سياسة

جنوب افريقيا.. “البطة العرجاء” للبريكس


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 23 أغسطس 2023

تجتمع دول "البريكس" بجوهنسبورغ، في جنوب إفريقيا لمناقشة توسيع التكتل، الساعي إلى الاضطلاع بدور جيوسياسي أكثر أهمية في عالم متغير.

الهدف مهم بحد ذاته، لكن القمة تروم ،لا أقل و لا أكثر، تمكين نادي دول "البريكس" الذي تشكل في 2009، لعب دور "رائد" لدول الجنوب، انطلاقا من إحداث "مراجعة" في الحكامة السياسية والمالية الدولية.

غير أن الخبراء يتساءلون حول جدوى واستدامة المشروع، حيث يرون أن هذا الطموح يصطدم بالتباين القائم داخل المجموعة، بل حتى بالمآرب المتضاربة لأعضائها، التي يعاني بعضها من عجز اقتصادي عميق.

جنوب إفريقيا نشاز داخل المجموعة

يبرز اسم جنوب افريقيا بدرجة أولى، هذا البلد الذي لم يلتحق بالمجموعة إلا في 2011، والذي لطالما كان متخلفا في ما يتعلق بالأداء الاقتصادي، مقارنة مع الصين أو الهند أو روسيا أو حتى البرازيل، وهي الدول التي تشكل العمود الفقري لمجموعة البريكس، والتي يفترض أن تشكل تكتلا من الدول الناشئة.

وتعزز الأرقام حجج الخبراء، حيث عرف العقد الأول لإحداث البريكس نموا اقتصاديا للصين، القوة الاقتصادية الأولى للمجموعة بنسبة 176 بالمائة، فيما حققت الهند نموا اقتصاديا بنسبة 110 بالمائة، وروسيا بنسبة 60 في المائة، وروسيا بنسبة47 بالمائة.

في المقابل واصل النمو الاقتصادي لجنوب افريقيا خلال نفس الفترة، تراجعه نتيجة التسيير الكارثي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يمسك بمقاليد الحكم منذ 1994، إذ يبقى النمو المتواضع بنسبة 3,17 بالمائة في 2011 هو أفضل أداء اقتصادي حققته جنوب إفريقيا خلال عقد بأكمله، لكن المثير في الأمر هو أن هذه النسبة تراجعت بدورها إلى 0,66 بالمائة سنة 2016 ثم إلى 0,30 بالمائة في 2019، قبل أن تهوي إلى نسبة ناقص 6,34 بالمائة في 2020.

و المفارقة الصادمة هو أن الناتج الداخلي الخام للصين يرتقب ان يبلغ خلال السنة الجارية ( 2023) ما قيمته 19 تريليون دولار، وهو ما يفوق الناتج الداخلي الخام لجنوب افريقيا بـ 50 مرة.

و علاوة على ذلك ، فالاقتصاد الجنوب الإفريقي لا يمثل إلا ربع الاقتصاد البرازيلي المصنف رابعا في التصنيف الاقتصادي للبريكس.

ومنذ سنة 2014، واصل التصنيف السيادي لجنوب إفريقيا تراجعه حسب أكبر وكالات التصنيف الدولي، ما يعكس بجلاء حالة الانهيار التي يعيشها اقتصاد البلاد، التي ينخرها الفساد لسنوات طويلة.

وتشكل هذه الأرقام تجسيدا صريحا ل"النشاز" الذي تمثله جنوب إفريقيا داخل المجموعة، وهو التعبير الذي وصف به الاقتصادي البريطاني السابق بمجموعة الاستثمار الرائدة "غولدمان ساشز" جيم أونيل، والمعروف بابتكاره لاختصار (بريك) إدماج بريتوريا في التكتل، في إشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل إدماج جنوب افريقيا "لأسباب سياسية بحثة".

وكتب أونيل في مذكرة للمستثمرين، "إن حضور جنوب افريقيا داخل ال"بريكس يشكل عائقا"، معتبرا أن القدرة المحدودة لبريتوريا في تمويل مبادرات التكتل يعني أن هذا البلد يشكل عقبة أمام مبادرات تنمية هذه المجموعة.

حلم الريادة يتبخر

من جهة أخرى، فإن "الضجة الإعلامية"، التي يثيرها قادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بمناسبة لقاء جوهنسبورغ، تظهر بالملموس إصرارهم على الدفاع عن "ريادة مزعومة" لإفريقيا.

وفي هذا الصدد، أكد ليال وايت، وهو باحث بالمؤسسة الجنوب-افريقية "برانثراست"، أن بريتوريا تم تجاوزها بشكل جلي من طرف قوى اقتصادية أخرى بإفريقيا، وهو ما يظهر بحسب الباحث الدور الاقتصادي "الضئيل" لجنوب إفريقيا داخل التكتل، الذي تم قبولها فيه "لأسباب جيوسياسية".

من جانبها، أبرزت الباحثة بجامعة أوكسفورد البريطانية فولاشادي سولي، أن جنوب إفريقيا فقدت كثيرا من وزنها الاقتصادي بإفريقيا، فالبلد لم يعد يستطيع تقديم نفسه كمتحدث باسم إفريقيا، مذكرة بالأداء الاقتصادي المخيب للآمال لجنوب إفريقيا على المستوى القاري.

موقف متعصب من زمن بائد

وتربط الباحثة تراجع الاستثمارات بجنوب إفريقيا ببروز وجهات جديدة أكثر أمانا وبنمو اقتصادي أكبر، على الساحة.

واعتبرت أن وجود جنوب إفريقيا في مجموعة بريكس "يخدم مصالح السياسة الخارجية للبلاد عوض خدمته لمصالح إفريقيا"، ويرى الكثيرون، ارتباطا بهذا الموضوع، أن الموقف المتعصب والإيديولوجي من زمن آخر في بريتوريا خدمة لقضايا خاسرة، يشكل عائقا آخر أمام قدرة بريكس بلوغ أهدافها الاقتصادية، وهو الموقف الذي أكسب جنوب إفريقيا لقب البطة العرجاء في هذه المجموعة.

وأضافت الباحثة أنه على الرغم من ادعاء قادة جنوب إفريقيا أن هذا الحضور يمثل فرصة لتعزيز مصالح إفريقيا، إلا أن الحقيقة تتمثل في سعي بريتوريا إلى جذب الانتباه الدولي رغم وزنها الاقتصادي المتواضع، مسجلة بروز " شكوك مريبة" بإفريقيا حول المرامي الحقيقية لجنوب إفريقيا داخل "بريكس".

تجتمع دول "البريكس" بجوهنسبورغ، في جنوب إفريقيا لمناقشة توسيع التكتل، الساعي إلى الاضطلاع بدور جيوسياسي أكثر أهمية في عالم متغير.

الهدف مهم بحد ذاته، لكن القمة تروم ،لا أقل و لا أكثر، تمكين نادي دول "البريكس" الذي تشكل في 2009، لعب دور "رائد" لدول الجنوب، انطلاقا من إحداث "مراجعة" في الحكامة السياسية والمالية الدولية.

غير أن الخبراء يتساءلون حول جدوى واستدامة المشروع، حيث يرون أن هذا الطموح يصطدم بالتباين القائم داخل المجموعة، بل حتى بالمآرب المتضاربة لأعضائها، التي يعاني بعضها من عجز اقتصادي عميق.

جنوب إفريقيا نشاز داخل المجموعة

يبرز اسم جنوب افريقيا بدرجة أولى، هذا البلد الذي لم يلتحق بالمجموعة إلا في 2011، والذي لطالما كان متخلفا في ما يتعلق بالأداء الاقتصادي، مقارنة مع الصين أو الهند أو روسيا أو حتى البرازيل، وهي الدول التي تشكل العمود الفقري لمجموعة البريكس، والتي يفترض أن تشكل تكتلا من الدول الناشئة.

وتعزز الأرقام حجج الخبراء، حيث عرف العقد الأول لإحداث البريكس نموا اقتصاديا للصين، القوة الاقتصادية الأولى للمجموعة بنسبة 176 بالمائة، فيما حققت الهند نموا اقتصاديا بنسبة 110 بالمائة، وروسيا بنسبة 60 في المائة، وروسيا بنسبة47 بالمائة.

في المقابل واصل النمو الاقتصادي لجنوب افريقيا خلال نفس الفترة، تراجعه نتيجة التسيير الكارثي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يمسك بمقاليد الحكم منذ 1994، إذ يبقى النمو المتواضع بنسبة 3,17 بالمائة في 2011 هو أفضل أداء اقتصادي حققته جنوب إفريقيا خلال عقد بأكمله، لكن المثير في الأمر هو أن هذه النسبة تراجعت بدورها إلى 0,66 بالمائة سنة 2016 ثم إلى 0,30 بالمائة في 2019، قبل أن تهوي إلى نسبة ناقص 6,34 بالمائة في 2020.

و المفارقة الصادمة هو أن الناتج الداخلي الخام للصين يرتقب ان يبلغ خلال السنة الجارية ( 2023) ما قيمته 19 تريليون دولار، وهو ما يفوق الناتج الداخلي الخام لجنوب افريقيا بـ 50 مرة.

و علاوة على ذلك ، فالاقتصاد الجنوب الإفريقي لا يمثل إلا ربع الاقتصاد البرازيلي المصنف رابعا في التصنيف الاقتصادي للبريكس.

ومنذ سنة 2014، واصل التصنيف السيادي لجنوب إفريقيا تراجعه حسب أكبر وكالات التصنيف الدولي، ما يعكس بجلاء حالة الانهيار التي يعيشها اقتصاد البلاد، التي ينخرها الفساد لسنوات طويلة.

وتشكل هذه الأرقام تجسيدا صريحا ل"النشاز" الذي تمثله جنوب إفريقيا داخل المجموعة، وهو التعبير الذي وصف به الاقتصادي البريطاني السابق بمجموعة الاستثمار الرائدة "غولدمان ساشز" جيم أونيل، والمعروف بابتكاره لاختصار (بريك) إدماج بريتوريا في التكتل، في إشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل إدماج جنوب افريقيا "لأسباب سياسية بحثة".

وكتب أونيل في مذكرة للمستثمرين، "إن حضور جنوب افريقيا داخل ال"بريكس يشكل عائقا"، معتبرا أن القدرة المحدودة لبريتوريا في تمويل مبادرات التكتل يعني أن هذا البلد يشكل عقبة أمام مبادرات تنمية هذه المجموعة.

حلم الريادة يتبخر

من جهة أخرى، فإن "الضجة الإعلامية"، التي يثيرها قادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بمناسبة لقاء جوهنسبورغ، تظهر بالملموس إصرارهم على الدفاع عن "ريادة مزعومة" لإفريقيا.

وفي هذا الصدد، أكد ليال وايت، وهو باحث بالمؤسسة الجنوب-افريقية "برانثراست"، أن بريتوريا تم تجاوزها بشكل جلي من طرف قوى اقتصادية أخرى بإفريقيا، وهو ما يظهر بحسب الباحث الدور الاقتصادي "الضئيل" لجنوب إفريقيا داخل التكتل، الذي تم قبولها فيه "لأسباب جيوسياسية".

من جانبها، أبرزت الباحثة بجامعة أوكسفورد البريطانية فولاشادي سولي، أن جنوب إفريقيا فقدت كثيرا من وزنها الاقتصادي بإفريقيا، فالبلد لم يعد يستطيع تقديم نفسه كمتحدث باسم إفريقيا، مذكرة بالأداء الاقتصادي المخيب للآمال لجنوب إفريقيا على المستوى القاري.

موقف متعصب من زمن بائد

وتربط الباحثة تراجع الاستثمارات بجنوب إفريقيا ببروز وجهات جديدة أكثر أمانا وبنمو اقتصادي أكبر، على الساحة.

واعتبرت أن وجود جنوب إفريقيا في مجموعة بريكس "يخدم مصالح السياسة الخارجية للبلاد عوض خدمته لمصالح إفريقيا"، ويرى الكثيرون، ارتباطا بهذا الموضوع، أن الموقف المتعصب والإيديولوجي من زمن آخر في بريتوريا خدمة لقضايا خاسرة، يشكل عائقا آخر أمام قدرة بريكس بلوغ أهدافها الاقتصادية، وهو الموقف الذي أكسب جنوب إفريقيا لقب البطة العرجاء في هذه المجموعة.

وأضافت الباحثة أنه على الرغم من ادعاء قادة جنوب إفريقيا أن هذا الحضور يمثل فرصة لتعزيز مصالح إفريقيا، إلا أن الحقيقة تتمثل في سعي بريتوريا إلى جذب الانتباه الدولي رغم وزنها الاقتصادي المتواضع، مسجلة بروز " شكوك مريبة" بإفريقيا حول المرامي الحقيقية لجنوب إفريقيا داخل "بريكس".



اقرأ أيضاً
المصادقة على تعيينات جديدة في مناصب عليا
صادق مجلس الحكومة، اليوم الخميس، على مقترحات تعيين في مناصب عليا طبقا للفصل 92 من الدستور. وذكر بلاغ للوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، بأنه تم على مستوى وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تعيين: توفيق ايت الفقيه، مديرا للاستراتيجية والتمويلات والتقييم. وعلى مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تعيين: مولاي الصادق قاديري، مديرا للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة، و علي السهلاوي، مديرا للمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة. وعلى مستوى وزارة العدل، تعيين: نائلة حديدو، مديرة للتحديث ونظم المعلومات. وعلى مستوى وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات-قطاع التكوين المهني، تعيين: نعيمة الصابري، مديرة للتخطيط والتقييم. وعلى مستوى وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني- قطاع الصناعة التقليدية، تعيين: حسناء زروق، مديرة التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع التقليديين.
سياسة

بلحداد لكشـ24: تهور نظام الكابرانات يقود المنطقة نحو المجهول
حذر نور الدين بلحداد، الاستاذ بمعهد الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والباحث المتخصص في شؤون الصحراء المغربية، من التبعات الخطيرة للخيارات الانتحارية التي ينهجها النظام الجزائري بدعمه المستمر لميليشيات البوليساريو، معتبرا أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأقاليم الجنوبية للمملكة لا تعدو أن تكون محاولات خجولة وبائسة تعكس حجم التخبط والارتباك لدى خصوم الوحدة الترابية للمغرب.وفي تصريح خص به موقع كشـ24، شدد بلحداد على أن النظام العسكري الجزائري يدفع بالمنطقة نحو الدمار، في وقت يعرف فيه العالم تحولات جيوسياسية عميقة تتطلب الحكمة والتبصر، لا المغامرة وزرع الفتنة، مشيرا إلى أن الجزائر ماضية في مسار عبثي قد يجر عليها كوارث داخلية وخارجية، خصوصا بعد أن انكشف دورها في رعاية كيان انفصالي مسلح يهدد السلم والأمن الدوليين.وأكد المتحدث ذاته، أن ما يجري اليوم على المستوى الدولي يعكس إدراكا متزايدا بشرعية المغرب في صحرائه، سواء من خلال الاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء أو افتتاح التمثيليات الدبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة، إلى جانب الإشادة المتنامية بالدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس في قيادة مسيرة التنمية والاستقرار بالمنطقة.وأضاف بلحداد أن ما وصفه بالذبابة الطنانة التي زرعها النظام الجزائري منذ سنة 1976، والمتمثلة في جبهة البوليساريو الانفصالية، باتت في طريقها إلى الزوال، لا سيما مع تزايد الأصوات الدولية الداعية إلى تصنيف هذه الجبهة كتنظيم إرهابي، وهو ما قد يشكل ضربة قاصمة لها ولمموليها.وفي تحذير صريح، نبه بلحداد إلى أن الدول الكبرى، وفي حال ثبوت تورط الجزائر الرسمي في دعم الإرهاب عبر تسليح وتمويل ميليشيات البوليساريو، قد لا تتردد في محاسبة النظام ومقاربته للمنطقة، بل وقد تلجأ إلى فرض عقوبات قاسية أو حتى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لشمال إفريقيا، وهو سيناريو لا يستبعده المتحدث في ظل صمت الحكماء داخل الجزائر.وأوضح بلحداد أن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك وبإجماع شعبها، مؤمنة بعدالة قضيتها، وماضية في بناء أقاليمها الجنوبية بروح وطنية عالية، مجددا التأكيد على أن هذه الهجمات "لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة مسيرتنا الوحدوية والتنموية".وختم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن القادم سيحمل مفاجآت ثقيلة لنظام العسكر الجزائري، الذي قد يدفع ثمنا باهظا نتيجة سياسته الداعمة للانفصال وزرع الفوضى، مضيفا "كلنا مغاربة، موحدون خلف شعار الله، الوطن، الملك، ولن نتراجع عن قسم المسيرة الخضراء مهما كانت التحديات".
سياسة

خبير في العلاقات الدولية لكشـ24: التحركات الأخيرة للبوليساريو انتحار سياسي
اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ورئيس مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، محمد نشطاوي، أن التحركات الأخيرة لميليشيات البوليساريو ليست مجرد تهور، بل تدخل في خانة الانتحار السياسي، في ظل ما وصفه بالخناق المتزايد الذي باتت تعانيه الجبهة على أكثر من مستوى. وأوضح نشطاوي في تصريحه لموقع كشـ24، أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأراضي المغربية، خاصة بمدينة السمارة، تأتي كمحاولة يائسة من طرف الجبهة الانفصالية لإعادة بعث وجودها الرمزي، لكنها في الواقع لا تعدو أن تكون خرقا صريحا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، وهو ما أكدته أيضا تحقيقات بعثة الأمم المتحدة المينورسو. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن البوليساريو باتت تواجه عزلة دولية متزايدة، تتجلى في التراجع الكبير في عدد الدول المعترفة بالجمهورية الوهمية، مقابل تنامي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، وافتتاح عدد من القنصليات والتمثيليات الدبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة، مما يعكس تحولا عميقا في المواقف الدولية. كما لفت نشطاوي إلى أن مشروع القانون الذي تقدم به عضوا الكونغرس الأمريكي ويلسون وبانيتا، والرامي إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، قد يشكل ضربة قاصمة للجبهة وللداعم الرئيسي لها، الجزائر، خاصة بالنظر إلى ارتباطاتها المحتملة بإيران وحزب الله، حسب ما ورد في نص المشروع. واعتبر مصرحنا أن هذه المبادرات تفتح الباب أمام المرحلة الأخيرة لتصفية ملف الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن المرتقب في أكتوبر المقبل قد يحمل إشارات قوية نحو سحب هذا الملف من اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، خاصة أن المغرب هو من أدرج القضية سنة 1963 ضد الاستعمار الإسباني، وقد استعاد أراضيه بشكل فعلي. وختم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن الدبلوماسية المغربية، باعتمادها نهجا هادئا لكنه هجومي، استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام ميليشيات البوليساريو وحلفائها، مرجحا أن يكون ما وصفه بالخطأ القاتل الذي ارتكبته الجبهة الوهمية، مدخلا لنهاية مشروعها الانفصالي، بفعل الخسائر السياسية والدبلوماسية المتتالية.
سياسة

حزب الاستقلال يحصل على ستة أصوات في انتخابات جزئية بأولاد الطيب بنواحي فاس
أثار حصول حزب الاستقلال في انتخابات جزئية جرت يوم أمس بمنطقة أولاد الطيب لملء مقعد شاغر في المجلس الجماعي للمنطقة، الكثير من التساؤلات بشأن حضور حزب الاستقلال في العاصمة العلمية وأحوازها. واستغرب عدد من المتفاعلين ومنهم أعضاء في هذا الحزب، ملابسات هذه النتيجة، في وقت يضم مكتب الفرع بالمنطقة ما يقرب من 21 عضوا.لكن في المقابل، عبر حزب "الميزان" بالمنطقة، عن "اعتزازها الكبير بالمجهود المبذول من طرف الاخوان والأخوات في فرع وألاد الطيب من اجل الانطلاق في مرحلة البناء".وسجل بأن مرحلة بناء الحزب في أولاد الطيب بدأت بعد ان كانت الجماعة تعرف غيابا كليا لهذا الحزب سواء تنظيميا او حتى في المحطات الانتخابية سواء خلال انتخابات 2021 او 2016.وذكر بأن الحزب حصل في انتخابات 2021 في المنطقة بأكملها على 37 صوت و "الحال انه اليوم خلال 2025 و بعد تأسيس الفرع حصل في إحدى الدوائر على 60 صوت و في هاته الدائرة على 10 أصوات. وتحدث عن "تفوق" على نتائج الانتخابات لسنة 2021.وفاز حزب "الأحرار" مجددا بهذا المقعد، في مواجهة مرشح البام ومرشحة حزب الاستقلال. وانتقد هذا الأخير ما أسماه باستعمال الأساليب الدنيئة في الانتخابات. ونجح حزب التجمع الوطني للأحرار في حصد أغلب المقاعد خلال الانتخابات الجزئية التي جرت في عدد من الجماعات الترابية التابعة لجهة فاس-مكناس.وفاز في انتخابات جرت بجماعة بوهودة بتاونات، كما فاز في أولاد الطيب بنواحي فاس، ونجح في جماعة المنزل بإقليم صفرو. وفي الوقت الذي اعتبر التجمعيون بأن الأمر يتعلق بنتائج تؤكد مسار الثقة الذي يعود إلى إنجازات الحكومة الحالية، فأن الكثير من المنتقدين يتحدثون عن حملات صامتة في خزانات انتخابية تستغل فيها الهشاشة، وتمر العملية عموما في غياب منافسة قوية وظل إقبال جد محدود على صناديق الإقتراع.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة