أوفت الدورة الـ 19 لمهرجان "ربيع موسيقى ليزاليزي"، الذي يستمر إلى غاية اليوم الأحد بالصويرة، بجميع وعودها، حيث مكنت هذه التظاهرة كالمعتاد، الموسيقيين الشباب لبرنامج "مزايا" من التألق وإبراز مواهبهم الفنية.وفي هذا الإطار، حظيت مجموعة من الموسيقيين الشباب، أول أمس الحمعة بالفضاء الرمزي "دار الصويري"، بشرف تقديم حفلة موسيقية بإيقاعات مذهلة ومتفردة، أمام جمهور من عشاق موسيقى الغرفة والفن الغنائي (الليريكي).ففي أجواء احتفالية، حرص هؤلاء الموسيقيون الشبان على إرضاء الجمهور الغفير بمجموعة مختارة من المقاطع الأصيلة التي أبدعتها أنامل عظماء هذه الموسيقى الأنيقة والرائعة، مثل شومان وموزار وبرامز، في ما يعد تأكيدا على أن الجيل القادم سيواصل حمل مشعل التألق في هذا المجال.وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل الحميمي والمليء بالأحاسيس تميز بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة - موكادور، السيد أندري أزولاي، وثلة من أبرز ضيوف هذا المهرجان.ويشمل البرنامج الاجتماعي والتربوي "مزايا"، الذي تم إطلاقه في سنة 2012 من قبل مؤسسة "تينور للثقافة"، الأطفال الصغار الموهوبين والشغوفين والمتحمسين لمسار مهني جيد للغاية، على الرغم من انحدارهم من أوساط معوزة وانقطاعهم عن الدراسة. ويرتكز هذا البرنامج على إتاحة الفرصة للمستفيدين من أجل الولوج إلى مهنة موسيقي محترف، من خلال منهج موسيقي معمق. إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد لأن هؤلاء الأطفال يتلقون، في إطار تكوينهم، دروسا في اللغتين العربية والفرنسية وكذا في الرياضيات والتفتح العلمي بهدف محاربة الأمية.ويستجيب هذا البرنامج لثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في هدف اجتماعي يرتكز على جعل الموسيقى وظيفة ووسيلة لمكافحة الهشاشة، وهدف تربوي من خلال مكافحة ظاهرة الهدر المدرسي، وهدف موسيقي من خلال تكوين موسيقيي المستقبل، وذلك من أجل المتعة والفرح للجميع.