صحافة

تفاصيل قصص مؤلمة لطفلات هتكت أعراضهن وقتلن


كشـ24 نشر في: 5 مارس 2016


عم خنق ابنة أخيه الصغيرة وزوج قتل ربيبته بعد الفتك بجسدها ولحام قتل تلميذة تربى بين أحضان أسرتها

أشخاص يافعون تخلصوا من جلابيب الرحمة والشفقة والرأفة، وتحولوا إلى وحوش آدمية كاسرة نهشت لحوم قريباتهم الصغيرات في سيناريوهات مثيرة وجرائم قتل بشعة مقتها الجميع وما زالت آثارها راسخة في عقول المكتوين بتبعاتها، وتستحق أن تكون سيناريو أفلام رعب بوقائع واقعية لا تحتاج إلى خيال إبداعي.   

قصص مثيرة لشباب فتكوا بأجساد أقاربهم الصغار من الجنسين، قبل أن يئدوا حقهم في الحياة، في لحظات طيش لم يقدروا عواقبها ليجدوا أنفسهم بين أسوار السجن الشامخة يقضون فيها سنوات من أعمارهم، لما لا ينفع الندم أو البكاء على أطلال ذكرى أليمة حفرت أخاديد عميقة في كيانات أسر شتت النزوة العابرة أركانها المتراصة.  

عم على مشارف الرشد، خنق أمل ابنة أخيه التي تعلقت به، بعدما انبطح لنزوة حيوانية. وزوج أغراه جسد ابنة زوجته الصغيرة، فنهشه دون رحمة. ولحام تربى بين أحضان أسرة قتل ابنتها بعدما هتك عرضها بأرض قفار. بعض من قصص واقعية مؤلمة لطفلات سقطن ضحيات جهل وكبت أقاربهم المتحولين إلى وحوش كاسرة.

يتذكر سكان دوار الزغاريين بجماعة الرتبة بتاونات، قصة خنق طفلة دون الثالثة، من طرف عمها ذي 17 سنة الذي عودها على مرافقته إلى متجر لإغراقها بالحلوى قبل أن يغلب شهوته الجنسية المكبوتة، مغرقا أسرتها القروية في بحر من الآلام لم تندمل رغم مرور سنوات طويلة على الحادث الأليم الذي هز أركانها. 

اختفت الطفلة بعد استئذانها والدتها لزيارة عمها أملا في هدية تفرحها كما ألفت ذلك. ازداد قلق الأم، قبل أن يستنفر الدوار سكانه بحثا عنها، بمن فيهم العم الذي صدق في حقه المثل الدارجي القائل "قتل الميت ومشا فجنازتو"، بعدما أوهم الجميع بصدق بحثه عنها وجهله مكانها، إلا أن الروح "عزيزة عند الله". 

أجهد العم في البحث عن ابنة أخيه، قبل أن يعود إلى منزله القريب من منزل والدها، إذ أخفى جثتها الصغيرة بصندوق خشبي بعدما خنقها بحزام سرواله بعد أن هتك عرضها، متمما حلقات مسلسل إجهازه عليها بعدما صرخت من شدة ألم مضاجعتها، دون أن يرأف لحالها أو يقدر عواقب ما قام به من فعل جرمي خطير.

كان يتصبب عرقا وهو يفتح الباب الموصد بعدما اشتد الطرق عليه، ما أثار شكوك الباحثين، وانتبه إليه قبل أن يطلق ساقيه للريح. حينئذ تيقن الجميع أن العم أجهز على الطفلة التي عثروا عليها بالصندوق، قبل اعتقاله ومتابعته وإدانته في حكم نهائي، ب12 سنة سجنا نافذا و50 ألف درهم تعويضا لأب الطفلة.  

ولا تقل إثارة من هذه القصة المؤلمة، تلك لطفلة ذات 7 سنوات، قتلها زوج أمها بعد هتكه عرضها بموقع قريب من حي عوينات الحجاج بفاس، قبل أن يخفي جثتها وينطلق مع الباحثين، في تنقيب حثيث عنها، متظاهرا بالجدية في ذلك، وحزنه على فراقها، دون أن تنطلي حيله على المحققين الذين سرعان ما اكتشفوا ألاعيبه.

كانت الضحية التلميذة حينئذ بمدرسة خصوصية، فاتنة ما حرك نزوة زوج أمها الخياطة، حيالها، إلى أن استفرد بها بموقع يبعد بكيلومترين من منزله بعين الجبلي بحي عوينات الحجاج، إذ شل حركتها وهتك عرضها دون فض بكارتها، قبل أن يخنقها بعد أن أشبع رغبته الجنسية منها، ليتخلص من جثتها.

وكانت شهادة طفلة حاسمة في تحديد هوية الزوج القاتل بعد العثور على جثة الضحية وسط الحقول بتجزئة قيد التجهيز بطريق صفرو قرب المستشفى الجامعي في اتجاه طريق سيدي احرازم، وعليها آثار عنف وتعذيب في الأذن والعنق والفرج، إذ صرحت أنها كانت مرفوقة بشخص تناديه "بابا" ما كشف ضلوعه في قتلها.

اعترف الزوج عامل البناء بتلقائية بما اقترفت يداه، على غرار لحام عايش نمو طفلة يافعة ذات 13 ربيعا، قبل أن يختطفها ويحتجزها بحقل بقرية نائية بجماعة الوادين بإقليم مولاي يعقوب، قبل أن يشبع نزوته منها ويقتلها ويحاول إحراقها، ويتركها في موقع خال، إلى أن عثر عليها وفتح تحقيق من قبل درك المنطقة.

كانت على الجثة حين العثور عليها، آثار ضرب وجرح وثيابها ممزقة من الكتف، فيما بدا شعرها وجزء من خدها محروقين، بشكل يوحي شروع الجاني في محو معالم جريمته بإحراق الجثة التي عثر عليها بعد 5 أيام من اختفاء الطفلة لما كانت تنتظر وسيلة نقل تقلها إلى إعدادية بمركز حمرية حيث تتابع دراستها. 

عبثا حاول اللحام المتهم الذي يعاني اضطرابات نفسية، إنكار المنسوب إليه ومسؤوليته في قتلها، قبل أن ينهار بعد مواجهته بأدلة وقرائن قاطعة، تؤكد قتله طفلة عاش مع أهلها سنوات طويلة، وكان مفروضا دفاعه عن شرفها وكرامتها، قبل أن يمرغها في التراب غير آبه ب"الملح والطعام".

عم خنق ابنة أخيه الصغيرة وزوج قتل ربيبته بعد الفتك بجسدها ولحام قتل تلميذة تربى بين أحضان أسرتها

أشخاص يافعون تخلصوا من جلابيب الرحمة والشفقة والرأفة، وتحولوا إلى وحوش آدمية كاسرة نهشت لحوم قريباتهم الصغيرات في سيناريوهات مثيرة وجرائم قتل بشعة مقتها الجميع وما زالت آثارها راسخة في عقول المكتوين بتبعاتها، وتستحق أن تكون سيناريو أفلام رعب بوقائع واقعية لا تحتاج إلى خيال إبداعي.   

قصص مثيرة لشباب فتكوا بأجساد أقاربهم الصغار من الجنسين، قبل أن يئدوا حقهم في الحياة، في لحظات طيش لم يقدروا عواقبها ليجدوا أنفسهم بين أسوار السجن الشامخة يقضون فيها سنوات من أعمارهم، لما لا ينفع الندم أو البكاء على أطلال ذكرى أليمة حفرت أخاديد عميقة في كيانات أسر شتت النزوة العابرة أركانها المتراصة.  

عم على مشارف الرشد، خنق أمل ابنة أخيه التي تعلقت به، بعدما انبطح لنزوة حيوانية. وزوج أغراه جسد ابنة زوجته الصغيرة، فنهشه دون رحمة. ولحام تربى بين أحضان أسرة قتل ابنتها بعدما هتك عرضها بأرض قفار. بعض من قصص واقعية مؤلمة لطفلات سقطن ضحيات جهل وكبت أقاربهم المتحولين إلى وحوش كاسرة.

يتذكر سكان دوار الزغاريين بجماعة الرتبة بتاونات، قصة خنق طفلة دون الثالثة، من طرف عمها ذي 17 سنة الذي عودها على مرافقته إلى متجر لإغراقها بالحلوى قبل أن يغلب شهوته الجنسية المكبوتة، مغرقا أسرتها القروية في بحر من الآلام لم تندمل رغم مرور سنوات طويلة على الحادث الأليم الذي هز أركانها. 

اختفت الطفلة بعد استئذانها والدتها لزيارة عمها أملا في هدية تفرحها كما ألفت ذلك. ازداد قلق الأم، قبل أن يستنفر الدوار سكانه بحثا عنها، بمن فيهم العم الذي صدق في حقه المثل الدارجي القائل "قتل الميت ومشا فجنازتو"، بعدما أوهم الجميع بصدق بحثه عنها وجهله مكانها، إلا أن الروح "عزيزة عند الله". 

أجهد العم في البحث عن ابنة أخيه، قبل أن يعود إلى منزله القريب من منزل والدها، إذ أخفى جثتها الصغيرة بصندوق خشبي بعدما خنقها بحزام سرواله بعد أن هتك عرضها، متمما حلقات مسلسل إجهازه عليها بعدما صرخت من شدة ألم مضاجعتها، دون أن يرأف لحالها أو يقدر عواقب ما قام به من فعل جرمي خطير.

كان يتصبب عرقا وهو يفتح الباب الموصد بعدما اشتد الطرق عليه، ما أثار شكوك الباحثين، وانتبه إليه قبل أن يطلق ساقيه للريح. حينئذ تيقن الجميع أن العم أجهز على الطفلة التي عثروا عليها بالصندوق، قبل اعتقاله ومتابعته وإدانته في حكم نهائي، ب12 سنة سجنا نافذا و50 ألف درهم تعويضا لأب الطفلة.  

ولا تقل إثارة من هذه القصة المؤلمة، تلك لطفلة ذات 7 سنوات، قتلها زوج أمها بعد هتكه عرضها بموقع قريب من حي عوينات الحجاج بفاس، قبل أن يخفي جثتها وينطلق مع الباحثين، في تنقيب حثيث عنها، متظاهرا بالجدية في ذلك، وحزنه على فراقها، دون أن تنطلي حيله على المحققين الذين سرعان ما اكتشفوا ألاعيبه.

كانت الضحية التلميذة حينئذ بمدرسة خصوصية، فاتنة ما حرك نزوة زوج أمها الخياطة، حيالها، إلى أن استفرد بها بموقع يبعد بكيلومترين من منزله بعين الجبلي بحي عوينات الحجاج، إذ شل حركتها وهتك عرضها دون فض بكارتها، قبل أن يخنقها بعد أن أشبع رغبته الجنسية منها، ليتخلص من جثتها.

وكانت شهادة طفلة حاسمة في تحديد هوية الزوج القاتل بعد العثور على جثة الضحية وسط الحقول بتجزئة قيد التجهيز بطريق صفرو قرب المستشفى الجامعي في اتجاه طريق سيدي احرازم، وعليها آثار عنف وتعذيب في الأذن والعنق والفرج، إذ صرحت أنها كانت مرفوقة بشخص تناديه "بابا" ما كشف ضلوعه في قتلها.

اعترف الزوج عامل البناء بتلقائية بما اقترفت يداه، على غرار لحام عايش نمو طفلة يافعة ذات 13 ربيعا، قبل أن يختطفها ويحتجزها بحقل بقرية نائية بجماعة الوادين بإقليم مولاي يعقوب، قبل أن يشبع نزوته منها ويقتلها ويحاول إحراقها، ويتركها في موقع خال، إلى أن عثر عليها وفتح تحقيق من قبل درك المنطقة.

كانت على الجثة حين العثور عليها، آثار ضرب وجرح وثيابها ممزقة من الكتف، فيما بدا شعرها وجزء من خدها محروقين، بشكل يوحي شروع الجاني في محو معالم جريمته بإحراق الجثة التي عثر عليها بعد 5 أيام من اختفاء الطفلة لما كانت تنتظر وسيلة نقل تقلها إلى إعدادية بمركز حمرية حيث تتابع دراستها. 

عبثا حاول اللحام المتهم الذي يعاني اضطرابات نفسية، إنكار المنسوب إليه ومسؤوليته في قتلها، قبل أن ينهار بعد مواجهته بأدلة وقرائن قاطعة، تؤكد قتله طفلة عاش مع أهلها سنوات طويلة، وكان مفروضا دفاعه عن شرفها وكرامتها، قبل أن يمرغها في التراب غير آبه ب"الملح والطعام".

ملصقات


اقرأ أيضاً
“فرانس24” تكتبها صاغرة: الصحراء مغربية
في تحول لافت ومفاجئ، كسرت قناة "فرانس24" واحدة من أبرز قواعدها التحريرية التي طالما أثارت استياء الرأي العام المغربي، وكتبت لأول مرة عبارة "الصحراء المغربية"، لتسقط بذلك أقنعة الحياد المزيف والانحياز المكشوف الذي طبع تغطيتها لملف الصحراء لعقود، بل وتضع نفسها – صاغرة – أمام حقيقة راسخة ميدانياً، سياسياً ودولياً.لسنوات طويلة، تحولت "فرانس24" إلى منبر دعائي غير رسمي يخدم أجندات لوبيات معادية للمغرب، سواء من داخل فرنسا أو من خارجها، حيث انتهجت سياسة تحريرية منحازة في تغطية قضية الصحراء المغربية. تقارير القناة ظلت تروج لخطاب الانفصال بشكل ممنهج، مستخدمة مصطلحات مشحونة، مستضيفة ضيوفاً معروفين بعدائهم للمغرب، في مشاهد إعلامية معدّة على "المقاس"، تعكس رغبة واضحة في فرض سردية لا علاقة لها بالواقع على الأرض. ورغم احتجاجات المغاربة، وموجات الغضب التي كانت تشتعل على شبكات التواصل الاجتماعي عقب كل تقرير مسيء أو "خريطة مبتورة"، ظلت القناة مصرة على استعمال مصطلح "الصحراء الغربية"، إلى درجة أن النطق بـ"الصحراء المغربية" كان بمثابة محرم قد يؤدي بالصحفي إلى الإقصاء أو الطرد، كما وقع في حالات معروفة. لكن، يبدو أن الرياح لم تعد تهب كما يشتهي مسيرو القناة، فالاعترافات الدولية المتتالية بسيادة المغرب على صحرائه، بدءاً بدول أوروبية، ثم دول إفريقية وعربية عديدة، وضعت الإعلام الغربي أمام أمر واقع لا يمكن تجاهله إلى ما لا نهاية. وفي ظل هذه المتغيرات الجيوسياسية، أصبح استخدام مصطلح "الصحراء الغربية" عبئاً حتى على الجهات الإعلامية التي ظلت تحاول لعب دور "الوسيط المحايد" في الظاهر، لكنها كانت تغذي الانفصال في الباطن.    
صحافة

انطلاق عملية استقبال طلبات الدعم المخصص لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع التواصل- عن انطلاق عملية استقبال ملفات طلبات الدعم العمومي لفائدة مؤسسات الصحافة والنشر وشركات الطباعة وشركات التوزيع، برسم سنة 2025، وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 ماي إلى غاية 26 يونيو 2025. وذكر بلاغ للوزارة أن ذلك يأتي استنادا إلى المرسوم رقم 2.23.1041 الصادر في 8 جمادى الآخرة 1445 (22 ديسمبر 2023)، بتحديد شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم العمومي الموجه لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، والقرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما. كما يأتي، حسب المصدر ذاته، استنادا إلى القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 677.25 الصادر في 23 من رمضان 1446 (24 مارس 2025) بتتميم القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما، وكذا قرار لوزير الشباب والثقافة والتواصل رقم 3195.24 صادر في 17 من جمادى الآخرة 1446 (19 دجنبر 2024)، بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع. وأشار البلاغ إلى أن ملف الطلب يجب أن يتضمن كافة الوثائق المحددة في القرار الوزاري رقم 3195.24، الصادر في 17 جمادى الآخرة 1146 (19 ديسمبر 2024) بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، لافتا إلى أن الملفات ترسل في صيغة إلكترونية إلى البريد الإلكتروني ([email protected]).
صحافة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة..منتدى مغربي يدعو إلى استقلالية الإعلام
دعا منتدى مغربي يهتم بقضايا المواطنة والإعلام بالمغرب، إلى "تكريس استقلالية الإعلام عن مراكز النفوذ السياسي والمالي". وطالب "منتدى الإعلام والمواطنة"، في بيان له بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة، بضرورة توفير الضمانات القانونية والمؤسساتية الكفيلة بحماية الصحافيين. ويتم تخليد هذا اليوم العالمي، هذا العام تحت شعار: "الصحافة في وجه التضليل... الحقيقة أولاً." ودعا المنتدى، في السياق ذاته، إلى إطلاق نقاش وطني حول إصلاح شامل للإعلام المغربي، بما يحقق التوازن بين الحرية والمسؤولية، ويرسّخ أخلاقيات المهنة، ويواكب التحولات التكنولوجية الجديدة. كما دعا إلى تحرير الإعلام العمومي في إطار ورش الإصلاح والتحرير وفتح فضاءاته وبرامجه للنقاش السياسي والاجتماعي والثقافي الحر والمتعدد، حتى يمكن أن يكون قادرا على مواجهة تداعيات المرحلة الراهنة.
صحافة

يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
صحافة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة