صحافة

جمعية الإعلام والناشرين تدعو لإصلاح عاجل للقطاع


كشـ24 نشر في: 20 سبتمبر 2024

انعقد الجمع العام العادي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين (ANME) يوم الجمعة 20 شتنبر في فندق سوفيتل الدار البيضاء، بحضور الأعضاء والفاعلين الرئيسيين في القطاع الإعلامي الوطني. وأتاح هذا اللقاء فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه قطاع الصحافة، بالإضافة إلى الإصلاحات الضرورية لضمان تطوره، وذلك بالتزامن مع اقتراب الأحداث الدولية الكبرى مثل كأس العالم 2030.

استُهلت أعمال الجمع بكلمة لفاطمة الورياغلي، نائبة رئيسة الجمعية، التي أكدت على أهمية هذا الاجتماع. وأشارت إلى أن الجمع سيكون فرصة لتقديم التقريرين الأدبي والمالي، وكذلك للتطرق إلى المشكلات العديدة التي تؤثر على الصحافة الوطنية. وأوضحت أن هناك العديد من المشاريع التي أطلقتها الجمعية بالفعل لمعالجة هذه المشكلات، لكنها أكدت أن التحديات لا تزال كبيرة.

وقدم مختار الغزيوي، الأمين العام للجمعية، تقريرًا أدبيًا استعرض فيه السنوات الأربع من تاريخ الجمعية. وذكر أن الجمعية تأسست في لحظة حرجة من تاريخ الإعلام المغربي، في ظل أزمة جائحة كوفيد-19 التي كادت أن تقضي على القطاع. وعلى الرغم من حداثة الجمعية، إلا أنها تمكنت من اتخاذ تدابير هامة، مثل ضمان استمرار أجور الصحفيين، بفضل الجهود التي قادها السيد إدريس شحتان، رئيس الجمعية.

ومع ذلك، أشار الغزيوي إلى أنه مع اقتراب الأحداث الكبرى مثل كأس العالم 2030، يتعين طرح سؤال حاسم: "هل الصحافة الوطنية جاهزة بما يكفي لمواجهة هذه التحديات الكبيرة؟".

وأكد على ضرورة إعادة هيكلة الصحافة الرياضية بشكل خاص، مشيرًا إلى الثغرات التي ظهرت خلال تغطية مونديال قطر 2022، حيث لوحظت تصرفات غير مهنية.
كما شدد على أهمية التدريب والتكوين المستمر في مجال الكتابة الصحفية والاتصال لرفع المستوى العام لهذا القطاع، قبل حلول المواعيد الدولية القادمة.

من جهته، تناول خالد الحري، أمين مال الجمعية، الوضع المالي للجمعية، حيث أوضح أن الخزينة الحالية بلغت 342 مليون سنتيم، مقارنة بـ 638 مليون سنتيم في البداية. وذكر أن نفقات التشغيل السنوية بلغت 538 مليون سنتيم، مدعومة بشكل كبير من طرف الوزارة الوصية.

وأضاف أنه بفضل الإدارة الصارمة، تمكنت الجمعية من تحقيق فائض صافي بقيمة مليون درهم خُصص لتمويل دورات تدريبية لغوية للصحفيين، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز مهاراتهم في التواصل الدولي. كما أشار إلى العمليات التي أجرتها الجمعية خلال كأس أمم إفريقيا، والتي ساعدت في استرداد 21 مليون سنتيم بالأورو.

من جانبه، أثنى عبد المنعم دلمي، الرئيس الشرفي للجمعية، على التطورات التي شهدتها الجمعية في التكيف مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأكد أن الجمعية تتيح اليوم للقطاع الإعلامي التعبير بصوت واحد، مع التركيز بشكل متزايد على الأخلاق والقيم المهنية، مشيرًا إلى الدينامية التي يتحلى بها إدريس شحتان في معالجة مشاكل القطاع.

وفي كلمته، تطرق يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، إلى أحد الجوانب الحرجة للأزمة الحالية، وهي ضعف الهيكلة في المؤسسات الصحفية. وشدد على ضرورة إعادة هيكلة هذه المؤسسات لضمان احترام القواعد الأخلاقية، مثل تجنب الانتحال والالتزام بالمهنية.

وأكد أن "فقط الصحافة القوية والمهنية هي التي يمكنها حل المشكلات التي يواجهها القطاع ككل"، مضيفًا أن هذا يتطلب التزاما سياسيا صارما.

وندد عبد الكبير أخشيشن، رئيس نقابة الصحافة الوطنية، بالحالة غير المسبوقة من الهشاشة التي يعاني منها القطاع. ودعا إلى إعادة صياغة الإطار القانوني لمكافحة التدهور في المعايير، مشددًا على أن النقابة والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين (ANME) هما حليفان رئيسيان في هذه المعركة لتحسين ظروف العمل للصحفيين.

وأكد رئيس نقابة الصحافة الوطنية قائلاً: "سنواصل نضالنا لضمان دعم دائم من الحكومة للصحافة الوطنية".

من جانبه، أعرب عبد الله البقالي، رئيس المجلس الوطني لبطاقة الصحافة، عن قلقه إزاء انتشار الصحفيين المزيفين. وأشار إلى أن 40% من بطاقات الصحافة الحالية تم منحها لأشخاص لا يستوفون المعايير المهنية.

وشدد على ضرورة وضع تعريف واضح لماهية المؤسسة الصحفية، وضرورة وقف انتشار الكيانات الوهمية. وحذّر قائلاً: "عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا لمستقبل الصحافة الوطنية. يجب علينا إيقاف هذا النزيف بشكل نهائي".

وفي ختام أعمال الجمع العام، أكد إدريس شحتان، رئيس الجمعية، على خطورة الوضع قائلاً: "لقد أصبحنا نحن الصحفيين المهنيين أقلية في قطاعنا"، مندّدًا بتزايد أعداد "الصحفيين المزيفين" والمؤثرين الذين يدّعون أنهم صحفيون دون احترام المعايير المهنية.

وأكد على أهمية تدخل الجمعية لاستعادة مكانة الصحافة المغربية، معلنا أن إصلاحات تتعلق بمنح الدعم المالي من الدولة للمؤسسات الصحفية ستصدر قريبًا، مع معايير مشددة لضمان استفادة المؤسسات التي تتمتع بهيكلة واضحة فقط.

انعقد الجمع العام العادي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين (ANME) يوم الجمعة 20 شتنبر في فندق سوفيتل الدار البيضاء، بحضور الأعضاء والفاعلين الرئيسيين في القطاع الإعلامي الوطني. وأتاح هذا اللقاء فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه قطاع الصحافة، بالإضافة إلى الإصلاحات الضرورية لضمان تطوره، وذلك بالتزامن مع اقتراب الأحداث الدولية الكبرى مثل كأس العالم 2030.

استُهلت أعمال الجمع بكلمة لفاطمة الورياغلي، نائبة رئيسة الجمعية، التي أكدت على أهمية هذا الاجتماع. وأشارت إلى أن الجمع سيكون فرصة لتقديم التقريرين الأدبي والمالي، وكذلك للتطرق إلى المشكلات العديدة التي تؤثر على الصحافة الوطنية. وأوضحت أن هناك العديد من المشاريع التي أطلقتها الجمعية بالفعل لمعالجة هذه المشكلات، لكنها أكدت أن التحديات لا تزال كبيرة.

وقدم مختار الغزيوي، الأمين العام للجمعية، تقريرًا أدبيًا استعرض فيه السنوات الأربع من تاريخ الجمعية. وذكر أن الجمعية تأسست في لحظة حرجة من تاريخ الإعلام المغربي، في ظل أزمة جائحة كوفيد-19 التي كادت أن تقضي على القطاع. وعلى الرغم من حداثة الجمعية، إلا أنها تمكنت من اتخاذ تدابير هامة، مثل ضمان استمرار أجور الصحفيين، بفضل الجهود التي قادها السيد إدريس شحتان، رئيس الجمعية.

ومع ذلك، أشار الغزيوي إلى أنه مع اقتراب الأحداث الكبرى مثل كأس العالم 2030، يتعين طرح سؤال حاسم: "هل الصحافة الوطنية جاهزة بما يكفي لمواجهة هذه التحديات الكبيرة؟".

وأكد على ضرورة إعادة هيكلة الصحافة الرياضية بشكل خاص، مشيرًا إلى الثغرات التي ظهرت خلال تغطية مونديال قطر 2022، حيث لوحظت تصرفات غير مهنية.
كما شدد على أهمية التدريب والتكوين المستمر في مجال الكتابة الصحفية والاتصال لرفع المستوى العام لهذا القطاع، قبل حلول المواعيد الدولية القادمة.

من جهته، تناول خالد الحري، أمين مال الجمعية، الوضع المالي للجمعية، حيث أوضح أن الخزينة الحالية بلغت 342 مليون سنتيم، مقارنة بـ 638 مليون سنتيم في البداية. وذكر أن نفقات التشغيل السنوية بلغت 538 مليون سنتيم، مدعومة بشكل كبير من طرف الوزارة الوصية.

وأضاف أنه بفضل الإدارة الصارمة، تمكنت الجمعية من تحقيق فائض صافي بقيمة مليون درهم خُصص لتمويل دورات تدريبية لغوية للصحفيين، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز مهاراتهم في التواصل الدولي. كما أشار إلى العمليات التي أجرتها الجمعية خلال كأس أمم إفريقيا، والتي ساعدت في استرداد 21 مليون سنتيم بالأورو.

من جانبه، أثنى عبد المنعم دلمي، الرئيس الشرفي للجمعية، على التطورات التي شهدتها الجمعية في التكيف مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأكد أن الجمعية تتيح اليوم للقطاع الإعلامي التعبير بصوت واحد، مع التركيز بشكل متزايد على الأخلاق والقيم المهنية، مشيرًا إلى الدينامية التي يتحلى بها إدريس شحتان في معالجة مشاكل القطاع.

وفي كلمته، تطرق يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، إلى أحد الجوانب الحرجة للأزمة الحالية، وهي ضعف الهيكلة في المؤسسات الصحفية. وشدد على ضرورة إعادة هيكلة هذه المؤسسات لضمان احترام القواعد الأخلاقية، مثل تجنب الانتحال والالتزام بالمهنية.

وأكد أن "فقط الصحافة القوية والمهنية هي التي يمكنها حل المشكلات التي يواجهها القطاع ككل"، مضيفًا أن هذا يتطلب التزاما سياسيا صارما.

وندد عبد الكبير أخشيشن، رئيس نقابة الصحافة الوطنية، بالحالة غير المسبوقة من الهشاشة التي يعاني منها القطاع. ودعا إلى إعادة صياغة الإطار القانوني لمكافحة التدهور في المعايير، مشددًا على أن النقابة والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين (ANME) هما حليفان رئيسيان في هذه المعركة لتحسين ظروف العمل للصحفيين.

وأكد رئيس نقابة الصحافة الوطنية قائلاً: "سنواصل نضالنا لضمان دعم دائم من الحكومة للصحافة الوطنية".

من جانبه، أعرب عبد الله البقالي، رئيس المجلس الوطني لبطاقة الصحافة، عن قلقه إزاء انتشار الصحفيين المزيفين. وأشار إلى أن 40% من بطاقات الصحافة الحالية تم منحها لأشخاص لا يستوفون المعايير المهنية.

وشدد على ضرورة وضع تعريف واضح لماهية المؤسسة الصحفية، وضرورة وقف انتشار الكيانات الوهمية. وحذّر قائلاً: "عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا لمستقبل الصحافة الوطنية. يجب علينا إيقاف هذا النزيف بشكل نهائي".

وفي ختام أعمال الجمع العام، أكد إدريس شحتان، رئيس الجمعية، على خطورة الوضع قائلاً: "لقد أصبحنا نحن الصحفيين المهنيين أقلية في قطاعنا"، مندّدًا بتزايد أعداد "الصحفيين المزيفين" والمؤثرين الذين يدّعون أنهم صحفيون دون احترام المعايير المهنية.

وأكد على أهمية تدخل الجمعية لاستعادة مكانة الصحافة المغربية، معلنا أن إصلاحات تتعلق بمنح الدعم المالي من الدولة للمؤسسات الصحفية ستصدر قريبًا، مع معايير مشددة لضمان استفادة المؤسسات التي تتمتع بهيكلة واضحة فقط.



اقرأ أيضاً
“فرانس24” تكتبها صاغرة: الصحراء مغربية
في تحول لافت ومفاجئ، كسرت قناة "فرانس24" واحدة من أبرز قواعدها التحريرية التي طالما أثارت استياء الرأي العام المغربي، وكتبت لأول مرة عبارة "الصحراء المغربية"، لتسقط بذلك أقنعة الحياد المزيف والانحياز المكشوف الذي طبع تغطيتها لملف الصحراء لعقود، بل وتضع نفسها – صاغرة – أمام حقيقة راسخة ميدانياً، سياسياً ودولياً.لسنوات طويلة، تحولت "فرانس24" إلى منبر دعائي غير رسمي يخدم أجندات لوبيات معادية للمغرب، سواء من داخل فرنسا أو من خارجها، حيث انتهجت سياسة تحريرية منحازة في تغطية قضية الصحراء المغربية. تقارير القناة ظلت تروج لخطاب الانفصال بشكل ممنهج، مستخدمة مصطلحات مشحونة، مستضيفة ضيوفاً معروفين بعدائهم للمغرب، في مشاهد إعلامية معدّة على "المقاس"، تعكس رغبة واضحة في فرض سردية لا علاقة لها بالواقع على الأرض. ورغم احتجاجات المغاربة، وموجات الغضب التي كانت تشتعل على شبكات التواصل الاجتماعي عقب كل تقرير مسيء أو "خريطة مبتورة"، ظلت القناة مصرة على استعمال مصطلح "الصحراء الغربية"، إلى درجة أن النطق بـ"الصحراء المغربية" كان بمثابة محرم قد يؤدي بالصحفي إلى الإقصاء أو الطرد، كما وقع في حالات معروفة. لكن، يبدو أن الرياح لم تعد تهب كما يشتهي مسيرو القناة، فالاعترافات الدولية المتتالية بسيادة المغرب على صحرائه، بدءاً بدول أوروبية، ثم دول إفريقية وعربية عديدة، وضعت الإعلام الغربي أمام أمر واقع لا يمكن تجاهله إلى ما لا نهاية. وفي ظل هذه المتغيرات الجيوسياسية، أصبح استخدام مصطلح "الصحراء الغربية" عبئاً حتى على الجهات الإعلامية التي ظلت تحاول لعب دور "الوسيط المحايد" في الظاهر، لكنها كانت تغذي الانفصال في الباطن.    
صحافة

انطلاق عملية استقبال طلبات الدعم المخصص لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع التواصل- عن انطلاق عملية استقبال ملفات طلبات الدعم العمومي لفائدة مؤسسات الصحافة والنشر وشركات الطباعة وشركات التوزيع، برسم سنة 2025، وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 ماي إلى غاية 26 يونيو 2025. وذكر بلاغ للوزارة أن ذلك يأتي استنادا إلى المرسوم رقم 2.23.1041 الصادر في 8 جمادى الآخرة 1445 (22 ديسمبر 2023)، بتحديد شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم العمومي الموجه لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، والقرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما. كما يأتي، حسب المصدر ذاته، استنادا إلى القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 677.25 الصادر في 23 من رمضان 1446 (24 مارس 2025) بتتميم القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما، وكذا قرار لوزير الشباب والثقافة والتواصل رقم 3195.24 صادر في 17 من جمادى الآخرة 1446 (19 دجنبر 2024)، بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع. وأشار البلاغ إلى أن ملف الطلب يجب أن يتضمن كافة الوثائق المحددة في القرار الوزاري رقم 3195.24، الصادر في 17 جمادى الآخرة 1146 (19 ديسمبر 2024) بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، لافتا إلى أن الملفات ترسل في صيغة إلكترونية إلى البريد الإلكتروني ([email protected]).
صحافة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة..منتدى مغربي يدعو إلى استقلالية الإعلام
دعا منتدى مغربي يهتم بقضايا المواطنة والإعلام بالمغرب، إلى "تكريس استقلالية الإعلام عن مراكز النفوذ السياسي والمالي". وطالب "منتدى الإعلام والمواطنة"، في بيان له بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة، بضرورة توفير الضمانات القانونية والمؤسساتية الكفيلة بحماية الصحافيين. ويتم تخليد هذا اليوم العالمي، هذا العام تحت شعار: "الصحافة في وجه التضليل... الحقيقة أولاً." ودعا المنتدى، في السياق ذاته، إلى إطلاق نقاش وطني حول إصلاح شامل للإعلام المغربي، بما يحقق التوازن بين الحرية والمسؤولية، ويرسّخ أخلاقيات المهنة، ويواكب التحولات التكنولوجية الجديدة. كما دعا إلى تحرير الإعلام العمومي في إطار ورش الإصلاح والتحرير وفتح فضاءاته وبرامجه للنقاش السياسي والاجتماعي والثقافي الحر والمتعدد، حتى يمكن أن يكون قادرا على مواجهة تداعيات المرحلة الراهنة.
صحافة

يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
صحافة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة