية من جارتها"، أو "قميص زوجها" كما تقول "لا تقدر أن تساومها فيه وتشتريه منها، فهي تحكي قصته وتعرضه بثمن زهيد"، كما تقول إحدى الزبونات.وتبين الحاجة فتيحة "أن أغلب هؤلاء التاجرات العابرات ضاقت بهن الدنيا بما رحبت، ولم يجدن ملجأ إلا بعض ملابس دولابهن، فيدخلن مهمومات، ويخرجن وقد فرج الله عنهن".وتضيف -وهي التي لا تنفك خلال الحديث عن حياتها المهنية عن حمد الله وشكره على نعمه- أن "السوق يمنحني الأمان ويغنيني عن السؤال مثلي مثل عدد وافر من النساء المستضعفات بالمدينة".الحديث مع التاجرات سهل ممتع، فهن محترفات الكلام المعسول في عالم البيع والشراء، لكنهن في الوقت ذاته متحفظات عن ذكر أسباب إقدامهن على التجارة وسط تساؤلات الزوار.قول واحد يجمعهن تقريبا عندما تذكرهن بماضي السوق، إذ تقول الحاجة فتيحة كأنها تتحدث بلسان الجميع "يعصرنا الألم، حين نتذكر أن في هذا السوق يباع اللحم البشري، بما في ذلك فتيات صغيرات جدا في السن".ويشير الباحث أيت إيزي إلى أن تجارة القوافل ازدهرت في المغرب قبل عدة قرون، خاصة في عهد السلاطين السعديين، واستمرت رائجة بالمدينة حتى أوائل العشرية الثانية من القرن العشرين.حين تسمع الحاجة فتيحة السيدة المراكشية كلمتي "سوق ونخاسة" يقشعر بدنها وتتحسر على ما كان، وتغلب عليها الرغبة في البكاء كما تعبر عن ذلك متأثرة: "لكن ذلك الماضي انتهى، ونحن في زمن جديد بهواء جديد".ولم تعد السلعة التي كان الدلالون يطوفون بها "قطع لحم بشري كما في الماضي"، أو "مجرد ملابس مستعملة حاليا".بل أصبحت في بعض الأحيان نفائس من الملابس المغربية، يتنافس على التنقيب عليها "الذواقات" من عارضات الأزياء، وصانعو الملابس الحديثة، كما توضح الحاجة فتيحة وهي تعيد ترتيب ما عبثت به يد زبونة تبحث عن قفطان مناسب.ويفيد بلعروسي -مستندا إلى ذاكرة تعود لأكثر من ستة عقود- "مرت من هنا تحف وهدايا، تعود لأميرات أو زوجات وزراء"."ومثل أي سوق للأشياء القديمة تطور ليصبح على ما هو عليه الآن، يقبل عليه ذوو العشق وأصحاب الذوق من أجل التنقيب عن نفائسه"، كما يعبر عن ذلك المسؤول في المدينة.وتقول الحاجة فتيحة "هذا سوق المساكين، لكن يزورنا أيضا السياح من كل البلدان، وخياطات من أجل البحث عن أنواع أصيلة من تفصيلات الثوب والتطريز".وتحكي السيدة جوهرة -وهي من المواظبات على ارتياد السوق- "نوصي البائعات عن كل قطعة جديدة، نعلم أنها قد تظهر وفيها ذوق رائع، وأبدعتها أنامل الخياطات والخياطين التقليديين".وتضيف جوهرة -التي تقدم نفسها بأنها مصممة أزياء- للجزيرة نت "الأشياء القديمة تلهمنا، والتاجرات لهن حس خطير في اكتشاف الأصيل من اللباس التقليدي".وتتابع الحاجة فتيحة "في تجارة الحلال بركة، وهي مصدر دخل إضافي لي وللأسرة كاملة". وتختم وهي تواصل حمدها وشكرها لله "ها أنا في سن التقاعد –تبتسم- وما زلت أكسب بهذه التجارة قوت يومي، وقد أورثها لإحدى بناتي". 

الجزيرة

وسط ملابس نسائية تقليدية مستعملة ومرتبة بعناية، وصوف معلق مختلف الألوان، تجلس الحاجة فتيحة متربعة على عرش محلها بسوق الغزل بالمدينة العتيقة في مراكش (جنوبي المغرب).تحرص هذه السيدة الستينية على إبراز القفاطين المزركشة والجلابيب النسائية المطرزة، تستقبل زبوناتها بابتسامة ومرح أهل المدينة الحمراء، لكن أيضا بحنكة التاجرة الماهرة التي تحاول الإقناع بأصالة السلع وجودتها.تقول هذه البائعة الحاذقة، كما يحلو لصويحباتها مناداتها، للجزيرة نت "ورثت التجارة في السوق النسائي عن أمي رحمها الله، التي تولت مسؤولية الأسرة بعدما فقدنا والدي، وكان عمري أربع سنوات، وببركته ربيت أولادي أيضا، وما زلت".ومن "مكر التاريخ"، كما يعبر عن ذلك أهل المدينة، أن يتحول هذا السوق من مكان نخاسة يتحكم فيه بأعناق النساء، إلى فضاء تتحكم في دواليبه نساء حرائر؛ فالسيدة فتيحة تحسب من بين أكثر من خمسين امرأة تمتهن التجارة فيه بشكل دائم.وما يميز سوق الغزل عن باقي أسواق المدينة التاريخية أنه ما يزال يحافظ على شكله الهندسي القديم المغلق على شكل فندق بأعمدته البسيطة. كما يلاحظ إبراهيم أيت أيزي الباحث في التاريخ، في تصريح للجزيرة نت.ويضيف أن الصوف الخام والمغزول كان يباع في النصف الأول من النهار، في حين كانت تجارة الرقيق تنشط بعد الظهر.لكن ما يغلب على السوق الآن هو عرض الملابس التقليدية المستعملة في المحلات الدائمة بشكل مميز، وأضيفت إليها بعض القطع من الملابس العصرية، وقدر قليل من الصوف المغزول.فعلى طول منصات الحوانيت المرتفعة، تتربع النساء التاجرات غير آبهات بأحاديث جاراتهن الجانبية؛ كل ما يشغلهن هو أن يكون حديثهن على قدر عال من اللباقة، وحسن الأدب مع الزبونات.ويقول الحاج محمد بلعروسي، وهو أقدم منتخب بالمدينة القديمة ورئيس سابق لمجلسها "عرف السوق بتجارة العبيد، والإماء على وجه الخصوص". ويوضح للجزيرة نت أنه "لم يكن هناك أي تخطيط مسبق ليصبح الآن خاصا بتجارة الملابس من قبل النساء".في السوق محلات دائمة تشغلها نساء، وفي وسطه ساحة تعرض فيها سيدات زائرات بضائعهن ،قد تكون قميصا أو سروالا أو حتى طاقية.ويشرح بلعروسي "عرف السوق بلجوء النساء الفقيرات إليه من أجل بيع بعض العطايا المقدمة لهن من الجيران، والتي تكون في أغلب الأحيان ملابس نسائية مستعملة (تكشيطة/طقم من قطعتين، قفطان، جلباب)، لكنها ذات قيمة رمزية ومجتمعية".حين تقترب من إحدى الزائرات وبيدها "قفطان عرسها"، أو "هدية من جارتها"، أو "قميص زوجها" كما تقول "لا تقدر أن تساومها فيه وتشتريه منها، فهي تحكي قصته وتعرضه بثمن زهيد"، كما تقول إحدى الزبونات.وتبين الحاجة فتيحة "أن أغلب هؤلاء التاجرات العابرات ضاقت بهن الدنيا بما رحبت، ولم يجدن ملجأ إلا بعض ملابس دولابهن، فيدخلن مهمومات، ويخرجن وقد فرج الله عنهن".وتضيف -وهي التي لا تنفك خلال الحديث عن حياتها المهنية عن حمد الله وشكره على نعمه- أن "السوق يمنحني الأمان ويغنيني عن السؤال مثلي مثل عدد وافر من النساء المستضعفات بالمدينة".الحديث مع التاجرات سهل ممتع، فهن محترفات الكلام المعسول في عالم البيع والشراء، لكنهن في الوقت ذاته متحفظات عن ذكر أسباب إقدامهن على التجارة وسط تساؤلات الزوار.قول واحد يجمعهن تقريبا عندما تذكرهن بماضي السوق، إذ تقول الحاجة فتيحة كأنها تتحدث بلسان الجميع "يعصرنا الألم، حين نتذكر أن في هذا السوق يباع اللحم البشري، بما في ذلك فتيات صغيرات جدا في السن".ويشير الباحث أيت إيزي إلى أن تجارة القوافل ازدهرت في المغرب قبل عدة قرون، خاصة في عهد السلاطين السعديين، واستمرت رائجة بالمدينة حتى أوائل العشرية الثانية من القرن العشرين.حين تسمع الحاجة فتيحة السيدة المراكشية كلمتي "سوق ونخاسة" يقشعر بدنها وتتحسر على ما كان، وتغلب عليها الرغبة في البكاء كما تعبر عن ذلك متأثرة: "لكن ذلك الماضي انتهى، ونحن في زمن جديد بهواء جديد".ولم تعد السلعة التي كان الدلالون يطوفون بها "قطع لحم بشري كما في الماضي"، أو "مجرد ملابس مستعملة حاليا".بل أصبحت في بعض الأحيان نفائس من الملابس المغربية، يتنافس على التنقيب عليها "الذواقات" من عارضات الأزياء، وصانعو الملابس الحديثة، كما توضح الحاجة فتيحة وهي تعيد ترتيب ما عبثت به يد زبونة تبحث عن قفطان مناسب.ويفيد بلعروسي -مستندا إلى ذاكرة تعود لأكثر من ستة عقود- "مرت من هنا تحف وهدايا، تعود لأميرات أو زوجات وزراء"."ومثل أي سوق للأشياء القديمة تطور ليصبح على ما هو عليه الآن، يقبل عليه ذوو العشق وأصحاب الذوق من أجل التنقيب عن نفائسه"، كما يعبر عن ذلك المسؤول في المدينة.وتقول الحاجة فتيحة "هذا سوق المساكين، لكن يزورنا أيضا السياح من كل البلدان، وخياطات من أجل البحث عن أنواع أصيلة من تفصيلات الثوب والتطريز".وتحكي السيدة جوهرة -وهي من المواظبات على ارتياد السوق- "نوصي البائعات عن كل قطعة جديدة، نعلم أنها قد تظهر وفيها ذوق رائع، وأبدعتها أنامل الخياطات والخياطين التقليديين".وتضيف جوهرة -التي تقدم نفسها بأنها مصممة أزياء- للجزيرة نت "الأشياء القديمة تلهمنا، والتاجرات لهن حس خطير في اكتشاف الأصيل من اللباس التقليدي".وتتابع الحاجة فتيحة "في تجارة الحلال بركة، وهي مصدر دخل إضافي لي وللأسرة كاملة". وتختم وهي تواصل حمدها وشكرها لله "ها أنا في سن التقاعد –تبتسم- وما زلت أكسب بهذه التجارة قوت يومي، وقد أورثها لإحدى بناتي". 

الجزيرة



اقرأ أيضاً
فعاليات مدنية بالنخيل ترفض نقل مركز عين إيطي الصحي وتطالب بحلول بديلة
وجهت مجموعة من فعاليات المجتمع المدني بالنخيل مراسلة الى المدير الجهوي للصحة مراسلة بشأن تحويل المركز الصحي بعين إيطي النخيل الشمالي إلى المركز الصحي بمنطقة الفخارة النخيل الجنوبي. وحسب ما جاء في الشكاية التي اطلعت كشـ24 على نسخة منها فإن تحويل المركز الصحي عين إيطي من مكانه الحالي إلى مكان آخر يثير قلقاً بالغاً لدى سكان المنطقة، وذلك لعدة أسباب ، حيث ان أن التحويل غير مرغوب فيه من طرف ساكنة المنطقة وخصوصا منطقة الجنانات ومنطقة كنون و منطقة عين ايطي. وذلك لبعد المركز الجديد عن السكان، وصعوبة الوصول إليه، وعدم وجود مواصلات، وتأثيره على الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، والاكتظاظ وصغر المركز الصحي الفخارة.. وإكراهات الظروف المناخية ( ارتفاع درجة الحرارة خصوصا في فصل الصيف إلخ. وبناءا على ما سبق، دعا المتضررون الى إعادة النظر في قرار التحويل، والنظر في إمكانية إيجاد حلول بديلة تراعي مصالح المواطنين وتضمن استمرارية تقديم الخدمات الصحية في مكان قريب من المركز الصحي عين إيطي...
مجتمع

مع تكرر حوادث الغرف ضواحي مراكش.. هل صار إنشاء مسابح قروية امرا ملحا ؟؟
مع بداية فصل الصيف، تعود إلى الواجهة مشاهد مؤلمة لحوادث غرق أطفال وشباب في قنوات السقي، والبرك المائية، والصهاريج الفلاحية بعدد من الجماعات التابعة لعمالة مراكش. ورغم تكرار المأساة، ما تزال هذه المناطق تفتقر إلى البدائل الآمنة، وعلى رأسها المسابح البلدية، التي بات غيابها يشكل خطرًا مباشرًا على حياة المئات من أبناء القرى والأحياء الهامشية. فخلال شهري يونيو ويوليوز من سنة 2025، اهتزت منطقة مراكش على وقع عدة حوادث مفجعة، أودت بحياة أطفال في عمر الزهور. فقد لقي طفلان مصرعهما غرقًا في حوض للري بدوار المرادسة بجماعة تامنصورت، فيما شهدت جماعة سعادة، يوم عيد الأضحى، فاجعة جديدة تمثلت في غرق ثلاثة أطفال في صهريج مائي كان مفتوحًا دون حماية، وهي حوادث مؤلمة لا تختلف عن غيرها، سوى بتكرارها المؤلم وسكوت السلطات المحلية والمجالس المنتخبة عنها. وبينما لا تزال مشاريع مثل مسبح تامنصورت حبيسة الأدراج منذ خمس سنوات، يجد مئات الأطفال في القرى والضواحي أنفسهم في مواجهة حرارة الصيف بوسائل بدائية، حيث تتحول قنوات الري والصهاريج والوديان إلى ملاذ للسباحة غير المؤطرة، ما يفتح الباب أمام الكارثة. ورغم بعض المبادرات الفردية والجمعوية للتحسيس بمخاطر السباحة في هذه الأماكن، فإن الواقع يفرض حلًا جذريًا ومؤسساتيًا، يتمثل في إدراج بناء المسابح العمومية القروية ضمن أولويات المجالس المنتخبة بالجماعات القروية التابعة لعمالة مراكش، حيث صار من الضروري تسريع إنجاز المسابح المبرمجة وتعميمها على الجماعات التي تعرف كثافة سكانية وشحًا في البنيات الترفيهية، وتخصيص اعتمادات سنوية لإنشاء فضاءات مائية عمومية مجهزة وآمنة ومازاة مع ذلك صار تسييج وتغطية أحواض الري المفتوحة امرا ملحا، مع وضع لافتات تحذيرية قربها، وتنظيم حملات موسعة للتوعية، خصوصًا في صفوف الأسر والأطفال، وإحداث فرق تدخل وإنقاذ متنقلة، خصوصًا خلال شهور الصيف.
مجتمع

اعتصام إنذاري بالمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش احتجاجاً على تجاهل مطالب الشغيلة الصحية
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت النقابة الوطنية للصحة العمومية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، عن خوض اعتصام إنذاري يومه الإثنين 7 يوليوز 2025، أمام مديرية المركز، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحًا، احتجاجًا على ما وصفته بـ"استمرار الإدارة في نهج سياسة التماطل والتجاهل تجاه المطالب العادلة للشغيلة الصحية". ويأتي هذا القرار عقب اجتماع طارئ عقده المكتب النقابي يوم أمس الأحد 6 يوليوز الجاري، خُصص لتقييم آخر محطة نضالية والتي اعتبرها المكتب "ناجحة بامتياز" بفضل الانخراط الواسع لمستخدمي المركز. وقد خلص الاجتماع إلى ضرورة الدخول في مسلسل نضالي تصعيدي، بعد "تأكد غياب أي بوادر إيجابية للاستجابة الفعلية لمطالب العاملين بالمركز"، حسب ما ورد في بلاغ النقابة. النقابة أكدت في بلاغها تحميلها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكذا إدارة المركز، "كامل المسؤولية في تأجيج حالة الاحتقان السائدة داخل المؤسسة"، مطالبةً بتجاوب فوري وجدي مع ملفها المطلبي الذي يضم نقاطًا اعتبرتها "عادلة ومشروعة". وشدد المكتب النقابي على تمسكه بوحدة مهنيي الصحة، موظفين ومستخدمين، ضمن الميزانية العامة للدولة، على غرار ما هو معمول به في قطاع التعليم العالي، داعياً إلى تحفيز العاملين عبر تثبيت مكتسبات جديدة ضمن ما بات يُعرف بـ"الوظيفة الصحية"، وتوحيد أنظمة التقاعد من خلال مراجعة مواد القانون 22-08 المتعلق بالمجموعات الصحية الترابية. النقابة عبرت عن رفضها القاطع لمشروع النظام الأساسي النموذجي لمستخدمي المجموعات الصحية الترابية، واصفةً إياه بـ"التراجعي"، لا سيما ما يتعلق بإلغاء التعويض عن المردودية، والذي يُعد – بحسب البلاغ – "مكسباً لا يمكن التفريط فيه". وطالبت النقابة بإقرار تعويضات جديدة تشمل صرف راتب الشهرين 13 و14 لفائدة مهنيي الصحة. وفي جانب آخر، ندد البلاغ بما اعتبره "استهدافاً ممنهجاً" لمناضلات ومناضلي النقابة من طرف إدارة المركز، معبّراً عن رفضه "أساليب التضييق والترهيب"، ومحملاً الإدارة مسؤولية تغذية التوتر داخل المؤسسة. كما استنكر ما وصفه بـ"الانتقائية المريبة" في التعامل مع بعض الملفات، مما يعزز "منطق الكيل بمكيالين"، على حد تعبير البيان. وختمت النقابة بلاغها بتأكيد عزمها مواصلة النضال بكافة الأشكال المشروعة، داعية إلى المشاركة المكثفة في الاعتصام الإنذاري المقرر يوم غد.
مجتمع

عوم فالعيون فابور.. الاعلان عن مجانية المسابح بعاصمة الصحراء المغربية
اعلن حمدي ولد الرشيد رئيس جماعة العيون، أنه سيتم افتتاح مجموعة من المسابح الجماعية بالمجان خلال فصل الصيف وذلك ابتداء من يومه الأحد 06 يوليوز 2025 من الساعة العاشرة صباحًا إلى الساعة الثامنة مساءً. ويتعلق الامر وفق الاعلان التي اطلعت كشـ24 على نسخة منه ، بكل من مسبح حي المسيرة ومسبح حي الوحدة - الحزام، ومسبح حي الوفاق، والمسبح الأولمبي الكبير، فيما ستم تخصيص المسبح الأولمبي الكبير للنساء فقط من مختلف الأعمار طيلة فترة الصيف، لتمكينهن من السباحة في أجواء مريحة وآمنة ويهدف هذا الافتتاح وفق الاعلان، إلى تمكين الجميع، أطفالاً وشبابًا، من قضاء أوقات ممتعة في ممارسة السباحة والاستجمام، داخل فضاءات نظيفة وآمنة ومجهزة لاستقبال الساكنة في أفضل الظروف. ومن جهة أخرى، اعلن رئيس الجماعة أن حصص السباحة التي تنظم طيلة السنة ستتوقف مؤقتا، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لاستقبال موسم الصيف، مع التأكيد على أن الجميع مدعو للاستفادة من المسابح خلال هذه الفترة الصيفية المفتوحة في وجه عموم المواطنين، مهيبا بكافة المرتفقين بضرورة التحلي بروح المواطنة والمحافظة على نظافة هذه الفضاءات واحترام تجهيزاتها ومرافقها، باعتبارها ممتلكات جماعية ومتنفسا حيويا لأبناء المدينة
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 07 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة