لاتزال تداعيات قضية السجين الفرنسي الذي يتهم موظفين بسجن لوداية بمراكش بالنصب والاحتيال، تتفاعل داخل المصالح المركزية للمندوبية العامة لإدارة السجون، بعد أن دفعت الأخيرة بلجنة جديدة للتحقيق في هذه القضية على ضوء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها موظف موقوف لـ"كش24".
وقالت مصادر موثوقة، إن لجنة من المصالح المركزية للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يرتقب أن تحل اليوم الثلاثاء بسجن لوداية للتحقيق من جديد في هذه القضية، حيث من المنتظر الإستماع لقائد السجن الموقوف ورئيس المعقل الذي يتهمه الأول بالوقوف وراء كل مظاهر الفساد التي تعصف بهذه المؤسسة السجنية.
إلى ذلك، علمت الجريدة أن الظابطة القضائية بمراكش استمعت إلى الموظف المذكور وهو برتبة قائد سجن على خلفية تصريحاته لـ "كش24" والتي تضمنت معطيات صادمة عن بعض ما يجري داخل أسوار هذا السجن.
وأكد مصدر مقرب من المعني، أن أسئلة الضابطة القضائية انصبت حول المعطيات التي أدلى بها للجريدة والإتهامات التي وردت على لسان السجين الفرنسي.
وكان الموظف " ع، ع"، اعتبر قرار توقيفه مجحفا وضربا من الانتقام من قبل رئيس المعقل بالسجن المذكور وبعض الموظفين ومن وصفهم باللوبيات المتحكمة في مفاصل السجن، بعد تفجيره لملف المعتقل الفرنسي الذي اتهم المدير السابق”م، ا” بالنصب عليه بمعية الموظف الآخر الذي تم توقيفه بموجب القرار المذكور أعلاه.
واتهم المتحدث رئيس المعقل بمعية جهات أخرى بإنجاز تقرير مطبوخ ومفتعل في هذه النازلة التي هزَّت أركان هذه المؤسسة السجنية، للتخلص منه لا لشيء سوى لرفضه الإنخراط في الفساد المستشري داخل السجن وفضحه للتجاوزات التي يعرفها والتي تعد قضية الفرنسي من بين تجلياتها.
واضاف بأن رئيس المعقل خلق واقعين متناقضين داخل سجن لوداية يجسدان التفاوتات الطبقية في أبشع صورها، من خلال تخصيص جناح “أ” الذي يطلق عليه السجناء اسم أبوظبي، للمعتقلين من الأغنياء والمحظوظين مقابل علاوات قد تصل لألآف الدراهم، في الوقت الذي خصص فيه جناح”ج” الذي يطلق عليه اسم “المرستان” والذي يشرف عليه الموظف الموقوف، للمحكومين بالمؤبد والمدانين في جنايات كالسرقة والإغتصاب ممن يصعب ترويضهم.
واشار المتحدث إلى أن رئيس المعقل وهو المكلف بتوزيع المهام على الموظفين والذي بدت عليه آثار النعمة بعد تشييده منزلا بحي سيدي يوسف بن علي، يعرف السجن في عهده استشراء للمخدرات، والشدود الجنسي، والتعذيب النفسي وهو ما يفسر بحسبه حالات محاولات الانتحار التي اقدم عليها السجناء ودخول بعضهم في اضرابات عن الطعام.
واستطرد الموقوف بأن رئيسه في العمل بمعية من وصفهم باللوبي الذي يدور في فلكه حاول النيل منه مرات عدة ودفع بهم الأمر إلى الحصول على هاتف زوجته لتمرير مكالمات تحريضية ضده لزعزعة استقراره الأسري، بل إن غريمه لم يتوانى في اتهامه بالإرهاب والانتماء لجماعات متطرفة.