الثلاثاء 16 أبريل 2024, 23:00

ثقافة-وفن

جمال المحافظ يكتب عن الوضعية الراهنة للأمازيغية في الإعلام المغربي


كشـ24 نشر في: 1 يناير 2022

الرباط: جمال المحافظ ينفرد المغرب بخاصية التنصيص في دستوره على جعل الأمازيغية إلى جانب العربية لغة رسمية للبلاد، وهو ما يعد أهم المكاسب المحققة في مجال الاعتراف بالتعددية اللغوية، ذلك أن المملكة المغربية أصبحت أول بلد عربي يعترف بالأمازيغية كلغة وتراث مشترك لجميع المغاربة.الفصل الخامس من الدستور المغربي ينص على أن «اللغة العربية تظل اللغة الرسمية للدولة. وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها. وتعد الأمازيغية أيضاً لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيداً مشتركاً لجميع المغاربة من دون استثناء». بيد أن الاعتراف الدستوري بالأمازيغية كلغة رسمية، وإن كان يكتسى أهمية كبرى، فإنه من الملاحظ أن هناك تراكمات متعددة، التي رفع سقفها ما جاء في خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2001، ببلدة أجدير حيث دعا إلى بذل الجهود للنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين باعتبار أن الأمازيغية هي ملك لكافة المغاربة من دون استثناء.وإثر ذلك توالت العديد من المبادرات والقرارات، منها الإعلان عام 2002 عن إحداث «المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية». وفي عام 2003 جرى إدراج الأمازيغية في مناهج التعليم بحرف «التيفيناغ»، وهي أبجدية استخدمها الأمازيغ بمنطقة شمال أفريقيا في عصور ما قبل الميلاد، لكتابة لغتهم والتعبير عن طقوسهم وشعائرهم الدينية. كذلك تقرر إدماج الأمازيغية في الإعلام العمومي عام 2006، قبل إعطاء انطلاقة القناة التلفزيونية الأمازيغية عام 2010.- إدماج الأمازيغية في الحياة العامةبعد مرور ثماني سنوات على دستور 2011، وافق مجلس النواب المغربي عام 2019 على مشروع القانون التنظيمي، المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الذي يهدف إلى إدماج هذه اللغة في مجالات التعليم، والتشريع والعمل البرلماني، والإعلام والاتصال، والإبداع الثقافي والفني، وفي الإدارات وسائر المرافق العمومية، والفضاءات العمومية وبمجال التقاضي.وإذا كانت «دسترة» الأمازيغية ترجع إلى عام 2011، فإن تجربة الإعلام الأمازيغي بالمغرب تعود إلى أواخر عقد الثلاثينات من القرن الماضي. يومذاك أسست أول إذاعة أمازيغية عام 1938، التي وإن كانت قد ساهمت إلى حد كبير في التعريف بالأغنية الأمازيغية، فإن أداءها ظل محدودا بالنظر إلى الإمكانيات المتواضعة جدا التي رصدت لها، وضعف الموارد البشرية التي خصصت لها. هذا الواقع «جعل ملف الأمازيغية يراوح مكانه منذ عقد الخمسينات رغم سنوات النضال الذي خاضته الجمعيات الأمازيغية بمختلف مشاربها وتوجهاتها»، كما قال محمد الغيداني، الباحث والإعلامي المغربي لـ«الشرق الأوسط».- قناة لخدمة التنوع الثقافي واللغويويضيف الغيداني شارحاً «بعد حصول المغرب على الاستقلال في عام 1956، عرف البث الإذاعي بالمغرب تحولا مهما، إذ في حين أصبحت البرامج باللغتين العربية والفرنسية تقدم على مدار الساعة، تدرجت فترات بث برامج الإذاعة الأمازيغية من تسع ساعات إلى 12 ساعة لتصل إلى 16 ساعة يومياً عام 2005. وراهناً باتت ساعات البث 24 ساعة يومياً.لكن «بعد سنوات من النضال»، جاءت الانطلاقة الرسمية لقناة تلفزيونية ناطقة بالأمازيغية في مارس (آذار) 2010، بهدف «خدمة التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب، وإبراز الثراء المادي والمعنوي للثقافة المغربية، والمساهمة في تطوير اللغة الأمازيغية، وتثمين الثقافة الأمازيغية ونشرها، بشكل أوسع داخل الأوساط المختلفة للمجتمع المغربي».غير أن محمد مماد مدير قناة «تمازيغت» التلفزيونية الأمازيغية العمومية يرى أنه رغم ترسيم الأمازيغية وفتح أوراش كبرى في التعليم والإعلام، فإن العديد من القرارات «ما زالت حبيسة الرفوف في بعض الوزارات المعنية مباشرة بالموضوع». إلا أنه استدرك قائلا «مع ذلك، وبكل موضوعية، يمكن تقييم هذا الملف والمراحل التي مر منها من خلال زاويتين مختلفتين. أو بصيغة أخرى، يمكن التعامل معه بمنطق نصف الكأس الممتلئة أو الفارغة... فإن أشياء كثيرة أنجزت فعلاً ولا يمكن تجاهلها، بدءاً بالإعلام المسموع والمرئي الأمازيغي منها قناة الأمازيغية وسوق الإنتاج الإعلامي الأمازيغي». ومن ثم حمل مماد المسؤولية في هذا الوضع إلى كل من «الحكومة والبرلمان بغرفتيه، وكذا الأحزاب الوطنية بمختلف مشاربها التي تجمع في خطاباتها على ضرورة الدفع بهذا الملف إلى الأمام».وحسب مماد، فإن قناة «تمازيغت» استطاعت منذ إحداثها «إأن تنتج العشرات من الأفلام التلفزيونية والمسلسلات والبرامج الوثائقية. ومكنت المئات من الفنانين الأمازيغ بمختلف روافدهم من المشاركة في البرامج الفنية للقناة، وكذلك آلاف الفاعلين السياسيين والجمعويين من التعبير عن مواقفهم بمنتهى الحرية في جميع البرامج التي تنتجها وتبثها القناة».- ورش الأمازيغية أولويةوأوضح مدير قناة «تمازيغت» أنه حين يشدد العاهل المغربي، وبصريح العبارة، على ضرورة النهوض بالأمازيغية لغة وثقافة بجميع الوسائل المتاحة والممكنة، ولا تحرك الجهات المعنية مباشرة ساكنا، فهناك من دون شك مشكلة ما، ينبغي تحديد مصدرها، وإيجاد حل نهائي لها. إن الأمازيغية لغة المغاربة جميعاً وليس الناطقين بها بصفة حصرية. وأعرب مماد عن اعتقاده بأن «ملف الأمازيغية بمختلف أوراشه في حاجة ماسة اليوم إلى عملية تنزيل حقيقي لمقتضيات الدستور ومضامين خطابات الملك محمد السادس التي تدعو إلى جعل ورش الأمازيغية من بين الأولويات الكبرى للمغرب».من جهته، يعتبر الغيداني أن الإعلام الأمازيغي «عرف تطوراً وتنوعـاً على مستـوى البـرامج المقدمـة والتـي تحتــوي عليــها المخططــات الإذاعيــة والتلفزيونية، من خلال بــرامج ذات طبيعــة ثقافيــة، وترفيهيــة، واجتماعيــة، ورياضيــة وتربويــة». وربط ذلك بـ«الديناميكيـة التي يشهـدها المجال السياســي والاقتصــادي الوطنــي والدولــي، التي فــرضت على الإعلام الأمازيغي مواكبــة الأحــداث والتطــورات عن قرب... وذلك لإبـــراز المــوروث الثقافــي والتنــوع الطبيعـي والتــراث الحضــاري الأمازيغي والدفـع به إلى الأمام حتى يحقــق ما يطمح إليه المستمع والمشاهد الأمازيغــي، وهو الاهتمــام بقضايــاه وانشغالاتــه ومثلــه وحضارتــه المتجــذرة في عمق التاريخ».- مجال لتبليغ رسالةفي هذا السياق، تقول الفاعلة الجمعوية خديجة عزيز «إذا كانت الأمازيغية في حقل الإعلام قد ظلت لأمد طويل تعاني من التهميش بسبب اختيارات الدولة الوطنية، غداة الاستقلال وما بعده، فإن الفاعلين والمنتجين بالأمازيغية وجدوا في الإعلام خاصةً المسموع والمرئي مجالاً واسعاً، يسمح لهم بإسماع صوتهم والتعريف بمطالبهم لدوره في تبليغ الرسالة الإعلامية بالصوت والصورة والكلمة، ولما يقوم به في التعريف بثقافات الشعوب، ومد جسور التواصل فيما بينها، كما جاء في تصريح الفاعلة الجمعوية خديجة للشرق الأوسط».أما في مجال الصحافة المكتوبة، فأشارت عزيز إلى أن بعض النشطاء الأمازيغيين في الحقل الثقافي شرعوا في نشر كتاباتهم حول الثقافة واللغة الأمازيغيتين في عدد من المنابر الصادرة باللغتين العربية والفرنسية، بينما بادر بعضهم إلى «إنشاء منابر إعلامية مناضلة»، سعت إلى إبراز وتطوير الخطاب الأمازيغي، حيث كانت مرآة تعكس القضايا والإشكالات المتعلقة بالأمازيغية لغة وحضارة في المغرب خاصةً، وبشمال أفريقيا عامة. وأردفت «إلا أنه، مع ظهور الصحافة الإلكترونية جرى إنشاء عدد كبير من المواقع الأمازيغية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت الفرصة بشكل أكبر للشباب الناطق بالأمازيغية، للتواصل فيما بينهم، كما مكنت من التقارب بين أمازيغ المغرب وغيرهم من الأمازيغ في البلدان المغاربية ومختلف مناطق العالم».- تعزيز قدرات الإعلاميينيذكر أن القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، ينص على «إدماج الأمازيغية في مجال الإعلام والاتصال، بما يتناسب بها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. وتعمل الدولة على تأهيل القنوات التلفزيونية والإذاعية الأمازيغية العمومية لتأمين خدمة بث متواصلة ومتنوعة، تغطي كامل التراب الوطني، مع تيسير استقبال هذه القنوات خارج المغرب». وبالنسبة لدور وسائل الإعلام في التفعيل الأمثل للأمازيغية، تعتقد خديجة عزيز أن ذلك «يتطلب اتخاذ عدة إجراءات في مقدمتها تكوين الإعلاميين، والرفع من عدد المترجمين من وإلى الأمازيغية».أخيراً، إذا كان ينبغي الاعتراف بأن الوضعية الراهنة للأمازيغية في الإعلام المغربي، أفضل بكثير مما كانت عليه قبل إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فإن ذلك يقتضى تثمين المكاسب التي تمخضت عنها السياسة الإعلامية الجديدة، خاصةً أن مستقبل الإعلام الأمازيغي يبدو واعدا بعد تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية الذي من شأنه خلق دينامية جديدة خاصةً في التعليم والإعلام، وهو ما قد يشكل مدخلا رئيسيا لتكريس التنوع اللغوي والثقافي بشكل أفضل.

الرباط: جمال المحافظ ينفرد المغرب بخاصية التنصيص في دستوره على جعل الأمازيغية إلى جانب العربية لغة رسمية للبلاد، وهو ما يعد أهم المكاسب المحققة في مجال الاعتراف بالتعددية اللغوية، ذلك أن المملكة المغربية أصبحت أول بلد عربي يعترف بالأمازيغية كلغة وتراث مشترك لجميع المغاربة.الفصل الخامس من الدستور المغربي ينص على أن «اللغة العربية تظل اللغة الرسمية للدولة. وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها. وتعد الأمازيغية أيضاً لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيداً مشتركاً لجميع المغاربة من دون استثناء». بيد أن الاعتراف الدستوري بالأمازيغية كلغة رسمية، وإن كان يكتسى أهمية كبرى، فإنه من الملاحظ أن هناك تراكمات متعددة، التي رفع سقفها ما جاء في خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2001، ببلدة أجدير حيث دعا إلى بذل الجهود للنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين باعتبار أن الأمازيغية هي ملك لكافة المغاربة من دون استثناء.وإثر ذلك توالت العديد من المبادرات والقرارات، منها الإعلان عام 2002 عن إحداث «المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية». وفي عام 2003 جرى إدراج الأمازيغية في مناهج التعليم بحرف «التيفيناغ»، وهي أبجدية استخدمها الأمازيغ بمنطقة شمال أفريقيا في عصور ما قبل الميلاد، لكتابة لغتهم والتعبير عن طقوسهم وشعائرهم الدينية. كذلك تقرر إدماج الأمازيغية في الإعلام العمومي عام 2006، قبل إعطاء انطلاقة القناة التلفزيونية الأمازيغية عام 2010.- إدماج الأمازيغية في الحياة العامةبعد مرور ثماني سنوات على دستور 2011، وافق مجلس النواب المغربي عام 2019 على مشروع القانون التنظيمي، المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الذي يهدف إلى إدماج هذه اللغة في مجالات التعليم، والتشريع والعمل البرلماني، والإعلام والاتصال، والإبداع الثقافي والفني، وفي الإدارات وسائر المرافق العمومية، والفضاءات العمومية وبمجال التقاضي.وإذا كانت «دسترة» الأمازيغية ترجع إلى عام 2011، فإن تجربة الإعلام الأمازيغي بالمغرب تعود إلى أواخر عقد الثلاثينات من القرن الماضي. يومذاك أسست أول إذاعة أمازيغية عام 1938، التي وإن كانت قد ساهمت إلى حد كبير في التعريف بالأغنية الأمازيغية، فإن أداءها ظل محدودا بالنظر إلى الإمكانيات المتواضعة جدا التي رصدت لها، وضعف الموارد البشرية التي خصصت لها. هذا الواقع «جعل ملف الأمازيغية يراوح مكانه منذ عقد الخمسينات رغم سنوات النضال الذي خاضته الجمعيات الأمازيغية بمختلف مشاربها وتوجهاتها»، كما قال محمد الغيداني، الباحث والإعلامي المغربي لـ«الشرق الأوسط».- قناة لخدمة التنوع الثقافي واللغويويضيف الغيداني شارحاً «بعد حصول المغرب على الاستقلال في عام 1956، عرف البث الإذاعي بالمغرب تحولا مهما، إذ في حين أصبحت البرامج باللغتين العربية والفرنسية تقدم على مدار الساعة، تدرجت فترات بث برامج الإذاعة الأمازيغية من تسع ساعات إلى 12 ساعة لتصل إلى 16 ساعة يومياً عام 2005. وراهناً باتت ساعات البث 24 ساعة يومياً.لكن «بعد سنوات من النضال»، جاءت الانطلاقة الرسمية لقناة تلفزيونية ناطقة بالأمازيغية في مارس (آذار) 2010، بهدف «خدمة التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب، وإبراز الثراء المادي والمعنوي للثقافة المغربية، والمساهمة في تطوير اللغة الأمازيغية، وتثمين الثقافة الأمازيغية ونشرها، بشكل أوسع داخل الأوساط المختلفة للمجتمع المغربي».غير أن محمد مماد مدير قناة «تمازيغت» التلفزيونية الأمازيغية العمومية يرى أنه رغم ترسيم الأمازيغية وفتح أوراش كبرى في التعليم والإعلام، فإن العديد من القرارات «ما زالت حبيسة الرفوف في بعض الوزارات المعنية مباشرة بالموضوع». إلا أنه استدرك قائلا «مع ذلك، وبكل موضوعية، يمكن تقييم هذا الملف والمراحل التي مر منها من خلال زاويتين مختلفتين. أو بصيغة أخرى، يمكن التعامل معه بمنطق نصف الكأس الممتلئة أو الفارغة... فإن أشياء كثيرة أنجزت فعلاً ولا يمكن تجاهلها، بدءاً بالإعلام المسموع والمرئي الأمازيغي منها قناة الأمازيغية وسوق الإنتاج الإعلامي الأمازيغي». ومن ثم حمل مماد المسؤولية في هذا الوضع إلى كل من «الحكومة والبرلمان بغرفتيه، وكذا الأحزاب الوطنية بمختلف مشاربها التي تجمع في خطاباتها على ضرورة الدفع بهذا الملف إلى الأمام».وحسب مماد، فإن قناة «تمازيغت» استطاعت منذ إحداثها «إأن تنتج العشرات من الأفلام التلفزيونية والمسلسلات والبرامج الوثائقية. ومكنت المئات من الفنانين الأمازيغ بمختلف روافدهم من المشاركة في البرامج الفنية للقناة، وكذلك آلاف الفاعلين السياسيين والجمعويين من التعبير عن مواقفهم بمنتهى الحرية في جميع البرامج التي تنتجها وتبثها القناة».- ورش الأمازيغية أولويةوأوضح مدير قناة «تمازيغت» أنه حين يشدد العاهل المغربي، وبصريح العبارة، على ضرورة النهوض بالأمازيغية لغة وثقافة بجميع الوسائل المتاحة والممكنة، ولا تحرك الجهات المعنية مباشرة ساكنا، فهناك من دون شك مشكلة ما، ينبغي تحديد مصدرها، وإيجاد حل نهائي لها. إن الأمازيغية لغة المغاربة جميعاً وليس الناطقين بها بصفة حصرية. وأعرب مماد عن اعتقاده بأن «ملف الأمازيغية بمختلف أوراشه في حاجة ماسة اليوم إلى عملية تنزيل حقيقي لمقتضيات الدستور ومضامين خطابات الملك محمد السادس التي تدعو إلى جعل ورش الأمازيغية من بين الأولويات الكبرى للمغرب».من جهته، يعتبر الغيداني أن الإعلام الأمازيغي «عرف تطوراً وتنوعـاً على مستـوى البـرامج المقدمـة والتـي تحتــوي عليــها المخططــات الإذاعيــة والتلفزيونية، من خلال بــرامج ذات طبيعــة ثقافيــة، وترفيهيــة، واجتماعيــة، ورياضيــة وتربويــة». وربط ذلك بـ«الديناميكيـة التي يشهـدها المجال السياســي والاقتصــادي الوطنــي والدولــي، التي فــرضت على الإعلام الأمازيغي مواكبــة الأحــداث والتطــورات عن قرب... وذلك لإبـــراز المــوروث الثقافــي والتنــوع الطبيعـي والتــراث الحضــاري الأمازيغي والدفـع به إلى الأمام حتى يحقــق ما يطمح إليه المستمع والمشاهد الأمازيغــي، وهو الاهتمــام بقضايــاه وانشغالاتــه ومثلــه وحضارتــه المتجــذرة في عمق التاريخ».- مجال لتبليغ رسالةفي هذا السياق، تقول الفاعلة الجمعوية خديجة عزيز «إذا كانت الأمازيغية في حقل الإعلام قد ظلت لأمد طويل تعاني من التهميش بسبب اختيارات الدولة الوطنية، غداة الاستقلال وما بعده، فإن الفاعلين والمنتجين بالأمازيغية وجدوا في الإعلام خاصةً المسموع والمرئي مجالاً واسعاً، يسمح لهم بإسماع صوتهم والتعريف بمطالبهم لدوره في تبليغ الرسالة الإعلامية بالصوت والصورة والكلمة، ولما يقوم به في التعريف بثقافات الشعوب، ومد جسور التواصل فيما بينها، كما جاء في تصريح الفاعلة الجمعوية خديجة للشرق الأوسط».أما في مجال الصحافة المكتوبة، فأشارت عزيز إلى أن بعض النشطاء الأمازيغيين في الحقل الثقافي شرعوا في نشر كتاباتهم حول الثقافة واللغة الأمازيغيتين في عدد من المنابر الصادرة باللغتين العربية والفرنسية، بينما بادر بعضهم إلى «إنشاء منابر إعلامية مناضلة»، سعت إلى إبراز وتطوير الخطاب الأمازيغي، حيث كانت مرآة تعكس القضايا والإشكالات المتعلقة بالأمازيغية لغة وحضارة في المغرب خاصةً، وبشمال أفريقيا عامة. وأردفت «إلا أنه، مع ظهور الصحافة الإلكترونية جرى إنشاء عدد كبير من المواقع الأمازيغية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت الفرصة بشكل أكبر للشباب الناطق بالأمازيغية، للتواصل فيما بينهم، كما مكنت من التقارب بين أمازيغ المغرب وغيرهم من الأمازيغ في البلدان المغاربية ومختلف مناطق العالم».- تعزيز قدرات الإعلاميينيذكر أن القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، ينص على «إدماج الأمازيغية في مجال الإعلام والاتصال، بما يتناسب بها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. وتعمل الدولة على تأهيل القنوات التلفزيونية والإذاعية الأمازيغية العمومية لتأمين خدمة بث متواصلة ومتنوعة، تغطي كامل التراب الوطني، مع تيسير استقبال هذه القنوات خارج المغرب». وبالنسبة لدور وسائل الإعلام في التفعيل الأمثل للأمازيغية، تعتقد خديجة عزيز أن ذلك «يتطلب اتخاذ عدة إجراءات في مقدمتها تكوين الإعلاميين، والرفع من عدد المترجمين من وإلى الأمازيغية».أخيراً، إذا كان ينبغي الاعتراف بأن الوضعية الراهنة للأمازيغية في الإعلام المغربي، أفضل بكثير مما كانت عليه قبل إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فإن ذلك يقتضى تثمين المكاسب التي تمخضت عنها السياسة الإعلامية الجديدة، خاصةً أن مستقبل الإعلام الأمازيغي يبدو واعدا بعد تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية الذي من شأنه خلق دينامية جديدة خاصةً في التعليم والإعلام، وهو ما قد يشكل مدخلا رئيسيا لتكريس التنوع اللغوي والثقافي بشكل أفضل.



اقرأ أيضاً
مهرجان كناوة يكشف عن ضيوف نسخته الـ25
يقدم مهرجان كناوة موسيقى العالم في دورته الخامسة والعشرين المقررة بمدينة الصويرة من 27 إلى 29 المقبل، 53 حفلا موسيقيا بمشاركة أزيد من 400 فنانا”، وفق ما كشفه منظمو المهرجان. ويحتفي المهرجان بأول ربع قرن من التفرد والذي شهد توالي أكبر أسماء الجاز وموسيقى العالم إلى جانب معلمي كناوة على منصات المهرجان، حيث يعد ككل دورة بليالٍ لا تنسى ستصدح خلالها أجمل وأقوى الأصوات بأركان مدينة الرياح. وستجمع هذه الدورة بويكا (BUIKA) (إسبانيا)، وسان لوفون (SAINT LEVANT) (فلسطين)، والإخوة بريكر، وسيتجدد اللقاء مع (THE BRECKER BROTHERS BAND REUNION) (الولايات المتحدة الأمريكية)، لابس (LABESS) (فرنسا، الجزائر) وبوكانطي (BOKANTÉ) (الولايات المتحدة الأمريكية، جزر وادي اللُّبّ ˝غوادلوب˝) الذين من بين أبرز النجوم التي ستضيء هذه الدورة 25. وبجمعه لإيقاعات الفلامنكو، البلوز، الجاز، الموسيقى الشرقية، الراب، الرومبا جيتان، الشعبي، ... يؤكد المهرجان طابعه الانتقائي الذي فرضه كموعد رئيسي على جدول الأحداث الموسيقية العالمية. وبفعل المشاعر التي تتدفق من صوت بويكا تجعل منها أحد أبرز وأشهر الأصوات عبر العالم، صوت معبر بشكل لا يضاهى، يمزج روح الفلامنكو وعمق موسيقى الجاز، يتجاوز الحواجز اللغوية ويراوغ الحدود الموسيقية. والنجم الصاعد بالمشهد الموسيقي الدولي، مغني الراب الفلسطيني ذو الأصول المختلطة والجمهور متعدد الأجيال سان لوفون يمزج، بإبداع وتفرد، اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية في أغانيه، إذ تحقق إبداعاته التي تجمع بين موسيقى الهيب هوب وموسيقى الآر أند بي نجاحا ضخما على المنصات وتُحِّصل ملايين المشاهدات على شبكات التواصل الاجتماعي. وببرمجته لراندي بريكر ومجموعته THE BRECKER BROTHERS BAND REUNION، يستقبل المهرجان أحد أهم أسماء موسيقى الجاز في الخمسين سنة الأخيرة، والذي اكتسح، رفقة شقيقه الراحل مايكل بريكر، المنصات حول العالم وأثرا معا وبشكل دائمٍ على أجيال من الموسيقيين. وموسيقى لابس الاحتفالية التي تستمد جذورها من الشعبي الجزائري الذي يمزجه مع الفلامنكو والرومبا، متغنيا بالسلام والوحدة، يشتهر لابس بحفلاته الموسيقية المفعمة بالطاقة، صادحا بموسيقى غنية، حرة وحية. وبجمعها لرزمة رائعة من العازفين من خلفيات متنوعة، تحمل بوكانتي توقيع مايكل ليج، أحد أعظم عازفي الجاز من جيله تتفرد المجموعة بميزة فاصلة: مغنيتها مليكة تيرولين التي تتقن بامتياز المتطلبات الصوتية لموسيقى الجاز وتلقي نصوصًا باللغات الكريولية والفرنسية والإنجليزية يتردد صداها ليجاري النضالات التي يواجهها العالم اليوم. ككل سنة، وحرصا على ضمان توازن مثالي بين معلمي كناوة وموسيقيي العالم، يقدم الاختيار الفني للدورة الخامسة والعشرين برمجة مدروسة بعناية، مصممة لإرضاء جميع الجماهير، تقترح مزيجًا من الأساليب الموسيقية المتنوعة وتهدف إلى أن تكون رائدة وجريئة ومتناغمة وشاملة، وقبل كل شيء، دعوة لعيش تجربة فريدة من نوعها، لا يمكن أن يبدعها إلا مهرجان كناوة وموسيقى العالم.
ثقافة-وفن

الفنانة المراكشية كريمة غيث تنفي لـ”كشـ24″ خبر اعتقالها
تداولت مجموعة من مواقع التواصل الاجتماعي، خبر اعتقال الفنانة كريمة غيث بمطار المنارة بمدينة مراكش، اليوم الثلاثاء 16 أبريل الجاري. وفي اتصال هاتفي لـ"كشـ24"، بالفنانة المراكشية المذكورة، نفت جميع الاشاعات الرائجة حول اعتقالها من طرف شرطة مطار المنارة الدولي بمراكش، جملة وتفصيلا وأنها قضت عطلة عيد الفطر بالمغرب. وأضافت غيث، أنها تقضي حياتها بشكل عادي، ولم تتعرض لأي اعتقال كيف ما كان نوعه، والإشاعات التي راجت بهذا الخصوص، تروم فقط خلق البوز.
ثقافة-وفن

رغم وصيتها بعدم إقامته.. أسرة شيرين سيف النصر تستقبل عزاءها اليوم
بعدما أعلن عن رحيل النجمة المصرية شيرين سيف النصر ما أدى لصدمة جمهورها ومحبيها، كشفت عائلتها أنها ستفتح عزاءها اليوم الثلاثاء. وتستقبل أسرة الفنانة الراحلة، العزاء في فقيدتهم مساء اليوم، في مسجد الحامدية الشاذلية، وذلك عقب صلاة المغرب، وذلك بعد ثلاث ليال من وفاتها رغم أنها أوصت بعدم إقامة عزاء لها. وكان مدير أعمالها خالد محيي الدين، كشف عن اللحظات الأخيرة في حياة "نجمة التسعينيات"، وقال إن الراحلة في أيامها الأخيرة كانت حزينة جدا على وفاة والدتها، وزاد من حزنها عملية السرقة التي تعرضت لها، لكن مع ذلك لم تصب بالاكتئاب بل كانت راضية بكل ما حدث، ووفاتها جاءت نتيجة الهبوط الحاد بالدورة الدموية التي تعرضت له، وفق ما نقله موقع 24. ضغط منخفض.. وهبوط بالدورة الدموية كما قال في تصريحات للقناة الأولى المصرية: "كانت تحب أن تستقر بمفردها بعيدا عن الناس، ووفاتها كانت صدمة للجميع، ولم تمت بأي مرض غير أن ضغطها كان منخفضا منذ فترة". كما أضاف: "كنت معها حتى نفاذ أمر الله ولم يكن لها أي طلبات وفى لحظاتها الأخيرة حدث لها هبوط في الدورة الدموية ثم حضرت الإسعاف، ثم توفيت فى نفس الوقت". عمرها 57 عاماً يذكر أن نجمة "من الذي لا يحب فاطمة" رحلت عن عالمنا يوم السبت الماضي، عن عمر ناهز 57 عاماً. وكتب شريف سيف النصر شقيق الفنانة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلاً "توفيت إلى رحمة الله اليوم أختي الصغيرة غير الشقيقة الفنانة شيرين سيف النصر.. وتمت الصلاة والدفن في مقابر العائلة في هدوء وسكينة كما طلبت الراحلة". كما أضاف أن المراسم ستقتصر على ذلك فقط بدون عزاء طبقا لوصيتها. العربية
ثقافة-وفن

توقيع اتفاقية شراكة لحماية التراث اللامادي من خلال الملكية الصناعية والتجارية
وقّع كل من رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، ومحمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال، وعبد العزيز ببقيقي، المدير العام للمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، اتفاقية شراكة تهدف إلى حماية وتثمين التراث الثقافي اللامادي على المستويين الوطني والدولي من خلال أدوات الملكية الصناعية والتجارية مساهمة بذلك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا و في خلق فرص عمل وقيمة مضافة. وتتمحور هذه الشراكة حول التحسيس بأهمية الملكية الصناعية والتجارية في حماية وتثمين التراث الثقافي اللامادي للمغرب على المستويين الوطني والدولي، وكذا مواكبة الجهات الفاعلة المغربية العاملة في المجالات المرتبطة بالتراث الثقافي اللامادي فيما يخص استخدام الآليات التي توفرها الملكية الصناعية والتجارية، وتدريب الفاعلين المعنيين في هذا المجال. وتندرج هذه الاتفاقية في إطار استراتيجية وزارة الصناعة والتجارة والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية لجعل الملكية الصناعية والتجارية أداة في خدمة اقتصاد منتج ومبتكر ودائم. وينطوي ذلك على تعزيز الاستخدام الفعال للملكية الصناعية والتجارية من قبل جميع الفاعلين ببلدنا بهدف ضمان حماية وتثمين رأسمالنا اللامادي. وجدير بالذكر أن المغرب يتوفر على نظام للملكية الصناعية والتجارية متين ومتطور، فحسب آخر تقرير نشر مؤخرا لغرفة التجارة الأمريكية، حافظت بلادنا على المرتبة الأولى إفريقيا وعربيا، واحتلت المرتبة 22 عالميا من بين 55 دولة تم تقييمها. كما يُظهر نشاط طلبات سندات الملكية الصناعية دينامية إيجابية. ففي سنة 2023، تم تسجيل 27786 علامة تجارية، بزيادة قدرها 5٪، وتم إيداع 5561 رسماً ونموذجاً صناعياً، أي بنسبة نمو قدرها 14٪. وبالإضافة إلى ذلك، تم إيداع 2802 طلب براءة اختراع، 271 منها من أصل مغربي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 11.5% مقارنة بعدد الطلبات من أصل مغربي المودعة في سنة 2022.
ثقافة-وفن

“اللي وقع فمراكش يبقى فمراكش” يثير سخط مراكشيين
أثار عنوان فيلم سينمائي يستعد لعرضه في العديد من دور السينما المغربية بدء من الأسبوع الجاري، جدلا واسعا في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن العنوان يحيل على أن مدينة مراكش هي مدينة النشاط و"الزهو"، وأنها قبلة للمجون والسهرات والليالي الحمراء، الشيء الذي استنكره الشارع المراكشي، ومجموعة من متتبعي الأفلام السينمائية والفن بصفة عامة. واعتبر ناشطون "اللي وقع فمراكش يبقى فمراكش" الذي استخلص من عنوان لفيلم أمريكي، هو تشويه ضمني لسمعة مدينة مراكش، التي تزخر بالأعلام والمفكرين، والمساجد العريقة والمآثر التاريخية التي تحملا بعدا ثقافيا وفنيا عريقا، حيث تعتبر المدينة، قبلة سياحية لمناخها الذي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ولزخرفات معمارها وسخاء سكانها، واحترامهم وسعة الصدر التي يتحلون بها، إضافة إلى البهجة التي تكتسي شوارع وأزقة المدينة، ولذة طعامها. وتأسف مراكشيون، على اختيار الطاقم الفني للفيلم العنوان المذكور، وخاصة أن هذا الأخير يعرف مشاركة مجموعة من النجوم الذين يستحسنهم المتفرج المراكشي، والذين راكموا سنوات من الخبرة والتجربة في الميدان الفني، حيث كان بإمكان القائمين على إخراج وإنتاج الفيلم المذكور، اختيار عنوان آخر يحمل طابعا كوميديا، بعيدا على تكريس الصور النمطية السلبية عن مدينة العلم والثقافة بهذا الشكل.
ثقافة-وفن

وفاة شيرين سيف النصر ودفنها بمقابر العائلة
في هدوء تام، رحلت صباح اليوم الفنانة الكبيرة شيرين سيف النصر. وأعلن اليوم شقيقها عبر صفحته على «فيسبوك» خبر الوفاة قائلًا: «توفيت إلى رحمة الله، اليوم أختي الصغيرة غير الشقيقة الفنانة شيرين هانم إلهام سيف النصر". وتضيف التدوينة "تمت الصلاة والدفن في مقابر العائلة في هدوء وسكينة كما طلبت الراحلة، واقتصرت المراسم على ذلك دون عزاء طبقا لوصيتها، برجاء الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون».
ثقافة-وفن

وفاة مصمم الأزياء الإيطالي الشهير روبرتو كافالي
توفي مصمم الأزياء الإيطالي الشهير روبرتو كافالي اليوم الجمعة عن 83 عامًا، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الإيطالية. وأشارت وكالة "أنسا" للأنباء إلى أن المصمّم توفي في منزله في فلورنسا وسط البلاد بعد صراع طويل مع المرض. وكافالي من مواليد 15 نونبر 1940 في فلورنسا المركز الأول لصناعة الجلود في إيطاليا، وكان معروفًا باستخدامه الجلود المطبوعة بنقشات وبالجينز المطاطي الموشّح. وصمم روبرتو كافالي في السبعينيات أزياء نجوم مثل صوفيا لورين وبريجيت باردو، وما زالت تصاميمه محببة لدى الأجيال الشابة من المشاهير، من أمثال كيم كاردشيان وجينيفر لوبيز.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 16 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة