صحافة

تقديم مسودة مشروع تعديل القانون المنظم للسجون


كشـ24 نشر في: 24 مايو 2016

تم أمس الثلاثاء 24 ماي، بالرباط تقديم مسودة مشروع تعديل القانون الجنائي المنظم للسجون التي أعدتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي. وتجسد هذه المسودة الأولية،التي تم تقديمها خلال ندوة نظمتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بتعاون مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي والسفارة البريطانية، تعديلا شاملا يتضمن تصديرا للقانون وهيكلة جديدة بمقتضيات تتناسب ومتطلبات الموازنة بين الحقوق والواجبات وبين الأمن والإدماج.
 

وقال المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، السيد محمد صالح التامك، في كلمة بالمناسبة ، إن هذه المسودة تأتي لتصحيح معالم القصور في مضامين القانون الحالي على مستوى معالجته لبعض الإشكاليات المرتبطة بالجوانب الأمنية والإدماجية في تفعيل دور المؤسسات السجنية، خاصة في ظل "التطور النوعي والكمي للجريمة " بكل تعقيداتها الاقتصادية والنفسية والسوسيولوجية والايديولوجية.
 

وأضاف أن هذا التطور الذي عرفته الجريمة يتطلب موازنة بين طبيعتها والضرر الذي تحدثه، وبين دور العقوبة السالبة للحرية، ومن خلالها الدور الذي يجب أن تضطلع به المؤسسة السجنية في بعديه الأمني والإصلاحي. وأوضح أن العديد من الدراسات تؤكد أن العقوبة السالبة للحرية من العقوبات التي " يسجل في شأنها حالات عود كثيرة مقارنة مع العقوبات البديلة، ليس لأن الأمر مرتبط بشكل مباشر بفشل المؤسسة السجنية في أداء دورها المطلوب، وإنما لأن الاعتقال بطبيعته يفرض القطيعة مع المجتمع، وقد تستمر إلى ما بعد الإفراج، مما يؤدي إلى الإقصاء والتهميش وتردد المجتمع في احتضان المفرج عنهم".
 

وأكد في هذا الصدد على ضرورة إحاطة تنفيذ العقوبة السالبة للحرية بالضمانات القانونية التي تكرس انفتاحا مسؤولا وهادفا للفضاء السجني، وإعمال البرامج الإصلاحية في إطار المعايير الوطنية المعمول بها، والتعامل مع السجناء في اطار يكرس البعد الإنساني والتأهيلي ويفرض الانضباط واحترام القانون في إطار من الحزم والضبط وفي حدود ما يكفل الحفاظ على الكرامة والسلامة الجسدية والمعنوية للمعتقلين.
 

وأشار إلى أن المندوبية العامة استحضرت في بلورة المسودة الأولية ملاحظات ومقترحات الجمعيات الحقوقية ومختلف الجهات المراقبة للسجون، سواء الدولية منها أو الوطنية، مضيفا أنها تفاعلت أيضا مع ملاحظات اللجن الاقليمية لمراقبة السجون والسلطات القضائية، المتضمنة في تقاريرها المنجزة على إثر الزيارات التي تقوم بها للسجون.
 

وخلص إلى إن تعديل القانون المنظم للسجون، مهما بلغ من درجات الدقة والنجاعة والملاءمة، و مهما بلغت جهود تنزيل مضامينه، فلن تتحقق العدالة المنشودة إلا من خلال إعمال سياسة جنائية، وعقابية على وجه التحديد، تعتمد ترشيد الاعتقال وتفريد العقوبة السالبة للحرية وإعمال آليات موجبة للإفراج قبل موعده.
 

ومن جهته، أكد المنسق العام لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، السيد عز الدين بلماحي، أن تكريس مبدأ الحق في الإدماج بالنسبة للسجناء يندرج ضمن مطمح إنساني نبيل دشنه جلالة الملك محمد السادس من خلال حرصه الدائم على توفير كل سبل الرعاية والإدماج للسجناء باعتبارهم مواطنين لا تنتفي حقوقهم المواطناتية بدخولهم السجن.
 

واعتبر أن فتح ورش الإصلاح والتجديد القانوني لا ينفصل عن الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها المؤسسة، مسجلا أن تأهيل السجون مشروع متكامل يستهدف الموارد البشرية والبنيات التحتية والإمكانيات المادية، ويرتكز على البعد القانوني والتنظيمي الذي يسمح بالفعل بتطوير الممارسة دون إغفال المحيط الذي ينبغي أن ينخرط أكثر في مشاريع الإدماج من خلال الدخول في تمرين جماعي من أجل محو الترسبات الثقافية الملتبسة حول المؤسسات السجنية والسجناء. وأوضح أنه على الرغم من أن القانون الحالي المنظم للسجنون متقدم مقارنة مع القوانين المعمول بها في دول أخرى، فإن تطلع المغرب إلى ترسيخ دولة الحق والقانون يقتضي الإبداع والانفتاح أكثر، كما تقتضي المتغيرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة تغيير بعض الفصول. ومن جانبها، أشادت المديرة الإقليمية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، السيدة تغريد جبر، بمسودة مشروع تعديل القانون المنظم للسجون لكونها أول مسودة صيغت وفقا لأحدث المعايير الدولية التي تم اعتمادها بعد أربع سنوات من العمل والنقاش وهي قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء أو ما يعرف ب "قواعد نيلسون مانديلا".
 

واعتبرت أن مشروع القانون يعكس ما سعت الحركة الدولية لتحقيقه من أجل تحسين أوضاع السجون وتطوير المعايير المنظمة لها على مستوى العالم ، مبرزة أن المغرب يعد أول دولة بادرت لتضمين تشريعها ما اتفق عليه العالم باعتباره معايير دولية ناجعة في رفع مستوى الحماية للسجناء. وأشارت إلى أن المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي كان لها دور في مراجعة القواعد النموذجية لمعاملة السجناء التي أصبحت تعرف بقواعد "نيلسون مانديلا" والتي اعتمدت بشكل نهائي في دجنبر 2015، كما ساهمت في تطوير مسودة مشروع تعديل القانون المنظم للسجون بالمغرب.
 

وبدورها ، نوهت سفيرة بريطانيا في المغرب، السيدة كارين بيتس، بالمغرب لكونه أول بلد في العالم يعكس المعايير الدولية المنظمة للسجون في ترسانته القانونية، مشددة على أن ترسيخ الديمقراطية مسؤولية جماعية يلعب فيها المجتمع المدني دورا هاما، معتبرة أن فشل السجون في بعدها الإنساني والاجتماعي يعد فشلا ذريعا للمجتمع برمته. وتمحورت الندوة حول جلستين تهمان "تعديل القانون المنظم للسجون: الدواعي المنهجية والمرجعية" و" مستجدات مسودة مشروع القانون المنظم للسجون والمرجعية".

تم أمس الثلاثاء 24 ماي، بالرباط تقديم مسودة مشروع تعديل القانون الجنائي المنظم للسجون التي أعدتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي. وتجسد هذه المسودة الأولية،التي تم تقديمها خلال ندوة نظمتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بتعاون مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي والسفارة البريطانية، تعديلا شاملا يتضمن تصديرا للقانون وهيكلة جديدة بمقتضيات تتناسب ومتطلبات الموازنة بين الحقوق والواجبات وبين الأمن والإدماج.
 

وقال المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، السيد محمد صالح التامك، في كلمة بالمناسبة ، إن هذه المسودة تأتي لتصحيح معالم القصور في مضامين القانون الحالي على مستوى معالجته لبعض الإشكاليات المرتبطة بالجوانب الأمنية والإدماجية في تفعيل دور المؤسسات السجنية، خاصة في ظل "التطور النوعي والكمي للجريمة " بكل تعقيداتها الاقتصادية والنفسية والسوسيولوجية والايديولوجية.
 

وأضاف أن هذا التطور الذي عرفته الجريمة يتطلب موازنة بين طبيعتها والضرر الذي تحدثه، وبين دور العقوبة السالبة للحرية، ومن خلالها الدور الذي يجب أن تضطلع به المؤسسة السجنية في بعديه الأمني والإصلاحي. وأوضح أن العديد من الدراسات تؤكد أن العقوبة السالبة للحرية من العقوبات التي " يسجل في شأنها حالات عود كثيرة مقارنة مع العقوبات البديلة، ليس لأن الأمر مرتبط بشكل مباشر بفشل المؤسسة السجنية في أداء دورها المطلوب، وإنما لأن الاعتقال بطبيعته يفرض القطيعة مع المجتمع، وقد تستمر إلى ما بعد الإفراج، مما يؤدي إلى الإقصاء والتهميش وتردد المجتمع في احتضان المفرج عنهم".
 

وأكد في هذا الصدد على ضرورة إحاطة تنفيذ العقوبة السالبة للحرية بالضمانات القانونية التي تكرس انفتاحا مسؤولا وهادفا للفضاء السجني، وإعمال البرامج الإصلاحية في إطار المعايير الوطنية المعمول بها، والتعامل مع السجناء في اطار يكرس البعد الإنساني والتأهيلي ويفرض الانضباط واحترام القانون في إطار من الحزم والضبط وفي حدود ما يكفل الحفاظ على الكرامة والسلامة الجسدية والمعنوية للمعتقلين.
 

وأشار إلى أن المندوبية العامة استحضرت في بلورة المسودة الأولية ملاحظات ومقترحات الجمعيات الحقوقية ومختلف الجهات المراقبة للسجون، سواء الدولية منها أو الوطنية، مضيفا أنها تفاعلت أيضا مع ملاحظات اللجن الاقليمية لمراقبة السجون والسلطات القضائية، المتضمنة في تقاريرها المنجزة على إثر الزيارات التي تقوم بها للسجون.
 

وخلص إلى إن تعديل القانون المنظم للسجون، مهما بلغ من درجات الدقة والنجاعة والملاءمة، و مهما بلغت جهود تنزيل مضامينه، فلن تتحقق العدالة المنشودة إلا من خلال إعمال سياسة جنائية، وعقابية على وجه التحديد، تعتمد ترشيد الاعتقال وتفريد العقوبة السالبة للحرية وإعمال آليات موجبة للإفراج قبل موعده.
 

ومن جهته، أكد المنسق العام لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، السيد عز الدين بلماحي، أن تكريس مبدأ الحق في الإدماج بالنسبة للسجناء يندرج ضمن مطمح إنساني نبيل دشنه جلالة الملك محمد السادس من خلال حرصه الدائم على توفير كل سبل الرعاية والإدماج للسجناء باعتبارهم مواطنين لا تنتفي حقوقهم المواطناتية بدخولهم السجن.
 

واعتبر أن فتح ورش الإصلاح والتجديد القانوني لا ينفصل عن الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها المؤسسة، مسجلا أن تأهيل السجون مشروع متكامل يستهدف الموارد البشرية والبنيات التحتية والإمكانيات المادية، ويرتكز على البعد القانوني والتنظيمي الذي يسمح بالفعل بتطوير الممارسة دون إغفال المحيط الذي ينبغي أن ينخرط أكثر في مشاريع الإدماج من خلال الدخول في تمرين جماعي من أجل محو الترسبات الثقافية الملتبسة حول المؤسسات السجنية والسجناء. وأوضح أنه على الرغم من أن القانون الحالي المنظم للسجنون متقدم مقارنة مع القوانين المعمول بها في دول أخرى، فإن تطلع المغرب إلى ترسيخ دولة الحق والقانون يقتضي الإبداع والانفتاح أكثر، كما تقتضي المتغيرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة تغيير بعض الفصول. ومن جانبها، أشادت المديرة الإقليمية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، السيدة تغريد جبر، بمسودة مشروع تعديل القانون المنظم للسجون لكونها أول مسودة صيغت وفقا لأحدث المعايير الدولية التي تم اعتمادها بعد أربع سنوات من العمل والنقاش وهي قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء أو ما يعرف ب "قواعد نيلسون مانديلا".
 

واعتبرت أن مشروع القانون يعكس ما سعت الحركة الدولية لتحقيقه من أجل تحسين أوضاع السجون وتطوير المعايير المنظمة لها على مستوى العالم ، مبرزة أن المغرب يعد أول دولة بادرت لتضمين تشريعها ما اتفق عليه العالم باعتباره معايير دولية ناجعة في رفع مستوى الحماية للسجناء. وأشارت إلى أن المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي كان لها دور في مراجعة القواعد النموذجية لمعاملة السجناء التي أصبحت تعرف بقواعد "نيلسون مانديلا" والتي اعتمدت بشكل نهائي في دجنبر 2015، كما ساهمت في تطوير مسودة مشروع تعديل القانون المنظم للسجون بالمغرب.
 

وبدورها ، نوهت سفيرة بريطانيا في المغرب، السيدة كارين بيتس، بالمغرب لكونه أول بلد في العالم يعكس المعايير الدولية المنظمة للسجون في ترسانته القانونية، مشددة على أن ترسيخ الديمقراطية مسؤولية جماعية يلعب فيها المجتمع المدني دورا هاما، معتبرة أن فشل السجون في بعدها الإنساني والاجتماعي يعد فشلا ذريعا للمجتمع برمته. وتمحورت الندوة حول جلستين تهمان "تعديل القانون المنظم للسجون: الدواعي المنهجية والمرجعية" و" مستجدات مسودة مشروع القانون المنظم للسجون والمرجعية".


ملصقات


اقرأ أيضاً
انطلاق عملية استقبال طلبات الدعم المخصص لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع التواصل- عن انطلاق عملية استقبال ملفات طلبات الدعم العمومي لفائدة مؤسسات الصحافة والنشر وشركات الطباعة وشركات التوزيع، برسم سنة 2025، وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 ماي إلى غاية 26 يونيو 2025. وذكر بلاغ للوزارة أن ذلك يأتي استنادا إلى المرسوم رقم 2.23.1041 الصادر في 8 جمادى الآخرة 1445 (22 ديسمبر 2023)، بتحديد شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم العمومي الموجه لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، والقرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما. كما يأتي، حسب المصدر ذاته، استنادا إلى القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 677.25 الصادر في 23 من رمضان 1446 (24 مارس 2025) بتتميم القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما، وكذا قرار لوزير الشباب والثقافة والتواصل رقم 3195.24 صادر في 17 من جمادى الآخرة 1446 (19 دجنبر 2024)، بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع. وأشار البلاغ إلى أن ملف الطلب يجب أن يتضمن كافة الوثائق المحددة في القرار الوزاري رقم 3195.24، الصادر في 17 جمادى الآخرة 1146 (19 ديسمبر 2024) بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، لافتا إلى أن الملفات ترسل في صيغة إلكترونية إلى البريد الإلكتروني ([email protected]).
صحافة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة..منتدى مغربي يدعو إلى استقلالية الإعلام
دعا منتدى مغربي يهتم بقضايا المواطنة والإعلام بالمغرب، إلى "تكريس استقلالية الإعلام عن مراكز النفوذ السياسي والمالي". وطالب "منتدى الإعلام والمواطنة"، في بيان له بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة، بضرورة توفير الضمانات القانونية والمؤسساتية الكفيلة بحماية الصحافيين. ويتم تخليد هذا اليوم العالمي، هذا العام تحت شعار: "الصحافة في وجه التضليل... الحقيقة أولاً." ودعا المنتدى، في السياق ذاته، إلى إطلاق نقاش وطني حول إصلاح شامل للإعلام المغربي، بما يحقق التوازن بين الحرية والمسؤولية، ويرسّخ أخلاقيات المهنة، ويواكب التحولات التكنولوجية الجديدة. كما دعا إلى تحرير الإعلام العمومي في إطار ورش الإصلاح والتحرير وفتح فضاءاته وبرامجه للنقاش السياسي والاجتماعي والثقافي الحر والمتعدد، حتى يمكن أن يكون قادرا على مواجهة تداعيات المرحلة الراهنة.
صحافة

يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
صحافة

وزير الإعلام اللبناني: إرادتنا قوية لحماية حرية الصحافة بالشرق الأوسط رغم التحديات
في إطار فعاليات المنتدى المتوسطي للصحافة، الذي تحتضنه مدينة مارسيليا أيام 28 و29 و30 أبريل الجاري بمتحف “موسم” وقصر “فارو” بمدينة مارسيليا الفرنسية، أكد بول مرقص وزير الإعلام اللبناني في حكومة نواف سلام، خلال مداخلته، أن المنتدى يمثل مناسبة مهمة لتوحيد الإرادات دفاعًا عن مهنة الصحافة. وأوضح الوزير أن “الشرق الأوسط يعيش فترة متوترة وحادة”، مشددا على أهمية التمسك بالتفاؤل وبث الأمل من أجل بناء مجتمع متوسطي حديث وعادل، مبرزا في كلمته أن الحكومة اللبنانية تعمل على حماية الصحافيين وتقديم الدعم اللازم لهم، إيمانا بأن حرية المعلومات شرط أساسي لصحتها ودقتها. وأضاف أن لبنان، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية، مستمر بإرادة قوية في تنفيذ إصلاحات عميقة في مجال الإعلام، مشيرا إلى نشر مشروع قانون جديد للصحافة على الموقع الرسمي للوزارة، وهو مشروع يهدف بالأساس إلى إلغاء عقوبة السجن بحق الصحافيين، وحمايتهم، وتعزيز حرية النشر والتعبير. كما استعرض الوزير الجهود المبذولة في مجالات التدريب والابتكار الإعلامي، وتعزيز دور وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الوطنية، مشيرا إلى أن لبنان تزخر بمحفوظات صحافية يتجاوز عمرها السبعين عاما، والتي تشكل عنصر قوة ليس فقط للبنان، بل للشرق الأوسط برمته. وفي ختام كلمته، شدد بول مرقص على أن هذه الجهود لا يمكن أن تحقق أهدافها بدون شراكات إقليمية ودولية فاعلة، داعيا إلى حماية الصحافيين باعتبارهم حماة الحقيقة، معربا عن أمله في أن يرتقي المنتدى إلى مستوى التحديات والرهانات المطروحة.
صحافة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة