مجتمع

تدريس الأمازيغية في المغرب.. مكسب مهم يواجه صعوبات


كشـ24 نشر في: 23 أبريل 2021

تسعى وزارة التربية الوطنية في المغرب لتحسين مناهج اللغة الأمازيغية للتعليم الابتدائي، وإطلاق نسخ جديدة من الكتب المدرسية للغة الدستورية الثانية في المملكة، بدءا من الموسم الدراسي المقبل 2021-2022.وكانت الوزارة استأنفت عمل اللجنة المشتركة بينها وبين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهو مؤسسة رسمية تعنى بشؤون الأمازيغية، في بداية السنة، بعد توقف لأكثر من 6 سنوات.وانخرطت الوزارة في تدريس اللغة الأمازيغية في المغرب منذ أكثر من 17 عاما بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فيما لم ترق هذه العملية إلى مستوى تطلعات الأطر التربوية الأمازيغية والباحثين الأمازيغ.نقطة مفصليةوقبل أن ينص دستور 2011 في المملكة لأول مرة على رسمية اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية، كان خطاب الملك محمد السادس بأجدير، وهي منطقة أمازيغية وسط المغرب، عام 2001، نقطة مفصلية في تعامل الدولة مع الثقافة واللغة الأمازيغيتين، إذ قرر إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مع التأكيد على أن "الأمازيغية مكون أساسي للثقافة الوطنية".وإثرها اعتمدت المملكة منذ سنة 2003 تدريس الأمازيغية في المرحلة الابتدائية للتعليم العمومي، على أن يتم تعميمها تدريجيا على باقي المستويات، وذلك بالتعاون بين وزارة التربية الوطنية والمعهد الملكي الذي يعنى بالأمازيغية في البلاد.ويقول المسؤول في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عبد السلام خلفي: "بعد هذه السنوات من إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، تحققت بعض المكاسب المهمة سواء على المستوى الكمي أو على المستوى النوعي".وأوضح خلفي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "من أهم المكتسبات وضع منهاج للغة الأمازيغية وتأليف الكتب المدرسية للمستويات الست من التعليم الابتدائي، ووضع برامج لتكوين الآلاف من معلمي اللغة الأمازيغية، وتأهيل المئات من الموظفين التربويين بمختلف الفئات".كما صاحب هذا كله "إصدار العديد من المؤلفات المرجعية والدراسات التشخيصية سواء في مجال اللغة أو الثقافة أو غيرهما، إضافة إلى إنتاج العديد من القصص المصورة والمعاجم المدرسية والموارد الرقمية"، وفقا للمسؤول.إنجاز كبيرومن جهة أخرى، اعتبر المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف محمد المساوي، أن "ولوج اللغة الأمازيغية إلى المدرسة سنة 2003 شكل قفزة تاريخية مهمة، إذ لأول مرة طيلة فترة ما بعد 1956 تكون لغة يتم تدريسها في المدرسة المغربية، بما تم توفيره من موارد مالية لتكوين"، معتبرا ذلك "إنجازا كبيرا نظرا لأهميته التاريخية والرمزية الكبيرة، ودوره التثقيفي والتوعوي المهم".كذلك يرى المساوي أن "تمكن التلاميذ الذي درسوا هذه اللغة، وإن في مستويات محدودة ومتقطعة، من كتابة وقراءتها ونقطها في وقت وجيز، إنجاز كبير ومؤشر حيوي لمدى قبول هذه اللغة لكي تندرج بكل سلاسة في العملية التعليمية والتربوية"، بحسب ما يقول في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية".عقبات أساسيةغير أن المتحدث نفسه يشدد على اللغة الأمازيغية ومنذ أكثر من عقد من الزمن، "لا زالت تدور في نفس الدوامة، إذ لم تتجاوز نسبة التغطية ما يقارب حوالي 5 بالمئة من التلاميذ على المستوى الوطني، وهو رقم كاف للتدليل على وضعية الأمازيغية في المدرسة العمومية بعد حوالي 10 سنوات من إقرارها لغة رسمية".وتابع الباحث الأمازيغي، أنه "لم توفر شروط الانطلاقة الفعلية والحقيقية لتدريس الأمازيغية بشكل جاد ومسؤول، سواء من حيث إعداد المدرسين أو المقررات الدراسية أو توفير الشروط التربوية أسوة بباقي المواد الأخرى".كما يشخص خلفي الإكراهات الأساسية في تحقيق واقع أفضل لمنظومة تدريس الأمازيغية، قائلا: "في إشكالية تعميم اللغة الأمازيغية عموديا وأفقيا، انطلاقا من ضعف الموارد البشرية المؤهلة، إضافة غياب مادة الأمازيغية عن الامتحانات الأساسية، ثم ضعف الحيز الزمني المخصص لها، مما يجعلها لا تتبوأ أبدا مكانة اللغة الرسمية".وفي السياق ذاته، أكد رئيس الجمعية الإقليمية لأساتذة اللغة الأمازيغية بمدينة تزنيت (جنوبي المغرب) أحمد الداهوز، أن "الوزارة كانت تتوقع أن يكون هناك تعميم أفقي وعمودي للأمازيغية في المرحلة الابتدائية في حدود سنة 2012، ونحن الآن في 2021 ولم يتحقق ذلك بعد".ويرى الداهوز في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن " تعميم الأمازيغية رهن برفع عدد المناصب المخصصة كل سنة، والتعامل مع الملف بالشكل الذي يستحقه".وكانت وزارة التربية الوطنية أعلنت أن "تكوين أساتذة الأمازيغية لتوظيفهم سينتقل إلى 400 أستاذ ابتداء من السنة المقبلة"، عوض العدد الضعيف الذي لم يكن تجاوز 80 أستاذا في السنة سابقا.المصدر: سكاي نيوز

تسعى وزارة التربية الوطنية في المغرب لتحسين مناهج اللغة الأمازيغية للتعليم الابتدائي، وإطلاق نسخ جديدة من الكتب المدرسية للغة الدستورية الثانية في المملكة، بدءا من الموسم الدراسي المقبل 2021-2022.وكانت الوزارة استأنفت عمل اللجنة المشتركة بينها وبين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهو مؤسسة رسمية تعنى بشؤون الأمازيغية، في بداية السنة، بعد توقف لأكثر من 6 سنوات.وانخرطت الوزارة في تدريس اللغة الأمازيغية في المغرب منذ أكثر من 17 عاما بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فيما لم ترق هذه العملية إلى مستوى تطلعات الأطر التربوية الأمازيغية والباحثين الأمازيغ.نقطة مفصليةوقبل أن ينص دستور 2011 في المملكة لأول مرة على رسمية اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية، كان خطاب الملك محمد السادس بأجدير، وهي منطقة أمازيغية وسط المغرب، عام 2001، نقطة مفصلية في تعامل الدولة مع الثقافة واللغة الأمازيغيتين، إذ قرر إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مع التأكيد على أن "الأمازيغية مكون أساسي للثقافة الوطنية".وإثرها اعتمدت المملكة منذ سنة 2003 تدريس الأمازيغية في المرحلة الابتدائية للتعليم العمومي، على أن يتم تعميمها تدريجيا على باقي المستويات، وذلك بالتعاون بين وزارة التربية الوطنية والمعهد الملكي الذي يعنى بالأمازيغية في البلاد.ويقول المسؤول في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عبد السلام خلفي: "بعد هذه السنوات من إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، تحققت بعض المكاسب المهمة سواء على المستوى الكمي أو على المستوى النوعي".وأوضح خلفي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "من أهم المكتسبات وضع منهاج للغة الأمازيغية وتأليف الكتب المدرسية للمستويات الست من التعليم الابتدائي، ووضع برامج لتكوين الآلاف من معلمي اللغة الأمازيغية، وتأهيل المئات من الموظفين التربويين بمختلف الفئات".كما صاحب هذا كله "إصدار العديد من المؤلفات المرجعية والدراسات التشخيصية سواء في مجال اللغة أو الثقافة أو غيرهما، إضافة إلى إنتاج العديد من القصص المصورة والمعاجم المدرسية والموارد الرقمية"، وفقا للمسؤول.إنجاز كبيرومن جهة أخرى، اعتبر المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف محمد المساوي، أن "ولوج اللغة الأمازيغية إلى المدرسة سنة 2003 شكل قفزة تاريخية مهمة، إذ لأول مرة طيلة فترة ما بعد 1956 تكون لغة يتم تدريسها في المدرسة المغربية، بما تم توفيره من موارد مالية لتكوين"، معتبرا ذلك "إنجازا كبيرا نظرا لأهميته التاريخية والرمزية الكبيرة، ودوره التثقيفي والتوعوي المهم".كذلك يرى المساوي أن "تمكن التلاميذ الذي درسوا هذه اللغة، وإن في مستويات محدودة ومتقطعة، من كتابة وقراءتها ونقطها في وقت وجيز، إنجاز كبير ومؤشر حيوي لمدى قبول هذه اللغة لكي تندرج بكل سلاسة في العملية التعليمية والتربوية"، بحسب ما يقول في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية".عقبات أساسيةغير أن المتحدث نفسه يشدد على اللغة الأمازيغية ومنذ أكثر من عقد من الزمن، "لا زالت تدور في نفس الدوامة، إذ لم تتجاوز نسبة التغطية ما يقارب حوالي 5 بالمئة من التلاميذ على المستوى الوطني، وهو رقم كاف للتدليل على وضعية الأمازيغية في المدرسة العمومية بعد حوالي 10 سنوات من إقرارها لغة رسمية".وتابع الباحث الأمازيغي، أنه "لم توفر شروط الانطلاقة الفعلية والحقيقية لتدريس الأمازيغية بشكل جاد ومسؤول، سواء من حيث إعداد المدرسين أو المقررات الدراسية أو توفير الشروط التربوية أسوة بباقي المواد الأخرى".كما يشخص خلفي الإكراهات الأساسية في تحقيق واقع أفضل لمنظومة تدريس الأمازيغية، قائلا: "في إشكالية تعميم اللغة الأمازيغية عموديا وأفقيا، انطلاقا من ضعف الموارد البشرية المؤهلة، إضافة غياب مادة الأمازيغية عن الامتحانات الأساسية، ثم ضعف الحيز الزمني المخصص لها، مما يجعلها لا تتبوأ أبدا مكانة اللغة الرسمية".وفي السياق ذاته، أكد رئيس الجمعية الإقليمية لأساتذة اللغة الأمازيغية بمدينة تزنيت (جنوبي المغرب) أحمد الداهوز، أن "الوزارة كانت تتوقع أن يكون هناك تعميم أفقي وعمودي للأمازيغية في المرحلة الابتدائية في حدود سنة 2012، ونحن الآن في 2021 ولم يتحقق ذلك بعد".ويرى الداهوز في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن " تعميم الأمازيغية رهن برفع عدد المناصب المخصصة كل سنة، والتعامل مع الملف بالشكل الذي يستحقه".وكانت وزارة التربية الوطنية أعلنت أن "تكوين أساتذة الأمازيغية لتوظيفهم سينتقل إلى 400 أستاذ ابتداء من السنة المقبلة"، عوض العدد الضعيف الذي لم يكن تجاوز 80 أستاذا في السنة سابقا.المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
ما بقاتش ليهم بلاصة.. جمهور مهرجان الفنون الشعبية بمراكش يصطدمون بسوء التنظيم
تفاجأ العشرات من جمهور مهرجان الفنون الشعبية بمراكش ليلة امس السبت 5 يوليوز، بمنعهم من ولوج قصر البديع لمتابعة فعاليات المهرجان رغم توفرهم على تذاكر ودعوات لولوج الفضاء. وحسب ما عاينته كشـ24 فقد تسبب سوء التنظيم، وعدم توفير الاماكن الكافية، في امتلاء الفضاء المخصص لفعاليات المهرجان داخل قصر البديع، و اتخاذ قرار بمنع ولوج اعداد اضافية، ما جعل العشرات يحتشدون امام مدخل قصر البديع بعد منعهم من الدخول بالرغم من توفرهم على تذاكرهم، ما أعاد الى الاذهان ما وقع في مهرجان موازين قبل ايام. وقد عبر عدد من المتضررين عن استيائهم من سوء التنظيم، علما ان تداعيات سوء التنظيم طفت على السطح خارج فضاء قصر البديع حيث تسبب احتشاد الجماهير في اختناق مروري كبير بالمنطقة.
مجتمع

كشـ24 تنقل بالفيديو اقوى لحظات الاحتفال بعاشوراء وجهود إخماد “الشعالات” بمراكش
شهدت مدينة مراكش خلال ليلة عاشوراء تعبئة ميدانية مكثفة من طرف السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني وأعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، في إطار خطة أمنية محكمة همّت مختلف الملحقات الإدارية، بهدف تأمين الأحياء ومنع أعمال الشغب المرتبطة بطقوس إشعال النيران. وقد تميزت تدخلات هذه الليلة، التي استمرت إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بتجاوب فوري واستباقي، بمختلف الاحياء المعروفة بطقوس الاحتفال بعاشوراء، و هي التدخلات التي واكبتها كشـ24 لحظة بلحظة و رصدت اقوى اللحظات فهيا. 
مجتمع

رغم جهود السلطات والامن.. الشعالات تؤثت احتفالات عاشوراء بمراكش
رغم التعبئة الميدانية الواسعة التي باشرتها السلطات المحلية والأمنية بمراكش، بمختلف ملحقاتها الإدارية، ورغم الحملات الوقائية الاستباقية التي استهدفت مصادر الخطر المتمثلة في الأخشاب والعجلات المطاطية، لم يخلُ مشهد ليلة عاشوراء من تسجيل إشعال "الشعالات" في عدد من أحياء المدينة العتيقة. وشهدت أحياء معروفة باحتضانها لهذا الطقس التقليدي، كـسيدي يوب، وسبتيين، وباب إيلان، مشاهد إشعال النيران في الأزقة، وسط تجمهر أطفال ومراهقين، وبعض الفضوليين من الساكنة، في تحدٍ واضح للتوجيهات الرسمية التي دعت إلى تجنب هذه الممارسات لما تشكّله من خطر على الأرواح والممتلكات.ورغم الانتشار المكثف لرجال الأمن، وأعوان السلطة، وعناصر القوات المساعدة، فإن بعض البؤر استطاعت التملص من الرقابة، مما استنفر وحدات الوقاية المدنية، التي تدخلت على وجه السرعة لإطفاء عدة نيران اندلعت في أماكن متفرقة.وحسب ما عايمته كشـ24 فقد كانت جل تدخلات السلطات و الوقاية المدنية تتم وسط ظروف صعبة أحيانًا بسبب ضيق الأزقة أو تجمهر المواطنين كما ان بعض التدخلات واجهت عراقيل، إما بسبب التجمهر أو التصرفات غير المسؤولة من بعض المراهقين.
مجتمع

لغاية الساعات الاولى للصباح.. هكذا استنفرت شعالات عاشوراء سلطات مراكش
شهدت مدينة مراكش خلال ليلة عاشوراء تعبئة ميدانية مكثفة من طرف السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني وأعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، في إطار خطة أمنية محكمة همّت مختلف الملحقات الإدارية، بهدف تأمين الأحياء ومنع أعمال الشغب المرتبطة بطقوس إشعال النيران. وقد تميزت تدخلات هذه الليلة، التي استمرت إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بتجاوب فوري واستباقي، خاصة على مستوى الملحقة الإدارية سيبع الجنوبي، التي عرفت تحركات مكثفة تحت إشراف مباشر لقائد الملحقة، وبحضور باشا منطقة سيدي يوسف بن علي.وفي سياق التدخلات، تم شن حملة واسعة لجمع العجلات المطاطية والأخشاب الجافة المعدّة للإحراق، حيث استعانت السلطات بشاحنة تابعة للمستودع البلدي، مكنت من تطهير عدد من الأزقة والنقاط السوداء التي تشهد عادة محاولات إشعال "الشعالة".ورغم المجهودات المسبقة، أقدم بعض الأشخاص على إضرام النار خلف إعدادية الصفاء، ما استدعى تدخلًا عاجلًا لرجال الوقاية المدنية الذين تمكنوا من السيطرة على الحريق، رغم تعرض شاحنتهم للرشق بالحجارة من طرف بعض المتشردين، مما تسبب في تهشيم زجاجها الأمامي.هذه الأحداث لم تثنِ السلطات المحلية عن مواصلة تدخلاتها بشكل متواصل، إذ ظلت عناصر السلطة وأعوانها وعناصر الحرس الترابي مرابطين حتى الساعات الأولى من الصباح، في تأكيد واضح على الجدية والحرص على حماية أرواح وممتلكات المواطنين.وتأتي هذه التدخلات في سياق عام شهدت فيه مدينة مراكش انخراطًا واسعًا لرجال السلطة بجميع الملحقات، الذين عملوا بتنسيق تام على التصدي للممارسات غير المشروعة المصاحبة لطقوس عاشوراء، في مشهد يعكس يقظة جماعية وتنسيقًا ميدانيًا فعالاً حافظ على أمن وسلامة الساكنة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة